صفحات الحوار

صالح مسلم لـ «الحياة»: الحل في جمهورية سورية … ومشروعنا يمنع التقسيم

 

 

لندن – إبراهيم حميدي

أكد رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم في حديث إلى «الحياة»، رفض تقسيم سورية أو إقامة كيان كردي، مشيراً إلى أن سورية «لن تستقر إلا بإنهاء النظام الاستبدادي المركزي وإقامة لامركزية ديموقراطية»، وإلى أن موضوع ربط مدينة تل أبيض بإقليم الجزيرة أو كوباني (عين العرب) أمر يعود إلى المجلس المحلي المدني الذي ستشكله المكونات الموجودة في المدينة.

وأشار مسلم إلى وجود «تنسيق عسكري» بين «وحدات حماية الشعب» والتحالف الدولي- العربي، بحيث بات الطرفان في «جبهة واحدة ضد داعش»، مستبعداً قيام تركيا بالتدخل في شمال سورية «لأن الظروف الإقليمية والدولية غير مهيأة لذلك»، خصوصاً أن «الانتخابات كسرت شوكة بعض الأطراف» في تركيا، في إشارة إلى «حزب العدالة والتنمية».

وأكد مسلم في حديث أجرته «الحياة» عبر الهاتف، أن الأكراد لا يسعون إلى إقامة كيان كردي، موضحاً: «استراتيجيتنا تقوم عل المطالبة بالحقوق الكردية الديموقراطية. نريد سورية ديموقراطية تعددية وندعو إلى اللامركزية والديموقراطية. وسورية لن تستقر إلا بتغيير النظام الاستبدادي المركزي. في سورية أقليات، إسماعيليون وعلويون ودروز وشيعة وسنة، وهناك أكراد وعرب وتوركمان، لذلك فإن الحل الذي يجلب الاستقرار للبلاد يجب أن يقوم على اللامركزية. كما انه من دون منح الأكراد حقوقهم والاعتراف بحقوقهم، لن تستقر سورية. لذلك، فإن اللامركزية هو حل اضطراري قمنا به ويجب تعميمه في كل سورية، وهدفنا هو تحقيق الجمهورية السورية الديموقراطية بنظام لامركزي ديموقراطي وتعددي».

وعن اتهامات «وحدات الحماية» بتهجير العرب السنة من تل أبيض، قال إن التهجير «ليس وارداً أبداً ونرفضه رفضاً قطعياً. عندما يحصل قتال ينزح بعض الناس، وهذا ما حصل في ريف تل أبيض، ولم يهجَّر أحد، بل إنه بسبب المعارك ضد «داعش» نزح بعض الناس بإرادتهم، وبعد انتهاء المعارك في تل أبيض، بدأ الناس بالعودة إلى المدينة، وهذا نرحب به ونشجع عليه. ويجب ألا ننسى أن الأكراد هم سنة، فكيف يمكن أن يهجروا السنة العرب، كما أن وحدات حماية الشعب فيها عرب وتركمان، حيث هبوا جميعاً للدفاع عن وجودهم ضد «داعش». وإن الحديث عن التهجير دعاية يبثها بعض الأطراف التي تسعى إلى حرب كردية- عربية أو شيعية- سنية، وهذا لن يحصل أبداً». وأشار إلى وجود أنباء «عن تهجير تركمان قرب أعزاز (شمال حلب) ونحن غير موجودين هناك، حيث يقوم صراع بين الجبهة الإسلامية و داعش».

وسئل ما إذا كان الأكراد يسعون إلى ربط المناطق الكردية في الأقاليم الثلاثة في شرق سورية وشمالها، فأجاب: «لا نحاول ربط أي مناطق. تل أبيض تحررت ويمكن أهلها أن يعودوا ويشكلوا مجلساً محلياً مدنياً ويقرروا ما يريدون. إذا وجدوا مصلحة بالربط مع كوباني أو الجزيرة، فهذا أمر يعود لهم. المكونات الموجودة على الأرض هي التي تقرر». لكنه أضاف: «قلنا منذ البداية إنه عندما كان البعض يدعم «داعش» و «جبهة النصرة» وتصنَّفان ضمن «الجيش الحر»، إن هذه أدوات لتدمير المنطقة ومكوناتها. «داعش» يحارب الأكراد حالياً، كما أن هذا التنظيم متعدد الرؤوس والاستخدام. النظام السوري وأطراف أخرى تستخدمه».

وقال: «نعم، أنا قلق من احتمال تقسيم سورية. ويجب ألا تقسم سورية ونسعى بكل جهدنا لعدم حصول ذلك. الشعب الكردي هم 15 في المئة من السكان في سورية، إذا كان الـ85 في المئة يريدون التقسيم ماذا يمكن أن يفعلوا (الأكراد)؟ وماذا يحصل؟»، مضيفاً: «مشروعنا هو الحل السياسي الذي يمنع تقسيم سورية وقدمنا إلى (المبعوث الدولي ستيفان) دي ميستورا وإلى الأمم المتحدة و «الائتلاف» (الوطني السوري المعارض) و «هيئة التنسيق». كما أننا نسعى إلى توحيد المعارضة وعقد لقاءات للوصول إلى حل سياسي، ونحن جادون في جهودنا. وربما نحن الجهة الوحيدة والصادقة في الحل السياسي».

وسئل عن طبيعة التنسيق بين «وحدات حماية الشعب» والتحالف، فقال: «التنسيق بين «وحدات حماية الشعب» والتحالف هو التصدي لـ «داعش»، ولأن التنسيق عسكري يجب أن يتم في جبهة عسكرية واحدة، وهذا ما يحصل. قوات التحالف تنسق مع القوى الفاعلة على الأرض ضد «داعش»، هذا يحصل في العراق، وشيء طبيعي أن يكون هناك تعاون بيننا. هم لا يضربون المناطق الكردية فقط، بل في مناطق أخرى. وهناك مبالغة في الحديث عن التحالف والقوة الجوية للأكراد».

وعن تفسيره لأسباب عدم منح واشنطن تأشيرة دخول مع وجود تنسيق بين التحالف و «وحدات الحماية»، قال إن «التنسيق مع التحالف يستهدف محاربة الإرهاب. وأتمنى الذهاب إلى واشنطن ونيويورك، ونحاول الذهاب، وهذا لم يحصل بعد». وقال رداً على سؤال، إن «وحدات حماية الشعب» اشترت طائرات استطلاع صغيرة من موازنتها، نافياً أي علاقة للتحالف بهذا الأمر. وأشار إلى أن النفط الموجود في حقول الرميلان شرق سورية هو تحت سيطرة «وحدات الحماية».

وسئل مسلم عن وجود خطة كي تدخل «وحدات الحماية» إلى مدينة الرقة معقل «داعش»، فأجاب: «لا، ليست هناك خطة لذلك. حتى بلدة عين عيسى، فإن «لواء ثوار الرقة» بمساعدة «وحدات الحماية» قام بتحريرها. وإذا انضم إخواننا العرب نتوحد ونساعدهم على تحرير المناطق من «داعش». كما هو معروف، فان «ثوار الرقة» و «بركان الفرات» هما من «الجيش الحر» الأصيل والعلماني الذي يؤمن بالتعددية والديموقراطية والمساواة بين الشعوب. السلفيون ليسوا من «الجيش الحر»، فيما الفصائل التي تسعى إلى تأسيس خلافة ويريدون سورية علمانية وديموقراطية فيها مساواة. لا يزال هؤلاء (العلمانيون) قلة لكنهم يتوسعون، وإن تحرير سورية على هذا الأساس أمر نرحب به».

وفيما قال إنه إذا وجهت الحكومة التركية دعوة رسمية له، فإنها سيلبيها «من دون تردد»، أوضح أن نتائج «الانتخابات التركية كسرت شوكة بعض الأطراف التركية التي لها مخططات معينة في الشرق الأوسط، وستكون لنتائج الانتخابات تداعيات سياسية في المنطقة عموماً»، مؤكداً أنه لا يعتقد أنه «سيكون هناك تدخل تركي، والأجواء الإقليمية والدولية غير مهيأة لذلك. وإذا حاولت تركيا التدخل ستخسر كثيراً ولا أعتقد أن أي أحد عاقل ممكن أن يقوم بأمر كهذا».

ونفى مسلم أي علاقة مع النظام السوري، قائلاً: «منذ بداية الثورة، هل اشتبكت أي جهة مع قوات النظام أكثر منا؟ بل إننا ضد النظام منذ انتفاضة 2004. كما أن الصراع بيننا وبين النظام مستمر، وآخره الاشتباكات التي حصلت في الحسكة (شمال شرق) وسقط فيها عشرات القتلى. كما أنه بعد تحرير تل أبيض حصلت اشتباكات في القامشلي. هناك حالة من عدم الاعتداء بيننا وبين القوات النظامية. نحن لا نهاجم بعض المواقع لأسباب معينة. وهم ماذا سيكسبون إذا هاجموا الأكراد؟ النظام لا يعترف بحقوق الأكراد، ونحن لن نتعامل مع أي طرف لا يعترف بنا وبحقوقنا. وممارسة النظام ضد الأكراد لم تتغير».

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى