صفحات العالم

مقالات تناولت ترشيح الأسد لنفسه لدورة رئاسية جديدة

 

 

في معاني”الحشد”السوري/ ساطع نور الدين

لامست القراءات المغلوطة للمشهد الانتخابي السوري في الضواحي الشرقية لبيروت حدود الخطر الشديد، وأوحت بان “الاعراس” الديموقراطية المقبلة، السورية، وربما اللبنانية ايضا، ربما لن تمر بسلام.

هذه المرة وقع معارضو النظام السوري وخصومه في الفخ. تشبهوا به، وتمثلوا فرعه الاسلامي، داعش، وسقطوا في امتحان حرج، كان ولا يزال يستحق الثناء لانه انتهى من دون قطرة دم واحدة.. لكنه ألحق ضررا فادحا بطرفي الازمة السورية وملحقاتهما اللبنانية: من جهة كان عدد “الناخبين” المتوجهين الى السفارة السورية في اليرزة، ضئيلا جدا جدا، بالمقارنة مع عدد النازحين السوريين الذي شارف المليون والمئتي ألف انسان، قاوموا التهديدات والشائعات التي سبق فتح صندوق الاقتراع. ومن جهة أخرى، لبى هؤلاء المصوتون نداء الواجب بطريقة سلمية هادئة الى حد بعيد، بما يتنافى مع هويتهم السياسية وربما تكلفيهم الامني..

مع ذلك، فوجىء المعارضون والخصوم او معظمهم على الاقل ب”الحشد” الذي لا يحتمل هذا الوصف الا وفق المعايير والحسابات اللبنانية البسيطة. وتجاهلوا حقيقة انه كان بمقدور النظام، الذي لا يزال يتمتع بغالبية لبنانية تفوق غالبيته السورية، ان يفتح مراكز اقتراع على امتداد الجمهورية اللبنانية، وان يلجأ حتى الى حلفائه لكي يفتحوا منازلهم لناخبيه، بدلا من ان يكتفي بمركز اقتراع واحد كان هدفه الاول والاهم ضبط أرقام وأوراق مريديه..وإستخدامهم في وجه حملة المقاطعة التي شنت في مختلف بلدان العالم، ونجحت من دون عناء شديد.

ولعل تلك المفاجأة ناجمة عن انكار مسبق لوجود شريحة سورية كانت وستظل مؤيدة للنظام السوري حتى الرمق الاخير. وهو ما ينم عن جهل فاضح، بقدر ما ينبىء بان منطق الالغاء والتصفية للاخر المعتمد من قبل النظام وبعض معارضيه الاسلاميين على حد سواء، يتجدد مرة أخرى في الوجدان اللبناني، ويؤسس لاستدراج اسوأ واخطر مظاهر الحرب السورية: التسبب باشتباك سوري سوري اولا على الارض اللبنانية، يليه بالطبع اشتباك لبناني لبناني يوسع دائرة الدم بشكل مرعب لن ينجو منه احد.

شعر المعارضون والخصوم امام هذا “الحشد” الهزيل، أنهم امام ميليشيا سورية جديدة منتشرة على الارض اللبنانية. وهو اكتشاف متأخر جدا، ومتعارض ايضا مع الواقع المثبت الذي يفيد انه ليس هناك على الارض اللبنانية اليوم من ميليشيات مسلحة سوى تلك التي انتجها النظام السوري. لم يقدم هؤلاء “الناخبون” دليلا اضافيا على هذه النظرية، فهم على سبيل المثال لم يحملوا السلاح، ولم يطلقوا النار في الهواء.. ولم يرفعوا صور البراميل المتفجرة بصفتها ورقة اقتراعهم الاثيرة.

ليس مدعاة للضجر النداء المتكرر الذي يوجه منذ اليوم الاول للثورة الى هؤلاء المعارضين بان يقدموا نموذجا واحدا فقط، على المستوى السياسي او الامني او الاجتماعي، يمكن ان يفرغ النظام، الفارغ اصلا، من محتواه، ويوفر وعدا مختلفا لسوريا المستقبل، يتناسب مع حجم التضحيات الشعبية، العفوية في غالبها، التي قدمت حتى الان من اجل التخلص من هذا الكابوس. لا شيء يمنع المعارضين على اختلاف توجهاتهم من فتح مراكز اقتراع مقابلة، لاختيار بديل ما، ولا شيء يحول دون التأسيس لعمليات انتخابية تجريبية، في سوريا وخارجها، غير تلك التي تخوضها قيادات المعارضة بين الحين والاخر وتنتهي في الغالب الى انشقاقات اضافية في صفوفهم.

الانتخابات الرئاسية السورية اهانة للفكرة واساءة للممارسة. لكنها لم تكن عبثا. كانت بمثابة تحدٍ، ابسط ما فيه هو ذلك “الحشد” الذي غطى شوارع الضواحي الشرقية لبيروت، واسوأ ما فيه هو انه إستفز لبنانيين كثيرين، الى حد المطالبة بترحيل النازحين السوريين مع ان غالبيتهم الساحقة التزمت اماكن نزوحها ساخرة بأولئك “الناخبين”، ولم تذعن للترهيب.. ولن تتحول الى جالية فلسطينية لاجئة، مهما طال الزمن، وهو لن يطول.

المدن

 

 

 

مشهد “الديموقراطية” السورية يتكرّر اليوم لدعم إضافي للأسد اللبنانيون يضيّعون رئاستهم والنازحون ينتخبون رئيسهم!/ سابين عويس

فيما ضيّع اللبنانيون بالوكالة التي منحوها لنواب أمتهم، فرصة احترام المهل الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ففوتوا الاستحقاق الأهم الذي يعني رأس الدولة، اختنقت شرايين البلاد التي تؤدي إلى مقر السفارة السورية في اليرزة، من أجل فتح الطرق أمام السوريين النازحين إلى لبنان أو العاملين فيه لما وصف بأنه “ممارسة لحقهم الدستوري في المشاركة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية السورية”.

غرق اللبنانيون يوم أمس في أزمة السير الخانقة، وتعطلت معظم المصالح الرسمية والخاصة للمواطنين، بسبب التدابير الامنية التي اتخذها الجيش من أجل تأمين سلامة وصول الناخبين السوريين الى مقر سفارتهم، وذلك في خطوة تمهيدية للسوريين خارج سوريا تسبق موعد الانتخابات في 3 حزيران المقبل، وسط أجواء عارمة من الاستياء في الاوساط اللبنانية التي تعاملت مع الحدث من خلفيات متفاوتة. لكن العملية، وبقطع النظر عن الدوافع التي أملتها من الجانب السوري بدعم من قوى سياسية محلية في مقدمها “حزب الله”الذي يقاتل الى جانب نظام الاسد في سوريا، تنتهي الى مجموعة من الخلاصات السياسية التي يمكن استنتاجها والتي سيكون لها بصماتها على المرحلة المقبلة:

– ان الوجود السوري في لبنان العائد في الاساس الى القوى العاملة، تحول مع تدفق اللاجئين هربا من الحرب في سوريا إلى أزمة ينوء لبنان تحت أعبائها بسبب تزايد أحجام النازحين. ويتم التعامل الرسمي والدولي مع هذه الازمة من خلفيتها الاجتماعية والانسانية، بإعتبار أن هؤلاء السوريين لجأوا إلى لبنان هربا من آلة التدمير العسكرية. وقد بيّن التهافت اللافت على السفارة السورية حجم الانخراط السياسي للنازحين حيال ما يحصل في بلادهم، من خلال إقبالهم على تجديد إنتخاب الاسد (على ما أعلنوه أمام شاشات التلفزة والاعلام المحلية والعالمية)، مما يعني عمليا أن هؤلاء قادرون على العودة الى المناطق التي يسيطر عليها النظام، والتي تنعم بالاستقرار، ولا حاجة لهم للنزوح الى لبنان.

– ان هذا النزوح يبيّن أن النازحين ليسوا في لبنان هرباً من الحرب في بلادهم، بل للإفادة من المساعدات الرسمية والدولية المرصودة لهم، ولا سيما للمسجلين منهم.

– ان وجود سفارة لسوريا في لبنان بعد قرار تبادل التمثيل الديبلوماسي، والذي كان ثمرة زيارة الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان لسوريا ومحادثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد في 13 آب 2008، شرَع أمام السوريين حركتهم وممارستهم لحقهم الدستوري، بقطع النظر عن صحة هذه الممارسة أو عدمها، بإعتبار أن هذه العملية لم تكن تتم في السابق، وكان السوريون الموجودون في لبنان يتوجهون الى بلادهم لممارسة هذا الحق.

– ان الكلام على ضغوط تعرض لها السوريون الموجودون في لبنان من أجهزة مخابرات محلية أو أحزاب لا يعكس حقيقة الاسباب التي دفعت السوريين الى التوجه الى مركز الاقتراع. والواقع ان ثمة دوافع اخرى تتمثل في مخاوف السوريين من التعرض للملاحقة أو إمتناع السلطات السورية عن إعطائهم تأشيرات الدخول والخروج او جوازات السفر، إذا تبين انهم لم يشاركوا في العملية الانتخابية، وخصوصاً أن غالبية المسجلين في لبنان على انهم نازحون، يتوجهون دورياً الى سوريا لتفقد أرزاقهم وعائلاتهم، ويعودون مطلع كل شهر عندما يحين موعد تسلم المساعدات.

– هذا الواقع يقود إلى خلاصة تستدعي إعادة النظر في أوضاع النازحين والتشدد الرسمي في التعامل مع حركة المعابر، بإعتبار أن لجوء السوريين إلى سفارتهم للإدلاء بأصواتهم يضعهم في خانة المقيمين في لبنان وليس في خانة اللاجئين، مع ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى أوضاع هؤلاء في لبنان وفي المجتمعات المضيفة.

لم ينته مشهد “الممارسة الديموقراطية” للاجئين السوريين في لبنان أمس، بل إنه سيتكرر اليوم أيضا، بما أن ثمة أعداداً أخرى من السوريين لم تتمكن من التصويت، فإذا صحت التقديرات بوجود أكثر من مليون سوري نازح إلى لبنان، فمن المستبعد أن يتمكّن المؤهلون منهم للتصويت أن ينجزوا مهمتهم الوطنية في يومين!

النهار

 

 

 

مَنْ يبيع مصر… مَنْ يشتري سورية؟/ زهير قصيباتي

رغم تراكم الأزمات على أعناق المصريين، ورغم إحباطاتهم وخوفهم من غد يعجز فيه «الرجل القوي» وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي الذي يستعد قصر الرئاسة لتنصيبه، لا شيء في انتخابات مصر المضطربة يشبه انتخابات سورية المدمّرة والمفتّتة بين نظام وكتائب وفصائل و «أمراء» تخوين وتكفير، وأدوات عمالة.

تُمدَّد انتخابات الرئاسة في مصر يوماً ثالثاً، حتى بين الذين يؤيدون السيسي مَن امتعضوا من قرار التمديد، إذ من شأنه إضعاف صدقية النزاهة في الاقتراع، ولو بذريعة تكريس «شرعية» انتخاب المشير بقاعدة عريضة من المقترعين.

يبدأ السوريون في الخارج، بعيداً عن خنادق الموت ومدنه وأريافه، التصويت في انتخابات «ينافس» الرئيس بشار الأسد فيها، مَن يصوّت له.

في مصر مراقبون أوروبيون للاقتراع، ومنظمات مجتمع مدني، والمرشح السيسي الذي راهنت حملته الانتخابية على «ذعر» شريحة واسعة من المصريين من عودة «دولة الإخوان المسلمين»، لا يحتاج الى التزوير. ولكن، لماذا لم يقبل على مراكز الاقتراع سوى نسبة تناهز الثلث قليلاً، من الناخبين؟… قلق المشير مبرر، فأين الحشود التي منحته المبايعة لـ «إطاحة أخونة الدولة»؟

شتّان بين مصر وسورية. في الأولى ثورة تأكل بعضاً من أبنائها. في الثانية جحيم حرب تسحق الثورة، وعلى أنقاض الدمار، ستوزّع مراكز اقتراع قد يحمي بعضها «الحرس الثوري»، أو خبراء إحصاء روس تعلّموا من تجربة القرم… استهزأت أميركا وأوروبا بانتخابات يجريها القصر فيما المَدافِع موجّهة الى منازل السوريين، والبراميل المتفجّرة تعرف مَنْ يرشدها الى المواطنين «التكفيريين»!

هؤلاء مدعوون أيضاً إلى الاقتراع للرئيس الذي يطهّر سورية من «الإرهابيين» ولو كلّف الأمر إبادة شعبه. فما جدوى الحياة والحريات والحقوق، بلا رئيس؟!

الرئيس «إلى الأبد» يطلب البيعة الجديدة، بعدما حقق «انتصارات» تحت عَلَم الخراب. هو لا ينكر بالطبع دعم الروس الذين صادروا بالفيتو قرارات مجلس الأمن، ولا فضل الحليف الإيراني الذي دافع بشراسة عن «إحدى محافظاته»، بالمال والسلاح والميليشيا. ورغم المجازر، يعود مَن يعود من السوريين الأحياء الى منازلهم وأطلال مدن، ولهم وظيفة: انتخاب الرئيس… إلى الأبد.

شتّان بين سورية ومصر، وصحيح أن الخطأ الكبير الذي ارتكبته حملة المشير الانتخابية هو مبالغتها في تهيئة المصريين لفوز ساحق يقطفه السيسي، لذلك ارتأى بعضهم أن الأمر سيّان إذا اقترع أو امتنع… صحيح أن هناك من يأخذ على المرشح الأول إطلاقه تارة وعوداً سحرية قد لا تلامس الواقع، أو تنبيهه مواطنيه تارة أخرى إلى أن رحلة المعاناة طويلة، لضمان الكرامة الإنسانية والخبز والمساواة، ومحاصرة جيوش الفساد، وإرغام الإرهاب على الاستسلام، لكنّ الصحيح ايضاً أن بين الذين جنّدوا انفسهم في حملة السيسي لتوسيع قاعدته الشعبية، ضربوها في مقتل.

وأم الفضائح التي تعيد إلى الذاكرة حفلات التنكر لنظام حسني مبارك على القنوات الفضائية المصرية، وفي اتجاه معاكس هذه المرة، حملة ترويع للناخبين… على الهواء، صنّفتهم خونة إن لم يقترعوا.وهكذا يكون الترهيب وسيلة لفوز مرشح يَعِد الناخب بغد لا خوف فيه! الأكثر بشاعة ربما، أن يصبح الإعلام في أي بقعة من الأرض، مالكاً لسلطة تصنيف البشر وتكفيرهم وتخوينهم، بل حتى هدر دمائهم لأنهم «يستحقون القتل»!

هو الإعلام الذي شوّه من حيث يدري أو لا يدري، صورة المشير، فيما قبضة المعاناة الشديدة تشتد حتى لدى الذين قاطعوا التصويت. فالإحباط بات سيفاً وخيبات الأمل تنهش أحلام مصر الجديدة بلا رحمة.

حركة «6 إبريل» وسواها ليسا من «الإخوان» دعاة المقاطعة، وإن كان من أمل في بداية طريق لخلاص مصر، فلعله يبدأ بتلمّس سبل الحوار، رغم نتيجة الانتخابات المحسومة… ويبدأ باحتواء قوى الثورة واحتضانها في شراكة، تُغني عن «القبضة الحديد»، ولو في غياب «الإخوان».

وأما السوريون فلعلهم مخيَّرون بين الرئيس والرئيس، بين المجازر و «الانتصارات» التي تجدد النكبة، إلى الأبد.

بين صخب الحملات الانتخابية المصرية، كان الشعار الطاغي اتهامات- إنذارات للناخب المقاطع بأنه «يبيع مصر»، سيّان إن كان من «الإخوان» أو حركة «6 أبريل» أو شباب الثورة، كلهم في سلّة واحدة.

إنها حكمة إدارة حملة المشير.

الحياة

 

 

 

 

البحث عن بديل بالتزامن مع إعادة انتخاب الأسد/ عبدالوهاب بدرخان

الرسالة التي تلقتها روسيا وإيران والنظام السوري لم تتضمّن تهديداً بعمل عسكري غربي في سورية، كما تكهّن رئيس هيئة الأركان في القوات الروسية فاليري غيراسيموف، بل كانت واضحة في أن الدول الغربية لم تقبل الانتخابات الرئاسية في ظل القتل والقتال ولن تأخذ بنتيجتها كأمر واقع، وبالتالي فإن أي حل سياسي لا يمكن أن يبنى عليها، ومتى وجد هذا الحل فإن بشار الأسد لن يكون جزءاً منه.

وفي حدود ما بات معروفاً من تطورات الأزمة الأوكرانية، فإن ديبلوماسية التأزيم التي اتّبعها فلاديمير بوتين لم تتمكّن من فرض منطق التقسيم. كانت مجدية طالما أن هناك من هو مستعد للمساومة معه، أما وقد وجد نفسه وسط قطيعة غربية، فإن المساومة توقفت بدورها، ولم يعد لديه سوى تحريك جيشه لتحصيل ما يريده بالقوة. لا يزال هذا الخيار متاحاً أمامه، غير أنه يورّطه في أزمة ليس أكيداً حتى الآن أنه يسعى إليها. كيف يمكن أن تؤثر نتائج أوكرانيا في سورية؟ هذا ما سيتضح أكثر خلال المرحلة المقبلة، فقد تكون المكان الذي تثأر فيه روسيا بدفع النظام إلى التصعيد، أو ربما يحصل العكس بالتشجيع على العودة إلى مسار جنيف مع بعض التعديلات. لكن، هل حسابات روسيا ستتطابق دائماً مع حسابات إيران الغارقة في المفاوضات النووية وفي عدَّين عكسيَين: أولهما إيجابي لرفع العقوبات، والآخر سلبي للموافقة على محدودية برنامجها النووي؟

ماذا يعني التصعيد في حال ترجيحه؟ أن تضاعف إيران القوات التي تستقدمها من هنا وهناك لخوض معارك واسعة واسترجاع كل المناطق السورية. لكن موسكو وطهران مدركتان أنه لا يمكن فرض «حل سياسي» بالقوة، وأن النظام لم يعد مؤهلاً في حد ذاته للاستمرار، وبالتالي فإن «الانتصارات» التي حققها له الإيرانيون وأتباعهم وفّرت لهما أوراقاً للمساومة، غير أنهما لا يجدان حالياً شركاء لهذه المساومة. نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أبلغ أخيراً أعضاء قياديين في «الائتلاف» السوري المعارض التقاهم على هامش القمة العربية في الكويت، أن موسكو ترغب في أن تُستأنَف مفاوضات جنيف، لكن واشنطن لم تعد تردّ على رسائلها، وبدا أنه يحضّ «الائتلافيين» على إثارة الموضوع خلال زيارة وفدهم واشنطن، وإذ لم يمانعوا فإنهم سألوه عن مصير الانتخابات الرئاسية وعن «ضمانات» مسبقة بأن النظام بات موافقاً على البحث في «هيئة انتقالية» للحكم.

وفيما تُمَهّد السبل للشروع في التفاوض الإيراني – السعودي تكثر التساؤلات أولاً عن كيفية إحراز تقدّم فيه إذا كانت إيران تنوي استكمال السيطرة العسكرية في سورية، وأيضاً عما يمكن أن تقدمه وعن الثمن الذي تطلبه في المقابل… وأين تريده، في لبنان أم في العراق أم في الخليج؟ انبرت طهران مجدداً إلى تذكير الأطراف الدولية بضرورة التحدّث معها في شأن سورية، إذ أثار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، في لقاء مع السفراء العرب والأجانب، نقطتين: الانتخابات الرئاسية التي قال إنها من «العوامل الفاعلة والمؤثرة في إعادة الأمن والاستقرار»، وضرورة تضافر كل الجهود «لمواجهة الإرهاب». واعتبرت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن «تنظيم الانتخابات سيلعب دوراً كبيراً من أجل حل الأزمة سياسياً»، وأنه «فرصة لاستعادة الاستقرار» في سورية.

حتى النظام لا يروّج لانتخاباته باعتبارها وسيلةً لـ «الاستقرار»، وإنما عنواناً لبقائه، فيما يتفق خصومه جميعاً على أن الحرب لن توقف ما دام الأسد في الحكم. أما طهران فلا تشرح كيف سيستعاد «الاستقرار» لكنها تلوّح بأنها تملك الطريقة. فمن النقاط التي يتجدّد طرحها، وتحظى بنوع من عدم الممانعة أميركياً، أن يُعتمد مبدأ القبول باستمرار النظام في مرحلة أولى «من دون الأسد» لكن بوجود بديل «عَلوي» قادر على طمأنة الطائفة من جهة وإيران من جهة أخرى فضلاً عن روسيا. صحيح أن الفكرة قديمة، لكن اللافت أن إصرار الأسد على الانتخابات هو ما أعاد إطلاقها، أي أن «إعادة انتخابه» تتزامن عملياً مع «البحث عن بدائل» مع التسليم بأن إيران لا روسيا هي الجهة التي تستطيع صنع هذا «الحل» على أن يبدأ بتقديم التنازل الذي يرضي المعارضة ثم يُستكمل بترتيبات العملية الانتقالية.

طُرح هذا «التنازل» في بعض الدوائر ولا يزال افتراضياً، لأن التفاوض لم يبدأ فعلياً بعد، لكن ما ساهم في إبرازه أن الطرفين (النظام وحلفاؤه، والمعارضة مع «أصدقائها») بلغا نقطة اللاعودة، فانهيار مساعي الحل السياسي وتقدّم النظام ميدانياً وضعا الأميركيين وحلفاءهم أمام ضرورة إعادة تأهيل النظام والاستعداد للتعاون معه، وهذا خيار لم يعد ممكناً ويرفضونه تماماً، لذلك أعادوا حساباتهم على أساس أن الحرب هي الخيار الوحيد وتحتّم عليهم إجراء تغيير جذري في الطريقة التي أداروا بها الأزمة حتى الآن. لذلك، أُعيد النظر في مسألة التسليح، وحُسم الجدل حول «ضوابطه»، وطُلب من الدول الإقليمية كافة أن تعالج خلافاتها وتناقضاتها ليكون التنسيق في ما بينها أكثر فاعلية وأكثر شفافيةً على الأرض. وقد انعكس ذلك في تحركات مفاجئة للفصائل الإسلامية التي تواصل السعي إلى توحيد صفوفها، وصولاً إلى دمجها، بعدما أُحيط قادتها علماً بألا يعوّلوا بعد الآن على الانسياب نفسه للتمويل والتسليح. وبموازاة هذا التحرك استشعرت «جبهة النصرة» مزيداً من الضغوط عليها كي تحسم وجهتها بعدما تأكد تناقضها مع تنظيم «داعش» أما انتماؤها لـ «القاعدة» فسيضطر فصائل المعارضة الأخرى لعدم التعاون معها في المرحلة المقبلة.

بطبيعة الحال سينعكس التغيير الحاصل على «الائتلاف» الذي سينتخب قيادة جديدة مطلع تموز (يوليو) المقبل، وللمرة الأولى لا يُتوقّع تنافس بين «مجموعة السعودية» و «مجموعة قطر»، لأن التناقض هنا حُسم أيضاً لمصلحة تنسيق تديره السعودية. وفيما تُجرى مداولات لاختيار رئيس «الائتلاف»، يلاحظ أن الدول الكبرى الداعمة تريد حالياً رفع درجة الاعتماد على «الحكومة الموقتة» وزيادة مواردها كمؤشر من جهة إلى الاستعداد لأزمة طويلة، ومن جهة أخرى إلى رغبة هذه الدول في تعزيز الاتصال المباشر مع الداخل. لكن العمل الأهم في الأسابيع المقبلة سينصبّ على إعادة تشكيل هيئة أركان «الجيش الحر» وتمتين ارتباط المجالس العسكرية بها، فضلاً عن تنظيم العلاقة وتوضيحها بين هذا الجيش و «الائتلاف». ولعل احتدام المعارك في الكثير من الجبهات يشير إلى استشعار النظام وحلفائه بضرورة استباق التطورات الجارية قبل اكتمال عناصرها، إذ جرى أخيراً تنشيط جبهتي حلب ودرعا وسجّل فيهما ظهور مقاتلين من أتباع إيران، كما أوعز إلى عناصر «داعش» تكثيف الضغط على دير الزور وإلى عناصر «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» تأكيد سيطرته على القامشلي ومنع الأحزاب الأخرى من الحراك، وفي الوقت نفسه زيد التصعيد في الغوطة كما في إدلب وحماة…

يستكمل النظام الاستعدادات للانتخابات الرئاسية ظناً منه أنها تتويج لـ «انتصاراته» فيما يكتشف أنها قد تكون الغلطة التي من شأنها تغيير مجرى الأزمة. لم يكن في حاجة إلى مَن يشرح له أن الانتصار يكون حقيقياً لو نجح في إعادة مهجّر واحد إلى أي بلدة استعاد السيطرة عليها، ثم إن أحداً لا ينظّم انتخابات بعد أن عمل على تشريد نصف الشعب وتسبّب بكل هذا الدمار.

* كاتب وصحافي لبناني

الحياة

 

 

التمديد للأسد من لبنان/  وليد شقير

غريبة ومضحكة في الوقت نفسه تلك الاحتفالية التي ظهرت عند الفرقاء اللبنانيين الحلفاء للنظام السوري، بتلك العجقة والزحمة اللتين نظمتهما الأحزاب الموالية لبشار الأسد أول من أمس في لبنان، أثناء ما سمي يوم اقتراع السوريين في الخارج، في الانتخابات الرئاسية التي دعا إليها النظام، وكانت الخيط الفاصل بين الحل السياسي الذي كان يفترض بمفاوضات جنيف – 2 أن تضع أسسه، لكنها فشلت في ذلك منتصف شباط (فبراير) الماضي، وبين مواصلة الحل العسكري الذي لم يسعَ الأسد الى غيره منذ بداية الأزمة عام 2011.

لم تترك الأحزاب الموالية للأسد وسيلة إلا واستخدمتها في الضغط على العمال السوريين من أجل حملهم على التوجه الى السفارة السورية للاقتراع له. حتى أنها استعانت ببعض الأجهزة الأمنية اللبنانية الموالية لها، للمساعدة في هذا الضغط والتهديد بعدم السماح لهم بالانتقال بين لبنان وسورية، في عملية منظمة هدفها التعويض المسبق عن الفشل المرجح في استنفار السوريين داخل سورية نفسها للتمديد للرجل الذي دمر بلاد الشام، واستجلب إليها صنوف الإرهاب كافة وقتل عشرات الآلاف واعتقل وأخفى عشرات الآلاف، وهجّر الملايين.

هذه العملية المسرحية التي ضجت بها وسائل إعلامية لبنانية، وبالطريقة التي جرى فيها تخصيص وسائل النقل لبعض العمال والنازحين السوريين الى السفارة السورية، لم يكن متاحاً لأي فريق مراقبة أن يتابعها، أسوة بما سيحصل في سورية يوم الثلثاء المقبل، بحيث لا يستغرب بعض من تابعوا العراضة التي شهدتها ضاحية بيروت الشرقية – الجنوبية، أن يكون بعض المحازبين اللبنانيين الموالين قد أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع التي زرعت في مقر السفارة.

المفارقة أن تضخيم أعداد الذين تسببوا بازدحام السير على الطرقات، لإعطاء زخم للعراضة السياسية الهادفة الى ترغيب السوريين وترهيبهم، ومعهم اللبنانيين، جاءت بعد 3 أيام على خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي نسب الى نفسه، من جملة الانتصارات التي يعتبر أنه حققها ضد ثورة الشعب السوري، انتصار إسقاط التمديد للرئيس ميشال سليمان الذي كان الأخير يرفضه منذ أكثر من سنة. وظل يعتبره محرقة في ظل السياسة التي يتبعها الحزب في سورية وتوريطه لبنان في حربها، ولاعتقاده أن أي رئيس سواء كان هو إذا جرى التمديد له، أو غيره (إذا انتخب الرئيس الجديد)، سيكون نصيبه الفشل والخيبة، في ظل جموح الحزب الى الانخراط في الداخل السوري. افتعل الحزب انتصار إسقاط التمديد الذي كان يحتاج تعديلاً دستورياً الأكثرية المطلوبة لتحقيقه تشمل نواب الحزب، لينتقل هكذا، الى الانغماس في تمديد دموي للأسد للحرب السورية غير المسبوقة في التاريخ بمآسيها، وسائله بدل التعديل الدستوري، البراميل المتفجرة، والغازات السامة والتطهير الديموغرافي ومحو أحياء وقرى وبلدات غادرها المقترعون. لكن أوراق هؤلاء ستسقط في الصناديق بالنيابة عنهم، وبأسمائهم، فيما هم إما مهجّرون داخل سورية، أو في لبنان والأردن وتركيا وسائر بقاع الأرض.

والمفارقة أيضاً أنه في وقت حجب «حزب الله» وحلفاؤه النصاب عن جلسات انتخاب الرئيس اللبناني على مدى شهرين ونيّف، وصولاً الى الفراغ الذي يشهده لبنان في سدة الرئاسة، سعى الى تأمين «النصاب الشعبي» للرئيس السوري، عبر تفرغ قياديي الحزب و «ماكينته الانتخابية»، لاستقدام المد الشعبي المضخم للاقتراع له. وهي مفارقة إن دلّت على شيء فعلى القعر الذي بلغه الوضع السوري مقارنة بسطوة النظام السابقة، على سورية ولبنان معاً، بعد أن كان يفاخر ويجتهد في ابتداع وسائل القهر والقمع والإرهاب ليثبت أنه هو من يضمن نصاب السياسة والحكم والحياة السياسية اللبنانية، وهو من يأتي بالرؤساء والحكومات والنواب… وحرّاس البلديات.

وفي وقت يتوهم من قاموا بعراضة الاقتراع للأسد أن التمديد له في الرئاسة هو تثبيت لانتصار ميداني بعد أن استطاعت قواته بمعاونة إيران و «حزب الله» وسائر الميليشيات العراقية والأفغانية تحقيق تقدم على الأرض في بعض المناطق، لا تؤشر مسرحية الرئاسة السورية إلا نحو انتقال الأزمة الى مرحلة جديدة من التصعيد واستمرار الحرب التي تستنزف أطراف القتال في سورية… وسيبقى لبنان مستنزفاً معها، طالما بقي الفراغ الرئاسي مشروطاً بمجيء رئيس لا يجادل الحزب في تورطه في هذه الحرب.

الحياة

 

 

 

النظام السوري اختار الساحة المفضّلة لرسائله أيّ تداعيات داخلية وكيف سيتلقّفها الخارج؟/ روزانا بومنصف

تكتسب العراضة التي نظمها الناخبون السوريون أكانوا توجهوا طوعا او قسرا تحت وطأة التهديد المعنوي الى مراكز الانتخاب في السفارة السورية في اليرزة اهميتها من زاوية ان النظام السوري نجح في توجيه رسالة سياسية عبر لبنان الى العالم ان السوريين لا يزالون يؤيدونه بمن فيهم الذين تسبب بتهجيرهم. وقعت وسائل الاعلام اللبنانية في الفخ الذي نصب لها وفق ما يرى مراقبون ديبلوماسيون نتيجة زحمة السير الخانقة التي تسبب بها المقترعون السوريون سواء اقفلوا الشوارع قسرا ام كانت زحمة عفوية نتيجة التزاحم فعرقلوا الحركة في العاصمة وضواحيها ما اعطى انطباعا ان هناك اعدادا كبيرة من السوريين المتهافتين على التصويت والاقتراع للرئيس بشار الاسد. في حين ان المشهد السوري لا يختصره الالوف او حتى عشرات الالوف بل ما يتعدى المليون ونصف المليون من السوريين اللاجئين في لبنان والذين يشكلون الثقل في الاقتراع للنظام او عدم الاقتراع له ولم يشر احد الى نسبة عدم المقترعين من عدد اللاجئين لكي يمكن الحكم على حجم دعم اللاجئين للاسد او نسبة محدودة منهم قد تكون 1 او 2 او حتى 5 في المئة من عدد هؤلاء. فما يمكن ان يكون فشلا في الحصول على دعم غالبية اللاجئين السوريين تحول بفعل الانسداد في الشوارع وتعاظم صراخ المواطنين اللبنانيين الى نجاح بالنسبة الى النظام السوري. هل من حاجة الى ان يجري النظام انتخاباته في مناطق سيطرته في الثالث من حزيران المقبل بعد العراضة في لبنان؟

ثمة من يعتقد ان الرسالة من لبنان الذي كان دوما الساحة المفضلة لدى النظام من اجل توجيه الرسائل عبره الى الغرب قد ادت هدفها لجهة الاقتراع له بكثافة ظاهرية مدروسة ومبرمجة بدليل تعطيل الحركة في العاصمة اللبنانية، على نحو يجب ان يختصر الانتخابات في مناطق سيطرته. وهذه الرسالة هي الاهم باعتبار ان النظام السوري يستفيد من وجود وسائل الاعلام ومن التواصل الذي لن يسمح بحصوله في مناطق سيطرته بل سيكون تحت اشرافه المتشدد. فمن خلال هذه الرسالة لا حاجة لا الى رقابة اممية لم تطلبها الامم المتحدة او اوروبية لم يطلبها الاتحاد الاوروبي كما لا حاجة الى رقابة من ايران او من روسيا اللتين اقترحتا المساهمة في مراقبة الانتخابات واعطاء شهادات على نزاهتها باعتبار ان وسائل الاعلام اللبنانية التي نقلت مأساة المواطنين اللبنانين الذين انتظروا ساعات على الطرق هي الشاهد على كثافة التصويت لمصلحة الاسد مع مؤيدين من تنظيم جهات لبنانية مؤيدة للنظام توحي بان لا اقتراع سوى لمصلحة الرئيس السوري. ذلك انه ايا تكن الشهادات التي ستعطيها ايران او روسيا او من دول صديقة او داعمة للنظام على ضآلة هذه المجموعة من الدول، فانها ستبقى شهادات من دول تشكل عصب استمرار النظام حتى الان وهي التي حالت دون انهياره او سقوطه وتاليا لا تعتبر حيادية بل متحيزة بامتياز. يضاف الى ذلك ان لوسائل الاعلام الاجنبية المؤثرة مراسلين متابعين متمركزين في لبنان من اجل متابعة الحرب الاهلية السورية ويمكن ان تشهد بدورها على هذا المشهد الانتخابي الذي شل العاصمة اللبنانية وضواحيها. ولعل هذا المشهد ومصادفته مع الانتخابات المصرية حيث تم تمديد الانتخابات يوما اضافيا من اجل افساح المجال امام اقتراع المزيد في ظل نسبة متدنية من المقترعين تساهم في اعلاء شأن ما حصل بالمقارنة. ومن هنا اهمية الرسالة السياسية عبر العراضة الانتخابية في لبنان ومغزى ذلك التنظيم الذي تردد صداه لبنانيا وفق ما يرى مراقبون سياسيون على مستويات عدة ولو بطريقة غير مباشرة ومن بينها:

– المخاوف التي اثارها تنظيم اللاجئين السوريين ايا تكن الاسباب او المبررات لذلك بالاقناع او الترهيب المعنوي او المادي لدى الغالبية العظمى من اللبنانيين من مشهد تنظيمي يوحي بان هناك نواة قد يكون زرعها النظام او ربما يزرعها ويمكن ان يستفيد منها ضد لبنان واللبنانيين وفق ما سعى السفير السوري في لبنان الى توظيف ذلك باعطاء دروس الى معارضي النظام من الافرقاء السياسيين اللبنانيين. هذه المخاوف استفزت اللبنانيين مع المواكب السيارة الاستفزازية لحلفاء النظام من الاحزاب اللبنانية دعما له ما أثار خشية كبيرة من ردود فعل فورية او متأخرة على وجود اللاجئين لا سيما منهم الذين يؤيدون النظام ويثقلون على لبنان فيما يمكنهم بسهولة ونتيجة دعمهم للنظام العودة الى سوريا والاقامة في مناطق سيطرته. ومن هذه الزاوية اضاف هذا المشهد تعقيدات اضافية على وجود اللاجئين السوريين في لبنان واشعل مشاعر متناقضة لجهة التساؤل هل يجب التعامل مع اللاجئين بتعاطف نتيجة لجوئهم الى لبنان هربا من الحرب ام لا؟ وهل يجب الخشية من توظيفهم في اتجاهات سياسية معينة ام لا؟ وامكان استغلال جهات لبنانية هذا التوظيف من خلال القول انها اعادت وهج النظام ونفوذه الى لبنان عبرها ولم تكتف بدعم استمراره في السلطة في سوريا فحسب.

– ثمة من سعى الى قراءة المشهد وتداعياته السياسية على لبنان من باب احتمال ان يوجه رسائل داخلية ان في باب التوزان السياسي او في باب الفراغ في موقع الرئاسة الاولى والالية التي يمكن ان تؤدي الى سد هذا الفراغ وتسليط هذه العراضة الضوء على احتمالات موجودة عززها تنظيم هذه العراضة ومراقبتها على الصعيد الامني.

فأي رسائل سيتلقفها الخارج المتابع الشأن السوري؟

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى