صفحات العالم

متى تستحي المعارضات السورية فتتّحد؟


    راجح الخوري

بعد اقل من 24 ساعة على الدعوة الاميركية – التركية الى تأليف حكومة سورية في الخارج، اعلن هيثم المالح المنشق عن “المجلس الوطني السوري” قيام ائتلاف باسم “مجلس امناء الثورة السورية” كلفه تشكيل حكومة انتقالية مقرها القاهرة!

وبعد ساعات قليلة انهمرت الانتقادات والتعليقات من التنظيمات المعارضة وما اكثرها، وبينها “المجلس الوطني” و”الجيش السوري الحر” وتشكيلات عسكرية تقاتل ضد النظام، اجمعت على ادانة هذه “الخطوة المتسرعة” واعتبرتها “مجرد فقاعة” او من “أرانب القبعات”!

يأتي هذا التطور في الانقسام بين المعارضين السوريين في وقت تدور اشرس المعارك في حلب وريف دمشق ودرعا وحمص، وكذلك مع ازدياد حدة “القتال الدولي” في سوريا وعليها، ليؤكد ان الفالج الانقسامي مستمر في صفوف المعارضين السوريين، الذين بذلت الامم المتحدة ودول كثيرة جهوداً متواصلة منذ ما يزيد على سنة، لجمع صفوفهم في اطار تنظيمي موحد ومتناسق يقدم طرحاً واضحاً ومقنعاً عن نظرة المعارضة وبرنامجها على الاقل للمرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام، وهو ما يرفع من الحماسة الخارجية لتقديم مساعدة الى المعارضة ولكن دون جدوى، بما ينعكس سلباً على صدقية هذه المعارضة وقدرتها على الامساك بزمام الامور في دولة حساسة وذات اهمية استراتيجية اقليمياً ودولياً!

الآن بات من الضروري طرح السؤال بحدة:

متى تستحي هذه المعارضات السورية المشرذمة فتتّحد وتنظم صفوفها وتقدم للسوريين والعالم صورة واحدة ولغة واحدة وخطة واحدة وتصوراً واحداً وحساً واحداً وترفعاً واحداً، لمرحلة انتقالية في انتظار الاحتكام الى ارادة الشعب السوري في صناديق الاقتراع احتراماً لروح الديموقراطية التي يتغرغر بها الجميع؟ متى يتوقف المنقسمون في الخارج عن التلطي بحجج التنوع والتعدد السخيفة في وقت تسيل دماء السوريين انهراً في طول الوطن وعرضه وتتشرد العائلات ويقتل الاطفال وتنتهك الحرمات؟

لقد بذلت جهود مضنية من السعودية وقطر وجامعة الدول العربية، ثم من تركيا والدول الاوروبية واميركا والامم المتحدة لجمع صفوف المعارضات السورية المنقسمة لكن دون جدوى وهذا امر فاضح، اولاً لأن من المعروف ان النظام ارسل كثيراً من معارضات “احصنة طروادة” الى داخل صفوف المعارضين بهدف تقسيمها، وثانياً لأن للدول حساباتها السياسية في الدعم والتأييد، فهل يخفى كل هذا على المعارضين الذين يتقاصفون على الفضائيات واحياناً بحماسة معيبة توازي وحشية القصف الذي يدك المدن والاحياء والمنازل السورية المنكوبة؟

فعلاً، امام هول الدم متى تستحي المعارضات السورية فتتّحد؟

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى