كيلو لـ«الجمهورية»: فشل «جنيف 2» سيُفجّر الصراع الدولي
جريدة الجمهورية
ليس من قبيل المبالغة تشبيه عضو«اللقاء التشاوري لإتحاد الديموقراطيين السوريين» ميشال كيلو بـ «عرّاب» المعارضة السورية. ومن شارك في مؤتمر«اللقاء التشاوري»، الذي عقد في القاهرة على مدار ثلاثة أيام، يمكنه تلمّس الثقة والوقع الطيب لكلمات المعارض المخضّرم على قلوب أبناء شعبه، الذين حين يختلفون في وجهات نظرهم، يُسارع إلى نصحهم بالتوحّد، لينجح في نهاية المؤتمر بإطلاق إتحاد ديموقراطي يجمعهم.
يُبدي كيلو تفاؤله في أن يحقق “الوليد المعارض الجديد” المتمثل بـ”إتحاد الديمقراطيين السوريين”، خرقاً نوعياً على صعيد طريقة عمل المعارضة وتأطيرها.
غير أنّ هذا الكيان “يبقى غير نهائي وقابل للإنتكاس، إذا لم يتمّ تنظيم لقاءات في الداخل السوري، ينتخب المشاركون فيها ممثلين لهم لعقد المؤتمرالعام، ووضع نظام داخلي يؤدي إلى “إتحاد الديموقراطيين السوريين”، وفق ما يؤكّد كيلو لـ”الجمهورية”، التي التقته على هامش مؤتمر”اللقاء التشاوري”، والذي عقد من 11 ولغاية 13 من الجاري في القاهرة.
إتحاد، ينفي كيلو أن يكون تأسسيه جاء بناء على رغبة سعودية في توسيع “الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، ليضمّ شخصيات ليبرالية وعلمانية، بهدف تشكيل كتلة تعيد التوازن إلى الإئتلاف، وتمنع هيمنة “الإخوان المسلمين” وقطرعليه.
ويقول كيلو: “هذا كلام لا علاقة له بالواقع، نحن طرحنا فكرة توحيد المعارضة منذ الأيام الأولى للثورة السورية، حيث حاولنا كتجمّع وطني وإعلان دمشق تأسيس قيادة مشتركة للمعارضة”.حينها “لم ننجح، وقد تأسست هيئة التنسيق، في وقت لم يكن هناك تنافس سعودي – قطري على تأطير المعارضة”.
وبما أنّ إتحاد الديمقراطيين السوريين “ليس جسماً سياسياً حتى اللحظة”، لم يناقش أعضاؤه مسألة المشاركة في مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المزمع عقده أوائل حزيران المقبل، لتفعيل بيان جنيف.
غير أنّ ذلك لا يعني أنّ الشخصيات والتنظيمات المنضوية تحت لواء اللقاء التشاوري ليست لديها وجهة نظر حيال ذلك.ويقول:”أنا شخصياً أجد أنّ “جنيف 2″ سيكون مؤتمراً صعباً ومعقّد جداً، ونتائجه ستكون مفصلية”.
ويُحذّر من أنّ “فشله سيؤدي إلى انفجار الصراع الدولي في سوريا، وإنفجار المنطقة برمّتها، إن لم تتم تلبية مطالب الشعب السوري”. لذلك يقترح كيلو أن تذهب المعارضة بكافة أطيافها بموقف موّحد إلى جنيف، “كي لا نخسر بالسياسة ما حققه الشعب السوري بدمائه، وندفع نحن كشعب الثمن هذه المرة أيضاً”، على حد تعبيره.
بيد أنّ قبول رئيس “اللقاء التشاوري لإتحاد الديموقراطيين السوريين” بالتفاوض مع النظام السوري لا يعني التسليم بعدم تنحّي الرئيس بشار الأسد. ويقول: “نتفاوض مع ممثلين عن النظام، ولكن ليس على بقاء الأسد”.
إلى جانب ذلك، يعد كيلو بأن يجهد “إتحاد الديموقراطيين السوريين” لتحقيق رغبة الجيش السوري الحرّ بـ”توفير المظلة السياسية له ومساعدته على التحوّل إلى جيش وطني، وأن يكون مفصولاً عن التنظيمات المسلحة التي لا تمارس عملاً عسكرياً مهنياً، وبعضها يتبع أمراء الحرب”. ويقول: “الجيش الحرّ يتطلب إعادة هيكلته وأن يكون قراره مستقلاً قدر الإمكان”.
وفي وقت لا يملك الإتحاد تمويلاً لتزويد “الحرّ” بالأسلحة، يرى كيلو أنّ هذا الجيش الوطني يجب أن يُزوّد بأحسن أنواع الأسلحة، وأن يحترم الشعب، ولا يعتدي على المدنيين ولا يفرّق بين المواطنين.
مؤامرة كونية
ولا ينكر كيلو أنّ هناك مؤامرة كونية على سوريا، يشترك فيها كل من إيران وإسرائيل وعدد من الدول العربية والولايات المتحدة وروسيا والصين، الذين”يسمحون بموجبها لنظام بقتل شعبه وهم يتفرجون”. ويقول: “يحاولون إيجاد تبريرات كلامية لقبول الإبادة الجماعية في سوريا، وتدمير أحد أقدم البلدان حضارة وثقافة”.
في الوقت عينه، لا يخفِ كيلو امتعاضه الكبيرمن انخراط “حزب الله” في القتال إلى جانب النظام السوري. ولكن إذا نفّذ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وعده بمساعدة المقاومة الشعبية السورية لتحرير الجولان “سنؤيده بقوة”.
ويدعو كيلو السيد نصرالله إلى “عدم تحويل قضية الجولان إلى لعبة سياسية جديدة، تضاف الى اللعبة القديمة التي دفعه إليها نظام بشارالأسد، وأن لا يصبح أداة لإبتزاز الآخرين ويقوم بتمرير خطط لا علاقة لها بالتحرير”.
ويتهم “نصرالله على وجه التحديد بالإشتراك في مؤامرة كونية مع أعدائه الصهاينة، الذين دافعوا خلال العامين الماضيين عن بطل الصمود حليفهم، ووجهوا رسالة الى الدول الأوروبية بأنّ من تمتد يده الى الأسد سنقطعها”. ويقول بحدة:”مبروك للسيّد هذه الصحبة”.
ويختم كيلو حديثه بالتوجه الى الشعب السوري قائلاً: “الله محيّي الشعب السوري”، لا تعتقدوا أنّ الأزمة ستُحلّ بسرعة، واعلموا أنّ فترات المفاوضات أصعب مراحل الصراع، وكونوا يقظين تجاه حقوقكم، ولا تسمحوا لأحد بأن يفرّق صفوفكم، أو يعتدي عليكم أو يمارس التشبيح ضدكم، كائناً من كان”.
تعليق واحد