ريشة مبدعي كفرنبل مستمرة في رسم الثورة السورية.. ولا يثنيهم عن الهدف إلا تحقيقه
ملهم الحمصي
ليس أشهر من الثورة السورية إلا مسيرات يرفع فيها أهل كفرنبل لافتات ورسوماً مبتكرة، ذاع صيتها وتبادلها الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي بطاقات تهاني بما تحققه الثورة. ومبدعو هذه البلدة مستمرون على الرغم من وابل القصف اليومي.
كفرنبل بلدة وادعة في الريف السوري، تابعة من الناحية الإدارية لمنطقة معرة النعمان في محافظة إدلب. يقترب عدد سكانها من ثلاثين ألف نسمة. ويعود تاريخ المدينة لعصور قديمة، فيها الكثير من الشواهد الأثرية، وتشتهر بزراعة الأشجار المثمرة ومن أهمها التين والزيتون والفستق الحلبي، إضافة الى زراعات أخرى.
كانت كفرنبل من أوائل المدن التي شاركت بالتظاهرات السلمية ضد الرئيس بشار الأسد، واشتهرت بلافتاتها المميزة والمعبرة، وبروح النكتة لدى أهلها، وهذا ما جعل الكثيرين يسمونها بضمير الثورة السورية.
تعرضت كفرنبل لقصف عنيف من طائرات الجيش السوري بتاريخ 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2012، ما أدى الى سقوط 20 شهيدًا، في ما عرف بمجزرة كفرنبل. وتعرضت لهجمات عدة أدت الى سقوط عدد كبير من الشهداء، وتدمير لا يقل عن 60 في المئة من بيوتها. وعلى الرغم من كل هذا الحصار، قام الثوار بتحريرها في خمسة ايام.
“إيلاف” التقت القائمين على موقع لافتات المدينة، والمسؤولين عن نشرها على الانترنت، فكان لنا معهم الحوار الآتي:
اشتهرت كفرنبل بلافتاتها التي لاقت قبولًا وانتشارًا كبيرًا في أوساط النشطاء ومؤيدي الثورة السورية. ما الذي يلهم رسامي هذه البلدة الصغيرة على إبداعهم؟
هذا ليس إلهامًا بقدر ما هو بحث متواصل ومتابعة حثيثة للأخبار والتطورات على الساحتين الداخلية والخارجية، ومخزون ثقافي قد يكون إسقاط حالة على حالة أخرى، هذا في ما يتعلق بالرسوم. وقد تكون أحيانًا عبارة عن رسائل، كما اللافتات إلى جهات وأطراف معنية بالثورة السورية بشكل أو بآخر، وهي بالتالي حالة ثورية يعيشها كاتبو اللوحات وراسمو الرسوم وتتفاعل مع الأحداث المحيطة وداخل الثورة.
نبض الشارع
ما المادة الخام التي تستمدون منها أعمالكم؟ وهل تحرصون على التعبير عن موقف سياسي معين، أم تمثيل نبض الشارع أكثر؟
المواد الخام هي مخزون وافٍ من أساطير وقصص وحكايا وروايات أفلام وأغانٍ عالمية. في حالة معينة، يمكن إسقاط أحدها على حالة ثورية والتعبير عن موقف سياسي، هو الوقت نفسه تمثيل لنبض الشارع، كون المجموعة القائمة على اللافتات من الشارع ذاته، ومن الحالة الثورية ذاتها.
ما هي أشهر اللافتات التي راجت وتداولها الناشطون على صفحاتهم؟
نذكر ثلاث لافتات باللغة العربية ولافتتين باللغة الانكليزية. أما عن العربية، فهي لافتة بتاريخ 14 تشرين الأول (اكتوبر) 2011 بعنوان “يسقط كل شيء”، ولافتة بتاريخ 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 بعنوان “المرسوم الجمهوري”، ولافتة في رمضان 2011 بعنوان “سيدي الرئيس مؤامرة اللي تخلع رقبتك”. بالانكليزية، برزت لافتة “if we don’t have oil like Iraq or Libya don’t we deserve to live?”، وواحدة بتاريخ 16 كانون الأول (ديسمبر) 2012 بعنوان “Obama procrastination kills us, we miss Bush’s audacity, the world is better with America’s republicans”. بالنسبة للرسوم فكثيرة، أهمها لوحة angry birds.
مستمرون تحت القصف
ما دور وسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر أعمالكم؟
كان لمواقع التواصل الاجتماعي دور مهم في نشر مواقفنا وآرائنا، التي لا يمكننا تسميتها أعمالًا، في مرحلة كالمرحلة التي نعيشها. فمواقع التواصل الاجتماعي نشرتها على الصعيدين المحلي والعربي. أما عن وسائل الاعلام الأخرى، فكان لها الدور الأساس في نقلها باتجاه أوروبا وأميركا أكثر، كالصحف العالمية ومحطات التلفزة العالمية والمواقع الالكترونية العالمية.
أمازال رسامو كفرنبل يرسمون حتى تحت وابل القصف، وكيف تتصرفون في حال اقتحام البلدة من قبل قوات النظام؟
واضح جدًا لكل العالم أن كفرنبل مستمرة في ثورتها، على الرغم من المجازر والقصف المدفعي والصاروخي اليومي. وما زالت المجموعة القائمة على العمل مصرة على السير إلى الأمام ولا يزيدها إجرام النظام إلا إصرارًا. وأعتقد أننا في كل مناسبة نوجه رسالة واضحة، ومن خلال منبركم نقول للعالم بأننا ماضون في ثورتنا، ولن يثنينا عن هدفنا إلا تحقيقه.
ايلاف