هل تريدون معرفة مايحدث مع المتظاهرين بعد اعتقالهم؟
خولة دنيا
سأحكي اليوم عن تجربة جلال في المعتقل خلال خمسة أيام، خرج بعدها قوي العزيمة كما أعرفه، مضعضع الجسم وآثار الضرب مازالت راسخة على جسده
أعتقل من مظاهرة عرنوس مع أربعة شبان آخرين، وكما رأينا بدأ الضرب من قبل الركوب بالباص،واستمر حتى الوصول إلى فرع مخابرات أمن الدولة في منطقة جادة الخطيب..
هناك كان التحقيق معهم.. وبما أن المعلومات كانت قليلة فقد اقتصر التحقيق على (كيف عرفت بوجود مظاهرة، ومندعاك إليها، وماهي الشعارات المرفوعة)، من قال من الشباب أنه كان هناك صدفة، كان ضربه أكثر
استخدموا الضرب المتفرق على الجسد بالعصي والكابل المجدول والفلق والكهرباء..
وطبعاً لا عذر لأحد بسبب العمر أو المهنة أوأي شيء آخر
بقوا يومين هناك. خرج أحد الشباب خلالها.. الباقين تم تحويلهم إلى فرع آخر(أيضاً فرع أمن الدولة في كفرسوسة هذه المرة، وهذا الفرع رئيسه حافظ مخلوف).
الوضع هناك كان سيئاً جداً لا تحقيق ولكن معاملة انتقامية فظيعة.. ضرب مستمر، وعشوائي ولا أحد يسأل إن مات الشخص تحت التعذيب أم لا، لم يتم سؤالهم عن شيء ولكن استمر التنكيل بهم والتعامل المهين إن باللفظ أو الضرب أو بحشرهم في غرفة صغيرة (2×3متر) كان يتواجد فيها 27 شخص بعضهم يعاني من أمراض ولكن دون اهتمام بهم… الغرفة قبو وفيها بعض الثقوب في الباب للتنفس.. والهواء لا يكفي الجميع.. أحد الأشخاص كاد أن يختنق وعندما حاول جلال مساعدته، قاموا بضربه. وأن ماحشرك أنت فليمت..
كانوا يقولون لهم أن خونة إسرائيليون، عملاء.. طبعاً غير المسبات وإجبارهم على الوقوف عراة.
أحد الأشخاص لديه جلطة في قدمه، انتفخت كثيراً وهو معلق بيده إلى الباب، الوضعية بحد ذاتها تساهم في تفاقم الوضع.. قام أحد العناصر بفكه بناء على نصيحة جلال، فجاء عنصر آخر وأعاد ربطه من جديد.
من الواضح أن العناصر كانوا مطلقي اليد في التعامل مع المعتقلين وبدون أي مرجعية أو أذن من الضباط.
قاموا بضرب جلال زيادة عن غيره فقط لأنه معتقل رأي سابق، وطبيب.. فلقد اعتبروا أنه لم يتعلم من تجربة السجن السابقة وعاد لمعارضة النظام.
عمار ديوب وبعد أن كان قال في إفادته الأولى في الخطيب، بأنه كاتب ، اكتفى بعد رؤية الهمجية والوحشية في كفر سويسة على القول (مدرس).
كان العناصر أقرب إلى الشبيحة والمتشددين وعديمي الضمير منهم إلى موظفين يقومون بمهمة..
كان الحقد يعمي عيونهم وقلوبهم على كل من تجرأ على المعارضة ولو بكلمة..
في اليوم الثاني تم تحويلهم إلى المحكمة وهناك رأيتهم، كان منظرهم فظيعاً لدرجة عجزت عن الكلام، قمصان مشقوقة، أرجل متورمة.. عيون زرقاء حتى القاضي اكتفى من منظرهم الخارجي وقال لا داعي لرؤية جروح الجسد..
بعدها تم تحويلهم إلى سجن عدرا..حتى يوم الأحد حيث خرجوا في الساعة الثانية عشرليلاًُ بكفالة (أي ستستمر محاكمتهم من خارج السجن).
السجن ممتلئ بالسجناء من المظاهرات (درعا، دوما، حرستا، داريا……) ويعتقد أن خروجهم كان لتوفير أماكن للقادمين الجدد.. فلا مجال لاستيعاب هذا السيل من المعتقلين
الشبان من مختلف الأعمار رائعين وواعين وعارفين لفداحة الثمن الذي يجب دفعه..
17-5-2011