صفحات الرأي

“سورية الاقتراع أم الرصاص؟” لكارستين ويلاند

قبيل اندلاع الأحداث الأخيرة في سوريا كان كتاب “سورية الاقتراع أم الرصاص” لكارستين ويلاند في طريقه الى المطبعة. وكان قد ورد في خلاصته أن سوريا تمتلك أرضية جديدة لارادة تجنّب كلا الطريقين العراقي والمصري. وهذا يعني ألاّ يحدث تغيير مفاجئ لنظام الحكم. إن أيديولوجيا البعث خفّت قبل فترة طويلة من تسلم الرئيس بشار الأسد السلطة، وقد انتهت الآن كلياً. وما بقي من فترتي ما قبل البعث والبعثية نظام عام مستقر. نظام سياسي اجتماعي علماني نسبياً وكراهية مستفيضة للأفكار الاسلامية الأصولية.

فجأة هبت العاصفة ونزل آلاف السوريين الى الشوارع وبعضهم ينادي بإسقاط النظام. وفجأة أيضاً اتهم الأصوليون الاسلاميون بزعزعة النظام، صار عنوان الكتاب موضوعاً ملحاً وسؤالاً مشروعاً: “سورية الاقتراع أم الرصاص.” فهل يكون قمع وحفاظ على النظام بقوة الرصاص أم يسمع صوت الشعب من طريق الاقتراع الحر؟

ليست هذه القصة كلها. فالكتاب يطرح عشرات الأسئلة الصعبة عن السياسة السورية الخارجية والداخلية المتشابكة منذ تسلّم الأسد الابن السطلة.

فبعد وقوف سوريا ضد الغزو الاميركي للعراق، والولايات المتحدة والغرب يحاولان تدفيع النظام السوري الثمن. تارة بالقرارات الدولية والعقوبات الاقتصادية وطوراً بالعزلة السياسية والدولية. ثم جاء الاتهام المباشر باغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري واجبار الجيش السوري على الإنسحاب من لبنان. وجاءت حرب تموز على لبنان مستهدفة التحالف المستجد: سوريا – إيران – “حزب الله” لتخسر اسرائيل الحرب تنفست سوريا الصعداء، وعاد السفراء الى دمشق وبدا كأن الولايات المتحدة تأكدت أن سياسة العصا لا تنفع. لكن شعبية الرئيس الأسد وحدها لا تفكي. وكذلك رفع لواء العروبة والدفاع عن فلسطين. فهناك الفساد المستشري في الاقتصاد والادارة. وهناك المتنفعون وطبقة الأثرياء المسيطرة. وهناك القمع والكبت على الأنفاس. وهناك حكم الحزب الأوحد والحاكم الأعظم… وفي المقابل هناك الأصوليون القدامى والجدد. وهناك أبناء الأرياف المحرومون… والاكراد المقموعون والمدنيون العلمانيون الناشطون في الداخل والخارج يدخلون السجون او يخرجون منها… دون أن ننسى المعارضين السياسيين المنفيين، وأخيراً الاعلام المفتوح والدم المسفوح.

كل هذه النقاط والعلاقات الداخلية والخارجية والتحالفات المتغيرة والمتبدلة والعداوات المزمنة والمستجدة في سوريا الدولة والجيش والمجتمع تناولها الكتاب مفصلاً في اضاءة تاريخية وتحليل سياسي واقتصادي وأمني للواقع.

(الكتاب في 420 صفحة صادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر)

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى