سورية بين مؤتمرات ومجازر…
نصر حسن
جاء رد فعل النظام المجرم على مؤتمرات جنيف والقاهرة وباريس وموسكو همجياً دموياً بارتكابه جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين ذبحاً بالسكاكين لمئات المدنيين في التريمسة- ريف حماه ،مصراً على استمرار فعله الدنيء وتمثيله بالأطفال والنساء على مرأى ومسمع المؤتمرين وعنان والعالم كله،ورغم الفارق في الهدف بين كل تلك المؤتمرات وبين أعضائها المختلفين وتوزعهم على المعارضة والموالاة والكثير من القال والقيل حول مستقبل العصابة ، لكنها كلها لم تكن بمستوى الأحداث والجرائم المروعة التي ترتكبها العصابة الأسدية في طول سورية وعرضها، ولم تؤد إلى قرارعملي يردع النظام الشاذ ويوقف جرائمه ومذابحه المتسلسلة ضد الأطفال والنساء في سورية.
لم يعد الوصف قادراً على تغطي أبعاد الجرائم ووحشيتها ، فالعصابة المجبولة من طين الحقد والانحطاط والجنون ،طفحت بكل مالديها من شذوذ ودناءة ونزعة سادية لا مثيل لها في كل ظلام التاريخ البشري ومعتوهيه وشاذيه ومجانينه ، إنها التركيبة الخبيثة الغريبة عن تاريخ سورية ، والسلالة الرجس التي لاتمت بصلة للشعب السوري الأبي ، يتوقف العقل ،ويتمزق الضمير ، ويرتبك الوجدان ، وتضيع القيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية في برك الدم وأشلاء الضحايا ، لكن رغم هول الجرائم ،تتوحد الإرادة السورية على هدف واحد هو الخلاص من تلك العصابة بكل الوسائل المدنية والعسكرية الداخلية والخارجية ، فالعصابة أوغلت في الوحشية واستمرأت ذبح المدنيين ، غير آبهة بأي موقف ، و تجاوزت كل الخطوط ودنست كل المحرمات ، وضربت عرض الحائط بكل القيم ، وانتهكت شرعة حقوق الإنسان والعالم كله يتفرج على الدم واللحم السوري !.
أن تدخل قطعان العصابة الشاذة قرية التريمسة في ريف حماه بعد قصفها بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات ، وتذبح مئات الأطفال والنساء والمدنيين بالسكاكين وترميهم في المزارع ونهر العاصي، عشرات الجثث المحروقة والمتفحمة ، عشرات الجثث المقيدة أعدمت رمياً بالرصاص ، وعديد العوائل التي ذبحت كلها ، إنها الهمجية الطائفية الحاقدة الجبانة ، إنها العصابة الشاذة عديمة الأصل والفصل والإنسانية ، تسللت إلى نسيج سورية الاجتماعي والوطني ، واستغلت طيبة الشعب السوري وأصالته وتسامحه ، وصعدت على مبادئ وقيم التعايش إلى سدة الحكم وانفردت في السلطة واحتكرت الدولة والجيش والقرار والثروة ،ونسجت خيوط بقائها في السلطة مع كل عصابات الكون وعلى حساب الأرض والعرض والكرامة الوطنية ومستقبل الشعب السوري كله.
إن الذي ترتكبه العصابة في سورية منذ سنة ونصف ، من جرائم ومذابح ضد المدنيين والأطفال والنساء وبشكل جماعي ،بقدر ماهو عمل حاقد جبان يترجم شعارها البائس ” الأسد أو نذبح ونحرق البلد”الذي أصبح برنامج القتلة والشبيحة والجيش السوري الذي رضي أن يكون وسيلة بيد المجرمين ضد الشعب ، ويعكس الموقف العربي والاسلامي والدولي المخزي من سلوك العصابة الذي يعتبر ضربة لكل قيم الحق والحرية والحياة، وبالتالي بات الصمت ليس ضعفاً ولاخوفاً ولا قلة حيلة ، إنما هو مشاركة واعية للعصابة الشاذة في ذبح الشعب السوري .
بقي أن نقول لكل الشبيحة العلنيين والسرييين الذين يسرحون على ساحة المعارضة ، ويتسابقون علناً وسراً إلى موسكو شريكة العصابة في ذبح الشعب وتدمير سورية، اخجلوا قليلاً أمام حرمة الدم السوري وقيم الحرية والحياة وحقوق الإنسان ، اخجلوا قليلاً من فشلكم في عمل شيء يذكر مع أصدقائكم لوقف القتل والذبح المستمر ليل نهار ، أم أن الذين استحوا ماتوا!.
ونقول للعصابة الجبانة والشبيحة القتلة المجرمين المجانين الأغبياء ، الذين استطاعت الآلة الخفية السادية الطائفية الشيطانية أن تبرمج وتحدد نهجها الدموي ضد الشعب ، إن معركة الحرية والكرامة في مراحلها الأخيرة ، إحدى أهم علاماتها هي تفكك الدائرة الداخلية للعصابة ، وتفسخ روابط تماسكها المصلحي الطائفي ،وتعطل دورها الوظيفي الداخلي التي استمر لسنة ونصف، وأن القتل والذبح والتمثيل بالمدنيين له ثمن وسيدفعونه عداً ونقداً بالكامل في سورية الجديدة ، وأن المستقبل يحدده أبطال الثورة والجيش الحر الشجعان والشعب السوري الذي يدفع مهر الحرية غالياً…لقد غرقتم في دماء الشعب السوري …والعدالة قادمة ولن تفلتون من العقاب …ولكل المعوقين وطنياً وسياسياً …حان الوقت لتحديد الموقف الواضح في حماية المدنيين بأي شكل وتحت أي بند ،ومن يستهين أو يخجل من توفير حماية شعبه عليه أن يبحث عمل آخر .
الرحمة لشهداء التريمسة وكل سورية الأبرار….الشفاء للجرحى….الحرية للمعتقلين…التحية لأبطال الجيش الحر …النصر للشعب السوري الأبي …الخزي والعار للعصابة الأسدية وشبيحتها المجرمين ولكل من يساعدهم بأي شكل من الاشكال في استباحة الدم السوري.
د.نصر حسن