بيانات الانتفاضة

هل دخلت الثورة السورية مرحلة الحسم؟


بيان من حزب الشعب الديمقراطي السوري

 شهدت الساحة السورية، الأسبوع الماضي، أحداثاً هامّة وتطورات متسارعة يمكن اعتبارها تحولاً كبيراً في الصراع  مع النظام لصالح الثورة. لعلَّ أبرزها تفجير مقرّ مكتب الأمن القومي الذي أودى بحياة العديد من السفاحين الذين يشكلون مايعرف بـ “خلية إدارة الأزمة”, وانتقال القتال إلى دمشق وحلب، حيث تدور أعنف المعارك بين الجيش الحرّ وقوات الأسد، , والسيطرة على معبري باب الهوى والبوكمال. لكن أخطر مايجري هو تسليم السلطة بعض مواقعها في الشمال السوري إلى حليفها حزب العمال الكردستاني، في محاولة منها لاستفزاز الأتراك وتأزيم الصراع وتحويله إلى صراع اقليمي. يضاف إلى ذلك تزايد حركة الانشقاق في صفوف الجيش السوري. كما نلحظ مع ازدياد بطش النظام هجرات واسعة من المناطق المنكوبة.

إنَّ انتصارات الثورة التي يشهدها العالم في هذه الأيام المباركة، إنّما هي نتاج تنامي قدرات الجيش الحرّ والثوار المدنيين وتحسين كفاءتهم وأدائهم، وازدياد فاعليتهم في القتال. ولاشك َّأنَّ هذا الامر جاء أيضاً بفضل التنسيق والتعاون  بين جميع  تلك الفصائل، والذي أدّى في المقابل إلى تصدّعٍ ببنيان النظام وانهيار واسع في صفوفه المقاتلة.

إنَّ دخول الأخوة الفلسطينيين على خط الثورة، عبر انحيازهم  وتحولهم إلى قوةٍ داعمة ومساندة لها، أعطت ولاشكَّ جرعةً إضافية إلى الثورة. وهم من طرفهم أحبطوا كل الجهود الرامية لتحويلهم إلى قوةٍ مواليةٍ للنظام، تحت دعاوى وأكاذيب مضللة، لم تنطلِ على الشعب الفلسطيني الذي عاش سنوات طويلة في ظلِّ الأخوّة السورية الفلسطينية.

*      *      *

ماهو واضح ٌ من ردود الأفعال العربية والدولية على الأحداث  الأخيرة، أنّ الكثير من المخارج التي طرحت  لحلِّ الصراع في سوريا صار خارج التداول، بما فيها خطة أنان التي فشلت في إيقاف عملية القتل التي يقوم بها  النظام. ولعلّ أهم  استنتاج  لدى تلك  الأوساط، هو أنَّ هذا النظام آيلٌ إلى السقوط، وأنه لابدِّ من تجاوز التعطيل الروسي والصيني في مجلس الأمن. وهكذا أخذت تظهر مشاريع جديدة، الغرض الرئيسي منها، ايجاد مخارج تتجاهل دور وحق الثورة في القبض على السلطة بعد سقوط النظام. ومن المبكر مناقشة تلك المشاريع، رغم ظهور ووضوح بعضها من جانب فرنسا والولايات المتحدة الامريكية.

عربياً، يبدو أن دول الخليج  أكثر وضوحاً ودعماً للشعب السوري، فالعروض المقدمة من مجلس الجامعة العربية لبشار الأسد  من أجل التنحي، وتأمين خروج آمن له، دليل واضحٌ على  تغيّر في مواقفها. كذلك أطلقت السعودية حملة  تبرعات لإغاثة الشعب السوري في كل أرجاء المملكة.

*       *       *

إذا كان صحيحاً اقترابنا من مرحلة حسم الصراع لصالح الثورة، علينا أن نعالج جملة من الأمورالتي تساعد على تحقيق هذا الهدف:

1ـ من الضروري ممارسة الضغط على المجتمعين العربي والدولي من أجل إيقاف المجازر التي ارتقت إلى مستوى الإبادة.

2 ـ نطالب بمزيد من التعاون والتنسيق بين فصائل الجيش الحر. كما ندعو الثوار إلى العمل معه باعتباره القوة الأكثر تنظيماً.

3 ـ نظراً لخطورة التطورات الجارية في المحافظات الشمالية، نأمل من إخوتنا الأكراد أن يتعاونوا مع الثوار الأكراد والعرب العاملين في الثورة. وألا ينجروا، مهما كانت الظروف، إلى التنسيق مع غلاة القوميين وحزب الـ pkk.

4 ـ من الهام جداً بعد الدخول في مرحلة تحرير القرى والبلدات والمدن، الحفاظ على مؤسسات الدولة والاهتمام بأمن المواطنين وتقديم الخدمات الضرورية لهم.

إننا في حزب الشعب الديمقراطي السوري، إذ نحيّي شعبنا البطل وجيشه الحرّ وثواره البواسل، الذين يسطرون ملاحم  البطولة بدمائهم، نؤكد أن النصر آتٍ لامحالة، مهما غلت التضحيات.

تحية لابطال الثورة السورية

تحية لإخوتنا الفلسطينيين في سوريا على وقوفهم المشرف مع الثورة.

                                                                    الأمانة المركزية

                                                                   لحزب الشعب الديمقراطي السوري

                                                                 دمشق، 22 /7 /2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى