أحمد عمرصفحات الناس

روحه في مناخيره/ أحمد عمر

 

 

“اللي ح يقرب لها ح شيلوا من وش الأرض”

ارتأى أبو جونيور الترامبي الريختري أن يتأسى بالسيسي، لا ببشار الأسد الذي يشاع أن جفنه علّم الغزل، وأصيب بجلطة الفرح بعد الانتصارات الماحقة الساحقة على الإرهاب.  قد لا يكون متأسياً بالسيسي، وإنما بقابيل، فهو أسوة الثلاثة. العنصرية غريزة أصلية.

اشتهى ساكن البيت الأبيض طبخة السبع دول من أول فطور، ورفع توقيعه الريختري أمام الكاميرات، توقيعه لوحة خط أمريكاني “بريك دانس”، بقياس حوالي عشرة هرتز على مقياس ريختر، شعر بهزَّتها العالم كله.  أنسانا الألم الذي رضعناه، فأمريكا ماما العالم، وبوتين باباه الحالي! بين فلاديمير زبيبة و دونالد بن قراد أخوة منهج، دليل ذلك  إقالة بوتين موظفين كبار في المخابرات الروسية حرصا على ترامب من رذاذ بول الغانيات الروسيات .

الرقم سبعة رقم مقدس.  ترامب ليس عسكريا مثل السيسي، لكنه رئيس شركة كبيرة. إنه كاوبوي، جنرال مال، رأس المال جبان، أمريكا في عهد ترامب بعد الهجوم الذئبي الشرس على أفغانستان والعراق والصومال تنوي اتخاذ وضعية القنفذ.

منع الرئيس مواطني سبع دول إسلامية من دخول فردوس الولايات المتحدة، التأشيرة الأمريكية منحة إلهية، وقد مُنعتْ،  المكسيك دولة مسيحية، شبه محظورة، لكنها ليست في دائرة الرقم المقدس.

أمريكا هي الأولى في نظام الحمايات والحراسة والصيانة، وهي الأوفى حظا في الجرائم. عطلت تأشيرات الحاصلين عليها، حتى لو كانوا حاصلين على امتياز “الغرين كارت”، يقال إنها وفاء وعودٍ انتخابية، الديمقراطية لعنة إذا لم يرافقها الرشد، أغلب الظن أنها غريزة أمريكية أساسية.

لعل قرار ترامب سببه متلازمة “كوكلاس كلان” التي تحولت من اللون إلى المعتقد، من السود إلى المسلمين، وكانت الكراهية قبل السود موجهة نحو سكان أمريكا الأصليين. رأينا مشهداً فريداً في فيلم “الباحثين”، وهو فلم كاوبوي ركيك خال من المنطق العقلي والفني أيضاً، مصنف في قائمة أفضل مائة فيلم في العالم! وفيه ينال أحد أبطال الفيلم البيض جارية هندية، فتخدمه، ثم تستلقي بجواره، فينتبه لها، فيرفسها بقدميه رفسة، لم يُرَ لها مثيلا حتى في أفلام جاكي شان.

قد وعد السموأل الأمريكي ناخبه وسيفي به! ويشاع أنه سيضم إلى القائمة أربع دول أخرى، هي مصر والسعودية وأفغانستان وباكستان. عناد أبطال الأفلام الأمريكية معروف، الكاوبوي النمطي لا يفكر سوى في الثأر، لا تغرنّك العمارات العالية، والميديا.

المصريون لم ينتظروا قرار ضمهم إلى قائمة ترامب السوداء، وكان يُتوقع أن تفرح بها النخبة، لولا أنها هي وحدها التي تقصد أمريكا، فقد سافر مع الرئيس المصري إلى أمريكا في كل رحلاته الكاست السينمائي وليس الحكومي! الرئيس المصري يفكر في السينما أكثر ما يفكر في مصر، ما لبثوا أن اتهموا ترامب بالأخونة، فللأخونة علامات، وقد تحققت في المطارات التي تحولت إلى مصليات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا هذه الأيام.

ثم شمل القرار مزودجي الجنسية، وأشعل ترامبيون متحمسون النار في المركز الإسلامي في مدينة فيكتوريا بولاية تكساس. وحوصرت مطارات في مدن مثل: نيويورك، لوس أنجلوس، سان فرانسسيكو، ديترويت، واشنطن العاصمة، سياتل، بوسطن، دنفر، شيكاغو. ترامب خصص ميزانية لغوانتانامو، وأفتى بجواز التعذيب. فرُفع الآذان من كنيسة ترينتي في بوسطن تضامناً مع المسلمين، وبعد انتهاء الآذان صلى المتظاهرون صلاة التصفيق. وتقول تقارير أن سور المكسيك العظيم طوله ألف ميل ويكلف عشرة مليارات دولار.

تحول ترامب إلى شخصية كوميدية في برامج السخرية الأمريكية، سيحارب أهل الشر، ونصح ظرفاء أن يستبدل تمثال الحرية بتمثال السيسي، وهو يمشي ثَانِيَ عِطْفِهِ  لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ.

بعد أقل من 20 ساعة من سكرة العسل الأسود في البيت الأبيض -وفي يوم السبت العطلة الرسمية الأسبوعية- أصدرت القاضية الفيدرالية “آن دونلي” حكماً في القضية التي قدمتها المنظمات الحقوقية، بتعطيل مؤقت لتلك الأوامر. ونددت به فرنسا وألمانيا وكندا وبريطانيا التي دعا أعضاء في برلمانها إلى حظر دخول ترامب لأراضيها احتجاجاً على قراراته، وسكتت الدول العربية على القرار، والسكوت علامة الرضى، أو أن رؤساءها مسيحيون لا يعنيهم القرار، أو أنهم يحبون أن يبقى رعاياهم في دول الإقامات الجبرية، بل إن دولتين عربيتين انخرطتا مع ترامب في دراسة ملف الإخوان المسلمين، وعدِّها جماعة إرهابية.

توالت   المعارضات: رئيس وزراء كندا “جاستين ترودو” الحبشي الأبيض، رحب بالفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب..

الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، رفع قضية عدم قانونية أوامر ترامب أمام المحكمة الفيدرالية في ولاية كاليفورنيا، وهي أكبر ولاية أمريكية سكاناً ومهاجرين، والتي أنبأنا حمزة يوسف الأمريكي المسلم، بأن اسمها اقتبس من الخلافة (خليفورنيا) تيمناً بها، مثلها مثل غرينادا التي اقتبست عن غرناطة، وساحة “تراف لاغر” في لندن التي اقتبست من الطرف الأغر، فخيول بني أمية التي يسخر منها إعلام المجلوط ختمت على أطراف الأرض بسنابكها الذهبية. جدير بالذكر أن لترامب عشرات الشركات التي تحمل اسماً عربياً، منها اثنتا عشرة شركة تحمل اسم دبي، وأظهر استطلاع للرأي، أن واحداً من كل ثلاثة من سكان كاليفورنيا يفضل الانفصال عن الولايات الترامبية.

ونظم تحالف سائقي تاكسي نيويورك إضراباً جزئياً، وأعلن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، إنه قد وصله أكثر من أربعة وعشرين مليون دولار أمريكي كتبرعات في يومين فقط، للمركز الإسلامي المحروق.

واحتجت شركات عملاقة مثل “فيسبوك، مايكروسوفت، ليفيت، تويتر، غوغل، أمازون، نتفيلكس، وأبل” على قرارات ترامب، وأعلن د. جون غارنر، وهو من كبار الأختصاصيين النفسيين في الولايات المتحدة، أن سيسي أمريكا مريض عقلياً، لكن أحداً لم يدعُ إلى رفعه إلى رتبة مشير، أو وصفه بالرسول والمسيح حتى الآن.

عريضة وقّعتهاْ شخصيات سياسية رفيعة، كعمدة مدينة نيويورك، ورئيس شرطة مدينة لوس أنجلوس، وحاكم ولاية كاليفورنيا، وأغلب أعضاء الكونغرس الأمريكي من الحزب الديمقراطي، وبعض أعضاء الحزب الجمهوري البارزين كالسيناتور جون ماكين، تطالب بوقف تنفيذ القرارات.

الاحتجاجات اضطرت البيت الأبيض إلى جعل خطها الأحمر وردياً لحاملي الغرين كارد من الدول المحظورة، ونظمتْ المعارضة حملة كبيرة داخل أمريكا لمقاطعة ترامب تجارياً. الدولار تقهقر أمام الين واليورو.

أشاد باراك أوباما في بيان رسمي بالتظاهرات ضد قرارات ترامب، وذكرت أنباء صحافية أن ابنة أوباما تشارك في التظاهرات المعارضة للقرارات. كما شارك فيها جون كيري، هو وكلبه.

وأعلنت مجموعة من الفنانين والسياسيين الأمريكان، التبرع بمبالغ مالية كبيرة للمنظمات الحقوقية، التي تعهدت بإيقاف تنفيذ تلك الأوامر، ودعم اللاجئين في دخول الولايات المتحدة، وتعهدت شركات القهوة في أمريكا “ستار باكس” بأنها ستوظف عشرة آلاف لاجئ حول العالم في السنوات الخمس المقبلة.

وثار الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي لعزل القاضية “سالي ياتس” النائب العام بالوكالة، وانتشر كاريكاتير لترامب، وهو يسحل تمثال الحرية الفرنسي، الذي طالب أصحابه به.

وظهرت صورة لميلاني  ترامب ، وهي تطعن بشوكة الطعام معكرونة عقود الألماس وحبال الجواهر على غلاف مجلة، الوعد الوحيد لترامب الذي يلمع في الأفق، هو مناطق سورية آمنة، والعصفورة السوداء تقول إنها ستكون معازل إجبارية.

أبو جونيور يكره الصحافيين وكأنهم مسلمون من أهل التوحيد!

أزمة قلبية في كوكب الأرض، خلط للسينما بالسياسة، والتجارة “بالاكشن”، الصندوق الانتخابي الأمريكي والإسرائيلي كان مكلفين، لابد من ذبح أضاحي لكل عملية انتخابية. أشفقت إسرائيل على ترامب من توقيعه الريختري بنقل القدس، فترجته لتأجيله. القرار دعوة إلى انتفاضة ثالثة لا يتحملها الإسرائيلي في ارض الحليب والعسل.

الدنيا باظت يا جدعان. يقول الخبر: إن الأرض ستعاني من مرحلة جليدية بدأت هذه السنة، دوّخنا العلماء ، حذرونا من الصوبات الحرارية قبل سنوات. نار أم جليد؟ أخشى أن يفوتنا “الكطار” ونحترق أو نتجلد بنيران حمقى السياسة وزمهريرهم قبل عصر الجليد.

جاء في الأثر:

– متى تقوم الساعة؟

-“إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ”.

المدن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى