صفحات الناس

قصص تناولت أشخاص من الثورة السورية

مافيات الذعر في سوريا: أبناء «الثورة» يأكلونها/ باسل ديوب

نماذج مضحكة مبكية لهامشيين رفعتهم الفضائيات العربية الى مصاف «القادة الثوريين». «قادة» تدربوا في مدارس «التشويل»، وتخرجوا من علب الليل، ليمتطوا حراكاً شعبياً محقاً انحدر به هؤلاء «المناضلون» إلى أدنى حضيض في تاريخ الثورات. «البطريق» و«البغل» و«بيسو» و«سوسو» و«سخّمني» و«جزرة» وغيرهم كثر، «ثوريون» أبعد ما يكونون عن الأهداف السامية والقضايا النبيلة

في بداية حزيران 2011، ظهر شخص على قناة «الجزيرة» يصرخ أمام الكاميرا: «أنا إنسان ماني حيوان، وهالناس كلها مثلي»، احتجاجاً على قمع السلطات السورية للتظاهرات في جسر الشغور. سرعان ما حوّلت القناة القطرية الرجل الى أيقونة لـ«الثورة» ورمز للسوري المقهور والمعذب. لكن الأكذوبة لم تدم طويلاً. فاليدان اللتان كانتا «تشوبران» أمام الكاميرا كانتا ملطختين بدماء ضحايا مجزرة جسر الشغور الشهيرة التي راح ضحيتها نحو 120 من عناصر الأمن والشرطة، رميت جثثهم في نهر العاصي. وبعد حوالى العام ظهر «الأيقونة»، وهو مهرب مازوت اسمه أحمد عبد الوهاب ويلقب بـ«البطريق»، على شاشة تلفزيون «الجديد»، ولكن هذه المرة كمتورط في خطف الزوّار اللبنانيين الـ11 في مدينة أعزاز.

والمفارقة أن «الجزيرة» التي جعلت من البطريق «أيقونة»، استعانت لتدريبه على تمثيل دوره بغرفة إعلامية سرية في قرية خربة الجوز تحت حراسة مجموعة مسلحة يقودها مصطفى الجميل الملقب بـ«البغل»، وهو أيضاً من أرباب السوابق في التهريب ولا سيما المخدرات. وقد شكّل «البطريق» و«البغل» كتيبتين مسلّحتين من أجل نشر «الحرية» و«الديمقراطية» في سوريا. قتل «البغل» في عملية للجيش السوري نهاية العام 2012، فيما لا يزال «البطريق» يتحرك برشاقة في المنطقة الجبلية بين مخيم ييلا داغي في تركيا والأراضي السورية بعدما بايع «أبو بصير الطرطوسي»، أحد أشهر منظري الجهاد في سوريا.

شهيرة هي المقولة عن «الثورة التي تأكل أبناءها». لكن في سوريا، أكل جيش، هو خليط من التكفيريين والمغامرين وأرباب السوابق وأصحاب المهن العضلية، أي أمل ثوري، بعدما وجد كثيرون «فرصة العمر» في مزاريب الأموال التي فتحها عشاق الحرية ورعاة الثورة في قطر والسعودية. ويتندر الحلبيون، اليوم، بصعوبة العثور على عامل مياوم في المهن العضلية كالمليّس والحجّار و العتّال، بالقول:« فينو؟ صار بالجيش الحر شوّل». و«التشويل» مصطلح يدل على تحميل المسروقات.

مثقفون وطنبرجية

«بلال الكن بن دلال الكن» أشهر من نار على علم في حمص. هو أول «قائد ثوري» في المدينة. في سجله العدلي سبع أسبقيات جنائية. حصد «الكنّ» شعبية في أوساط المهمشين والمثقفين معاً، بعدما ظهر في أحد التسجيلات وهو يرغي ويزبد تحدياً ووعيداً، بلهجته المغرقة في شعبويتها، متحدياً الفرقة الرابعة والعميد ماهر الأسد. وسرعان ما أرخى «الكنّ» لحيته وحف شاربيه وظهرت له «زبيبة» على جبينه من كثرة السجود، ووصل به الأمر إلى تعيين أحد الطلاب الفاشلين في كلية الشريعة «مفتياً» لجماعته الجهادية، افتى له بضم نساء «الشهداء» إلى بلاطه. وليس أدل على بؤس الشريحة التي جندها «الكن» معه أكثر من تمجيده بعد موته بترداد قصة «قيام الشبيحة، لشدة رعبهم منه، بنبش قبره للتأكد من موته وإعادة دفنه».

ولم يكن «الكن» حالة نادرة. فعبد الباسط الساروت، الذي لقّبه بعض مثقفي حمص وفنانيها بـ«بلبل الثورة» بسبب قيادته الهتافات في التظاهرات التي لم يتورع خلالها عن المناداة بإبادة جماعية طائفية، انحدر من وسط «طنبرجية» يجوبون الأحياء الشعبية على طنابرهم التي تجرها البغال لبيع المازوت. وقد استقطب الساروت كثيراً من أقرانه بالمال لتشكيل مجموعة مسلحة سرعان ما تضخم عددها مع ازدياد التمويل، وكان شعار هؤلاء «حارة الطنابر عاصمة حمص الثورة»!

«بيسو» و«سوسو» و«سخّمني»

«كتيبة بيسو» واحدة من أكثر فصول المأساة السورية إثارة للحزن. جرعة الكوميديا السوداء تبدأ من اسم الكتيبة، وهو لقب «مؤسسها» محمد الياسين في بلدة كفر حمرة القريبة من عندان. اعتقلته دورية أمنية نهاية عام 2011 في ملهى ليلي في منطقة بستان كليب، بتهمة التحريض على التظاهر ومهاجمة رجال الشرطة. لكنه نفى التهم مؤكدا أنه «مجرد صاحب كيف» ولا يفهم في السياسة. أفرج عنه بعد التعهد بعدم الإخلال بالأمن. وبعد أسابيع قليلة بدأ بفرض أتاوات على الصناعيين في الليرمون بحجة «حمايتهم من النظام والشبيحة». وطارت شهرة «بيسو» بعدما زعم أن وحياً جاءه بأن صاحب «معمل زنوبيا للسيراميك» هو «شبيح يقمع التظاهرات ويساعد الدولة، ويجب معاقبته». وبالفعل انتهت «غزوة الرؤيا» بـ«تشويل» (سرقة) المعمل، ونهب ما قيمته نحو 100 مليون ليرة من أطقم السيراميك. «بيسو» وأولاده الأربعة وأبناء أشقائه، أصبحوا اليوم قوة ضاربة في كفر حمرة!

عز الدين جدعان الملقب بـ«الفراتي» هو «قائد ثوري آخر» في «الجيش الحر». وجدعان مغن ٍ شعبي، كان من نجوم قناة «غنوة» الفضائية التي تعرض كليبات رقص «الحجيات»، وهن راقصات «القرباط والنور» في سورية. وقد شكل «الفراتي»، الذي اشتهر بأغنية «حمد وسوسو»، كتيبة أطلق عليها اسم «جند الله»، تختص بالخطف مقابل فدية. وقد أطلق أهالي رأس الجزيرة بعد خطفه أكرادا على كتيبته اسم «كتيبة سوسو»، قبل أن يتخلى عن قيادة «جند الله» ليشكل «لواء الفرات» بدعم من عضو مجلس الشعب السابق نواف البشير.

والى «بيسو» و«سوسو»، مجموعة « أبو عماد زعرور» الذي سلّح أبناءه وأبناء إخوته وشكل عصابة للسرقة والخطف و فرض الأتاوات، ويتندر أهالي حي مساكن هنانو الحلبي عليه بتسميته قائد «كتيبة سخّمني» وهي لفظة حلبية تعني الفاحشة.

حسن وجزراته

حسن جزرة واحد من «أبطال الثورة» ومن أرباب السوابق قبلها. كان من أوائل الذين شكلوا مجموعات مسلحة لحماية «التظاهرات السلمية». تشير التسجيلات المنشورة له إلى مستوى تعليمي يقارب الصفر، وهو شخصية شرسة جداً تخصص بالخطف وسرقة المعامل وبيعها لأصحابها مجدداً وقبض الأتاوات. اشتهر بوقوفه في اليوم الأول لدخول المسلحين مساكن هنانو بالقول: «جايينك يا بشار». وفي تسجيل آخر يظهر مقاتلوه وهم يغنون له «حسن جزرة قائدنا ونحنا الجزرات»!

وقد خرجت تظاهرة في حي الشعار في حلب، في أيار الماضي، تطالب بإعدام الجزرة بعدما ضاق الناس ذرعاً بارتكاباته. وقد حرّكت ما يسمى «الهيئة الشرعية» اتهامات ضده، وبعد التلويح باقتحام مقاره والقضاء على مجموعته التي كانت تعرف باسم «كتائب غرباء الشام»، سلم نفسه الى الهيئة التي أخلت سبيله لاحقاً بعد تسوية برأته من تهم القتل والسلب مقابل دفعه مبالغ مالية كبيرة والتعهد بعدم الإساءة الى «الثورة».

وبعد سيطرة تنظيم «داعش» وتصفيته المجموعات المسلحة، حاصر مقار مجموعة «غرباء الشام». وبعد تواريه لأيام، أصدر جزرة بياناً باسم «كتائب حسن جزرة» مع جماعتي «كتائب الحاج حسين»و«كتائب اليرموك أبو شقرة» طالب فيه «داعش» و«سرايا المغيرات» التي يقودها أبو الليث، وهو من المقربين من «جزرة»، بـ«الاحتكام الى القرآن والسنة وحقن دماء المسلمين». وقد اعتقل تنظيم «داعش» الأسبوع الماضي «حسن جزرة»، وتسربت أنباء عن نية لاعدامه.

ومن «القادة» المشهورين أيضاً ولص معامل «ضاغطة الحفر الفردية» (كومبريسورات) أحمد عفش متزعم «لواء احرار سورية»، وبائع السمك خالد حياني متزعم «لواء شهداء بدر» الذي يدك أحياء حلب بقذائف أسطوانات الغاز. وهو التحق بالثورة بعد ارتكابه جريمة قتل إثر خلاف مع شخص آخر على صداقة مومس، ليروّج انه ثوري قام بـ«تصفية شبيح يقمع التظاهرات السلمية».

«ميماتي» و«البرنس»

عبد الوهاب الخلف الذي يتخذ لنفسه لقب «ميماتي» (شخصية شهيرة في مسلسل «وادي الذئاب» التركي) ضابط شرطة صغير جرفته الأحداث. ظهر على «قناة سما» لينفي خبر انشقاقه، قبل أن يلتحق بـ «ثوار منبج». «زير نساء» اقنع شرطياً يدعى محمد دقاق بالانشقاق معه، وشكلا معاً، بالاشتراك مع مهرب آثار يدعى أبو خالد النيفي، «الشرطة الثورية في منبج». وما لبث النيفي أن انشق عنهما ليشكل «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» التي يسميها اهل المدينة «هيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف».

شارك «ميماتي» في ارتكاب مجزرة مروعة في مضافة الشيخ جمعان الخفاجي في بلدة مسكنة القريبة من نهر الفرات في محافظة حلب. فقد ذبح الشيخ وابن أخيه وآخرون أثناء توسطهم لحل مشكلة خطف بين «الجيش الحر» و الأهالي. والمفارقة أن أحد المذبوحين مع الشيخ هو شقيق قاتل ابن الشيخ الذي عفا عنه حقناً للدماء. «ميماتي» يقبع اليوم في أحد سجون «داعش».

ولا يذكر «ميماتي» في منبج من دون ذكر «البرنس» نورس العبد قائد «كتائب الفاروق» في المدينة، والتي تتخذ من مدرسة حكومية مقرا لها. هو الشخصية الأكثر إثارة للاشمئزاز في المدينة، إذ يتهم بارتكاب الكثير من الموبقات. تعرضت كتيبته للسحق على يد «جبهة النصرة» في نيسان الماضي، حيث اعتقل واقتيد إلى حلب، وأعلن عن ذبحه، ليظهر في أيلول الماضي في منبج وهو يحرق علم الجبهة بعد أن تمكن من الهرب.

السفير

الظواهري لعناصره: الأمر لي في سوريا

عندما يتعلّق الأمر بسوريا، لا يبدو أنّ لأي بيان يصدره زعيم القاعدة الكثير من التأثير على الأرض

أنّـا ماريـا لوكـا

بيروت – وصلت الرسالة يوم الجمعة الماضي، حيث نشرت محطة الجزيرة العربية تسجيلاً صوتياً قيل إنّه لأمير القاعدة أيمن الظواهري قال فيه لعناصره في الشرق الأوسط، إنه وحده فقط، يقرّر من هي الجهات التابعة لتنظيمه التي تقاتل في سوريا.

بالنسبة للناشطين والمقاتلين في المعارضة السورية، فإنّ الرسائل التي تُتداول في وسائل الإعلام العالمية، حتى من قبل الظواهري، لا تحدث فرقاً كبيراً. إذ قال لموقع NOW أحد الناشطين السوريين الذي يرافق الجيش السوري الحر في المعارك، وينشر في العادة رسائل كتائبه على الإنترنت، قال إنّ كتائب المعارضة السورية تحاول أن تبقى بعيدة عن أي شيء يتعلّق بوجود القاعدة في سوريا. “هذا لا يؤثر على الجيش السوري الحر. البيان لم يتسبّب بأي ردات فعل سلبية على الأرض في سوريا. المقاتلون لا تهمهم مثل هذه الرسائل”، كما قال.

وكان الظواهري قال إنه ألغى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وأن الدولة الإسلامية في العراق سوف تستمر بعملها “في العراق” فقط. كما أعلن أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي “ارتكب خطأ من خلال تأسيسه قوات داعش من دون طلب إذننا أو حتى إعلامنا بذلك”، وانتهى الأمر بمشروع البغدادي بأن بات “مدمِّراً لكل الجهاديين”. ومن جهة أخرى فإنّ المجموعة الجهادية التي ألّفها سوريون، والتي يقودها أبو محمد الجولاني، أي جبهة النصرة، فقد حصلت على ضوء أخضر لمتابعة القتال في سوريا كفرع مستقل من القاعدة.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحذر فيها الظواهري البغدادي بضرورة سحب رجاله من سوريا وترك القتال الى جبهة النصرة بقيادة الجولاني. وقد سبق أن قام الظواهري بذلك من خلال رسالة مكتوبة في أيار 2013. إلاّ أنّ زعيم القاعدة في العراق لم يتخلَّ عن طموحاته في سوريا.

وبغضّ النظر عن السياسات الداخلية في “القاعدة”، فقد شاركت قوات داعش بقتال شرس خلال صيف وخريف 2013 في شمال سوريا ضد الميليشيات الكردية وكتائب الجيش السوري الحر. وقتل مقاتلو داعش رئيس أحد أفواج الجيش السوري الحر بصير الجبلاوي عند إحدى نقاط التفتيش قرب اللاذقية في تموز الماضي.

وفي أوائل آب 2013، قادت قوات داعش الهجوم الأخير في حصار قاعدة منغ الجوية في حلب ضد الجيش السوري الحر. وفي أيلول الماضي، قتلت المجموعة وخطفت قائد أحرار الشام أبو عبيدة البينيشي بعد أن أخطأوا واعتقدوا بأن علمهم الماليزي هو علم الولايات المتحدة.

وأيضاً في أيلول الماضي، اجتاحت قوات داعش بلدة أعزاز السورية، وانتزعتها من أيدي إحدى كتائب الثوار التابعة للجيش السوري الحر، وحاولت اختطاف طبيب ألماني يعمل في البلدة. وفي تشرين الثاني، قيل إنّ السلطات التركية كانت في أقصى حالات تأهبها، حيث قالت إنّه كانت لديها معلومات مفصلة عن مخططات لقوات داعش بتنفيذ تفجيرات انتحارية في كبرى المدن في تركيا مستخدمة سبع سيارات محمّلة بالمواد المتفجرة تم تجهيزها في الرقّة. وقامت لجان حماية الكُرد، المعروفة بـ “وحدات حماية الشعب” بطرد قوات داعش من أكثر من 20 بلدة على طول الحدود السورية مع تركيا خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وفي حين كانت هناك حرب واضحة بين قوات داعش والمجموعات المسلحة في المعارضة السورية، فإنّ علاقتها مع “جبهة النصرة” لم تكن عدائية بشكل واضح. فقد اشتبك مقاتلو النصرة كذلك مع “وحدات حماية الشعب”، ولكن لم يتضح تماماً من كان يدعم من، ما عدا حادثة وحيدة، في أيلول، في ريف الحسكة، حيث هاجمت مجموعة من قوات داعش مقر النصرة وقتلت عضوين منها.

رئيس المركز الإعلامي السوري، أحمد الريّس، قال لموقع NOW إنّه كان هناك بالتأكيد تنافس بين النصرة وقوات داعش. وقد انتظرت الأخيرة لحين تثبّت نفسها أكثر حتى تتمكّن من تأكيد وجودها مجدداً. “أنا متأكد تقريباً من أنّ قوات داعش لن تردّ على ذلك، لأن البغدادي تجاهل الرسالة قبل أشهر قليلة”، قال. ولكن هذه المرة، الوضع على الأرض مختلف؛ حيث تمكنّت النصرة من السيطرة على كافة مخازن الأسلحة في “مُهين”، وهي في الوقت الحالي قوية.

“إذا بدأ الناس بوضع النصرة وقوات داعش ضمن الفئة نفسها، سوف يبدأون بكُره الإثنين معاً. وبإبعاد نفسها عن قوات داعش، تستطيع النصرة الحفاظ على احترام الناس لها. ومن خلال “تسريب” هذا الرسالة، فإن كل شخص كان يدعم في الأصل أفكار القاعدة، سوف ينضم اليوم إلى النصرة ويترك “داعش”” كما يشرح الريس.

وردّ زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، على الظواهري بتسجيل تحت عنوان “باقية في العراق والشام”، قائلا: “الدولة الإسلامية في العراق والشام باقية ما دام فينا عرق ينبض أو عين تطرف، باقية ولن نساوم عليها أو نتنازل عنها حتى يظهرها الله أو نهلك دونها”. وفي 8 تشرين الثاني الماضي، قرر مقاتلو المجموعة في الغوطة أن يشاركوا في اتفاق لإنشاء محكمة شريعة في ضاحية دمشق. وتلك كانت المرة الأولى التي تدخل فيها قوات داعش في مثل هذا الاتفاق. وقد عمل قائد كتيبة الهدى الإسلامية أبو محمد الفاتح على نشر الوثيقة من خلال إحدى تغريداته على تويتر.

أما بالنسبة لداعمي القاعدة، فإنّ الرسائل التي تأتي من الظواهري تربكهم، إن لم نقل أكثر من ذلك. “الجهاديون في ساحة المعركة يقاتلون الى جانب بعضهم البعض؛ أي “لواء التوحيد”، و”جبهة النصرة” و”لواء الشام”، وقوات داعش، كلهم في الجانب نفسه يقاتلون ضد النظام بغضّ النظر عمّا يحاول الإعلام إظهاره”، قال أبو محمد، أحد داعمي جبهة النصرة السورية لموقع NOW. “بالتأكيد، إن كافة الكتائب ترتكب أخطاءً، ونحن ندين هذه الأخطاء، ولكن في نهاية المطاف، فإنّ هذه الكتائب تحمينا وتحمي منازلنا”، أضاف قبل أن يرفض التعليق عمّا إذا كان يفضّل جبهة النصرة أو قوات داعش، “أتمنى أن تتوحد كافة الكتائب تحت اسم واحد”.

ساهمت لونا صفوان في جمع المعلومات لإعداد هذه المقالة. وهي تغرّد على @LunaSafwan.

وآنا ماريا لوكا تغرّد على @aml1609.

موقع لبنان ناو

زهران علوش … من سجون الأسد إلى إمارة “جيش محمد”/ محمـد الإمـام

الغوطة، دمشق – بعد ثلاثة أشهر من بداية الثورة السورية، خرج زهران علوش في 2011/6/22 من السجن، بعدما كان اعتقله فرع فلسطين ذائع الصيت بداية العام 2009 على أثر اتفاق أميركي ـ سوري من أجل لجم الجماعات الجهادية التي تعمل في المناطق العراقية، لاسيما المثلث الأوسط العراقي الذي غدا مقراً للإمارة الزرقاوية.

العفو الذي خرج بموجبه علوش من أبواب سجن صيدنايا مع أكثر من 1500 معتقل من جماعات سلفية مختلفة، يعتبره الكثيرون نقطة التحول التي مهّدت فعلياً لنشر العمل العسكري في المناطق السورية المختلفة.

زهران المولود في دوما لأبٍ هو الشيخ عبدالله علوش، المرجع الأبرز للوهابية في مدينته وربما في دمشق ومحيطها أيضاً، وعلى يديه تلقى علومه الشرعية، إلتحق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة، ليتخرج منها إلى جانب أفواج من أكاديميي السلفية الوهابية المنتشرين بين مفاصل منظمات الجهاد العالمي الممتدة من الفيليبين حتى بلاد المغرب العربي.

في لحظة تاريخية مشحونة بهياج قوى الإسلام السياسي لاستثمار انتفاضات الربيع العربي، استطاع الشاب الأربعيني (مواليد 1970)، أن يرسي توازناً بين مفصلين شديدَي الحساسية وشديدَي الالتباس في آن معاً، نظراً لتناقض هذين الاتجاهين ظاهراً.

عمل علوش على توريد العدد الأكبر من الجهاديين إلى العراق عبر سوريا في فترة ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق، إلى جانب عدد ممّن استثمرهم النظام بشكل مباشر في هذه المهمة مثل أبي القعقاع، متوافقاً مع الحاجة السورية آنذاك لإقلاق الوجود الأميركي في العراق، وحافظ على صلة منتظمة منذ ذلك الحين مع التنظيمات السلفية الجهادية في العراق، ومع مصادر دعمها، حيث ظل طوال تلك الفترة وسيطاً بين طرفي هذه الثنائية.

بدءاً من 2007 توثّقت علاقة علوش مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، لكن المرجّح أن قاعدة الولاء التي جمعته بهذه الأطياف تبعاً للمرجعية العقائدية المشتركة، والتي من المفترض أن تستتبع البراء من كل مخالف، هي محل الالتباس في أداء هذه الشخصية التي كرست علاقة تعاون مثمر مع جبهة النصرة من جهة، ومع بقية فصائل الجيش الحر ذات التوجه الإسلامي في المقلب الآخر.

لم يكن متوقعاً في أواخر حزيران 2011 أن سرية الإسلام التي باشر زهران علوش بتأسيسها ستكون قوة قادرة على التوسع حدّ بلوغها معظم المناطق السورية بعد عامين، لتبدأ سيرته الشفهية بالظهور بين أتباعه ومريديه من عوام الجهاديين.

فالنواة الأولى التي كانت محصورة في مدينة دوما أخذت بالتوسع سريعاً لتعلن عن ولادة “لواء الإسلام” ذي الدعم المالي الكبير من بعض المشايخ السعوديين عبر الشيخ عدنان العرعور، كما يذكر “الحجي” قائد لواء سعد بن عبادة الخزرجي في المقابلة التي أجراها معه ياسين الحاج صالح ونشرتها مجموعة الجمهورية للدراسات، حيث شملت نشاطات اللواء مختلف المناحي الخدمية والإدارية والإعلامية عبر 23 مكتباً إدارياً مختلف الاختصاصات، تشمل من بينها محطة “شامنا” الفضائية، إضافة إلى التصنيع العسكري وإعادة تأهيل الغنائم من عتاد النظام.

وفي إطار عمليات التوسع تم الإعلان في 2013/9/29 عن تشكيل جيش الإسلام بقيادة علوش، وبمشاركة 43 تشكيلاً عسكرياً من تشكيلات الجيش الحر في مختلف المناطق السورية، توسعت لاحقاً ليصل عددها إلى 60 تشكيلاً كما صرح المكتب الإعلامي لجيش الإسلام، مضيفاً أن لديهم الكثير من طلبات الانضمام هي قيد الدراسة في الوقت الحالي.

وكان علوش في وقت سابق على إعلان تأسيس جيشه الجديد، شكّل محوراً ذا مرجعية سياسية موحدة تنادي بحاكمية الشريعة وإقامة دولة إسلامية تحت مسمى “جبهة تحرير سورية الإسلامية”، تلك التي كانت النواة الأولى لما بات يعرف اليوم بجيش الإسلام، بعد بيعة قادة الفصائل المشاركة له على السمع والطاعة.

ولعل المداولات والاتفاقات الجارية حالياً، والتي يعكف القائد العسكري الشاب على عقدها مع مجموعة من قادة الفصائل الإسلامية الكبرى من الذين قضى معهم فترة اعتقاله في سجن صيدنايا (أحمد عيسى الشيخ، حسان عبود) وهما قائدا صقور الشام وأحرار الشام، إضافة إلى عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد، هذه المداولات التي من المنتظر أن تسفر عن تشكيل “جيش محمد” الذي سيكون القوة العسكرية ذات الثقل الأكبر في مجريات العمل العسكري في الداخل السوري، ومن المنتظر أيضاً أن يدفع بزهران علوش ليكون الرجل القوي في سوريا في المدى المنظور.

بالتوازي مع خطوط العمل في الداخل السوري، حظي علوش بحضن سعودي دافئ لم ينقطع عن دعمه وإمداده بالمال والخبرات، وقد لعبت علاقته القديمة المستمرة بالشيخ “ناصر العمر” ــ الداعية السلفي المعروف بتشدّده وميله إلى العمل الجهادي ــ دوراً مهماً في تكوينه العقائدي من جهة، وفي تغطية جزء من نشاطه العسكري عبر أموال الجهاد العالمي من جهة أخرى، الأمر الذي سهّل توسيع قواه العسكرية على هيئة جيش نظامي، بما لا يشبه الحالة السائدة بين تنظيمات الجيش الحر.

وبحسب ما تشير إليه بعض المصادر الإعلامية، فإنّ علوش زار مقر إقامة الشيخ السعودي سليمان العلوان المعروف بدعمه للتنظيمات الجهادية وتنظيم القاعدة؛ وفي هذه الزيارة – ودائماً بحسب هذه المصادر- التي كان من المرجو أن تظهر ثبات قائد “جيش الإسلام” على منهج السلف وكسب ثقة إضافية من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، عنّف الشيخ العلوان زائره وعاب عليه تشبّهه بالجهمية، الأمر الذي يمكن تفسيره بالاعتراض على تعطيل الحدود عن المخالفين (كل من لا ينتمي لدائرة السلفية الجهادية)، وكذلك بالاعتراض على الأحلاف التي تجمع جيش الإسلام ببعض فصائل الجيش الحر، خلافاً لقاعدة الولاء والبراء، التي تعتبر أساساً في تحالفات السلفية الجهادية.

لا بد أن جملة عوامل دفعت بزهران علوش إلى دائرة الضوء في الآونة الأخيرة، ليكون ذراعاً قوية في معادلات الداخل السوري، مع ما تحمله هذه الشخصية من الالتباس والمرونة في آن معاً، لكن الأمر المقلق حقاً في هذا الصعود، هو إمكانية انفلات عقال هذه القوة الصاعدة، عقب ما يمكن أن يأتي على المنطقة من تسويات وتفاهمات سياسية في إطار الحل السياسي المرتقب، ولا سيما إذا لم تتنبه الممالك إلى لعبة تربية الوحش المجرَّبة سابقاً في أفغانستان.

موقع لبنان ناو

روسيا تخشى عودة المجاهدين من سورية الى داغستان وشمال القوقاز من أجل إقامة دولة إسلامية

البعض يحاولون ثني ابنائهم عن الذهاب… واخرون يرفضون ان يقفوا موقف المتفرج من الاحداث في دمشق

نوفوساسيتلي (روسيا) ـ من اليسا دو كاربونيل: أصبح صبي هزيل في الخامسة عشرة من عمره هذا الصيف أول من يلقى حتفه من ابناء قريته التي يغلب على سكانها المسلمون في منطقة داغستان بجنوب روسيا أثناء قتاله في صفوف المعارضة في سورية.

يعتبره البعض شهيدا لانضمامه للمعارضة في معركتها ضد الرئيس السوري بشار الاسد الذي تدعمه روسيا.

لكن موسكو تخشى عودة مئات المتشددين روسيي المولد تقول إنهم يقاتلون في سورية بعد أن يكتسبوا خبرة عسكرية لينضموا الى حركة تمرد يقودها متشددون يقاتلون في داغستان ومناطق أخرى في شمال القوقاز من أجل إقامة دولة إسلامية.

وتزهق أعمال العنف في المنطقة الأرواح بشكل شبه يومي. ويقول سكان إن 15 رجلا من نوفوساسيتلي وحدها قتلوا في حوادث تبادل إطلاق نار مع القوات الروسية في السنوات الأربع الماضية.

ويقول محللون إن المقاتلين قد يحاولون شن هجمات خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط (فبراير) العام القادم في سوتشي القريبة. وكان الرئيس فلاديمير بوتين الذي يراهن بسمعته على الأولمبياد قد صرح بأن المتشددين العائدين من سورية يمثلون تهديدا ‘حقيقيا جدا’ ووقع هذا الشهر قانونا لسجن كل من يعودون من هناك الى البلاد.

وقال بوتين في 23 ايلول (سبتمبر)، ‘الجماعات المتشددة لم تأت من فراغ ولن تختفي فجأة.’

في نوفوساسيتلي حيث تحمل الجدران عبارات تؤيد المتمردين الذين يقاتلون من أجل إقامة دولة إسلامية يقول قرويون إن ثمانية على الأقل من السكان البالغ عددهم الفي نسمة ذهبوا الى سورية.

وقال احمد خايبولاييف عضو مجلس القرية ‘هناك كتائب كاملة من اولادنا هناك.’

وأضاف أن قوات الأمن الروسية ألقت القبض على ثلاثة منهم اثناء عودتهم الى البلاد برا اثناء عبورهم الحدود من اذربيجان عائدين الى داغستان لكن خمسة تمكنوا من العودة مما يبرز سهولة سفر الروس الى سورية ومنها.

وقال خايبولاييف ‘إنهم في ديارهم الآن يترقبون متى ستأتي قوات الأمن لتأخذهم.’

ويحاول الآباء إثناء ابنائهم.

وقال رجل طلب عدم نشر اسمه خشية انتقام قوات الأمن الروسية ‘الاب أدرى بابنه قلت له أن يترك جواز سفره معي. حين رفض أخذته عنوة.’

وعلى الرغم من تحذيراته غادر ابنه البالغ من العمر 23 عاما والذي يفتخر الاب بأنه من حفظة القرآن منذ شهرين متوجها الى ميدان المعركة. وأضاف ‘لا أدرى إن كان سيعود.’

ومازال أهالي القرية يتداولون صورة أرسلها المقاتلون لجثة هزيلة تحمل ندوبا لابن قريتهم الذي لم يتجاوز عمره 15 عاما وقتل في سورية.

في سلسلة من التعليقات أسفل صورة الفتى على صفحة بموقع ‘فيسبوك’ يوصف بالبطل والشهيد.

وقال قروي ذكر سكان أنه قاتل ايضا في سورية وطلب عدم نشر اسمه ‘ذهب الى سورية لأنه لم يحتمل ان يقتل الأسد وجيشه الأطفال.’

ويقول سكان إن الفتى كان قد درس في مصر قبل أن ينضم الى متشددين آخرين روسيي المولد في سورية ولم تعرف أسرته بأنه ذهب للقتال الا بعد مقتله.

اما والده الذي فقد أحد ذراعيه في سورية حين ذهب ليرى قبر ابنه فقد احتجزته قوات الأمن الروسية لفترة قصيرة في اغسطس آب حين عاد الى بلاده. ورفض الحديث الى ‘رويترز′.

جهاد

نشأ ابناء نوفوساسيتلي وهم يلعبون ‘عسكر ومتمردون’ في الشوارع. وحكم روسيا للقرية ضعيف اذ يصف سكان الشرطة بأنها العدو والدولة بالفاسدة ويقولون إنهم يديرون شؤونهم بأنفسهم بالاحتكام للشريعة الإسلامية.

وكان للبعض أقارب او زملاء دراسة او جيران انضموا لحركة التمرد في روسيا والتي ترجع أصولها الى الحربين الانفصاليتين في الشيشان.

وينتمي المتشددون للتيار السلفي. ولا يتمتعون بتأييد كل السلفيين اذ يرفض البعض اساليبهم او لا يعتبرون هجماتهم على الشرطة والمسؤولين جهادا مشروعا.

لكن المعركة في سورية مختلفة اذ تعتبر على نطاق واسع في المنطقة التي يغلب عليها السنة جهادا ‘حقيقيا’ ضد حكومة الأسد التي يهيمن عليها العلويون.

لكن الافصاح في روسيا عن هذا التأييد لمقاتلي المعارضة السورية خطر. فقد فر إمام شاب يحظى بشعبية جمع تبرعات لمساعدة اللاجئين السوريين الفارين الى تركيا بعد أن وقع تحت ضغط من أجهزة الأمن. وزعمت وسائل إعلام مرتبطة بالشرطة أنه يحرض الشباب على الانضمام للصراع.

وأغلقت مدرسة بنيت حديثا كان يديرها في نوفوساسيتلي وهي الآن خالية من الدارسين.

وقال عبد الرحيم ماجوميدوف (71 عاما) وهو عالم سلفي في نوفوساسيتلي ‘الذهاب من هنا الى سورية ليس فرضا على المسلمين… لكن اذا كان هناك من يريد الذهاب فلا يستطيع أحد منعه.’

تهديد لدورة الألعاب الأولمبية؟

يقول مسؤولون وسكان إن أعداد الروس الذين يذهبون من شمال القوقاز الى سورية زادت هذا العام بعد أن تكثفت مناشدات مقاتلي المعارضة طلبا للعون عقب هجوم بالغاز السام على ضواحي دمشق.

في يونيو حزيران قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي إن 200 روسي يقاتلون في صفوف جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية. وبحلول سبتمبر ايلول قال ان هناك نحو 400 روسي في سورية.

وقال نائب مدير الجهاز سيرجي سميرنوف في 20 ايلول (سبتمبر)، ‘سيعودون وهذا يمثل تهديدا ضخما.’

ويقول خبراء إن تقديرات روسيا لعدد المقاتلين قد لا تكون دقيقة بسبب الأعداد الكبيرة من مواطنيها الذين يدرسون في الخارج او هاجروا الى اوروبا والأردن وتركيا وغيرها.

واكتسب البعض مهارة وخبرة يقدرها مقاتلو المعارضة السورية بشدة من خلال القتال في حربي الشيشان من عام 1994 الى 1996 ثم في عامي 1999 و2000.

ويقول خبراء إن عدد الروس في سورية قد يكون أعلى.

كما أغضبت مساندة روسيا للأسد عبر إمداده بالأسلحة والدعم الدبلوماسي كثيرين من بوتين.

وقال جبريل ماجوميدوف وهو واحد من نحو 24 شخصا في نوفوساسيتلي درسوا في مدرسة دينية بدمشق ‘مسلمو العالم يكرهون بوتين بسبب دعمه للأسد.’

وفي هذا الصيف حث زعيم المتمردين في القوقاز الشيشاني المولد دوكو عمروف المقاتلين على استخدام ‘أقصى قوة’ لتخريب الأولمبياد. وكرر مقاتلون في سورية نداءه ودعوا المسلمين في شمال القوقاز الى الجهاد في ديارهم بدلا من الانضمام اليهم.

وشهدت روسيا هجمات نفذها متشددون في وقت ليس ببعيد. وقتلت تفجيرات انتحارية في العامين الماضيين عشرات في مطار في موسكو وقطار للأنفاق. وقتل اكثر من 380 شخصا أغلبهم أطفال في حصار مدرسة ابتدائية في بيسلان عام 2004.

وقال مقاتل يتحدث الروسية في تسجيل فيديو على موقع يوتيوب من سورية بتاريخ 30 يوليو تموز وقد احاط به سبعة مقاتلين يرتدون الملابس المموهة ومعم أسلحة آلية ثقيلة وقاذفة قنابل ‘يكفي شخص او اثنان لجهاد من هذا النوع.’

وتحيط إجراءات أمنية مشددة بمدينة سوتشي التي تستضيف الأولمبياد وتتاخم منطقة شمال القوقاز.

وقال سيرجي جونتشاروف النائب السابق لرئيس وحدة مكافحة المتمردين في جهاز الأمن الاتحادي ‘هل تعلم اين تقع سوتشي؟ لدينا ما يكفي من متمردينا هناك.’

وأضاف ‘اذا وصلتهم تعزيزات من سورية الآن فإن أجهزتنا الأمنية ستواجه صعوبة في منعهم من إفساد الأولمبياد.’

وقدم بوتين تعديلا لقانون مكافحة الإرهاب وأقره البرلمان على عجل بعد تفجير استهدف حافلة وأسفر عن مقتل ستة أشخاص في جنوب روسيا في 21 تشرين الأول (اكتوبر) لمحاسبة من يقاتلون في الخارج عند عودتهم الى البلاد جنائيا.

وبموجب القانون فإن التدريب ‘بهدف ممارسة نشاط إرهابي’ عقوبته السجن 10 سنوات اما عقوبة الانضمام لجماعة مسلحة في الخارج ‘تتعارض أهدافها مع المصالح الروسية’ فهي ست سنوات.

اخوتنا المسلمون

ومنذ تولى بوتين الحكم قبل 13 عاما وسحق حركة انفصالية شيشانية قال إنه لن يسمح بانفصال أقاليم القوقاز عن روسيا.

لكن القضية القومية التي ألهمت الشيشان لينتفضوا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تحولت الى قضية إسلامية امتدت الى أراضي القوقاز الجبلية القريبة.

وبعد هزيمتهم في الشيشان يشن المتمردون الآن هجمات شبه يومية في الأنجوش وداغستان وكباردينو بلكاريا. واليوم تزخر صفوف المقاتلين بالشبان المحبطين بسبب وحشية الشرطة والبطالة والفساد وما يعتبرونه اضطهادا للمحافظين دينيا.

ويتعاطف الشيشان بشدة مع المسلمين السنة الذين تحاصرهم الحرب في سورية فهم يرون أنهم يواجهون نفس المعاناة التي واجهوها في حربيهم للانفصال عن روسيا.

وقال احمد (21 عاما) وهو شيشاني في قرية برديكل قرب العاصمة الإقليمية جروزني ‘نريد أن نساعد. إنهم اخوتنا المسلمون.’

ردا على هذا حظرت السلطات الشيشانية إقامة جنازات لمن يقتلون في سورية ويتحدث رجال الدين في المساجد والمدارس عن الحرب باعتبارها صراعا سياسيا وليس دينيا. وأقيل وزير في الحكومة المحلية حين غادر أحد أفراد أسرته الى سورية وفقا لما ذكره مصدر على علم بالواقعة.

وبث التلفزيون الشيشاني تسجيلا لشاب عمره 26 عاما اعتذر فيه وقال إنه ارتكب خطأ حين قاتل في سورية وشكك في أن يكون القتال هناك جهادا حقيقيا بسبب الاقتتال بين جماعات المعارضة.

وقال وهو مطأطأ الرأس امام الزعيم الشيشاني المدعوم من الكرملين رمضان قديروف ‘خفت أن أموت وأنا على الطريق غير الصحيح لهذا عدت.’

وفي منزله في برديكل قال قريب إن عائلته لا تسمح له بالعيش معها في المنزل. وقال قريب شاب ‘الوضع مؤلم جدا بالنسبة لنا.’(رويترز)

“أبو مصعب السوري”، الإسباني/ ياسين السويحة

«لو كان اسم زوجي فيليبي أو أنطونيو لتحرّكت السلطات الإسبانية لمعرفة مصيره. زوجي هو المواطن الأوروبي الوحيد في هذا الوضع الآن».

الاقتباس السابق هو تصريح كرّرته الإسبانيّة إيلينا مورينو، من مكان إقامتها الحالي في الدوحة حيث تعمل مدرّسة للغة الإنكليزيّة، على مسمع عدّة وكالات أنباء إسبانيّة بين عامي 2010 و2011. زوجها سوري الأصل، إسبانيّ الجنسيّة منذ عام 1987، واسمه مصطفى ستّ مريم نصّار. إيلينا تؤكد أنه «كاتب ومثقف مسلم» وله «إسهامات إنسانيّة في أفغانستان وباكستان»، وترى أن هذا فقط ما جعل وكالات اﻻستخبارات العالمية تلاحقه وتعتقله بشكل سرّي، بل وتسلّمه لمخابرات النظام السوري حيث يواجه خطر الموت. لهذه الوكالات اﻻستخباراتيّة، كما لأوساط صحفيّة وبحثيّة متابعة للحركة السلفيّة الجهاديّة، رأي آخر: مصطفى ستّ مريم هو «أبو مصعب السوري»، وأيضاً «عمر عبد القادر» وأيضاً «عمر عبد الحكيم»…، أحد أهم العقول المدبّرة لاستراتيجيا وتكتيك الجهاد العالمي منذ تسعينات القرن الماضي، لدرجة أن صحفاً غربيّة عديدة تكرر «مانترا» –فيها من التشويق والإثارة أكثر مما فيها من الموضوعيّة الصحفيّة– حول أنه واضع المرادف الإسلامي لكتاب أدولف هتلر «كفاحي».

ستّ مريم نصّار اسم متداول بكثافة في الصحافة الإسبانيّة خلال العقد الماضي. هو رجل سوري من مواليد عام 1958 حسب وثائقه الإسبانية، وصل إلى إسبانيا أواسط الثمانينات، بعد خروجه من سوريا نتيجة انخراطه في «الطليعة المقاتلة» عام 1980، وهو النشاط الذي قطع دراسته الجامعية في هندسة الميكانيك في جامعة حلب. مرّ ستّ مريم بالعراق والأردن وفرنسا قبل استقراره في إسبانيا، حيث أقام في غرناطة وعمل في البيع المتجوّل. تعرّف على المدريديّة إيلينا مورينو وهي في مطلع العشرينات من العمر، وأسلمت إيلينا وتزوجته عام 1987، العام الذي حصل فيه على الجنسيّة الإسبانيّة.

خلال عشر سنوات من إقامته في إسبانيا، بين أواسط الثمانينات وأواسط التسعينات، سافر ستّ مريم كثيراً إلى دول أوروبيّة أخرى، وأيضاً إلى باكستان وأفغانستان، حيث تعرّف على عبد الله عزّام، ثم على أسامة بن ﻻدن. ترك إسبانيا نهائياً عام 1995 متوجهاً إلى بريطانيا، حيث عمل في منشورات الحركات الإسلاميّة الجهاديّة هناك، ليؤسس بعدها مركزاً إسلامياً لدراسات الصراعات، والذي كان بمثابة وسيط بين قيادة «القاعدة» في أفغانستان والإعلام العالمي. من لندن قفز إلى الصفّ الأول من القيادات الجهاديّة. معروفة بقيّة قصته: من دوره الكبير جداً في وضع الأسس واﻻستراتيجيات الجهاديّة، إلى خلافه مع بن ﻻدن حول التكتيكات التي اتّبعتها القاعدة في بداية القرن، مروراً باعتقاله الغامض في باكستان عام 2005، وحتّى التقارير عن تسليمه بعدها للمخابرات السوريّة، والتقارير التي تؤكد إطلاق سراحه في سوريا بعد اندلاع الثورة ضمن مئات المعتقلين الإسلاميين الذين خرجوا من السجون السوريّة.

مصطفى ستّ مريم مطلوب في إسبانيا لثلاثة قضايا: أولها الاشتباه في دورٍ إيديولوجي وتنظيمي في تشكيل خليّة «القاعدة» في إسبانيا في نهاية التسعينات بقيادة السوري عماد الدين بركات، وقد اعتُقل أفراد هذه الخلية عام 2003، وحوكم تيسير علّوني (مراسل الجزيرة الشهير) وسُجن لعلاقته بمؤسس وقائد الخليّة؛ القضية الثانية هي طلب إفادته بخصوص تفجيرات القطارات في مدريد في آذار عام 2004، والتي أسفرت عن سقوط 191 قتيلاً؛ أما الثالثة، والأقدم، فهي اﻻشتباه بأنه منفّذ تفجير مطعم «إل ديسكانسو» في ضواحي مدريد في نيسان عام 1985. تفجير «إل ديسكانسو» كان أول عمليّة إرهابيّة إسلاميّة على الأراضي اﻻسبانية، واستهدفت مطعماً قريباً من قاعدة «تورريخون» الجوّية قرب مدريد، حيث تتواجد كوادر عسكريّة أمريكيّة. سقط في التفجير 19 قتيلاً، كلّهم أسبان، وأعلنت منظمة «الجهاد الإسلامي» مسؤوليتها عن التفجير. وضعت السلطات الإسبانيّة التفجير حينها في سياق استهداف المصالح الأمريكيّة من قبل «حزب الله» اللبناني، بانية شكوكها حول الموضوع بتقارير استخباراتيّة حول تعاون «حزب الله» مع خلايا تابعة لـ«الجهاد الإسلامي» وضبط شحنات أسلحة ومتفجرات قيل أنها قادمة من «حزب الله». وقد رُبط ستّ مريم بالقضية عام 2004، حين تعرّف أحد الناجين من تفجير «إل ديسكانسو» على صورته المميّزة، بشعره ولحيته الحمراوين، في وسائل الإعلام.

عامي 2010 و 2011 كرّرت إيلينا مورينو أنها تجهل مصير زوجها، وأكّدت أن آخر اتصال تلقته منه –هي وأبناؤهما الأربعة– كان قبل اعتقاله عام 2005 بأسابيع عديدة. ﻻ وضوح حول مصير ستّ مريم، وآخر ما يُعرف عنه هو تقارير غير مؤكدة تقول بإطلاق النظام السوري سراحه بين صيف 2011 و بدايات عام 2012. يرى حازم الأمين، في مقاله في ملحق «تيارات في صحيفة «الحياة» (9-11-2013)، أن هناك بصمة واضحة لستّ مريم في تكتيك «جبهة النصرة» وفي منطلقات صراعها مع «داعش». أياً يكن، «أبو مصعب» لغز محيّر وحرج للسلطات الأسبانيّة، ولإيلينا مورينو ربما..

موقع الجمهورية

قصص “الدراويش” السوريين/ ملاذ الزعبي

عقود الحرمان التي عاشها السوريون، تجعلهم اليوم يبادرون بطرق مختلفة لمقاربة شأنهم العام، وتتقدم المشهدَ الإعلاميَ السوريَ مبادراتٌ فردية وجماعية بسيطة ومتواضعة الإمكانات الإنتاجية، وتصبح هي البوصلة التي تسترشد بها الثورة طريقها وتقيس مدى انزياحها عنه. فيما تشكل وسائل التواصل الاجتماعي، على تنويعاتها، المدخل والوسيلة وحتى الحيز العام لهذه المبادرات.

هكذا، قدم الشاب عبد الرحمن نحلاوي محاولة “يوتيوبية” قبل أيام عَنونها “دروشة- مشهد تمثيلي” ساعياً للإدلاء بدلوه في الاستعصاء السوري الحالي، وتقديم رؤية ناقدة لا تجامل أحداً ولا توفر سهامها النقدية أية جهة.

ينطلق نحلاوي من مقطع فيديو تم تسريبه مؤخراً، يظهر فيه أحد المصابين بـ”متلازمة داون” وهو في قبضة عناصر من قوات النظام السوري رافضاً ترديد ما يطلب منه من تمجيد لرئيس النظام السوري بشار الأسد. يصور نحلاوي “الدور نفسه” تقريبا، لاعباً على وتر انحياز ذاك “الدرويش” الواقع تحت رحمة عناصر العسكر والأمن إلى منطق الأشياء، مستغلاً تلك المفارقة الاستثنائية التي تقول الكثير، حيث “المجنون” بدا عاقلاً و”العاقل” مجنوناً. هنا يترك الشاب الدمشقي الكلمات تنساب أمام كاميرا حاسوبه المحمول (مع مونتاج لاحق)، “متدروشاً” في طريقة كلامه وتعبيرات وجهه.

عبر الدروشة هذه، يعري نحلاوي الفوضى السورية العارمة ومتسلقي الثورة ولصوصها وديكتاتورييها وإقصائييها، فسادها وفاسديها. يذكرنا بضحايا الثورة الأضعف، و بالمجازر الجماعية، وبتعسف النظام، وبمعاناة اللاجئين والمهجرين والمحاصرين، وبعبثية جنيف 2، ,بالطريق المجهول الذي تسير فيه البلاد، لكن دموعه التي يذرفها على “ولاد البلد” تذهب بمحاولته إلى الميلودراما، خصوصاً مع لجوئه إلى موسيقى تصويرية تستثير المشاعر وذرف دموع تمثيلية تحاول استجلاب مثلها. ربما نسي نحلاوي نفسه هناك، وراح يحدثنا كأي شاب سوري اليوم، تمطر على رأسه كل هذه الأفكار، وتتدفق إلى ذهنه استعادة يومية لكل تلك المصائب.

يعود نحلاوي ليختم شريطه القصير والممتد لسبع دقائق وعشرين ثانية تقريباً بجزء ثان من الفيديو نفسه الذي انطلق منه، وهنا نرى الشاب المصاب بمتلازمة داون يسأل: “بتحبه لبشار الأسد؟” فيجيب: “لاء”.. فيرد صوت الجندي “قوصه”، فيرجوهم الشاب “لاء.. لاء”. أما عندما يُطلب منه أن يقول كلمة “حرية”، فيقبل من دون تردد، حتى وسط تهديد “مازح” بقتله من قبل العناصر.

أصاب فيديو نحلاوي نجاحاً معقولاً، فتناقلته صفحات شخصية وثورية سورية، وحقق الشريط في “يوتيوب”، حتى تاريخ كتابة هذه السطور، 19 ألف مشاهدة تقريباً، أما صاحبه فيختصر التجربة على صفحته الشخصية في “فايسبوك” بالقول: “تدور الدنيا في رأس كل منا قبل أن ننام، الفرق يومها.. قمت، أشعلت الكاميرا، وأفرغت ما في رأسي”.

سبق للشاب السوري أن قدم تجربة مماثلة قبل سبعة أشهر تقريباً، بعنوان “زعفرانات فكرية، أين بدأنا؟ درعا أم الشام؟”. في محاولة حينها للنقد من جهة، وتخفيف حدة التوتر وتقريب وجهات النظر من جهة أخرى، بعد الحرب الفايسبوكية الضروس حول موعد انطلاق الثورة السورية، هل هو 15 أم 18 آذار، مع ما جرته أحياناً من نزعات مناطقية.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى