صفحات الناس

مونديال السوريين/ آلان سليم

 

في حين تتوجه أنظار العالم نَحوَ البرازيل والعرس الكروي الأغلى عالمياً، مونديال البرازيل الأكثر اعلامياً وتغطية لِشهر حزيران/يونيو، كأسٌ العالم الذي يَحل كل أربعة أعوام على كوكبنا، منذ الانطلاقة الأولى عام 1930 إلى يومنا هذا، حيث لم يتوقف إلا بعد مونديال 1938 لِيعود عام 1950 بسبب الحرب العالمية الثانية، حيث يحمل المونديال طبعاً من الروح المنافسة لدى الدول المشاركة، والمنافسة السياسية بين الدول الكبرى وذات النفوذ العالمي.

منذ مونديال جنوب افريقيا والشعب السوري تحت آلية القتل والدمار، أربعة أعوامٍ ولم يهدأ هذا الشعب العنيد عن المطالبة بالحرية.

يستقبل السوريون المونديال بالحزن، إلا أن ذلك لم يمنعهم من المشاركة لتشجيع منتخباتِهم المفضلة لنرى صورهم غزت صفحات المواقع الاجتماعية مرفقة بأعلام منتخباتِهم. وخلالَ تواصلي مع البعض في الداخل واستعداداتهم لاستقبال المونديال في حلب، صرح أحد الأصدقاء بأن أول لاعب يسجل هدفا على منتخب إيران أو روسيا، سأسمي ابني على اسمه، كنوع من الانتِقام من وحشية إيران وروسيا تجاه الشعب السوري.

أما في مدينة الحسكة، فأحد المولعين بمنتخب البرازيل منذ عقود، لن يشجعها، بل ازداد إصراراً على خسارة البرازيل، لأنها صوتت في بداية الثورة السورية ضد قرار لصالح الشعب السوري، متوجهاً نحو تشجيع المانيا، حيث المانيا تستوعب العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، ولو كانت السويد مشاركة لكان علمها يزين صدر البيت. وفي القامشلي، اشترك شباب حارة لِشراء مولد كهربائي خاص للمونديال واستاجروا شاشة عرض في الهواء الطلق، خصوصاً بعد اعلان قناة ZDF المانية عن البث المجاني.

في حادِثة أخرى، أحد السوريين المقيمين في تركيا، الذي يحاول منذ عام وبشتى الطرق الوصول لأوروبا، حيث أقنعه المهرب بإن توقيت المباراة النهائية فرصة لتجاوز الحدود التركية اليونانية والدخول للقارة الأوروبية، رغم أنه ليس متابعاً للكرة إلا أنه مضطر لذلك. مونديال السوريين هو مباراة أحلامهم بِعيش أفضل، رغم كل ذاك ما زالَ السوري يهتف لمنتخبهِ الأفضل: الحرية.

الشعب السوري أو منتخب الحرية وجهاً لوجه متحــــدياً فرق العالم أكملها للظفــر بِأغلى كأس، وربمــــا يكون منتــــخب الحـــرية مشـــاركاً في مونديالات قادمة، بِعزيمة وتصميم الجيل الثوري، وعلم الثورة يرفرف في أجواء هذا العرس.

آلان سليم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى