ريما دالي : أوقفو القتل الخيار السلمي لقبول بعضنا البعض لنصل للتغيير الذي لا غنى عنه
ذات الرداء الأحمر:أريد أن نحلم ونبادر باتجاه حلمنا دون أن نودع أصدقاءنا في طريقنا إلى الحلم
نيوز سنتر
لم تكن تدرك ريما دالي أن مبادرتها بالوقفة الصامتة أمام مجلس الشعب بدمشق ورفعها لشعار أوقفوا القتل نريد أن نبني وطناً لكل السوريين ستنتشر وتلقى أذاناً صاغية وسوريين يشاركونها نفس المطلب والرغبة، ريما الفتاة السورية ذات 33 عاماً نشرت ما في قلبها على تلك اللافتة وشاركت زملائها وأصدقائها حب هذ الوطن، فبات مطلب وقف القتل مطلباً سورياً رفع في الجامعات والمظاهرات وحتى بين الرماديين وبعض المؤيدين.
شاركت ريما الكثير من الوقفات الصامتة التي تدعو لوقف القتل وآخرها كانت وقفة على أرواح شهداء تفجير دمشق في منطقة “القزاز” مع بعض الناشطين السوريين الشباب ، حيث أشعلوا شموعهم على جدران قلعة دمشق وزينوها بصور الشهداء والشموع، ومن ثم اعتقلوا على إثرها لمدة ليلة في إحدى الفروع وتم الإفراج عنها مع تسعة من الناشطين بعد اكتشاف سوريتها التي تدعو للحفاظ على هذه البلاد وعدم هدر الدماء والتشجيع على القتل.
هنا وحول مبادرتها موقع نيوز سنتر ينشر أول لقاء صحفي مع الناشطة ريما دالي..
نيوز سنتر – بداية حدثيننا عن الهدف من إطلاق حملة أوقفوا القتل نريد أن نبني وطناً لكل السوريين ؟.
لم تولد فكرة الحملة على الشكل الذي انطلقت من خلاله , وإنما كانت تعبيراً شخصياً عن غضب تملكني وفجيعة لم أرضى بالخضوع لها عن الوضع الإنساني الذي وصلت له سورية, لم أرضى يوماً بأن يقتل السوري على يد سوري ولم أجد يوماً مبرراً لذلك، أو لعلي كنت في حالة تتحاوز التبرير للعنف المفرط من قبل كافة الأطراف .
حيث تملّكني الغضب والحزن؛ فوقفت وأعلنت ذلك على الملأ دون أي تقدير للنتائج أو ردود الأفعال التي قررت أن أتجاهلها ابتداء من إخفاء تصرفي عن أقرب الأصدقاء لي .
نيوز سنتر – وكيف تم التحضير للحملة والتجهيز لها ؟
لم يكن تحضيراً بالمعنى الدقيق، وإنما كانت حالة من السهو عن كل شيء من حولي، خرجت واشتريت الدهان واستخدمت ستارة قديمة في بيتي وكتبت ما كتبت بشكل عفوي يعبر عن ما أريد، كنت أكتب الكلمة دون أن أدري ما سيليها من كلمات إلى أن صغت تلك العبارة التي تشبهني إلى حد بعيد ولأتفاجأ بها معبرة عن ضمائر ورغبات الكثيرين ممن تعاطفوا معها وتبنوها ونشروها لتصبح الحملة التي هي عليها الأن, كنت فقط البداية لنكوّن معاً الغد الذي نريد، ونتشارك بهمومها وآلامها وأفراحها.
الحملة ترسيخ لقيم المجتمع المدني الذي يعطي المساحة والحق لكل سوري في المساهمة في بناء وطن يلبي طموحاتنا جميعاً
نيوز سنتر – وما دلالة اللونين الأحمر والأبيض في هذه الحملة التي انتشرت على مساحة واسعة من البلاد وخارجها؟
الأحمر هو العنف الذي نعيشه ونرفضه اليوم, هو اللون الذي غطى كل الأحلام والقيم التي نعيش لأجلها, لون الفجيعة في بيت كل سورين هو بطاقة سفر لكل من هاجر وترك الوطن ولكل من تغيرت حياته دون إرادة منه, أما الأبيض فهو المساحة التي يمكننا أن نكتب به ما يجمعنا ويشبهنا ويمثل قيمنا، الأبيض هو الخيار السلمي والاستراتيجي للتغيير الذي لا غنى عنه, الأبيض هو الطريق الذي سنعود له جميعاً فالوطن لكل السوريين.
نيوز سنتر – هل لاقت الحملة آذان صاغية وبيئة مناسبة لتعيش ؟
الحملة لاقت ما هو أهم من الآذان الصاغية فهي حملة كل السوريين لوقف القتل, حيث إن الحملة لاقت عقولاً وقلوباً سمحت بتسلل الكلمات إليها وخلقت تلك الحالة من المبادرات الرائعة التي طورتها لتصبح حملة بالمعنى الحقيقي ابتداء من الرسومات الكاريكاتورية إلى التكتيكات المبدعة التي لم تكتفي بطلب وقف القتل وإنما كانت تعبيراً حقيقياً عن قدرة السوريين على خلق مساحة يعبرون من خلالها عن أنفسهم وفرض شروط لذلك, السوريون اليوم معاً متخلين عن دوائر انتمائهم الصغرى ليبنوا وينتموا إلى ما يجمعهم معاً. فالسوريون في هذه اللحظة يعودون إلي السلمية كخيار سامي بعد أن حرقنا جميعاً بنار الحل العسكري والمسلح الذي لا ينفع الآن الخوض بتبريره أو تحليله، فالمهم الآن ليس فقط وقف القتل ووضع هذه النقطة التي لا أحب, وقف القتل اليوم هو أحد أهم الأدوات التي تساعدنا على الوقوف معاً وقبول بعضنا البعض لنصل معاً إلى التغيير الذي نريد.
حيث يمكننا التركيز دائماً على البيئة الأخلاقية والحضارية للمجتمع السوري؛ فهذا يقين بالنسبة لي لن أيأس من فكرة الاعتماد عليه أبداً.
نيوز سنتر – ريما المواطنة السورية ماذا تريد من الحراك السلمي وما دورها؟
أنا كمواطنة سورية أحاول أن أساهم في ترسيخ قيم المجتمع المدني الذي يعطي المساحة والحق لكل سوري في المساهمة في بناء وطن يلبي طموحاتنا جميعاً, أريد لصناديق الاقتراع أن تكون شفافة بالمعنى الحقيقي, أريد أن نحلم بطلاقة قدرتنا على الوقوع في الحزن واليأس, أريد أن نحلم ونحلم ونبادر باتجاه حلمنا دون أن نودع أصدقاءنا في طريقنا إلى الحلم.
فالوطن هو الذي يجمع هذه الأحلام وأرواحنا هي التي تحمي مدنيتنا وسلميتنا لبناء وطنٍ لكل السوريين.
وليبقى هذا الوطن حضناً آمناً لكل السوريين.
هكذا حدثتنا ريما دالي 33 عاماً مواليد اللاذقية وخريجة كلية الحقوق بحلب عن حلمها وأملها بالحفاظ على سلمية الحراك في سورية والحفاظ على الدم، فالوطن هنا لكل السوريين وكلنا سنسعى لأن تكون الحرية ضيفة جميلة نزين بها أرواحنا بعيداً عن رائحة الدم والقتل.
دمشق – نيوز سنتر- حوار: شيار خليل