صفحات الناس

سأحكي لكم عن إحدى بطولاتنا..إجبار النظام السوري على أن يمدنا بالكهرباء

دمشق- الاناضول

رغم ما تتعرض له سورية من دمار، والجهود المبذوله لتأمين أبسط الاحتياجات التي تعين على استمرار الحياة في المناطق التي انتزعتها المعارضة من سيطرة نظام بشار الأسد، إلا أن أيمن الشيخ نائب رئيس مدينة “تل رفعت” بريف حلب الشمالي، الذي انشق عن النظام بعد وقوعها في يد المعارضة، والمسؤول عن ملفها الخدمي، لم يفقد ابتسامته الهادئة التي لا تغادر وجهه، مخفية خلفها قصص نجاح وبطولات، ربما لم تحظى بالتغطية الكافية من الإعلام.

الشيخ، خلال مشاركته في مؤتمر بالقاهرة الأحد الماضي لإغاثة الشعب السوري قال: “سأحكي لكم عن إحدى بطولاتنا وهي إجبار النظام السوري على أن يمدنا بالكهرباء”.

وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه، وهو يحكي عن أول اتفاق ميداني بين المعارضة السورية، ممثلة في جيشها الحر، والجيش النظامي، والذي كان عنوانه “الكهرباء مقابل الغذاء”.

ومضى الشيخ قائلاً: “المحطة الرئيسية للكهرباء التي تمد مدينة حلب وريفها تقع في شرق المدينة، ويسيطر عليها جيش النظام، ولا يستطيع الجيش الحر حتى الآن الهجوم عليها لكثافة القوات التي تقبع داخلها والإمكانيات العسكرية لديهم، لكننا نملك حصارها وهذا ما حدث”.

وتابع: “مع حصارنا للمحطة لجأ جيش النظام إلى قطع الكهرباء عن المدينة، ونحن بدورنا قمنا بقطع أي إمدادات تصلهم من طعام وشراب وخلافه، فأجبرناهم على اتفاق (الكهرباء مقابل الغذاء)”.

وأضاف الشيخ أنه “وفقاً لهذا الاتفاق التزم الجيش النظامي بعدم قطع الكهرباء، مقابل التزام الجيش الحر بالسماح بدخول الغذاء”.

ولا يرى الشيخ في عقد مثل هذا الاتفاق ما ينتقص من الجيش الحر، بل إنه قال بلهجة حاسمة “نحن أجبرناهم على توصيل الكهرباء لنا .. هذا اتفاق تم بمنتهى الوضوح والشفافية”.

ولم يكن هذا هو النجاح الوحيد للشيخ ورفاقه، بل إنهم نجحوا في إنشاء مصفاة للنفط تضخ 120 ألف لتر في اليوم لكي تدر دخلاً على المدينة، كما أنهم نجحوا في إدارة ملف “الخبز”، الذي يعتبره من التحديات الكبيرة التي تواجههم.

وقال: “الجيش الحر سيطر على مراكز الحبوب التابعة للنظام وسلمها لنا، ونحن بدورنا قمنا بإدارتها، وكلفنا هيئة أنشأناها اسمها (هيئة الطحين) بجمع المحصول من المزارعين، نظير أموال يتم تأمينها من بيع احتياجات للمزارعين من أسمدة وغيرها، إضافة إلى المساعدات التي تأتينا من الخارج وهي ليست كافية”.

وتابع: “استطعنا تأمين الطحين اللازم لإعداد الخبز لثلاث شهور قادمة، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك لا نعلم”.

ويأمل الشيخ أن يتم القضاء على نظام الأسد في أسرع وقت لتوفير موارد أكثر، على حد قوله، لكنه أضاف بلهجة لا تخلو من التحدي “إن لم يحدث ذلك قريبا سيحدث بعد فترة، لكننا لن نستسلم حتى لو قضي علينا من الجوع”.

وردا على الشائعات التي تروج عن أن الجيش الحر يفرض ما يشبه “الإتاوات” على السكان المحليين، يقول  رئيس مجلس مدينة “تل رفعت” بشير عليطو: “الجيش الحر على جبهات القتال فقط، أما داخل المدينة فهم مواطنون عاديون لهم ما للمواطنين من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات”.

ورسم عليطو، وهو أيضاً عضو في المجلس العسكري بحلب، صورة لكيفية ضبط الأمن داخل المناطق المحررة، عبر ما يسمى بـ “الضابطات القضائية”.

ووفقا لعليطو “يقوم على هذه الضابطات شباب ثوري ورجال شرطة منشقون عن نظام بشار الأسد، حيث تكون مهمتهم استدعاء أطراف أي نزاع ، ليمثلوا أمام قضاء عرفي مشكل من أبناء المدينة، له الحق في سجن المذنب”.

وأردف: “لكن على عكس ما يتردد، فإن عدد النزاعات والخلافات بين الأفراد قل كثيرا في وقت الثورة، عن وقت النظام السوري”.

ما حققه عليطو والشيخ وغيرهم من السوريين في إدارة المناطق المحررة هو “معجزة “، كما وصفها أسامة الملوحي رئيس هيئة الإنقاذ السورية، إحدى جهات المعارضة السورية بالداخل.

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى