صفحات العالم

… ومن يعفو عن بشار الأسد؟

علي حماده
في آخر الأنباء السوريالية ان بشار الأسد يعد العدة لتوجيه خطاب الى السوريين يعلن فيه وقف العمليات العسكرية، فضلا عن عفو عام عن كل من المعارضين وحاملي السلاح من غير المتورطين بدماء السوريين بالقتل والخطف وما شابه…
ليست المرة الاولى يتحدث النظام، وبالتحديد بشار الأسد عن عفو بحق المعارضين. وليست المرة الاولى يحاول الايحاء أن النظام سيعلن الانتصار على المؤامرة. وليست المرة الاولى يبلغ خطاب بشار ومحيطه درجة متقدمة في الغربة عن الواقع وهو يجهد ليثبت ان النظام لا يزال موجودا، او ان جمهورية حافظ الاسد لم تمت. ففي مناسبات سابقة سمعنا هذا النوع من الخطاب الهذياني للنظام، واستمرت الثورة، بل انها توسعت وتجذرت وصارت سوريا بأسرها ساحة حرية كبيرة في مواجهة قتلة الاطفال. فلقد تحدث بشار في السابق عن عفو عام وواصل قتل الاطفال والنساء والشيوخ والشباب بلا هوادة. وفي المرة الاولى التي سمعناه يعلن عن عفو عام، وجهنا اليه مع ملايين السوريين والعرب سؤالا بسيطا هو الآتي: ومن يعفو عنك يا بشار؟
نعم، هذا هو السؤال الحقيقي الذي يتعين توجيهه الى قاتل الاطفال في سوريا. وعليه لا نستغرب ان تكون الحزمة الاخيرة من العقوبات الاوروبية طالت نساء العائلة، من الام الى الاخت فالزوجة، دلالة على ان المشكلة الحقيقية صارت مع ما يمثله بشار الاسد كعائلة وزمرة وبطانة وإرث. فالسوريون يصارعون العائلة وليس عناصر الجيش الذين يدمرون مدنهم وأحياءهم وقراهم. فللقتل المنهجي المنظّم أب شرعي هو بشار الاسد ومحيطه المباشر والإرث الأسود الذي يحملانه.
انه لأمر مضحك للغاية ان يتلفظ قاتل الأطفال بكلمة “عفو” وان يتوهم انه سيفلت من عقاب السوريين القاسي له ولكل من شارك في قتل المواطنين العزل. والحال ان من يعتقد ان في سوريا نظاما حقيقيا لا يزال قائما، هو واهم أيضا، لأن الثورة باتت شاملة حتى تحولت الارض كلها معادية لبشار الاسد وبطانته وجيشه. ومن الاستحالة ان يتحقق انتصار لمن يمتلك القوة العسكرية موقتا. فالارض تهتز تحت اقدام الطغاة، والشعب لن يعود الى المنازل قبل اقتلاع قتلة الاطفال من مكانهم.
هذا ليس شعرا ولا تنظيراً من بعيد. انه الواقع بكل تجرد، لأن ثورة السوريين لن تكون نصف ثورة بل ثورة كاملة مهما طال الزمن. ان الزمن يعمل لمصلحة الشعب لا الطغاة.
لقد كان حرياً بقاتل الاطفال ان يطلب العفو من الشعب ومن آلاف الشهداء وذويهم، فهو أحوج ما يكون الى عفوهم، لأن النهاية ستكون حزينة جدا على ما قال ذات يوم دميتري ميدفيديف…
ان سوريا مقبلة على عصر الحرية، وجمهورية حافظ الاسد صفحة سوداء من تاريخ سوريا ستطوى نهائياً.
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى