نبــذة عــن الريــح
امير الحسين
تفخّخُ حول الأزهار
وتقول (أتصيّدُ الريح)!.
كثُرَ الأحبّةُ؛
كثُرَ الغيابُ.
كلُّ يدٍ كانت مستعارةً، وكنت
بشدّة تصافحها!.
الريحُ
ها تمزّقُ الغيومَ ـ الرسائلَ الضائعةَ.
والأحبّةُ يربّون غيابهم..
يسرّحونه حَمَلاً .. حَمَلاً
في حقول، ـ إنما تحرسُها.
لا يكترثون للحقل نادباً نقصانَهُ.
هكذا يرفّهون غيابهم!
وأنتَ تربّي في انتظارهم قلباً ليس يعقِلُ..
في وسعه أن يطرحكَ أرضاً
ويصرُّ على طفولته!.
كأنكَ فَرَضُ وجودكَ
كأنهم ذكرى وجودهم.
قلبُكَ قبرٌ
ضاعت ملامحه.
كلُّ زائرة
كانت تخطئ مزارَها، فحسب.
يحدث أن تسرق الريحُ زهرةً
إلى قبر ما..
لا حدّ عليها في ذلك
ثم، أنت تنسى موتاك.
تقول: البابُ حارسٌ نؤوم.
وأنا: البـــــابُ شَرُودٌ في النافذة.
لكن، اتفقنا أنّ الريح من أهل البيت.
السنابلُ، تلك، خلاخيلُ الريح..
غداً لن يفزعكَ في الليل مرورُها..
غداً أصواتٌ أخرى.
هيّا
تفقّدْها ـ فِخاخَكَ اللعينةَ
كأنّ عطراً آخر
يلفظُ
أنفاسَهُ.
(شاعر سوري)