صفحات الرأي

في بعض مفارقات الحداثة وما بعدها:فتح فضاءات من القراءة…!

 

أحمد صلال

يسعى المفكر السوري خلدون النبواني عبر مقدمة كتابه”في بعض مفارقات الحداثة وما بعد الحداثة” لفتح فضاءات من القراءة تتراوح بين العادي والنموذجي والنخبوي؛ قراءات لا تجعل نتائج القراء تخضع لأمزجة (الكتاب) ، حيث يكون النص باختينياً يقوم على التأثر والتاثير وصولاً لتفاعلية تشاركية.

كتابات فلسفية.

المقال الأول:

يحاول الكاتب في هذا المقال مقاربة أسئلة عديدة حول الفيلسوف دريدا من خلال حوار صحافي أجري معه ، هنا وقع الكاتب في إشكالية حاول تجاوزها في مقدمة الكتاب ، ألا وهي عدم قدرة أي نص نقدي على إحداث مقاربة مهما كانت صغيرة من خلال شرح مؤلف لنصه “ومن أجل هذا سأعمل هنا على قراءة مقابلة أجريت مع دريدا هي أشبه ماتكون بالسيرة الذاتية يتحدث فيها عن طفولته في المدرسة في الجزائر”.

المقال الثاني:

خلال المقاربات الميتافيزقية المتنقلة بين العام والخاص ، الخير والشر ، الجمال والقبح الصحيح والخطأ ، الجسد والروح ، مقاربة كون الفيلسوف جاك دريدا حداثياً ومابعد حداثي ليخلص لنتيجةٍ مفادها أن الأزمنة (تتقلت من عقلاها) لشكل حاضر راغب بخلق سرديات فكرية وفلسفية قابلة لحياة حيوية”، مرة أخرى يزداد تشابك الخيوط بين يدي كلما حاولت تسريحها وحلها بعضها من بعضها البعض، بين دريدا الحداثي ودريدا مابعد الحداثي”.

المقال الثالث:

يحرص هذا المقال على عقد مقارنة في مواطن منه ، ومواءمة في مواطن أخرى من طبوغرافيا النص بين دريدا وهابرماس الفيلسوف الألماني الشهير ، حيث يجمعهما الانشغال بمستقبل أوروبا ودورها على الساحة العالمية ، وتطوير القانون الدولي، وقدرة هذه الثقافات على الانفتاح على الآخر الافتراضي.

ويفرِّق كل منهما عن الآخر في أن كل من هذين الفيلسوفين هو النقيض المباشر للآخر ، حيث يعدُّ هابرماس ممثلاً لفكرة الحداثة والكونية والعقل، ودريدا مجسداً لفكرة ما بعد الحداثة المتمردة على الحداثة والمنتقدة لها.

“لقد بدأت المعرفة المباشرة بين هابرماس ودريدا فعلياً عام1984حين دعا هابرماس دريدا إلى فرانكفورت لإلقاء محاضرة.

المقال الرابع:

تشتغل هذه المقال على رصد تحولات الجيل الأول مدرسة فرانكفورت من الماركسية إلى ما بعد الحداثة، حيث مر الجيل الاول للمدرسة من طريق الماركسية إلى طريق المثالية ، ثم طريق التشكيك بالتنوير والحداثة”يمكن لنا بلختصار أن نتحدث عن مجموعة من النقاط المشتركة بين توجهات هذا الجيل وبين توجهات تيار مابعد الحداثة مثل نقد العقلانية والتشكيك بأسس التنوير ونقدها”.

المقال الخامس:

يشتغل هذا المقال على التبيئر السردي الفكري في أفق المقاربة بين الفلاسفة أدرونو وفوكو ودريدا حيث يتقاطعون جميعهم في نقد العقل، ونقد التوليتارية، ونقد الدولة، ونقد السلطة والتسلط، والتشكيك بأسس التنوير، والنقد الجذري لمآلات الحداثة، والاهتمام بالتحليل النفسي وبالأدب والفن ، ” لعل أول ما يثير الانتباه في التقارب الفكري بين كل من أدرونو ودريدا هو أنهما قد بدأ مشواريهما الفلسفي بالاشتغال على فينومولوجيا هوسرل”.

بالنهاية لا يمكن لهذه المقاربة النقدية أن تحيط بكتاب فكري يحاول مقاربة قضايا كبرى تمس أوتار حساسة في ميدان الفكر الحديث,لذلك يبقى القارئ بمستوياته قاضي لهذا الكتاب حينما يطرق عوالمه المتعددة والشيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى