كيف تكون مع الثورة وضدها في آن معاً؟: د. حازم نهار
هناك سوريون ضد الثورة السورية منذ البداية، وليس بالضرورة أن يكونوا في الصف الآخر، وهذا طبيعي. وهناك سوريون مع الثورة، وهذه الفئة الأخيرة تحتوي شرائح عديدة ومتنوعة، ومن ضمنها شريحة واسعة تعتقد أنها مع الثورة، لكنها في الحقيقة ضدها. فكثير ممن يعلنون ولاءهم وحماستهم للثورة يصبون واقعياً في خانة المعيقين لها. لا تكفي النوايا، فالوعي والممارسة المرتبطة به هما الأساس.
قد يبدو هناك أستذة في طريقة الطرح، ولكن لا بأس يمكنني أن أتحمل ببساطة الشتائم المترتبة على طريقتي في العرض، فغايتي هي التبسيط والتحديد، خاصة أن الكتاب ملامون دوماً أنهم يكتبون كلاماً لا يفهمه أحد، ويعيشون في أبراجهم العاجية كما يقال.
الفكرة الأساسية التي أريد إيصالها هي أن التفوق الأخلاقي والثقافي والسياسي للثورة هو أساس النصر. وعلى الرغم من صعوبة هذا الشيء في ظل الحياة التي عاشها السوريون في كنف النظام السوري، إلا أنه يبقى السعي إليه أمراً مشروعاً وضرورياً. أما السؤال الذي أطرحه هنا، وأجيب عليه بطريقتي “الفجة” هو: كيف تكون معيقاً للثورة وأهدافها، فيما أنت لا تفتأ تعلن أنك معها أو من مناصريها؟ باعتقادي، إذا أردت أن تكون معيقاً للثورة وأهدافها في الحرية والكرامة، فما عليك إلا أن تكون واحداً مما يأتي:
1- أن تعتقد أن وعيك ليس بحاجة لتطوير، فالتشبيح ثقافة عاشت داخل السلطة تماماً كما عاشت خارجها في المعارضة والمجتمع، وكل منا يحمل آثارها بدرجات متفاوتة.
2- أن يكون البشر بالنسبة لك إما ملائكة لا تشوبهم شائبة أو شياطين يختزنون كل صنوف الشر، فالأفضل لك هنا أن تبقى في غمار أفلام الكرتون وحكايا الجدة عن الغول، فالحياة والسياسة أغنى من هذه الثنائية.
3- أن تتحول إلى شخص مغرم بتقويم الأشخاص وتشريحهم وليس نقد أفكارهم ومواقفهم، وتبذل كل جهدك في تصنيف البشر ما بين عملاء ووطنيين، ثوار وشبيحة، كفار ومؤمنين.
4- أن يصبح المعارض الشرس للنظام لديك هو بمقدار كم الشتائم والمسبات التي يكيلها للنظام، فأنت هنا قريب من السطحية في الفهم.
5- أن تكون تقويماتك للسوريين مستندة إلى أمكنة إقامتهم، داخل أو خارج سورية، وأن يصبح مجرد وجود المرء داخل الوطن بحد ذاته دلالة على “الوطنية” ومصدراً للحصانة السياسية والأخلاقية، فيما وجوده خارج الوطن تهمة بحد ذاتها.
6- أن تتحول إلى كاذب باسم الثورة، متوهماً أن انتصارها وتحقيق أهدافها يمكن أن يحصل بنشر الأكاذيب. أو أن تبني وعيك وقناعاتك ومواقفك استناداً للشائعات والكلام المنقول وقراءة نصف الكلام، فهذه الطرائق في التعاطي مع الأمور لا تزيدك إلا تشويشاً وتشكيكاً.
7- أن يصبح هدفك الثوري ملخصاً بالانتقام بدلاً من أن ترفع شعار العدالة للجميع، فهنا لا تختلف بشعرة عن شبيحة النظام.
