انتظرته عروسه في دمشق لاستلام فستان العرس… وغاب في سجون النظام ولم يعد/ هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: «كنتُ أرى باسل في عيونها وفي كلامها، وفي كلّ حركة تقوم بها، وكلما رأيت نورا، تقفز إلى مخيلتي صورة باسل، وأصبح باسل صديقي عن بعد، وكنت أسمع صوته كلما اتصل بخطيبته نورا»، بهذه الكلمات بدأ المحامي عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، والمهتم بقضايا حقوق الإنسان «ميشال شماس» حديثه لـ «القدس العربي» عن أحد أهم المهندسين السوريين.
تحدث الحقوقي «شماس» عن شخصية باسل المغيب في معتقلات الأجهزة الأمنية والمخابراتية السورية، فقال لـ «القدس العربي»: لم يكن باسل شخصاً عادياً، وهو المهندس البارز والمتخصص في مجال تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر.
اعتقل باسل بينما كانت تنتظره خطيبته نورا غازي في 15 من آذار/مارس للذهاب إلى الخياط لاستلام فستان العرس المحدد في الأول من نيسان/ابريل 2011، لم يأت باسل على الموعد، وطال انتظار نورا قرابة التسعة أشهر، إلى أن جاءها اتصال هاتفي من سجن عدرا، مساء يوم 26/12/2012، لم تصدق نورا أن من يتحدث معها كان خطيبها باسل، وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى السجن وتمكنت أخيراً من رؤية خطيبها خلف الشبك الحديدي، وهي تكاد تطير من الفرح.
واختفى باسل مجدداً بعد أن اختطفه الأمن منذ حوالي السنة من سجن عدرا إلى جهة مجهولة، وباتت حياته مهددة بالخطر.
علاقة تربط المحامي ميشال شماس بالمعتقل باسل الصفدي تعززت عبر الهاتف، ومن وراء القضبان، ووثقتها الرسائل الورقية وهدايا مسلوبي الحرية فقال شماس في ذلك: تعززت علاقتي به أكثر من خلال اتصاله بي من سجن عدرا، لم يتسن لي التعرف على باسل شخصياً، لقد عرفته من خلال صديقتي المحامية نورا غازي التي كانت تتحدث عنه في كل مرة التقيها، فكانت كلماته تدفعني أكثر فأكثر لبذل المزيد من الجهد في سبيل الدفاع عن المعتقلين، لم يكتف برسائله لنا، بل أرسل لنا هداياه مما كان يقوم بصنعه في حبسه، من سبحات وقداحات وأشغال يدوية غيرها، وقد كنا شهوداً على زواجه من صديقتنا المحامية نورا غازي، التي كانت تردد مقولتها المشهورة: «حتى لو بقي طول حياته داخل الزنزانة يشرفني الارتباط به»، رداً على كل من يسألها عن جدوى الارتباط بشخص قد يبقى طوال حياته في السجن.
وقد وصفت نورا زواجها من خلف القضبان بأنه «انتصار الحب على كل الصعوبات»، واعتبرتها أول خطوة جميلة تخطوها في حياتها.
وعن التهمة الموجهة لباسل الصفدي قال المحامي شماس لـ»القدس العربي»: لا نعرف تهمة باسل، لأنه بقي في سجن عدرا أكثر من سنتين لصالح المحكمة الميدانية، ثم أخذته الأجهزة الأمنية من السجن إلى جهة مجهولة بدون أن نعرف عن مصيره شيئاً، بالرغم من أنه لم يوجه إلى باسل أي تهمة، ولم تجر أي محاكمة له، فقط كان محتجزاً لصالح المحكمة الميدانية، وهي محكمة سرية، ولا تسمح لأحد بمراجعتها، ولا تسمح للمحامين بالترافع أمامها، قضاتها عسكريون، وأحكامها غير قابلة للطعن.
القدس العربي