صفحات سورية

مقالات حول انعقاد مؤتمر الانقاذ الوطني في دمشق

 

مؤتمر الإنقاذ: هل فتح أفقاً جديداً؟

فايز سارة *

لأشهر طويلة من عمر ثورة السوريين الراهنة، كان المنطق يؤكد ان من حق السوريين ونخبتهم المعارضة اساساً، ان يقوموا بعقد مؤتمرات وندوات ولقاءات واجتماعات هدفها البحث في الواقع السوري، والسعي من اجل معالجة واقع بلدهم. غير انه ومع مرور الوقت، وفشل معظم تلك المبادرات، إن لم نقل كلها، اخذت النظرة الى المؤتمرات وأخواتها، تتغير وتتبدل، بل إن تشكيكاً وتشويشاً، وهجمات صارت تسبق تلك الانشطة، ترسم احساساً باليأس والاحباط منها، وتتضمن تأكيدات انها غير قادرة على فعل ما، وأنها لا تنفع حتى في تحقيق الغايات الصغيرة، التي عُقدت من اجلها، إن لم تأت بنتائج سلبية في غالب الاحيان نتيجة الخلافات والانقسامات التي تصاحبها او تكون نتيجتها.

وسط تلك الصورة المتناقضة بين نظرتين، عُقد مؤتمر الانقاذ الوطني في دمشق في محاولة قيل انها تسعى الى تحقيق خرق في الانسداد الداخلي للأزمة، وفتح أفق هدفه ايجاد معالجة للأزمة، او على الاقل خلق بيئة، تفتح الباب نحو ذلك، وكلها اهداف مشروعة ومطلوبة، وكلها حيثيات، يفترض التوقف عندها في مجريات المؤتمر ونتائجه، قبل القول ان المؤتمر حقق بعضاً من النتائج المرجوة، او انه أضاف الى خيبات السوريين من المؤتمرات خيبة جديدة، وأبعد السوريين وسورية أكثر عن الوصول الى معالجة جدية وفعالة لأزمتهم، او وضعهم على سكة حل مقبول في اقل الأحوال. ان الاهم في ظروف المؤتمر ومجرياته، يمكن ملاحظته في ثلاث نقاط اساسية: النقطة الاولى، اساسها البيئة الداخلية والخارجية، التي جاء عقد المؤتمر في ظلها، وهي بيئة ابعد ما تكون عن التوجه نحو حل جدّي للأزمة. ففي المستوى الداخلي، جاء المؤتمر في ظل تصاعد الحل الامني العسكري من جانب السلطات، اذ يتواصل حصار المدن والقرى وقصفها واجتياحها الى جانب المواجهات الواسعة بين القوات الامنية والعسكرية وقوات الجيش السوري الحر، فيما تتصاعد حملات الاعتقال، وتشريد ملايين السوريين في الداخل والخارج، وسط معدلات قتل تقارب المئتي شخص يومياً. وهو ما يتزامن مع استمرار حلفاء السلطات السورية في المستويين الاقليمي والدولي على موقفهم بدعم الحل الامني العسكري وتبني كامل وجهة نظره حول المؤامرة الخارجية والعصابات المسلحة والارهابية والاصولية.

وتتصل النقطة الثانية بموقع المؤتمر وعلاقته بالمعارضة، وقد اصر منظموه على اعتباره مؤتمراً للمعارضة او للمعارضة الداخلية كما يقول بعضهم. غير ان المؤتمر عُقد بأقل قدر من حضور المعارضة، والمنتمية الى هيئة التنسيق الوطني، فيما القسم الآخر من المشاركين ينتمي الى احزاب جرى الترخيص لها أخيراً وكلها احزاب تدور في فلك النظام، او الى جماعات لا تمت الى المعارضة او الاحزاب السياسية بصلة مثل الجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية وهيئة الحكماء، اضافة الى شخصيات مستقلة. وباستثناء ان هيئة التنسيق تعاني ما تعانيه من انشقاقات وخروج من صفوفها تكثفت في الآونة الاخيرة، فإن الحشد المعارض كان ضئيلاً لغياب المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي والمنبر الديموقراطي وتيار بناء الدولة وغيرها من قوى لا تقل اهمية في حضورها وعلاقاتها عن الهيئة، إن لم نقل انها تزيدها في الحضور والعلاقات. ويضاف الى ما سبق ان غياب الجيش الحر عن مؤتمر للمعارضة، يشكل ثغرة في بنيان المؤتمر أو مؤتمر آخر للمعارضة، حيث لم يعد بالإمكان تجاوزه في الكلام عن الوضع السوري ولا في مساعي الحلول السياسية، وبالتأكيد لم يكن ممكناً حضور الجيش الحر في المؤتمر لأسباب سياسية وأمنية في آن.

والنقطة الثالثة تتصل بالطروحات التي شهدها المؤتمر، وقد بدا من الطبيعي، ظهور اصوات تتقارب، إن لم نقل تتماثل مع ما يقوله النظام في الازمة وفي مسارات حلّها مقابل اصوات من الطرف الآخر المطالب بإسقاط النظام من دون مواربة او مهادنة، وتحميله كل المسؤولية عما تشهده البلاد من قتل ودمار، لكن الخلاصة في طروحات المؤتمر كما صاغها البيان الختامي، جاءت اقرب الى خط معارضة النظام، وهو امر من الواضح انه تم التوافق عليه مسبقاً، اذ إن وقت المؤتمر وطبيعته، ما كان لهما ان ينتجا طروحات توافق، حاولت ان تقيم تواصلاً معلناً مع مؤتمر المعارضة في القاهرة باعتباره المؤتمر الاكثر تمثيلاً للمعارضة السورية منذ بد الاحداث في آذار (مارس)2011.

في كل المجريات والوقائع السابقة، لا يبدو ان مؤتمر دمشق حقق تقدماً على طريق اهدافه، ولا هو خلق في ما قرره عبر بيانه الختامي نهجاً يمكن من خلاله المضي نحو معالجة جدية وعملية في الموضوع السوري ووقف تداعياته الامنية والسياسية. غير انه لا يمكن تجاهل ان المؤتمر في عقده العلني في دمشق وعلى رغم استفادته من تأمين امني وسياسي وفّره حضور الاهم من حلفاء النظام الروس والصينيين والايرانيين في المؤتمر، قد اعلن في دمشق مسؤولية النظام عما حدث ويحدث في البلاد، وما يصيب السوريين وسورية من كوارث، وأنه آن الأوان لوقف الحل الامني العسكري المتواصل للأزمة، والمضي الى حل سياسي بديل، وهو حل لم يعالج المؤتمر إشكاليته، فبقي الأمر يراوح ما بين طروحات بعض المشاركين المعارضين في ضرورة رحيل النظام وبين بقائه مع اصلاحات كما سعى مشاركون آخرون بالتوافق مع ما يرى النظام وحلفاؤه، فيما أبقى البيان الختامي للمؤتمر الأمر غامضاً، وكأن المؤتمر لم يُعقد اصلاً، فالغموض ليس حلاً للأزمة في سورية ومرحلة على طريق الحل.

* كاتب سوري

الحياة

الخميس

هيئة التنسيق المعارضة السورية تستنسخ اليريسترويكا انقاذا لسوريا !!!

    خليل خوري

    قبل ان تعقد بعض اطياف المعارضة الداخلية السورية و المعروفة على صعيد اعلامي ولا اقول على صعيد شعبي باسم ” هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي ” مؤتمرها في العاصمة السورية تحت شعار” انقاذ سوريا” ، كانت طائفة كبيرة من المحللين والمراقبين السياسيين الذي يتابعون المشهد السياسي السوري قد رفعوا سقف التوقعات بالنسبة للنتائج ” الثورية ” التي سيتمخض عنها المؤتمر ، متوهمين من زخم الجعجعات والجمل الثورية التي صدرت عن ابرز القياديين في هذا الطيف المعارض ، ان يسفر عن نقلة نوعية في حل الازمة السورية ، على نحو يضع معارضة الداخل والنظام في خندق واحد من اجل مواجهة الغزو الوهابى الهمجي المسلح الذي يشكل في المرحلة الراهنة من منظور جماهيري تناقضا رئيسيا واولوية نضالية ينبغي اجتثاثة من الساحة السورية ، قبل ان ينجز مشروعه الرعوي القروسطي الهادف الى تدمير الدولة السورية بكافة مرتكزاتها ،عبر اذكاء الصراع الطائفي بين مكونات الشعب السوري ، وايضا عبر تدمير البنى التحتية والمرافق الخدمية والانتاجية الاساسية القائمة فيها . ولكن النتائج وكما عكسها البيان الختامي للمؤتمر جاءت مغايرة تماما لهذه التوقعات ، واقل ما يقال في عناوينها ومحتواها ، بانها طروحات ساذجة لا يمكن ان تصدر عن معارضة وطنية متمرسة في النضال ومسلحة بنظرية ثورية تسترشد بها من اجل قراءة موضوعية لما تشهده الساحة السورية من صراع طبقى ، ومن غزو همجى وهابي ، ومن ثم صياغة برنامج يقود الى تحولات ديمقراطية واجتماعية وسياسية تصب في خدمة مصالح الكادحين والبورجوازية الوطنية السورية ،كونها اكثر الطبقات تضررا في مصالحها وتراجعا لدورها المحوري في العملية الانتاجية ، نتيجة انحياز النظام القائم قبل اندلاع الحراك الجماهيري في شهر اذار من العام الماضي الى جانب مصالح طبقة الكمبرادور وكبار البيروقراط وتقديم مصالحها على أي شريحة اخرى ، بانتهاجه نهج اللبرلة ،

    وحيث تعززت مصالح هذه الشريحة الطفيلية من الشعب السوري وتضخمت ثرواتها عبر خصخصة عدد كبير من المرافق الصناعية والخدمية وحتى الزراعية الرابحة ، اضافة الى تراجع دور الدولة في ادارة دفة الاقتصاد والغاء ها لبعض اشكال الحماية التي كانت توفرها للانتاج الزراعي والصناعي المحلي. وتطبيقا لسياسة الانفتاح وحرية التجارة تم فتح ابواب الاستيراد امام تدفق السلع الاجنبية التي تتوفر مثيلات محلية ، رغم شكاوي واعتراضات القوى المنتجة المحلية ، وتشديدها على ضرورة توفير الحماية للمنتج المحلي. ولقد ترتب على ذلك تراجع حصة المرافق الصناعية والزراعية في السوق المحلي ، فضلا عن افلاس عدد كبير من الشركات المحلية ، وتسريح الالاف من العاملين فيها . و لعل اكثر هؤلاء العاطلين يشكلون العدد الاكبر من جنود الجيش الحر، وهل ثمة خيار اخر لهم بعد ان اصبحوا ضحية نهج اللبرلة التي انتهجها فصيح زمانه بشار الاسد بغية ” النهوض بسوريا الاسد ” ‘ ولا مصدر رزق امامهم الا العمل كمرتزقة في الجيش الحر‘ وحيث يمكن القول ان خطئيتهم تجاه شعبهم ووطنهم ليست افدح من خطئية النظام الذي تخلى عن التطبيق الاشتراكي ، وضحى بمصالح الطبقة العاملة واضعف قوتها الشرائية ، وحوّل اعدادا كبيرة منها الى جيش من العاطلين عن العمل مقترفا كل هذه التجاوزات والاخطاء في سبيل ان تتعاظم ثروات وامتيازات كبار البيرقراط خاصة بعد ان انتقلت اليهم ملكية المرافق العامة التي تم خصخصتها بابخس الاثمان ، وايضا من اجل ان تتعاظم ثروات الكمبرادور وحبث استحوذ اقرباء الاسد من ال مخلوف على نسبة كبيرة منها ، ولا زالوا يحتفظون بها طالما ان اصلاحات بشار الاسد لم تتجاوز حدود الاصلاحات الترقيعية الشكلية ، و لم تتطور بعد الى مستوى محاسبة رموز الفساد واستردا د الثروات المنهوبة منهم .

    كنا نتوقع من رموز هيئة التنيسق كهيثم مناع وحسن عبد العظيم وغيرهم ممن اشبعونا حديثا عن تجاوزات النظام ان يحددوا وبشكل صريح وواضح موقفههم حيال هذه المسالة الاقتصادية وتحديدا منها نهج اللبرلة كي يعرف الراي العام السوري : هل هم من انصار تدخل الدولة في التوجيه الاقتصادي عبر التخطيط المركزي ،وتملك وسائل الانتاج الاساسية ؟ ام هم من انصار انسحاب الدولة وعدم تدخلها في الشان الاقتصادي وتركه محكوما لقوانين السوق وحرية التجارة التي كان سببا رئيسيا في كل الكوارث الاجتماعية والاقتصادية التي حلت في سوريا ، مثلما شكلت صاعقا مفجرا للاحتجاجات الشعبية ؟ لقد اغفل هؤلاء المعارضون الثوريون هذه المسالة الجوهرية ولم يتطرقوا اليها على ما يبدوحتى لا يكشفوا انحيازهم الطبقي ، ولهذا لم يصدر عن مؤتمرهم أي برناج عمل يصلح لانقاذ سوريا حسبما جاء في شعار المؤتمر، بل صدر بيان متضمنا توصيات لا تمس جوهر الازمة ولا تفيد في توفير حلول جذرية لها ، بل تركز على انتقال سلمي للسلطة ووقف اراقة الدماء ، وكأنه يكفي لحل الازمة ، وتحقيق الاصلاحات التي يطالب بها الشعب ان يتم استبدال بشار الاسد وغيره من رموز النظام بوجوه جديدة، مثل حسن عبد العظيم وهيثم مناع وغيرهم من قيادات هيئة التنسيق، مع انني لو خيّرت بين بشار وبين حسن عبد العظيم مثلا لفضلت بشار على عبد العظيم ان يكون رئيسا لسوريا رغم كل عيوب بشاره وخطاياه لانه على الاقل ما زال شابا ولم يصل بعد كعبد العظيم الى حافة قبره كما لم تظهر عليه بعد اعراض الزهيمر . وساختاره ايضا لانه يمثل حزبا بينما معظم اعضاء التنسيق لا يقودون ويمثلون احزابا لها وجود وتاثيرعلى الساحة السورية ، بل هم مجرد معارضين افراد لا يمثلون الا انفسهم ، ولان بشار ا ثبت صلابة وتماسكا لا تتوفر الا في قلة من الزعماء حتى وهو يواجه تحالف امبريالي ورجعي عربي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية ، ويسعى الى اسقاطه مستخدما اكثر الوسائل شراسة . ولا احسب ان احدا من هؤلاء المعارضين لو تولى منصب بشار سيصمد في وجه مؤامرة من هذا القبيل ، بل سيلوذ بالفرار قبل ان ينهار ويغوّط تحته !! وفيما يلي بعض التوصيات التي صدرت عن المؤتمر انقاذا سوريا وحقنا لدماء الابرياء:

