مونديال عربي و… سوري/ إبرهيم الزيدي
لقد انتهى مونديال الكرة. وإذا كان لكل أمة مونديالها، الذي تعتز بنتائجه، وتفاخر مثيلاتها من الأمم الأخرى به، فمن المعيب أن لا يكون لنا كأمة تعيش في وسط هذه المعمعة الكروية، مونديال خاص بنا؛ مونديال يمنحنا فرصة التصفيق للحكّام، والتصفير للاعبين؛ مونديال نرفع أعلامه على شرفات المنازل، لنثبت للآخرين انتماءنا، نحن الذين من أكثر شعوب الأرض فرقاً، وولعا بالتصفيات! نحن مع الأسف لم نتواصل مع تاريخنا كما ينبغي، ولم نستطع حتى الآن الاتفاق مع الحكم الوحيد، في النظام العالمي الجديد، على صيغة مونديال، يجمع كل فرقنا، ويقسمها بحسب الأدوار، ليصفّي بعضنا بعضا، ويفوز أحدنا بالكأس.
ما زلنا نلعب وفق تقسيمات الأخوين “سايكس- بيكو” على رغم انفتاح الصين، واتحاد الألمانيتين، وتطبيق معاهدة ماستريخت. هذا دفع بعض الفرق العربية إلى اللعب خارج حدود الملاعب: فريق السودان يلعب في دارفور؛ فريق “داعش” يلعب في سوريا والعراق؛ فريق فلسطين يلعب في غزة؛ فريق الحوثيين يلعب في اليمن؛ فريق ليبيا يلعب في الحكومة؛ فريق لبنان يلعب في القصر الجمهوري؛ هناك فريق مصر وفريق الجزائر، ويبقى الأمل معقوداً على الفريق السوري، الذي انتقل إلى السنة الرابعة من التصفيات، بفضل تشجيع الأخوة العرب، والأصدقاء في تركيا وإيران، والأعداء في أميركا وأوروبا. الحقيقة لقد ساهموا كلهم في تشجيع الفريق السوري، لا بل دعموه بخبراتهم وأموالهم، والبعض تحمس أكثر مما ينبغي، فأرسل بعضا من ذوي الخبرة والمعرفة بإدارة المباريات، لمساعدة اللاعبين السوريين في تسجيل الأهداف، وتحقيق النتائج المرجوة.
الغريب في الأمر، ولا غريب إلا الشيطان، مع احترامنا الشديد للغرب، أن الحكم الذي رافقنا منذ بداية التصفيات، حتى نهائيات الدوري، استطاع تحقيق النتائج المرسومة مسبقا، من دون أن يستعمل سوى اثنتين من بطاقاته، الأولى حمراء ضد العراق، والثانية صفراء ضد السودان، أما باقي التصفيات فقادها بالصفارة فقط! وحتى لا يقال عني إنني رجعي، قررت أن أشجع ذلك الحكم العتيد، في مباراته المقبلة مع روسيا، التي ستكون على الملاعب الأوكرانية، وقد هيأت نفسي لذلك، واشتريت بدلة “كاوبوي” وقبعة، وعلبة مالبورو، وصرت أقول لكل من يسألني عن نسبي الكروي: إنني “يو إس آوي” على وزن زملكاوي وأهلاوي اللذين تلعب بهما شقيقتي بهية.
النهار