عشرة قتلى على الأقل في “جمعة الصمود” بدرعا
قتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح آخرون في مظاهرات شهدتها مدينة درعا السورية عقب صلاة الظهر شارك فيها الآلاف لمطالبة نظام بشار الأسد بالمزيد من الحريات.
اسفرت تظاهرة شهدتها مدينة درعا جنوب البلاد الجمعة عن مقتل عدة اشخاص وجرح عشرات بينما خرج الاف المتظاهرين عقب صلاة الظهر وبخاصة في شمال شرق البلاد حيث غالبية السكان من الاكراد، غداة الاعلان عن مرسوم يقضي بتجنيسهم.
وفي جو من تضارب المعلومات عن حصيلة الوفيات، اكد ناشط حقوقي ان سبعة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب العشرات الجمعة بنيران قوى الامن السورية في مدينة درعا حيث تظاهر الالاف للمطالبة باطلاق الحريات في البلاد.
وقال الناشط عبر الهاتف لفرانس برس ان “رجال الامن بملابس مدنية اطلقوا النار لتفريق المتظاهرين بعد صلاة الجمعة”.
واضاف الناشط ان المعلومات الاولية تفيد عن سقوط اكثر من عشرة قتلى الا انه “عرفت حتى الان هويات سبعة منهم فقط”. واضاف ان “العشرات اصيبوا” بنيران قوى الامن.
كما اكد الناشط ان المتظاهرين قاموا بعد سقوط القتلى باحراق “مقر شعبة حزب البعث” في درعا.
من جانبها ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان مسلحين اطلقوا النار على مواطنين وقوات الامن في درعا ما اسفر عن مقتل عنصر امن وسائق سيارة اسعاف، وجرح العشرات من المواطنين في درعا.
وعرض التلفزيون السوري الرسمي في “بث حي” ما وصفهم بانهم “مخربون ومندسون يطلقون النار على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام” في درعا.
واعتبر التلفزيون السوري ان “سوريا تعيش ازمة وهذه الازمة اراد لها البعض ان تكون ازمة مستشرية وان تتحول من مطالب شعبية محقة الى ازمة امنية تستهدف حياة المواطنين وامن الوطن”
واضاف “ان المحاولات الاصلاحية تتعرض الان لمحاولة الاجهاض والافساد من بعض الجهات التي تعمل على تخريب الممتلكات العامة والخاصة في محاولة لزعزعة الامن والاستقرار ولافساد اللحمة الوطنية التي سادت في سوريا لعقود طويلة”.
واشار رئيس الرابطة السورية لدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس ان “رغم ان الحكومة حاولت احتواء الازمة سواء من خلال انفتاحها على الشارع الديني ومعالجة قضية الاكراد واصدار تعليمات مشددة بعدم الاشتباك ولكن على ارض الواقع نجد شيئا مختلفا”.
واضاف انه “شيء غير مفهوم وغير منطقي بالنسبة لنا”.
وكان ناشط حقوقي ذكر ان “نحو ست الاف شخص تظاهروا امام القصر العدلي بعد ان تجمعوا عند خروجهم من ثلاثة جوامع بعد صلاة الجمعة” في درعا جنوب البلاد التي شهدت اعنف المظاهرات منذ اندلاعها في سوريا قبل ثلاثة اسابيع.
واضاف ان “قوات الامن قامت بتفريقهم باطلاق قنابل مسيلة للدموع وعيارات نارية ومطاطية”، مشيرا الى ان “المتظاهرين ردوا عليهم باطلاق الحجارة”.
واكد الناشط “وقوع اكثر من اربعة جرحى خلال المواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن”.
وكان “الالاف تجمعوا امام جامع العمري مساء امس (الخميس) حاملين صور +الشهداء+ وهم يرددون شعارات تكرم ارواحهم وتطالب بمكافحة الفساد واطلاق الحريات العامة تمهيدا للخروج اليوم (الجمعة)”، كما قال الناشط.
واشار الناشط الى ان “الاتصالات الخليوية قطعت في مدينة درعا منذ صباح امس وبدات الخدمة بالعودة تدريجيا الى المشتركين” منذ صباح اليوم.
من جهته، ذكر رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان في سوريا لوكالة فرانس برس ان “اكثر من ثلاثة الاف شخص شاركوا الجمعة بالمظاهرة في مدينة القامشلي (شمال شرق) التي انطلقت من جامع قاسمو الى ان اعتصم المتظاهرون في دوار الهلالية”.
واشار الى ان “المشاركين ينتمون الى جميع اطياف المدينة من عرب واكراد واشوريين”. واوضح مصطفى الى ان “مطالب المتظاهرين تضمنت اطلاق سراح المعتقلين والغاء حالة الطوارئ وتؤكد على الوحدة الوطنية”.
واضاف مصطفى الى ان “الفي شخص تظاهروا في ناحية عامودا وناحية الدرباسية التابعتين للحسكة” التي يغلب على سكانها الاكراد، مشيرا الى ان “التظاهرة التي انطلقت من الجامع الكبير في الحسكة شارك فيها نحو 300 شخص”.
واضاف الناشط الحقوقي حسن برو للوكالة ان “المئات خرجوا من رأس العين (80 كلم شمال الحسكة) من جامع الاسد باتجاه شرق المدينة”.
واشار برو الى ان المتظاهرين ومعظمهم من الاكراد كانوا يهتفون “بالروح بالدم نفديك يا درعا” و”واحد واحد الشعب السوري واحد” و”الجنسية لا تعني الحرية”
وتاتي هذه التظاهرات غداة اصدار الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما يقضي “بمنح المسجلين في سجلات اجانب الحسكة الجنسية السورية”، في اشارة الى الاكراد في شمال شرق سوريا.
واكد برو ان “المتظاهرين في الدرباسية (80 كلم شمال الحسكة) وقفوا دقيقة صمت على ارواح شهداء اللاذقية ودرعا”.
وفي دوما (شمال دمشق) حيث قتل الاسبوع الماضي 11 شخصا “اقام السكان الجمعة حواجز حول المدينة من اجل التدقيق في هوية من يريد دخول الجامع الكبير والتاكد من عدم حمله لاي نوع من الاسلحة”، بحسب ناشط حقوقي.
واكد الناشط ان السكان “ينوون الخروج للتظاهر اليوم بعد ان تم الاتفاق مع السلطات على عدم تدخل الامن لتفرق المحتجين”
واكد ريحاوي ان “الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية ونحو الف شخص في مدينة التل (شمال دمشق) تضامنا مع +شهداء+ اللاذقية ودرعا ودوما”
وكانت صفحة باسم “الثورة السورية” دعت الى التظاهر في يوم ما اسمته “يوم الصمود”، مؤكدة “سنهتف رغم جراحنا ونقول سلمية سلمية حتى نيل الحرية”.
وتاتي هذه الدعوة بعد ثلاثة اسابيع من الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا التي مازالت بدون حكومة منذ ان قدمت حكومة محمد ناجي عطري استقالتها في 29 اذار/مارس الماضي وتكليف وزير الزراعة في الحكومة السابقة عادل سفر بتشكيلها في 3 نيسان/ابريل.
من جهة ثانية، اكد ريحاوي ان “السلطات السورية اعتقلت الخميس عماد الدين محمد محمود الرشيد على الحدود السورية الاردنية اثناء عودته من الاردن”
واضاف ريحاوي “انه لم يتسن لنا معرفة سبب الاعتقال ولا الجهة التي قامت باعتقاله او مكان وجوده”.
وطالب ريحاوي السلطات السورية “بالافراج عن الرشيد او تقديمه الى محاكمة عادلة اذا ما توفر مسوغ قانوني لذلك” لافتا الى ان الرشيد (مواليد 1965) “يحمل دكتوراه في الشريعة الاسلامية وكان يشغل منصب نائب عميد كلية الشريعة وله العديد من المؤلفات والابحاث”.