سورية بين دعاة التسليح ومعارضيه
د. محمد صالح المسفر
(1) الوضع في سورية لا يسر صديقا للنظام القائم في دمشق ولا يعين صديقا للشعب ليمده بالعون والمساعدة في جميع المجالات. ان دعاة عدم تسليح الشعب السوري ليسوا بالضرورة انصارا للنظام القائم في دمشق وانما خوفا على وحدة الوطن من انتشار السلاح بين الناس وتدمير المخزون الاستراتيجي من المعدات والاسلحة التي يمتلكها الجيش السوري لمواجهة العدو الاسرائيلي تذكروا قوة العراق العسكرية التي كان يحسب حسابها على كل الصعد قبل احتلاله وانتشار السلاح بين قوى وافراد لا نعرف ولاءها للوطن العراقي. لقد انتشر السلاح بين طوائف وقوى واقليات عن طريق ايران في ظل صمت عربي مقصود اوجهل مطبق نرى نتائجه اليوم على ارض الواقع. العراق اليوم لا يملك السلاح لمواجهة اي انقسامات او قلاقل داخلية لانه اصبح دولة منزوعة السلاح، ومن يملك السلاح في العراق هم دول الطوائف الا اهل السنة والجماعة التي خذلت من قبل دول الجوار. رأينا عواقب انتشار السلاح بين افراد الشعب الليبي بحجة اسقاط نظام القذافي الى حد مخيف، وانتشار دعاة الفدرالية البغيضة بهدف تقسيم البلاد الى ثلاث ولايات وما خفي كان اعظم ..
المؤسف انه في كل قضايانا العربية نلجأ الى المجتمع الدولي من اجل استيراد الحلول . لجأنا الى حل مسألة الكويت والعراق عام 1990 الى المجتمع الدولي وكانت النتائج وخيمة بكل المعايير واجزم بان الكثير من حكام العرب اليوم نادمون على ما فعلوا بالعراق وما يفعلون به.
السؤال الموجه الى دعات التسليح، هل فكرتم في تشكيل قوة عسكرية مدربة من العسكريين ‘الجيش السوري الحر’ ودعمتم تلك القوة بقوة اخرى من المتطوعين انصار الحرية للشعب السوري وتدريبهم وخلقتم لهم مجالات امنة لسهولة الحركة والتدريب وتزويد هذه القوة بكل انواع السلاح الامر الذي يجعله قادرا على الوصول الى مقار الحكومة في دمشق؟
هل استخدمتم كل اتصالاتكم وعلاقاتكم في الداخل السوري في تشجيع وحماية المنشقين عن النظام سواء اكانوا تجارا او عسكريين او كبار موظفي الدولة. ان الانفاق المالي على خلخلة الادارة المدنية والعسكرية وتشجيعها على التمرد والعصيان المدني اكثر نفعا وايجابية من الانفاق على شراء السلاح وتوزيعه على العامة. انه من اسهل توزيع السلاح بهدف الدفاع عن النفس لكن من الصعب اعادة جمعه من الناس وهنا تكون الخطورة. اني من دعاة تشكيل قوة عسكرية مدربة ومسلحة للاطاحة بالنظام في دمشق كما كانت بعض الدول العربية تسلح المنشقين في جنوب السودان ودارفور وغيرهما وكما تم تسليح اكراد العراق للاطاحة بالنظام السياسي في بغداد ابان حكم الشهيد صدام حسين رحمه الله .
( 2 )
في المجال الدولي، لا نجد معارضة شديدة في اوروبا وامريكا في الاطاحة بالنظام القائم لكن لهم محاذيرهم من سيطرة التيار الاسلامي على مقاليد السلطة في دمشق مما يؤثر على وجود اسرائيل كما يعتقدون، وكذلك مخاوفهم التاريخية من قيام دولة عربية اسلامية قوية في هذا الشرق قد تزعزع مصالحهم في المنطقة، ومن هنا يأتي دور التيار الاسلامي الوسطي الذي يعمل على تحقيق التوازن بين مصالح الامة العربية والاسلامية من ناحية ومن ناحية اخرى مصالح الغرب في المنطقة حتى يشتد ساعدنا ونكتشف معالم الطريق .
في روسيا تم انتخاب السيد بوتن في موسكو للرئاسة للفترة القادمة وفي اعتقادي ان الاتصال بموسكو اليوم وطمأنتها على مصالحها في الشرق الاوسط واعتبارها قوة دولية لا يمكن تجاهلها امر في غاية الاهمية.
روسيا تبحث عن مصالحها كغيرها من الدول والعرب قادرون على تحقيق تلك المصالح دون المساس بسيادتنا وكرامتنا ودون الاخلال بمصالح الدول الاخرى. .روسيا بها ما يقدر بـ 25 ــ الى 30 مليون مسلم يشكلون في بعض الجمهوريات الروسية اكثر من 60′ من السكان، والكنيسة الارثوذكسية مرجعيتها في الوطن العربي مصر وبلاد الشام من الممكن الاستعانة بتلك الدعامتين في التأثير على السياسة الروسية الى جانب الاقتصاد والسلاح. يجب ان ندرك بان روسيا لم يبق لها في الوطن العربي غير طرطوس في سوريا ولن تقبل التنازل او الضعف حيال التمسك بالنظام الذي يحمي مكانتها في دمشق، فهل نستطيع توسيع دائرة مصالحها في الوطن العربي كمحطات بحرية في البحر الاحمر والخليج العربي .
الصين تقول الدراسات الجادة ان تعداد المسلمين في الصين يتراوح بين 80 الى 100مليون نسمة وان التبادل التجاري مع الدول العربية سيصل بحلول 2015 الى 200 مليار دولار، وان لها مصالح استثمارية في السودان وبعض الدول العربية ومن الممكن توسيع تلك المصالح وعلينا ان نستخدم كل علاقاتنا مع الصين لتحقيق مصالحنا الوطنية في كل المجالات.
اخر القول: اتحدوا يا معارضي النظام السوري بهدف اسقاط النظام ان كنتم صادقين .
القدس العربي