يحدث في درعا …
حلمي الأسمر
يحرر الأشاوس المناضلون الممانعون المسجد العمري في درعا، فيدخلونه فاتحين، ويرقصون احتفالا، وعلى شرف التحرير والفتح، يفتح المناضلون قناني الخمر ويرقصون في بيت الله، ومن ثم يوزعون الاحتفال على السكان، فيبثون أغاني الانتصار عبر مكبرات الصوت!
مهما قيل عن درعا، وشقيقاتها من روايات وحكايات، لا يمكن أن يتصوره عقل، يقول درعاوي حر في رسالته: من أراد جثث أبنائه يجب أن يوقع تعهدا بان يخرج مسيرة تأييد، وأن يقول ان المندسين قتلوه،
ولا احد يستطيع الدخول او الخروج، ولكن طبعا شباب الثورة من قرى درعا يدخلون خلسة، اهل درعا ادرى بشعابها ووصفت لهم بيت أبي وطمأنوني عنه، الاعتقالات كثيرة جدا هناك من ابناء عمي واخوالي
ومجزرة صيدا سمعتها من مشارك فيها، مجزرة حقيقية قتل فيها الكثير، اوقعوا المتظاهرين في شرك عند مساكن الضباط شجعوهم على المرور والتقدم وهم آلاف من جميع القرى، خليل الرفاعي الذي استقال من مجلس الشعب لا احد يعرف اين اخفوه، ناصر الحريري تراجع بعد تعذيب اهل بيته تراجع تحت التهديد والخوف، انهم ينظفون الشوارع في درعا ويغسلونها، في منطقة كنا نذهب اليها سيران نزهة اسمها غرز قريبة من درعا مقبرة جماعية للشهداء والجرحى، لقد وضعوا فيها شهداء وجرحى دفنوهم احياء، هناك من شاهدهم بعينه، نعم علّ الناس تصدق ان مجازر ترتكب في درعا، يقولون ان الجيش انسحب، كاذبون
يقولون عادت الحياة الطبيعية كاذبون، يقولون أرسلوا مواد غذائية كاذبون، يقولون قبضوا على العصابات كاذبون، لا يوجد في حوران مندسون ولا عصابات ولا سلفيون، ذنبهم أنهم نادوا بالحرية وذنبهم الأكبر انهم كسروا صنم حافظ الأسد، كل هذا انتقام حتى يعلموهم درسا وحتى تتعظ المدن الأخرى، ولكن حوران أهل الشهامة والخير لن يقتلهم جوع، ولن يركعوا، ولن يستطيعوا قتل المليون حوراني، وسيدفعون الثمن غاليا
لقد دقوا المسمار في نعوشهم بالاعتداء على حوران!!
غيض من فيض، ما ورد في رسالة الحوراني، فلم نزل نشهد فصولا دامية من المذبحة المفتوحة، عبر رسائل وفيديوهات وتسريبات، مهما حاولوا أن يخفوا ما يصنعون ويكذبون، ها نحن نشهد كل التفاصيل بكل قسوتها، وثمة من يعتقد ان هناك المزيد المزيد من المشاهد المخفية، ورغم كل ذلك يخرج علينا من يتساءل: أين المذبحة؟ واين المظاهرات؟ وأين الثورة؟؟ وهي بدأت تأكلهم، وستجهز على القتلة، فقد كتبوا شهادة وفاتهم بأيديهم، النظام الذي يقتل شعبه لا مستقبل له، إلا القبر وحبل المشنقة، أو القتل تحت أحذية المظلومين!
الغد