صفحات الثقافة

زعماء الحرب/ بوب ديلان

 

 

يعرف المغني وكاتب الأغاني الأميركي البارز منذ مطلع الستينيات وحتى لحظة فوزه بنوبل 2016 كمغنٍ وكاتب أغاني يحمل في طيات أغانيه روح التمرد.

ولد روبرت آلن زيمرمان، وهو الاسم الحقيقي لديلان، في دولوث بولاية مينيسوتا في عام 1941، وحصل على غيتاره الأول حين كان في الرابعة عشرة، وأدى مقطوعاته مع فرق الروك آند رول في المدرسة.

استعار ديلان اسمه من الشاعر ديلان توماس، وتأثر بموسيقى وودي غوثري، وبدأ في الاتجاه، على إثر ذلك، لموسيقى “الفولك”. انتقل إلى نيويورك في 1961، حيث غنى في نوادي ومقاهي قرية غرينتش، ثم أصدر ألبومه الأول في عام 1962، وأعقبه بمجموعة من الألبومات الأخرى التي ينظر لها اليوم على أنها من الروائع، بما فيها ألبوم “بلود أون بلوند” في عام 1966، “دماء على الطريق” في عام 1975.

ومع أن اسم بوب ديلان ظهر للمرّة الأولى على لوائح المرشحين للفوز بجائزة نوبل للأداب العام 1996، وعادت مكاتب المراهنات لتداول اسمه العام 2011 كمرشح محتمل للفوز بنوبل، إلى أن نالها في موسم الجائزة عام 2016. ومع ذلك فإنّ فوزه أحدث مفاجأة للكثيرين ومنهم النخب العربية، باعتباره أول مؤلف “غنائي” ينالها على كتابته الشعرية، هنا قصيدتان له:

 

زعماء الحرب

 

أنتم يا زعماء الحرب، تعالوا

أنتم يا من صنعتم الأسلحة الكبيرة

يا من صنعتم طائرات الموت

يا من صنعتم تلك الانفجارات الضخمة

أنتم يا من تختبؤون خلف الجدران

وخلف الكراسي

فقط أريدكم أن تعرفوا أنّه يمكنني رؤيتكم

من خلال أقنعتكم.

 

 

أنتم لم تفعلوا شيئا قط،

سوى أنّكم صنعتم لتدمروا

تتلاعبون بهذا العالم وكأنّه دميتكم الصغيرة.

وعندما أزّت الرصاصة سريعا

وضعتم المسدس في يدي

واختبأتم عن عيني.

 

 

مثل يهوذا تكذبون وتخادعون

الحرب العالمية حرب رابحة

وتريدون منّي أن أصدق،

لكنني أستطيع

أن أقرأ نظراتكم

أن أقرأ أفكاركم

كما أستطيع أن أرى من خلال الماء الجاري نهايتي.

 

 

لقد قمتم برشقنا بالحجارة الأسوأ للخوف

هذا الخوف الذي يداهمنا أبدا

خوف من إنجاب أطفال لهذا العالم

ليقوموا بتهديد طفلي الذي لم يولد ولم يحمل اسما.

 

 

أنتم لا تستحقون الدماء التي تجري في عروقكم

موتكم سيكون قريبا

آمل أن تموتوا

في وقت الظهيرة القائظ

سأراقب قبعاتِ الكاسكيت الخاصة بكم

سأشاهد كيف يتم إنزالكم إلى الأسفل في توابيت إلى القبور

وسأقف بعدها على قبوركم لأتأكد أنّكم قد متم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اسم النص الأصلي: Masters of war

 

 

في مهب الريح

 

كم من المسافات التي على الرجل أن يجتازها

قبل أن نسمّيه رجلا!

كم هي البحار التي يجب أن تبحرها الحمامة البيضاء،

قبل أن تنام أخيرا على الرمال!

كم مرة يجب أن تتشظّى قذائف المدفعية

قبل أن يتم منعها إلى الأبد!

الجواب يا صديقي؛ في مهبّ الريح.

الجواب هو؛ في مهبّ الريح.

كم من الزمان على الجبال أن تظلّ رواسي

قبل أن يتمّ جرفها إلى البحر!

كم على المرء أن يعيش من السنين

قبل أن يُسمح له العيشُ بحريّة!

كم من المرات التي على المرء أن يدير فيها رأسه

قبل أن يدرك أنّه لا يرى!

الجواب يا صديقي؛ في مهب الريح.

الجواب هو؛ في مهب الريح.

كم على المرء أن ينظر

قبل أن يتمكّن من رؤية السماء!

كم أذُنا على المرء أن يمتلك

قبل أن يُصيخ السمع لأناس يبكون!

كم يجب أن يموت من الناس

حتى يدرك المرء أنّ هناك الكثير من الموتى!

الجواب يا صديقي؛ في مهب الريح

الجواب هو؛ في مهب الريح.

 

ـــــــــــــــــــــــ

اسم النص الأصلي: Blowing in the wind

المترجم: علي بن رجب

ضفة ثالثة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى