صفحات سوريةغسان المفلح

مؤتمر أصدقاء إسرائيل2

غسان المفلح
01.04.2012 ككل عام يتندر العالم بكذبة أول نيسان، العالم يقف مع الشعب السوري، ربما تصلح ككذبة أول نيسان حيث سيعقد ما يسمى مؤتمر أصدقاء سورية في استنبول، وهو المؤتمر الثاني لهؤلاء الأصدقاء، والذين بينهم أصدقاء فعلا لكنهم ليسوا فاعلين بدرجة صدقهم، لأنه من الواضح ومنذ تونس حيث عقد المؤتمر الأول، كان عنوان المؤتمر الحقيقي هو مؤتمر أصدقاء إسرائيل، لأنه يتبنى سلفا وجهة النظر الإسرائيلية في الرؤية للثورة السورية الاسطورة. حيث منظورا لسورية بوصفها مزرعة لآل الأسد، لهذا يعتقد بعض هؤلاء أنه يجب أن تدخل قوات ردع عربية لبنانية لسورية!!
على سبيل النكتة التي لانستغرب أن تصبح حقيقة، بعد لأي من الزمن تشبه إلى حد ما كذبة نيسان!! فقد صرح البارحة جهاد مقدسي الناطق باسم خارجية العصابة المجرمة أن زمن اسقاط الدولة قد انتهى كمشاركة في مهرجان كذبة نيسان، هذه العبارة تلخص كيف ينظر هؤلاء لسورية، الدولة هي آل الأسد حصريا وتحديدا وإلى الأبد!!
وكذلك الحال إسرائيل ومعها إيران وروسيا والصين وتدعم هذا التوجه بعض القوى الآخرى الفاعلة في المجتمع الدولي. الموضوع ليس مؤامرة الموضوع واضح، فهي بالنهاية قوى ضغط ومصالح.
والمعارضة السورية والشعب السوري ليس لديه ما يقدمه لهذه الدول، إلا أن يضعهم أمام مسؤولياتهم الأخلاقية وهذه قضية النضال من أجلها يجب ألا يتوقف. مهما كانت الامور على الارض، لكن الأولوية تبقى لاستمرار تظاهراتنا السلمية على الارض أولا ودعم تنظيم وتسليح مؤسسة الجيش الحر، لحماية تظاهراتنا وثورتنا السلمية، يطرح بعضنا أن من كان ولايزال يطالب بتدخل المجتمع الدولي عسكريا إنما يبيع الشعب أوهام وهذا غير صحيح، لأن المطالبة تعني فيما تعنيه انه أمر صعب على التحقق، لو كان هنالك وهم لكانت المطالبة لاداعي لها. الجميع يعتقد أن الأمر مؤامرة بينما هو اسطع من يبقى في دهاليز وعتمة أروقة السياسة الدولية، فاستمرار الثورة السلمية لمدة عام ونصف الشهر، رغم كل هذا القتل الذي لم تعرفه البشرية من قبل، قد عرى الجميع داخليا وخارجيا، وامتلك الشعب إرادة الحرية، هذا بالطبع ينسحب على المعارضة، التي ربما بدأت تجد طريقها الآن!!
رغم كل هذه الانزياحات والتشققات والانسحابات غير المدروسة أو التي لاتخدم اصحابها أيضا. سورية الآن تتخطى آل الأسد كنظام سياسي وقد تخطتهم، هذه معادلة باتت شبه محسومة للجميع لذلك يبقى آل الأسد عبارة عن قاتل مأجور، حيث أنه لديه معادلة تقول” اقتل المزيد لكي تتحصل على القليل سياسيا” والقليل متحمور حول عدم تعرضه للمثول أمام العدالة الشعبية السورية، فهي الميزان. وسيمثل عاجلا أم آجلا.
مؤتمر أصدقاء إسرائيل، مطلوب منا أن نناضل من أجل جعله فعليا مؤتمرا لنصرة الشعب السوري وهذا ما تقوم به المعارضة بقدر امكانياتها وبقدر أمراضها. والتي هي أمراض ليست شاذة انسانيا، لكنني لاأزال مصرا أن عدم مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل، فيه رائحة خيانة. مع احترامي لكافة وجهات النظر!! المعارضة لديها قوة الورقة القوية الوحيدة لديها شعب مستمر في ثورته السلمية رغم كل التضحيات التي يعرفها حتى أصغر طفل الآن في سورية. بالتالي يجب توجيه الدعم الأساسي والفعال لاستمرار التظاهرات السلمية وبحماية قدر الامكان من الجيش الحر، بتنظيم مؤسساتي وقيادات فعلية على الارض. رغم بعض تحفظاتنا على من ينظر للثورة بوصفها فعل منظم فقط، فهي فوضى ايضا في جانب منها. لن نناقشه الآن..المطلوب الآن دعم ثورتنا السلمية، والتعامل مع سياسة خذ وطالب التي يعمل بها بعض اطراف دولية بطريقة براغماتية لكنها واضحة ضمن استراتيجية واضحة أيضا، الجو الإسرائيلي لن يبقى للأبد مع استمرار ثورتنا.
ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى