صبر درويشصفحات الناس

سوريا: حرب كمائن في رنكوس/صبر درويش

 تتابع قوات النظام عملياتها على جبهة القلمون شمال العاصمة دمشق، حيث تمكنت من دخول بلدة فليطة المحاذية لمدينة يبرود، متابعة تقدمها باتجاه مدينة رنكوس والتي تعد آخر اكبر تجمعات قوات المعارضة في منطقة القلمون، وتحديداً في المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية.

عمليات النظام رافقها قصف شديد، شهدته قرى وبلدات القلمون المحيطة بمدينة رنكوس وتحديداً على بلدة بخعة، إذ استخدمت قوات النظام مختلف انواع الأسلحة الثقيلة وغارات الطيران الحربي.

 وتسيطر على مدينة رنكوس تشكيلات المعارضة العسكرية وأهمها كتائب تابعة للواء “تحرير الشام” الذي يقوده النقيب المنشق فراس البيطار، وهو واحد من أقوى الألوية المتواجدة في محيط دمشق على جبهتي الغوطة الشرقية والقلمون، بينما تتواجد كتائب تابعة لـ”فيلق الرحمن” الذي تشكل حديثاً على جبهات القلمون المختلفة، بالإضافة إلى كتائب وألوية “الجبهة الإسلامية”.

 وإن كانت قوات النظام قد تمكنت من دخول مدينة يبرود والسيطرة عليها، فهي تجد صعوبة في السيطرة على بلدة رنكوس. ويقول كرم أحد الاعلاميين في المنطقة: “إضافة إلى الطبيعة الجغرافية لجبال القلمون التي تعيق تقدم قوات الأسد، تعتمد كتائب الجيش الحر نموذجاً مختلفاً للعمليات العسكرية، معتمدةً أسلوب الكمائن وعنصر المفاجأة مستخدمة تفوقهم بمعرفة الأرض التي تجري فيها العمليات العسكرية”.

 وكان قد سقط العديد من الجنود التابعين لقوات النظام والذين كان من بينهم رتبٌ كبيرة في الحرس الجمهوري وكان من ضمنهم العميد مفيد مكحلة،وهو من قرية رأس العين في جبلة.

 وحسب كرم، فإن مقاتلي الجيش الحر كانوا قد أرهقوا قوات النظام في محيط مدينة يبرود وفي مناطق اخرى من القلمون، عبر عمليات عسكرية سريعة وخاطفة تعتمد اسلوب حرب العصابات، غالباً ما نتج عنها وقوع العديد من الإصابات والخسائر في صفوف قوات الأسد؛ بينما أسهم امتلاك المقاتلين لصواريخ “الكونكورس” في إعطاب عدد كبير من مدرعات النظام وحال دون تقدمه على كثير من الطرقات التي تصل بين بلدات القلمون.

وفي هذا السياق، تمكن مقاتلو “الجبهة الاسلامية” من اعطاب دبابتين لقوات النظام، الأولى على جبهة دنحة، والثانية بعد رأس المعرة، عند “مدجن خلف” في القلمون الغربي.

 في المقابل، شهدت جبهة الزبداني الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة رنكوس قصفاً شديداً من قوات النظام وذلك رغم الاتفاق على هدنة وقف إطلاق النار بين النظام وكتائب الجيش الحر في الزبداني وسرغايا؛ ويأتي هذا التصعيد على جبهة الزبداني في سياق إحكام الطوق على مدينة رنكوس من محاور عديدة، في محاولة لدخول المدينة والسيطرة عليها.

 في السياق ، شنت قوات الأسد هجوماً واسعاً على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المختلفة وتركز القصف العنيف على جبهتي المليحة جنوب الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي شمالها.

  من جهة ثانية،  تشهد شوارع العاصمة دمشق، بالتزامن مع العمليات العسكرية، حالة من التوتر والازدحام المروري الكبير، الناتج عن انتشار كثيف لحواجز النظام في شوارع دمشق من جهة، وسقوط العشرات من قذائف الهاون على احياء المدينة.

 هذا التصعيد الذي تشهده كافة الجبهات المحيطة بالعاصمة دمشق، قد يكون مرتبطاً بسعي النظام إلى تأمين العاصمة، والسيطرة على جميع محاورها قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية، التي يكثر النظام من الترويج لها عبر إعلامه، وسط توقعات أن يحدد موعدها قريباً.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى