شكرا داعش!/ مشاري الذايدي
الوزير اللبناني السابق، وئام وهاب، مفيد لكونه لسان حال بشار الأسد في لبنان.
قبل أيام، وفي موجة النشوة الأسدية – الإيرانية بما اعتقدوا أنه قدرة بشار ومن خلفه مرشد إيران ومرشد الضاحية الجنوبية، على العبور من نفق الأزمة، بعد التهديد الأميركي «الكرتوني» ضد الأسد عقب مجزرة الكيماوي في ريف دمشق، خرج، وئام، خطيب معسكر الأسد، على قناة «الميادين» لسان حال هذا المعسكر مستبعدا «انعقاد مؤتمر (جنيف 2) نظرا لغياب الجهة المعارضة للنظام السوري، لأن من هم موجودون في الأرض السورية هم (داعش) و(النصرة) والعصابات المسلحة»، داعيا السلطة السورية لأن «تحاور المعارضة التي ترفض التدخل الخارجي بمعزل عن (جنيف 2)». ويعني الكلام هنا المعارضة «المدجنة».
وهاب حانق على السعودية لأن السعودية كما قال «مندفعة من دون حسابات وتقوم بمحاولة توحيد المعارضة السورية وألويتها». وختم بتأكيد كاشف عن خيالات هؤلاء الناس أن سلطة بشار باقية «حتى لو وقع مليون قتيل في الشرق الأوسط».
المهم في كلام خطيب المعسكر الأسدي هو الإشارة إلى التنظيم القاعدي المشبوه «داعش»، وهو اختصار لدولة العراق والشام الإسلامية. هو تنظيم «ألعن» من شبيحة بشار وفرقة ماهر ضد الثوار في سوريا، لأنه يقوم على فكرة التكفير والاستباحة للغير، ويسلط سلاحه على الثوار «الكفار» بدعوى احتكار «الجهاد» في سوريا، مما قدم خدمة ذهبية لدعايات بشار وإيران في كون «كل» خصوم هذا النظام إنما هم «آكلو الأكباد» كما وصفهم حسن نصر الله في خطاب مرهف!
الغريب أنه قبل أيام وأثناء صفقة تسليم أسرى لبنانيين محسوبين على جمهور حزب الله، مقابل طيارين تركيين، نشر الإعلام اللبناني كلاما لوهاب قال فيه:
«إذا كان من شكر موجه لأحد فلا بد أن نوجهه لتنظيم (داعش) الذي قضى على لواء عاصفة الشمال وأحرج الأتراك الذين كانوا يشرفون على احتجاز اللبنانيين».
هنا تصبح مجموعات «داعش» محل ثناء لأنها قضت على فصيل «مقاوم» لبشار وهو «عاصفة الشمال» لأنه لا يخضع لـ«داعش» القاعدية.
وئام وهاب «بق البحصة» كما يقال لبنانيا، كشف عن استفادة نظام الأسد من وجود «القاعدة» في صفوف المعارضة السورية، سواء بتخطيط مسبق أو من دونه من مطبخ طهران والضاحية الجنوبية، وأقبية بشار.
بشار وخامنئي ونصر الله وبوتين، وضع معهم المتردد أوباما، كلهم ضد الثورة السورية غير القاعدية!
الشرق الأوسط