صفحات العالم

ﺳورﯾﺎ: «اﺳﺗدراج ﻋروض» ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺎت الأخيرة


إﯾﺎد أﺑو ﺷﻘرا

ﻗﺪ ﯾﺒﻌﺚ اﻷﻣﺮ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺻﻐﯿﺮه

ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﻟﮫ اﻟﺪﻣﺎء ﺗﺼﺒﺐ

(طﺮﻓﺔ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺪ)

رﺳﺎﻟﺔ ﺑﺸﺎر اﻟﺠﻌﻔﺮي إﻟﻰ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺧﻼل اﻷﺳﺒﻮع اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﺠﻮز أنُﺗﻘﺮأ ﺧﺎرج ﺳﯿﺎق اﺑﺘﺰازي ﻣﻌﯿﻦ.

ﻓﻘﺒﻠﮭﺎ ﻗﺎل رﻓﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﻋﯿﺪ، اﻟﻤﺴﺆول اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺰب اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﻲ، وھﻮ اﻟﻤﯿﻠﯿﺸﯿﺎ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﻞ ﻣﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ طﺮاﺑﻠﺲ، ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺷﻤﺎل ﻟﺒﻨﺎن، إن اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ طﺮاﺑﻠﺲ ﯾﻨﺰﻟﻖ ﻧﺤﻮ «اﻟﻤﺠﮭﻮل». وﺑﻨﺎء ﻋﻠﯿﮫ طﺎﻟﺐ ﺑﺘﺪﺧﻞ ﻋﺴﻜﺮي ﺳﻮري ﻟﻺﻣﺴﺎك ﺑﺎﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. وﻛﺎن اﻟﺸﻲء اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﻤﻐﻠﻮط ﻓﻲ ﻛﻼم ﻋﯿﺪ ھﻮ ﻛﻠﻤﺔ «اﻟﻤﺠﮭﻮل». ﻓﻌﯿﺪ، اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﺘﻜﻠﻢ ﺿﺪ «طﺎﺋﻔﯿﺔ» ﺧﺼﻮﻣﮫ وﺧﻠﻔﮫ ﺻﻮرة ﺳﯿﻒ اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ طﺎﻟﺐ (ﻛﺮم ﷲ وﺟﮭه) وﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ «ﻻ ﻓﺘﻰ إﻻ ﻋﻠﻲ وﻻ ﺳﯿﻒ إﻻ ذو اﻟﻔﻘﺎر»، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺻﻮر اﻟﺴﯿﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ ﷲ وأرﻛﺎن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ اﻟﺘﻲُﺳﻤﻲ ھﻮ ﺷﺨﺼﯿﺎ ﺗﯿﻤﻨﺎ ﺑﺄﺣﺪ أﻓﺮادھﺎ، ﯾﻌﺮف ﺗﻤﺎﻣﺎ «اﻟﻤﺠﮭﻮل»، وﯾﻘﺪر أن ﺣﺘﻰ ﺧﺼﻮﻣﮫ ﯾﻌﺮﻓﻮﻧﮫ.. أﻻ وھﻮ «اﻟﻔﺘﻨﺔ» اﻟﺘﻲ ﯾﺴﻌﻰ، ﺑﻨﺎء ﻷواﻣﺮ ﺻﺎدرة إﻟﯿﮫ، ﻟﺘﺤﺮﯾﻜﮭﺎ.

وھﻨﺎ ﯾﺘﻘﺎطﻊ ﻛﻼم اﻟﺴﯿﺪ ﻋﯿﺪ ﻣﻊ رﺳﺎﻟﺔ «رﻓﯿﻘﮫ» اﻟﺴﻔﯿﺮ اﻟﺠﻌﻔﺮي، اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮر ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻋﻤﻠﯿﺔ «ﺗﺼﺪﯾﺮ» ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ إﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎن، ﻋﺒﺮ ﺳﻮﻗﮭﺎ ادﻋﺎءات ﺗﺴﺘﻨﺪ أﺻﻼ إﻟﻰ «ﺗﻘﺎرﯾﺮ» ﻛﺎﻧﺖ أﺟﮭﺰة اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺴﻮرﯾﺔ، ذاﺗﮭﺎ، ﻗﺪ ﻋﻤﻤﺘﮭﺎ ﻋﻠﻰ «أدواﺗﮭﺎ» ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن – وﺑﻌﻀﮭﺎ ﯾﺘﺒﻮأ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺣﻜﻮﻣﯿﺔ وأﻣﻨﯿﺔ اﺳﻤﯿﺔ، ﻟﻜﻨﮭﺎ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻟﺤﺎل ﻣﺠﺮد «أدوات» – وذﻟﻚ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﺸﮭﺪ ﺑﮭﺎ ﻻﺣﻘﺎ. وﻓﻲ ھﺬا اﻹطﺎر، ﻣﻦ اﻟﻤﻔﯿﺪ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ أن وزﯾﺮﯾﻦ اﺛﻨﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻗّﺪﻣﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن «ﺷﮭﺎدات» ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﺟﻌﻔﺮﯾﺎ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ «اﻟﻘﺎﻋﺪة» ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، وھﺬا ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﻲ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺆوﻟﻲ اﻟﺪوﻟﺔ.. ﺑﻤﻦ ﻓﯿﮭﻢ وزﯾﺮ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، اﻟﻤﻔﺘﺮض أﻧﮫ اﻟﻤﻄﻠﻊ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻒ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.

أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ھﺬا، رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺠﻌﻔﺮي ﻻ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﮭﺮوب إﻟﻰ اﻷﻣﺎم واﺑﺘﺰاز اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ و«اﺳﺘﺪراج اﻟﻌﺮوض» و«اﻟﻮﻛﺎﻻت» اﻟﺘﻲ طﺎﻟﻤﺎ أﺗﻘﻨﮭﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري، ﻟﻜﻨﮫ اﻵن ﯾﻤﺎرﺳﮭﺎ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ وﺟﻮده ﻷول ﻣﺮة ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ 43 ﺳﻨﺔ. واﻟﻐﺎﯾﺔ واﺿﺤﺔ وﺿﻮح اﻟﺸﻤﺲ، وھﻲ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ – إن ﺗﻨﻔﻊ اﻟﺬﻛﺮى – ﺑﺈﺛﺎرة ﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﻓﻲ ﻓﻲ أﯾﺎﻣﮫ اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻮﺿﻮع ﺧﻄﺮ «اﻟﻘﺎﻋﺪة» ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﯿﻞ إن ھﻮ ﺳﻘﻂ.

واﻟﻮاﻗﻊ أﻧﮫ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﯾﻨﻄﻖ ﺑﺎﺳﻤﮫ اﻟﺴﻔﯿﺮ اﻟﺠﻌﻔﺮي ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﺪوﻟﯿﺔ أن ﯾﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻮﱢﺟﮫ إﻟﯿﮭﺎ رﺳﺎﺋﻠﮫ… اﻟﻜﺜﯿﺮ واﻟﻜﺜﯿﺮ. ﻓﮭﺬا اﻟﻨﻈﺎم وﻗﻒ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﯾﻒ 1973 «ﺣﺎرﺳﺎ أﻣﯿﻨﺎ» ﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿﺎج اﻟﺤﺪودي ﻟﻠﺠﻮﻻن اﻟﻤﺤﺘﻞ. وﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺴﺒﻌﯿﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺻّﻔﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﺷﺮدھﺎ ﺑﯿﻦ ﺗﻮﻧﺲ وﺑﻼد ﷲ اﻟﻮاﺳﻌﺔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ ﻣﮭﺪ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﺒﻠﻮﻏﮫ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﺑﺘﻮاطﺌﮫ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ (أﯾﻠﻮل) 1970 ﻓﻲ اﻷردن.

ﺛﻢ إﻧﮫ ﻧﺠﺢ داﺧﻞ ﺳﻮرﯾﺎ، ﺣﯿﺚ ﯾﻮﺟﺪ أﺣﺪ أرﻗﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، ﻓﻲ ﺑﺬر ﺑﺬور اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ واﻟﻤﺤﺴﻮﺑﯿﺔ واﻟﻔﺴﺎد وﺗﺮاﺟﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، وﺣّﻮل اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻤﻔﺘﺮض ﺑﮫ أن ﯾﻘﺎﺗﻞ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺷﻌﺒﮫ ﺿﺪ اﻟﻌﺪو اﻟﺨﺎرﺟﻲ… إﻟﻰ ﻣﯿﻠﯿﺸﯿﺎ ﻓﺌﻮﯾﺔ – ﻣﺼﻠﺤﯿﺔ ﺗﻘﻤﻊ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أواﻣﺮ اﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ. وﻓﻲ اﻟﺸﻖ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ، ﺑﺎﻟﺬات، ﻟﻢ ﯾﻔﻌﻞ اﻟﻨﻈﺎم، اﻟﺬي ﯾﺤﺎﺿﺮ «إﻋﻼﻣﮫ» ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ واﻟﺘﺮﻓﻊ… ﺻﺒﺎح ﻣﺴﺎء، ﻏﯿﺮ زرع آﻓﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ واﻟﻌﻨﻒ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﻤﺠﻨﻮن ﺣﯿﺜﻤﺎ اﻣﺘﺪت أﺻﺎﺑﻌﮫ وﻗﻀﺖ ﻣﺼﺎﻟﺤﮫ وﻣﺼﺎﻟﺢَ ﻣﻦ ﯾﺄﺗﻤﺮ ﺑﺄواﻣﺮھﻢ، وھﺎ ھﻤﺎ اﻟﻌﺮاق وﻟﺒﻨﺎن، «اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺎن» ﺑﺎﻣﺘﯿﺎز، ﺧﯿﺮ ﺷﺎھﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻷﺧﻮة اﻟﻔﯿﺎﺿﺔ.

ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﻗﺮار ﺑﺄن إﺳﺮاﺋﯿﻞ أوﻻ، واﻟﻘﻮى اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﮭﺎ ﺛﺎﻧﯿﺎ، ﻟﻢ ﺗﺨّﯿﺒﺎ ظﻦ اﻟﺮﺋﯿﺲ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ وﻻ ﺳﻔﯿﺮه وﺳﻤﯿﮫ اﻟﺠﻌﻔﺮي. ﻓﺒﺎﻟﻜﺎد ﺳﻤﻌﻨﺎ، وﻓﻘﻂ اﻟﺒﺎرﺣﺔ، ﻧﺒﺮة ﻋﺘﺐ ﺣﻘﯿﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎُﯾﺮﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﻣﺠﺎزر ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ 14 ﺷﮭﺮا.

ﻻ إﺳﺮاﺋﯿﻞ وﻻ واﺷﻨﻄﻦ – ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻣﺐ دﯾﻔﯿﺪ – اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﺎ اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك 14 ﯾﻮﻣﺎ، ﻟﻜﻨﮭﻤﺎ ﺻﺒﺮﺗﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 14 ﺷﮭﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﺗﻌﺘﺒﺮاﻧﮫ «ﻣﻌﺎدﯾﺎ» «وﻣﺎرﻗﺎ»، واﻟﺬي ارﺗﻜﺐ ﺑﺤﻀﻮر اﻟﻤﺮاﻗﺒﯿﻦ اﻟﺪوﻟﯿﯿﻦ – ﻣﺜﻞ ﻏﯿﺎﺑﮭﻢ – «ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺟﻤﻞ» ﻛﻞ ﯾﻮم ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺳﻮرﯾﺎ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ.

ھﻞ ھﻨﺎك ﺗﻮاطﺆ؟ ھﻞ ھﻨﺎك ﺿﻮء أﺧﻀﺮ؟ رﺑﻤﺎ، ﻓﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﯾﺠﯿﺪ ﺗﻠﻔﯿﻖ أي ﺷﻲء، ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ اﻷﺷﺮطﺔ اﻟﺘﻠﻔﺰﯾﻮﻧﯿﺔ، ﯾﺸﻌﺮ أﻧﮫ ﻣﺎ زال ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺗﺮوﯾﺞ «ﺑﻀﺎﻋﺔ» ﺿﺮب اﻹرھﺎب اﻷﺻﻮﻟﻲ وﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﻠﺠﮭﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺼﻔﮭﺎ ﺑـ«اﻹﻣﺒﺮﯾﺎﻟﯿﺔ»، وﯾﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻟﻐﺮب ﺗﺼﺪﯾﻘﮫ.

ھﺬا ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، أﻣﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة…

ﻓﺎﻟﻤﺮﺟﺢ أن راﺻﺪي اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﻮري ﻓﻲ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ، وﺗﻞ أﺑﯿﺐ ﻣﻨﮭﺎ طﺒﻌﺎ، ﯾﻌﺮﻓﻮن ﺟﯿﺪا أﯾﻦ أﺻﺒﺢ ﻣﺼﺪر اﻟﻘﺮار اﻟﺬي ﯾﺤﻜﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﮭﺪ ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ. وھﻢ اﺳﺘﻮﻋﺒﻮا ﺗﻤﺎﻣﺎ أن ﻗﺮار ﺳﺤﺐ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﺴﻮري ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﻌﺪ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻏﺘﯿﺎل رﻓﯿﻖ اﻟﺤﺮﯾﺮي ورﻓﺎﻗﮫ ﯾﻮم 14 ﻓﺒﺮاﯾﺮ (ﺷﺒﺎط) 2005 ﻟﻢ ﯾﻐﯿﺮ ﺷﯿﺌﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻷن «اﻟﺒﺪﯾﻞ» ﻛﺎن ﺟﺎھﺰا.

«اﻟﺒﺪﯾﻞ» ھﻮ «ﺣﺰب ﷲ»، اﻟﺬي اﺿﻄﺮ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ھﻮﯾﺘﮫ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺴﺤﺎب اﻟﺴﻮري اﻟﻌﺴﻜﺮي. وﻣﻦ َﺛﻢ اﺿﻄﺮ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ «اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ» ﺣﯿﺚ ﻻ ﻣﺒﺮر ﻟﻮﺟﻮد أﻋﺪاء ﻣﺤﻠﯿﯿﻦ – وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻻ ﻏﺮاﻣﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﻜِﻠﻔﺔ – إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ «اﻟﮭﯿﻤﻨﺔ» اﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻋﺎد ﺑﻤﻘﺪور ﻏﯿﺮ «اﻷدوات» واﻟﻌﻤﻼء اﻟﺼﻐﺎر ﻣﻦ ﺧﺎرجﺻﻔﻮف «اﻟﺤﺰب» اﻟﺘﻌﺎﯾﺶ ﻣﻌﮭﺎ وﺗﺒﺮﯾﺮھﺎ…

واﻟﯿﻮم ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ وﻟﺒﻨﺎن ﻣﺘﺼﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻤﺸﺮوع إﻗﻠﯿﻤﻲ أﺷﻤﻞ، ﻟﮫ ﻣﻼﻣﺤﮫ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﯾﻦ واﻟﯿﻤﻦ، وطﺒﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق. ورﻛﺾ اﻟﻘﯿﺎدة اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻣﺸﻌﻠﻲ «ﺗﺤﺮﯾﺮ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ» و«وﺣﺪة اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ» ھﺎ ھﻮ ﯾﺘﻌﺜﺮ ﻋﻨﺪ أول ﺣﺎﺟﺰ؛ إذ ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻒ طﮭﺮان ﻻﻓﺘﺎ إزاء ﻣﺴﻌﻰ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺨﻠﯿﺠﻲ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ واﻟﺒﺤﺮﯾﻦ، وﻣﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج واﻟﺘﮭﺪﯾﺪ ﻟﺸﺮﻛﺔ «ﻏﻮﻏﻞ» ﺣﻮل ﺗﺴﻤﯿﺔ اﻟﺨﻠﯿﺞ «اﻟﻔﺎرﺳﻲ».

ﻧﺤﻦ ھﻨﺎ أﻣﺎم ﻣﻌﻀﻠﺔ إزاء ﻓﮭﻢ أﯾﻦ ﯾﺒﺪأ «إﺳﻼم» طﮭﺮان وأﯾﻦ ﺗﻨﺘﮭﻲ «ﻓﺎرﺳﯿﺘﮭﺎ»، ﻓﺎﻹﺳﻼم ﻧﮭﻰ أول ﻣﺎ ﻧﮭﻰ ﻋﻦ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ، وأﻋﻠﻨﮭﺎ ﻣﺪوﯾﺔ أن «ﻻ ﻓﻀﻞ ﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻤﻲ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى»، واﻋﺘﺒﺮ رﺳﻮل ﷲ (ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ) ﺳﻠﻤﺎن اﻟﻔﺎرﺳﻲ (رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ) ﻣﻦ «أھﻞ اﻟﺒﯿﺖ». وھﺬه «اﻹﺷﻜﺎﻟﯿﺔ» ﻣﻄﺮوﺣﺔ اﻵن، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ، أﻣﺎم «ﻟﺒﻨﺎﻧﯿﺔ» اﻟﺴﯿﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ ﷲ… اﻟﺬي أﻋﻠﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة ﻏﯿﺮ ﺑﻌﯿﺪة اﻋﺘﺰازه ﺑﻜﻮﻧﮫا ﺟﻨﺪﯾﺎ ﻓﻲ «ﺟﯿﺶ اﻟﻮﻟﻲ اﻟﻔﻘﯿﮫ»، و«ﻋﺮوﺑﺔ» اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﯿﺔ «أﻣﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ واﺣﺪة ذات رﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﻟﺪة»!

ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻧﻈﺎم دﻣﺸﻖ، ﻓﻲ ﺟﯿﻠﻲ اﻷﺳﺪﯾﻦ اﻷب واﻻﺑﻦ، ﺳﻮرﯾﺎ «ﻧﻔﻖ» ﺗﻮاﺻﻞ وﺻﻨﺪوق ﺑﺮﯾﺪ ﻣﻤﻮھﺎ ﺑﯿﻦ طﮭﺮان وﺗﻞ أﺑﯿﺐ. واﻟﺴﺆال اﻵن، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺠﺎوز اﻟﻨﻈﺎم ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻼﻋﻮدة ﻓﻲ «ﺧﯿﺎره اﻟﺸﻤﺸﻮﻧﻲ»… وﺑﻌﺪﻣﺎ ﻏﺪت ﻣﺘﻌﺬرة إﻋﺎدة اﻟﻤﺎرد اﻟﺸﻌﺒﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﻤﻘﻢ، ھﻞ اﻗﺘﻨﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺟﺪﯾﺎ ﺑﺄن اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﺳﯿﻜﻮن اﻟﻤﺨﺮج اﻷﻣﺜﻞ – واﻷﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ – ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ.. ﺑﻞ اﻷﻣﺜﻞ واﻷﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻹﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ رھﺎﻧﮭﺎ اﻟﺪاﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻤﯿﻢ ﺧﯿﺎر «اﻟﺤﺮب اﻷھﻠﯿﺔ» إﻗﻠﯿﻤﯿﺎ؟

إن ﺗﻔﺠﯿﺮات ﺳﻮرﯾﺎ، وﻣﺎ ﺗﺨﻄﻂ ﻟﮫ أﺟﮭﺰﺗﮭﺎ اﻷﻣﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، رﺳﺎﺋﻞ اﺑﺘﺰاز إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ… ﻓﮭﻞ ﺗﻨﻄﻠﻲ اﻟﻜﺬﺑﺔ ﻣﺠﺪدا ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﺻﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻜﺒﺮى ﻛﻤﺎ اﻧﻄﻠﺖ ﻟﺒﻀﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﺎن ﻛﻲ ﻣﻮن؟

الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى