هل يزور كيري بيروت أم لا؟
“الائتلاف” عطّل المسعى الروسي – الأميركي
خليل فليحان
بدأ وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري جولته الاولى على الدول بعد تعيينه خلفاً لهيلاري كلينتون، وصفت هذه الجولة بأنها “ماراتونية” لانها تشمل 8 دول، هي تباعاً: بريطانيا، المانيا، فرنسا، ايطاليا، تركيا، مصر، السعودية، الامارات، وقطر. تستغرق هذه الزيارات اسبوعين.
واللافت ان الجولة استثنت اسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويعود السبب الى ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يركز حالياً على تشكيل الحكومة الجديدة وان كيري سيرافق الرئيس باراك أوباما في زيارته لاسرائيل في 20 من آذار المقبل. وتوقعت معلومات ان تشمل الجولة لبنان ولكن لا احد يؤكد او ينفي حصولها لا على المستوى الرسمي اللبناني ولا الاميركي علماً انها اذا حصلت فستكون لساعات معدودة وفي شكل مفاجئ.
وتجدر الاشارة الى ان لبنان حظي باهتمام كيري عندما كان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ وكان يزوره في جولاته الكثيفة الى المنطقة، وهو يعرف رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وقابل الرئيسين السابقان للحكومة فؤاد السنيورة وسعد الحريري. وقد انتقده بري في 2009/02/22 عندما زار بيروت من دون ان يبلغ وزارة الخارجية مسبقا ً ولم يحصل اي لقاء بينهما بسبب توقيت مواعيده. كما ان كيري ملمّ بقضايا لبنان العويصة ودافع عن استمرار “المحكمة الدولية الخاصة” بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري خلال زيارته لبيروت في 2010/8/11 عندما طالبت قوى 8 آذار بإلغائها، وقد اكد ان لا الولايات المتحدة الاميركية ولا منظمة الامم المتحدة قادرة على إلغائها لأن ذلك يستوجب قراراً جديداً يصوت عليه مجموعة الدول الاعضاء في مجلس الامن.
وسواء زار كيري بيروت ام لا، يبقى ما سيثير كيري من مسائل حساسة تهم لبنان كالأزمة السورية محور رصد ومتابعة، نظراً الى الانعكاسات الايجابية للتوصل الى حل للازمة السورية، وستكون هذه المسألة المهمة في جدول محادثاته اليوم الاثنين في برلين مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. صحيح ان الخارجية الاميركية اطلقت على جولته الاولى صفة “الاستماع” غير ان توجه كيري الرئيسي الى حل الازمة السورية يقضي باقناع الطرفين المتنازعين بضرورة الحل السياسي للازمة، وهو يعارض التدخل العسكري ويدعو الى وقف العنف في أسرع وقت، ويحمل افكاراً بهذا الصدد سيطرحها على لافروف. الا ان اللقاء يأتي في وقت تعطّل فيه كلام موسكو مع المعارضة السورية بقرار منفرد ومفاجئ من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بمقاطعة الاجتماعات الدولية احتجاجاً على الصمت الدولي على قصف حلب في شكل مكرر بصواريخ “سكود” البالستية على ما أعلن “الائتلاف” الذي علّق ايضاً مشاركته في مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” المقرر عقده في روما في 28 من الجاري، وسينعكس ذلك ايضاً على اللقاء الذي كان مقرراً بين كيري ومعارضين خلال زيارته لايطاليا الخميس المقبل. وعُلّقت بالتالي زيارة وفد “الائتلاف” برئاسة احمد معاذ الخطيب التي كانت متوقعة لواشنطن ويجري التحضير لها منذ مدة.
النهار