أحداث الأحد 30 آب 2015
خلافات بين طهران ودمشق «تفجر» هدنة الزبداني
لندن، واشنطن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
انهارت الهدنة في مدينة الزبداني شمال غربي دمشق قرب حدود لبنان وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام السوري في ريف إدلب قرب حدود تركيا، وسط أنباء عن خلافات بين الوفد الإيراني ووفد دمشق، في وقت شنت مقاتلات تركية أولى الغارات على مواقع «داعش» شمال سورية، حيث احتدمت المعارك بين التنظيم وفصائل إسلامية.
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» بأن «خلافات حادة» ظهرت بين النظام والوفد الإيراني أدت إلى فشل مفاوضات وقف نار في الزبداني من جهة والفوعة وكفريا من جهة ثانية، مشيرة إلى أن «الوفد الإيراني وافق على طلب إطلاق سراح آلاف المعتقلين بينهم نساء وأطفال محتجزون لدى النظام، لكن الأخير رفض ذلك ولم يستجب لطلبات إيران». وأشار إلى أن «حركة أحرار الشام اشترطت السماح بخروج مَن هم دون سن 15 عاماً والنساء من أهالي الميليشيات (في الفوعة وكفريا)، الأمر الذي وافقت عليه إيران ورفضته الميليشيات الشيعية في الفوعة التي كان عناصرها يطمحون للخروج من الحصار».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باستئناف الاشتباكات والقصف مع انتهاء الهدنة التي اتفق عليها النظام و «حزب الله» من جهة ومقاتلو المعارضة من جهة ثانية الخميس الماضي. وأكد محمد أبو القاسم، الأمين العام لـ «حزب التضامن» الذي فوضته الفصائل المقاتلة في الزبداني التفاوض باسمها، انتهاء الهدنة وفشل المفاوضات وعودة العمليات العسكرية إلى البلدات الثلاث. وأشار أحد أعضاء المجلس المحلي للزبداني إلى تعرض بلدة مضايا (المجاورة للزبداني) لقصف عنيف صباح أمس بعد فشل المفاوضات.
من جهتها، أعلنت «حركة أحرار الشام» مقتل «عناصر لقوات الأسد بينهم ضابط برتبة عميد في عملية نوعية في دمشق، نصرةً للزبداني»، فيما أشار «المرصد» إلى سقوط «200 قذيفة وصاروخ أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا، في وقت نفذ الطيران الحربي غارات على المنطقة».
لكن «المرصد» أفاد بأن المفاوضات، التي استؤنفت قبل يومين بعد جمودها لأسبوعين، استمرت حول النقاط العالقة لـ «انسحاب آمن لمقاتلي الزبداني ومضايا، مقابل خروج نحو ألف مدني من بلدتي كفريا والفوعة كمرحلة أولية للاتفاق، إضافة إلى إدخال مواد طبية وغذائية، إلى كل من الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة وإخراج جرحى من البلدات والمدن الأربع السابقة».
وفي الشمال، تجددت المعارك قرب مدينة مارع في ريف حلب بين المعارضة و «داعش»، ما أسفر عن مقتل «32 عنصراً من المعارضة و20 من داعش بينهم ثلاثة انتحاريين فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة ومقتل ستة مدنيين بينهم امرأتين وطفلين» وفق «المرصد».
في أنقرة، أفاد بيان صادر من وزارة الخارجية التركية «بأن طائراتنا الحربية باشرت مساء (الجمعة) شن عمليات مشتركة مع طائرات التحالف على أهداف لداعش الذي يشكل تهديداً كذلك لأمن بلادنا». وأوضحت أن «مكافحة التنظيمات الإرهابية موضوع أساسي على صعيد الأمن القومي بالنسبة إلى تركيا، وهذه المكافحة ستتواصل بحزم».
أوروبا تفكر في تعديل اتفاق «شينغين»
بروكسل – رويترز
تفكر بعض الحكومات الأوروبية التي تشعر بقلق من التهديدات الأمنية والهجرة غير الشرعية، في تعديل اتفاق «شينغين» الذي أزال القيود الحدودية المنهجية عبر معظم أوروبا.
وبعد أسبوع من قيام ركاب بالسيطرة على مسلح داخل قطار سريع بين امستردام وباريس، يلتقي وزراء الداخلية والنقل في تسع دول اليوم (السبت) في باريس، لبحث تحسين الأمن في القطارات العابرة للحدود، وربما يناقشون أيضاً جهود احتواء سيل المهاجرين من الشرق الأوسط وافريقيا. وقالت الحكومة البلجيكية أمس إنها ستقدم اقتراحات عدة في محادثات باريس، من بينها اقتراحات بشأن اتفاق الحدود. وامتنع ناطق باسم رئيس الوزراء شارل ميشال عن ذكر تفاصيلها، وقال إن «التغيير يمكن أن يحسن الأمن من دون تقويض مبدأ السفر بلا جواز سفر»، وأضاف «نقول نعم لحرية حركة الناس، ولا لحرية حركة الأشخاص الذين يحملون (كلاشنيكوف)».
وتصر المفوضية الأوروبية التي تفرض تطبيق اتفاق «شينغين» على انها لا ترى ضرورة لتغيير القواعد، سواء لتحسين الأمن أو للحد من الهجرة.
وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز أول من أمس، إن «إثارة تساؤلات في شأن اتفاق (شينغين) لن يحل أي شيء»، مضيفاً أن «الاتفاق لا يمنع أي دولة عضو من تشديد الإجراءات الأمنية».
وأدلى تيمرمانز بهذا التصريح رداً على تحذير من رئيس بلدية انتويرب بأن القيود الحدودية ستكون «شبه حتمية» إذا واصل المهاجرون والأشخاص المشتبه بهم أمنياً التدفق على جنوب أوروبا والاتجاه شمالاً عبر حدود «شينغين».
تقارير تحدثت عن مشروع «اندماج» بينهما: إخوان سوريا وحركة أحرار الشام: تقارب الايديولوجيا والمصالح
منهل باريش
«القدس العربي»: أثارت التصريحات التي تناقلتها وسائط التواصل الاجتماعي عن دعوة إخوان سوريا حركة أحرار الشام لـ«الاندماج»، موجة من الانتقادات والتساؤلات عما يرتب سياسياً في الشمال السوري، خصوصاً مع التحضير لمنطقة آمنة على الحدود السورية التركية، تمتد من اعزاز إلى الفرات شمالي مدينة حلب. وأصدر المكتب الإعلامي للجماعة توضيحاً حول ما تناقلته مواقع الكترونية عديدة على الشبكة العنكبوتية، فأوضح أن أصل الكلام حوار أجراه فضيلة المراقب العام مع صحيفة «العهد» التابعة للمكتب الإعلامي للجماعة، وقد تم اقتطاع جزء منه بصورة مخلة ونشره على أنه تصريح.
وذكر البيان أن رد المراقب العام على سؤال الصحيفة حول حركة أحرار الشام، جاء كما يلي: «أحرار الشام فصيل سوري كبير، وهو من أوائل الفصائل تشكلا على الساحة السورية العسكرية، ولهذا الفصيل دور في النضال والتضحيات لا ينكر، وقد قدم كوكبة من الشهداء، كان على رأسهم قادته الأربعون الذين قضوا في تفجير غامض العام الماضي. ونحن نرى أن ما بيننا وبينهم من القواسم المشتركة ما يجعلها أرضا خصبة لتعاون كبير، وفرصة لخلق التكامل بين السياسي والعسكري».
وقد كان جليا حديث المراقب العام عن رؤية للتكامل ما بين السياسي والعسكري، وما بين الجماعة وبقية الفصائل على اختلافها وتنوعها، ولم يقتصر الحديث على فصيل محدد.
رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين السورية،عمر مشوح، علق لـ»القدس العربي» أنه «تم تضخيم القضية إعلامياً وهذا التضخيم قد يسيء إلى الأحرار ولنا»، مؤكدا «وجود تنسيق وتواصل مع جميع الفصائل ومنها حركة أحرار الشام، وبعض هذا التنسيق أثمر، كالتنسيق قبيل جنيف وصدور بيان مشترك للفصائل. لكن موضوع «الاندماج» لم يطرح أبداً ونعتبر الأحرار أحد أهم الكيانات على الأرض ولهم خطابهم السياسي، والايديولوجي تطور إيجابياً باتجاه الإطار الوطني، وهذا مكسب كبير للثورة».
أحمد قره علي، المتحدث الرسمي باسم حركة أحرار الشام الإسلامية، قال إن «الحركة مستقلة ولا تتبع لأي طرف»، وتابع لـ»القدس العربي»: «نحن نتعاون مع جميع أطراف المعارضة السورية ومن ضمنها جماعة الإخوان المسلمين».
ورحب ملهم الدروبي، عضو قيادة جماعة الإخوان المسلمين، بكل «تنسيق وتكامل بين أطراف المعارضة بعيداً عن الايديولوجيات، فشعبنا وثورته المباركة بحاجة إلى رص الصفوف وتجميع الجهود وتنسيق الأنشطة بغرض الوصول إلى تحقيق أهداف الثورة والخلاص من الاستبداد». وتابع الدروبي، إن «النضوج المتزايد في خطاب حركة أحرار الشام يعتبر خطوة إيجابية تشجعنا للنظر في تجسير العلاقات بيننا وبينهم، وندعو جميع الفصائل السياسية والمدنية والثورية للعمل بهذا الاتجاه».
حركة احرار الشام كانت قد بدأت بإعادة هيكلة الجناح العسكري فيها ليكون نواة جيش نظامي، وبدء تشكيل القوة المركزية الجديدة تحت مسمى «كتائب صقور الشام». وقد أنشأت الحركةُ هذا التشكيل، ليكون «قوة تدخل سريع»، مع تقلد أبي صالح طحان القيادة العسكرية في الحركة، بعد اغتيال قادة الصف الأول في عملية ما زالت مجهولة السبب والطريقة، في قرية رام حمدان شمال إدلب، في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، إثر اختراق أمني للمقر «صفر» أكثر المقرات حراسة وتشديداً أمنياً.
وينضوي في القوة المركزية نحو 2500 مقاتل من قوام العدد الكلي للحركة والذي يقدر بنحو خمسة عشر ألفاً، وتأتي هذه الدعوة مع الحاجة إلى شريك سوري قوي لحفظ الأمن في «المنطقة الآمنة» المدعومة تركياً.
واعتبر ملهم الدروبي تشكيل نواة جيش نظامي وطني له هياكل ومؤسسات وآليات الجيوش النظامية «خطوة ضرورية باتجاه مأسسة العمل الثوري وتأطيره في إطار وطني غير مسيس وغير مؤدلج، وهذا واجب وطني، ويجب ألا يكون مغلقاً على فصيل دون آخر، وأن يستفيد من جميع الطاقات السورية الوطنية، وأن ينصاع للقرار السياسي للمؤسسات الوطنية كالحكومة المؤقتة، وعليه فنحن نرحب بتشكيل نواة الجيش الوطني ضمن ما ذكرت». الدكتور عبد الرحمن الحاج، الخبير في الجماعات الإسلامية، اعتبر أن «من الطبيعي أن يسعى الإخوان إلى إقامة علاقة عميقة مع الأحرار في هذا الوقت بالذات، فمن المتوقع أن يلعب الأحرار دوراً رئيسياً في تحرير المنطقة المخطط لها أن تكون منطقة آمنة في الشمال، وهذا يعني أن الإخوان يريدون أن يشكلوا الجناح السياسي لأحرار الشام ويتبادلوا النفوذ في إدارة المنطقة الآمنة، الأحرار منظمة عسكرية والإخوان تنظيم سياسي».
وقال الحاج لـ»القدس العربي»: «يستثمر في هذا السياق التقارب الايديولوجي الحاصل بعد ظهور خطاب إعلامي جديد لدى الأحرار، لكن هذا لا يعني أن الايديولوجيا هي دافع الإخوان الوحيد، على العكس من ذلك، الإخوان يستخدمونها في هذا التقارب وهم كانوا سيسعون إليه كانت هذه الايديولوجيا أو لم تكن، لكن التحولات الأخيرة في الخطاب السياسي للأحرار بدون شك تسهل هذا التقارب السياسي، بالرغم من أن التناقض بين صقور أحرار الشام وحمائمهم ليس هيناً، فقيادة الأحرار تنحدر من خطاب سلفي جهادي لا يستسيغ الخطاب الإخواني».
ويرى الحاج أنها «محاولة للتقارب في إطار أكبر متعلق بالصراع بين المحور المصري وحلفائه، والتركي وحلفائه، وبالتالي دور أكبر للإخوان قد يكون مدعوما من أحد المحورين المتضادين». ويبدو أن تسارع التطورات الميدانية على الأرض سيرافقه إعادة تموضع على خريطة المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً، فالكثير من الفصائل الإسلامية ستحسم خياراتها مع استمرار الصراع الإقليمي، بما يوافق توجهات مصادر دعمها السياسي والعسكري.
الشرطة النمساوية تعترض شاحنة مهاجرين جديدة
العربي الجديد – فرانس برس
بعد يومين من العثور على جثث 71 مهاجراً غير شرعي يرجح أنهم سوريون، أعلنت الشرطة النمساوية السبت أنها اعترضت شاحنة جديدة تقل مهاجرين، متجنبة مأساة جديدة مرتبطة بأزمة الهجرة غير الشرعية.
وقالت الشرطة في بيان إنه تم اعتراض الشاحنة صباح الجمعة في غرب النمسا وعلى متنها 26 مهاجراً غير شرعي، بينهم ثلاثة أطفال يعانون جفافاً ووصفت حالتهم بأنها “سيئة جداً”.
وأضافت “تم نقل الأطفال الثلاثة إلى المستشفى (…) بسبب وضعهم الصحي البالغ السوء،
وأفاد الأطباء أنه تمت معالجتهم من جفاف حاد”.
وقال متحدث باسم الشرطة في مقاطعة النمسا العليا لوكالة “فرانس برس”، “لو تمت متابعة الرحلة لكان الوضع على الأرجح سيكون حرجاً”.
والشاحنة التي أوقفتها الشرطة بعد مطاردتها كانت تقل “26 أجنبياً في وضع غير قانوني” أتوا من سورية وبنغلادش وأفغانستان، قالوا إنهم يريدون التوجه إلى ألمانيا.
ويأتي ذلك غداة العثور على جثث 71 شخصاً في شاحنة متروكة على إحدى الطرق النمساوية السريعة قرب الحدود المجرية.
توقيف متهمين
وفي سياق متصل، مَثُل أمس السبت، أربعة مشتبه بهم في هذه القضية أوقفوا في المجر أمام محكمة مجرية قضت بتمديد توقيفهم حتى 29 سبتمبر/ أيلول.
ومثل الموقوفون، وهم أفغاني وثلاثة بلغاريين أمام المحكمة في مدينة كيسكيميت الواقعة بين بودابست والحدود الصربية.
وقالت الشرطة النمساوية إنها تشتبه بأنهم “منفذون يعملون لحساب عصابة بلغارية-مجرية لتهريب البشر”.
وذكر مراسل وكالة “فرانس برس” أن النيابة المجرية طلبت أن يبقى الرجال الأربعة، ويعتقد أن بينهم مالك الشاحنة والسائقون، قيد الاعتقال بسبب “الطبيعة الاستثنائية للجريمة” و”الموت الناجم عن الاتجار بالبشر” ولقيامهم “بنشاط إجرامي من خلال الاتجار بالبشر، كما ولو أنه متاجرة بالبضائع”.
وتم تمديد توقيف المشتبه بهم حتى 29 سبتمبر/ أيلول على الأقل. وتشير المعطيات الأولية للتحقيق إلى أن الـ 71 قتيلاً قضوا اختناقاً في الشاحنة.
سلسلة مستمرة
والعثور على الشاحنة في النمسا حلقة في سلسلة المآسي التي تسببت في الأشهر الأخيرة، خصوصاً في البحر الأبيض المتوسط، في وفاة آلاف المهاجرين، وأحياناً عائلات بكاملها كانت هاربة من الحرب أو البؤس، والتي سلمت مصيرها لشبكات المهربين عديمي الضمير.
والسبت قتل مهاجر يبلغ من العمر 17 عاماً “على الأرجح” بالرصاص أثناء مطاردة شرطة الموانئ اليونانية في بحر ايجه لمركب تهريب مهاجرين، بحسب ما أفاد بيان لوزارة البحرية التجارية.
وبحسب المعلومات الأولية فإن مواجهات وإطلاق نار وقع على متن المركب بين شرطيين وثلاثة مهربين أتراك، قبل توقيف هؤلاء المهربين.
وتعقيباً على المأساة في النمسا وغرق مركب جديد قبالة ليبيا الخميس، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون الجمعة عن “صدمته” إزاء “هذه المأساة الإنسانية” التي لقي فيها 59 رجلاً و8 نساء و4 أطفال حتفهم.
وأضاف بأن أن “الأمر لا يتعلق بتطبيق القانون الدولي فحسب، بل هو أيضاً واجب علينا باعتبارنا بشراً”، مشيراً إلى “أزمة تضامن وليس أزمة أرقام”.
طريق البلقان
و”طريق البلقان الغربية” التي سلكها على الأرجح المهاجرون الذين عثر عليهم أمواتاً في النمسا، يسلكها اللاجئون السوريون أو العراقيون الهاربون من الحرب خصوصاً، وكذلك الألبان والكوسوفيون الساعون إلى حياة أفضل.
وتواصل السبت عبور مجموعات مكونة من عشرات الأشخاص الحدود بين اليونان ومقدونيا ثم صربيا، قبل الوصول إلى حدود المجر العضو في الاتحاد الأوروبي التي تدفق إليها 140 ألف مهاجر منذ بداية العام الحالي.
وفي مسعى لمنع دخولهم أقامت المجر سياجاً من الأسلاك الشائكة على حدودها الممتدة على 175 كلم مع صربيا، غير أن كل ذلك لم يحبط اللاجئين الأشد تصميماً.
وقالت السورية نسرين (29 عاماً) “هذا لا شيء مقارنة بما عشناه في سورية. بلدنا دمر وشهدنا يومياً القنابل والاغتيالات والدماء والقتلى”.
ولم يبد أي من المهاجرين الذين سألتهم وكالة “فرانس برس” الرغبة في البقاء في المجر. ووجهة هؤلاء الوحيدة هي أوروبا الغربية. وفي ألمانيا التي من المتوقع أن تستقبل 800 ألف طالب لجوء في 2015 وتزايدت فيها التظاهرات المعادية للأجانب، تظاهر ألف شخص بحسب الشرطة وخمسة آلاف وفق المنظمين، السبت في دريسدن (شرق) “ترحيباً” بالمهاجرين في هذه المقاطعة.
وقررت الصحافة الألمانية أيضاً التحرك، وعلى رأسها صحيفة بيلت الأوسع انتشاراً في أوروبا. وكتبت هذه الصحيفة الشعبية على صفحتها الأولى “المأساة الكبيرة للاجئين: نحن نساعد”. وهي تنوي إطلاق “حملة مساعدة كبيرة” للاجئين “للتأكيد أن الغوغائيين والمعادين للأجانب لا يتحدثون باسمنا” وأن “ألمانيا تتضامن مع من يحتاجون المساعدة”.
أسباب فشل ثاني محاولة وقف إطلاق نار في الزبداني
أحمد حمزة
ما أن انتهت الساعات الـ48 للهدنة المؤقتة، حتى عاود النظام، ومنذ الدقائق الأولى، قصف مدينة الزبداني بالمدفعية المتمركزة عند الحواجز المحيطة بها. وبعدها بنحو ساعتين، وهي الفترة اللازمة لتجهيز المروحيات العسكرية وإقلاعها ووصولها لمكان القصف، عادت الزبداني لتتلقى البراميل المتفجرة مجدداً، بعدما غاب عنها هذا السلاح الذي يوصف بالغبي الفتاك، لعدم قدرته على إصابة الهدف، لكنه يقتل عدداً كبيراً من الناس، ويُحدث دماراً كبيراً.
وأكد مصدرٌ من “المجلس المحلي لمدينة الزبداني”، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “القصف المدفعي بدأ مباشرة عند الساعة السادسة من صباح السبت، بالتزامن مع تجدّد محاولات مليشيا حزب الله للتقدّم أكثر نحو وسط المدينة” التي تتعرض لحملة عسكرية هي الأعنف من نوعها، وانطلقت أولى قذائفها في الرابع من يوليو/ تموز الماضي.
بموازاة ذلك، كان “جيش الفتح”، على ما يبدو، قد جهّز مخزوناً كبيراً من القذائف في حال فشل المفاوضات، إذ إن مقاتليه بدأوا عند السادسة صباحاً، باستهداف بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي الشرقي.
وقال أبو اليزيد تفتناز، من “المكتب الإعلامي لحركة أحرار الشام، إدارة المعارك”، لـ”العربي الجديد”، إن “جيش الفتح قصف أكثر من 120 قذيفة صاروخية ومدفعية على بلدتي الفوعة وكفريا في أول ساعتين بعد انتهاء الهدنة”، التي رافقتها مفاوضاتٌ بين “حركة أحرار الشام الإسلامية” مع مسؤولين إيرانيين في تركيا.
ويبدو من القصف العنيف بُعَيد انتهاء الهدنة مباشرة، أن طرفي العملية يعتمدان حالياً لعبة عض الأصابع، إذ يريد كل جانب الضغط قدر الإمكان على الآخر، في معركتين متباعدتين جغرافياً بأكثر من 300 كيلومتر. ومن الواضح أنّ المسافة بين المتفاوضين وشروطهما تبدو بعيدة للغاية، ما أدى لتعثر المحادثات، التي سبق أن فشلت جولة أولى منها قبل أقل من أسبوعين.
وفيما لم تعلن الأطراف المتفاوضة صراحة، حتى ظهر السبت، عن النقاط الخلافية التي أدت لحالة الاستعصاء السياسي، التي دعت للعودة إلى الميدان، أكدت مصادر من “المجلس المحلي لمدينة الزبداني” لـ”العربي الجديد”، أن “أهم البنود التي لم يجرِ التوافق عليها هي قضية إخراج المعتقلات من سجون نظام بشار الأسد”، بحيث رفض النظام وإيران شرط الإفراج عن آلاف المعتقلات.
وبحسب المصدر، فإن “خلافاً آخر حصل حول تأمين الفصائل لطريق خروجٍ من الفوعة نحو بلدة مورك (تقع بريف حماه الشمالي)، التي من المفترض أن تكون نقطة التسليم، وهو بند آخر لم يجر التوافق عليه أيضاً”.
بدوره، ذكر المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، أن “ما توفر من معلومات حول العملية التفاوضية، يشير إلى أن الإيرانيين وافقوا على أحد شروط “أحرار الشام” بإخلاء سبيل عدد كبير من المعتقلين والمعتقلات في سجون الأسد، لكن النظام رفض هذا الشرط، وهو عامل رئيسي في تعثر الاتفاق النهائي”.
وأضاف أبو زيد، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن “المفاوضين الإيرانيين طلبوا أن يخرج كل أهالي كفريا والفوعة عبر ممر آمن إلى مناطق سيطرة النظام، مقابل تأمين ممر مماثل لجميع الموجودين داخل الزبداني. فيما وافقت “أحرار الشام” فقط على أن يخرج من كفريا والفوعة جميع النساء والمسنين، والذكور الذين تقل أعمارهم فقط عن الخمس عشرة سنة، ورفضوا توفير طريقٍ لخروج من هم بعمر الشباب من الذكور لكونهم من المليشيات المسلحة”.
ورأى المسؤول في المعارضة السورية أنّ “المسافة كبيرة جداً بين حركة (أحرار الشام) والجانب الإيراني في عملية التفاوض نظراً لحساسية القضية بالنسبة للطرفين، ولأن طرح كل جانب لا يناسب الآخر إطلاقاً”، مضيفاً أن “الإيرانيين يريدون فرض شروطهم الهادفة لخلق تغيير ديمغرافي، وهو ما لا يناسب “الأحرار” وسيوقعهم بحرج كبير أمام السوريين”.
وفي حين تدحرجت الكرة جراء انقلاب طاولة المفاوضات، لتضغط على زناد المدافع والبنادق على الأرض مجدداً، فإن العملية برمتها تبقى مفتوحة على جميع السيناريوهات، خصوصاً أن التفوّق الحالي لحزب الله والنظام في إمكانية حسم معركة الزبداني عسكرياً، يقابله تفوّق مماثل للمعارضة في قدرتها على حسمٍ ليس بشاقٍ عليها في كفريا والفوعة، لكن يبدو أن الأطراف تجنبت في الفترة الماضية هذا الخيار، ولا يُعرف ما إذا كانت ستُقدم عليه في الأيام أو ربما الساعات المقبلة.
وفي إطار التطورات الميدانية في جبهات أخرى، سقط قتلى وجرحى، أمس، في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، إثر شن الطيران الحربي لغاراتٍ، شملت أيضاً عدة مناطق هناك.
وقال ناشطون في الغوطة لـ”العربي الجديد”، إن “طيران النظام الحربي شن أكثر من خمس عشرة غارة على بلدات مديرا، حمورية، حرستا، وعربين التي سقط فيها قتلى وجرحى”، فيما أكد مصدر في “المجلس الطبي لمدينة عربين” لـ”العربي الجديد”، أن “ثلاثة أشخاص قتلوا في الغارة التي استهدفت المدينة صباحاً، فضلاً عن سقوط عدد من الجرحى”.
إلى ذلك، أكد ناشطون بريف دمشق “مقتل العميد الركن في جيش النظام رئيف علي الحسن وعدد من مرافقيه، إثر نسف موكبه في عملية نوعية لحركة (أحرار الشام) بساحة العباسيين”، شرقي العاصمة، دمشق.
وحول آخر المستجدات الميدانية بريف إدلب، أكد الناشط الإعلامي هناك، عبد الرزاق الخليل لـ”العربي الجديد”، أنّ “عدّة غارات استهدفت كلاً من كفرنبل، معرة النعمان، جسر الشغور، التمانعة، وعين لاروز”.
ويأتي ذلك بعد ساعات من “استعادة قوات النظام سيطرتها على قرية خربة الناقوس بسهل الغاب، إثر شنهم هجوماً مدعوماً بغطاءٍ جوي ومدفعي كثيف منذ مساء أمس”، بحسب المصدر نفسه.
وكان “جيش الفتح” قد سيطر على هذه القرية في السادس والعشرين من الشهر الحالي، بعدما خسرها قبل ذلك بأيام، خلال معارك الكر والفر الدائرة في مناطق سهل الغاب الواقعة إلى الشرق من نهر العاصي، والذي تبعد ضفته الغربية حوالي 2 كيلومتر مربع عن معسكر جورين الاستراتيجي.
وفي سياق التطورات الميدانية، انفجرت سيارة مفخخة في مدينة حمص، التي تخضع لسيطرة النظام، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى. وفي حين قالت وكالة “سانا” التابعة للنظام إن “التفجير الإرهابي بسيارة مفخخة قرب دوار المواصلات القديم في حي الزهراء بمدينة حمص أدى لوقوع إصابات بين المواطنين”، أكد الناشط الإعلامي محمد الحميد لـ”العربي الجديد”، مقتل أربعة اشخاص وإصابة أكثر من عشرين في التفجير الذي وقع ظهراً ولم تتبنَّه أي جهة حتى الساعة.
داعش يكثف هجماته شمال حلب وغارات للتحالف على الرقة
حلب ـ وفا مصطفى
جدد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، مساء السبت، محاولاته للسيطرة على مناطق عدة بريف حلب الشمالي، في وقت شهدت فيه مدينة الرقة غارات لطيران التحالف الدوليّ.
وأوضحت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد” أنّ “تنظيم الدولة استهدف بسيارة مفخخة، يقودها انتحاريّ، مساء اليوم، طريق الشيخ عيسى، قرب مدينة تل رفعت، شمال حلب، ما أوقع خمسة قتلى من المدنيين، فضلاً عن دمار كبير في الأبنية السكنية”.
كذلك تمّكن مقاتلو لواء “السلطان مراد” التابع لغرفة عمليات “فتح حلب” من قتل عنصر لتنظيم داعش، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، أثناء محاولتهم التسلل من أطراف قرية حرجلة، إلى قرية حور.
واستهدف مقاتلو “فتح حلب”، وفق المصادر عينها، تجمعات تنظيم “داعش”، في قرية دلحة، بقذائف الدبابات، فيما تواصلت المواجهات بين الطرفين، على الجبهة نفسها.
بدوره، بثّ المكتب الإعلامي لما تسمّى “القبضة الأمنية في تل رفعت”، مقطعاً مصوّراً، يظهر ما قال إنّه اعترافات عنصر تابع لتنظيم داعش، أسره مقاتلو المعارضة أمس.
وذكر الأسير البالغ من العمر 16 عاماً أنّه كُلّف مع آخرين بينهم انتحاري، بالتوجه إلى بلدية الشيخ عيسى، لقتل عشرة مقاتلين من الجيش الحرّ، داعياً عناصر تنظيم داعش إلى الانشقاق عنه.
ويشهد ريف حلب الشمالي معارك عنيفة بين قوات المعارضة المسلّحة من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، بعد يومين، على هجوم واسع شنّه عناصر الأخير، في محاولة منهم لاقتحام مدينة مارع، إلى جانب قرى وبلدات مجاورة.
في سياق متصل، أفادت حملة “الرقة تذبح بصمت” أنّ “أربعة انفجارات عنيفة، هزّت مدينة الرقة مساء اليوم، نتجت عن غارات لطيران التحالف الدولي، واستهدفت مواقع لتنظيم داعش، بينها الملعب البلدي، فيما طاولت غارتان أطراف المدينة”.
وأضافت الحملة أنّ “طائرة بلا طيار، استهدفت سيارة لتنظيم داعش قرب البانوراما”، من دون معلومات عن حجم الخسائر.
إلى ذلك، قال “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، في بيان اليوم، إنّه وبعد التخطيط والإعداد الدقيق، والذي قام به مقاتلو لواء فجر الأمة، على جبهات حرستا عامة وجبهة إدارة المركبات وحي العجمي خاصة، تم تشكيل غرفة عمليات عسكرية ضمت كلاً من الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة، لتنطلق معركة “إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ”.
وبحسب البيان، فإنّ المعركة، حققت إنجازات عدة، بينها، تحرير معظم أبنية حي العجمي، بما فيها مخفر مدينة حرستا ومنطقة الكوع، تزامناً مع محاولة مقاتلي فيلق الرحمن وجيش الإسلام، اقتحام بعض المباني في إدارة المركبات وتحرير بعض النقاط.
حي جوبر الدمشقي.. ما بقي ومازال في طور الزوال
سامر مختار
لا يبدو حيّ جوبر في مدينة دمشق اليوم واضح المعالم، ولم يستطع أغلب أهالي الحي الصمود كثيرًا تحت آلة القصف، نظرًا لموقع الحيّ الحساس بالنسبة للنظام السوري، والمعارضة الموجودة على الأرض، إذ يُعدّ الحيّ أحد المداخل الرئيسية لمركز المدينة بالنسبة للمعارضة المتواجدة في الغوطة الشرقية. لهذا السبب كان الصراع على هذا الحي بالغ الشراسة، وما تسبب إلى نزوحٍ جماعي لأهالي الحي، منذ بداية عام 2012 حيث بدأ النظام بقصف المدينة من الطائرات المروحية، قبل أن يتطور الصراع على الأرض، ويتم قصف المدينة على مدار الأعوام 2013 و 2014 و2015 بطائرات الميغ، وبالصورايخ، بالإضافة إلى قصف المدينة بالكيماوي.
وفي مراقبة للصور الفوتوغرافية التي يتم إلتقاطها من قبل الناشطين لحي جوبر الدمشقي، تبدو أغلب الصور خالية من العنصر البشري تمامًا، باستثناء الصور التي تأتي بعد حدوث مجزرة، ليظهر العنصر البشري على شكل جثة مدماة، أو بشر يحتضرون، أو صور لبشر يختنقون بالغازات السامة إثر القصف بغاز الكلور أو غاز السارين. أما عدا ذلك تأتي مئات الصور صامتة، تؤرخ للحرائق، والدخان من المباني مدمرة، أو لأحجار أفقدها صاروخ عاجل تراكمها التراتبي والهندسي وأحالها إلى قبرٍ عملاق من ركام.
وهذه المدينة التي تلعب الصورة الفوتوغرافية فيها اليوم دور الموثق لخرابها، تبدو ملامح الحيّ شبه ممحوة، حتى الصور التي ألتقطت لـ”شارع الإصمعي” والذي يعدّ صورةً مصغرةً عن سوق الحميدية في دمشق. إذ كان هذا الشارع الطويل سوقًا حيويًا للحي، لكثرة المحلات التجارية فيه، وتنوعها، بدءًا من محلات الملابس والأقمشة، ومحلات الأكل التي تبرز عند مدخله، إنتهاءًا بمسجد جوبر الكبير أو مسجد الأصمعي – نسبة للشاعر عالم اللغة الشهير عبد الملك الأصمعي – وهو مسجد أثري ومن أقدم مساجد الحي، والذي يحيطه من كل جوانبه سوقًا صغيرًا، يسمونه أهالي الحي بسوق البزورية، هو أيضًا صورةً مصغرةً عن سوق البزورية الشهير في مدينة دمشق القديمة. ليبدو أكثر شارعًا حيويًا في حي جوبر فارغًا إلا من الدمار.
معروفًا عن حي جوبر شهرته في صناعات حرفية عديدة؛ منها النقش على النحاس، والنجارة بكافة أنوعها، وتجارة الأخشاب، ومعامل تلبيس الذهب والفضة، ومعامل الألبسة، والتي كانت أشهرها معامل تصنيع العباءات والمانطوهات، كما يوجد هناك سوق شهير يدعى “سوق المانطو”. إلا أن الصور الفوتوغرافية التي ألتقطت أواخر عام 2014 تُظهر ليس فقط إختفاء البشر، وصمود وتكاثر مقابرها، بل أيضًا تظهر “العباءة السوداء” الوحيدة المهيمنة على صورة المدينة؛ أبنية وشوارع ومحلات أحالتها الصواريخ وكثافة القصف إلى سواد متفحم.
تعجز الصورة الفوتغرافية اليوم أن تقتنص صورة للحياة هناك، الحي الذي كان أهله من أوائل من انتفضوا بمظاهرات سلمية ببداية الثورة السورية، تم سحقها مثل كثير من المدن والأحياء السورية التي شارك أهلها بالمظاهرات.
مصير الحي أن يكون بمثابة المنطقة الفاصلة بين العاصمة دمشق وريفها – أُتبعت منطقة جوبر منذ عام 1968 إلى محافظة دمشق لإعتبارها منطقةً استراتيجية للمدينة – وباعتبار هذا الحي بوابة لريف المدينة من جهة، ومدخل لمركزها من جهة أخرى، كان أهلها وقاطنيها عرضة للخطف والإعتقال كيفما اتجهوا. فكان الذاهب إلى الريف من خلال “جسر زملكا” – حي زملكا هو أول حي بريف دمشق بعد حي جوبر مباشرةً ويفصل بينهما جسر -سيتعرض للإعتقال من خلال الحاجز الأمني الذي كان متواجد في عامي 2011، 2012، وإن كان متجًا للمدينة سيتقبله أيضًا الحاجز الأمني المتواجد في نهاية شارع الخرار، باتجاه ساحة العباسيين.
ذاع صيت الحي أكثر عندما تعرض المعبد اليهودي المتواجد في الحي للدمار والنهب في عام 2013، والذي يعد من أقدم المعابد اليهودية في العالم، كما يحتوي المعبد على أقدم توراة في العالم، وفيه مقام النبي إلياس، والنبي خضر. لتتجه بعد تلك الحادثة أنظار العالم إلى الحي الذي كان يبلغ عدد سكانه في آخر إحصائية أجريت في عام 2008 ل 300.000 نسمة، نزح معظم سكانه إلى خارجه.
تبقى اليوم الصورة التي ألتقطت من فتحة جدار أحدثتها قذيفة عابرة، تجمع عنصرين مختلفين من الأحجار صالحة للعنصر البشري في مرحلتي الحياة والموت، وهو صورة لأطول وأحدث عمارتين في الحي؛ عليهم آثار الدمار والحرائق والنوافذ المتفحمة والفارغة، وأقدم مقبرة في الحي، المعروفة بأسم مقبرة جوبر القديمة، لتختصر تلك الصورة ما بقي من حي جوبر، وما زال في طور الزوال.
ضم تل أبيض لـ”الإدارة الذاتية” الكردية..إجراء مؤقت أم نهائي؟
عقيل حسين
أتمت “الإدارة الذاتية” للمناطق الكردية في سوريا، البروتوكولات النهائية لضم مدينة تل أبيض “كري سبي” التابعة لمحافظة الرقة، إلى مقاطعة عين العرب “كوباني”. قرار قد يُمثل خطوة جديدة على طريق انشاء الإقليم الكردي في سوريا.
لكن مسؤولين في “الإدارة الذاتية”، وحزب “الاتحاد الديموقراطي” الجناح السوري لحزب “العمال الكردستاني” وأكبر القوى المشكلة للإدارة، نفوا أن يكون الهدف من القرار، فرض أمر واقع جديد في المنطقة، وأكدوا أنه إجراء مؤقت، اتخذ بناء على طلب “أهالي المدينة” لضبط الأمن فيها، وتوفير الخدمات لها.
وعلى الرغم من أن “لواء ثوار الرقة”، المتحالف مع “وحدات الحماية” -الذراع العسكرية لحزب “الاتحاد الديموقراطي”- ضمن غرفة عمليات “بركان الفرات”، لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، أكد في بيان أصدره الأربعاء، رفضه أي تغيير في التقسيمات الإدارية لمحافظة الرقة، إلا أنه لا يبدو أن لدى الجيش الحر، القدرة الكافية على اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذا المخطط المحتمل، حيث اكتفت بعض مجموعاته بالانسحاب من القتال.
قيادة “لواء ثوار الرقة” قالت لـ”المدن” إن “وحدات الحماية” لا يمكن أن تتجاهل مخاوف ومطالب اللواء، ومجموعات الجيش الحر الأخرى، في ما يتعلق بالتغيرات الإدارية في المنطقة، وإن “الإدارة الذاتية” أبلغتهم تطمينات بهذا الخصوص.
وأضاف مكتب “لواء ثوار الرقة” الإعلامي، إن اللواء أكد على رفضه هذا القرار رفضاً قاطعاً، وإن “الإدارة الذاتية” أكدت لهم أنه مجرد إجراء مؤقت، الهدف منه تنظيم وإدارة المدينة، الى حين استكمال تحرير محافظة الرقة بشكل كامل، وأنه جاء بطلب من وجهاء المدينة.
وجدد اللواء موقفه المبدئي برفض أي مشروع تقسيمي للدولة السورية، وأنه سيواجه أي خطة بهذا الشأن. وتبدي مختلف الأطراف، المحلية منها والاقليمية، وخاصة تركيا، تخوفها من سعي حزب “الاتحاد الديموقراطي” الذي يقوده صالح المسلم، لإنشاء دويلة كردية شمالي سوريا.
القيادي في “الاتحاد الديموقراطي” إبراهيم محمد، أوضح في تصريح له أن “الحزب ليس هو من ضم تل أبيض إلى الإدارة الذاتية، بل الإدارة نفسها هي من اتخذت هذا القرار، بناء على رغبة أهالي المدينة”.
لكن ناشطين وقادة في الجيش الحر من أبناء المنطقة قالوا إن “مجلس أعيان مدينة تل أبيض” المُشكل حديثاً بغطاء من “الإدارة الذاتية”، لا يمثل جميع أبناء المدينة، وإنه خاضع لسيطرة هذه الإدارة، مستغربين في الوقت ذاته، أن يتم إلحاق تل أبيض، بكانتون عين العرب “كوباني”، رغم أن الأخيرة مدمرة وأصغر من مدينتهم، الأمر الذي يؤكد، من وجهة نظرهم، “أن الهدف من هذا القرار، هو ضم تل أبيض إلى الاقليم الكردي المحتمل، خاصة وأن مخطط هذا الإقليم يشمل وبشكل صريح، مدينة المدينة ذات الغالبية السكانية العربية”.
