صفحات المستقبل

كمشة عزو القصير

لينة أحمد عطفة
نجم الحارة القبليّة الأكثر سطوعا في تاريخ الدكاكين و البقاليات
عزو القصير صاحب الكف الضخمة التي تزن عارية كيلو برغل دون أن تسقط حبة واحدة !
عزو القصير الذي إذا تنخع بصق سطلا ، و إذا ضرط قفع حائطا
و إذا تثاءب ضاق عنا الهواء ..
عزو القصير البقال (( أبو كمشة كبيرة )) و الكمشة هي ما تتسع له قبضة اليد
عزو كان صاحب المحل الأشهر في سلمية عندما كان أبي في السادسة من عمره ..
كان أبي طفلا يسمع الناس يلهجون بالحديث عن عزو و عن ضخامته.. هذا الذي يقول حذاء عزو .. و ذاك الذي يقول شروال عزو .. و آخر يقول الله ياخدنا قبل ما يجن عزو و يفلت عالعالم و يفعسنا.. و كثيرون يقولون كمشة عزو أكبر كمشة في العالم .. لا خاتم يتسع لخنصره و لا كفا تصافح كفه إلا و تغرق فيها ..
الناس يتقولون و الطفل يتحمس لشراء القضامة المحلاة من محل عزو .. متخيلا القبضة التي ستعطيه حتما نصف ما في القطرميز .. و فعلا أخذ الطفل خرجيته البالغة فرنكا و يمم أحلامه صوب كمشة عزو .. دخل و ذهل باليد الضخمة التي لم تكذب خبرا .. و ذهل بالقطرميز العجيب المعبأ بالقضامة المحلاة و المصمم تماما لكمشة عزو ..
نظر الطفل إلى كف عزو تنغمس حتى الرسغ في القطرميز و تقبض على ما فيه .. لتخرج حتما بثلاثة أرباع ما يحويه برميل القضامة ذاك ..
و خرجت القبضة المغلقة أخيرا من القطرميز لتنفتح على خمس أو ست حبات قضامة فقط !!!!!
فقط ؟؟! همست عينا الطفل (( أبي )) بمنتهى الحزن و الانكسار .. أبى على نفسه أن يطلب المزيد و عاد خائبا يتحدث مخاطبا نفسه : (( له يا عزو هلق هيك و بس ؟! أي بائع آخر سيعطيني زيادة ست حبات على الأقل .. يا ليتني لم أشتر من عندك لأحتفظ بحلمي الباذخ عن قبضتك و ما كانت ستمنحه لي من قضامتي..
له له له يا عزو .. ما هكذا تكون الكمشات ))
أبي حكى لي قصته و أنا يومها تورمت من الضحك ..
في الحارات و البقاليات و الدكاكين نجوم و كمشات و عنتريات .. و في السياسة أيضا الأمر ذاته ..
و ها هو المجلس الوطني (( يمثلني )) يضاهي عزو القصير في ضخامة الكمشة و عدد حبات القضامة ..
لك أيضا أيها المجلس نقول : له له له .. ما هكذا تكون الكمشات و ما هكذا تكون المجالس ..
و علما كمشتها أصغر من كمشتكم … إنما يا شماتة هيئة التنسيق فيكم .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى