أحداث الجمعة 8 حزيران 2012
عبد الباسط سيدا.. شخصية كردية غير مشهورة مرشحة لقيادة المعارضة السورية
باريس- ا ف ب – ينتخب المجلس الوطني السوري في نهاية الاسبوع الجاري رئيسا جديدا له خلفا لبرهان غليون، يرجح ان يكون شخصية كردية غير مشهورة ستكون مهمتها توسيع وتوحيد اكبر تحالف للمعارضة وجعله اكثر فاعلية.
ووسط تحذيرات من تحول الازمة السورية الى حرب اهلية، يفترض ان تجتمع هيئات المجلس الوطني السوري الذي يضم اسلاميين وليبراليين ومستقلين، السبت والاحد في اسطنبول لاختيار رئيس له بعد استقالة غليون الذي ينتقده عدد من الناشطين.
وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن “توافق” لاختيار عبد الباسط سيدا وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس يوصف بأنه رجل “تصالحي” و”نزيه” و”مستقل”، ما لم تحدث مفاجأة.
وسيدا المولود في 1956 في عامودا المدينة ذات الاغلبية الكردية شمال شرق سورية ورئيس مكتب حقوق الانسان في المجلس، يحمل دكتوراه في الفلسفة ويقيم في السويد منذ فترة طويلة.
وقال المعارض جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي والمرشح السابق لرئاسة المجلس، “اعتقد انه يستطيع ان يحصل على موافقة كل مكونات المجلس، لديه علاقات جيدة مع الجميع”.
وواجه غليون الذي اختير رئيساً للمجلس في تشرين الاول/اكتوبر الماضي باعتباره شخصية قادرة على الجمع في المجلس الذي يضم عددا كبيرا من التيارات، واعيد انتخابه مرتين، انتقادات حادة بعدما سمح للاخوان المسلمين بشغل مكان اكبر من اللازم في المجلس.
كما اخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الارض.
وقال منذر ماخوس منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري في اوروبا ان “الاخوان يبقون مؤيدين لغليون. لكن نظرا لتطور الوضع ولان لجان التنسيق تعارضه من غير المرجح ان تمارس بعض الهيئات نفوذها لابقائه في منصبه”.
واضاف ان “سيدا لا يملك خبرة سياسية كبيرة وليس لديه تاريخ طويل في المعارضة. يجب العثور على شخص يلقى قبول الجميع”.
ويتميز سيدا بصفتي المعارض الذي “لا ينتمي الى اي حزب” و”الكردي المعتدل”.
من جهتها، قالت بسمة قضماني مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس “نظرا للصعوبة التي تواجهها الاحزاب في فرض مرشحها، انه يستفيد من وضعه كمستقل”.
واضافت ان سيدا “وفي جدًا لسورية وللقضية الكردية لكنه معتدل. هذه اذًا رسالة موجهة الى الاكراد والى كل الاقليات”.
وستكون مهمة الرئيس المقبل اصلاح المجلس لجعله محاورا يتمتع بالمصداقية في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون انهم لا يتمتعون بتمثيل كاف والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الارض لكنه لا ينسق مع المجلس، وفي نظر الاسرة الدولية.
وفي نهاية آذار/مارس اعترف معظم المعارضين السوريين بالمجلس الوطني “ممثلا رسميا” للشعب السوري. وفي نيسان/ابريل في الاجتماع الاخير “لاصدقاء الشعب السوري” تم الاعتراف بالمجلس “ممثلا شرعيا لكل السوريين”.
ومنذ انشائه، اعتبر المجلس غير فعال. فهو لم يقدم مساعدة كافية للناشطين ولم يقدم تمويلا او اسلحة او قدم القليل، للجيش السوري الحر الذي يمكن ان يلتفت الى مجموعات جهادية او اجنبية وينقطع نهائيا عن المعارضة.
واعترف غليون بنفسه بأن المجلس الذي يعاني من “انقسامات” بين الاسلاميين والعلمانيين، وبين المنفيين ومعارضي الداخل لم يكن “بمستوى تضحيات الشعب السوري”.
وقال جورج صبرا “يجب توسيع قاعدة المجلس الوطني السوري (…) علينا العمل كفريق والاصغاء لسورية الداخل الذي يريد تأثيرا اكبر على قرارات المجلس”.
المراقبون يدخلونها اليوم ودمشق تربطها باجتماع مجلس الأمن
القبير: مجزرة نفّذها الجيش و«الشبيحة» أم جريمة «إرهابية»؟
بعد حوالي أسبوعين من مجزرة الحولة في ريف حمص، وعلى مسافة لا تزيد عن 33 كيلومتراً شمالي الحولة، شهدت قرية مزرعة القبير الصغيرة في ريف حماه، مجزرة أسفرت أمس الأول، عن مقتل عشرات المواطنين بينهم أطفال ونساء، واحتراق منازل القرية بمن فيها من سكان معظمهم من عائلة واحدة، وتضاربت الروايات حولها.
وفي اسطنبول، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون غداة المجزرة أن «على (الرئيس السوري بشار) الاسد ان ينقل سلطته ويغادر سوريا». واضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو أن «العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه امس (الاول) في حماه امر غير مقبول»، فيما نددت وزارة الخارجية الروسية بالمجزرة الجديدة «الهمجية» معتبرة أنها «استفزاز» يهدف إلى «إفشال» خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «ندين بأشد العبارات اعمال العنف الهمجية في منطقة حماه»، مشيراً الى انه «من الضروري ان تستخدم الاطراف الاجنبية الضالعة في حل القضية السورية نفوذها لدى مجموعات المعارضة المسلحة التي تتناقض انشطتها التي تجددت أخيراً ودعواتها الى تدخل أجنبي مع خطة انان».
روايتان للمجزرة
وأكد الناشطون أنهم وثقوا أسماء 78 قتيلاً، متحدثين عن هجوم بالدبابات على القرية تلاه دخول «الشبيحة» بالسكاكين والأسلحة النارية إليها لقتل السكان وإحراق منازلهم، فيما نفت ذلك السلطات الرسمية، واتهمت «ارهابيين» بقتل 9 أشخاص في القرية. أما المراقبون الدوليون، فقد أعلن رئيس بعثتهم روبرت مود أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى القرية، لكن السلطات أكدت في الوقت نفسه عكس ذلك.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن إن 55 شخصاً على الاقل قتلوا أمس الأول، في مجزرة القبير معظمهم من عائلة واحدة. وقال عبد الرحمن إن «العدد الموثق لدينا بالأسماء حتى الآن (لضحايا مجزرة القبير) هو 49 شخصاً غالبيتهم من آل اليتيم»، مشيراً الى ان من بين القتلى «18 امراة وطفلاً»، لافتاً الى ان ستة قتلى سقطوا امس الاول كذلك في قرية جريجس بالقرب من القبير.
من جهته اعلن المجلس الوطني السوري ان ثمانين مدنياً بينهم 22 طفلا و20 امراة، قتلوا في القبير، داعياً على لسان المتحدث باسمه محمد سرميني «الجيش السوري الحر الى تصعيد هجماته العسكرية من أجل فك الحصار عن التجمعات السكانية المحاصرة وحماية السوريين في مختلف انحاء البلاد». ودعا «المجلس الوطني» «جميع أبناء الشعب السوري إلى الحداد العام وتصعيد الحراك المدني ليومين، احتجاجاً على مجزرتي القبير والحفة» في ريف اللاذقية.
من جهته، افاد الناشط احمد الاحمد عبر «سكايب» من ريف حماه، ان الناشطين «وثقوا بالأسماء مقتل 78 شخصاً نتيجة مجزرة القبير». واضاف ان الناشطين لم يتمكنوا من دخول بعض الأحياء بسبب تواجد الجيش النظامي فيها.
وقال أحد الناجين من مجزرة القبير إنه عاد إلى القرية الصغيرة ليجد فيها الجثث المتفحّمة بين ركام المنازل. وأوضح الرجل الذي قال إنه اختبأ بين أشجار الزيتون القريبة من القرية، أنه شاهد القوات النظامية ومسلحي «الشبيحة» يهاجمون قريته. وتابع قائلاً إن «دبابات الجيش حاصرت القرية وبدأت بقصفها بعد الظهر، قبل الدخول إليها بصحبة الشبيحة المسلحين بالسكاكين والعصي والبنادق».
وأوضح المزارع السوري أنه «كلما أطلق الجيش النيران على منطقة ما، تدخل قوات الامن والشبيحة إلى المنازل. سمعت طلقات نارية داخل 3 منازل، ثم رأيتهم يخرجون منها ويحرقونها… في باقي الحالات لم أتمكن من سماع شيء بسبب قصف الدبابات… بحلول الساعة الثامنة مساء كانوا قد انتهوا من كل شيء». ولم يكن من الممكن التأكد من رواية هذا المزارع، إلا أن عدداً من الناشطين قدموا روايات تعزز مصداقيته.
وقالت مصادر في المعارضة السورية إنه «عند الساعة الثانية ظهراً تحرّكت 3 دبابات تي 72 من جهة قرية المجدل ومن جهة قرية أصيلة باتجاه قرية معرزاف وبدأت القصف على قرية معرزاف وقرية صغيرة معظمها من عائلة اليتيم اسمها مزرعة القبير. وبعد القصف بساعة تقريباً اقتحمت سيارات وباصات عدة تحمل شبيحة من قرية اصيلة والقرى التي حولها واقتحموا القرية وبدأوا بذبح الأهالي وتهديم المنازل وحرق الجثث». وقال «ليث» الذي يعيش قرب قرية القبير «تنتشر على الارض جثث متفحمة لأطفال ونساء وبنات». ويعيش في القبير قرابة 150 من المزارعين ومربي الماشية. واضاف ليث بصوت متهدج «ما رأيته لا يمكن تصوره. انها مجزرة رهيبة… لقد تمت تصفيتهم وأحرقت جثثهم. لقد أخذوا جثث الشباب».
في المقابل، قال مصدر سوري رسمي في تصريح إعلامي إن «مجموعة مسلحة قامت صباح أمس (الأول) بارتكاب جريمة مروعة في مزرعة القبير ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والأطفال». وأضاف إنه «بعد وقوع الجريمة ناشد أهالي المزرعة السلطات المعنية في المحافظة التدخل لحمايتهم ووقف جرائم الإرهابيين فتوجهت الجهات المختصة إلى المزرعة المذكورة وداهمت وكر المجموعة المسلحة واشتبكت معها مما أدى إلى مقتل أفراد المجموعة ومصادرة أسلحتهم وشملت قواذف آر بي جي ورشاشات وقنابل يدوية».
وأضاف المصدر الرسمي أن «الاشتباك أسفر عن استشهاد عنصرين من الجهات المختصة وإصابة خمسة آخرين. وأنه لدى الكشف من قبل الطبيب الشرعي في المحافظة تبين أن عملية القتل تمت في الساعة العاشرة من صباح أمس (الأول) خلال وجود وتمركز المجموعة المسلحة في المزرعة». وربط المصدر بين «هذه الجريمة التي نفذها الإرهابيون» و«اجتماع مجلس الأمن واجتماعات دولية أخرى لاستغلالها بالضغط على سوريا والمتاجرة بدم الشعب السوري».
المراقبون
وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» إن «وفداً من فريق المراقبين الدوليين زار مزرعة القبير بريف حماه». غير أن الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين قال في بيان وفد المراقبين لم يتمكن بعد من الدخول الى مزرعة القبير. ولفت مود الى ان «عوامل عدة عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول الى مزرعة القبير من اجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية»، مشيراً الى ان «المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية ويجري توقيفهم عند حواجز تابعة للجيش السوري وفي بعض الأحيان يعادون أدراجهم. ويجري توقيف بعض دورياتنا من قبل المدنيين في المنطقة».
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة في سوريا إن المراقبين لم يتمكنوا من الوصول إلى مزرعة القبير، وأضافت إنهم سيعاودون المحاولة اليوم.
وكان التلفزيون السوري الرسمي أكد في شريط عاجل نقلاً عن مصدر رسمي ان «بعثة المراقبين دخلت الى مزرعة القبير بريف محردة التي شهدت جريمة ارتكبها الارهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والاطفال». ونفى المصدر ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول منع مراقبي الامم المتحدة من الدخول الى مزرعة القبير، مؤكداً ان هناك تسهيلات كاملة للمراقبين بحرية التحرك والانتقال الى اي مكان يختارونه.
(«السفير»، أ ف ب،
رويترز، أ ب، أ ش ا)
بان يتهم الأسد بـ«فقدان الشرعية»…ويتمسك بخطة أنان الجعفري: قتلى القبير سقطوا قبل خمس ساعات من الاشتباكات
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، خلال اجتماع الجمعية العامة للمنظمة الدولية حول سوريا أن الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته فقدا الشرعية، وخصوصا بعد المجازر «المروعة» التي وقعت في البلاد مؤخرا، داعيا المجتمع الدولي إلى الاستعداد لكل الاحتمالات، فيما دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى قيام مجلس الامن بـ«فرض الوقف الكامل لأعمال العنف ضد الشعب السوري»، مشددا في الوقت نفسه على أن الجامعة «لا تدعو» المجلس إلى الخيار العسكري.
في المقابل، قال المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري إن بلاده نفذت كل المطلوب منها ضمن خطة كوفي أنان، مؤكدا استعدادها للحوار مع المعارضة «الرافضة للتدخل الخارجي»، كما أكد أن مجزرة مزرعة القبير في ريف حماه تمت قبل خمس ساعات من أي اشتباك فيها، ونافيا أن تكون الصور التي عرضتها بعض الفضائيات عائدة لضحايا المجزرة. وأعلن الجعفري استعداد دمشق لاستقبال لجنة تحقيق من دول «معروفة بحياديتها ورفضها التدخل الخارجي في سوريا».
بان وأنان
وقال بان إنه «من الواضح أن الرئيس الأسد وحكومته فقدا كل شرعية، بعمليات الذبح …وإعدام الرجال والنساء وحتى الأطفال من مسافة قريبة»، وأضاف «نحن ندين هذه الوحشية التي لا توصف، ونجدد تصميمنا على تقديم المسؤولين عن ذلك للمساءلة»، مؤكدا أن «أولويات الأمم المتحدة إزاء سوريا تتمثل في الوقت الحالي في وقف العنف وحماية الشعب السوري وحقوقه، وتقديم المساعدات الانسانية للمحتاجين، والمضي قدما إلى حل سياسي للأزمة».
ونوه بان كي مون بأن «خطة أنان ما تزال محور هذه الجهود، لكن نظرا لتدهور الوضع أود أن أرحب بمزيد من المناقشات الدولية بشأن الطريقة التي يمكننا التصرف بها على نحو أكثر فعالية». واعترف بان كي مون بأنه «لا يمكن لأحد أن يتنبأ بتطور شكل الوضع في سوريا وأن المجتمع الدولي يتعين عليه أن يكون مستعدا لأي احتمال والتعامل مع العديد من السيناريوهات المحتملة». وقال «جيران سوريا في المنطقة يتحملون مسؤولية خاصة ويؤسفني أن الحكومة السورية لم تدعم الولاية المزدوجة لخطة أنان، ورفضت دخول نائب المبعوث الخاص المشترك ناصر القدوة كجزء من الوفد المفاوض الى أراضيها، وهذا أمر غير مقبول، ويجب على السلطات السورية تصحيح الوضع فورا».
وحث بان الرئيس السوري على «الاستجابة السريعة ومن دون قيد أو شرط لتنفيذ خطة السيد أنان والسماح لبعثة مراقبي الأمم المتحدة بالقيام بعملها، بسلام ومن دون تدخل أو تخويف».
من جهته، قال أنان «اعرب عن اشمئزازي وتنديدي اثر المجزرة الجديدة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين بينهم نساء واطفال» في قرية القبير. واضاف «تجب معاقبة المسؤولين. لا يمكن ان نسمح بان تصبح المجازر واقعا يوميا في سوريا»، مشيرا الى ان «الازمة تزداد تدهورا والعنف يتفاقم» في هذا البلد. وتابع قائلا «إذا لم تتغير الامور فان مستقبل (سوريا) سيكون بلا شك القمع الوحشي والعنف الطائفي وحربا أهلية كاملة»، مؤكدا ان «السوريين كافة سيكونون خاسرين».
وذكر انان بان المجتمع الدولي يدعم خطته بشكل موحد، ودعاه الى «رفع مستوى هذه الوحدة» و«التحرك بسرعة» لانهاء هذا العنف وحل الازمة السورية.
العربي
أما العربي فقال ان «الأزمة التي تعاني منها سوريا، اندلعت كثورة شعبية لها مطالب مشروعة مثلما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن والتي هي بالأساس شأن داخلي يعود لسوريا وحدها، ولا تهدد أمن سوريا فحسب، بل أمن المنطقة بأكملها والسلم الدولي أيضاً»، متمنياً ان «نمنح الأمل للشعب السوري لتحقيق طموحاته في الحرية، وغير مقبول ان يخذل المجتمع الدولي الشعب السوري في محنته»، لافتاً إلى ان «مصداقية الأمم المتحدة الآن هي على محك».
وأشار إلى ان «أعمال العنف مستمرة، وذلك في خرق لتعهدات سوريا لتنفيذ خطة أنان»، معتبراً ان «الحل يتمثل في البحث عن السبل الكفيلة لتحقيق وقف أعمال العنف»، داعياً إلى «وقف هذه الأعمال ووضع الأزمة السورية على مسار الحل السياسي السلمي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري بالوسائل السلمية».
وأشار العربي إلى «الجهود التي قامت بها جامعة الدول العربية لإيجاد حل سلمي للأزمة»، موضحاً انها «قدمت العديد من المبادرات التي دعت إلى قيام نظام سياسي تعددي يتساوى فيه السوريون وقرارات عدة بإيفاد مراقبين عرب إلى سوريا»، لافتاً إلى ان «كلها لم تفلح في وقف أعمال العنف، الأمر الذي فرض علينا اتخاذ عدة تدابير منها وقف مشاركتها في جامعة الدول العربية ومقاطعة اقتصادية».
ودعا العربي مجلس الأمن إلى «فرض الوقف الكامل لكافة أعمال العنف بحق الشعب السوري، ومنح المراقبين كافة الصلاحيات الضرورية لتوفير الحماية للمواطنين»، مؤكداً ان «الجامعة لا تدعو مجلس الأمن لاستخدام الخيار العسكري في سوريا».
الجعفري
في المقابل، قال الجعفري إن «جريمة قتل الأبرياء في القبير تمت قبل خمس ساعات من أي اشتباك وما نشر من صور على بعض الفضائيات كـ«الجزيرة» و«العربية» ليست صور ضحايا المجرزة وستقوم وسائل الإعلام السورية بنشر الصور الحقيقية للضحايا، ووسائل الاعلام التحريضية اعتادت نشر مثل هذه الأكاذيب قبيل اجتماعات مجلس الأمن».
وأضاف الجعفري أن «الحكومة السورية نفذت كل المطلوب منها في خطة أنان وهي مستعدة لإكمال ذلك وأبوابها مفتوحة لكل من يريد حواراً جاداً وإصلاحاً حقيقياً وهي مستعدة لبدء حوار جدي وليس لديها مشكلة مع المعارضة الرافضة للتدخل الخارجي. والحكومة تمد يد المصالحة الوطنية لكل القوى السياسية التي لم تتلطخ ايديها بالدماء للوصول إلى بر الأمان الذي ننشده جميعا».
وقال الجعفري إن «بعض الأطراف لا نسمع منها إلا التشكيك بخطة أنان وفشلها داعين إلى تدخل عسكري وبعض الأطراف العربية والإقليمية تدعم الإرهابيين وتحتضن فصائل سلفية جديدة لقتل السوريين». وأضاف مندوب سوريا أن «الدول التي تحتضن الارهابيين وتسهل جرائمهم في سوريا هي شريكة في سفك دم كل السوريين».
وتابع الجعفري قائلا إن «سوريا مستعدة لاستقبال لجنة تحقيق من دول معروفة بحياديتها ونزاهتها ورفضها للتدخل الخارجي بشؤون سوريا الداخلية».
روسيا وإيران
بدوره قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن «روسيا تعبر عن قلقها حول الوضع في سوريا وتدعو لتوخي الحذر لمعرفة من يرتكب الجرائم والمجازر فيها».
من جانبه، قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي إن «عدم التزام المجموعات الإرهابية المسلحة بوقف العنف يقوض خطة أنان». وأضاف «ندعو جميع الدول التي تقدم المال والسلاح للإرهابيين إلى التوقف عن ذلك».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)
ميليشيات الأسد السرية تبث الرعب في الانتفاضة السورية
عمان- (رويترز): يهبط شبان يغطي الوشم اذرعتهم ويحملون بنادق ايه كيه-47 من على التلال إلى القرى المحاصرة بالمدفعية السورية ويقتحمون المنازل ويذبحون النساء والاطفال او يضربونهم حتى الموت. ثم يغادرون القرى حاملين معهم الجثث لاخفاء آثار مذبحتهم.
تسمع روايات كهذه من شهود عيان ومعارضين بوتيرة متصاعدة في شمال ووسط سوريا معقل انتفاضة عمرها 15 شهرا ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي العادة يلقي النشطاء باللائمة على “الشبيحة” وهم أكثر معارضي الانتفاضة ضراوة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان وهي جماعة معارضة تقوم بتوثيق حملة الاسد العنيفة ضد الانتفاضة ان عناصر الشبيحة دخلوا قرية مزرعة القبير السنية الصغيرة يوم الاربعاء بعد ان قصفت الدبابات منازل القرية وقطعت خطوط الهاتف.
وتقول المنظمة انهم قتلوا 78 مدنيا على الاقل وحملوا معهم 37 جثة.
وذكرت المنظمة أن قوات الأمن استعانت بشبيحة من قرى علوية مجاورة وهو نفس النمط الذي شوهد في بلدة الحولة السنية التي تقع على اطراف حمص ثالث اكبر المدن السورية قبل اسبوعين على نطاق اخف وان لم يقل وحشية.
والقت السلطات السورية باللائمة على “جماعات ارهابية” تدعمها قوى اجنبية في اعمال القتل.
ومنذ البدايات المتواضعة لشبكات التهريب والابتزاز التي شكلها اقارب الاسد في مدينة اللاذقية الساحلية تحول الشبيحة إلى فرق موت رهيبة تحمل مسؤولية ابشع الاعمال الوحشية التي شهدتها الانتفاضة.
ويواكب الاحتجاجات الان تمرد مسلح ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ 42 عاما في مواجهة بين الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس والاغلبية السنية التي قادت حركة الاحتجاج.
واستعان الاسد بشكل متزايد باقاربه في تقوية قبضته على حكم سوريا ذات الاغلبية السنية بعد ان ورث السلطة عن ابيه عام 2000 . وبدأ ظهور الشبيحة في اللاذقية وفي الجبال العلوية القريبة.
ويقود اقارب الاسد سيارات مرسيدس زجاجها معتم من طراز معروف باسم (الشبح) بها ترسانة متحركة من الاسلحة يقتحمون بها الاختناقات المرورية في الشوارع. وتبعهم مسلحون اعجبتهم التسمية التي تصفهم بالشبيحة.
وتطور الشبيحة بدعم من الدولة ليتحولوا إلى ميليشيات حقيقية بعد الانتفاضة. واستخدم الشبيحة بتوجيه من مسؤولين في حزب البعث او من جانب قوات الامن في اخماد الاحتجاجات في مدن سورية غالبا عن طريق اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
وحمل الشبيحة في مظاهرات موالية للحكومة في دمشق ومدن اخرى في وقت سابق من هذا العام لافتات تقول “يا اسد احنا شبيحتك للابد” وغيرها من اللافتات التي تؤكد ولاءهم للرئيس السوري.
وفي بداية الانتفاضة جندت قوات الامن آلاف من السنة لدعم القلب العلوي للشبيحة خاصة بعد ان افرج الاسد عن الالاف من السجون في عفو عام العام الماضي.
لكن الشبيحة اصبحوا اكثر اعتمادا على التجنيد من صفوف العلويين بعد ان تحولت الانتفاضة إلى تمرد مسلح وبدأ المعارضون المسلحون في استهداف قوات الاسد حسب ما تقوله مصادر بالمعارضة ودبلوماسيون يتابعون الانتفاضة.
كما ادت المذابح وتزايد مخاطر التعرض للاغتيال على ايدي المعارضة المسلحة إلى انسحاب كثير من السنة من ميليشيات الشبيحة على الرغم من ان راتب الواحد منهم بلغ مئة دولار يوميا وهو مبلغ كبير في بلد يبلغ متوسط الراتب الشهري فيه بين 200 و300 دولار.
وقال مصدر دبلوماسي “تحول الشبيحة إلى ميليشيا علوية توجد غالبا في المناطقة المختلطة. مهمتهم هي ارهاب السكان المدنيين والقيام بالتطهير العرقي”.
ويقول نشطاء ان الاتجاه إلى تجنيد وتسليح وتدريب الشبيحة من القرى العلوية – وبعضهم يبلغ من العمر 15 عاما فقط – قد تزايد مع انسحاب مزيد من السنة من الميليشيا.
وقال فواز تللو الناشط المعارض المخضرم الذي فر من سوريا العام الماضي ان الشبيحة لديهم شعور بالحصانة بأنهم يمكنهم قتل اكبر عدد ممكن من السنة بينما يؤدي دعم روسيا للنظام السوري إلى القضاء على اي امكانية للتدخل الدولي.
لكن الميليشيا تتلقى بعض الضربات. فقد ادى نقص الدعم السني لها إلى اجبارها على الخروج من مدينة دير الزور التي شاركوا بقوة في اخماد الاحتجاجات ضد الاسد فيها العام الماضي.
وفي دمشق قال سكان ونشطاء ان نسبة السنة في الشبيحة تراجعت بعد اغتيال 11 من عناصر الشبيحة في حي الميدان المحافظ خلال الشهرين الماضيين.
وقال الناشط المعارض في مدينة دير الزور ابو قحطان “اصبح الشبيحة تقريبا مستبعدين من دير الزور. تقلص عددهم من عدة آلاف إلى بضع مئات”.
واضاف “حتى العناصر الاجرامية بينهم غيرت انتماءها ولم تسمح الطبيعة القبلية لدير الزور بمرور القتل الذي تقوم به قوات النظام دون محاسبة ودون انتقام جدي”.
وقال الناشط الذي يستخدم اسما مستعارا خوفا على نفسه من الاعتقال ان القلب العلوي لقوات الشبيحة “تسوقه ايديولوجية ان قتل السنة يصحح خطأ تاريخيا” هو تهميش الاقلية العلوية.
وقال “كان العلويون بشكل ما في الاغلب في ادنى درجات السلم الاجتماعي في سوريا لكن ذلك لم يعد صحيحا بعد ان سيطروا على السلطة منذ خمسة عقود ولا اعرف ما الخطأ الذي ارتكبه السنة الحاليون في حق العلويين”.
المرصد: القوات النظامية السورية تحاول اقتحام حي الخالدية في مدينة حمص
بيروت- (ا ف ب): يتعرض حي الخالدية في حمص منذ صباح الجمعة لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول اقتحامه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان إن “حي الخالدية يتعرض منذ صباح اليوم لقصف عنيف من القوات النظامية السورية، وتسقط نحو خمس قذائف بالدقيقة”، مشيرا إلى أن “القصف يتوقف لمدة ربع ساعة ويعود بالوتيرة نفسها”.
واشار إلى أن “القوات النظامية تحاول اقتحام حي الخالدية في المدينة”.
ومنذ سقوط حي بابا عمرو في بداية آذار/ مارس، تتعرض احياء عديدة في مدينة حمص لقصف شبه متواصل من قوات النظام، وقد شهدت عمليات نزوح واسعة.
ومن جهة ثانية، ذكر المرصد ان عنصرين من قوى الأمن قتلا في انفجار وقع في مدينة ادلب واستهدف قسما للشرطة. واورد معلومات اولية مفادها ان الانفجار نتج عن “انفجار سيارة مفخخة”.
ودعت المعارضة السورية الجمعة إلى التظاهر تحت شعار (ثوار وتجار يدا بيد حتى الانتصار)، في محاولة لحث الطبقة البورجوازية السورية ورجال الاعمال على الانضمام بفاعلية اكبر الى الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
واسفرت اعمال العنف الخميس في مناطق مختلفة من سوريا عن مقتل 58 شخصا هم 27 مدنيا و28 من قوات النظام وعناصر موالية له وثلاثة مقاتلين معارضين.
ويتوقع أن يتوجه المراقبون الدوليون الجمعة الى مكان حصول المجزرة في قرية القبير في ريف حماه (وسط) التي قتل فيها الاربعاء 55 شخصا، بحسب المرصد السوري. وكانوا تعرضوا لاطلاق نار الخميس اجبرهم على عودة ادراجهم.
مجزرة سورية جديدة: اشلاء اطفال وجثث متفحمة.. واطلاق نار على المراقبين
روسيا تتوعد بمنع صدور اي قرار من مجلس الامن يجيز ‘تدخلا خارجيا’ وتلمح لتأييد الحل اليمني
دمشق ـ عواصم ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر ووكالات: تناثرت جثث متفحمة لنساء واطفال في منازل بالقبير حصدتها مجزرة اتهم نشطاء من المعارضة قوات وميليشيات النظام السوري بارتكابها الاربعاء في ريف حماة بوسط سورية، بينما نفت دمشق وقوعها، مؤكدة ان ما حصل في القبير هو ‘جريمة ارتكبها الارهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والاطفال’، كما نفت منع فريق المراقبين الدوليين من الوصول الى البلدة، واكدت انهم ‘دخلوا’ الى البلدة.
وقال ليث الذي يعيش قرب قرية القبير السنية الصغيرة عبر الهاتف لوكالة فرانس برس ‘تنتشر على الارض جثث متفحمة لاطفال ونساء وبنات’. ويعيش في القبير قرابة 150 من المزارعين ومربي الماشية.
وأفاد ناشطون سقوط قرابة الـ80 ضحية عدد كبير منهم من النساء والأطفال في قرية القبير بريف حماة مساء الأربعاء وأن بعض الجثث كانت قد احترقت حتى تفحمت، عقب ‘قصف’ طال القرية واتهمت أوساط المعارضة السلطات السورية بالمسؤولية عن ارتكاب ‘المجزرة’.
وقال مزارع سوري انه عاد إلى قريته مزرعة القبير بعد ست ساعات من انسحاب الدبابات ورجال الميليشيا منها فلم يجد سوى جثث متفحمة وسط بيوت يتصاعد منها الدخان.
وقال الرجل وهو يحكي كيف رأى القوات السورية والشبيحة المسلحين يهاجمون القرية وهو مختبىء في بستان زيتون لأسرته ‘كان الدخان يتصاعد من المباني وتفوح في المكان رائحة بشعة لاحتراق اللحم البشري’.
وقال لرويترز عبر الهاتف بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته ‘كانت كبلدة أشباح’.
فقد حاصرت الدبابات القرية وقصفتها بعد الظهر قبل ان تقتحمها بصحبة ميليشيات الشبيحة المترجلين والمسلحين بالسكاكين والاسلحة النارية والهراوات.
وقال شاهد عيان ‘بعد ان اطلق الجيش النار على المنطقة دخلت قوات الامن والشبيحة البيوت. سمعت اصوات طلقات الرصاص داخل ثلاثة منازل ثم شاهدتهم يخرجون ويشعلون فيها النار.. معظم الوقت لم اكن اسمع شيئا سوى اصوات نيران المدافع… بحلول الثامنة مساء كانوا قد انتهوا’.
وقال شاهد اخر ان ‘الشبيحة’ الذين وصلوا من المناطق العلوية القريبة ما لبثوا ان دخلوا القبير. وقال ‘كانوا يحملون رشاشات وسكاكين. لقد وصلوا من قرى قريبة مثل قرية العسيلة العلوية’.
واضاف ليث ‘قال لي اشخاص اعرفهم من هذه القرية ان الشبيحة سكروا ورقصوا حول الجثث، ورددوا هتافات تشيد ببشار الاسد’.
وقال انه تم الاتصال بالمراقبين الدوليين الذين يشرفون على وقف اطلاق النار في سورية ‘ثلاثين مرة، لكنهم لم يأتوا… وبكل بساطة لم يعد في وسعنا قبول ذلك … الناس يقتلون، الامر مفبرك، انها كذبة’.
ولم يتمكن مراقبو الامم المتحدة المنتشرون في سورية الخميس من الوصول الى القبير، حيث تم توقيفهم على حواجز للجيش او من قبل مدنيين، كما اعلن رئيس المهمة الجنرال روبرت مود، واعلنوا انهم سيحاولون مجددا الجمعة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس إن مراقبين تابعين للمنظمة الدولية في سورية تعرضوا لإطلاق نار أثناء محاولتهم الوصول لموقع المجزرة.
وفي كلمة ألقاها في بداية جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأزمة في سورية أدان بان كي مون المذبحة في مزرعة القبير ووصفها بأنها ‘وحشية لا توصف’ ودعا الأسد مجددا إلى التطبيق الفوري لخطة عنان للسلام والمكونة من ست نقاط.
من جهته أدان البيت الابيض الخميس مذبحة القبير، ووصفها بأنها ‘أعمال قتل شائنة تستهدف المدنيين’، ودعا مجددا الدول الاخرى الى التوقف عن دعم الرئيس بشار الاسد والانضمام الى دعم عملية انتقال سياسي هناك.
كما وصف البيت الابيض في بيان رفض الحكومة السورية السماح لمراقبي الامم المتحدة بالوصول الى المنطقة بأنه ‘إهانة للكرامة الانسانية والعدالة’.
وبينما انشغلت الاسرة الدولية بالتنديد بالمجزرة وطالبت بتنحي الاسد اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس في استانة ان بلاده ستمنع صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي يجيز ‘تدخلا خارجيا’ في سورية،كما اعلنت بكين معارضتها الشديدة لاي تدخل عسكري خارجي في سورية.
وقال الوزير الروسي خلال زيارة الى عاصمة كازاخستان ‘لن يكون هناك تفويض (من الامم المتحدة) لتدخل خارجي في سورية. اضمن لكم ذلك’.
وبالنسبة للمؤتمر الدولي الذي كان قد اقترحه أمس في بكين بشأن سورية بمشاركة إيران، أشار وزير الخارجية الروسية إلى أن الصين وفرنسا وإيران ردت بإيجابية على الدعوة الروسية.
وكان دبلوماسي روسي كبير قال الخميس إن موسكو ستقبل انتقال السلطة في سورية على غرار ما حدث في اليمن اذا قرر الشعب هذا، وذلك في أحدث التصريحات التي تهدف فيما يبدو الى أن ينأى الكرملين بنفسه عن الرئيس بشار الأسد.
وحاول الدبلوماسي تخفيف الضغط عن روسيا للمساعدة في ترتيب ترك الأسد الحكم قائلا إن مصير الرئيس السوري ‘ليس أمرا يتعلق بنا’ بل أمر يرجع للسوريين أنفسهم، مؤكدا موقفا تعبر عنه موسكو منذ فترة طويلة.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف ‘تنفيذ ما يسمى سيناريو اليمن لحل الصراع في سورية لن يكون ممكنا الا اذا وافق عليه السوريون انفسهم’.
وأضافت ‘ناقش اليمنيون سيناريو اليمن بأنفسهم. اذا ناقش السوريون هذا السيناريو بأنفسهم وتبنوه فإننا لسنا ضده’.
ومن جانبه دعا كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأمم المتحدة الخميس إلى ‘التحرك سريعا’ في سورية التي تسير صوب حرب أهلية شاملة.
وقال عنان ‘أعتقد انه سيكون هناك قمع وحشي ومذبحة وحتى حرب أهلية شاملة سيخسر فيها كل السوريين’.
«مجزرة القبير» تصدم العالم.. وأنان: خطتي لم تنفذ
80 ذبحوا بالسكاكين * النظام يعيق وصول المراقبين * منشق عن المخابرات الجوية يتهم رفاقه «بارتكاب جرائم ضد الإنسانية» * بان كي مون: يجب أن نستعد لكل الاحتمالات * كلينتون: على الأسد ونظامه أن يفسحا الطريق أمام سوريا جديدة
المبعوث الدولي كوفي أنان بعد أن انهى كلمته بمقر الأمم المتحدة أمس (رويترز)
بيروت: كارولين عاكوم وبولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي صدم فيه العالم من هول مجزرة جديدة ارتكبها النظام السوري ضد أهالي قرية القبير بريف حماه، والتي راح ضحيتها 87 قتيلا في قرية لا يتجاوز عدد سكانها الـ130 شخصا، بحسب ما أعلن المجلس الوطني السوري.. اعترف المبعوث العربي الدولي إلى سوريا كوفي أنان في جلسة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بقوله: «اليوم، على الرغم من قبول خطة من ست نقاط ونشر المراقبين، فإنني يجب أن أكون صريحا وأؤكد أن الخطة لم يتم تنفيذها».
وأصدر المجلس الوطني السوري بيانا أمس قال فيه إن «النظام الأسدي ارتكب مجزرة بشعة في قرية القبير بذبح 80 مدنيا بالسكاكين، كما تم حرق عدد منهم وهم أحياء».. لكن النظام السوري أنكر المجزرة قائلا، حسب وكالة الأنباء السورية «سانا» إن «مصدرا رسميا بمحافظة حماه أكّد أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الشريكة في سفك الدم السوري حول ما جرى في مزرعة القبير في بلدة معرزاف بريف حماه عار عن الصحة تماما». كما قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود إن هناك حاجزا عسكريا ومدنيين يمنعونهم من دخول المنطقة. وأعلن متحدث باسم الأمم المتحدة لاحقا أن المراقبين سيحاولون مجددا الوصول إلى القرية اليوم، وذلك بعدما اضطروا للعودة أدراجهم الخميس إثر تعرضهم لإطلاق نار.
من جهة أخرى، وفي سياق استمرار الانتهاكات التي يمارسها النظام ضد المعارضين، أعلن المساعد أول إبراهيم فرزات من المخابرات الجوية فرع حمص، انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه للجيش الحر.
وتوالت ردود الأفعال الدولية المنددة بالمجزرة. وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الرئيس السوري بشار الأسد على تسليم السلطة ومغادرة بلاده، قائلة إنه ينبغي على الأسد ونظامه أن يفسحا الطريق أمام سوريا جديدة».
وفي غضون ذلك، شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس جلسة ساخنة حذر فيها المشاركون من تداعيات الوضع في الأزمة السورية واقتراب شبح الحرب الأهلية. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تداعيات تفاقم الأزمة السورية، وقال «يجب أن نستعد لكل الاحتمالات لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ كيف ستؤول الأوضاع في سوريا». وأثنى على الجهود التي يقوم بها المراقبون في سوريا، وقال إنهم «يعملون في أشد الظروف خطورة وصعوبة، وهم شهود عيان على المذابح التي ترتكب».
من جهته, أعلن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية والمسؤول عن ملف البلدان العربية أمس أن «موسكو تعتبر أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري وحده».
وعاد المسؤول الروسي إلى تكرار ما سبق أن قاله في حديثه إلى «الشرق الأوسط» حول أن «تسوية الوضع في سوريا بموجب النموذج اليمني أمر ممكن في حال وافق السوريون على ذلك».
تنديد بـ«مجزرة القبير».. وتحذيرات من «مجازر طائفية»
النظام السوري أنكر المذبحة.. وأعاق وصول المراقبين
بيروت: كارولين عاكوم
نام السوريون ليل أمس على أنباء مجزرة جديدة في ريف حماه، ليستيقظوا على صور ومشاهد مأساوية تظهر هول هذه المجزرة التي ذهب ضحيتها 87 قتيلا في قرية لا يتجاوز عدد سكانها الـ130 شخصا، بحسب ما أعلن المجلس الوطني السوري، الذي دعا إلى الحداد العام أمس واليوم، وتصعيد التحركات الجماهيرية والميدانية في كل مكان، والعمل على تخفيف معاناة المناطق التي تتعرض للحصار والقصف والاقتحام في ريف حماه واللاذقية وحمص.
وفي حين طالب المجلس الوطني، الجيش السوري الحر والكتائب الميدانية بالعمل على تأمين الحماية اللازمة للمناطق المدنية المتاخمة للتجمعات التي ينطلق منها شبيحة النظام، قال العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش السوري الحر، لـ«الشرق الأوسط»: «إن قرار العودة إلى العمليات الهجومية هو موضع نقاش، وسيتم الإعلان عنه في الأيام المقبلة». ورأى الكردي أن «طلب المجلس الوطني من الجيش الحر حماية المناطق المدنية هو صدى للشارع والمجتمع السوري الذي لم يعد يحتمل ما يقوم به النظام من مجازر طائفية بحقه»، مضيفا أن «النظام السوري يفرض علينا مسارا لسنا راغبين فيه. فبالجرائم التي يرتكبها لا يترك لنا الخيار، ولم يعد أمامنا إلا الدفاع عن أنفسنا وعن أهلنا ومقاتلة من يهاجمنا، وأصبح من الصعب القول لعناصرنا لا تقاتلوا أو تهاجموا وهم يرون أهلهم يقتلون يوميا».
ويشير الكردي إلى أنه «لم يعد ينفع التحذير من الوصول إلى حرب طائفية، فالحرب أصبحت اليوم واقعا ملموسا بفعل ممارسات النظام والقتل الطائفي وتجنيد الشباب والنساء من العلويين لقتل إخوتهم»، مضيفا «لكن وعلى الرغم من ذلك فإننا لا نزال نؤكد أن الثورة هي ثورة وطنية تهدف لحرية كل الطوائف، أما إذا اختارت الطائفة العلوية عكس ذلك ووقفت إلى جانب النظام الذي يعمل للوصول إلى حرب طائفية، فالوضع متجه نحو الانهيار.. وسيخسر الجميع».
وكان المجلس الوطني السوري قد أصدر بيانا قال فيه إن «النظام الأسدي ارتكب مجزرة بشعة في قرية القبير بذبح 80 مدنيا بالسكاكين، كما تم حرق عدد منهم وهم أحياء، ومن بين الشهداء 22 طفلا بعضهم دون الثانية من العمر و20 امرأة، وخطف 30 مدنيا من المزرعة ما زالوا في عداد المفقودين.
وفي حين امتنع المراقبون عن الذهاب إلى الموقع مساء عند وقوع المجزرة، طالبين من الأهالي الانتظار لصباح اليوم التالي، بحسب ما أكد عدد من الناشطين السوريين والمجلس الوطني السوري، أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا روبرت مود، بعد ظهر أمس، أن هناك حاجزا عسكريا ومدنيين يمنعون المراقبين الدوليين من دخول منطقة القبير بعد أنباء عن مجزرة هناك. كذلك، قال ناشطون سوريون لـ«رويترز» إن الجيش السوري منع يوم أمس فريق مراقبين من الأمم المتحدة من دخول قرية مزرعة القبير، فيما امتنعت سوزان غوشة، المتحدثة باسم بعثة المراقبين، عن التعليق بشكل مباشر على ما إذا كان الفريق قد منع من دخول القرية أم لا، وقالت «أرسلنا فريقا يحاول دخول المكان».
وفي تفاصيل الحادثة، أعلن المجلس، أنه «بعد عصر يوم الأربعاء استقدمت دبابات إلى المنطقة، وبدأت القصف باتجاه قرية معرزاف وقرية صغيرة معظمها من عائلة اليتيم اسمها القبير، ومن ثم بعد ساعة تقريبا توجهت سيارات عدة وباصات تحمل شبيحة من قرية أصيلة والقرى الموالية المحيطة بها، وتم قتل 7 أشخاص من عائلة علوان، ثم عمد الشبيحة بعد ذلك إلى قتل عائلات مستخدمين السكاكين في عمليات الإعدام الميدانية، وقد وجدت بعض الجثث محترقة، فيما شمل القصف قرى جريجس، وصاوا المجاورة، وخربة التويم».
وفي بيان آخر، لفت المجلس الوطني إلى أن مجزرة «القبير» أتت بعد مجزرة مدينة «الحفة» التي وقعت قبل يوم واحد وقتل فيها 17 مدنيا، وأخرى في بلدة «كفرزيتا» حيث عثر على ست جثث متفحمة، معتبرا أن النظام يخطط لارتكاب مجازر جديدة في كل من اللاذقية وحماه وحمص وحلب، وأن ما يقوم به النظام هو عمل إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وجزء لا يتجزأ من مخططه لإثارة صراع بين مكونات المجتمع السوري، ويهدف إلى دفع البلاد نحو الفوضى والاقتتال.
وأعلن المجلس الوطني أن «الوضع في سوريا بات على درجة عالية من الخطورة، وأن المعلومات المتوافرة تؤكد أن النظام يخطط لارتكاب مجازر أخرى وعمليات تفجير بسيارات مفخخة، وسيكون الهدف الأبرز قتل أطفال ونساء لإحداث عمليات تهجير مقصودة من مناطق ريفية ذات كثافة سكانية. وقد بات على الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية عدم الانتظار أملا في التزام النظام بالمبادرة الدولية، حيث بات من الواضح أن النظام يستخدمها سعيا لقتل مزيد من السوريين». وفي حين طالب المجلس الوطني، الجيش السوري الحر والكتائب الميدانية بالعمل على تأمين الحماية اللازمة للمناطق المدنية المتاخمة للتجمعات التي ينطلق منها شبيحة النظام، ووضع استراتيجية تركز على حماية السكان ودفع الخطر الذي يتهددهم من فرق الموت وجلاوزة القتل، دعا الاجتماع الوزاري في اسطنبول إلى اتخاذ خطوة جادة وطرح الملف السوري على مجلس الأمن واتخاذ قرار تحت الفصل السابع لردع النظام عما يقوم به من مجازر وحشية.
من جهتها، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب مجزرة القبير، بالإضافة إلى «قتل وذبح وإحراق» عشرات الأبرياء في الحفة بمحافظة اللاذقية في اليوم نفسه، محملة المجتمع الدولي ودول الجوار العربي والإسلامي مسؤولية المجازر بحق الشعب السوري. واعتبرت الجماعة في بيان أن «مسلسل المجازر» لن يتوقف، واصفة ما «يرتكبه بشار الأسد وأعوانه ومؤيدوه» من «قتل وذبح للأطفال والنساء وحرق وتمثيل بالأجساد» بأنه «فعل مقصود وممنهج». وانتقد البيان مسبقا المواقف الدولية سواء تلك الداعمة للنظام أو المعادية له، مشددا على أن «ما جرى ويجري من مجازر في سوريا منذ 15 شهرا لن يتوقف بالشجب والاستنكار ولا بالوعيد والتصريحات المتضاربة». وحذر البيان من أن «الأسد وشبيحته» سيستمرون في المجازر ما داموا «يعلمون أن المدنيين العزل لا يجدون الوسيلة التي يدافعون بها عن أنفسهم».
في المقابل، نقلت وكالة «سانا» أن «مصدرا رسميا بمحافظة حماه أكّد أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الشريكة في سفك الدم السوري حول ما جرى في مزرعة القبير في بلدة معرزاف بريف حماه عار عن الصحة تماما»، مضيفة «وقال المصدر في تصريح له إن مجموعة إرهابية مسلحة قامت في المزرعة المذكورة بارتكاب جريمة مروعة ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والأطفال. وبعد وقوع الجريمة ناشد أهالي المزرعة السلطات المعنية بالمحافظة التدخل لحمايتهم ووقف جرائم الإرهابيين، فتوجهت الجهات المختصة إلى المزرعة المذكورة وداهمت وكر المجموعة الإرهابية واشتبكت معها، مما أدى إلى مقتل أفراد المجموعة ومصادرة أسلحتهم، وشملت قاذفات (آر بي جي) ورشاشات وقنابل يدوية. كما أسفر الاشتباك عن مقتل عنصرين من الجهات المختصة وإصابة خمسة آخرين».
تعليقات دولية على المجزرة
* ندد البيت الأبيض بالمجزرة، وقال جاي كارني، المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن «الولايات المتحدة تندد بأشد العبارات بجرائم القتل المروعة التي استهدفت مدنيين، وبينهم نساء وأطفال».
وأضاف كارني في بيان، أن «هذا الأمر، ورفض النظام السوري السماح لمراقبي الأمم المتحدة الدخول إلى المنطقة للتحقق من هذه المعلومات، يشكلان إهانة للكرامة الإنسانية والعدالة»، مؤكدا أنه «لا مبرر ممكن للرفض المستمر من هذا النظام لاحترام موجباته في إطار خطة أنان». وأضاف أن رفض الرئيس السوري بشار الأسد «تحمل المسؤولية عن هذه الأعمال المخيفة لا قيمة له ولا يؤدي سوى إلى تأكيد الطبيعة غير الشرعية واللاأخلاقية لسلطته».
* قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بيان «أدين بقوة العنف الوحشي ومقتل عشرات المدنيين وبينهم نساء وأطفال»، مطالبة بـ«تحقيق كامل في هذه الجرائم المروعة».
وأضافت «من الأهمية بمكان تحديد من هو المسؤول عن هذه المجازر دون تأخير»، معتبرة أن «استمرار أحد طرفي النزاع، سواء كان الحكومة أو قوات المعارضة، في ممارسة أعمال العنف المقيتة هذه ضد مواطنين أبرياء» هو أمر «غير مقبول ولا يغتفر على الإطلاق».
* قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الأحداث الجارية في سوريا «مروعة»، وإنه إذا تأكد وقوع مذبحة مزرعة القبير، سيتعين على القوى العالمية بذل «المزيد لعزل سوريا.. وإظهار أن العالم بأسره يريد أن يرى تحولا عن هذا النظام غير الشرعي».
* قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي، قبل توجهه إلى لبنان الذي امتدت إليه بالفعل التوترات الدائرة في سوريا المجاورة، إن الصراع السوري «يهدد بالانتشار في المنطقة».
* عبر المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان عن «اشمئزازه وتنديده بمجزرة جديدة راح ضحيتها عشرات المدنيين» في قرية القبير. وقال أنان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «يجب معاقبة المسؤولين.. لا يمكن أن نسمح بأن تصبح المجازر واقعا يوميا في سوريا»، مشيرا إلى أن «العنف يتفاقم» في هذا البلد.
* وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجزرة بأنها «مروعة ومقززة»، وأضاف: «الواضح منذ أشهر أن الرئيس (السوري) بشار الأسد فقد كل شرعية».
كما أعلن بان كي مون أن مراقبين تابعين للأمم المتحدة كانوا في طريقهم إلى موقع المجزرة تعرضوا «لإطلاق نار من أسلحة خفيفة»، لكنه لم يشر إلى سقوط جرحى بين المراقبين.
* حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الرئيس السوري بشار الأسد على تسليم السلطة ومغادرة بلاده، ووصفت المذبحة التي وقعت قرب حماه أول من أمس بأنها «فعل ينم عن انعدام الضمير».
قرية معرزاف.. مركز للقرى المعارضة في ريف حماه
عدد كبير من أبنائها عسكريون انشقوا عن النظام
بيروت: «الشرق الأوسط»
يقول أحد المعارضين السوريين إنه منذ بداية الثورة السورية قرر أهالي قرية معرزاف في ريف حماه الانضمام إلى الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس بشار الأسد. هؤلاء، كانوا يعرفون أنهم سيدفعون ثمنا باهظا بسبب مواجهتهم للنظام السوري، إلا أن أحدا لم يتخيل أن النظام سيقدم عبر جيشه وشبيحته والمجموعات الموالية له على إبادة عائلات بأكملها داخل مزرعة البقير التابعة للقرية والتنكيل بجثث أطفالها ونسائها خلال مجزرة نفذتها مجموعات موالية لنظام الحكم راح ضحيتها ما يقارب الـ100 شخص بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
ويشير المعارض الذي ينتمي إلى المنطقة إلى «تشابه في مجزرة البقير بظروفها مع تلك التي حصلت في منطقة الحولة منذ أيام قليلة، حيث قصفت مدفعية الجيش النظامي القرية، لتتوغل بعدها مجموعات الشبيحة داخل البيوت وتجهز على النساء والأطفال والعجائز بأبشع الأساليب وأكثرها دموية».
وتعد قرية معرزاف مركزا للبلدات والقرى التي ثارت ضد نظام الأسد في ريف مدينة حماه السورية. وحسب الناشطين فإن سكان القرية الذين لا يتجاوز عددهم 4500 نسمة «كانوا ينسقون مع بقية بلدات الريف الحموي المجاورة، كحلفايا والتريمسة وخطاب والشيحة وكفر الطون وطيبة الإمام وكفرزيتا واللطامنة، من أجل تنظيم المظاهرات المعارضة للنظام السوري ومنع الشبيحة والأمن من اقتحامها عبر قطع الطرق وعرقلة حركة هذه القوى التابعة للنظام».. إلا أن الأمر الذي زاد من غضب النظام السوري وسخطه على هذه القرية – وفقا للناشطين – هو انشقاق ضباط كبار من الجيش السوري يتحدرون من معرزاف، وانضمامهم إلى الجيش السوري الحر، ومن أبرزهم الرائد المظلي ماهر الرحمون النعيمي والمقدم عبد الرزاق الرحمون النعيمي، وهما من أوائل الضباط الذين انشقوا عن جيش النظام وانضموا للثورة، حتى أصبحا رمزين لهذه القرية الصغيرة.
ويؤكد الناشطون أن قوات النظام السوري قامت، ردا على ذلك، باقتحام القرية في 7 أبريل (نيسان) الماضي. ويقول محمد، أحد أعضاء تنسيقية ريف حماه للثورة السورية، عن هذا الاقتحام: «تم ارتكاب مجزرة، حيث قتل خمسة أشخاص من عائلة علوان التي شاركت بقوة في المظاهرات، كما قامت مخابرات النظام باعتقال العديد من أبناء القرية؛ معظمهم من عائلتي النعيمي والرحمون. إضافة إلى تهديم وحرق الكثير من المنازل وبيوت الناشطين وأقرباء الضباط والجنود المنشقين».
وعن المجزرة التي حصلت أمس في مزرعة البقير، يقول الناشط المعارض: «ما حدث يبين أن النظام السوري يمارس القمع، ليس بهدف إيقاف الثورة، وإنما لإبادة الشعب الذي قام بها»، ويضيف «نتخوف من ردود فعل طائفية، منطقة ريف حماه تتكون من قرى ذات خلفيات طائفية متنوعة، النظام يدفع باتجاه حرب أهلية بواسطة ريفي حمص وحماه، هذا ما سنحاول منعه في المرحلة المقبلة».
يذكر أن قرية معرزاف تقع باتجاه الغرب من مدينة حماه وتبعد عنها مسافة 20 كيلومترا، وجنوبا عن مدينة محردة مسافة كيلومترين. وتسمية القرية قديمة جدا، وفيها شواهد أثرية وكهوف يعود تاريخها للعصر البيزنطي وآبار رومانية كانت تستعمل كخزانات لجمع مياه الأمطار لتستخدم في فصل الصيف قديما. كذلك ذكرها أسامة بن منقذ بأحد مؤلفاته أثناء رحلة صيد مرورا بها إلى شيزر التاريخية. ويعمل أغلب سكانها بالزراعة وتربية المواشي حيث تبلغ مساحتها 33 ألف دونم، وتتميز هذه القرية بموقعها الجغرافي المرتفع على هضبة جبلية.
ومعظم أهالي القرية يتحدرون بانتمائهم لقبيلة النعيم الحسينية وأفخاذها الذين يتوزعون على عشائر الأبوحيار والتوبلس والعويشات والبركاويين، والذين تربطهم علاقات متينة فيما بينهم والقرى المجاورة وعشائر النعيم المنتشرة في باقي مناطق سوريا والمنطقة العربية.
قصف مدفعي وجوي على قرى ريف اللاذقية وحمص
بيروت: بولا أسطيح
قال ناشطون سوريون إن قوات الأمن السورية وسعت أمس من عملياتها العسكرية لتطال وفي الوقت نفسه قرى ريف اللاذقية، وحمص، وريف حلب، ودرعا وحماه، مستخدمة القصف المدفعي والجوي، مما أدى، وبحسب الهيئة العامة للثورة، لسقوط ما يزيد على 20 قتيلا في أنحاء سوريا.
وتحدثت مصادر في الجيش السوري الحر عن «قصف مدفعي ومروحي تتعرض له قرى ريف اللاذقية يشمل جبل الأكراد والحفة ومدينة اللاذقية»، لافتة إلى انتشار عدد كبير من الحواجز في هذه المناطق. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القصف العشوائي والعنيف الذي تشنه قوات الأمن دليل على نية النظام في القيام بعمل واسع في المنطقة، معربة عن تخوفها من «اقتراف مجازر مماثلة لمجزرة القبير في الحفة حيث الوضع صعب جدا»، وأضافت: «قمنا أمس بتأمين مرور عدد كبير من الجرحى من الحفة إلى تركيا لكننا تعرضنا لكمين في قرية بيت الشكومة في محيط الحفة مما أدى بعدها لاشتباكات عنيفة بيننا وبين جيش الأسد».
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة الحفة بريف اللاذقية حيث شوهدت قافلة عسكرية تضم آليات ثقيلة وجرافات وشاحنات على طريق اللاذقية – منطقة الحفة التي دارت فيها اشتباكات عنيفة خلال الـ48 الماضي «تكبدت القوات النظامية السورية خسائر فادحة فيها».
وقال عمار الحسن عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية إن قوات الجيش النظامي تقوم بقصف المدن السورية بطريقة مكثفة وعشوائية بسبب انشقاق عدد كبير من الجنود منذ 3 أيام، لافتا إلى أن الجيش يستخدم الطائرات والدبابات وقذائف الهاون في القصف، مما أدى لسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.
ووصف الحسن الوضع الميداني بـ«السيئ للغاية بسبب قيام الجيش بقصف البيوت على وتهديمها فوق سكانها، مما أدى لانتشار الجرحى في الطرق». كما تحدث الحسن عن أن الجيش قام بقصف المستشفيات، «مما أدى لحدوث نقص حاد في المواد الطبية وتدهور الحالة الصحية للمصابين».
في الوقت ذاته، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش النظامي اقتحم حي كازو في حماه وشن حملة اعتقالات، كما سقط قتلى وجرحى في قصف للجيش النظامي على الحفة بريف اللاذقية. وقال ناشطون إن شخصا قتل وجرح عشرات في قصف على دير جمال بريف حلب.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن قوات الجيش النظامي قصفت دير جمال وحيان ومنغ وإعزاز في ريف حلب، مما أدى لسقوط جرحى. وأفادت الهيئة بأن الجيش اقتحم أيضا بلدة الأبزمو، وأضرم النيران في الأراضي الزراعية. كما قصف الجيش بلدات نصيب وأم المياذن وإزرع في درعا. وقال ناشطون إن شخصين قتلا وجرح العشرات في قصف للجيش استهدف مدينة تلبيسة وعدة أحياء في حمص. وتعرضت مناطق بجسر الشغور في إدلب، وبحسب لجان التنسيق المحلية، إلى قصف عنيف من الطيران المروحي والرشاشات الثقيلة.
وفي سياق متصل، كثفت المعارضة السورية من عملياتها ضد قوات النظام السوري ضمن ما سمته «غليان دمشق». وقال ناشطون سوريون إن مجموعة من شباب دمشق قاموا بتنفيذ عملية بشكل متزامن عبر قطع 30 طريقا بالإطارات والمواد المشتعلة وذلك بمشاركة تنسيقيات اتحاد شباب الثورة، كما قطع الشباب طريق دمشق بيروت المتحلق الجنوبي.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة الثائرة والقوات النظامية السورية في بلدات طفس والحراك وأم المياذن في درعا.
وفي دمشق وريفها، أفاد المرصد عن مقتل مواطن في مدينة عربين متأثرا بجراح أصيب بها قبل أيام، لافتا إلى أن مواطنا آخر قضى في مدينة دوما إثر إصابته بإطلاق رصاص. وفي مدينة دمشق، قال ناشطون إن مواطنا قتل إثر إصابته بإطلاق رصاص فجر يوم الخميس في حي القابون الذي شهد إطلاق رصاص واشتباكات بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن طفلا قتل وأصيب أربعة أطفال آخرين بجروح بنيران مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت سيارة سياحية تقل سبعة أشخاص من عائلة واحدة بمنطقة الحفة بريف اللاذقية.
وأضافت «سانا» أنه «وفي إطار استهدافها للكفاءات الوطنية، اغتالت إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة قاضي الفرد العسكري بدرعا وسائقه وأصابت ابنته بجروح»، وأضافت: «أما في درعا فتمكنت الجهات المختصة من إحباط محاولة إرهابي انتحاري تفجير سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في موقف المحطة المكتظ بالمارة والسكان بمدينة الصنمين». كما تحدثت الوكالة عينها عن «إحباط الجهات المختصة محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من لبنان إلى سوريا بالقرب من قرية إدلين بريف تلكلخ».
جلسة ساخنة في الأمم المتحدة حول اللجوء للفصل السابع ووضع إطار زمني لخطة أنان
المبعوث الدولي يعترف بأن خطته لم تنفذ.. ويطالب بدراسة الخيارات المتاحة لتفادي الأسوأ
واشنطن: هبة القدسي
شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس جلسة ساخنة حذر فيها المشاركون من تداعيات الوضع في الأزمة السورية واقتراب شبح الحرب الأهلية، وانتشارها إلى الدول المجاورة إذا لم يقم المجتمع الدولي بالبحث عن حلول لإجبار النظام السوري على تنفيذ تعهداته في إطار خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ذات النقاط الست. وشددت خطابات مندوبي الدول المختلفة على دعوة مجلس الأمن لاتخاذ التدبير اللازمة لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن المجازر والجرائم الإنسانية، ومناقشة اللجوء إلى استخدام الفصل السابع في مجلس الأمن، مع رفض عسكرة الأزمة والتدخل العسكري الخارجي.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى استمرار تدهور الأزمة في سوريا مع استمرار الاعتداءات ضد المدنيين وأعمال القتل والإعدام الجماعي، وقال: «على مدى الأشهر الماضية هناك دلائل على أن الأسد فقط كل الشرعية، ومجزرة الحولة أثبتت أن أي نظام يقوم بقتل النساء والرجال والأطفال هو نظام فقد إنسانيته»، مشيرا إلى مجزرة القبير في ريف حماه مطالبا بمحاسبة المسؤولين.
وشدد مون على أن الحكومة السورية لم تلتزم بالوفاء بالتزاماتها، وطالب الأسرة الدولية بتوحيد صوتها، وقال: «أولويتنا هي حماية الشعب السوري ووقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية، وتقديم حلول سياسية تلبي مطالب الشعب السوري وخطة كوفي أنان هي حجر الأساس هنا». وأضاف «سوريا تعيش الآن في مفترق طرق، ونستطيع أن نتفادى سقوط سوريا والمنطقة في حرب أهلية، وأحث الحكومة السورية على تنفيذ خطة أنان والسماح للمراقبين بالقيام بعملهم دون ترهيب». وحذر مون من تداعيات تفاقم الأزمة السورية، وقال «يجب أن نستعد لكل الاحتمالات لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ كيف ستؤول الأوضاع في سوريا». وأثنى على الجهود التي يقوم بها المراقبون في سوريا، وقال إنهم «يعملون في أشد الظروف خطورة وصعوبة، وهم شهود عيان على المذابح التي ترتكب». واعترف المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان بأن خطته لم يتم تنفيذها، وقال: «اليوم على الرغم من قبول خطة من ست نقاط، ونشر المراقبين فإنني يجب أن أكون صريحا وأؤكد أن الخطة لم يتم تنفيذها». وأدان أنان المذبحة التي تمت في قرية القبير، وقال «لا يمكننا السماح للقتل الجماعي ليصبح جزءا من واقع الحياة اليومية في سوريا».
وأضاف أنان: «التقيت الأسد في دمشق وقلت له إن الخطة لا يتم تنفيذها كما يجب، وشجعته على اتخاذ خطوات جريئة لإحداث تغيير جذري في وضعه العسكري، وتنفيذ خطة من ست نقاط، وألححت عليه لاتخاذ قرار استراتيجي لتغيير مساره، وأن تعمل حكومته مع جهود الوساطة التي أقوم بها نيابة عن المنظمات التي أمثلها». وأوضح أنان أن الأسد يعتقد أن العقبة الرئيسية «هي أعمال الميليشيات»، وقال: «يجب على جميع الأطراف وقف العنف، لكن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الحكومة»، وأوضح أن الحكومة السورية قامت بالإفراج عن بعض المعتقلين وسمحت ببعض المساعدات، لكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك بكثير.
وأضاف أنان «إن جماعات المعارضة المسلحة لا ترى سببا لاحترام وقف إطلاق النار وكثفت هجماتها، والوضع أصبح أكثر تعقيدا بعد سلسلة من التفجيرات وبعضها يدل على وجود طرف ثالث، وإذا لم تتغير الأمور فمن المرجح استمرار القمع الوحشي والمجازر والعنف الطائفي واندلاع حرب أهلية، وسوف يخسر جميع السوريين».
وشدد على أن الوقت حان لتحديد ما يمكن القيام به لتنفيذ الخطة ومناقشة الخيارات الأخرى لمعالجة الأزمة والتحرك بسرعة، وقال: «لا يمكن للعملية أن تكون مفتوحة.. كلما طال انتظارنا أصبح من الصعب التوصل إلى تسوية سياسية، وعلى المجتمع الدولي أن يتحد وأن يكون واضحا لأن هناك عواقب إذا لم يتم الامتثال لتنفيذ الخطة، ويحب أن نتحد وراء عملية واحدة والتحدث بصوت واحد، وأعتقد أنه ما زال من الممكن تجنب الأسوأ وتمكين سوريا من الخروج من هذه الأزمة».
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الإجراءات التي قامت بها الجامعة خلال الفترة الماضية لوقف العنف والخروج من الأزمة وتوفير حل سياسي سلمي يلبي تطلعات الشعب السوري للحرية والديمقراطية. وأشار العربي إلى العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا من مقاطعة دبلوماسية واقتصادية، وإيفاد فريق من المراقبين، مضيفا أن كل الجهود لم تفلح في وقف أعمال العنف.
واستنكر العربي رفض دمشق لاستقبال ناصر القدوة مندوب أنان. كما دعا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن لاتخاذ تدابير لضمان تنفيذ خطة أنان في إطار زمني محدد عبر اللجوء إلى أحكام الفصل السابع، ووقف المواصلات البحرية والجوية والسلكية وقفا جزئيا أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية، والقيام بتدابير لحماية المدنيين وفرض الوقف الكامل والشامل لأعمال العنف ومنح المراقبين كافة الصلاحيات لتمكينهم من حماية المدنيين.
وشدد العربي على أن الجامعة العربية لا تدعو مجلس الأمن لاستخدام القوة أو اللجوء للخيار العسكري، لكنها تطالب باستخدام كافة وسائل الضغط السياسية والتجارية وفق المادتين 40 و41. وقال: «المسؤولية السياسية والإنسانية على الدول الأعضاء تفرض اتخاذ موقف حاسم لفرض تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها بوقف العنف الذي لا يمكن السكوت عنه، والذي سيكون له تداعيات على المنطقة تنذر باتساع دائرة الصراع بما يهدد الأمن والسلم للمنطقة والمجتمع الدولي».
وأشار العربي إلى جهود الجامعة العربية لتوحيد المعارضة السورية والتجاوب لعقد اجتماع في القاهرة خلال الأسابيع المقبلة. واختتم خطابة قائلا «غير مقبول سياسيا وإنسانيا أن يخذل المجتمع الدولي الشعب السوري في محنته وأن مصداقية الأمم المتحدة على المحك».
من جانبه، حث رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر جميع الدول الأعضاء على التعاون مع أنان وإقناع الحكومة السورية وكافة الأطراف بوقف العنف بجميع أشكاله، محذرا من التأخر ومن فقد منظمة الأمم المتحدة لمصداقيتها. وقال: «يتعين علينا أن نجد وسيلة لإنهاء العنف والأزمة الإنسانية وتسهيل عملية التوصل لحل سياسي سلمي شامل بقيادة سوريا، نحن بحاجة إلى إجراء نقاش صريح معني بتحقيق منجزات فعلية بشأن سوريا، ويجب أن نتحرك على وجه السرعة فحياة عشرات الآلاف من السوريين واستقرار المنطقة أصبح على المحك، وأيضا مصداقية هذه المنظمة».
وأشار النصر إلى مقتل وجرح المئات في منطقة الحولة وتعرض المدنيين للقتل المتعمد ولانتهاكات شديدة من عناصر موالية للنظام وقيام المدفعية والدبابات التابعة للحكومة بقصف أحياء سكنية، مؤكدا أن العنف في سوريا لا يزال مستمرا وأن المجتمع الدولي لا يمكن أن ينكر أن ضحايا أبرياء يموتون يوميا. وقال إن «هذه الجرائم تستلزم تحقيقا دوليا يتسم بالشفافية والاستقلالية والحيادية وضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكابها». وأبدى تطلعه إلى الوقوف على نتائج التحقيق الذي أعلنت الحكومة السورية عن إجرائه.
ووجه النصر تحية لشجاعة وتفاني مراقبي البعثة الأممية في سوريا، مشددا على ضرورة أن يكون ضمان سلامة المراقبين وأمنهم أولوية قصوى. كما حذر من أن «الاستجابة للأزمة في سوريا لا ينبغي أن تخضع للتسييس، بل هي أزمة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وهو من صميم مسؤولية هذه المنظمة».
وأنكر مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مسؤولية الحكومة السورية عن المجزرة، مشيرا إلى أن ما نشر من صور في قنوات «الجزيرة» و«العربية» و«بي بي سي» ليست صورا للضحايا، وأن أهالي القرية استغاثوا بقوات حفظ النظام لنجدتهم من مسلحين قدموا من قرية تدعي جريجيتش. وقال الجعفري إن «ما يجري من مجزرة بشعة غير قابلة للتبرير والتشخيص لهذه المجازر غير سليم لأنه يستند لغرف عمليات إعلامية لا علاقة لها بما يجري»، وشدد الجعفري على أن دماء السوريين من مدنيين وعسكريين بمن في ذلك من يحمل السلاح والمعارضة الداخلية والخارجية هي دماء غالية.
وأعلن الجعفري أن الحكومة السورية لم تدخر جهدا لوقف إهدار الدماء وتنفيذ الجزء الخاص بها في خطة أنان، وقدمت كل المساعدة له ولفريقه، وقال: «أعلن اليوم مجددا أن سوريا مستعدة لتقديم أقصى ما تستطيع لإنجاح مهمة أنان وأبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد حوارا وطنيا جادا ولكل من يحرص على استقلالية وأمن ووحدة أراضي سوريا». وأشار إلى أن مشكلة سوريا ليست مع المعارضة الداخلية، وإنما مع من يتاجر بوطنية المعارضة والدم السوري، مشيرا إلى تهريب الأسلحة من ليبيا إلى الجماعات المسلحة في سوريا عبر لبنان، والي تشكيل جبهة ثوار سوريا تحت شعار المعركة لتحرير سوريا عبر السلاح.
وهاجم الجعفري القول إن أعمال العنف هي رد فعل ودفاع عن النفس، واعتبرها تبريرا للقيام بأعمال إرهابية وتبرير تقديم الدول الأسلحة للجماعات التي تستهدف المباني الحكومية والمصافي والقطارات والمستشفيات والمدارس. كما هاجم الجعفري قيام نبيل العربي بتحميل الحكومة السورية مسؤولية مجزرة الحولة قبل انتهاء التحقيقات، وأعلن استعداد حكومته لاستقبال لجنة تحقيق من دولة معروف بحيادتها ورفضها للتدخل في الشؤون السورية. واستنكر عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا رغم إعلان فاليري أموس أن المساهمات وصلت إلى 118 مليون دولار للمساعدات الإنسانية لسوريا.
وشدد المتحدث باسم المجموعة العربية على أهمية الحل العربي للأزمة في سوريا ورفض استخدام العنف ضد المدنيين ورفض التدخل الأجنبي وضرورة التنفيذ الكامل لخطة أنان باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق تطلعات الشعب السوري. وقال إن الاستخدام المفرط للقوة هو انتهاك للقانون الدولي، وطالب بتحديد إطار زمني لتنفيذ الخطة وإلزام الحكومة السورية بوقف كافة أشكال العنف والضغط على المعارضة لتوحيد صفوفها، مؤكدا أن الوضع لا يحتمل الصمت أو الانتظار. وكان ناصر بن عبد العزيز النصر قد دعا إلى هذا عقد اجتماعا للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا، وعقد اجتماعا مغلقا مع كل من بان كي مون ونبيل العربي وكوفي أنان، والأمين العام المساعد لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش قبل بداية الجلسة المفتوحة لتقديم إحاطة والاتفاق على الخطوات المقبلة.
موسكو تؤكد: مصير الأسد قضية تتعلق بشعبه
بوغدانوف: النموذج اليمني أمر ممكن في حال وافق السوريون على ذلك
موسكو: سامي عمارة
في أعقاب تصريح غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الذي تناقله العالم عنه وقال فيه إن «موسكو لا تشترط بقاء الأسد كشرط مسبق لتسوية النزاع في سوريا»، أعلن زميله ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية والمسؤول عن ملف البلدان العربية أمس أن «موسكو تعتبر أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري وحده»، مشيرا إلى أن «هذه القضية ليست قضيتنا.. إنها قضية تخص القوى السياسية والاجتماعية السورية».
وعاد المسؤول الروسي إلى تكرار ما سبق وقاله في حديثه إلى «الشرق الأوسط» حول أن «تسوية الوضع في سوريا بموجب النموذج اليمني أمر ممكن في حال وافق السوريون على ذلك»، موضحا أن «السيناريو اليمني تمت مناقشته من قبل اليمنيين، وفي حال قيام السوريين بمناقشته فنحن لا نعارض». ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن بوغدانوف قوله إن «المجتمع الدولي يتخذ موقفا مشتركا حيال المسألة السورية، مدعوما بقرارين من مجلس الأمن الدولي وخطة أنان المتوافق عليها وقرار قمة مجموعة الدول الثماني»، مؤكدا أنه «الأساس الذي يجب أن يعمل عليه جميع أعضاء المجتمع الدولي».
وأكد بوغدانوف ضرورة الانطلاق من خطة أنان، التي قال إن رفضها من جانب المعارضة السورية المسلحة لا يعني فشلها.. في الوقت الذي أعلن فيه ألكسندر لوكاشينكو، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، أنه لا يوجد أي بديل لهذه الخطة.. وكان لوكاشينكو أعرب عن إدانة بلاده للأحداث الإرهابية الأخيرة التي وقعت على مقربة من مدينة حماه السورية.
ومن المقرر أن يلتقي بوغدانوف – والمسؤولون الروس – مبعوث الخارجية الأميركية فريدريك هوف الذي وصل إلى موسكو لبحث الأزمة السورية. وفي حديثه إلى قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية، وصف سيرغي أوردجونيكيدزه، نائب وزير الخارجية الروسية الأسبق ونائب الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان، المبادرة التي أطلقتها روسيا لعقد مؤتمر جديد حول سوريا بالجيدة.. مضيفا «إنها تسمح لدول إقليمية وأخرى عالمية ذات تأثير في الانخراط في عملية التسوية السلمية للأزمة السورية».
وأشار أودجونيكيدزه إلى أن «فكرة تشكيل مجموعة اتصال حول سوريا، التي من المتوقع أن يطرحها أنان خلال تقديمه للتقرير الدوري أمام مجلس الأمن الدولي (أمس)، فكرة مثيرة للاهتمام، وتشكيلها أمر يعود إلى مجلس الأمن. وإذا تم تشكيلها فستعمل على تطبيق خطة أنان على أرض الواقع»، داعيا الدول التي تؤثر في المعارضة السورية لتشارك «بنشاط أكبر لتنفيذ هذه الخطة». وفي سياق ذي صلة، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس خلال زيارة إلى عاصمة كازاخستان أن بلاده ستمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز «تدخلا خارجيا» في سوريا. وقال لافروف: «لن يكون هناك تفويض (من الأمم المتحدة) لتدخل خارجي في سوريا. أضمن لكم ذلك».
وأضاف «هناك أطراف في النزاع، خصوصا في الخارج، ذلك المسمى المجلس الوطني السوري، لا يريدون مفاوضات مع النظام بل فقط مواصلة المعارك المسلحة إلى أن يمنح مجلس الأمن تفويضا لتدخل أجنبي».
كلينتون: الأسد يجب أن يرحل.. وعلى المجتمع الدولي الاتحاد وراء «خطة قابلة للتنفيذ»
تلتقي أنان اليوم بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن * الخارجية التركية: اجتماع «لتنسيق المعارضة السورية» مع ممثلي 16 دولة منتصف يونيو
إسطنبول: «الشرق الأوسط» واشنطن: هبة القدسي
بينما أعلنت وزارة الخارجية التركية أن 16 بلدا بينها الولايات المتحدة ودول عربية وأجنبية اجتمعت في إسطنبول مساء الأربعاء قررت إنشاء «مجموعة تنسيق» للمعارضة السورية، حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الرئيس السوري بشار الأسد على تسليم السلطة ومغادرة بلاده، ووصفت المذبحة التي وقعت قرب حماه أول من أمس بأنها فعل ينم عن انعدام الضمير.
وخلال تصريحاتها في مؤتمر صحافي بإسطنبول، أبدت كلينتون استعدادا للعمل مع كل أعضاء مجلس الأمن الدولي؛ بما فيهم روسيا، بشأن مؤتمر حول مستقبل سوريا السياسي. لكنها ذكرت أن هذا المؤتمر ينبغي أن ينطلق من مبدأ أن يفسح الأسد المجال أمام حكومة ديمقراطية.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في إسطنبول عقب اجتماعها مع وزراء خارجية دول عربية وغربية لبحث مكافحة الإرهاب: «يجب أن ينقل الأسد السلطة ويرحل عن سوريا»، وأضافت: «العنف الذي يرعاه النظام والذي شهدناه مجددا في حماه (أول من) أمس ينم عن انعدام الضمير. الأسد ضاعف من وحشيته وازدواجيته، وسوريا لن ولا يمكن أن يسودها الهدوء أو الاستقرار ولا الديمقراطية بالطبع إلى أن يرحل الأسد».
وحثت كلينتون المجتمع الدولي على الاتحاد وراء «خطة قابلة للتنفيذ»، وقالت إن واشنطن تريد التعاون مع أي دولة ما دام يوجد اتفاق على أن الأسد يجب أن يتخلى عن الحكم. وأضافت: «لدينا استعداد للعمل مع أي دولة، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.. وسنفعل ما دام هذا التجمع سيبدأ من منطلق أن على الأسد ونظامه أن يفسحا الطريق أمام سوريا جديدة ديمقراطية».
وقالت كلينتون إنها سترسل مستشارها الخاص بشأن سوريا إلى موسكو غدا ليبحث مع الحكومة الروسية الحاجة إلى الانتقال السياسي في سوريا. وأشارت إلى أن خطة مبعوث السلام الدولي كوفي أنان، التي كان محورها وقفا لإطلاق النار لم يصمد قط، يجب أن تمنح فرصة أخيرة، قائلة إن «الدول الأخرى (ويحتمل أنها تقصد روسيا والصين) لن تؤيد اتخاذ إجراءات أقوى ما لم يكن فشلها محققا».
وأضافت: «نعتقد أنه من المهم بالنسبة لنا أن نعطي أنان وخطته آخر قدر بإمكاننا من الدعم، لأننا ولكي نضع الآخرين في حالة ذهنية لاتخاذ إجراء في مجلس الأمن، يجب أن يكون هناك إدراك نهائي بأنه لم يعد هناك جدوى».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن 16 بلدا بينها الولايات المتحدة ودول عربية وأجنبية اجتمعت في إسطنبول مساء الأربعاء قررت إنشاء «مجموعة تنسيق» للمعارضة السورية. وقالت الخارجية في بيان إن المشاركين «اتفقوا على عقد اجتماع لمجموعة تنسيق لدعم المعارضة السورية» وتنسيق جهودها. وستعقد المجموعة أول اجتماع لها بإسطنبول في 15 و16 يونيو (حزيران) الحالي مع «مجمل المعارضة السورية وممثلين للدول الـ16».
ولم يذكر البيان ما إذا كان المشاركون يفكرون في تقديم دعم عسكري ومادي للمعارضة السورية المجتمعة، خصوصا المجلس الوطني السوري. وحضر الاجتماع في إسطنبول، الذي لم يعلن عنه مسبقا، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظراؤها؛ البريطاني ويليام هيغ، والفرنسي لوران فابيوس، والألماني غيدو فسترفيلي، والممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وقال البيان إن المشاركين رحبوا باقتراح فرنسي باستضافة اجتماع جديد لدول مجموعة أصدقاء سوريا في باريس مطلع يوليو (تموز) المقبل.
ويلتقي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن اليوم الجمعة عقب الجلسة المغلقة لمجلس الأمن، وذلك لمناقشة تطورات الوضع السوري والخطوات القادمة التي يمكن القيام بها لاحتواء الأزمة في سوريا.
وأشار دبلوماسيون بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن حالة من الإحباط تسود أجواء الأمم المتحدة ومجلس الأمن لسوء وتفاقم الأزمة السورية وعدم الالتزام بتطبيق خطة أنان. وتبدي بعض الدول من المجموعة العربية مخاوفها من اتساع نطاق الأزمة لتمتد إلى كل من لبنان والعراق والأردن، بما يهدد السلم والأمن الدولي. وأشارت المصادر إلى استبعاد استصدار قرار باللجوء إلى الفصل السابع خلال الأيام القليلة المقبلة انتظارا للقاءات رؤساء دول مجموعة العشرين في المكسيك يومي 18 و19 من الشهر الجاري، حيث من المتوقع أن يجتمع الرئيس باراك أوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاتفاق على طريقة معالجة الأزمة السورية واستمالة روسيا للاستجابة للمجتمع الدولي.
وأوضحت المصادر أن الوضع الروسي ما زال متماسكا ضد إصدار أي قرارات لإرغام النظام السوري على الوفاء بالتزاماته، رغم بعض المرونة التي بدت خلال الأيام الماضية مع عدم اشتراط روسيا بقاء الأسد في السلطة. وأشارت المصادر إلى اقتراحات قدمها أنان بإنشاء مجموعة اتصال تضم مجموعة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لوضع جدول زمني محدد لتطبيق الخطة. ويفرض الجدول الزمني التزامات محددة على كل من الحكومة السورية ومجموعات المعارضة بحيث يمهد لفرض عقوبات على الطرف الذي لا يلتزم بالجدول الزمني وبتنفيذ التزاماته وفقا لهذا الجدول. وهو المقترح الذي تسانده كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا فيما ترفضه روسيا.
وأشارت مصادر إلى خلافات روسية أميركية حول تفاصيل تنفيذ خطة أنان، حيث يرفض المندوب الروسي تحميل كافة المسؤولية على عاتق الحكومة السورية، كما يرفض تدخل مجلس الأمن في مراقبة تطبيق الحكومة السورية لبنود الخطة وفرض عقوبات في حال عدم الالتزام بها.. ويقول المندوب الروسي إن تلك الخطوات هي تمهيد مبرر لتدخل مجلس الأمن للقيام بتغيير النظام في سوريا.
فرنسا: مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المقبل 6 يوليو في باريس
باريس: ميشال أبو نجم
أكدت باريس رسميا موعد انعقاد مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في باريس يوم 6 يوليو (تموز) المقبل، وذلك «بسبب التدهور الخطير للوضع في سوريا».
والمؤتمر هو الثالث من نوعه بعد اجتماعي تونس وإسطنبول، وكان دبلوماسي أميركي قد كشف عنه مساء أول من أمس على هامش اجتماع إسطنبول لمجموعة الاتصال المشكلة من 15 بلدا بينها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية. وقال برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية، إن باريس قررت الدعوة إلى المؤتمر المذكور الذي سيلتئم في العاصمة الفرنسية يوم 6 يوليو المقبل، «بسبب التدهور الخطير للوضع في سوريا».
وأدرج فاليرو الاجتماع في إطار «جهود الأسرة الدولية الهادفة إلى وضع خطة (المبعوث الدولي – العربي كوفي) أنان موضع التنفيذ من أجل تحقيق انتقال ديمقراطي يحقق آمال الشعب السوري». وبحسب باريس، فإن المؤتمر «سيقوم بتعبئة جهود الدول والمنظمات التي تريد أن توفر المساعدة للشعب السوري، بينما الوضعان الإنساني والأمني يتدهوران، والقمع مستمر». وأشارت الخارجية الفرنسية إلى أن المعارضة السورية «ستكون حاضرة في المؤتمر».
وتأتي الخطوة الفرنسية في ما يبدو أنه «سباق المبادرات الدبلوماسية»، بعد أن أطلق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين دعوة لمؤتمر من نوع جديد تنضم إليه إيران.. وفيما كان أنان يستعد، في مسعى منه لإعادة الحياة لخطته، لطرح مشروع مشابه بمناسبة التقرير الذي قدمه أمس إلى مجلس الأمن عن مهمته وعن عمل المراقبين الدوليين.
كذلك أسفر اجتماع إسطنبول عن إيجاد «مجموعة تنسيق» من 16 بلدا هدفها توفير الدعم للمبادرة السورية، التي تعتبرها باريس «عقب أخيل» لما يعتورها من انقسامات وتجاذبات. وحتى الآن، رفضت موسكو وبكين الانضمام إلى مجموعة أصدقاء سوريا رغم دعوتهما إليها. غير أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي شارك في اجتماع إسطنبول، سارع إلى إطلاق النار على المبادرة الروسية، حيث رفض رفضا قاطعا مشاركة إيران فيها. وقال فابيوس مساء الأربعاء إن إيران «لا يمكن أن تشارك أبدا» في هذا النوع من المؤتمرات، لأن مشاركتها «ستكون متناقضة مع الهدف المرجو» وهو «ممارسة ضغوط قوية على سوريا» من جهة، ولأنها أيضا ستوجد «تداخلا» مع المناقشات الجارية بشأن الملف النووي الإيراني. وما قاله فابيوس يتطابق مع ما قالته الوزيرة الأميركية هيلاري كلينتون والوزير البريطاني ويليام هيغ اللذان رفضا أيضا المشاركة الإيرانية.
ويختلف المشروع الروسي كذلك في كونه يستهدف إيجاد مجموعة ضيقة نسبيا بحيث تضم الجهات الفاعلة والمؤثرة على الوضع السوري سواء السلطة أو المعارضة.. ومن هنا كانت فكرة ضم إيران إليها باعتبارها الطرف الإقليمي الداعم لنظام الرئيس الأسد. كذلك، فإن المشروع الروسي لا يرصد مكانا للمعارضة السورية، بعكس ما توفره لها مجموعة أصدقاء الشعب السوري.
وأشارت الخارجية الفرنسية أمس إلى أن النظام الإيراني «ما زال يدعم حتى الآن دعما مطلقا بشار الأسد والقمع الدموي الذي يمارسه بحق الشعب السوري، ولذا فمن غير الممكن أن نتخيل ضم إيران إلى (الجهود) لتسوية الأزمة السورية».
وأجرى أمس رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي شارك في اجتماع إسطنبول، محادثات في باريس مع رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند، ووزير الخارجية لوران فابيوس تركزت، إلى جانب العلاقات الثنائية، على الملف السوري.
وكان الأبرز في تصريحات المسؤول القطري عقب الاجتماع، تأكيده أمرين؛ الأول أن اجتماع إسطنبول تناول «بالتفصيل» مسألة وضع خطة أنان تحت الفصل السابع «حتى تكون لها قوة التنفيذ» وفق ما اقترحته اللجنة العربية لمتابعة الملف السوري في اجتماعها بالدوحة في 2 يونيو (حزيران) الحالي. وبحسب الشيخ حمد بن جاسم، فإن «الجميع أيد الانتقال إلى الفصل السابع»، مما يعني الحاجة إلى قرار جديد من مجلس الأمن الدولي، وبالتالي موافقة روسيا والصين عليه.
والأمر الثاني أنه في حال تعذر تحقيق هذا الهدف، فإن الشيخ حمد بن جاسم نبه إلى أن ذلك «لا يعني أنه لا توجد حلول أخرى نسعى إليها الآن ونتحدث بشأنها مع دول كثيرة». لكن المسؤول القطري امتنع عن الإفصاح عن طبيعة هذه الحلول، لكنه في المقابل، حرص على القول إن بلاده «تسعى لحل الأزمة سلميا». وكان الرئيس هولاند قال سابقا إنه «لا يستبعد» اللجوء إلى الحل العسكري، ولكن تحت راية الأمم المتحدة. إلا أن مصادر فرنسية رفيعة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن هذا «لا يعني أننا سنذهب إلى الحرب غدا، بل هي رسالة لبشار الأسد مفادها أن الأسرة الدولية لن تقف مكتوفة الأيدي لتعد القتلى الذين يتساقطون بسبب قمع قواته».
وقال المسؤول القطري إن أنان صارح المجتمعين في الدوحة قبل أيام بما ينوي طرحه على مجلس الأمن، مضيفا أن أي اقتراح «يساهم في إيجاد حل للأزمة والتعجيل بالاستقرار السياسي ويساهم في نقل سلمي للسلطة»، موضع ترحيب، وأن بلاده «تسعى لحل سلمي». وحمل حمد بن جاسم الحكومة السورية مسؤولية إفشال خطة أنان، حيث قال الأخير رسميا للوزراء العرب في الدوحة إن دمشق «لم تستجب للنقاط الست».
العمل على تشكيل هيئة قيادية سياسية مدنية عسكرية من الداخل
تضم 28 مدنيا مستقلا و28 ضابطا عسكريا منشقا
لندن: نادية التركي
أعلنت مصادر في المعارضة السورية أمس عن وجود مباحثات في سوريا من أجل تشكيل هيئة قيادية سياسية مدنية عسكرية تعمل من الداخل. وقال المعارض السوري المستقل فهد المصري المقيم في باريس، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك مشاورات تجرى منذ أسابيع في الداخل السوري لتشكيل هيئة قيادية سياسية مدنية – عسكرية من الداخل من أجل وضع حد لكل التشرذمات والانقسامات ولوضع المجتمع الدولي أمام استحقاق التغيير للمساعدة على إسقاط النظام».
وأضاف أن «بناء هذه الهيئة سيقطع الطريق أمام كل تردد دولي بشأن التدخل لحماية الشعب السوري والإطاحة بنظام بشار الأسد سواء إن كانت حجتهم الخوف من انعدام وجود البديل، فهذه الهيئة هي البديل في المرحلة الانتقالية مدنيا وعسكريا، أو كانت الحجة بعدم التدخل هي عدم وجود رؤية واحدة للمعارضة، فرؤية الهيئة ستكون الرؤية الوطنية الحقيقية للشعب السوري، ولا مجال حينها للتردد أمام وحدة الداخل الثورية والسياسية والعسكرية، وهذه الهيئة ستكون قابلة للتوسع بضم أعضاء جدد من الداخل وفقا للمستجدات على الأرض وبموجب رؤية وطنية واضحة وشاملة لتحقيق التغيير المطلوب وتحقيق المصالحة الوطنية وصيانة الوحدة الوطنية ومحاسبة كل من أساء وأجرم في حق الشعب والشروع في عملية البناء الديمقراطي».
وأكد المصري أنه «تم طرح ومناقشة الموضوع منذ ثلاثة أسابيع مع القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومع قادة المجالس العسكرية المحلية ومع رئيس المجلس العسكري الأعلى، كما تمت مناقشته مع العديد من قوى الثورة السورية المدنية في عدد من المحافظات، ويتم حاليا تفعيل المشروع ومناقشته من كل الجوانب لتسهم كل القوى الحقيقية للثورة في الداخل من مدنيين وعسكريين في إنضاج المشروع». وأضاف أن «المشروع سيرى النور قريبا في الوقت الذي سيقرره قادة سوريا الحقيقيون من الداخل». وأوضح المصري أن المشروع حظي بقبول واهتمام العديد من قيادات الثورة السورية في الداخل وأيضا بدعم واهتمام قيادات عسكرية منشقة. وأضاف أن «فكرة المشروع تقوم على أن يتم تشكيل هذه الهيئة من الداخل وتضم 28 مدنيا مستقلا و28 ضابطا عسكريا منشقا»، شارحا أن ذلك لأنه «في سوريا 14 محافظة، وارتأينا أن يكون هناك عضوان مدنيان مستقلان عن كل محافظة، وأن تختار قوى الثورة العاملة على الأرض في كل محافظة اثنين كممثلين عنها في هذه الهيئة، وبالنتيجة يكون لدينا 28 مدنيا مستقلا سيعبرون تماما عن مطالب الثورة والشارع السوري المنتفض، ولن يكون هناك أي مجال حينها للانتقاص من مطالب الشعب السوري، والرؤية هي أن يكونوا مستقلين لأن الثورة السورية لم تكن ثورة أحزاب بل ثورة شعب يقودها الشباب، والثورة سبقت كل الأحزاب وتشكيلاتها في الداخل والخارج بأشواط طويلة، وبالتالي تحاول تلك القوى السياسية سواء كانت تقليدية أو حديثة اللحاق بركب الثورة». كما أوضح الناشط السوري أن الهيئة «تضم 28 شخصية عسكرية من القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، ومن قيادات المجالس العسكرية المحلية في المحافظات السورية، وعددا من الضباط الكبار الموجودين حاليا في تركيا الذين سيعودون في الأيام القليلة القادمة إلى الداخل إلى الميدان للدفاع عن الشعب»، وأن هذه الهيئة «يمكنها أن تختار بين 6 إلى 8 شخصيات نصفهم من المدنيين والنصف الآخر من العسكريين ليكونوا رسلا للهيئة في اللقاء مع الدول والحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية، وتوصيل رسالة الداخل كما هي دون اجتهادات شخصية، والحصول بشكل مباشر على كل أنواع الدعم للثورة من دون الحاجة إلى وسطاء، ولضمان وصول كل أشكال المساعدات للداخل».
وأكد المصري أنه على الجميع أن يعرفوا أن «من سيقود سوريا الآن وفي المرحلة الانتقالية هم هؤلاء القادة من الداخل من مدنيين وعسكريين موجودين على الأرض، لأنهم هم من يواجهون الدبابة والمدفع وكل أشكال الإجرام، وهم من يستحق إدارة سفينة النجاة والخلاص الوطني». وأضاف أن «من لديه طموحات سياسية كأفراد أو هيئات وأحزاب موجودة في الداخل أو الخارج فعليه أن يستعد للمعركة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع والانتخاب المباشر الحر والنزيه، فالشعب هو من سيختار، وهو من سيعين قيادته الوطنية بناء على برامج سياسية وطنية ديمقراطية حقيقية لا تميز بين مواطن وآخر، وتعترف بحقوق وواجبات الجميع دون أي استثناء، فلا مكان بعد اليوم للانتهازية والشخصانية، فالدم السوري غال جدا، ودماء الأطفال وكل الشهداء خط أحمر وليست سلعة للمزايدة السياسية والمراهنات».
المعارضة السورية تطلق ذراعها المالية تحت اسم «المنتدى السوري للأعمال»
رجال أعمال سوريون يساهمون بـ300 مليون دولار لدعم الثورة
بيروت: بولا أسطيح
أعلنت المعارضة السورية من الدوحة عن إطلاق ذراعها المالية تحت اسم «المنتدى السوري للأعمال»، والذي يضم مئات رجال الأعمال السوريين من الداخل والمهجر الذين تكفلوا بإنشاء صندوق بقيمة 300 مليون دولار لدعم «الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد».
ورد رئيس المنتدى مصطفى الصباغ سبب إنشاء المنتدى إلى «مأسسة عمليات الدعم والإسناد للثورة السورية»، لافتا إلى أنه «تم تشكيل مجلس إدارة للمنتدى مكون من سبعة أعضاء، سيمثل ثلاثة منهم طبقة رجال الأعمال داخل سوريا»، مضيفا أن المنتدى سيوفد مبعوثين إلى الدول المانحة، وعلى الأخص دول الخليج العربية لمحاولة الإتيان بالمزيد من الدعم.
وكان البيان الرسمي للمنتدى الذي عقد اجتماعه التأسيسي في الدوحة بمشاركة نحو 100 من رجال الأعمال السوريين في الخارج، دعا «جميع رجال الأعمال وأنصار الثورة في كل مكان للمشاركة في الصندوق المالي»، مشيرا إلى أنه «لا مانع من استقبال الهبات من أصدقاء سوريا». بدوره، أوضح عضو المنتدى وعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني خالد خوجة، أن «هذا المنتدى كان قد تشكل منذ بداية الثورة السورية، ولكن اليوم وبعد إبداء عدد كبير من رجال الأعمال رغبتهم بالانضمام إليه لتقديم الدعم المالي للثورة، تمت إعادة إحيائه والإعلان عن تشكيلة جديدة له، وهو يضم حاليا أكثر من 300 من رجال الأعمال من الداخل السوري ما عدا أعضاء المهجر».
وأشار خوجة إلى أنه «وبالتحديد بعد مجزرة الحولة، خرجت أصوات كثيرة تطالب بإعادة هيكلة المنتدى ليضم فئة أوسع من رجال الأعمال»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أكثر من 150 مليون دولار صرفت في وقت سابق في الكثير من المدن السورية، وخاصة في حمص ودمشق، علما بأن 100 ألف دولار تصرف بشكل يومي في العاصمة السورية».
وشرح خوجة الخطة المتكاملة التي يعمل على أساسها المنتدى باعتباره رافدا من روافد الثورة، متحدثا أولا عن خطة إغاثية يتم تطبيقها حاليا إلى جانب خطة دعم وإعادة تنظيم الجيش السوري الحر، وصولا لخطة تم وضعها للمرحلة الانتقالية لإعادة إعمار سوريا. وقال: «أهم ما في المنتدى هو أن عددا كبيرا من رجال الأعمال، والذين يقوم النظام السوري وبجزء كبير عليهم، كانوا وحتى وقت قصير يترددون في إعلان دعمهم للثورة بسبب الضغوط الكبيرة التي كانت تمارس عليهم.. ولذلك يمكن اليوم الحديث عن نقطة تحول كبيرة في مسار الثورة ستؤدي حتما لانهيار النظام».
وبالتزامن، قال عضو المجلس الوطني وائل ميرزا، وهو أحد مؤسسي المنتدى السوري للأعمال، إن المنتدى ينوي الانضمام للمجلس الوطني السوري المعارض، لافتا إلى أنه تم إنشاء هذا الصندوق لدعم كل المشاركين في الثورة في سوريا وإقامة علاقة قوية مع رجال الأعمال داخل وخارج سوريا وحماية المدنيين. وقال ميرزا إنه تم بالفعل إنفاق نصف أموال الصندوق الذي تبلغ قيمته 300 مليون دولار، وإن بعضها صرف في صورة مساهمات للجيش السوري الحر. وأضاف أن معظم الدعم للمعارضين سيكون في الجانب الفني، وسيتضمن أيضا دعما في الإمداد والتموين للشعب السوري على الأرض، مشيرا إلى أن الصندوق سيكون مقره في الدوحة.
البرلمان العربي يدعو إلى حماية كنوز سوريا الأثرية من التدمير ويحذر من تعرضها للسرقة
القاهرة: صلاح جمعة
دعا رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة اتخاذ الإجراءات الفورية والعاجلة لإنقاذ كنوز سوريا الأثرية التي تتعرض للتدمير نتيجة استخدام النظام السوري الأسلحة الثقيلة، وطالب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بإضافة عمليات تدمير المواقع الأثرية في سوريا لتكون ضمن قائمة جرائم النظام ضد الإنسانية وتدمير المعالم الحضارية والثقافية.
وأضاف أن سوريا احتضنت أهم المواقع المعروفة عالميا بالآثار اليونانية والرومانية، والمصنفة حسب اليونسكو ضمن التراث العالمي، محذرا من إمكانية تعرض بعض الآثار السورية لعمليات نهب والسرقة. وناشد الدقباسي دول العالم وجميع المنظمات الدولية، والإقليمية اتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف مــــــا سمــــــاه مجـــازر النظام السوري الوحشية ضد أبناء الشعب السوري.
وقال في بيان صحافي يوم أمس إن ما يمارسه النظام السوري أمر غير معقول، وكان آخره المجزرة غير الإنسانية التي ارتكبتها أول من أمس في قرية القبير بريف حماه، والتي راح ضحيتها ما يقرب من مائة شخص معظمهم من النساء والأطفال تم ذبحهم بالسكاكين والآلات الحادة.
وقال رئيس البرلمان إن أعمال القتل والعنف والتنكيل التي ما يزال يقوم بها النظام السوري واستخدامه الأسلحة الثقيلة في ضرب المواقع الأثرية في عدة مواقع هامة منها مدينه اييلا الأثرية الواقعة في محافظة إدلب، يوضح بجلاء أن النظام السوري لم يعد يقيم وزنا أو اهتماما لأي بيانات إدانة أو مبادرات.
وطالب اليونيسكو والدول الأعضاء والجامعة العربية والهيئات الدولية والإقليمية باتخاذ الإجراءات العاجلة لحماية المعالم الأثرية في سوريا وضمان عدم تعرضها للسرقة والنهب والتهريب من البلاد ووقف تدميرها من عمليات النظام المسلحة.
منشق عن المخابرات الجوية يتهم رفاقه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
لندن: «الشرق الأوسط»
اتهم ناشطون في حمص قوات الأمن والشبيحة باختطاف فتيات بهدف المساومة عليهن، مقابل مبالغ مالية كبيرة، حيث تم توثيق ست حالات اختطاف خلال الشهرين الأخيرين، ثلاث منهن في الأسبوع الأخير.. ولفت الناشطون إلى أن الأرقام أكثر من ذلك بكثير، لكن عائلات المخطوفات يتكتمن على عمليات اختطاف بناتهن لاعتبارات اجتماعية.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية في حمص أن هناك ستا وعشرين فتاة مخطوفة، بينهن بنات اختفين منذ عدة أشهر، وأن عائلات المخطوفــــــــات يوسطون معارفهم لإخلاء سبيل بناتهن مقـــــــــابل دفع مبـــــالغ كبيرة. وأن هناك مساعي لحل هذه المشكلة بواسطة الوجهاء، بعيدا عن الأجهزة الأمنية والسلطات.
وقال ناشطون إن عمليات الخطف تتم في الأحياء الهادئة، وغالبا تقاد الفتيات إلى الأحياء الموالية للنظام، فإما تتم المساومة عليهن أو يقتلن ويلقين في مكان لا يمكن لأهاليهن العثور على جثثهن. ويستخدم الخاطفون سيارات سياحية وفان – دون لوحات – تتجول تحت أنظار قوات الأمن والجيش، ويقودها شبيحة معروفون في المناطق التي يتم فيها الخطف، والأسبوع الأخير جرت ثلاث عمليات خطف في منطقة الغوطة قريبا من مركز الهلال الأحمر السوري.
وعمليات الاختطاف والاختفاء القسري لا تقتصر على الفتيات، ففي مناطق أخرى تقوم عصابات المرتزقة والشبيحة بخطف أشخاص بهدف المساومة على مبالغ مالية ضخمة، وتختلط عمليات الاختطاف من قبل عصابات مرتزقة وعمليات الاعتقال والتعذيب التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، حيث سجل اختفاء لثلاثة أشخاص عند حاجز أمني في مدينة القصير لأكثر من عشرة أيام، وتم العثور على جثث الثلاث، وهن من آل الفاضل، ملقاة قريبا من المدينة وهي مقيدة وقد تعرضت للتعذيب الشديد والحرق.
واحتجاجا على ارتكاب قوات الجيش النظامي والأجهزة الأمنية «جرائم ضد الإنسانية وأعمال عنف وقتل واغتصاب في محافظة حمص والرستن»، أعلن يوم أمس المساعد أول إبراهيم فرزات من المخابرات الجوية فرع حمص، انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه للجيش الحر.. متهما ثلاثة من رفاقه في المخابرات الجوية «بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمال عنف واغتصاب وقتل.. وهم العميد جودت الأحمد والمساعد الأول عبد الكريم الطرشة والمساعد أول حسن العلي».
وقال فرزات إن «هناك أشخاصا آخرين لم أذكر أسماءهم أيضا»، بحسب ما أظهره مقطع فيديو بثه ناشطون على شبكة الإنترنت. ويعد جهاز المخابرات الجوية الذي يرأسه العميد جميل حسن الأسوأ بين الأجهزة الأمنية السورية على الإطلاق، من جهة اعتقال الناشطين وتعذيبهم وتصفيتهم.
وبحسب أرقام صادرة عن لجان التنسيق المحلية، بلغ عدد حالات الخطف والتعذيب والتنكيل بالجثامين منذ وصول بعثة المراقبين إلى سوريا 148 حالة بينهم 8 أطفال، 57 حالة منها على يد شبيحة النظام ومرتزقة، والبقية على يد قوات الجيش النظامي والأجهزة الأمنية.
ومؤخرا سجل تطور مروع لجهة إحراق الجثث بعد القتل.. ويشار إلى أن عدد حالات التصفية بعد الخطف والاعتقال منذ بداية الثورة بلغت نحو 792 حالة، بينها 39 طفلا.. منهم 561 حالة على يد قوات الجيش النظامي، والبقية على يد الشبيحة والمرتزقة.
بان كي مون: الأسد فقد جوهر إنسانيته
تسببت المجزرة الجديدة في قرية القبير السورية في غضب دولي. وفي أقوى كلمات إدانة استخدمت ضد الأسد قال الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون أمام مجلس الأمن “أي نظام أو زعيم يتساهل في مثل هذا القتل للأبرياء قد فقد جوهر انسانيته”.
نيويورك: توالت ردود الفعل الدولية المستنكرة للمجزرة الجديدة التي شهدتها سوريا في بلدة القبير وادت الى سقوط عشرات القتلى، في وقت حذر المبعوث الدولي كوفي انان من “خروج الوضع عن السيطرة” قريبا.
وبعد اقل من اسبوعين على مجزرة الحولة التي اثارت ردود فعل دولية منددة، اتهمت المعارضة ومنظمة غير حكومية سورية القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد بارتكاب مجزرة اخرى الاربعاء في القبير بريف حماة. الا ان النظام نفى حصول هذه المجزرة مؤكدا ان ما حصل هو “جريمة ارتكبها الارهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والاطفال”.
ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هذه المجزرة بانها “مروعة ومقززة”. وقال بان أمام الجمعية العامة للامم المتحدة “منذ اشهر من البديهي ان الرئيس (السوري) بشار الاسد فقد اي مشروعية”.
كما حذر مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان من ان الازمة السورية “ستخرج عن السيطرة” اذا فشل الضغط الدولي على دمشق في تحقيق نتائج سريعة، على ما افاد دبلوماسيون وكالة فرانس برس.
وقالت صحيفة الغارديان في هذا السياق “الأمم المتحدة: الاسد فقد الانسانيه” في اشاره الي كلمات الادانه التي قالها الامين العام للامم المتحده بان كي مون امام مجلس الأمن الدولي للمجزره التي حدثت في قريه القصير السوريه وراح ضحيتها اكثر من 78 شخصا.
ونقلت الصحيفه عن الامين العام قوله أن القريه علي ما يبدو كانت مطوقه بالقوات السورية، و”جثث المدنيين الابرياء تتمدد علي الارض، حيث اطلق عليهم النار، وزعم ان البعض قد حرق او قطع بالسكاكين”.
وطلب انان مجددا من القوى الكبرى ابلاغ الرئيس السوري بشار الاسد بان عدم احترام خطة النقاط الست للسلام سيكون له “نتائج واضحة”، وفق هؤلاء الدبلوماسيين الذين اوردوا تصريحات ادلى بها المبعوث الدولي خلال جلسة مغلقة.
وفي مقابل التنديد الدولي، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في استانا عاصمة كازاخستان ان بلاده ستمنع صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي يجيز “تدخلا خارجيا” في سوريا.
الا ان موسكو نددت بهذه المجزرة “الوحشية” الرامية الى افشال خطة السلام التي قدمها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، داعية الغرب الى الضغط على المعارضة السورية المسلحة لحملها على احترامها.
كذلك اكدت الصين امام الجمعية العامة للامم المتحدة “رفضها القاطع” لحل الازمة السورية عن طريق “تدخل عسكري خارجي” او محاولة “تغيير النظام بالقوة” في هذا البلد. وفي باريس، دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الى “انتقال سلمي للسلطة في سوريا”، وذلك اثناء محادثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وقال انان امام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس ان المسؤولين عن هذه المجزرة يجب ان “يعاقبوا”. واعتبر عضو مجلس الشيوخ الاميركي جو ليبرمان ان شن ضربات جوية على سوريا سيقلب المعادلة ضد الرئيس السوري بشار الاسد، داعيا ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التحرك في هذا الاتجاه.
هذا ويتعرض حي الخالدية في حمص منذ صباح اليوم الجمعة لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول اقتحامه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان ان “حي الخالدية يتعرض منذ صباح اليوم لقصف عنيف من القوات النظامية السورية، وتسقط نحو خمس قذائف بالدقيقة”، مشيرا الى ان “القصف يتوقف لمدة ربع ساعة ويعود بالوتيرة نفسها”.
واشار الى ان “القوات النظامية تحاول اقتحام حي الخالدية في المدينة”. ومنذ سقوط حي بابا عمرو في بداية آذار/مارس، تتعرض احياء عديدة في مدينة حمص لقصف شبه متواصل من قوات النظام، وقد شهدت عمليات نزوح واسعة.
من جهة ثانية، ذكر المرصد ان عنصرين من قوى الامن قتلا في انفجار وقع في مدينة ادلب واستهدف قسما للشرطة. واورد معلومات اولية مفادها ان الانفجار نتج عن “انفجار سيارة مفخخة”.
وفي سياق متصل، اعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان المراقبين الدوليين سيحاولون مجددا الجمعة الوصول الى قرية القبير في وسط سوريا حيث وقعت مجزرة الاربعاء، وذلك بعدما اضطروا للعودة ادراجهم الخميس اثر تعرضهم لاطلاق نار.
وقال المتحدث فرحان حق ان قافلة من اربع سيارات مصفحة تابعة لمهمة المراقبة الدولية في سوريا تعرضت الخميس نحو الساعة 15,00 بالتوقيت المحلي الى اطلاق نار “من سلاح خفيف” اثناء محاولتها الوصول الى القبير، فعادت ادراجها دون ان يصاب اي من افرادها.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن افاد وكالة الأنباء الفرنسية عن مقتل 55 شخصا على الاقل الاربعاء في مجزرة القبير معظمهم من عائلة واحدة.
وقال عبد الرحمن إن “العدد الموثق لدينا بالاسماء حتى الآن (لضحايا مجزرة القبير) هو 49 شخصا غالبيتهم من آل اليتيم”، مشيرا الى ان من بين القتلى “18 امراة وطفلا”، لافتا الى ان ستة قتلى سقطوا امس كذلك في قرية جريجس بالقرب من القبير.
من جهته اعلن المجلس الوطني السوري أن ثمانين مدنيا بينهم 22 طفلا و20 امراة، قتلوا في القبير، داعيا على لسان الناطق باسمه محمد سرميني “الجيش السوري الحر الى تصعيد هجماته العسكرية من اجل فك الحصار عن التجمعات السكانية المحاصرة وحماية السوريين في مختلف انحاء البلاد”.
من ناحيتها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان اجتماع مجموعة “اصدقاء سوريا” الذي اعلن الرئيس فرنسوا هولاند عن تنظيمه، سيعقد في السادس من تموز/يوليو في باريس. وبرر الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو الدعوة الى الاجتماع “بالتفاقم المقلق للوضع في سوريا”.
ناشطون يتظاهرون في جمعة “ثوار وتجار يدًا بيد حتى الإنتصار“
تظاهرة أمام الأمم المتحدة في نيويورك تندد بالمجازر التي يذهب ضحيتها الأطفال في سوريا – 7 حزيران (يونيو) 2012
يتظاهر المعارضون السوريون اليوم في جمعة “ثوار وتجار يدًا بيد حتى الإنتصار” فيما توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالمجزرة الجديدة التي شهدتها سوريا في بلدة القبير وادت الى سقوط عشرات القتلى.
دمشق: دعار الناشطون السوريون على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إلى تظاهرات جديدة اليوم الجمعة تحت شعار “ثوار وتجار يدًا بيد حتى الإنتصار”، فيما توالت الخميس ردود الفعل الدولية المستنكرة للمجزرة الجديدة التي شهدتها سوريا في بلدة القبير وادت الى سقوط عشرات القتلى، في وقت حذر المبعوث الدولي كوفي انان من “خروج الوضع عن السيطرة” قريبا.
وبعد أقل من أسبوعين على مجزرة الحولة التي اثارت ردود فعل دولية منددة، اتهمت المعارضة ومنظمة غير حكومية سورية القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد بارتكاب مجزرة اخرى الاربعاء في القبير بريف حماة. الا ان النظام نفى حصول هذه المجزرة مؤكدا ان ما حصل هو “جريمة ارتكبها الارهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والاطفال”.
وأعلن متحدث باسم الامم المتحدة أن المراقبين الدوليين سيحاولون مجددًا اليوم الجمعة الوصول الى قرية القبير في وسط سوريا، وذلك بعدما اضطروا للعودة ادراجهم الخميس اثر تعرضهم لاطلاق نار.
وقال المتحدث فرحان حق ان قافلة من اربع سيارات مصفحة تابعة لمهمة المراقبة الدولية في سوريا تعرضت الخميس نحو الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي الى اطلاق نار “من سلاح خفيف” اثناء محاولتها الوصول الى القبير، فعادت ادراجها دون ان يصاب اي من افرادها.
واكد المصدر “لم يصب اي مراقب عسكري بجروح لكن احدى السيارات اصيبت باضرار طفيفة”، مشيرا الى ان “الدورية اضطرت الى العودة ادراجها الى نقطة مراقبة حكومية قريبة”. واضاف المتحدث ان بعثة المراقبين ستقوم الجمعة بمحاولة جديدة للوصول الى قرية القبير حيث وقعت المجزرة.
ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هذه المجزرة بانها “مروعة ومقززة”. وقال بان امام الجمعية العامة للامم المتحدة “منذ اشهر من البديهي ان الرئيس (السوري) بشار الاسد فقد اي مشروعية”. كما حذر مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان من ان الازمة السورية “ستخرج عن السيطرة” اذا فشل الضغط الدولي على دمشق في تحقيق نتائج سريعة، على ما افاد دبلوماسيون.
وطلب انان مجددا من القوى الكبرى ابلاغ الرئيس السوري بشار الاسد بان عدم احترام خطة النقاط الست للسلام سيكون له “نتائج واضحة”، وفق هؤلاء الدبلوماسيين الذين اوردوا تصريحات ادلى بها المبعوث الدولي خلال جلسة مغلقة.
وأكد الوسيط الدولي أن “محادثات تجري حول امكانية تشكيل مجموعة” اتصال دولية بشأن سوريا. وقال انان خلال مؤتمر صحافي ان مجموعة الاتصال هذه يجب ان “تضم دولا لها نفوذ على هذا الطرف وذاك، الحكومة والمعارضة” ولكنه لم يوضح اعضاء هذه المجموعة.
وردا على سؤال، قال انان مع ذلك ان “ايران بلد مهم في المنطقة” واعرب عن “امله في ان تشارك ايران في حل” الازمة السورية. واضاف ان “المحادثات حول مشاركة هذه الدولة او تلك في مجموعة الاتصال هذه ما زالت في بداياتها”.
قصف حمص في جمعة “ثوار وتجار“
أفاقت مدينة حمص صباح اليوم على قصف مدفعي عنيف ينفذه الجيش السوري النظامي في جمعة أطلق عليها الناشطون “ثوار وتجار.. يدا بيد حتى الانتصار”. وبينما يمضي الثائرون على نظام بشار الأسد بإعلان يوم غضب ضد “المجازر”، أعلن عن وقوع انفجار في مدينة إدلب أسفر عن مقتل عناصر من الجيش النظامي وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ودعا الناشطون اليوم إلى التظاهر تحت شعار “ثوار وتجار.. يدا بيد حتى الانتصار”، وذلك في رمزية لضم الطبقة البورجوازية السورية ورجال الأعمال والانخراط بفاعلية أكبر إلى الثورة على نظام الأسد.
وخرجت مظاهرات في عدة مدن ومناطق في أرجاء البلاد. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الأمن السوري أطلق الرصاص على مظاهرات خرجت في حيي الميدان والحجر الأسود في العاصمة دمشق.
وقد شهدت مناطق عدة في دمشق وحلب ومدن أخرى إضرابات وإغلاق أسواق احتجاجا على المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري وفق الناشطين والمضربين.
وكان المجلس الوطني السوري قد دعا أمس في بيان جميع أبناء الشعب السوري إلى الحداد العام وتصعيد الحراك المدني ليومين احتجاجا على مجزرتي القبير والحولة. وأعلن المجلس في بيان “الحداد العام والتصعيد المدني يومي الخميس والجمعة 7 و8 يونيو/حزيران 2012”.
مظاهرات اليوم تأتي بعد دعوة للحداد
وطلب أكبر تحالف للمعارضة السورية من “جميع أبناء شعبنا من الجيش السوري الحر والكتائب الميدانية والحراك الثوري تصعيد التحركات الجماهيرية والميدانية في كل مكان” من أجل “العمل على تخفيف معاناة المناطق التي تتعرض للحصار والقصف والاقتحام في ريف حماة واللاذقية وحمص”.
وكانت مجموعة من رجال الأعمال السوريين أعلنت الأربعاء من العاصمة القطرية الدوحة عن إطلاق الذراع المالي للثورة السورية تحت اسم “المنتدى السوري للأعمال”، مع الإعلان عن صندوق لدعم الثورة بقيمة ثلاثمائة مليون دولار.
وجاء في البيان الرسمي للمنتدى أنه تم انتخاب مجلس إدارة له مكون من سبعة أعضاء هم: يحيى كردي ومختار عبارة ومصطفى الصباغ ووائل مرزا، إضافة إلى ثلاثة أعضاء من الداخل لم يسمهم البيان.
قصف وتفجير
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي الخالدية بحمص يتعرض منذ صباح اليوم لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. وقال المرصد في بيان “تسقط نحو خمس قذائف بالدقيقة”، مشيرا إلى أن “القصف يتوقف لمدة ربع ساعة ويعود بالوتيرة نفسها”. وأشار إلى أن “القوات النظامية تحاول اقتحام حي الخالدية في المدينة”.
وقالت الهيئة العامة إن قصفا عنيفا تتعرض له بلدتا الحفة والجنكيل في اللاذقية وسط موجة نزوح كبير من الأهالي. وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار في حلفايا.
من جهة ثانية ذكر المرصد أن عنصرين من قوى الأمن قتلا في انفجار وقع في مدينة إدلب واستهدف قسما للشرطة. وأورد معلومات أولية مفادها أن الانفجار نتج عن “سيارة مفخخة”.
ويتوقع أن يتوجه المراقبون الدوليون اليوم إلى مكان وقوع المجزرة في قرية القبير في ريف حماة التي قتل فيها الأربعاء مائة شخص نصفهم من الأطفال والنساء بحسب المرصد السوري. وأكد فريق المراقبين أنه سيحاول مجدداً اليوم الوصول إلى القبير.
وكان رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود قال في وقت سابق إن النظام منع المراقبين الدوليين من التوجه إلى القبير. ومن جهته أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن المراقبين تعرضوا لإطلاق نار أثناء محاولتهم الوصول لموقع المجزرة.
مضاد للطائرات
وفي وقت سابق بث ناشطون معارضون مشاهد على الإنترنت تظهر تصدي عناصر من الجيش السوري الحر للطائرات المروحية التي كانت تحوم فوق المنطقة مستخدمين أسلحة مضادة للطائرات.
كما بث ناشطون سوريون مشاهد على الإنترنت تظهر تفجير دبابة تابعة للجيش النظامي في مدينة أريحا بمحافظة إدلب. وحسب الناشطين فإن عناصر من الجيش السوري الحر هم من نفذوا هذه العملية التي أسفرت عن تدمير الدبابة.
في هذه الأثناء قال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد إن طائرات حربية تابعة للنظام ألقت قنابل كيماوية على بعض المناطق حيث سجلت حالات تسمم فيها. وأضاف الأسعد في مقابلة مع الجزيرة أن النظام وزع أقنعة واقية من الأسلحة الكيماوية على بعض قواته تحضيرا لضرب المناطق الشمالية بهذه الأسلحة المحرمة.
الوضع الإنساني
وعلى الصعيد الإنساني قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم إن العمليات العسكرية الدائرة في سوريا دفعت المزيد من السكان إلى النزوح عن ديارهم. وقالت اللجنة وهي المنظمة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال إغاثة في سوريا إن الجرحى والمرضى يجدون صعوبة في الحصول على الخدمات الطبية وشراء الطعام.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن إن “الموقف شديد التوتر فيما يتعلق بالقتال في الكثير والكثير من المناطق في سوريا”.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعلنت أن 44 شخصا قتلوا أمس بنيران قوات النظام معظمهم في محافظة اللاذقية. وتعرضت قرية أبزيمو في ريف حلب أمس إلى قصف عنيف من قبل قوات الجيش النظامي.
فورين بوليسي: الثورة على أعتاب دمشق
رجح العضو في المجلس الأوروبي جوليان بارنيز داسي خلال تجواله ومقابلاته مع سكان دمشق، أن تكون الثورة قد اقتربت أخيرا من أعتاب العاصمة التي كانت تنعم بالهدوء قبل شهرين، وقدم الكثير من الدلائل والمؤشرات التي تعزز ما ذهب إليه.
وعلق بارنيز داسي -الذي يعمل صحفيا أيضا- في مقاله بمجلة فورين بوليسي على مجزرة القبير التي جاءت بعد مجزرة الحولة، قائلا إذا ثبت أن الجيش السوري ومليشياته هم الذين ارتكبوها، فإن ذلك سيكون صدى قاتما للمجزرة البشعة في الحولة التي راح فيها أكثر من مائة.
ويرى الكاتب أن العالم يسلط أنظاره على المجازر في القرى ولكنه لا يلتفت إلى ما وصفه بالتدهور في سلطة الرئيس بشار الأسد في عقر داره، وقال إن العاصمة التي كانت تبدو محصنة من الاضطرابات في مختلف أرجاء البلاد بدأت تنقلب شيئا فشيئا على النظام، وإن اتساع دائرة الاضطرابات في قلب العاصمة باتت مسألة وقت فقط.
مؤشرات
فمن المؤشرات المهمة -من وجهة نظر كاتب المقال- إقدام قوات الأمن في وسط دمشق الأسبوع الماضي على تفريق تجمع من المتظاهرين السلميين في نهاية شارع الحمرا الذي لا يبعد سوى مئات الأمتار عن البرلمان، باستخدام العيارات النارية، ضمن حملة وصفها بارنيز داسي بأنها تصعيد للقوة من قبل أجهزة الأمن التي كانت تقيد نفسها باستخدام العصي ضد المتظاهرين في المدينة.
ويشير بارنيز داسي إلى أن غياب الاحتجاجات الحقيقية والعنف، ووجود المقاهي والمطاعم المزدحمة واستمرار الناس في حياتهم الطبيعية، كانت تخدم رواية النظام عن الاستقرار.
وخلافا للأحياء الفقيرة في العاصمة التي تأثرت كثيرا على مدى عقود من الزمن بسبب الفساد والوحشية والتحرر الاقتصادي غير المنظم، فإن هؤلاء الذين يعيشون في الوسط انتفعوا من النظام على مدى العقد الماضي، ولم ينقلبوا عليه بأعداد كبيرة، وهي الشريحة التي توصف بالأغلبية الصامتة التي وقفت إلى جانب النظام رغبة في الاحتفاظ بمكانتها الاقتصادية المتميزة، وخشية من العنف والفوضى التي قد تلي سقوط الأسد.
ويستخلص الكاتب أيضا من خلال حواراته مع معارفه في سوريا ورجال الأعمال وأصحاب المحلات والمهنيين من الطبقة الوسطى وسائقي سيارات الأجرة، بأن المزاج العام انقلب على النظام خلال الشهرين المنصرمين.
فقد قال له أحد أصدقائه “لا تُخدع بالمقاهي والمطاعم”، وتحدث عن مدينة غدت على شفير عداء متزايد للنظام.
كما تحدث رجل آخر من الطبقة الوسطى عن عدم كفاءة النظام واستعداده لدفع البلاد نحو حرب أهلية من أجل الاحتفاظ بالسلطة، وهذا الشعور دفع العديد من هذه الطبقة إلى التخطيط لمغادرة البلاد، وقد تزداد موجة الهجرة مع انتهاء العام الدراسي.
ويقول الكاتب إن هذا “الدعم الأجوف” للنظام في العاصمة -الذي بات جليا للزائرين والسكان على السواء- يوحي بقدوم فجر جديد لمرحلة جديدة من الصراع في سوريا.
إضراب التجار
ومن المؤشرات أيضا قرار تجار دمشق تنفيذ إضراب غير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية، احتجاجا على مجزرة الحولة، وهو ما يشكل “تصعيدا مهما من التحدي الداخلي”، ولا سيما أن الدعوات للإضراب في السابق لم تكن تجد صداها لديهم.
غير أن الكاتب يستدرك بأن ثمة العديد ممن يدعمون النظام في العاصمة -وخاصة في أوساط الأقليات مثل الطائفة العلوية الحاكمة- خشية طردهم من دمشق لاحقا، فالحل بالنسبة لمعظم هؤلاء هو استخدام النظام لمزيد من القوة للإجهاز على “الإرهابيين المدعومين من الخارج”.
ولكن التصدع في دعم الحماة السابقين للنظام بات واضحا بشكل متزايد، فقد أسر أحد أعضاء المعارضة في البرلمان -الذي يصفه الثوار بأنه عميل للنظام- للكاتب بأن “النظام يتهاوى، وأن التغيير قادم لا محالة”، وقال “إننا نريد أن نحافظ على الدولة ولكن نتخلص من النظام”.
ويؤيد ذلك المراقبون الأجانب الذين يعتقدون بأن النظام في طريقه للانهيار. وقال دبلوماسي إن “كل واحد هنا، حتى عمال النظافة، يؤكدون بأن بشار لم يعد القوة الدافعة للبلاد”.
ويشير المقال إلى أن الديناميكية المتغيرة لم تطرأ بسبب الدعم المتزايد للمعارضة، بل بسبب الشعور بأن النظام لم يعد قادرا على الإيفاء بالوعود الأساسية المتمثلة في توفير الأمن والاستقرار داخل العاصمة، فتفشت الجريمة بكل أنواعها من الخطف والاغتصاب في عاصمة كانت تعد من أكثر عواصم الشرق الأوسط أمنا.
كما أن الاحتجاجات المناهضة للنظام بدأت تمتد إلى قلب العاصمة بعد أن كانت تقتصر على الأحياء البعيدة منها، فانتشرت في الميدان وكفر سوسة اللذين لا يبعدان سوى دقائق عن قلب العاصمة.
“العربية” ترصد نساء تلبيسة وأطفالها وسط قصف النظام
المراقبون الدوليون يحاولون مجدداً دخول موقع مجزرة بلدة “القبير” بحماة
العربية.نت
رصدت كاميرا “العربية” القصف العنيف الذي لا تزال بلدة تلبيسة في ريف حمص تشهده منذ أيام، وأدى حتى اليوم الجمعة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأظهرت الصور النساء والأطفال الذين فروا إلى الملاجئ، أو ما يشبهها، لاسيما أنها مخابئ غير مجهزة أو آمنة، هرباً من قصف النظام السوري.
كما كشفت الصور مدى الذعر وحالات الفزع التي سيطرت على الأهالي وخاصة الأطفال، بالإضافة إلى “الحرقة” التي يعيشها بعض النسوة اللواتي فقدن ولداً أو عزيزاً، وعلى الرغم من مآسيهن، أكدن أنهن مستعدات لتقديم المزيد من أطفالهن فداء للثورة. وتحدثت إحداهن والدموع في عينيها مؤكدة أنه “حتى ولو سقط كل الشباب فنحن مستعدون للمجاهدة بالأطفال”، كما علت دعوات النساء والتكبيرات، مجاهرات أن الله معهن.
يذكر أن القصف اشتدت حدته على المدينة عقب انشقاق عناصر من جيش النظام السوري.
وفي نفس السياق الميداني، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية اليوم عن مقتل 21 شخصاً بنيران قوات النظام. كما شهدت مدينة حمص تصعيداً جديداً، إذ قام جيش النظام بقصف عدة أحياء من المدينة، وصفته الهيئة العامة للثورة أنه الأعنف منذ بدء مهمة المبعوث الدولي، كوفي عنان، للتسوية في سوريا.
إلى ذلك، أكد فريق المراقبين الدوليين في سوريا أنه سيحاول مجدداً، اليوم الجمعة، الوصول إلى قرية القبير بحماة، التي شهدت الأربعاء الماضي وقوع مجزرة مروعة.
وكان رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا، الجنرال روبرت مود، قال في وقت سابق إن النظام منع المراقبين الدوليين من التوجه إلى القبير.
وأفاد ناشطون أن قوات النظام منعت فريق المراقبين الدوليين من دخول القبير عبر حاجز أقيم فور انتشار أنباء المجزرة.
وتعتبر مجزرة القبير التي سقط فيها أكثر من 100 شخص، الأحدث، وتتهم المعارضة، قوات النظام والشبيحة بتنفيذها ضد المدنيين، في محاولة لوقف الثورة المستمرة منذ 15 شهراً.
وتقع بلدة القبير جنوباً من قرية معرزاف التي تبعد بدورها نحو 20 كيلومتراً غرب حماة. ويقطن البلدة تجمع سكاني من عائلات اليتيم والفارس والعلوان، أبيدوا كلهم باستثناء 4 أشخاص فقط.
وأكد الناجون الأربعة وقوع عمليات إعدام ميدانية استعملت فيها السكاكين ضد النساء والأطفال. ولقي 35 شخصاً من عائلة اليتيم وحدها حتفهم ليتبعهم أشخاص من العائلتين الأخريين نتيجة القصف والحرق لدرجة صعبت التعرف على هويات الجثث، ليصل عدد قتلى المجزرة نحو 78 شخصاً على الأقل.
وفي محاولة لتفادي إدانة دولية واسعة النطاق كتلك التي خلفتها مجزرة الحولة، حاولت قوات النظام طمس آثار المذبحة، حيث سرقت 37 جثة وحرقت 21 جثة أخرى.
من جهة أخرى، أكدت فرنسا أنها تؤيد مبادرة الوسيط الدولي كوفي عنان لتشكيل مجموعة دول جديدة موكلة حل الأزمة في سوريا، على ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو اليوم الجمعة.
غير أن باريس ما زالت تعارض مشاركة إيران حليفة دمشق في المجموعة، التي قد تشمل بحسب دبلوماسيين، دول الغرب وقوة إقليمية على غرار تركيا والسعودية إلى جانب روسيا والصين.
أول معتقلة سورية تناشد العالم الإفراج عن أمها
صفعة كانت شرارة الانطلاق لمروة ورفاقها إلى ساحة الأمويين في دمشق قبل هروبها
الدوحة – عمار الهندي
ناشدت مروة الغميان أول فتاة تعتقل في الثورة السورية العالم و المنظمات الحقوقية التدخل للإفراج عن أمها و أختها اللتين تعتقلهما أجهزة الأمن السورية تعسفاً .
حيث تقبع والدة مروة و أختها ذات التسعة عشر عاماً في زنزانات الأمن السياسي منذ شهر، على الرغم مما تعانيه أمها من أمراض تشكل خطراً على حياتها . وتساءلت مروة ما إذا كانت أجهزة الأمن توفر لوالدتها الدواء لتناوله.
إلى ذلك تحدثت الغميان، عن سبب خروجها في تظاهرة مناهضة للنظام السوري قائلة، “اللي خلاني أطلع بالتظاهرة كف أكلتوا من ضابط أمن بعد تظاهرة خرجنا فيها للتنديد بأفعال القذافي ونظامه”، مؤكدة أن تلك الصفعة كانت بمثابة شرارة الانطلاق لها ولرفاقها للمطالبة بالتحرر من القمع، وكانت أيضاً سبباً في تعذيبها على أيدي عناصر النظام السوري
المالح: مقترحات عنان الجديدة تفاقم الأزمة بسوريا
كما استنكر دعوة إيران لتكون جزءاً من حل المشكلة السورية وطالب بتسليح الجيش الحر
العربية.نت
قال هيثم المالح رئيس جبهة العمل الوطني السوري، إن خطة المبعوث العربي والأممي عنان تنبئ بفشلها، لكون خطته لم تجد آذاناً صاغية من قبل الأسرة الحا كمة في سوريا، بالإضافة إلى أن النظام يفتقد التسوية السلمية تجاه الثورة، ويشحذ كل موازين القوى لديه، لإجهاض التظاهرات المناهضة لحكمه.
وصب جام غضبه، على مقترحات عنان الجديدة القاضية بإنشاء مجموعة اتصال دولية التي تلاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، قائلا يبدو أن المبعوث الدولي لا يرى مشاهد القتل والدم اليومية، وإلى متى ينتظر خاصة بعدما صرح أن تلك المجموعة قيد الدراسة، هل ينتظر الى أن يتفاقم أعداد القتلى السوريين.
وأوضح خلال حديثه لـ”العربية” أن سوريا تعيش في حالة حرب تشنها القوى الغاشمة على متظاهرين عزل، كما أشار إلى لجوء قوات النظام إلى استخدام الغازات السامة والقاتلة كنوع من العقاب الجماعي.
وفيما يتعلق باستهداف المراقبين الدوليين في سوريا ومنعهم من الوصول إلى الأماكن الملتهبة التي تشهد مذابح كريف حماة وحمص، قال من المفترض أن يجيب على هذا السؤال كوفي عنان بنفسه، الذي يصر على الحل السياسي، مشيرا في الوقت ذاته الى أن المراقبين منعوا من الوصول نظرا لكون المذابح ترتقي الى جرائم ضد الإنسانية.
وزاد “بيد أن الثورة السورية تخيف المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لكونهم يراوحون مكانهم، كما أعرب عن استيائه الشديد جراء دعوة كوفي عنان لإيران بأن تساهم في إزالة العقبات التي تحد من نجاح المعضلة السورية بقوله “إن طهران جزء من الحرب التي حيكت ضد السوريين، بل دفعت بعناصرها الأمنية في الداخل السوري لمساعدة قوات النظام على قمع المتظاهرين، وقد اعترفت بذلك عبر وسائل الإعلام.
كما شدد المالح على ضرورة تسليح الجيش الحر، لكونه الوحيد القادر على ردع قوات السلطة الحاكمة، لما بها من فساد متفشي نال من عصبها والذي بات جليا من خلال بيع قوات النظام للأسلحة.
وتابع “الجيش السوري النظامي ليس جيشا مقاتلا، بدليل أن حربي 1967 و1973 أظهرت هشاشة وضعه، وأضاف نحن لا نريد جحافل القوات الخارجية أن تدخل في سوريا تحت غطاء دولي.
وبخصوص أن سوريا على شفير حرب أهلية، قلل المالح من قيمة هذا التصريح، حيث نوه إلى أن ما تشهده سوريا من أوضاع مستعرة، لا ترقى لمستوى حرب أهلية بين المدنيين، وقال إن القتال المندلع الآن ينحصر بين قوات النظام والمنشقين عن الجيش الذي يدافع عن نفسه وعن من انضم إليه من المدنيين.
وبحسب مناع “فإن الجيش السوري هو الذي يدافع عن الثورة ويريد إسقاط النظام بأقل تكلفة، و أنهى حديثة لـ”العربية” قائلا إن روسيا وإيران وحزب الله شركاء في قتل السوريين.
مون: تم الهجوم على المراقبين لإرغامهم على الانسحاب
دبلوماسيون أفادوا باستخدام أسلحة ثقيلة وطائرات دون طيار ضد المبعوثين الدوليين
العربية.نت
أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن أسلحة ثقيلة ورصاصاً خارقاً وطائرات من دون طيار استخدمت ضد مراقبي الأمم المتحدة المنتشرين في سوريا، على ما أفاد به دبلوماسيون شاركوا في جلسة مغلقة لمجلس الأمن.
وكشف الدبلوماسيون أن بان كي مون أكد أن هذه الخطة تهدف إلى إرغام المراقبين على الانسحاب من المناطق التي تتهم فيها القوات السورية بشنّ هجمات.
كما أوضح مسؤولون أمميون أن مركبات تابعة لبعثة المراقبة الدولية في سوريا استهدفت بشكل يومي أو شبه يومي.
وبحسب الدبلوماسيين قال مون إن المراقبين شاهدوا قوافل عسكرية سورية تقترب من القرى وحاولوا منعها من شن هجمات ضد المناطق المأهولة ولكن تم تجاهلهم.
وأضافوا: إن الأمين العام للأمم المتحدة شدد على أن الآمال في تماسك خطة عنان للسلام في سوريا تتبدد وسط أعمال العنف الشديدة الدائرة بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة.
وبدوره حذر مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان من أن الأزمة السورية “ستخرج عن السيطرة” إذا فشل الضغط الدولي على دمشق في تحقيق نتائج سريعة، على ما أفاد به دبلوماسيون لوكالة “فرانس برس”.
وأورد الدبلوماسيون تصريحات أدلى بها عنان خلال جلسة مغلقة اطلع فيها مجلس الأمن على أحدث التطورات في سوريا، حيث طلب مجدداً من القوى الكبرى إبلاغ الرئيس السوري بشار الأسد بأن عدم احترام خطة النقاط الست للسلام سيكون له “نتائج واضحة”.
وأضاف عنان: “يجب أن يمارس مجلس الأمن ضغطاً على دمشق بطريقة موحدة”، مشدداً على أنه “كلما انتظرنا وقتاً أطول كان مستقبل سوريا مظلماً”.
شبكة “شام”.. صحافة المواطن السوري تهزم القمع
ربع مليون متابع على الشبكة العنكبوتية.. و3 من كوادرها قتلوا في حمص
العربية.نت
تعد شبكة “شام” الإخبارية السورية (S.N.N)، التي أُسست في فبراير/شباط 2011 في دمشق، المصدرَ الأساسي لمعظم الفيديوهات والصور التي تبثها الفضائيات العربية والعالمية في تغطية الثورة السورية منذ انطلاقتها قبل أكثر من 16 شهراً.
واكتسبت الشبكة صدقية كبيرة خلال الفترة الماضية، وتحولت إلى مرجعية للحدث السوري، وأضحت الناقل الرسمي للثورة، نقلاً عن صحيفة “الحياة” اللندنية، اليوم الجمعة.
وتستعين الشبكة، التي تعمل مجاناً، بالمواطن الصحافي الذي يصور ما حوله من أحداث ويحمّلها على الشبكة العنكبوتية، قبل أن تتولى الشبكة تصنيفها وتأكيدها وإعادة بثها إلى القنوات الفضائية.
ووصل عدد المتابعين للشبكة على الإنترنت إلى ما يزيد على ربع مليون، كما اتخذت شعاراً لها هو “نقل الأخبار المصورة والمحررة بكل أمانة وموضوعية”، وفتحت خطوطاً مباشرة مع المواطن السوري عبر البريد الإلكتروني لاستنباط الأخبار وإعادة تحريرها وتوزيعها على الوكالات العالمية والقنوات الفضائية.
ومنذ انطلاقتها، أخذ كادر الشبكة بالتوسع في شكل ملحوظ، إذ ازداد عدد مراسليها بحلول عام 2012 ليغطي سوريا بالكامل. وفي تطور شهدته الأشهر الأخيرة، ظهر القائمون على الشبكة عبر الشاشات لتقديم نظرة على الأحداث التي تجري على الأرض في سوريا، في تحدٍ كبير كانت نتيجته سقوط 3 من كوادرها في حمص، هم مدير الشبكة في المدينة عمار محمد سهيل زاده، ومدير البث المباشر لورانس فهمي، ومراسل الشبكة أحمد الأشلق، إضافة إلى سقوط غيرهم في ريف دمشق وإدلب.
مصداقية.. وخدمات مجانية
وفي بداية عمل الشبكة، كانت الفضائيات العربية والعالمية متخوفة من بث أخبارها، ولكن مع احتدام الصراع الداخلي، وتأجج الثورة السورية، والتأكيدات المتواصلة لغالبية الناشطين والسياسيين والمحللين، وحتى المواطنين، على صحة أخبار الشبكة وصدقيتها في نقل الأحداث، تبنّى الإعلام العربي في البداية أخبارها، تلاه الإعلام العالمي.
وساهم عمل “شام” في شكل كبير في دعم الثورة السورية من جهة، وفي تسهيل عمل الفضائيات من جهة أخرى، بخاصة أن النظام السوري خلال الفترة الماضية لم يسمح لأي من الفضائيات بالتواجد على أرضه.
واللافت أن تألق الشبكة وتحولها إلى وكالة للأنباء – وإن بصيغة محلية -، دفعا عدداً من المواطنين السوريين لإنشاء شبكات مماثلة في المحافظات، منها “شبكة أخبار إدلب” و “شبكة أخبار دير الزور” و “شبكة أخبار حمص” وغيرها، لكنّ ذلك لم يلغِ عمل شبكة “الشام”، بل على العكس، ساهم بشكل كبير في زيادة عملها، إذ تحولت إلى الشبكة الأم التي تصب فيها كل أخبار الشبكات المحلية الأخرى.
19 قتيلا بسوريا وحمص تحت القصف
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ارتفع عدد القتلى في جمعة “ثوار وتجار.. يداً بيد حتى الانتصار” في سوريا إلى 19 قتيلاً، بينهم طفل واحد ومجندان منشقان، بحسب تقرير الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الأنسان.
وأوضح التقرير أن بين القتلى اثنان قتلا تحت التعذيب، مشيراً إلى أن القتلى يتوزعون على النحو التالي: 4 في درعا ومثلهم في كل من حمص واللاذقية، و3 في دير الزور و2 في دمشق وريفها وواحد في كل من إدلب وحماة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد في وقت سابق أن حي الخالدية في مدينة حمص وسط سوريا يتعرض منذ صباح الجمعة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية.
وذكر المرصد أن “نحو 5 قذائف تسقط على حي الخالدية في الدقيقة الواحدة ثم يتوقف القصف بعدها لمدة ربع ساعة، ليعود بنفس الوتيرة”.
وكانت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان قد ذكرا في تقرير لهما أن 52 سوريا قتلوا الخميس في مدن مختلفة، بينهم 7 أطفال و7 سيدات.
وكان 7 أشخاص بينهم 4 من أفراد الأمن على الأقل قتلوا الجمعة في انفجارين استهدفا مركزاً أمنيا في محافظة إدلب شمال غربي البلاد وحافلة في قدسيا بريف دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
7 قتلى بتفجيرين بإدلب ودمشق
وتوالت ردود الفعل المنددة بـ”مجزرة القبير” من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ومراكز القرار في البلدان الغربية والعربية على حد سواء.
وعبر المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان الخميس أمام الجمعية العامة عن “اشمئزازه وتنديده” إثر “مجرزة جديدة راح ضحيتها عشرات المدنيين”، في حين دان الأمين العام للمنظمة بان غي مون المجزرة ووصفها بأنها “وحشية لا توصف”.
وفي الجلسة التي عقدتها الجمعية العامة لبحث الوضع في سوريا، اعتبر بان أن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه فقدا الشرعية والإنسانية بسبب المجازر التي ترتكب يوميا بحق المتظاهرين، مجددا دعوة الأسد إلى التطبيق الفوري لخطة أنان.
أمين عام الأمم المتحدة بان غي مون يحذر من وقوع حرب أهلية في سوريا
وكشف بان أن مراقبين تابعين للأمم المتحدة في سوريا تعرضوا لإطلاق نار من أسلحة خفيفة، أثناء محاولتهم الوصول إلى موقع مجزرة القبير.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة الخميس، إنه يوجد تهديد متزايد لاندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا، حيث لم تظهر أي علامات على انحسار العنف الذي يدور منذ أكثر من عام بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة.
وأشار بان إلى أنه “يتوجب على الأسرة الدولية أن تتحرك منذ الآن”، من أجل فرض احترام خطة أنان. مضيفا “بطلب من مجلس الأمن، سوف أقدم قريبا سلسلة خيارات حول المستقبل”.
كردي معتدل أبرز المرشحين لخلافة غليون
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ينتخب المجلس الوطني السوري في نهاية الأسبوع الجاري رئيسا جديدا خلفا لبرهان غليون، ويرجح أن يكون شخصية كردية غير مشهورة ستكون مهمتها توسيع وتوحيد أكبر تحالف للمعارضة وجعله أكثر فاعلية.
ووسط تحذيرات من تحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية، يفترض أن تجتمع هيئات المجلس الوطني السوري الذي يضم إسلاميين وليبراليين ومستقلين، السبت والأحد في إسطنبول لاختيار رئيس له بعد استقالة غليون الذي ينتقده عدد من الناشطين.
وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن “توافق” لاختيار عبد الباسط سيدا وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس يوصف بأنه رجل “تصالحي” و”نزيه” و”مستقل”، ما لم تحدث مفاجأة.
وسيدا المولود في 1956 في عامودا المدينة ذات الأغلبية الكردية شمال شرقي سوريا ورئيس مكتب حقوق الانسان في المجلس، يحمل دكتوراه في الفلسفة ويقيم في السويد منذ فترة طويلة.
وقال المعارض جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي والمرشح السابق لرئاسة المجلس، لفرانس برس “أعتقد أنه يستطيع أن يحصل على موافقة كل مكونات المجلس، لديه علاقات جيدة مع الجميع”.
وواجه غليون الذي اختير رئيسا للمجلس في أكتوبر الماضي باعتباره شخصية قادرة على الجمع في المجلس الذي يضم عددا كبيرا من التيارات، وأعيد انتخابه مرتين، انتقادات حادة بعدما سمح للإخوان المسلمين بشغل “مكان أكبر من اللازم” في المجلس.
كما أخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الأرض.
وقال منذر ماخوس منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري في أوروبا إن “الإخوان يبقون مؤيدين لغليون. لكن نظرا لتطور الوضع ولأن لجان التنسيق تعارضه من غير المرجح أن تمارس بعض الهيئات نفوذها لإبقائه في منصبه”.
وأضاف أن “سيدا لا يملك خبرة سياسية كبيرة وليس لديه تاريخ طويل في المعارضة. يجب العثور على شخص يلقى قبول الجميع”.
ويتميز سيدا بصفتي المعارض الذي “لا ينتمي إلى أي حزب” و”الكردي المعتدل”.
من جهتها، قالت بسمة قضماني مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس “نظرا للصعوبة التي تواجهها الأحزاب في فرض مرشحها، أنه يستفيد من وضعه كمستقل”.
وأضافت أن سيدا “وفي جدا لسوريا وللقضية الكردية لكنه معتدل. هذه إذا رسالة موجهة إلى الأكراد وإلى كل الأقليات”.
وستكون مهمة الرئيس المقبل إصلاح المجلس لجعله محاورا يتمتع بالمصداقية في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون أنهم لا يتمتعون بتمثيل كاف والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الأرض لكنه لا ينسق مع المجلس، وفي نظر الأسرة الدولية.
وفي نهاية مارس اعترف معظم المعارضين السوريين بالمجلس الوطني “ممثلا رسميا” للشعب السوري. وفي أبريل في الاجتماع الأخير “لأصدقاء الشعب السوري” تم الاعتراف بالمجلس “ممثلا شرعيا لكل السوريين”.
ومنذ نشأته، اعتبر المجلس غير فعال. فهو لم يقدم مساعدة كافية للناشطين ولم يقدم تمويلا أو اسلحة أو قدم القليل، للجيش السوري الحر.
واعترف غليون بنفسه لـ”فرانس برس” بأن المجلس الذي يعاني من “انقسامات” بين الإسلاميين والعلمانيين، وبين المنفيين ومعارضي الداخل لم يكن “بمستوى تضحيات الشعب السوري”.
وقال جورج صبرا “يجب توسيع قاعدة المجلس الوطني السوري .. علينا العمل كفريق والإصغاء للسوريين في الداخل الذي يريد تأثيرا أكبر على قرارات المجلس”.
موسكو تنفى علمها بأي خطط لتنحي الأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن دبلوماسي روسي رفيع المستوى الجمعة في ختام مباحثات مع وفد من وزارة الخارجية الأميركية في موسكو أن روسيا لا علم لديها بأي خطط من قبل الرئيس بشار الأسد للتنحي عن السلطة تحت ضغط الغربيين.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة أنباء ريا نوفوستي ردا على سؤال عما إذا كان الأسد ينوي التنحي “لا علم لدي بأن لدى الرئيس السوري خططا من هذا القبيل”.
وكان بوغدانوف يتحدث في ختام اجتماع حول الأزمة السورية بين دبلوماسيين روس ووفد أميركي برئاسة موفد وزارة الخارجية الأميركي فريديريك هوف، في حين دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس إلى رحيل الأسد.
ويأتي اللقاء في موسكو في وقت يتزايد الضغط على روسيا حليفة دمشق منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا قبل 15 شهرا، لدعم عملية انتقالية تفضي إلى رحيل الأسد.
ويبدو أن روسيا نأت بنفسها في الأسابيع الماضية لكنها لا تزال تسلم سوريا أسلحة وتعارض أي تدخل عسكري أجنبي في هذا البلد كما حصل في ليبيا.
وتشدد روسيا على ضرورة تطبيق خطة الموفد الدولي والعربي الخاص لسوريا كوفي أنان وتطالب الغربيين باستخدام نفوذهم على المجموعات المسلحة في المعارضة السورية.
وأضاف بوغدانوف أن روسيا مستعدة لدعم “تعديلات” محتملة على خطة أنان “لضمان أفضل الشروط الممكنة لتطبيقها من كافة الأطراف”. في حين لم يوضح نائب الوزير طبيعة هذه التعديلات.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون قد أعلن مساء الخميس أن على الأسرة الدولية “التحرك الآن” لفرض احترام خطة أنان.
فرنسا تؤيد مبادرة أنان
وأكدت فرنسا أنها تؤيد مبادرة الوسيط الدولي كوفي أنان لتشكيل مجموعة دول جديدة موكلة لحل الأزمة في سوريا، حسبما أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو.
غير أن باريس ما زالت تعارض مشاركة إيران حليفة دمشق في المجموعة التي قد تشمل بحسب دبلوماسيين، دول الغرب وقوة إقليمية على غرار تركيا والسعودية إلى جانب روسيا والصين حليفتي سوريا.
برلين تطالب برحيل الأسد
وأعلنت الحكومة الالمانية الجمعة إنها “صدمت” لمجرزة القبير في سوريا وطلبت مجددا رحيل الرئيس بشار الأسد مشددة على “المسؤولية الخاصة” لروسيا.
وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن سايبرت خلال مؤتمر صحفي في برلين إن “الحكومة الألمانية مصدومة لهذه المجزرة الجديدة”.
وأضاف “هناك مجددا عدد كبير من الأشخاص يرجح بأن يكون 80 على الأقل قتلوا بينهم نساء وأطفال. علينا القول أن البعض قتل بوحشية”.
وبعد أقل من أسبوعين على مجزرة الحولة التي أثارت استياء دوليا، اتهمت المعارضة ومنظمة سورية غير حكومية القوات النظامية بارتكاب مجزرة جديدة الأربعاء في القبير في محافظة حماة، لكن السلطات السورية نفت وقوع مجزرة.
وقال الناطق الالماني إن “أي مسؤول يسمح بارتكاب مثل هذه الأعمال في بلاده فقد شرعيته”، مؤكدا أنه “من غير الممكن ايجاد حل سياسي ووقف العنف مع الأسد رئيسا لسوريا”.
وتابع “أن الحكومة الألمانية تدعو مجددا الرئيس السوري إلى افساح المجال لعملية انتقالية سلمية في سوريا”.
وشدد على “المسؤولية الخاصة” التي تتحملها روسيا، حليفة بشار الأسد في مجلس الأمن الدولي، جراء التطورات في سوريا.
7 قتلى في تفجيرين بإدلب ودمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 7 أشخاص بينهم أربعة عناصر على الأقل من قوات الأمن السوري الجمعة في انفجارين استهدفا مركزا أمنيا في محافظة إدلب شمال غربي البلاد وحافلة في قدسيا بريف دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيان إن 5 أشخاص سقطوا في “تفجير استهدف قسم الشرطة الغربي في مدينة إدلب”، مشيرا إلى أنه “لم يتضح حتى اللحظة إذا ما كان جميع الذين سقطوا من القوات النظامية”.
وكان المرصد أفاد في بيان سابق عن مقتل عنصرين من قوات النظام على الأقل في الانفجار.
من جهة ثانية، قتل عنصران من القوات النظامية على الأقل في تفجير “سيارة مفخخة” استهدف حافلة تقل عناصر من القوات النظامية في ضاحية قدسيا في ريف دمشق، بحسب المرصد.
وفي محافظة درعا جنوبي سوريا، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة عسكرية في بلدة كفر شمس، “ودارت اشتباكات عنيفة إثر الانفجار في البلدة”، بحسب المرصد.
كما تدور اشتباكات عنيفة في بلدة محبة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين.
وقتل في بلدة بصرى الشام في درعا “قائد إحدى الكتائب الثائرة المقاتلة” بحسب المرصد الذي كان أفاد صباحا عن مهاجمة المقاتلين حاجزا للقوات النظامية في البلدة.
كما قتل مواطن إثر اصابته برصاص قناص في مدينة درعا، وقتل آخر في بلدة كفر نبل في محافظة إدلب إثر إصابته بإطلاق رصاص من أحد حواجز القوات النظامية.
وتعرض حي الخالدية في حمص صباح الجمعة لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول اقتحامه، بحسب المرصد.
ومنذ سقوط حي بابا عمرو في بداية مارس، تتعرض أحياء عديدة في مدينة حمص لقصف شبه متواصل من قوات النظام، وقد شهدت عمليات نزوح واسعة.
ودعت المعارضة السورية الجمعة إلى التظاهر تحت شعار “ثوار وتجار يدا بيد حتى الانتصار”، في محاولة لحث الطبقة البورجوازية السورية ورجال الأعمال على الانضمام بفاعلية أكبر إلى الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأسفرت أعمال العنف الخميس في مناطق مختلفة من سوريا عن مقتل 58 شخصا هم 27 مدنيا و28 من قوات النظام وعناصر موالية له وثلاثة مقاتلين معارضين.
ويتوقع أن يتوجه المراقبون الدوليون الجمعة إلى مكان حصول المجزرة في قرية القبير في ريف حماه، التي قتل فيها الأربعاء 55 شخصا، بحسب المرصد السوري، حيث تعرضوا لإطلاق نار الخميس أجبرهم على عودة أدراجهم.
وزير الخارجية الايطالي: موسكو لا تريد الدفاع عن الأسد بأي ثمن
روما (8 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي أنه “في مواجهة المذابح الجارية في سورية، يجب اقناع روسيا والصين بحتمية تغيير في السلطة في دمشق” حسب تعبيره
وأوضح تيرسي في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا أنه “ينبغي أن تعرف موسكو ان هذه هي أفضل وسيلة للحفاظ على الصداقات في العالم العربي” على حد قوله
وتابع القول “إن على (الرئيس السوري بشار) الأسد ومن معه ان يرحلوا بالتأكيد، وعلينا أن نبني عملية انتقالية” حسب تعبيره
ورأى تيرسي أن “روسيا لا تريد أي تدخل دولي مسلح في سورية” ولكن، في هذا الصدد، حسبما ذكر الوزير “يجب علينا أن نكون واضحين: “إن توريد السلاح الى المعارضين شئ، والتدخل العسكري شئ آخر” على حد قوله
ولفت رئيس الدبلوماسية الايطالية إلى أن “ما من أحد يرغب في تكرار تجربة ليبيا” حسب تعبيره
وأكد الوزير الايطالي أنه “في روسيا بدأت تلوح لي فروق هامة، فموسكو لا تريد الدفاع عن الأسد بأي ثمن، إذ أنها تركز على التحول باتجاه ترتيبات سياسية جديدة” حسب تعبيره
مفوضة أوروبية: لا للتدخل العسكري لأغراض إنسانية في سورية إلا بحال فشل الحلول الحالية
بروكسل (8 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبرت المفوضة الأوروبية المكلفة شؤون المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستالينا جيورجيفا، عن قناعتها بعدم إمكانية الحديث عن تدخل عسكري لأغراض إنسانية في سورية، إلا بعد فشل كل المحاولات الجارية حالياً لمعالجة الأزمة
وكانت المفوضة الأوروبية تتحدث خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في بروكسل لعرض عمل المفوضية في مجال المساعدات الانسانية والحماية المدنية
وشددت المفوضة الأوروبية على ضرورة اللجوء أولاً إلى كافة الحلول الدبلوماسية من أجل معالجة الأزمة السورية ، خاصة من الناحية الإنسانية، فـ”لا يمكن الحديث عن تدخل عسكري يسهل دخول المساعدات الإنسانية لهذا البلد، إلا بعد فشل كافة الإحتمالات والحلول”، حسب قولها
وأعلنت عن قرار المفوضية الأوروبية بإضافة مبلغ 23 مليون يورو جديدة من أجل مساعدة المهجرين في الداخل السوري واللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، حيث “يضاف هذا المبلغ إلى عشرة ملايين يورو كان تم الإعلان عنها سابقاً للغرض نفسه”، على حد تعبيرها
وأشارت إلى أن المفوضية توكل إلى المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني مهمة إستخدام أموالها، و”بالنسبة لسورية ، نحن نستعين بالصليب الأحمر الدولي الذي يعمل مع الهلال الأحمر السوري”، كما قالت.
ولكننا استطعنا- والكلام دائماً للمفوضة جيورجيفا- تأمين دخول بعض المنظمات غير الحكومية المتخصصة في المجال الإنساني إلى الداخل السوري بعد مفاوضات شاقة وعسيرة مع السلطات في دمشق
وناشدت جيورجيفا الحكومة السورية السماح بدخول منظمات إضافية ومراقبين إنسانيين إلى الداخل السوري، موضحة أن دمشق تريد الإطمئنان إلى “حيادية” المنظمات التي تسمح لها بالدخول
وأوضحت أن مساعدات المفوضية تتوجه بشكل أساسي للمهجرين السوريين في الداخل والخارج من أجل تأمين إحتياجاتهم الإنسانية والطبية والخدمية الأولية.
ونوهت بأن معلومات المفوضية تشير إلى وجود 95 ألف لاجئ سوري في كل من لبنان والأردن وتركيا بالإضافة وجود مليون مواطن سوري داخل البلاد يحتاجون بشكل عاجل إلى المساعدة
وأضافت أن المفوضية لا تسلم أموالها لحكومات الدول، بل إلى المنظمات الدولية التي تستطيع الدخول
مراقبو الامم المتحدة يدخلون قرية القبير
قال مصدر في الامم المتحدة إن مراقبي المنظمة الدولية دخلوا يوم الجمعة قرية القبير التي يقول نشطاء معارضون إنها شهدت الاربعاء الماضي مذبحة راح ضحيتها 78 شخصا.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد ذكر في وقت سابق إن فريقا من المراقبين تعرض لاطلاق نار اثناء محاولته الوصول الى القبير، ولم يصب احد من فريق المراقبين بأذى في حادث اطلاق النار، الا انهم انسحبوا من المكان.
ورفضت سوسن غوشة المتحدثة باسم بعثة المراقبين في سوريا الخميس التعليق على ما نقل عبر دبلوماسيين عن الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون بشأن تعرض المراقبين في سوريا لقصف بأسلحة ثقيلة والمراقبة بطائرات بدون طيار، غير أن غوشة قالت لبي بي سي إن إحدى سيارات البعثة أصيبت الخميس برصاصتين في محيط مدينة حماة وسط سوريا وأضافت أن ذلك لم يؤد إلى وقوع إصابات .
الصين
على صعيد آخر، دعت الصين طرفي الأزمة في سوريا لوقف العنف وتطبيق خطة عنان للتسوية السلمية.
وعبر ليو ويمين، المتحدث باسم الخارجية الصينية، عن استنكار بلاده القوي لقتل المدنيين الأبرياء، وطالب بمعاقبة القتلة.
وتواجه الصين وروسيا اتهامات من دول غربية وعربية بحماية النظام السوري من تحركات دولية أكثر صرامة، ما يدفعه، كما تقول هذه الدول، لمواصلة قتل المدنيين.
ومن المقرر أن يجري ممثل الخارجية الأمريكية الخاص للأزمة السورية مباحثات مع مسؤولي الخارجية الروسية في موسكو
وجاءت الدعوة الصينية بعد أن اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن احباطه العميق من مستوى العنف في سوريا ونبه الى خطر حرب اهلية وشيكة في البلاد.
وقال بان، في أعقاب اطلاعه مجلس الامن على تطورات الاوضاع في سوريا، ان هناك دلائل قليلة على تجاوب الحكومة السورية مع خطة السلام لانهاء العنف.
وقال بان “خطر الحرب الاهلية (في سوريا) وشيك وحقيقي” مضيفا أن “الارهابيين يستغلون الفوضى.
ودان “قتل الابرياء” في القبير ووصفه بأنه “صادم ومروع”.
ومن جانبه حذر كوفي عنان المبعوث الدولي والعربي من أن الأزمة في سوريا “تزداد حدة” وأن العنف “يتصاعد إلى مستويات أسوأ”.
ودعا في خطاب له امام مجلس الامن الدولي إلى تطوير مستوى العمل الدولي لوقف العنف في سوريا.
كما ادان عنان عمليات القتل في قرية القبير. وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عنها.
“توحيد الجهد”
وكان عنان قال الخميس الماضي أمام جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة، انه “لا يجرى تطبيق خطته للسلام المؤلفة من ست نقاط على الرغم من قبول دمشق بها.
واضاف عنان إن قصف المدن تصاعد، كما أن” الميليشيات التي تساندها الحكومة تبدو مطلقة الحرية مما يؤدي إلى تبعات مفزعة”.
وقال عنان” إنه بالإمكان تجنب الأسوأ وتمكين سوريا من الخروج من أزمتها لو توحد الجهد توحدا حقيقيا، وتصرفت الأطراف وتحدثت بصوت واحد”.
وطلب بـ “مستوى جديد” من العمل الدولي لوقف العنف.
واكد عنان أن “محادثات تجري حول امكانية تشكيل مجموعة” اتصال دولية في شأن سوريا. وقال خلال مؤتمر صحافي إن مجموعة الاتصال يجب ان “تضم دولا لها نفوذ على هذا الطرف أو ذاك، الحكومة والمعارضة” ولكنه لم يوضح من سيشكل اعضاء هذه المجموعة.
وحمل ناشطون معارضون المسؤولية عن عمليات القتل التي ارتكبت في القبير لقوات موالية للحكومة السورية، بيد أن الحكومة اتهمت من سمتهم “الارهابيين” بالمسؤولية عنها.
وقد دان البيت الابيض بقوة “الاستهداف الشائن للمدنيين بالقتل وبضمنهم النساء والاطفال” في القبير.
وجاء ذلك في وقت كررت الصين وروسيا معارضتهما لأي تدخل خارجي في سوريا.
وتنشر الامم المتحدة 297 من المراقبين الدوليين غير المسلحين في سوريا لمراقبة تطبيق خطة السلام التي اقترحها المبعوث الاممي عنان، والتي تتضمن وقفا لاطلاق النار يفترض انه دخل حيز التطبيق منذ منتصف شهر ابريل/نيسان.
“قتل الابرياء”
وصف الامين العام للامم المتحدة “قتل الابرياء” في القبير بأنه “صادم ومروع”.
وقال الامين العام امام مندوبي الـ 193 دولة الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة الذين اجتمعوا في نيويورك “لقد علمت قبل دقائق ان المراقبين الامميين تعرضوا الى اطلاق نار من اسلحة خفيفة بينما كانوا يحاولون دخول (القبير)”.
واضاف “ان أي نظام او زعيم يتحمل مثل هذا القتل للابرياء قد فقد جوهر انسانيته”.
واعطى بان لاحقا مخاطبا اجتماعا مغلقا لمجلس الامن امثلة عديدة لكيفية نجاة المراقبيين الاممين بصعوبة من الاصابة، حسبما افاد دبلوماسيون لمراسلة بي بي سي بربارا بليت.
وقال مسؤولون إن الامين العام ذكر لمجلس الامن ان “قذيفة اطلقت من سلاح ثقيل وقعت بالقرب من موكب المراقبين… وان رصاصا خارقا للدروع اطلق على واحدة على الاقل من عربات الموكب”.
واضاف المسؤولون انه اشار الى أن طائرة من دون طيار لوحظت تحلق فوق المراقبين في احدى المناسبات.
وقال دبلوماسيون إن كوفي عنان حض في الجلسة ذاتها القوى الدولية على تحذير الرئيس السوري بشار الاسد من “العواقب الوخيمة” اذا لم يستجب لتطبيق خطة السلام المؤلفة من ست نقاط.
واعلنت فرنسا تأييدها لسعي كوفي عنان إشراك أطراف عالمية وإقليمية في مجموعة اتصال بشأن الأزمة السورية. غير أن دبلوماسيين قالوا إن فرنسا تؤيد موقف الولايات المتحدة الرافض لفكرة عنان دعوة إيران للمشاركة في المجموعة.
“اهانة للكرامة الانسانية”
واضافت “نحن نعمل تحت علم الامم المتحدة هنا… وحتى الان كنا محظوظين اذ لم يصب اي منا بأذى”.
وكان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا قال إن القوات السورية قد اغلقت الطريق الى القبير الواقعة على مقربة من مدينة حماة غربي سوريا.
وذكر مود ان “عوامل عدة حالت دون وصول وفد المراقبين الدوليين الى مزرعة القبير من اجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية”، مشيرا الى ان “المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية”.
وفي بيان اصدره قال البيت الابيض إن القتل المترافق مع “رفض النظام السوري دخول المراقبين الى المنطقة” كان “اهانة للكرامة الانسانية والعدالة”.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن الوضع في سوريا “يتدهور بسرعة” نحو عنف طائفي.
وقال المندوب الصيني في الامم المتحدة لي باودونغ “نعارض بحزم حل الازمة السورية عن طريق التدخل العسكري الخارجي او اي محاولة لتشجيع تغيير النظام بالقوة”.
عنان يطالب بـ” مستوى جديد من العمل الدولي” لوقف العنف في سوريا
حذر كوفي عنان المبعوث الدولي والعربي من أن الأزمة في سوريا “تزداد تعمقا” وأن العنف “يتصاعد إلى مستويات أسوأ”.
ودعا إلى تطوير مستوى العمل الدولي لوقف العنف في سوريا.
وقال أمام جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس،‘إن قصف المدن تصاعد، كما أن” الميليشيات التي تساندها الحكومة تبدو مطلقة الحرية مما يؤدي إلى تبعات مفزعة.”
وعبر عنان عن اعتقاده بأنه “لا يجرى تطبيق خطة السلام رغم قبول سوريا بها”. وعبرعن ” الرعب والإدانة للقتل في قرية القبير. وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا القتل.
وقال عنان” إنه بالإمكان تجنب الأسوأ وتمكين سوريا من الخروج من أزمتها لو توحدت الجهود توحدا حقيقيا، وتصرفت وتحدثت الأطراف بصوت واحد”
وطلب بـ” مستوى جديد ” من العمل الدولي لوقف العنف.
من ناحيته، اعتبر نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية أن سمعة الأمم المتحدة على المحك الآن بسبب الموقف من الأزمة وقتل المدنيين في سوريا.
وقال بشار الجعفري، مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، إن دمشق نفذت الجزء الخاص بها من خطة عنان السلمية.
وأضاف ” أعلن اليوم مجددا أن سوريا مستعدة لتقديم أقصى ما تستطيع لانجاح مهمة عنان”.
وأكد أن ” أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد حوارا جادا”.
ووصف الجعفري ما يحدث في سوريا بأنه مجزرة بشعة غير قابلة للتبرير وبعض ما جاء في هذا الاجتماع جزء لا يتجزأ من المذبحة”.
واتهم الدبلوماسي السوري وسائل إعلام للترويج يجري في سوريا. وقال إن شبكات الجزيرة والعربية وبي بي سي
نشرت صورا قالت إنها لقتلى “مذبحة” قرية القبير التي وصفها بأنها ” بشعة ومدانة”. وأكد أن هذه الصور ليست لقتلى قرية القبير. وأشار إلى أن وسائل الإعلام السورية سوف توضح الأمر لاحقا.
وانتقد الجعفري أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي . وقال ” إنه أصدر حكما بالريموت كنترول بشأن مذبحة الحولة قبل التحقق وانتهاء التحقيق السورية”.
وأبدى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة استعداد سوريا” لاستقبال لجنة تحقيق مشكلة من دول مشهود لها بالنزاهة” للتحقيق في القتل في سوريا . غير أنه لم يحدد هذه الدول.
ودعا مندوب مصر، نيابة عن المجموعة العربية في الأمم المتحدة، لعقد اجتماع في أسرع وقت لفصائل المعارضة السورية في مقر الجامعة في القاهرة.
وقال إن الوضع الحالي لم يعد يمكن السكوت عليه. وطالب بالتحرك الفوري لانهاء ما وصفه بالوضع المآساوي وباتخاذ إجراءات” وفقا لكل الفصول المتاحة في ميثاق الأمم المتحدة” لفرض حل للأزمة السورية.
المزيد من بي بي سي
وفاة السياسي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني “عملاق الصحافة اللبنانية والعربية“
بيروت – توفي الصحافي والسياسي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني الملقب ب”عملاق الصحافة العربية” الجمعة عن 86 عاما، بعد اكثر من ستين عاما من العطاء الفكري والسياسي والنضال من اجل الحريات.
وفاة السياسي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني “عملاق الصحافة اللبنانية والعربية”
وتحت عنوان “رحل.. فجر النهار”، اعلنت صحيفة النهار التي تملكها عائلة غسان تويني على صفحتها الاولى الجمعة، رحيل “عملاق الصحافة اللبنانية والعربية وعميد النهار ومعلم اجيالها المتعاقبة منذ تولى مبكرا مسؤولياته فيها وباني مجدها وصانع الق الكلمة والفكر النائب والوزير والسفير والدبلوماسي وصانع الرؤساء والعهود والسياسات في زمن مجد لبنان ومجد الرجال”.
واعلنت الصحيفة ان مراسم دفن تويني ستقام السبت عند الساعة الثانية عشرة (9,00 تغ) في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت. ومنذ الجمعة توافدت الشخصيات والوفود الى كنيسة مار نقولا للروم الارثوذكس في الاشرفية لتقديم التعازي.
وتقدم هذه الشخصيات رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد تقديمه التعازي “سيلتقي غسان تويني من افتقدهم في حياته وأحبهم، اما نحن فسنفتقده دائما لأننا كنا نحبه وانا احد هؤلاء. اعتقد ان ما تركه غسان تويني هو خالد، اعني بذلك صحيفة النهار”.
من جهته قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان ان “لبنان خسر بغياب غسان تويني علما من أعلامه ورمزا وطنيا اصيلا”.
واشار ميقاتي الى ان “الراحل كان مثالا في الوطنية الصادقة، دافع عن لبنان في كل المحافل العالمية بدبلوماسية لا تهادن على الثوابت الوطنية” و”نادى بوحدة لبنان وشعبه ودافع بقوة عن صيغة عيشه المميزة وكان صاحب الأراء السديدة التي تجمع ولا تفرق”.
وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ابرز اركان المعارضة، في بيان ان “لبنان من دون غسان تويني يخسر اشعاعا فكريا وثقافيا مميزا طالما تباهى به اللبنانيون حتى أصبح مثالا يحتذى في حرية التعبير والانفتاح والدفاع عن الديموقراطية والاستقلال والسيادة”.واضاف “عزاؤنا الوحيد في غياب غسان تويني ان الحرية لن تموت وان النهار (…) مستمرة”.
وكان غسان تويني الذي عاش مآسي عديدة في حياته الشخصية عنون الصفحة الاولى لجريدته غداة مقتل نجله الصحافي والنائب جبران تويني العام 2005 بسيارة مفخخة “جبران لم يمت والنهار مستمرة”.
وقتل جبران في خضم الاغتيالات التي طالت بين عامي 2005 و2008 شخصيات سياسية واعلامية وامنية مناهضة للنظام السوري في لبنان.
ودعا غسان تويني يوم مأتم جبران الى التعالي عن الاحقاد والتسامح.
وقال عنه الوزير السابق والنائب الحالي مروان حماده “لقد غاب احد آخر ابطال حرية التعبير في لبنان وفي العالم العربي”.
واضاف حمادة وهو شقيق زوجة غسان تويني الاولى ان الراحل “صنع من النهار الصحيفة المستقلة الكبرى في العالم العربي في وقت لم يكن احد يجرؤ خارج لبنان على كتابة سطرين لا يمجدان الحكام والانظمة الاستبدادية”.
بدأ غسان تويني عمله الصحافي وهو في اوائل العشرينات في جريدة النهار التي اسسها والده العام 1933. وما لبث ان دخل المجال السياسي واصبح عضوا في البرلمان وكان في الخامسة والعشرين من عمره.
شغل مناصب وزارية مهمة. وكان مندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في اوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان اسرائيليان.
وينظر الى غسان تويني على نطاق واسع على انه “عراب” القرار 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 1978 والذي دعا اسرائيل الى الانسحاب من لبنان.
وفي بادرة ملفتة خص الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غسان تويني بتحية مميزة واصفا الراحل ب”الرجل الحر”.
وكتب الرئيس الفرنسي في بيان “احرص على الاشادة بذكرى هذا الصحافي الكبير والدبلوماسي اللبناني الذي كان الجميع حتى خارج لبنان يعترف بقدراته الفكرية ومهنيته، كما يشهد على ذلك النجاح الكبير لصحيفة النهار التي ساهم في جعلها واحدا من اجمل انجازات الصحافة اليومية العربية خلال العقود الاخيرة”.
واضاف “على رغم المحن المأسوية التي رافقت عائلته، بقي غسان تويني رجلا حرا وبقي دوره دور مواطن ملتزم خدمة لبنان، متصالح مع نفسه وديموقراطي”.
وخلص هولاند الى القول ان “فرنسا التي كان غسان تويني تربطه بها صداقة قديمة وعميقة وصادقة، تشعر بأسى لفقدانه”.
بدوره اعرب وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس عن “تأثره” و”حزنه” لوفاة تويني”.
وقال فابيوس في بيان ان “غسان تويني، الشخصية اللبنانية المرموقة، كان علما كبيرا من اعلام الصحافة اللبنانية. فقد جعل من صحيفة النهار التي اسسها والده مؤسسة ومرجعية صحافية في كل انحاء العالم العربي”.
واضاف ان تويني “السياسي، ناضل بشغف من اجل سيادة بلاده، بصفته نائبا ووزيرا ومندوبا للبنان في الامم المتحدة التي كان فيها واحدا من صانعي القرار 425” الذي انشئت بموجبه القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان (اليونيفيل).
ووجه فابيوس “تحية” الى غسان تويني “الفرنكوفوني الكبير ورجل الادب والثقافة الذي يجسد التنوع ورسالة لبنان”.
وقال وزير الثقافة السابق طارق متري المقرب من الراحل لفرانس برس “خسرنا شخصية مارست السياسة المترفعة عن النزاع على السلطة، السياسة التي تتمحور حول الخير العام والتي يوجد بينها وبين الثقافة ارتباط حميم”.
فقد غسان تويني ابنته نايلة وهي في السابعة بمرض السرطان، وما لبثت ان لحقت بها زوجته الشاعرة ناديا تويني بالمرض نفسه.
بعد ذلك بسنوات، قضى نجله مكرم في حادث سيارة في فرنسا. ووصف غسان تويني غيابه ب”الكارثة الثالثة في حياتي”.
الى ان كانت “كارثة” مقتل جبران، ولده الاخير. ورغم كل الالم، وافق غسان تويني، تحت ضغط محبيه والاوساط الشعبية المؤيدة لعائلته على الحلول محل ابنه تحت قبة البرلمان، مشيرا الى انها المرة الاولى التي يخلف فيها الوالد اولاده.
قبل ثلاث سنوات، توقف غسان تويني عن كتابة افتتاحيته في جريدة “النهار” بسبب العجز والمرض.
لغسان تويني مؤلفات كثيرة ابرزها “اتركوا شعبي يعيش” وهو عنوان خطاب القاه في الامم المتحدة خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990)، و”حرب من اجل الآخرين”.
الجمعة 8 يونيو 2012
ا ف ب