وئام سوريا
أسامة محمد
منذ أيام
أكتب لك.. ولا أكتب .
كنت عاجزاً عن وصف البطولة بالبطولة والشجاعة بالشجاعة فخرست .
أنا أتكلم معك كلّ يوم
أتعرف إليك بطريقة غريبة … أنت معي ولست معي.. منذ أيام أصبح لك غلاف من الفراغ والهواء واللون والصوت يَلُفُّك قريباً منيّ … في الحركة وفي الثبات.. بيني وبينك مَسافةُ تَنَفُسٍ .. مفتوح ومغلق. أريد أن أتّم رحلتي معك إليك.
قررت ألا أقرأ عنك…هذا تخلّف ربما …
ولكن لم لا ؟
لم لا استطيع فكَّ شفرة المسافة و الحدود نحوك بقوىً خارِقَة ..هي قوَّة روحك أنت. وئام سوريّة وقلب سوريا ومُكَثّفتها الجامعة
وئام الحريّة.. حريّة الحريّة .
البارحة في ساعة من الفجر. بين النوم واليقظة . أحسستك ترنُّ جرس المكان .ورأيتك في هالتك الزاهدة ..تسري في اللحظة .
رأيت أنني معك. كان غَبَشُ الفَجْرِ يَرْسِمُ خُطُوطَكَ. أَحْسَسْتُ أنَّ المكان زنزانة. وَجَدْتُكَ تجلس مُتربعاً صامتاً ..وكنتُ مَعَكَ قُرْبَكَ .
أراكَ ولا أرى صورتي .
تأملْتُكَ مَليّاً مليّاً أحاول عبور الهالة. رأيتك شابا وقوياً ورأيت الغبش والضوء يَلفّك بهالة أدركت أنها عباءة استعارها المنام من شيخ جليل لا أعرفه . ثم لم نتكلم . وفي المنام أحْكَمَ المنامُ قوّته فلم أستطع الحركة. أنت الذي استطاع الحركة.
هكذا بهدوء وبطءٍ نَهَضَتْ كَتِفاكَ إلى الأعلى وانفردتا وانشدَّتا.. ثم التفتَ كتفاك وجزعك ورأسُك سنتمتراتٍ نحو اليسار حيث مكاني الإفتراضي في المنام . وبعد صمت جليل.. وصَمْت..وَصَمْت . رأيتك تبدأ ابتسامة خفيفة نبيلة …
أنت تمنح حياتنا حياةَ وانسانيتنا انسانيّةً
نحن أبهى وأجمل بك
أخي المواطن السوري
الحُرّ
المُحَرِر
أنت الذي طوّع الزمن والمسافة والمعنى
سوريتنا أنت .. تخرج إلى ضوئها بضوئك
غداً في مِثل هذا الوقت ..ساضمّك وأمسح دمعتي بعباءتك أيها البطل.
ليس مجرد بكاء. أنا خائف. خائف من معرفة الخوف …خوف اللحظات الأخيرة التي عاشها حمزة الخطيب وهاجر الخطيب وكلُّ سوريّ وسورية اجتاح القتل وجودهم .
أهْرَبُ مِنَ المَعْرِفَةِ وتُمْسك بي
فأ تمسك بقوتك و بنبضات قلبك .
أخي وئام .