مع انهيار خطة السلام السورية, ما هو التالي؟
كيلي ماكيفيرز
لقد مر ما يقرب من شهر على خطة السلام الدولية في سوريا, و الأمور تشير إلى أن الصراع ينحو منحا أكثر سوء.
في التفجير الأخير الذي حدث, ضرب انفجاران ضخمان إحدى ضواحي العاصمة دمشق يوم الثلاثاء الماضي مما أدى إلى مقتل 55 شخصا و جرح المئات.
إن خطة السلام, المدعومة من قبل الأمم المتحدة و الجامعة العربية, تدعو النظام السوري و المجموعات المعارضة لاحترام وقف إطلاق النار و إطلاق الحوار السياسي. و مع ذلك فإن مئات من الأشخاص قد قتلوا خلال الشهر الماضي.
إن السوريين لا زالوا يقيدون وصول الصحافيين الأجانب, و لكن بضعة دقائق على اليوتيوب توفر شعورا بحالة القتال الدائر هناك.
أحد مقاطع الفيديو تظهر المتمردين يقاتلون في بلدة الرستن. الأمر الأكثر صدمة في هذا المقطع أنه لازال موجودا. حتى الآن, فإنه نادرا ما يظهر المتمردون في مقطع فيديو محمل من قبل الناشطين السوريين على اليوتيوب. و عندما تم إظهارهم في الشريط قاموا بتغطية وجوههم.
و لكن الآن, فإن المجموعة المتمردة تظهر بشكل تام, حيث يقومون بإطلاق النار من بيت في البلدة تجاه جنود حكوميون.
هذا ليس كل شيء. إن القوات الحكومية قامت بمهاجمة المناطق السكنية في العديد من المدن على امتداد سوريا هذا الأسبوع.
خطة فاشلة, بدائل أسوأ:
لقد قدم كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة و الجامعة العربية تقريرا قاتما إلى مجلس الأمن هذا الأسبوع فيما يتعلق بمهمة خطة السلام الأممية. و لكنه قال بأنه على الرغم من تكرار إطلاق النار في العديد من المرات, فإنه لا يرى أي خيارات أخرى حيوية من أجل إنهاء العنف.
لقد قال عنان :” أعتقد أن مهمة مراقبة الأمم المتحدة لربما تكون هي الفرصة الوحيدة من أجل استقرار البلاد. إن هناك مخاوف حقيقية بأن البلاد يمكن أن تنزلق نحو حرب أهلية, و آثار هذا الأمر مرعبة جدا”.
إن خطة الأمم المتحدة مدعومة بشكل علني و قوي من قبل الروس, الذين يعتقدون أنه لا زال هناك طريق من أجل التدخل لإنهاء الأزمة في سوريا. الروس, و هم الحلفاء القديمون للحكومة السوريون, يعارضون فرض عقوبات قاسية إضافة إلى التدخل الدولي.
و لكن هناك أعداد متزايدة تشعر أن خطة السلام قد فشلت.
ومن هؤلاء السيد وسام طريف, و هو الذي يدير جماعة أفاز الناشطة في بيروت, و التي تقوم بعمل جيد في سوريا. يقول هو و آخرون أن النظام السوري ليس راغبا ببساطة في وقف العنف, و هو ما يعني أنه لن يكون قادرا أبدا على الوصول إلى حل تفاوضي.
وهذا ما يدعو طريف إلى أن يطلق على خطة الأمم المتحدة بالخطة الفاشلة بالضرورة, و هو ما يعني أنه طالما يرى الروس مزيد من خروقات النظام, فإنهم سوف يوافقون على فرض عقوبات أشد ضد القيادة السورية.
يقول طريف: ” مع قول هذا, فإنه من الضروري ملاحظة أن هذا الفشل سوف يكون مكلفا كما أن الثمن سوف يكون من دماء السوريين بسبب استمرار مقتل المئات من الأشخاص في البلاد”.
ليس هناك اتفاق على البدائل:
إن المشكلة هي أنه ليس هناك إجماع على الخطوة التالية.
تقول أنا ماري سلوتر وهي أستاذة السياسية و العلاقات الدولية في جامعة برينستون و التي كانت تدير مكتب التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية بأن هناك العديد من الأسباب التي تدعو الولايات المتحدة إلى عدم اعتماد خطة خاصة بها حول كيفية حل الأزمة.
أولا, جيران سوريا منقسمون حول ما إذا كان يتوجب على النظام الرحيل أم لا. ثانيا, ليس هناك خيار واضح حول من يجب أن يقود سوريا إذا أقصي الرئيس بشار الأسد. ومن ثم فإن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون مسئولة عن صراع معقد آخر مثل ما حدث في العراق و أفغانستان.
و لكن كما تقول سلوتر فإن الولايات المتحدة سوف تنجر نحو التدخل في سوريا على أية حال, و ذلك عندما يصل العنف إلى حدود لا يمكن تجاهلها على الأرض.
تقول سلوتر “إنني أعي ما نحن خائفون منه, و لكن في بعض المراحل, فإن الوضع الراهن سوف يصبح أكثر سوء من كل مخاوفنا. و عند هذه النقطة, فإنه يكون لزاما علينا التدخل, و لكن المشكلة أنه لا أحد يعرف ما هي هذه النقطة”.
و لهذا فإنه عوضا عن الانتظار حتى تلك اللحظة غير المعروفة, فإن سلوتر و محللون آخرون يقولون بأن على الولايات المتحدة أن تطرح خطتها الخاصة الآن.
مركز الشرق العربي
ناشيونال ريبابلك راديو 10/5/2012
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي