4979 ليلة وليلة/ غياث المدهون
إلى فرج بيرقدار الذي أنفق 14 عاماً في السجن.
4979
ليس رقماً لحسابٍ سريّ
ولا ناتجَ مُعادلةٍ من الدرجةِ الثالثة
أؤكِّدُ لكم أنَّه ليسَ رقماً اعتباطياً مُجرَّداً من الحكمةِ
أو نتيجةَ مُصادفةٍ صَنعتها دواليبُ اليانصيب
إنَّهُ رقمٌ لزج
لا يُشبهُ أرقامَ الموبايل أو لوحاتِ السيارات.
4979
يعني التكثيف المنظم للألم
خُلاصة الذئب.
يعني 119 ألف و496 ساعة
ويعني سبعة ملايين و169 ألف و760 دقيقة
ويعني أيضاً 430 مليون و185 ألف و600 ثانية.
أنْ تكسبَ 4979 يوماً
يعني أنْ تخسرَ ثلاث عشرة امرأة غير مشروعةٍ
وسبعاً وثلاثين علاقة عابرة
وطفلين لم يولدا
أنْ تكسبَ هذه الـ 4979 يوماً
يعني أن تخسر 465 ألف و328 خطوةً في أزقةِ الشامِ القديمة
و114 مجلس عزاءٍ تم بغيابكَ
و13 ألف و712 زجاجة بيرة
ثلاثٌ منها فاسدة.
يعني ألا يفوتكَ الباصُ 271 مرة
وألا تربحَ ثمنَ ورقةِ اليانصيبِ إحدى عشرة مرة.
4979
يعني أنْ يفوتكَ كأسُ العالمِ ثلاثَ مراتٍ ونصف
وليلةَ رأسِ السنةِ أربع عشرة مرةً
وانهيارَ الاتحادِ السوفيتي مرةً واحدة
تخيلْ
مرةً واحدةً فقط.
4979 يعني 4978 ليلةٍ وليلة
بلا شهرزاد
4978 ليلةٍ وليلة مع شهريار فقط
شهريار الذي فاتَكَ أنْ تحضُرَ موتَهُ أيضاً.
النهار اللبنانية
تموز 2010
هذه القصيدة كتبتها لفرج بيرقدار منتصف عام 2009، في 17 آذار 2010 وقبل نشرها في جريدة النهار بأربع أشهر، دعيت لقراءتها في حفل تكريم الشاعر فرج بيرقدار الذي أقامه نادي القلم العالمي في ستوكهولم، كنا ضيفين لا غير، شاعرين، شاعر شاب مغمور الذي هو أنا، والشاعر السويدي توماس ترانسترومر، قبل حصوله على جائزة نوبل للأداب بسنة واحدة، وهو من أهم شعراء التاريخ، المهم، هل يرضى أحد شعرائنا الكبار أن يقرأ شعره بأمسية مشتركة مع شاعر شاب؟ أتمنى لو يتعلم الشعراء العرب التواضع، وأن كل شاعر يمثله نصه وليس البرستيج التافه والغرور.