راشد عيسىصفحات الناس

خلايا داعش” تحاول إسكات كفرنبل/ راشد عيسى

اتهم مدير دائرة الإعلام في الحكومة السورية  المؤقتة منهل باريش “خلايا داعش النائمة” بمحاولة اغتيال الناشط المعروف، رائد فارس، رئيس المكتب الإعلامي في كفرنبل. باريش قال لـ”المدن” “إن حالة فارس مستقرة، بعدما قام ملثمان بإطلاق مخزنين من بندقية كلاشنكوف باتجاهه، لتصيبه منها طلقتان اخترقتا الظهر واستقرتا في البطن”.

باريش قال أيضاً إن فارس على ما يبدو “لم يصرخ عندما أصيب، وربما هذا ما طمأن المجرمين بأنه قتل، فركبا سيارة كانت بانتظارهما

عند رأس الشارع”. باريش وصف فارس بالقول “إنه عنوان للناشط المتجذر في بلده، الذي يعمل بصمت وهدوء، عرفه الملايين وأحبوه من خلال لافتات كفرنبل. كانت لافتاته  بوصلة الثورة السورية”.

ليس هذا هو الاعتداء الأول التي تواجهه واحدة من أبرز البلدات الثائرة في سوريا. فبعدما أعلنت البلدة تحررها من قوات النظام السوري أعلنت أنها باتت محتلة من قبل كتائب “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وقد تعرضت مراراً إلى اقتحام لمكتبها الإعلامي حيث سرقت معداته، كما اعتُدي على مقرات أخرى لـ”باص الكرامة”، وصحف صادرة في البلدة، كما اعتقل ناشطون واستشهد آخرون، قبل أن تُطرَد كتائب “داعش” نهائياً من البلدة على أيدي كتائب “الجيش الحر”.

وقد سبق لرائد فارس أن قال “إن تنظيم “داعش” ضد المركز الإعلامي بشكل عام، لأننا استهدفناه على وجه التحديد بانتقادات في احتجاجاتنا عبر ملصقاتنا ولافتاتنا. أظهر ملصق عضواً في “الجيش السوري الحر” يحارب النظام ويقف وراءه مقاتل من “داعش” يطعنه في ظهره. ورفعنا لافتة تقول “إلى غير السوريين، ارحلوا عن بلدنا”.

ويبدو أن ذلك ما يدفع بعض زملاء فارس للاعتقاد أن مداهمات “داعش” لمقر المكتب الإعلامي في كفرنبل سابقاً كانت تستهدف فارس بالذات، الذي لم يكن في البلدة آنذاك.

يتحدث زملاء فارس عن روحه المرحة المفعمة بالأمل، الذي كان يشيعه أينما حلّ، ويبدو أنه، إلى جانب زميله صاحب رسومات كفرنبل، أحمد جلل، أحد أبرز أسرار روح المرح في لافتات ورسوم البلدة ذائعة الصيت. أما عن فاعليته فإن اليوتيوب يوثق حضوره الدائم على رأس فعاليات البلدة في مناوئتها للنظام.

يبدو أن كفرنبل ستظل مستهدفة، إن كان من قوات النظام، وهي كانت واضحة معه منذ البداية حين أعلنته محتلاً، أو من “داعش”، وسواها من الطغاة الذين يتبادلون الوجوه والأقنعة. ذلك أن كفرنبل نذرت نفسها، لا لتكون ضد حاكم بعينه، بل لتكون اسماً للحرية.

كفرنبل بأبنائها وطرقهم في التعبير تبقى من أبرز الأمثلة على نضال الثورة السورية السلمي والمدني، وهي مثال سيظل يحرج كثيراً ممن يزعمون اختفاء الثورة، والناس الذين صنعوا الثورة وتوزعهم على مختلف الكتائب المسلحة . كانت كفرنبل دائماً هي دليلنا على استمرار الأشكال الأولى للثورة، ولذلك فإن هناك من يقاتل بعناد لدحض هذا الدليل.

عائلة رائد فارس الصغيرة، زوجته وأبناؤه، في انتظاره اليوم، كذلك عائلته السورية التي تدعو له أن يبقى، وتبقى بلدته على قيد الحرية، والحياة.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى