كش ملك رح ترجع سوريا جمهورية.. الى روح مصطفى كرمان
مصطفى كرمان.. أيقونة الثورة المدنية و شهيد المقاومة السلمية
مصطفى كرمان أو أبو اصطيف الغالي كما اعتدت أن أناديك يامن عشقك القلب قبل العين.
لم أكن أعلم أن تراب الوطن قد اشتاق إليك في ذات الوقت الذي كنت اتصل به لأطمئن عليك بعد سماع خبر قصف مظاهرة بستان القصر، ذاك الحي الذي عشقته وعشقت العمل فيه كنواة للمشروع الكبير، مشروع سورية الدولة المدنية التي ستبنى من خلال أفكارك العملية التي لاتعرف الملل ولا الكسل وتنطلق مسرعة من العقل إلى الأرض لتعبد درب العمل وتنهض الهمم وتزرع في النفوس الأمل.
مصطفى يأيها الجندي المنفي في صمت الحقول، يأيها البطل المجهول يامن تعتبر أيقونة لكل شهداء الثورة السورية الأبطال المجهولين.
مصطفى الذي واجه مضايقات شبيحة النظام هو ذاته من رفض ان يتحدث عن تعرض عائلته لمضايقات من الجيش الحر وصلت حد الترحيل رافضا ان يتم استخدامه اعلاميا في غير صالح الثورة.
مصطفى هو ذاته من انتقد الظواهر السلبية اينما وجدت توقاُ للحظة البناء التي ستلي سقوط النظام المجرم.
مصطفى الذي عرض عليه في الكثير من المرات تمويل لم يقتنع بدوافع اصحابه فواجه الحصار رافضا مغادرة سوريا كي يكون و ما يريد ان يكون، وتكون سوريا ما يجب ان تكون.
مصطفى كان كل همه أن يحافظ على الحراك السلمي والمدني بطريقة رائعة جداً تتقبل الجميع وتشارك في كل نشاطات الثورة وفعالياتها مع الاحتفاظ بقيمه ومبادئه التي ثار من أجلها.
كان لديه هاجس كبير بخلق حالة قوية من النشاط المدني داخل حلب المدينة فعمل على مشروع سمي” إنهاض حلب” وعندما رأى بأنه سيتم السيطرة عليه واستغلاله من قبل من يملكون المال السياسي رفض أن يبيع مبادئه و أبدع مشروع كش ملك الذي أستطعنا من خلاله أن نساهم بشكل كبير بإنهاض مدنية حلب وأن نرسل به رسالة لجميع السوريين بأنه لابد من أن نكش الملك كي تعود سوريا جمهورية.
لم يتوانى يوماً عن المساهمة في جمع وتوزيع المساعدات الإنسانية للمناطق المحتاجة، لم يحدث يوماً بأن تطلب من مصطفى المساهمة في نشاط فيه ثورة ومقاومة للاستبداد والظلم ونيل للكرامة والحرية إلا وكان أول المبادرين للعمل. عرفه كل نشطاء الأحياء الحلبية ولاسيما المدنين منهم فقد ساهم في مشروع أيام الحرية وعمل مع فريق الحراك السلمي وغيرهم من الفرق والحركات الثورية المدنية.
وفي نهاية المطاف إستطاع أن يجمع بين نشطاء المجتمع المدني في المدينة ليؤطر عملهم في سياق واحد تتحد به الجهود لتصب في خدمة الثورة والمواطن.
مصطفى حلم سوريا المدني وناظم الثورة السورية، كنا نشد ظهورنا به عندما يقول أحد ما بأن هذه الثورة طائفية.
مصطفى الذي أحب مها وعلم بحبهما كل النشطاء لم يتمكنا من الزواج إلا منذ ثلاثة أسابيع في حفل ثوري صغير لايتجاوز عدد من حضروه العشرين شخصاً ، لكنه رغم ذلك كان ممتع جداً وفرحة طالما انتظراها. وبعد ذلك بعدة أيام بدأ يكتب هنا ويتكلم هناك عن فرحته بالزواج وحبه الكبير لمها وبأنه رغم كل هذه الظروف الصعبة والأمكانيات المادية التي كانت شبه معدومة تمكن من تحقيق حلمه وتابعا نضالهما معاً في نفس الدرب. وحينها قال لي وأخيرا اتجوزنا وهلق صار لازم نتابع الشغل عنا شغل كتير كتير.
في هذه الفترة بدأ مصطفى بالتحضير لمشروع المدرسة في حي بستان القصر، هذا المشروع الذي كان عبارة عن مجمع تعليمي ليس فقط مدرسة للطلاب لمتابعة تدريسهم وعدم الانقطاع عن تحصيلهم العلمي لا بل وأيضاً من أجل الكثير من النشاطات الثقافية الرديفة التي أراد مصطفى أن ينشر أفكاره الحضارية من خلالها.
اليوم بالمظاهرة كان يؤكد على الشباب بأن غداً افتتاح المدرسة، بدنا نفتح المدرسة أبو اصطيف هذا وعد.. و وعد الحر دين.
في إحدى مظاهرات بستان القصر -منذ زمن قريب- خرج قائد إحدى كتائب “الجيش الحر” ليخطب بالمتظاهرين مبرّراً اختطافه لإحدى الفتيات “الشيعيّات” بحجّة مبادلتها مع أسرى من الجيش الحر .. مع أنّها -على حدّ قول القائد- لم ترتكب جرماً أبدا .. ولم يتعرّض لها أحد سوى أنّها في زنزانتها “معزّزة مكرّمة” لحين إتمام إجراءات تبادل الأسرى..
قام أحد أصدقاء مصطفى ونكزه وألحّ عليه أن يخرج “على المايك” ليبرز هويّته الشيعيّة ويخاطب قائد الكتيبة محتجاً .. فنظر له بابتسامة هادئة وقال : اخرج أنت وتكلّم .. أنا لست شيعياً .. أنا سوري .. ولن أسمح بالمتاجرة بانتمائي الطائفي مهما حييت ..
فلا تتاجروا بانتمائه الطائفي .. بعد استشهاده .. أرجوكم.
مصطفى السوري قاتل بعقله و منطقه لتكون سوريا واسعة فيها الراي و الراي الاخر فيها الحرية و قبلا كرامة الانسان مهما يكن.
مصطفى لنبنى سورية حره يجب محاسبة قاتلك.
مصطفى أيها السوري الوطني نريد أن ننتقم لا ظلما و انما كي يحق الحق و يقتص من القاتل
لمصطفى السلام و لسوريا الحرية و لنا ان نكمل ما بداته.
من مصطفى لقاتله: كش ملك رح ترجع سوريا جمهورية!