عرسال مُحاصرة بين السواتر الترابية والحواجز/ عبـدالله الحجيـري
عرسال – لم يكد خبر ضبط السيارة المفخّخة التي تم تفكيكها عند مدخل عرسال لجهة بلدة اللبوة ينتشر، حتى عمّ القلق أبناء عرسال الذين لم يخرجوا بعد من وطأة التهديدات والأخبار المتواترة عن نيّة قوات النظام السوري وعناصر حزب الله اقتحام بلدتهم، استكمالاً للمعركة التي تدور رحاها في القلمون.
آلاف النازحين والعائلات يتدفّقون منذ أيام إلى عرسال، من قرى السحل وفليطة ويبرود، هرباً من المعركة التي تدور هناك. في حين أكدت بعض المصادر الميدانية لـNOW أن الجيش اللبناني يقوم برفع سواتر ترابية وإسمنتية على الطرقات التي توصل عرسال ببلدة المعرّة السورية.
خبر توقيف السيارة المفخّخة يوم الأربعاء، والتي كانت تستقلّها ثلاث نساء من عرسال، وقع كالصاعقة على أهالي البلدة الذين استنكروا مثل هذه الأعمال عبر بيان صدر عن بلدية ومخاتير وفعاليات عرسال، واعتبروا أن من يقوم بهذه الأعمال لا يمثّل إلا نفسه، سواء كانوا أفراداً أو مجموعات.
الحدث واكبه تشديد في الإجراءات الأمنية على الحواجز المنتشرة على مداخل عرسال. حتى أن بعض المعلّمات من خارج عرسال اللواتي يدخلن للتعليم في مدارس البلدة يجري توقيفهن وتفتيشهن، أثناء دخولهن وخروجهن منها.
“عرسال تعيش على خط زلازل”، بهذه العبارة يصف نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي وضع البلدة. في حديثه لـNOW، يقول فليطي إن أهل عرسال يستنكرون الأعمال “الإرهابية” التي تشوّه صورة بلدتهم، داعياً إلى عدم تحميل 40 ألف نسمة من أهالي عرسال المسؤولية عن أعمال قذرة يقوم بها أفراد ومجموعات، حتى ولو كانوا من أبناء عرسال.
يؤكد الفليطي أن “من استطاع خرق الثورة السورية عبر داعش وغيرها، لن يصعب عليه اختراق عرسال عبر أفراد أو مجموعات مدسوسة، يقومون بأعمال أمنية معينة ضد مصلحة عرسال وأهلها، خدمة لمشاريع معروفة”.
ويضيف: “الإعلام الممانع منذ بداية الثورة السورية، دأب على تشويه صورة عرسال، وخلق جواً عاماً بأن عرسال هي معقل وممر الإرهابيين إلى لبنان. وكان تتويج هذه الحملات يوم أمس عبر السيارة المفخّخة، التي تقودها امرأة. فبعد هذه السيارة، أصبح أي مواطن من عرسال، هدفاً مشروعاً للتفتيش والاعتقال على يد الحواجز المنتشرة على الطرق المؤدية إلى عرسال، وذلك بهدف إحكام الحصار المفروض على عرسال منذ مدة”.
وعن علاقة عرسال مع جيرانها، وخصوصاً بعد حادثة السيارة المفخّخة، لفت الفليطي إلى أنه “قبل هذه الحادثة، كانت هناك بوادر طيبة من أهالي عرسال تجاه جيرانهم، لم تتم ملاقاتها في المقابل”. وأضاف: “منذ حوالى الأسبوع، قام مخاتير وفعاليات من عرسال بكتابة بيان استنكار للأعمال الإرهابية، وخصوصاً تفجير الهرمل الأخير، وقاموا بتلاوته من بلدة اللبوة، بعد اجتماع مع فعاليات من المنطقة، لكن وفي الوقت نفسه لتلاوة البيان، كان حزب الله يضع حاجزاً على طريق اللبوة عرسال”.
وتوجه الفليطي إلى العقلاء من أهالي وعشائر المنطقة “بأنهم يعرفون جيداً، أنهم تعايشوا مع أهالي عرسال قبل الثورة السورية، وكنا في خندق واحد معهم أيام المقاومة الفعلية لإسرائيل في الجنوب، ونريد العيش معهم في ظل الثورة السورية وبعدها. فخيارنا هو الثورة السورية، ورهانهم على النظام، لكن ذلك لا يعني أن نقوم بالاقتتال وأن يؤدي ذلك إلى فتنة بين أبناء المنطقة الواحدة”.
وعن مسؤولية بلدية عرسال وأهلها عن كشف مثل هذه السيارات، اعتبر الفليطي “أننا نرفض الأمن الذاتي، ونطالب الجيش اللبناني للمرة الألف، بالانتشار على الحدود، وإغلاق المعابر غير الشرعية، وأن لا يتم تحميلنا مسؤولية الحدود.”
من جهة أخرى، هناك تخوف ورعب في عرسال، من عمليات أو قصف أو ما شابه ذلك، يقوم بها الجيش السوري النظامي ضد البلدة، خصوصاً بعد نشر عدة صفحات مرتبطة بالنظام السوري على موقع فايسبوك، بنشر أخبار وتهديدات أن النظام سيقوم باقتحام عرسال واحتلالها.
موقع لنان ناو