ورغم تجنب المسؤولين في حزب “الاتحاد الديموقراطي” و”الإدارة الذاتية” التابعة له، أي ذكر لإلحاق المدينة بمقاطعة عين العرب “كوباني”، وهي إحدى المقاطعات الثلاث التي يتشكل منها الاقليم الكردي المحتمل، بناء على التقسيمات التي أقرتها الإدارة الذاتية للمناطق الكردية في سوريا، إلا أن القيادي في “التجمع الديموقراطي” الكردي عمر علوش، أكد أن عين العرب “كوباني”، مقاطعة فيها مؤسسات خدمية وتنظيمية، على عكس مدينة تل أبيض. وقال علوش لـ”المدن” إنه ورغم الدمار الذي تعرضت له عين العرب، لكنها تشكل اليوم “كانتوناً متكاملاً، يحتوي مؤسسات إدارية لها ميزانية مالية، وتقوم بدورها في تخديم المدينة، على عكس مدينة تل أبيض، التي ليس فيها حالياً مقومات لتكون مستقلة إدارياً، لا من حيث الموازنة ولا من حيث الدفاع والأمن”.
وجدد علوش نفي أن يكون قرار “مجلس أعيان المدينة”، ضم تل أبيض إلى الإدارة الذاتية، جاء بطلب من القوات الكردية أو بضغط منها. وأكد أن هذا المجلس يمثل مختلف المكونات في المدينة، وأن فيه ممثلين عن العرب والأكراد والتركمان، وبقية المكونات الأخرى.
ويتهم الكثيرون تنظيم “الدولة الإسلامية” بالتواطؤ لتسهيل سيطرة “وحدات الحماية” الكردية، على المناطق التي ترغب في انشاء إقليم كردي فيها، في شمال وشمال شرق سوريا، حيث تنسحب قوات التنظيم بشكل متواصل من هذه المناطق، لصالح القوات الكردية، المدعومة من التحالف الدولي.
كما يحمّل هؤلاء، الفصائل الثورية المسؤولية، بسبب عدم المشاركة بفاعلية في تحرير هذه المناطق، أو تقديم الدعم لمجموعات الجيش الحر فيها، ما يجعل هذه المجموعات، عاجزة عن تحقيق التوازن مع القوات الكردية، التي يقولون إنها اتخذت قراراً جديداً، بضم ناحية سلوك، التابعة لريف الرقة إلى مدينة رأس العين، وهو ما نفته الإدارة الذاتية الكردية لـ”المدن”.
تظاهرة حاشدة هادئة.. انتهت بشغب في رياض الصلح
في تقديرات المنظمين تجاوز عدد المشاركين في تظاهرة اليوم المئة ألف شخص، وهذا ما اعتبروه “انتصاراً” لهم، وقوة ضغط على الحكومة التي أمهلتها “طلعت ريحتكم” 72 ساعة للاستجابة للمطالب وإلا ستتوجه الحملة الى التصعيد الثلاثاء المقبل. لكن اليوم السابع، لم ينته كما تمنت حملة “طلعت ريحتكم”، التي دعت منذ الساعة التاسعة والنصف مساءاً المتظاهرين للانسحاب من ساحة رياض الصلح، بعد ان عاد إليها المتظاهرون من ساحة الشهداء. اذ عمد بعض الشبان إلى تجاوز الشريط الشائك الأول والثاني اللذين وضعتهما القوى الأمنية، صباح السبت، أمام السراي الحكومي، وإشعال النار فيهما.
لكن هذه المرة لم ترد القوى الأمنية بعنف كما في المرات السابقة، مكتفية بإصدار بيانات تناشد فيها “المواطنين السلميين، مغادرة ساحة رياض الصلح، بعد تمكن المشاغبين من تخريب الحاجز الشائك الثاني”، معلنة انها “ستعمل على معالجة الوضع بالطرق المناسبة”. وهذا ما ترجم عملياً، في وقت متأخر، من خلال ملاحقة قوى مكافحة الشغب، التي تقدمت فجأة من شارع مواز للساحة، عدداً من الشبان، واخراج معظمهم من ساحة رياض الصلح، وتوقيف العشرات.
ومقارنة بالمرات السابقة، يبدو أسلوب القوى الأمنية في انهاء هذه التحركات هو نفسه، اذ تلجأ إلى الاعتقالات العشوائية بعد اعلان المجموعات المنظمة للحراك انسحابها من الشارع، حيث يكون عدد الموجودين في الساحة أقل. ولم يسجل اليوم إلا إصابة واحدة نقلها عناصر الدفاع المدني إلى احدى المستشفيات.
هدنة الزبداني انتهت.. الوفد الإيراني يرفض الضمانات
فشلت الأطراف المتفاوضة في تمديد هدنة الزبداني وقراها بريف دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب. وانتهت الهدنة التي بدأت الخميس الماضي، في السادسة من صباح السبت، من دون أن تتمكن حركة “أحرار الشام الإسلامية”، والوفد الإيراني، من تمديدها أو التقدم في الملفات التي تمت مناقشتها لتثبيت الهدنة بشكل دائم.
وكانت الساعات الماضية قد شهدت تضارباً في الأنباء عن تقدم حصل في المفاوضات، الأمر الذي نفته مصادر “المدن” في الزبداني، وأكدت أنه حتى عمليات إجلاء الجرحى من الزبداني لم تحصل كما نقلت وسائل الإعلام.
وتؤكد مصادر “المدن” على أن المساعي ما تزال متواصلة لإكمال المفاوضات بوساطات من دول إقليمية. ولفتت إلى أن العقبات الرئيسية في إنجاز التقدم كانت رفض الطرف الإيراني مطلب المعارضة بالإفراج عن 10 آلاف سيدة معتقلة في سجون النظام، الأمر الذي دفع بالمعارضة إلى التنازل عن أكثر من نصف الرقم، لكن أيضاً من دون جدوى.
وإضافة إلى المعتقلات، كان هناك فشل في التوصل إلى اتفاق حول إخلاء المسلحين، وذويهم، من المناطق المتفاوض عليها في ريف دمشق وريف إدلب، حيث يبلغ عدد المقاتلين الذين يخوضون المعركة في الزبداني حوالى 300، إلى جانب أكثر من 130 جريحاً في المستشفى الميداني. ورفض الوفد الإيراني، بحسب مصادر “المدن”، الضمانات التي قدمتها “أحرار الشام” له، لتأمين خروج آمن للمسلحين من كفريا والفوعة، بحجّة أن بعض الفصائل المنضوية في “جيش الفتح” قد لا تلتزم بعدم التعرض إليهم أثناء انتقالهم إلى مناطق في الساحل، لم توضّحها المصادر، وتوقّفت المفاوضات عند هذه النقطة، على أن يتم البحث مجدداً فيها.
وبحسب مصادر “المدن”، كان من المفترض، في ما لو نجحت الهدنة وأعلن عن تبيثتها بشكل نهائي، عودة المدنيين من المناطق التي نزحوا إليها إلى الزبداني، حيث أن المدينة فارغة من المدنيين، في مقابل أن لا يتم التعرض إلى المدنيين في كفريا والفوعة، الذين لم يطرح مقترح نقلهم إلى أي منطقة أخرى، لكن هذه النقطة أيضاً كانت موضع شكّ بالنسبة إلى الوفد الإيراني، وأخذ منها ذريعة في أن لا ضمانات تكفي لعدم تجدد استهداف المنطقتين من قبل المعارضة، أو منع دخول شاحنات الإغاثة إليهما.
يشار إلى أن قوات النظام وحزب الله بادرا إلى شن العمليات مجدداً في تمام الساعة السادسة من صباح السبت، موعد انتهاء الهدنة المؤقتة، حيث قصفت حواجزهما محيط الزبداني، والبلدات القريبة التي تحتضن نازحي المدينة، خصوصاً في مضايا وبقين، فيما، ردت قوات المعارضة على قصف النظام وحزب الله للزبداني وبلداتها، بقصف كفريا والفوعة.
كر وفر في سهل الغاب
منهل باريش
استعادت فصائل “جيش الفتح” السيطرة على عدد من القرى والبلدات الاستراتيجية في سهل الغاب، بعدما خسرتها للمرة الثالثة، في معارك توصف هناك بعمليات “الهجوم المباغت والاستعادة المباغتة” من قبل طرفي الصراع، في محاولة كل منهما لجعل المبادرة بيده.
الناشط الإعلامي التفتنازاوي، قال لـ”المدن”، إنّ فصائل المعارضة استعادت السيطرة مؤخراً على بلدة خربة الناقوس الاستراتيجية، بعدما خسرتها أكثر من مرة سابقاً، نتيجة الغارات الجوية لقوات النظام المكثّفة على البلدة.
وبحسب التفتنازاوي فإنّ تبادل طرفي الصراع على خربة الناقوس، يعود لكونها آخر نقطة نزاع شرقي نهر العاصي، عدا عن كونها المدخل الرئيسي لباقي القرى غير المسيطر عليها من قبل فصائل المعارضة. وكان “جيش الفتح” قد سيطر على خربة الناقوس، لأول مرة قبل يومين.
وتشير مصادر ميدانية لـ”المدن” إلى أنّ أهم المناطق الّتي استعادت فصائل المعارضة السيطرة عليها هي المشيك وواسط والزيارة وحاجز التنمية وصوامع المنصورة.
وتتمثّل فصائل المعارضة الّتي تشارك في معارك سهل الغاب بـ”جيش الفتح” المُشكّل من ائتلاف قوى جهادية وجهادية سلفية، بالإضافة لـ”فيلق الشام” المحسوب على الجيش السوري الحر، و”فرسان الحق” و”تجمع صقور الغاب” من الجيش السوري الحر، وهما من أهم الفصائل الّتي تقوم بإعطاب الآليات الثقيلة لقوات النظام في تلك المعارك، لامتلاكها صواريخ “تاو” الأميركية المضادة للدروع.
وتأتي استعادة فصائل المعارضة للسيطرة على تلك القرى والبلدات في سهل الغاب، بالتزامن مع تشديد قوات النظام قبضتّها العسكرية على عدد من مناطق السهل، ولعلّ أبرزها الحاكورة والجيد والرصيف وشطحة وتمانعة الغاب.
وتُعتبر تلك القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة قوات النظام ذات أهمية استراتيجية كونها مفتاح معسكر جورين، الذي يُعتبر من أهم معسكرات النظام في تلك المنطقة، بالإضافة إلى الحاضنة الشعبية الّتي تشكلّها تلك القرى للنظام السوري.
ومع اشتداد المعارك، نجحت فصائل المعارضة في أسر ضابطين من قوات النظام، أحدهما برتبة عقيد والآخر برتبة نقيب، كما يشير مدير مكتب العلاقات العامة في “فيلق الشام” أحمد الأحمد.
وتحاول فصائل المعارضة السيطرة على التلال الجبلية في سهل الغاب، من أجل ضمان استمرارية سيطرتها على المواقع التي كسبتها، حيث حشدت تلك الفصائل قواتها في الفترة الأخيرة للسيطرة على قرى جب الأحمر وقلعة ميرزا وناعور جورين. وذلك كون تلك القرى تقع على مدخل جورين الشمالي، أسفل جبال اللاذقية، وعلى الطريق بين جورين وجسر الشغور، وتطل على معسكر جورين الاستراتيجي. وكانت قوات النظام قد نصبت عدداً من مدافعها ودباباتها وقواعد صواريخ الكونكورس لتمنع أي تقدم محتمل لـ”جيش الفتح” باتجاه جورين من جهة الشمال.
ويقول القيادي في “حركة أحرار الشّام” أبو عمر، لـ”المدن”، إنّ السيطرة على جب الأحمر هي مقدمة للسيطرة على جورين، كونها واقعة على سفح الجبل، وتربض عليها مدفعية لقوات النظام، وقواعد صواريخ مضادة للدروع.
ويرى الناشط الإعلامي جابر البكري، أنّ اللاعبَيْن في معركة الغاب، هما دمى تتحرك من قبل أشخاص بالخارج ووسيلة ضغط على الأطراف السياسية قبل الدخول في مفاوضات جنيف. وذلك لأن انتهاء جورين ووقوعها بيد المعارضة، يعني هدم كل المخططات الخارجية ويفتح مرحلة جديدة من الأحداث، في معقل العلويين والمرشدين. البكري أكد أنّ التدخل العسكري الخارجي هو من سيحسم الأمر في الأخير.
ولا يبدو أن المعارك في سهل الغاب ستحسم في الفترة القريبة، كونّها ذات طبيعة خاصة، تتنوع ما بين السهل والجبل، وتمثّل بُعداً استراتيجياً بالنسبة لفصائل المعارضة، حيث أن السيطرة عليها تمكّنها من استلام زمام المبادرة في معركتي الساحل وحماة.
ويتمسك النظام السوري، بسهل الغاب، ويحاول بشتى الوسائل منع سقوطه في يد فصائل المعارضة، كون السهل يُعتبر الظهر الذي يحمي معاقل النظام في الساحل، ويضم الشريحة الموالية المتبقية له في البلاد. النظام استقدم -كما تذكر مصادر في المعارضة- أفضل الفرق العسكرية التابعة له، فضلاً عن الميلشيات الشيعية، وكثّف من طلعاته الجوية، ورمي البراميل والألغام البحرية لإعاقة تقدّم معارضيه.
ويستغل “جيش الفتح” معركة مطار أبو الظهور التي بدأتها “جبهة النصرة” للسيطرة على المطار العسكري. فتشتيت القوة الجوية للنظام في المعركتين خفف من الطلعات الجوية في سهل الغاب ما سمح بتقدم سريع للمعارضة.
وفي حال سيطرت قوات المعارضة على جورين، فذلك يعني أن الطريق سالكة إلى مصيف صلنفة. ولن يتبقى أمام “جيش الفتح” سوى ما يسمى محلياً بـ”الخراب” وهما قريتان صغيرتان: خراب قيطاز وخراب الشيخ، غربي جورين، وذلك قبل أن تبدأ معركة صلنفة المنتظرة، حيث يقع القصر الجمهوري، ثاني أكبر قصور بشار الأسد في الساحل السوري.
“رحلة” السوريين إلى أوروبا: مواجهة الموت و”الإبتزاز”
عرف السوريون عمليات الهجرة الى أوروبا منذ بداية الاحداث في البلاد، الا ان تصاعد حدة الدمار والقتل، رفعت من نسبة هذه الهجرة، وارتفعت معها معدلات الموت، وكل ذلك بهدف الوصول الى حياة كريمة بعيداً عن القتل والتشرّد.
قصص كثيرة تروى عما يتعرض له السوريون في رحلات الهجرة التي أصبحت الخيار الأخير للكثيرين منهم، هرباً من الظروف المعيشية والأمنية الصعبة داخل بلادهم، حيث صرفوا كل أموالهم مقابل رحلة تؤمن وصولهم إلى الخارج.
يتحدث عمر السيد لـ”المدن”، عن تجربته المبكرة في الانتقال إلى أوروبا، حيث أقام في ليبيا لمدة سنتين وعندما توترت الأوضاع هناك، “قررت السفر إلى السويد عن طريق البحر وحينها كانت الأمور المادية أكثر يسراَ من الآن. وكلفتني الرحلة البحرية 1000 دولار و1000 يورو إضافية لاحقاً لضمان الوصول إلى السويد كما دفعت مبلغا مماثلا عن زوجتي أما ابني فلم يكلفني أي مبلغ لأنه كان دون السنتين”. ولا تقتصر المعاناة على عملية السفر، فالسوريون “يصابون بالاحباط عند وصولهم الى الدول الاوروبية، حيث يواجهون أزمة ترتيب أمورهم الذي يحتاج الى وقت طويل، لجهة تأمين العمل والاوراق الرسمية المطلوبة”.
ولعمليات النصب والاحتيال حصتها في عملية الهجرة، فمع بداية الرحلات، “تكون كلفة الهجرة مثلاً 2500 يورو، لكن الكلفة ترتفع الى 3000 يورو جراء عمليات النصب”، وفق ما يؤكده لـ”المدن” المواطن عمر الجوخدار، الذي اضطر الى الاستدانة وبيع ذهب لتأمين المبالغ المطلوبة للوصول الى بودابست. وعادة لا يتوقع المهاجرون عمليات النصب، خصوصاً بعد انطلاق الرحلة، لكن لدى الوصول الى البلد المنشود، تتم عملية النصب، لاسيما بعد وصول المهاجرين الى غابات او اماكن نائية حيث يسهل ابتزازهم.
وبالتزامن مع حركة الهجرة هذه، بدأ العديد من مكاتب السفر بتقديم الخدمات عن طريق تنظيم رحلات ذات وجهات متعددة. يقول هيثم، صاحب مكتب “الهيثم” لخدمات السفر إلى أوروبا، ان “غالبية المهاجرين من الشباب الفارين من ورطة الحرب أو خدمة الجيش، لاسيما من هم بعمر 18-20 سنة”. وخدمات السفر شهدت تغيّرات في شروطها، فرضتها الازمات المتتالية التي شهدتها عمليات التهريب، وعليه “أصبح المهربون يتفادون نقل العائلات التي لديها أطفال، لأن كثرة الاطفال تزيد من اعباء الرحلة، وترفع من نسبة حصول أذى وسقوط ضحايا”.
ويشير هيثم، الى انه “حتى الآن لم تقع حادثة غرق من خلال الرحلات التي قمنا بتسييرها، وما نلاحظه دائماً بأن خفر السواحل التركية واليونانية يراقبون كل شيء وينتقون بعض الرحلات لكي يوقفوها ويقوموا بعملية إنقاذ سريع بعد اي طارئ، إما مباشرة دون اعلام احد أو عبر تبليغ المهرب بذلك، فخطوط الهاتف التركية تبقى تعمل في البحر وصولا الى اليونان، ويتواصل المسافرون مع المهرب ومعنا ومع أهاليهم، وعند توقف المحرك نتيجة عطل ما يوجهون انذارا وخلال عشر دقائق قد تصل النجدة. وحتى في حال حدوث اعطال في المراكب يتدخل الخفر لمعالجة الامر، واحياناً يأخذون المراكب، واحياناً اخرى يعيدونها الى اصحابها”.
عمليات الهجرة تستمر رغم المخاطر والكلفة المرتفعة، وتقدر المنظمة الدولية للهجرة بأن عدد اللاجئين الفارين نحو أوروبا سيبلغ 250 ألف لاجئ، بنهاية شهر آب/ أغسطس الجاري، نصف هؤلاء تقريباً أي نحو 125 ألفاً من السوريين، ويُصنف العام 2015 بأنه عام هروب السوريين من بلدهم، بمئات الآلاف، وبمعدل مرتفع لم يسبق لكل السنوات الماضية أن تجاوزته. وتقول الإحصاءات ان اليونان وحدها شهدت زيادة بمقدار 750% في عدد الوافدين إليها مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ألمانيا… تعبئة من أجل اللاجئين بمشاركة الإعلام
إيلاف- متابعة
يواجهها بردود فعل رافضة تصل أحيانا إلى حد العنف
برلين: بعد أسبوع شهد عدة أحداث معادية للاجانب استهدفت لاجئين في المانيا، جرت تعبئة تاييدا لهم في هذا البلد شملت وسائل اعلام وشخصيات، حرصا على اظهار وجه اخر لالمانيا منفتح على استقبال المهاجرين.
وعنونت صحيفة بيلد الشعبية الاكثر انتشارا في اوروبا “اننا نساعد” مطلقة “عملية مساعدة كبرى” من اجل اللاجئين “لاظهار ان المعادين للاجانب لا يزعقون باسمنا”. وتواجه المانيا تدفقا غير مسبوق من اللاجئين ويتوقع المكتب الفدرالي المشرف على هذا الملف توافد 800 الف طالب لجوء خلال العام 2015.
وتصطدم حركة التدفق هذه وضرورة فتح مراكز استقبال في جميع انحاء البلاد لمواجهتها بردود فعل رافضة تصل احيانا الى حد العنف ولا سيما في شرق البلاد.
عنف مفتعل
وشهدت المانيا خلال الاسبوع سلسلة احداث من حرائق مفتعلة وتهديدات واعتداءات وحتى تظاهرات كما في هايديناو في ساكسونيا شرق البلاد، ما حمل المستشارة انغيلا ميركل على القيام باول زيارة لها الى مركز لاستقبال اللاجئين في هذه المدينة الصغيرة التي جرت فيها صدامات بين الشرطة وناشطين من اليمين المتطرف.
ومن المتوقع ان تتناول المستشارة مجددا هذا الموضوع خلال مؤتمر صحافي الاثنين. وعلى غرار صحيفة بيلد، اتخذت عدة وسائل اعلام اخرى مثل الاسبوعية دير شبيغل او صحيفة ميونيخ الكبرى سودويتشه تسايتونغ مواقف ملتزمة حيال المهاجرين.
قاتمة أم مشرقة؟
وصدرت دير شبيغل السبت بغلاف مزدوج، الاول يعرض “المانيا القاتمة” وعليه صورة لمركز لاجئين تشتعل فيه النيران، والثاني يعرض “المانيا المشرقة” ويظهر عليه اطفال لاجئون يلعبون بالكرة في الهواء الطلق.
وكتبت الاسبوعية “يعود لنا نحن ان نحدد كيف نريد ان نعيش، امامنا خيار”، فيما عرضت صحيفة سودويتشه تسايتونغ على قرائها العازمين على التحرك حيال هذه المسالة ارشادات عملية لتقديم الملابس والمواد الغذائية وغيرها للاجئين.
وقال بطل العالم في كرة القدم لاعب الوسط في فريق ريال مدريد توني كروس في تصريحات نقلتها الصحافة “اعزائي اللاجئين، امر جيد ان تكونوا هنا، لان ذلك يسمح لنا بالتثبت من نوعية قيمنا واظهار احترامنا للاخرين”.
واتخذت شخصيات اخرى ايضا مواقف من هذه المسالة وبينهم تيل شفايغر نجم السينما الالماني الذي وضع منزله تحت الحراسة بعد تسلل مجهولين الى حديقته. ودعا مغني الروك اودو ليندنبرغ الى تنظيم حفل موسيقي ضخم “للاحتفال بثقافة الاستقبال” في المانيا، من المحتمل ان يجري في 4 تشرين الاول/اكتوبر في برلين.
ذكرى الماضي
وهذه التعبئة في بلد ما زالت تطغى عليه ذكرى ماضيه النازي، تذكر بحملات اخرى جرت في السابق عند وقوع احداث عنصرية. ففي العام 2000، دعا المستشار السابق الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر الى “انتفاضة للشرفاء” بعد احراق كنيس في دوسلدورف (غرب).
وكتب وزير الداخلية توماس دي ميزيار السبت في صحيفة دي فيلت ان المانيا “بلد متسامح ومنفتح”.
وفي افتتاحية بعنوان “ما نحن عليه” عرضت الصحيفة المحافظة وجهة نظر متفائلة معتبرة انه بعيدا عن الاحداث المعادية للاجانب فان “حيوية الالتزام التطوعي تبدل وجه المانيا” التي “تعيد اكتشاف نفسها” من خلال “ثقافة الاستقبال” التي تنتهجها.
ورات دي فيلت ان هذه الحركة “تساهم في هذا التعريف الجديد للبلد بانه ارض هجرة” بعدما كانت المانيا المحافظة في عهد هلموت كول ترفض بشكل قاطع ان تحدد نفسها بهذه الصورة.
ثقافة الاستقبال
واظهر استطلاع للراي نشر نتائجه معهد بيرتلسمان في كانون الثاني/يناير ان “ثقافة الاستقبال” تتقدم في المانيا حيث ابدى 60% من المستطلعين استعدادهم لاستقبال اجانب مقابل 49% قبل ثلاث سنوات.
غير ان الدراسة اظهرت في المقابل ان المجتمع ما زال منقسما حول مسالة ما اذا كانت الهجرة تشكل فرصة للبلد واشارت اخيرا الى انه في المانيا الديموقراطية (الشرقية) سابقا، فان السكان اقل ميلا الى استقبال اجانب.
وجرت تظاهرة السبت في دريسدن عاصمة ساكسونيا (شرق) ومهد حركة بيغيدا المعادية للاسلام، دعا اليها “التحالف المعادي للنازيين” وشارك فيها الف شخص بحسب الشرطة، خمسة الاف بحسب المنظمين، ساروا خلف لافتة كتب عليها “ان نمنع اليوم مذابح الغد” في محاولة لتغيير هذه الصورة لمدينتهم.
وفي المساء التقى مئات المتظاهرين في هايديناو على مسافة بضعة كيلومترات ورقصوا في الشارع مع اللاجئين وسط مكثف للشرطة.
خلافات بين «الأسد» والوفد الإيراني تطيح بهدنة الزبداني
انهارت الهدنة في مدينة الزبداني شمال غربي دمشق قرب حدود لبنان وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام السوري في ريف إدلب قرب حدود تركيا، وسط أنباء عن خلافات بين الوفد الإيراني ووفد دمشق، بحسب ما ذكرت صحيفة «الحياة» اللندنية.
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» بأن «خلافات حادة» ظهرت بين نظام «بشار الأسد» والوفد الإيراني أدت إلى فشل المفاوضات مع حركة أحرار الشام المعارضة لوقف إطلاق النار في الزبداني من جهة والفوعة وكفريا من جهة ثانية.
وأشارت إلى أن «الوفد الإيراني وافق على طلب إطلاق سراح آلاف المعتقلين بينهم نساء وأطفال محتجزون لدى النظام، لكن الأخير رفض ذلك ولم يستجب لطلبات إيران».
وبحسب الشبكة فإن «حركة أحرار الشام اشترطت السماح بخروج مَن هم دون سن 15 عاماً والنساء من أهالي الميليشيات (في الفوعة وكفريا)، الأمر الذي وافقت عليه إيران ورفضته الميليشيات الشيعية في الفوعة التي كان عناصرها يطمحون للخروج من الحصار».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باستئناف الاشتباكات والقصف مع انتهاء الهدنة التي اتفق عليها النظام و «حزب الله» من جهة ومقاتلو المعارضة من جهة ثانية الخميس الماضي.
وأكد «محمد أبو القاسم»، الأمين العام لـ «حزب التضامن» الذي فوضته الفصائل المقاتلة في الزبداني التفاوض باسمها، انتهاء الهدنة وفشل المفاوضات وعودة العمليات العسكرية إلى البلدات الثلاث.
وأشار أحد أعضاء المجلس المحلي للزبداني إلى تعرض بلدة مضايا (المجاورة للزبداني) لقصف عنيف صباح أمس بعد فشل المفاوضات.
وكانت هدنة مماثلة عُقدت في 12 أغسطس/آب في المناطق نفسها، لكنها انهارت بعد أن تم تمديدها إلى 72 ساعة، وكان الهدف منها إعطاء فرصة للمفاوضات للتوصل إلى هدنة أطول في الزبداني وقريتي كفريا والفوعة المحاصرتين.
وكانت الهدنة السابقة تهدف إلى تأمين انسحاب المقاتلين الغرباء من الزبداني مقابل خروج المدنيين من قريتي كفريا والفوعة، غير أن الوفد الإيراني أصر على إخلاء الزبداني بالكامل وخروج المدنيين والعسكريين؛ مما أفشل المفاوضات كما قالت حركة أحرار الشام، والتي رفضت أن يكون مصير أهالي الزبداني كمصير أهالي مدينة القصير التي كان حزب الله قد احتلها قبل عامين وهجّر أهلها جميعًا، وأسكن عوضًا عنهم عائلات شيعية.
“أحرار الشام” تتبنى اغتيال ضابطين ومرافقيهما
أكدت حركة أحرار الشام الإسلامية أن الكتيبة الأمنية التابعةَ لها اغتالت العميد الركن في الحرس الجمهوري السوري رئيف علي الحسن، والمساعد أول أبو شاهين، بالإضافة إلى خمسة من مرافقيهما، وذلك باستهداف سيارتيهما في ساحة العباسيين في العاصمة دمشق.
وبثت الحركة تسجيلا مصورا قالت إنه لعملية الاغتيال، وقالت إن العملية جاءت نصرة لمدينة الزبداني التي تشهد حملة عسكرية واسعة من قوات النظام ومسلحي حزب الله اللبناني، أدت إلى تهجير معظم سكانها.
في سياق متصل تجدد القصف على مدينة الزبداني بريف دمشق، وكل من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب (شمال البلاد)، وذلك بعد تعليق المفاوضات التي تجري في تركيا، بين حركة أحرار الشام والوفد الإيراني، بعد الاختلاف على بند يتعلق بإطلاق سراح معتقلات لدى النظام السوري.
وذكر مراسل الجزيرة نت بريف إدلب أحمد العكلة أن أحرار الشام قصفت كفريا والفوعة، بعشرات القذائف محلية الصنع منذ الصباح الباكر بعد انتهاء الهدنة.
وفي حمص قال مراسل الجزيرة إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 19 بحالات اختناق, جراء استهداف الأحياء الشمالية من مدينة الرستن بقذائف تحمل غازا ساما، رجح الأطباء أنه غاز الكلور، يأتي هذا عقب اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري على أطراف المدينة.
معارك حلب
وفي سياق الاشتباكات الدائرة في حلب بين تنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة السورية المسلحة، قال المكتب الإعلامي لما تـُسمى “ولاية حلب” التابعة للتنظيم، إن قواتها قتلت نحو عشرين من المعارضة المسلحة إثر تصديها لهجوم شنته المعارضة على قرية تلالين بريف حلب الشمالي.
وفرضت “غرفة عمليات حلب”، التي تضم أكبر فصائل المعارضة المسلحة في المحافظة، حظرا للتجوال في قرىً عدة بريف حلب واعتبرتها مناطق عسكرية، وعَـزَت ذلك إلى خطر استهداف تنظيم الدولة مواقع المعارضة بالسيارات الملغمة.
وقال مراسل الجزيرة في حلب إن 15 شخصا على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح، جراء استهداف تنظيم الدولة بسيارة ملغمة يقودها انتحاري مدخل مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.
وتشهد منطقة ريف حلب الشمالي معارك بين مقاتلي المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية، الذي قام بتفجير عدد من السيارات الملغمة خلال الأيام الأخيرة، أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص بينهم أطفال ونساء، في محاولة منه للتوغل في المناطق القريبة من الحدود السورية التركية.
الائتلاف السوري يدعو لنقل اللاجئين إلى مناطق آمنة مؤقتة
دبي – قناة العربية
وجه الائتلاف الوطني نداء عاجلاً يطالب من خلاله المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب السوري، والعمل على إنهاء أزمة المهجرين السوريين وإيجاد طرق لنقلهم إلى مناطق آمنة مؤقتة إلى حين عودتهم إلى ديارهم.
وطالب الائتلاف المجتمع الدولي بإدراك حجم مأساة اللاجئين السوريين التي تعتبر الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وضرورة التعامل مع الواقع وفق استراتيجية تحترم حقوق الإنسان.
كذلك دعا دول اللجوء بإحداث قوانين وتشريعات جديدة تسهل أمور اللاجئين وتمنع نظام الأسد من التضييق عليهم، مذكراً بضرورة تأمين الحماية الإنسانية والقانونية لهم.
تركيا تدخل حرب داعش وتقصف مواقع في سوريا
أنقرة – فرانس برس
أعلنت وزارة الخارجية التركية، السبت، أن طائرات تركية تشارك لأول مرة في ضربات للتحالف بقيادة أميركا ضد تنظيم داعش.
وشن الطيران التركي الجمعة غارات ضد داعش في سوريا، هي الأولى ضمن التحالف الدولي.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن المقاتلات التركية “باشرت شن عمليات مشتركة مع طائرات الائتلاف على أهداف لداعش الذي يشكل تهديدا كذلك لأمن بلادنا”.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء الماضي، أن أنقرة باتت جاهزة من الناحية التقنية للمشاركة في الغارات الجوية ضد داعش في سوريا والعراق.
وقال متحدث باسم البنتاغون إن “الولايات المتحدة وتركيا وضعتا اللمسات الأخيرة على التفاصيل التقنية للانضمام الكامل لتركيا” إلى العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف الدولي ضد المتطرفين.
وبموجب مشاركة أنقرة في الحرب ضد داعش، تنضم الطائرات الحربية التركية إلى منظومة القيادة الجوية (أيه تي أو) التي تشرف على غارات التحالف وتنسقها.
من جهة ثانية، أوضح البنتاغون أن المفاوضات بين واشنطن وأنقرة بشأن ضبط الحدود التركية-السورية لا تزال مستمرة، مشدداً على أنها لا تشمل إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، وهو مطلب تركي قديم العهد.
(تعبيرية) صربيا تستقبل أكثر من 42 ألف سوري في الأشهر الـ3 الماضية
دبي – قناة العربية
أكدت السلطات الصربية أنها استقبلت أكثر من 42 ألف مهاجر خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وتشير التقديرات إلى عبور نحو 3000 مهاجر سوري الحدود المقدونية يومياً، يتم نقلهم عبر حافلات إلى مخيم قريب من الحدود على دفعات. ويتم تسجيل بياناتهم وأخذ بصماتهم ومنحهم أوراقاً رسيمة، كإجراء لتنظيم ورصد أعداد المهاجرين الذين يدخلون الأراضي الصربية من مقدونيا.
من جهتها، أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين للأمم المتحدة في صربيا أن نحو 200 ألف مهاجر دخلوا الأراضي الصربية منذ بداية العام.
سوريا.. الائتلاف يطلب 40 استفسارا من دي مستورا
مبادرة المبعوث الدولي تقوم على عقد لقاءات تشاورية في الأمم المتحدة
اسطنبول – زيدان زنكلو
تواصل الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري اجتماعاتها في مدينة اسطنبول التركية لمناقشة مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا حول عقد لقاءت تشاورية حول سوريا في الأمم المتحدة، والرد عليها.
وأكدت مصادر للعربية.نت أن أعضاء الائتلاف يرتابون من بعض النقاط الغامضة في ورقة العمل التي قدمها دي مستورا لمجلس الأمن، ولاسيما فيما يخص مجموعات العمل الأربع التي اقترحها المبعوث الدولي وآلية تشكيلها والتمثيل فيها، وهل ستكون هيئة الحكم الانتقالية في أولويات المبادرة أم سيجري الالتفاف عليها.
وفي هذا السياق، أكد عضو الائتلاف، نصر الحريري، في تصريح للعربية.نت، أن “دي مستورا يعلم جيداً أنه لا يوجد توافق دولي للوصول إلى حل سياسي في المدى المنظور، لذلك يعمل على تحضير جلسة مفاوضات مستقبلية من خلال لقاءات تشاورية في الأمم المتحدة مدتها 3 أشهر، وتضم 4 مجموعات عمل”.
وتابع الحريري: “لهذا السبب عُقد اجتماع الهيئة العامة لبحث هذه العملية التي تعتبر قوى أنها تختلف عن بيان جنيف 1، وهذه المبادرة تحتاج إلى المزيد من الدراسات والتوضيحات، لذلك جهز الائتلاف رسالة تضم أكثر من 40 نقطة سيوجهها إلى دي مستورا وفريقه للإجابة عنها”.
بدوره أكد المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني، سالم المسلط، للعربية.نت، أن الائتلاف لن يعترض على أي مبادرة من شأنها إنهاء معاناة الشعب السوري، لكن لابد من مناقشة نقاطها، ومعرفة ما إذا كانت تستند إلى بيان جنيف 1 أم لا.
وقال المسلط إن “أهم ما يبحث عنه الائتلاف هي النقاط الأساسية في بيان جنيف 1، ولاسيما تشكيل هيئة حكم انتقالية من دون الأسد، فيما يبحث آخرون عن دور للأسد من دون صلاحيات أو بصلاحيات تشريفية، وهذا الموضوع غير مقبول بالنسبة للائتلاف”.
وبدأت الهيئة العامة للائتلاف اجتماعاً طارئاً أمس الجمعة يستمر لغاية الأحد المقبل، وناقش الأعضاء في الجلسة الأولى نتائج زيارة وفد الائتلاف إلى العاصمة الروسية موسكو ولقائه المسؤولين الروس، وكذلك استعرض نتائج اجتماعات الهيئة السياسية للائتلاف التي انتهت قبل أيام.
إخوان سوريا ينفون الاندماج مع تنظيم “أحرار الشام” ويعيدون تغريدات حول دور أمريكي بمنع سقوط النظام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قالت جماعة الإخوان المسلمين السورية في بيان لها نشره مكتبها الإعلامي، تعليقا على نشر خبر على أنّه “تصريح للجماعة” حول إعلان رغبتهم بالتكامل مع أحرار الشام إن أصل الكلام هو “حوار أجراه فضيلة المراقب العام، محمد حكمت وليد، مع صحيفة العهد التابعة للمكتب الإعلامي للجماعة. وقد تمّ اقتطاع جزء منه بصورة مخلّة ونشره على أنّه تصريح.”
وأضاف المكتب الإعلامي أن وليد كان قد سئل حول حركة أحرار الشام فرد بالقول: “أحرار الشام فصيل سوري كبير، وهو من أوائل الفصائل تشكّلاً على الساحة السورية العسكرية.. ونحن نرى أنّ ما بيننا وبينهم من القواسم المشتركة ما يجعلها أرضاً خصبة لتعاون كبير، وفرصة لخلق التكامل بين السياسي والعسكري.”
وأضاف المكتب أن وليد تابع بالقول: “هذه رؤيتنا مع جميع الفصائل السورية الفاعلة على اختلافها، وهو تنوّع إذا أحسن السوريون استثماره؛ سيفضي إلى عمل سوري مشترك يحقّق لهذا الشعب المظلوم ما يصبو إليه من آمال وتطلّعات لإقامة دولة يتساوى فيها الجميع وتحفّظ فيها الحقوق، وتصان الأنفس والأموال”.
ولفت المكتب إلى أن المراقب العام كان يتحدث عن “رؤية للتكامل ما بين السياسي والعسكري، وما بين الجماعة وبقيّة الفصائل على اختلافها وتنوّعها، ولم يقتصر الحديث على فصيل محدد.”
وبرز في سياق تعليق الجماعة على التطورات السياسية والعسكرية في سوريا إعادة تغريدها لتغريدات أطلقها عمر الزعبي من الجبهة الجنوبية في درعا تهاجم دور الولايات المتحدة بينها: “قبل ثمانية أشهر عندما كنا النصرة الفرقان والجبهة الجنوبية على أبواب الغوطة الغربية وكناكر وسعسع، طلبت الموك من الجيش الحر التوقف وإلا سيسحب التاو (صواريخ ضد الدروع).. قبل 8 أشهر هددت امريكا فصائل الجبهة الجنوبية بعدم فك الحصار عن الغوطة الغربية. فوالله لولا امريكا لكنا الان في داريا والمعضمية.”
وتابعت التغريدات بالقول: “الإصرار الأمريكي عن عدم فك الحصار عن داريا بالرغم من أنها تحت سيطرة المعتدلين حتى تسمح أمريكا للمخطط الشيطاني الإيراني بتهجير أهل السنة بدمشق.. والله والله أن المستشار الامريكي بالموك قال بالحرف الواحد: ١-شغل مع النصرة خلص مافي. ٢-فك حصار عّن الغوطة الغربية مافي. ٣- إسقاط نظام مافي.”
طائرات تركية تشارك لأول مرة مع التحالف في قصف الدولة الإسلامية
أنقرة (رويترز) – قالت وزارة الخارجية التركية إن طائرات تركية شاركت لأول مرة في ضربات جوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يوم الجمعة.
وكانت تركيا وافقت الشهر الماضي على فتح قواعدها الجوية ذات الأهمية الاستراتيجية أمام قوات التحالف إلا أنها لم تحرص على القيام بدور بارز في القتال ضد التنظيم خشية رد فعل عنيف.
وتأتي العملية بعد اتفاق مع الولايات المتحدة في 24 أغسطس آب بخصوص دور تركيا في الحملة ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق.
وقال بيان تركي يوم السبت “بدأت طائراتنا تنفذ الليلة الماضية عمليات جوية مع قوات التحالف ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والتي تمثل تهديدا لأمننا أيضا.”
وفي 24 يوليو تموز هاجمت طائرات حربية تركية أهدافا للدولة الإسلامية في سوريا لكن ذلك لم يكن ضمن عملية التحالف.
وتعليقا على الضربات الأخيرة أصدر بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بيانا أثنى فيه على مشاركة تركيا في جهود التحالف “لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية وهزيمته في نهاية المطاف”.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)