    1- الجيش السوري الحر هو حقيقة موضوعية ينبغي الاعتراف بها . وهي بالطبع حقيقة لا يرقى اليها الشك طالما ان هذا الجيش ينمو ويكبر وتتعاظم قدراته القتالية بتاثير عوامل خارجية وتتمثل منذ تشكيلاته الاولية بدعمه بالمال والسلاح والخبراء العسكريين من جانب الولايات المتحدة الاميركية وبريطانية وفرنسا ومن اذنابهم من مشايخ النفط والغاز وحيث يعترف كبير شيوخهم السعودي بانه فد تكفل من جانبه بتغطية رواتب الجيش الحر من عوائد النفط السعودي ، فيما تعهد الشيخ القطري حمد بن خليفة بتغطية كافة تكاليف الاسلحة التي يتزود بها الجيش الحر . كما ينبغي على النظام السوري ان يعترف بشرعية الجيش السوري الحر وان يرفع القبعات تحية للعقيد رياض الاسعد حتى لو كان الاخير وجيشه الحر ينفذ اجندة اجنبية ويقوم بدور لا يختلف عن الدور الذي كان يقوم بها الجيش اللبناني الحر بقيادة العقيد المنشق عن الجيش اللبناني انطوان لحد ابان الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان ، فكما كان انطوان لحد يتعاون مع جيش الاحتلال الاسرائيلي فيصوب بنادقه جيشه العميل ضد المقاومة اللبنانية تكريسا للاحتلال على ارض الجنوب اللبناني وتوفيرا لامن المستعمرات الاسرائلية المحاذية للحدود اللبنانية ، كذلك يقوم الجيش السوري الحر بدور مماثل ولو بشكل غير مباشر عبر توجيه ضرباته العسكرية ضد الاهداف المدنية والعسكرية السورية ، مبررا افعاله الاجرامية الخيانية سواء في قتل اكثر من 6 الاف ضلبط وجندي سوري اوفي تدمير المشافي والجسور والخط الناقل للنفط ، ومحطات توليد الكهربا وفي قتل عدد من كبار العلماء وتدمير سرب من احدث طائرات الميج وقتل عشرات الطيارين وتدمير مئات الدبابات مبررا كل ذلك بالدفاع عن عن المتظاهرين المسالمين ، وبنفس الحجه فقد قام مجاهدو الجيش الحر باحتلال الاحياء السكنية والمرافق الخدمية في عشرات المدن السورية وجعلوا منها متاريس وجبهات قتال وفنص ضد للجيش السوري غير مكترثين للدمار الهائل الذي حل بمساحات كبير منها اثناء العمليات القتالية بين الطرفين . فبأي مقياس هذا الجيش السوري الحر هو حقيقة موضوعية وليس حقيقة مصطنعة فرضتها قوى اجنبية معادية لمصالح الشعب السوري : هل هو بمقياس تدميره للبنى التحتية والمرافق الانتاجية ،ام بمقياس تضخيم اعداد هذا الجيش العميل بالمرتزقة من المجاهدين الافغان والشيشانيين والصوماليين والباكستانيين وغيرها من الجنسيات الذين تكفل التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين بتجنيدهم والزج بهم على الساحة السورية ، من اجل خوض حرب جهادية ضد الجيش النظامي السوري وضد النظام شبه العلماني ولاستبداله بعد الاطاحة به ، بنظام ديني وهابي قرووسطى ، أي لاهداف ابعد ما تكون عن الشعارات التي رفعها الشعب السوري في بدايات حراكه ضد النظام ؟ ام بمعيار المجاهدين الملتحين الذين ينفذون عمليات انتحارية ضد المدنيين المسالمين ؟ ام بمعيار كتائب الفاروق والقعقاع وابوبكر الصديق وغيرها من المسميات الاسلامية التي اطلقت على كتائب الجيش الحر ، وكأن سوريا بكافة مكوناتها وطوائفها لم تعرف قادة ومناضلين في سبيل سيادة سوريا وتحررها سوى هؤلاء القادة القادمين من جزيرة العرب؟؟ ام بمعيار الكتائب الاسلامية لهذا الجيش ولدورها القذر في تطهير بعض احياء حمص من سكانها العلويين والنصارى الكفرة ؟ ام بمعيار المجاهدين الذي يحتفظون بكلاسين نسائية في جيوبهم كى يقدموها هدايا للحور العين بعد ” استشهادهم” على الارض السورية؟

    2- الدعوة الى وقف العنف فورا من جانب القوات النظامية السورية والتزام المعارضة المسلحة بذلك تحت رقابة عربية ودولية . الا تؤكد هذه التوصية ان هيئة التنسيق تعترف بشرعية الجيش الحر وبحقه باستخدام السلاح من اجل اسقاط النظام ، بغض النظر عن دوره التخريبي وارتباطاته بجهات خارجية معادية لسوريا ؟ وهل ثمةمعارضة وطنية في اي دولة ذات سيادة في العالم تقبل على نفسها ان توجه الدعوة الى الجيش النظامي للتخلى عن وظيفته الاساسية المتمثلة في الذود عن الوطن وعن المواطنين ؟ وهل نسيت هيئة التنسيق ان ما سمتهم بالمعارضة المسلحة ، هم في واقع الامر عبارة عن عصابات مسلحة تنتمي في غالبيتها الساحقة الى التنظم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين ولتنظيم القاعدة ؟ وكيف للجيش النظامي ان يقيم هدنة مع عصبات تمارس سيطرة عسكرية على مدن وبلدات كبرى ؟ وهل يسمح حسن عبد العظيم او هيثم مناع لو كان احدهما رئيسا للجمهورية السورية باقامة هدنة من هذا القبيل ‘ مع جماعات مسلحة تخدم اجندة دول وانظمة معادية لسوريا ؟ وهل يعقل ان يقيم النظام هدنة مع ” المعارضة المسلحة ” في الوقت الذي ترفض فيه هذه المعارضة المزعومة اخلاء المناطق التي تحتلها لانها بنظرها مناطق محررة ، ولا ننسى انها لا تجد حرجا بان توجه الدعوة الى الدول الداعمة والمساندة لها ب من اجل قامة مناطق حظر جوي فوقها ؟ وهل يعقل ان يقبل الجيش النظامي السوري ان يقيم هدنة معهم في حمص وحلب ودمشق وغيرها من المدن السورية بعد ان ضيق الخناق عليهم والحق بهم افدح الخسائر وباتت ابادتهم على الارض السورية وتخليص البشرية من ارهابهم قاب قوسين او ادنى؟ واخير كيف يمكن لاي مواطن سوري ان يصدق مزاعم هيئة التنسيق برفضها للتدخل الخارجى‘ في الوقت الذي تناقض نفسها بالدعوة الى فرض الهدنة تحت اشراف عربي ، وبتعبير ادق تحت اشراف الجامعة العربية التي يهيمن عليها شيوخ النفط وتفرض حصارا اقتصاديا جائرا على الشعب السوري ، وتحت اشراف دولى تكون الولايات المتحدة الاميركية احد اطرافه ؟

    3- الدعوة الى اسقاط النظام بكل مرتكزاته اي حل حزب البعث والجبهة الوطنية والجيش واجهزة الامن وحل البرلمان والحكومة ، ليتم بعد ذلك اقامة دولة مدنية تضمن الحريات العامة والعدالة الاجتماعية والتعددية السياسة الى اخر موال حسن عبد العظيم واضرابه في هيئة التنيسق ، ولا يضير في ظل تطبيق هذه البريسترويكا ان تظل العصابات المسلحة مرابطة في مواقعها ومحتفظة بسلاحها ليسهل لها بعد انهيار النظام الاستيلاء على مقاليد السلطة ؟ وهل يضمن هيثم مناع وحسن عبد العظيم بعد استنساخهم بيريسترويكا خائن الاشتراكية غورباتشوف ان لا تدب الفوضي في سوريا اثر انهيار النظام كما دبت الفوضى وانهار الاقتصاد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ؟

الخميس

مؤتمر الإنقاذ، وإنقاذ مالايُنقَذ

    سعيد لحدو

    مؤتمر لإسقاط النظام، يعقد في عاصمة النظام وتحت حماية النظام وبدعم ومشاركة من حماة النظام!!! إنها ليست نكتة للتندر ولا إحدى حزازير قياس الفهم والشطارة. ولكن هذا ماحدث فعلاً في دمشق يوم الأحد الماضي. ولولا أصوات انفجارات القنابل التي تسقطها طائرات النظام ودباباته لتدمر الأحياء السكنية على رؤوس ساكنيها من المواطنين العزل لاعتقدنا أننا نعيش في عالم آخر وزمان يبحر بعيداً في المستقبل وليس في عصر نظام الأسد!!!

    شعار إسقاط النظام الذي خرج به مؤتمر هيئة التنسيق ومن جاورها سياسياً والذي دعي بمؤتمر إنقاذ سوريا، وماهو في الحقيقة إلا مؤتمراً لإنقاذ النظام ذاته، هذا الشعار ليس إلا حركة بهلوانية جديدة من حماة النظام وأدواتهم. بدليل أن تنفيذ هذا الشعار ترك أمره للنظام فهو الذي سيقرر (إذا رغب بالطبع) مكان وزمان وشكل الإسقاط ولونه. بحيث إن حصلت المعجزة وتم، يكون إسقاطاً من النظام لنفسه وبنفسه ولنفسه. ذلك لأن قلوب القائمين على هيئة التنسيق وأخواتها من الحنو والرِقة بحيث لايتحملون مشاهد الدماء التي قد تسيل إذا طالبوا بإسقاط هذا النظام العاتي بالقوة. ولهذا قالوا: (سلمياً). وهذا كما هو جلي، منتهى الإنسانية، لولا أن أنهار الدم السورية البريئة التي سيَّلها النظام حتى الآن، ومازال الحبل على الجرار، تفقع عين كل من يريد أن يتعامى عن حقيقة هذا النظام وسياسته القائمة على القتل والدمار والخراب لسوريا وشعبها. ولم يأتِ شعار شبيحته (الأسد أو لا أحد) من فراغ بل هو كان ومايزال سياسة ممنهجة لاتخفى على كل ذي حس وطني ولو بالحد الأدنى.

    لم يكن إسقاط النظام في سوريا هدفاً بحد ذاته للمعارضة السورية منذ وراثة بشار الأسد لأبيه، وإنما تحولت المعارضة السورية إلى هذا الشعار بعد أن يئست من كل الوعود التي بذلت بسخاء للإصلاح والتغيير والديمقراطية. ثم بدأ النظام يلحسها الوعد تلو الآخر. فابتداءاً بمطالبات المنتديات بُعيد وراثة بشار للحكم ومروراً بتأسيس إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي السلمي التدرجي وصولاً إلى ثورة الشعب السوري التي انطلقت في بدايتها من المبدأ ذاته القائم على الحوار المتحضر البيني بين جميع أطياف وتيارات وفئات الشعب السوري من جهة وبينها وبين النظام ذاته من جهة أخرى. وذلك للوصول إلى تقاطعات مشتركة يتم الانتقال عبرها إلى سوريا الجديدة. وقد اعتقد معظم هؤلاء بأن النظام استفاد من التجارب التي سبقته ولا بد أن يكون قد اتعظ منها. لكن حين تبين العكس تماماً وركب النظام رأسه وكان رده الوحيد المزيد من الملاحقة والقتل والتدمير للبلاد والعباد، اضطرت المعارضة الشعبية نتيجة ذلك للتحول إلى المطالبة بإسقاط النظام الذي لم يعد يرتجى منه أي إصلاح حقيقي مهما كان طفيفاً.

    يقال باللهجة الشامية: (يطعمك الحج والناس راجعة). هذا هو حال هيئة التنسيق اليوم. فبعد أن كانت تعارض أي طرح جدي بإسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، اضطرت في مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية أن تقبل على مضض وتحت ضغط الشارع الثائر أن تقبل بما تضمنته وثيقة القاهرة. لكنها بعد قليل حاولت التملص من استحقاقات تلك الوثيقة بخلق أعذار لاعلاقة لها بذلك المضمون. لقد أتيح لهيئة التنسيق عدة فرص للالتحاق بمسيرة الثورة السورية قبل وأثناء وبعد تشكيل المجلس الوطني السوري على الأسس والمبادئ التي طرحتها الثورة. لكنها ظلت طوال الوقت تغازل النظام لتحافظ على رأسها طافياً بمساعدة وتشجيع حلفاء النظام وحماته أنفسهم. في حين كان الثائرون يغرقون بدمائهم التي استباحها النظام واستباح معها كل شيء. وكان الآخرون مهددون بحياتهم وعائلاتهم مما اضطرهم للاختفاء أو مغادرة البلاد بمبادرة ذاتية أو تكليفاً من التنظيمات التي ينتمون إليها لمواصلة نضالهم الذي بدأوه. وهذا هو حال معظم قياديي المجلس الوطني السوري. وهنا تراقصت هيئة التنسيق مرة أخرى على معزوفة النظام القائلة بمعارضة الداخل ومعارضة الخارج بتناغم فريد مع سياسة النظام في اتهام المعارضة الحقيقية بالارتهان والعمالة للخارج، وقصر صفة المعارضة الوطنية على بعض الأسماء والتنظيمات المسبقة الصنع في مختبرات النظام الأمنية وفق مقاييس محددة تفي بالغرض الذي ينشده النظام من طرحه للحوار (الأبدي) تحت سقف النظام وبشروطه للوصول إلى النتائج (المسبقة الصنع) أيضاً بحيث ينطبق المثل الشعبي (تيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي).

    ثم أليس أبرز قادة هيئة التنسيق أيضاً مقيمين في الخارج ومنذ عشرات السنين؟؟؟ ثم هل الصفة الوطنية والاهتمام بقضايا الوطن ومناصرتها يجب أن تقتصر فقط على أولئك المقيمين في دمشق؟ وأن الآخرين جميعاً متهمون في وطنيتهم؟ أليس هذا مايريده النظام تحديداً بعزل المعارضة الحقيقية والمؤثرة وتشويه صورتها ومقاصدها للاستفراد بما تبقى من معارضة لاحول ولا قوة لها في الداخل. وأما من له الحول والقوة وأثبت وجوداً في الداخل، فهو مجرد مجموعة إرهابية وستتعامل معها أجهزة النظام المختصة كما يجب؟؟؟ فإلى أي حد يفترق موقف هيئة التنسيق عن موقف النظام هذا؟

    ثم يأتي انعقاد مؤتمر (إنقاذ سوريا) هكذا في وضح النهار وفي قلب دمشق وبحماية أجهزة النظام نفسه وبدعم ورعاية ومشاركة من حماة النظام وأولياء نعمته إيران وروسيا والصين؟ ومن ثم يطرح هذا المؤتمر وبكلمة واحدة ((إسقاط النظام)) دون أن تهتز تحت أقدامهم بحصة في شوارع دمشق!!! هنا لابد أن يتوقف الزمن قليلاً لهضم مايجري، وإدراك أبعاد مايدور. فهل هذا مجرد شعار يطرح لقطع الطريق على الآخرين وامتصاص نقمة الشارع عليهم وتبييض صفحتهم بعد أن لفظهم هذا الشارع المنتفض نتيجة لمواقفهم السابقة. وهل الهدف الآن هو إعادة تأهيل هيئة التنسيق وأخواتها لتقديمهم كمحاورين للنظام وفق أجندة محددة وضعها حماته بالاتفاق والتنسيق معه من أجل تعويم حل يقبل به النظام وترضى به (معارضة الداخل) المدجنة. ومن ثم تسويق هذا الحل وبيعه للأطراف الأخرى بعد أن عجز النظام وحماته من كسر شوكة الثورة السورية أو جر المجلس الوطني إلى طاولة حوار لايؤدي إلا إلى استمرار هذا النظام بأشكال وصيغ أخرى. أم هي محاولة جديدة من هيئة التنسيق وكفلائها لجر الثورة السورية إلى مواقعهم المائعة التي عهدناها ورفضها الشارع المنتفض دائماً ولكن هذه المرة عبر التلاعب بالكلمات والصيغ المفرغة من أي معنى أو مضمون حقيقي بدليل رضى النظام وعدم انزعاجه كما هي عادته في حالات مماثلة سابقة. لا بل وحمايته لها. في الوقت الذي يصف فيه كل من عارضه بالإرهابي أو العميل المرتبط بالخارج. إلى جانب استمراره بسياسة القتل والتدمير الممنهج بحق الشعب السوري الثائر.

    هل هناك من شك بعد بأن وراء الأكمة ماوراءها؟ هل هي لعبة الشيطان الملتبس بهيئة ملاك؟ أم إن هيئة التنسيق صحت أخيراً واستفاق ضميرها الوطني فنطقت بما كان يجب أن تنطق به منذ البدء. في الوقت الذي لم يشارك بعض قادتها المقيمين في الخارج في المؤتمر (لأسباب أمنية) كما قيل. رغم أن المطلب والموقف هو ذاته بين هؤلاء وأولئك!!!

    ولكن لماذا لم ينزعج النظام هذه المرة؟

    لعل السؤال هو مايحدث الصدمة أكثر من الجواب نفسه..

كلمة كفاح ديب في المؤتمر الوطني لانقاذ سوريا

مؤتمر معارضة في الداخل وأتساءل أين الشباب بينكم؟ أين ممثلي ثورة الشباب؟

أين الثورة في ما تقولون، منذ بداية المؤتمر حتى هذه اللحظة؟

أتحفتمونا بخطابات وتنظير، أتحفونا بآليات عمل وأداء ميداني:

1-نحن مع خط القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية في سورية، على الرغم من تلكؤه وكلام بعض قواه كما كانت تتكلم قبل الثورة، عن تغيير وطني ديمقراطي، وربما عن أزمة، وليس عن ثورة شارك فيها ملايين واشتملت على تيارات عديدة لا يلغي وجودُها أنها ثورة مهما كان اختلاف هذه التيارات.

2- نحن مع قوى هذا المؤتمر رغم التأخر والضعف على جميع المستويات، وأولُها الحضور الميداني، وكذلك الحضور السياسي، أمّا الأداء الاعلامي فحدث ولا حرج: بياناتنا لاتزال تعج بأخطائها الإملائية والطباعية وبركاكة الصياغة، ولقد كان لي نصيب خاص في تخلفنا الاعلامي تمثّل في طلب الحرية لي على صفحة الهيئة على الفيس بوك باسم كفاح عباس. لقد وجِّهت للهيئة مثلا ًانتقادات كثيرة، أغلبها افتراءات وأكاذيب وترهات قائمة على نقص المعلومات، لكنّ المذنب الأول في كل هذا هو الهيئة التي ترك تقصيرُها وتخلف أدائها المجال واسعاً لكل ذلك.

3- نحن مع خط القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية ، لكن من يواجه الاستبداد يجب أن يكون نقيضه. ومن ينظر إلى بنيان تنظيماتكم وبنيان قواها يرى التكلس والثبات، كأن المسؤولية الحزبية والسياسية وظيفة يقوم بها موظفون مختصون لا يتغيرون، فهلّا فتحتم أبوابَكم للحيوية والشباب أم أنه لم يعد في أحزابِكم حيوية وشباب؟

4- نحن مع خطكم لكنّ التحالفات تقتضي العناية بالحليف بقدر العناية بالذات، فهلّا مارست أحزابكم مثل هذا الإيثار؟ وهلّا تداولتم السلطة داخل أحزابكم؟

5- نحن مع قوى هذا المؤتمر، لكن هل ستبقى سياستكم مقتصرة على محاولة إقناع القوى الدولية من وراء المكاتب وفي قاعات التفاوض من دون الاستناد إلى تفاعل مع الشعب الثائر؟ والسؤال هنا مَن هو شعبكم وقاعدتكم الجماهيرية؟ المترددون؟ الموالون؟ ما الذي قدمه هؤلاء لكم ولسوريا إلى الآن؟ أم أن جمهوركم يجب أن يكون أولاً وثانياً وثالثاً الشعب السوري الثائر وبعده يأتي أيُّ أحد آخر.

مطالبنا هي التالية:

1- نحن في ثورة، فلنتكلم ونمارس كما الثورة، حضوراً ميدانياً وسياسياً واعلامياً

2- لنسدّ النواقص التي تأتي منها الانتقادات المحقة ولنرد بذلك على كل افتراء

3- لننزع التكلس ونفتح الأبواب واسعه أمام الشباب ليكونوا القادة وأصحاب القرار تساندهم خبرة الشيوخ ومشورتهم

4- إن لم يكن الشعب الثائر المرتكز الذي تبنى عليه سياساتنا فلن يكون هناك داع لوجودنا، إذ يوجد مَن يعبّر عن الموالين والمترددين أفضل مما نعبّر، وهؤلاء لن يقتربو منّا إلا بقدر ما نقترب من الشعب الثائر ومن النصر.

5- بعد كل هذا النقد، بكل ما فيه من قسوة وصراحة، أقول للسوريين الثائرين: إنّ في هذه القوى خيرة المناضلين والأشد حرصاً على التغيير الجذري بما فيه مصلحة السوريين جميعاً، فيا شعبَنا لا تصدق من يفترون على هؤلاء المناضلين، واستمع لخبرتهم وصدقهم وانتقادهم الحريص بدل أن تلحق بكثيرين يسوقوننا من خيبة إلى خيبة ومن تعثّر إلى تعثّر.

أتمنى النجاح لهذا المؤتمر وتطوير ممارسته ووثائقة بما يخدم سوريا وثورة شعبها. وأرجو أن تكون وثيقتا القاهرة اللتان اتفقت عليهما المعارضة السورية جزءاً لا يتجزأ من وثائق هذا المؤتمر لا تخل بهما أيّةُ وثيقةٍ جديدة.

دمشق 23/9/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى