عقاب يحيى: من أولويات المعارضة السورية قيادة عسكرية موحّدة تضبط السلاح
بودهان ياسين
يخشى المعارض السوري عقاب يحيى رئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية وعضو الائتلاف الوطني، من فوضى السلاح في سوريا حال سقوط الأسد. لذلك يشدد في حواره مع (إيلاف) على أنّ من أولويات الائتلاف المنبثق عن اجتماع الدوحة، تأسيس قيادة عسكرية موحدة تضبط موضوع السلاح.
الجزائر: أكــد المعارض السوري عقاب يحيى رئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية وعضو الائتلاف الوطني السوري، في حوار خصّ به “إيلاف” أن الظروف الحالية أكثر نضجاً لنجاح جهود المعارضة بعد توصلها في اجتماع الدوحة إلى تشكيل الائتلاف الذي يمثل اغلب أطياف المعارضة.
ويرى عقاب أنّ التحدي الأكبر الآن هو أن يثبت هذا الكيان الجديد مدى فعاليته بهدف كسب الاعتراف الدولي، و أكد أن الموقف الروسي يصعب تغييره جذريًا في الفترة القريبة لأسباب متداخلة، وأن الموقف الأميركي كثير الاشتراط، مؤكداً أن الائتلاف لديه تصورات تفصيلية عن مرحلة ما بعد سقوط الأسد.
وفي ما يلي الحوار كاملاً:
المعارضة السورية وصلت أخيراً إلى تشكيل ائتلاف موحد، ما هي دلالات هذه الخطوة ؟
الشكر أولا لاهتمامكم بالوضع السوري، ثانيًا لقد بذلت جهود حثيثة على مدار الأشهر السابقة بهدف توحيد عمل المعارضة ولو حول توافقات عامة، وكان مؤتمر المعارضة في القاهرة / أوائل تموز ـ يوليو/ خطوة مهمة على الطريق بإنجازه وثيقتي العهد الوطني والمرحلة الانتقالية، وقد أسهمنا في اللجنة التحضير له وحاولنا الدفع نحو انبثاق لجنة متابعة عنه، لكننا لم ننجح لأسباب متداخلة.
الظروف نضجت أكثر، وحاجة الثورة لوحدة عمل المعارضة أكبر، والجامعة العربية ودولها تدفع بذلك، والمجتمع الدولي يضع فرقة المعارضة سببًا لعدم تقديم الدعم المطلوب.
من هنا، يكتسي اتفاق الدوحة وانبثاق ائتلاف قوى الثورة والمعارضة أهميته الكبيرة، وهو مفتوح على مكونات المعارضة الرئيسة التي نأمل أن تسهم فيه.
ما هي أهم النقاط التي كانت محل خلاف بين أطراف المعارضة السورية، والتي تم التوصل إلى اتفاق بشأنها في قمة الدوحة مؤخراً ؟
أهم نقاط الخلاف لم تكن على الفكرة والمضمون. هناك من أبدى تخوفًا أن يكون الائتلاف بديلاً للمجلس الوطني، وقد تمّ تجاوز ذلك بمشاركة فاعلة من المجلس الوطني فيه.
البعض أراد الغمز من قناة الدور القطري والأميركي، وقد أوضح كثيرون إصرار المكونات السورية على سيادة بلادنا وقرارها الوطني المستقل، وأن ثورة الحرية والكرامة لا يمكن أن ترهن قرارها ومستقبل البلاد لأية جهة خارجية مهما كانت، وان الوحدة مطلب الثوار والشعب، وهي ضمانة صيانة القرار الوطني والتعامل الندّي مع جميع الجهات الخارجية .
هل تتوقعون اعترافًا في المرحلة المقبلة من دول مهمة؟
التحدي الكبير الآن يكمن في إثبات فعالية ودور الائتلاف وتجسيد أهدافه، عندها سيفرض الاعتراف به من جميع أصدقاء سوريا، أما موقف الولايات المتحدة فنعرف أنه ما زال على قائمة الانتظار، لذلك يشترطون، ويتمهلون.
تطور الموقف الأميركي حسب تصريح وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مرتبط بالمعارضة ومدى إظهار فاعليتها في إحراز تقدم باتجاه سوريا ديمقراطية تعددية، وربما تخوف الولايات المتحدة يتعلق باحتمال وصول الإسلاميين إلى السلطة في حال سقوط الأسد أو ربما حدوث صراع بين مكونات المعارضة حول من يستلم السلطة مستقبلاً، ما تعليقكم؟
الموقف الأميركي كثير الاشتراط، والذي نعتقد أنه نتيجة التفاعلات الداخلية الأميركية وليس بسبب ضعف أو تشتت المعارضة، لكننا فعلا أمام امتحان كبير يفرض علينا وضع الإمكانات المتاحة لتحقيق أهداف شعبنا وتحرره من طغمة الجريمة والفئوية.
والموقف الاميركي “المتمهل” له أسبابه الداخلية، دون إغفال تأثير الصهيونية فيه فهناك من يريد المزيد من الدمار لبلدنا ويدفع به وفي مقدمهم الصهاينة، كما أن الإدارة الأميركية لها حساباتها الخاصة، الأمر الذي يدعونا للاعتماد أكثر على النفس وتحمل مسؤولياتنا بشكل رئيس.
وهل تتوقعون تطورًا في الموقفين الروسي والصيني ؟
الموقف الروسي يصعب تغييره جذرياً في الفترة القريبة لأسباب متداخلة، لكن مواقف الدولة متحركة وتلعب فيها مصالحها الدور الرئيس.
عندما تثبت المعارضة قدرتها على العمل الجماعي وتجسيد ما جاء في وثائق الائتلاف ستتبدل المواقف بالتأكيد، وسنتمكن من انتزاع التأييد لشعبنا، ونغلق الباب على الذرائع التي تطرحها بعض الدول كسبب لعدم اتخاذ مواقف واضحة وحاسمة.
طالب رئيس الائتلاف الجديد معاذ الخطيب بضرورة تسليح المعارضة بأسلحة نوعية كنوع من أنواع الدعم للمعارضة، هل تتوقعون أن تستجيب الدول الداعمة لمطلبكم هذا ؟
نأمل أن تستجيب الدول الداعمة لمطالب الثورة، نحن لا نريد تدخلاً عسكرياً خارجياً، لكننا نحتاج إلى دعم حقيقي لمواجهة حرب الإبادة التي تشنها الطغمة على بلادنا وشعبنا، وحين توفر ذلك فالثورة قادرة على الحسم وتحقيق النصر.
لكن تسليح المعارضة قد يؤدي إلى ظهور مليشيات مسلحة مرتبطة بالأحزاب أو جماعات المعارضة مما يشكل تهديدًا على الأمن في سوريا بعد سقوط نظام الأسد ؟
نعم هناك مخاوف حقيقية من ظاهرة التسلح ودخول العديد من الأطراف، لكن في أهم أولويات الائتلاف إنشاء قيادة عسكرية لتوحيد السلاح وضبطه وتأطيره، وستُبذل جهود كبيرة في هذا المجال، كما انه لدينا تصورات تفصيلية عن مرحلة الإسقاط وما يليها، خاصة في ما يتعلق بالتسلح ومستقبله.
بعد قمة الدوحة ما هي احتمالات سقوط النظام الحالي ؟
الثورة مصممة على انتزاع النصر مهما كانت التضحيات، ووحدة المعارضة وقوى الثورة في إطار واحد عامل هام في التعجيل بالنصر، نأمل ألا يطول ذلك، وأن نوفر على شعبنا القتل والدمار بتحرره من طغمة قاتلة.
وماذا عن مهمة الإبراهيمي ؟
هناك عراقيل كبيرة تضعها الطغمة لإفشالها، وأعتقد أن ما يجري على الأرض تم تجاوزه، ربما يكون لها دور في حالة سقوط النظام، أو تلبية مطالب الثورة في رحيل الطغمة، رأس النظام، ورموزه كافة وتحويل المتورطين بالقتل إلى المحاكـم، النظام ما زال يرفض، وما زال يراهن على نهجه الوحيد: القتل والتدمير.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/774264.html
ايلاف