8- أن تعتقد أن الفرد الذي يضع نفسه فوق الجماعة والبلد والثورة، حتى لو امتلك كل طاقات الدنيا، بإمكانه أن يجلب الخير له ولجماعته. فالتواضع بمعانيه الأخلاقية والسياسية والالتزام بقانون الجماعة، عنصران مهمان في نجاح الفرد والمؤسسة على حد السواء.
9- أن لا تؤمن أن سرّ نجاح أي ثورة هو منطقُها الوطني، أي عندما يكون الانتماء إلى الوطن فوق كل انتماء، وهذا معناه الحقيقي رفض هيمنة أي فكر أو دين أو أيديولوجيّة أو حزب أو فرد على الدولة وأجهزتها.
10- أن تعتقد أن صفة “الأصولية” تصلح لوصف بعض تيارات الإسلام السياسي فحسب، فهناك في الواقع أصوليات متنوعة، أصولية إسلامية وأصولية قومية وأصولية شيوعية وأصولية ليبرالية وأصولية علمانية، وجميعها استبدادية ولا تختلف عن بعضها إلا بالشعارات والطقوس.
11- أن تعتقد أن العلمانية تعني الكفر، فالعلمانيّة ليست موقفًا ضدّ الدين أو ضدّ أيّ فكر أو أيديولوجية. إنها موقفٌ راسخٌ مع الحريّة وضدّ الهيمنة والاستبداد من أي نوع كان.
12- أن تنجر بوعي أو من دون وعي إلى خطاب طائفي مقيت أو إلى ممارسات طائفية مستجيباً للعبة النظام، فهذه كارثة ما بعدها كارثة، أو ترهق السوريين البسطاء بالحديث عن طائفيتهم فيما أنت تنسى نظام الحكم باعتباره المولِّد الأساس للتفكير الطائفي، أو تقتلنا بخطاب علماني متطرف فيما أنت طائفي صغير يتستر بالعلمانية.
13- أن تعتقد أن الجماعات المتطرفة والتكفيرية من أي نوع يمكن أن تجلب الخير للبلد والسوريين، حتى لو كانت في لحظات معينة تقاتل ضد النظام، أو ترهقنا بالحديث عن إرهاب الجماعات التكفيرية فيما تغض الطرف عن إرهاب النظام ضد شعبه المولِّد لكل أشكال الإرهاب، وعن كونه المنتِج الأول فكرياً وتنظيمياً للجماعات التكفيرية.
14- أن تعتقد أن الإسلام يمكن أن تمثِّله أو تختزله جماعة محددة، فالدين الإسلامي يحتمل قراءات عديدة، وليس من حق أحد أن ينصب نفسه حاكماً يفرز المؤمنين من الكفار أو رقيباً على إيمان البشر، ومانحاً لصكوك الغفران.
15- أن تعتقد أن النظام السوري نظام علماني كما يدعي، وتحاربه بالتالي عبر خطاب إسلامي متشدِّد على هذا الأساس، فأنت هنا تقدم له أعظم خدمة، فهو ليس أكثر من نظام طغمة فحسب تستخدم كل شيء في سبيل البقاء، ولا تشتري الأديان والمذاهب والعلمانية بقشرة بصلة.
16- أن تصف الجيش السوري النظامي بأكمله بالعصابة، فأنت هنا تهين نصف مليون سوري دفعة واحدة، وعندما تحكم على كل من لم ينشق بكل صفات الشيطنة فأنت بعيد عن إدراك أحوال البشر ومعاناتهم واعتباراتهم. وعندما تنظر إلى كل من ينشق على النظام على أنه ملاك ومنزه عن الخطأ، أو عندما تستمر بتوصيف الجيش النظامي بالجيش الوطني في الوقت الذي يقصف أهله بالصواريخ والمدافع والدبابات، فأنت تتحكم فيك الرغبات والأمنيات وليس الحقائق.
17- أن يصبح لديك العسكري المنشق أهم من المثقف والسياسي، والسلاح أهم من العقل، فتلك مصيبة. فأنت لا تعرف أن الأوطان تبنيها العقول في المآل، وأن السلاح من دون عقل يديره ويضبطه يتحول إلى كارثة على الجميع. أو عندما ترهقنا عبر الفضائيات بخطابك السلاحوي، فأنت تختزل السياسة إلى سلاح، وتنكر دورها في بناء الوطن، أو عندما تستمر بغناء سمفونية “لا للتسليح” فيما الواقع أصبح معقداً ويتطلب تضافر الجهد للعمل على ضبط السلاح وتخفيف مخاطره وصولاً إلى محاصرة انتشاره.
18- أن تعتقد أن بإمكان أي تشكيل عسكري أن يحقق انتصاراً سياسياً أو يحظى بالاحترام ما لم يلتزم بالقواعد البديهية: الصفة الوطنية، وحدة القيادة، الحرص على المدنيين، حماية الممتلكات العامة، احترام حقوق الأسرى.
19- أن تقوم بالقتل أو تشجع عليه خارج إطار الدفاع عن النفس أو من دون الالتزام بالقانون والمحاكم العادلة، لأنك تصبح هنا مجرماً أو مشروع مجرم، مهما وضعت من أسباب ومبررات للقتل.
20- أن تعتقد أن الحسم العسكري ممكن في الحالة السورية، فأنت لا ترى أن هناك صراعاً دولياً وإقليمياً على سورية نشأ بحكم سياسات النظام المبنية على الغباء والغرور.
21- أن تعتقد أن أن السير على قدم واحدة يمكن أن يحقق الأهداف المتوخاة، كأن تعتقد أن الحل السياسي ممكن من دون توازن قوى، فالنظام لن يتنازل عن أي شيء ما لم يكن مضطراً، فأنت هنا تتستر بقشرة هشة من الحكمة. والأنكى أن تعتقد أن توازن القوى يعني التوازن العسكري فحسب، فهذا يأتي في آخر السلم وهو الأقل أهمية.
22- أن تعتقد أن العمل السياسي عمل سهل لا يتطلب معرفة ولا خبرة، وأنه يمكن اختزال السياسة – كما هو حاصل – إلى بضعة شعارات نبيلة، وأن تعتقد أنها يمكن أن تتحول إلى واقع ملموس بمجرد إطلاقها.
23- أن تعتقد أن العمل السياسي، مهما اختلفت أشكاله، يمكن أن يثمر ويخدم مصلحة البلد من دون جناحي الفكر والأخلاق.
24- أن تجعل من الشعبوية دينك ومذهبك، وألا ترى الفرق بين الشعبوية والموقف المنحاز للشعب. فأي قول للشعب هو قول غير نهائي، وأي تأييد من الشعب لفرد أو مجموعة هو تأييد مؤقت.
25- أن تعتقد أن الطريقة “السبحانية” في الإدارة والتنظيم والعمل يمكن أن تنتج أو تثمر عملاً يصب في مصلحة البلد، فمن دون التنظيم الجيد والإدارة الحديثة لا يمكن لأي مؤسسة سياسية أو مدنية أن تنجح.
26- أن تعمل استناداً لمقولة “نجاح أخي يعني فشلي”، فالتنافس السلبي الذي ينبني على إفشال جهد الآخرين من أجل تحقيق نجاح شخصي لا يعبِّر إلا عن ضيق الأفق وعدم الثقة بالذات.
27- أن تكون أحكامك إجمالية وقطعية إزاء الكتل السياسية والأيديولوجيات، فتارة ترفع جهة ما للسماء، وتارة تنزلها للحضيض، فأنت هنا منفعل ولا تدرك أسس التقويم والتعاطي مع الاختلاف.
28- أن تعتقد أن الدعوة إلى تشكيل هيئة وطنية أو مجلس وطني أو ائتلاف وطني أو قطب وطني هو كالدعوة لغداء أو حفل زفاف، ولا ترى فيها مسؤولية وطنية كبرى، وتحتاج إلى أسماء لها معرفة وخبرة في الشأن السياسي والعلاقات السياسية كي تستطيع العمل بفاعلية في عملية التحول الديمقراطي.
29- أن تتعصب لأحد أطراف المعارضة الحالية، في حين عجزت بجميع أطيافها عن إنتاج حالة سياسية تجمع بين الجذرية في الموقف السياسي والحكمة في الأداء والخطاب السياسيين والإدارة الديمقراطية الحديثة.
30- أن ترهق الجميع بالحديث عن وحدة المعارضة، فيما أنت لم تترك فرصة لتفريقها، بخاصة إذا ما كنت ترى أن الوحدة تعني أن يأتي الآخرون إلى تشكيلك السياسي أو برنامجك محطماً بذلك كل أسس الوحدة الصحية التي تبنى على الاعتراف بالتنوع من جهة والتوافق السياسي في الهدف والخطاب من جهة ثانية.
31- أن تعتقد أن الأحزاب التقليدية يمكن أن تعيش ويكون لها دور من دون إعادة النظر بأفكارها وبناها وآليات عملها، أو تعتقد أنها لا تستحق النقد والتجاوز، فهي بالضرورة تشكيلات مؤقتة، والمستقبل سيأتي بالتأكيد بتشكيلات جديدة أقل أمراضاً وأكثر حيوية وأقرب إلى العصر، وباصطفافات سياسية جديدة.
32- أن تعتقد أنه بالإمكان إلغاء أي تيار سياسي أو فكري في الواقع السوري، فأنت تسير هنا في اتجاه مسدود، فلا أحد يستطيع إلغاء أحد، ولا يمكن تحقيق حالة من الاستقرار من دون التوافق الوطني والاحتكام للآليات الديمقراطية.
33- أن تحكم على جميع شخوص مؤسسة سياسية ما بالسوء لمجرد أن أحد أفرادها تصرف بشكل خاطئ، فأنت هنا لا تميز بين المؤسسات والأفراد، أو العكس أن تحكم على جميع أفرادها بالسوء فيما إذا اتخذت المؤسسة موقفاً لا يتوافق ورؤيتك.
34- أن تعتقد أن أي منصب أو موقع تحصل عليه اليوم هو منصب دائم وتتصرف على هذا الأساس، فالحالة السورية أصبحت حالة مثالية في سرعة كشف البشر وقدراتهم ومواهبهم وجدارتهم بالمناصب.
35- أن تصفق لكل من يرفع معنوياتك ولو بالوهم، وأن تصبح نجاحات الثورة عندك معادلة لعدد القتلى من موالي النظام، فأنت تحتاج هنا لإعادة النظر وتعديل حساباتك في الحياة برمتها.
36- أن تعتقد أن الثورة يمكن أن تسير وتنتصر من دون بوصلة سياسية وطنية حقيقية، فأنت بذلك لم تقرأ التاريخ وتتعرف كيف تتغير المجتمعات والدول.
37- أن تعتقد أن الثورة يمكن أن تنتصر من دون وجود قوى سياسية ومؤسسات مدنية حقيقية، فالفقاعات الهشة لا تبني وطناً ولا دولة.
38- أن تعتقد أن الثورة يمكن أن تبلغ أهدافها من دون سياسة احترافية، أو أن السياسة يمكن أن تنجح من دون الالتزام بأهداف الثورة، فالتكامل بين الثورة والسياسة أحد أسرار النجاح.
39- أن تعتقد أن العالم بدوله كافة يمكن أن يتعامل بجدية مع الوضع في سورية ويأخذ معاناة السوريين بالاعتبار من دون تبلور بديل واضح ومتماسك مرحلياً ومؤقتاً، وكذا الأمر بالنسبة لكافة السوريين.
40- أن تحدِّد موقفك من الأمور والقضايا المطروحة على السوريين بإحدى كلمتين (مع أو ضد)، فأنت هنا لم تبرح بعد منطق التفكير الطفولي في مقاربة الأمور، فالعلاقات الدولية مثلاً لا تعالج من خلال طهرانية مريضة، ولا عبر براغماتية فجة، لا التعفف مفيد ولا الفجور مفيد في التعاطي مع مسائل سياسية دقيقة.
41- أن تعتقد أن الدول جمعيات خيرية يمكن أن تقدم للسوريين من دون أن تأخذ منهم، وأن تعتقد أن أميركا وروسيا تكترثان لعدد الضحايا في سورية، أو تبرع في توزيع الوعود على شعبك استناداً لوعود الدول، أو تعتقد أن العمل السياسي بالبيانات والشعارات بعيداً من العلاقات الدولية يمكن أن ينتج أو يثمر. المهم في هذه العلاقات أن تكون مصلحة سورية والسوريين أساس كل تحرك.
42- أن تعتقد أن المعارضة يمكنها أن تنجز على الصعيد الخارجي من دون رؤية واضحة ومتماسكة للسياسة الخارجية تمكنها من إدارة حكيمة للعلاقات ولا تجعل منها لعبة بين المحاور الإقليمية والدولية.
43- أن ترهق السوريين بتكرار مقولة “ألم نقل لكم”، وكأنك خارجهم، وتحتقر الناس وتشعرهم أنك تتفوق عليهم في معرفة البديهيات، لكنك مثلهم لا تمتلك الوسائل والآليات، مستخدماً خطاباً عصابياً ينضح بالفوقية والذاتية المرضية.
44- أن تعتقد أن الثورة السورية هدفها إقامة دولة إسلامية وليس دولة وطنية تعبر عن جميع السوريين، فهذا هو الوهم بعينه، فضلاً عن كونه استبداداً من نمط آخر.
45- أن تعتقد أن هدف الثورة هو استبدال شخوص النظام بشخوص آخرين لا يختلفون باستبدادهم، مهما كانت انتماءاتهم الأيديولوجية.
46- أن تعتقد أن الشعب السوري مؤلف فحسب من المناصرين للثورة، وتتصرف على هذا الأساس، فترى أن سورية الجديدة هي للمتظاهرين والثوار والمعارضة فحسب وليست لجميع السوريين، بمن فيهم الموالين للنظام.
47- أن تعتقد أن تقسيم السوريين بين علمانيين وإسلاميين متخاصمين، أو بين عرب وأكراد وآثوريين وتركمان متناحرين، أو بين إسلام ومسيحيين، أو بين مذاهب إسلامية متنوعة متعادية، يمكن أن يجلب الخير لأحد. أو تعتقد أن تقسيم سورية جغرافياً يمكن أن يكون حلاً ممكناً أو مقبولاً، شعبياً وإقليمياً ودولياً.
48- أن تنظِّر أو تسعى لإقامة دول عدة على أنقاض الدولة السورية الواحدة والموحدة أرضاً وشعباً تحت أي ذريعة. فالخسارة هنا ستطال الجميع حتى لو كسب البعض مؤقتاً.
49- أن تعتقد أن الواقع الجديد في سورية سيصبح كما تريد أنت أو يرى عقلك، فأنت واهم لأن الواقع لا يتشكل استناداً لرؤية أحد، بل هو حصيلة تفاعل رؤى عديدة وموازين قوى معقدة.
50- أن تعتقد أن بإمكان أي أحد أن يستغفل أو يخدع السوريين بعد مرور أكثر من سنتين خبروا فيهما محطات عديدة وتجارب متنوعة.
أعتقد هناك الكثير مما يمكن إضافته إلى هذه اللائحة، فانظروا كم هم “أعداء” الثورة من داخلها!
زمان الوصل