صفحات الناس

رداً على ظاهرة خلع الحجاب… فتيات سوريات يطلقن حملة «تحدي الحجاب» للتعبير عن هويتهن/ يمنى الدمشقي

 

 

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: ازدادت في الفترة الأخيرة ظاهرة خلع الحجاب لدى عدد كبير من الفتيات السوريات، لاسيما من تمكنت منهن من الخروج من مجتمعها والانعتاق من محيطها، وبعضهن وصلن إلى أوروبا ووجدن فيها ملاذاً آمناً لممارسة حريتهن، على أن أوروبا لم تكن سبباً أساسياً في لجوئهن إلى هذه الظاهرة بمقدار ما كان عدم قناعتهن التامة بما فرض عليهن مبرراً لذلك.

ولأن فتيات سوريات أخريات آمنَّ بأن هؤلاء يمارسن حقوقهن بشكل كامل ولا يحق لأحد محاسبتهن مع اختلافهن بما قمن به فقد بادرن بإطلاق حملة «تحدي الحجاب» في محاولة منهن لتعميق إيمانهن بقضيتهن ولباسهن الإسلامي جاهدين في حملتهن في عدم مهاجمة أحد وإنما التعبير عن هويتهن وانتمائهن.

وتقول شيماء محمد، التي أطلقت الحملة في حديث خاص لـ»القدس العربي»: استلهمنا فكرة الحملة من حملة تحدي الأعمال الصالحة التي انتشرت مؤخراً لجمع لتبرعات للمنكوبين السوريين، لكنها أخذت بعداً أعمق إذ تقوم هذه الحملة أساساً على تجارب شخصية خاصة لمن ارتدين الحجاب، وعن السبب الذي دعاهن لارتدائه أو التمسك به، ولأننا نبحث عن طريقة مختلفة للرد على كل من تخلع حجابها بعيداً عن التجريح أو الانتقاص من قيمتها وشرفها أحياناً، ولأن البعض ممن خلعن الحجاب بتن يشجعن غيرهن على القيام بذلك، وكأن نهاية الفتاة يجب أن تكون بخلع حجابها، فقد بادرنا بالقيام بهذه الحملة.

وتضيف شيماء أن للحملة ثلاثة أهداف، وهي «خلق حالة من التوازن على الساحة العامة، فبدل أن أتصفح «فيسبوك» وأشاهد فيديوهات وأتابع أخبارا لفتيات خلعن حجابهن، أرى أخريات رغم الضغوط لا يزلن متمسكات به، وهدف آخر وهو نشر ثقافة الرد الراقي مهما كانت التصرفات مستفزة، وأخيراً نطمئن الفتاة المحجبة خاصة في أوروبا أننا بجانبها وليست وحدها وبالفعل البعض منهن اعترفن أنهن بتن في أوروبا أقوى وزاد تمسكهن بالحجاب، ونطمح للتواصل مع كل من شارك في هذا التحدي ومن آمن بهذه القضية للاستفادة من خبرات الجميع وخلق حراك مستقبلي بناء».بينما تقول هزار نجار وهي إحدى المشاركات في الحملة، ومقيمة في كندا «تناول موضوع الحجاب على أنه تخلف، بالإضافة إلى الحديث المستمر عن الإسلاموفوبيا، هو ما دفعني للمشاركة في هذه الحملة، والأسوأ من ذلك هو من ينعت المحجبة أو الملتحي بهذه الصفات وهو مسلم بل ويبرر لنفسه الغوص في تفاصيل حياته من منطلق الاندماج أو مواكبة التقدم فيقحم نفسه في حياتهم الخاصة».

وتتابع «ما أريد قوله من يريد أن يسأل عن جوهر الدين فأمامه ألف سبيل وليس علي أن أبرر للجميع ما أريد وكيف أتصرف، بالمقابل لن أكون عدوانية عندما أتبع قناعاتي، أما من يريد أن يسدي النصائح عن فوائد الحجاب ومضاره وإن كان تشريعاً إسلامياً أم لا، فهنا سيكون الرد حتماً هجوميا وليس دفاعيا، لأني ضد أن تكون الفتاة في موقف تبرير مستمر وكأنها ارتكبت جريمة، يجب أن تكون دائماً الطرف الأقوى، لا يحق لأحد أن يملي على الفتاة ما تفعل سواء بالتقيد بالحجاب من عدمه أو اللباس أو حتى المصافحة».

وختمت هزار «على الرغم من إقامتي في بلد غربي غير إسلامي إلا أني لم أواجه أي مشاكل أو انتقادات بسبب حجابي حتى الآن، ولم يشكل عائقاً في حال اندماجي في هذا المجتمع».

أما نور حاج، وهي إحدى المشاركات في الحملة، فتقول «الحجاب هو مظهر ديني وهوية إسلامية أعتز بها، والحجاب هو رمز إسلامي سواء في سوريا أو في أوروبا ومن غير المنطقي أن نفرض ثيابنا وفقاً للبلد الذي نعيش به، أنا شخصياً أعيش حياة طبيعية في مجتمع أوروبي، أرتدي الحجاب مع تقبل واضح من المجتمع لي».

وأضافت «رسالتي بالمقام الأول هي للمحجبة التي أقدمت على خلع الحجاب مع تقديم تبريرات غير منطقية لذلك، وفي المقام الثاني للمحجبات اللواتي حافظن حتى الآن على حجابهن رغم تعرض بعضهن للمضايقات، وأخيراً لصديقاتي غير المحجبات واللواتي أعتز بهن كثيرا»ً.

وبالنسبة لتسنيم صوان، وهي فتاة غير محجبة، فتقول لـ»القدس العربي»، «الحملة كانت منصفة، وكوني غير محجبة لم أحس لحظة أن الحملة تهاجمني فمن حق الجميع أن يعبر عن رأيه ويقرر ما يخص حياته بعيداً عن قرارات المجتمع وحكمه، ولا يحق لأحد أن ينتقص من قيمة هذا الرمز، وقوة الحملة جاءت من أنها تساعد الكثيرات على فهم رمزية الحجاب بعيداً عن الشكل التقليدي له من أنه عادة وليس عبادة».

القدس العربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى