سورية الحرّة… ماذا تعني؟
يسألوننا بتهكم: “وأي حرية تبغون” ولقد مللت من كثرة الإجابة على من يتساءل (من السآلة وليس السؤال) عن الحرية المنشودة من قبل المحتجين وعن معنى سورية الحرة التي نحن مغرمون بها و محرومون منها. ولكون السائلين أنفسهم لا يعرفون معنى الحرية ربما أو يعرفونها ولكنهم يضيعون الوقت هنا وهناك بطرح هكذا أسئلة ليقنعوا أنفسهم أننا لا ينقصنا شيء وأن كل ما يتردد هو من تدبير المتآمرين على وطننا لذلك قررت أن أضع إجابتي على كل تلك الأسئلة لأحيل السائل إليها في أي نقاش يطرح. وأتمنى من أي شخص يملك تعاريف أخرى أن يضيفها….
سورية الحرة التي نريد هي سورية لكل السوريين، هي سوريا العظيمة سوريا التاريخ وليست سوريا أي شخص كان.
في سورية الحرة لا أضطر لتحفيظ أولادي نفس أسماء المسؤولين الذين حفظتهم في صغري.
في سورية الحرة لا نضطر إلى أن نخفض صوتنا وننظر حولنا إذا أردنا التكلم في السياسة.
في سوريا الحرة لا تسمى الشوارع والمدارس والمباني والمدن بأسماء شخص لا يملك أي منصب ولم يقدم أي شيء لسورية سوى أنه كان ابن الرئيس.
في سوريا الحرة لا نضطر أن نغير لهجتنا حتى نثبت أننا مدعومون ولا نضطر أن نتظاهر بالتحدث مع فلان حتى نحصل على حقوقنا.
في سوريا الحرة لا يقفز أحد فوق القانون لأنه يعرف فلاناً أو دفع رشوة إلى فلان.
في سوريا الحرة لا يوقف الشرطي مواطناً ليخالفه بسبب حزام الأمان متجاهلاً سيارة تمر أمامه مرتكبة كل أنواع المخالفات فقط لأن صاحبها يضع الصور عليها.
في سوريا الحرة لا نستيقظ من نومنا لنرى أننا انقطعنا عن العالم الخارجي فقط لأن اليوم جمعة والسلطات تخشى الانترنت كي لا تنتقل الصور.
في سوريا الحرة لا تقطع الكهرباء طيلة الصيف وتوفر لتصرف في حملات انتخابية وخيم ولاء تصدح فيها الأغاني ليل نهار.
في سوريا الحرة تصرف وزارة السياحة ميزانيتها لإظهار المعالم الحضارية للبلد بدلاً من طباعة الصور والشعارات التي تمجد بالدولة وإنجازاتها.
في سورية الحرة عندما تعجبك إحدى الشركات وتسأل عن صاحبها لا يأتيك الجواب بسرعة: “المهندس الشاب”
في سورية الحرة لا تضطر لأن تشرح السياسة كاملة لابنك في الثالثة من عمره بعد أن يسألك “نحنا منحبو؟” لأنك لا تستطيع أن تجيبه بكلمة فقط
في سورية الحرة لا تجلس وقت الانتخابات في بيتك وكأن شيئاً لا يعنيك وإذا شاركت تشارك فقط لخوفك أن يدقق أحدهم بطاقتك الانتخابية لاحقاً.
في سورية الحرة لا تضطر أن تهرب من الموجه والأساتذة في صف العاشر وتتظاهر بالغياب والمرض عندما يحاولون تنسيبك إلى الحزب.
في سورية الحرة تكون الحرية ممارسة وليس فقط شعاراً يتغنى به الحزب.
في سورية الحرة لا تسميه “الحزب” لأن هناك أحزاباً غيره.
في سورية الحرة لا يعد كل من يعارض خائناً وكل من يبدي رأيه عميلاً.
في سورية الحرة يتسلم المسؤول مهامه وهو يسأل ربه أن تمضي فترة مسؤوليته على خير لأنها تكليف وليست تشريف.
في سورية الحرة لا تستخدم عشر برامج لتتصفح الانترنت بشكل آمن ومثلها لتتصفح المواقع المحجوبة.
في سورية الحرة يدار الإعلام من قبل الإعلاميين وليس من قبل الأمن.
في سورية الحرة لا تصلي ركعتي الشهادة قبل خروجك إلى مظاهرة.
في سورية الحرة لا يحملك قانون التظاهر مسؤولية أي تجاوز يحدث من قبل المتظاهرين في حال كنت من ينظم التظاهرة لأن الأمن مهمته الحيلولة دون ذلك.
في سورية الحرة لا يكون الجميع (99.9) من الشعب متفقين على شخص واحد لأن ذلك يتنافي مع قوانين التوزع الطبيعي ولأن الأنبياء لم يحصلوا على نسبة تأييد تتجاوز ال 60% في أحسن حالاتهم.
في سورية الحرة الإصلاح طريق واسع يقوده الشعب مع السلطة وليس حكراً لفلان أو فلان.
في سورية الحرة لا يعد إلغاء قانون الطوارئ بعد خمسين عاماً هبة من الحاكم نحتفل بها ونسبح بحمده أن وهبنا إياها بل هي حق طبيعي.
في سورية الحرة لا يجب أن نصفق كلما منحنا حقاً من حقوقنا.
في سورية الحرة يعرف الجميع الفرق بين الحق والحلم فالحياة الكريمة هي حق وليست مجرد أحلام.
في سورية الحرة يدرك الجميع أن أكبر مسؤول في الدولة هو موظف عند الشعب هدفه خدمتهم ولهم حق محاسبته متى شاؤوا.
……
في سورية الحرة لا أفكر ألف مرة قبل كتابة هكذا مقال وأستأذن خطيبتي وأطلب منها الدعاء قبل نشره.
في سورية الحرة لا أكتب هذه الكلمات وأجلس أترقب قدومهم في أي لحظة.