ماذا بعد المبادرة العربية في الشأن السوري ؟؟!!
خليل كارده
ان الامور تتجه نحو تفاقم الازمة في سوريا , لقد حذرنا في مقالة سابقة من الوهم في الانصياع لهذا النظام الدموي السوري , تدخلت الجامعة العربية بعد ستة اشهر من القتل اليومي وشلالات من الدم السوري المسكوب , وحذرنا ايضا من ان هذا النظام لا يرغب البتة الانصياع لصوت العقل والمحادثات , ان هذا النظام المستبد فقد مصداقيته وشرعيته , ولا اظنه راغبا في محادثات , ناهيك عن اصلا حات يزعم النظام انه ينوي القيام بها , انه يلعب شأنه شأن الديكتاتوريات التي افلت شمسها , يلعب بعامل الوقت والزمن والمماطلة قدر الامكان , حتى يتسنى له الهروب من وعوده الزائفة , زيف نظامه المهترئ الايل للسقوط حتما .
في اول ايام عيد الاضحى المبارك تساقط اكثر من ستة عشرة شهيدا برصاص الامن والشبيحة والجيش السوري , عيد وباي حال عدتي يا عيد , تصاعدت التظاهرات الاحتجاجية في جل المدن السورية بعد صلاة العيد , وخرجت المسيرات العديدة في القرى والارياف , رافعين شعارات لا معايدة ولا عيد الا بعد سقوط النظام الاسدي المجرم العنيد .
اننا تفهمنا موقف الجامعة العربية من الشأن السوري , ولقد تجلى لهم الحقائق الان ومن المستفيد من القتل المتعمد اليومي للشعب السوري , وتبين للجامعة العربية ايضا ان النظام السوري المستبد يراوغ ولا يريد مفاوضات ولا اصلاحات , بل ما يريده هو الغطاء العربي للقضاء على التظاهرات الاحتجاجية وملاحقة النشطاء من ابناء الشعب السوري واعتقالهم وقتلهم , ولا يهم النظام عدد ما قتله الذي وصل اكثر من اربعة الاف شهيد ضحايا النظام المجرم القابع في سوريا .
اننا امام مشهد دراميتيكي , حيث العالم باسره يتفرج يوميا على قتل وافناء الشعب السوري على يد مجرمين عتاة لا يعرف للرحمة مكان في قلوبهم , ان هذا النظام وكما صرح معظم رؤساء دول العالم المحبة للسلام , فقد شرعيته ومصداقيته , وان هكذا نظام يجب ان يقال ويقدمون القتلة المجرمين منهم للمحاكمة الدولية العادلة للاقتصاص منهم وما اقترفته اياديهم القذرة من قتل الشعب السوري بكل قومياته وفئاته وشرائحه دون تمييز .
امام الجامعة العربية بلا شك مهمة عصيبة , لانها تتعامل مع نظام مجرم ومماطل ولايأبه للقوانين الدولية ولا الشرائع السماوية , لذا على الجامعة العربية ان تثبت اهميتها وصدقها وقوتها الشرعية في التعامل مع هذا النظام المستبد , واجبارها على تنفيذ المبادرة العربية بكل بنودها وفقراتها , وانسحاب الجيش والامن والشبيحة ومرتزقته من المدن والقرى والارياف , ووقف كافة اعمال القصف اليومي الهمجي من مدفعيته التي تدك الاحياء السكنية في المدن والقرى والارياف دون تمييز , واذا لم تتعهد بذلك فعلى النظام المجرم ان يتهيأ لحزمة من القرارات من الجامعة العربية واولها في رأيي تعليق عضوية النظام السوري في الجامعة العربية , وفرض العقوبات الاقتصادية والتجارية عليه , لتضييق الخناق عليه اكثر فأكثر , وفرض العزلة عليه لاسقاطه والى الابد .
اما غير ذلك فان الجامعة العربية سوف تكون الغطاء العربي للنظام السوري المجرم لقتل وافناء الشعب السوري الاعزل .
خليل كارده