أحداث السبت، 28 تموز 2012
الجيش السوري ينتشر حول حلب تحضيراً لـ «أم المعارك»
دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
استمر النظام السوري في تعزيز قواته امس استعداداً للهجوم الحاسم على المناطق التي يسطر عليها «الجيش السوري الحر» في مدينة حلب. ووصف المعركة التي سيخوضها هناك بأنها «ام المعارك». وتعرضت احياء عدة في المدينة امس لقصف من رشاشات المروحيات. وقال نشطاء في المعارضة إن قوات حكومية متمركزة على مشارف حلب أطلقت وابلا من قذائف المورتر الثقيلة على أحياء في الغرب وقصفت طائرات هليكوبتر روسية الصنع من طراز «ام.اي-25» مناطق في الشرق.
وتدور التكهنات والمخاوف بشكل اساسي حول معرفة المدى الذي سيلجأ اليه النظام في حملته العسكرية لاستعادة السيطرة على حلب، وحجم القوة التي سيتم استخدامها لأن حصول ذلك سيعني سقوط مئات القتلى. كما تصاعدت التحذيرات من احتمال وقوع «مذبحة» في المدينة اذا استخدم النظام القوة المفرطة لاستعادة سيطرته على احيائها.
وكانت العضو في مجلس الشعب عن حلب اخلاص بدوي اكدت ان السلطات طلبت من النواب مغادرة حلب والتوجه الى دمشق لان كبرى مدن الشمال التي اصبحت نقطة حاسمة في النزاع «يمكن ان تستهدف بهجوم عسكري في الايام المقبلة». وقالت انه «طلب من النواب ان يستقلوا الطائرة لان الطريق الدولي بين حلب ودمشق ليس آمناً».
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس في لندن، بعد محادثات اجراها مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، عن «القلق الشديد» لاحتدام اعمال العنف في حلب، دعيا الحكومة السورية الى وقف هجومها. وقال بان انه يشعر بقلق عميق لتهديد الناطق باسم الخارجية السورية باحتمال استخدام الاسلحة الكيماوية اذا تعرضت سورية لهجوم خارجي، مطالبا دمشق بالاعلان بشكل قاطع أنها لن تستخدم هذه الاسلحة او غيرها من اسلحة الدمار الشامل «تحت أي ظرف».
وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند إن هناك تقارير جديرة بالثقة عن اتجاه ارتال من الدبابات صوب حلب وهجمات جوية بطائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة ما يمثل تصعيدا خطيرا في جهود الحكومة لسحق المعارضة المسلحة. واضافت ان هناك قلقاً في واشنطن من «ان نشهد مذبحة في حلب وهذا ما يحضر له النظام في ما يبدو».
وينظر الى المعركة للسيطرة على حلب التي يبلغ عدد سكانها مليونين ونصف مليون نسمة على انها نقطة تحول محتملة في الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا ضد النظام السوري. وقد تمنح هذه المعركة افضلية لطرف على الاخر في الصراع الدائر بين الحكومة وقوات المعارضة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة اسروا امس خمسين عنصرا من قوات النظام في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب، بينهم 14 ضابطا. كما تمكنوا من الاستيلاء على كمية كبيرة من الاسلحة المتنوعة والذخائر من النقطة العسكرية التي سيطروا عليها، والتي تتضمن حاجزا امام مقر البلدية ومركزا للقوات النظامية.
واعلن «الجيش الحر» انه قبض على نحو مئة رجل من عناصر الجيش والامن والشبيحة في مناطق مختلفة من حلب. وقام عدد من هؤلاء بالتعريف عن اسمائهم على شريط فيديو تم بثه على «يوتيوب».
ورغم التوتر الامني في حلب، خرجت تظاهرات في احياء عدة في ما اطلقت عليه المعارضة «جمعة انتفاضة العاصمتين». كما انطلقت تظاهرات في بلدات في ريف حلب طالبت باسقاط النظام ونصرة المدن المنكوبة ومحاكمة قتلة الشعب السوري. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان قوات النظام اطلقت النار على تظاهرة خرجت في حي الخالدية من جامع الغفران في حلب. وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان ان 75 قتيلاً على الاقل سقطوا امس نتيجة قصف قوات النظام.
وفي نيويورك، تتجه الجمعية العامة للأمم المتحدة الى مناقشة مشروع قرار عربي مطلع الأسبوع المقبل يدعو الى «دعم عملية انتقال سياسي في سورية بناء على حوار بين المعارضة والسلطات السورية» على أن توقف القوات الحكومية السورية «أولاً أعمال العنف وتسحب جنودها وسلاحها الثقيل الى الثكنات». ويشدد مشروع القرار الذي أعدته السعودية، بالتشاور مع مجموعة الدول العربية، على دعوة كل «الدول الأعضاء الى تبني عقوبات مماثلة للتي تبنتها جامعة الدول العربية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011». ويطلب من «السلطات السورية التزام تعهداتها بصرامة بموجب القانون الدولي في ما يتعلق بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية». ويشدد على أهمية «ضمان المحاسبة والحاجة الى إنهاء الحصانة ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان بما فيها الجرائم التي قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية ويشجع مجلس الأمن على اتخاذ الإجراءات المناسبة في هذا الإطار».
وعقدت المجموعة العربية اجتماعاً على مستوى الخبراء، من دون مشاركة البعثة السورية، لإجراء التعديلات الأخيرة على مشروع القرار قبل طرحه على الجمعية العامة، فيما توقع ديبلوماسيون أن تعقد الجمعية العامة جلستها لمناقشة القرار بين الثلثاء والخميس المقبلين.
وقال ديبلوماسيون عرب إن المجموعة العربية ستعمل على «حشد أكبر تأييد ممكن لمشروع القرار في الجمعية العامة لتأكيد عزلة النظام السوري ومؤيديه».
وهذه ترجمة غير رسمية لأبرز فقرات المشروع بصيغته غير النهائية:
1. يدين بقوة استمرار الانتهاكات الممنهجة الواسعة النطاق لحقوق الإنسان والحقوق الإساسية من السلطات السورية والميليشيات التابعة لها.
2. يدين العنف بغض النظر عن مصدره بما فيه سلسلة التفجيرات التي تدل على وجود مجموعات إرهابية منظمة.
3. يطلب من كل الأطراف فوراً تطبيق خطة النقاط الست بكاملها لتحقيق وقف للعنف المسلح من كل الأطراف وإيجاد جو موات لوقف إطلاق نار دائم وعملية انتقال سياسي يقودها السوريون.
4. الدعم الكامل لمطالب المبعوث الخاص المشترك بأن الخطوة الأولى من وقف العنف يجب أن تأتي من السلطات السورية وبالتالي يدعو السلطات السورية الى تطبيق التزاماتها فوراً بوقف استخدام السلاح الثقيل واستكمال سحب جنودها وسلاحها الثقيل الى ثكناتهم.
5. يدعو السلطات السورية الى وضع نهاية فورية لكل انتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات ضد المدنيين وحماية سكانها والتقيد التام بموجبات القانون الدولي وقرارات حقوق الإنسان وقرارت الجمعية العامة للأمم المتحدة.
6. يطلب من السلطات السورية التزام تعهداتها بصرامة بموجب القانون الدولي في ما يتعلق بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
7. يطلب من السلطات السورية الامتناع عن استخدام أو نقل أن إنتاج المزيد من المواد المتضمنة أي سلاح كيماوي أو بيولوجي أو أي مخزون أو أدوات لأسلحة مماثلة وأن تتقيد السلطات السورية بالتزاماتها بالإعلان عن وتأمين كل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وأي مخزون لأسلحة مماثلة.
8. يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة اتخاذ الخطوات المناسبة للتحضير أو للقيام بتحقيقات استجابة الى تقارير قد تلفت انتباهه من أي دولة تتعلق باحتمال استخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية في سورية بما يشطل خرقاً لبروتوكول جنيف او أي قواعد أخرى للقانون الدولي.
9. يشدد على أهمة ضمان المحاسبة والحاجة الى إنهاء الحصانة ومحاسبة أولئك المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان بما فيها الجرائم التي قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية.
10. يحض مجلس الأمن على اتخاذ الإجراءات المناسبة في هذا الإطار.
11. يطلب أن تؤمن السلطات السورية للجنة تقصي الحقائق الدولية الوصول الكامل الى كل المناطق السورية وأن يتعاون معها بشكل كامل لتأدية مهمتها.
12. يستنكر تدهور الوضع الإنساني وفشل تأمين المساعدات الإنسانية الى كل المناطق المتأثرة بالقتال في خرق لخطة النقاط الست.
13. يطلب من السلطات السورية تطبيق خطة المساعدات الإنسانية المتفق عليها فوراً وبشكل كامل.
14. يعبر عن القلق البالغ حيال ازدياد عدد اللاجئين والنازحين.
15. يجدد الدعوة الى عملية انتقال سياسي يقودها السوريون، والى نظام سياسي ديموقراطي تعددي من خلال حوار سياسي جدي بين السلطات السورية وكامل أطياف المعارضة السورية.
16. يطلب أن يعمل كل الأطراف السوريين مع مكتب المبعوث الخاص المشترك لتطبيق سريع لخطة الانتقال المتفق عليها في اجتماع مجموعة العمل من أجل سورية في جنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي بما يكفل سلامة الجميع في جو من الاستقرار والهدوء وتأسيس هيئة حكم انتقالية متفق عليها ومراجعة الدستور بناء على حوار وطني شامل وإجراء انتخابات تعددية حرة.
17. يرحب بمؤتمر المعارضة السورية الذي عقد برعاية جامعة الدول العربية في القاهرة في 3 تموز (يوليو) الحالي كجزء من جهود الجامعة العربية لانخراط كل أطياف المعارضة.
18. يشجع الدول أعضاء الأمم المتحدة على تبني عقوبات مماثلة للتي تبنتها جامعة الدول العربية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.
19. يطلب من الأمين العام وهيئات الأمم المتحدة المعنية تأمين الدعم الى جهود المبعوث الخاص المشترك للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية.
حلب في قلب الاعصار
بيروت – ا ف ب – غرقت مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية وثاني اكبر مدنها في دوامة الحرب بعد ان ظلت لفترة طويلة في منأى عن الاحداث الدموية التي تهز البلاد منذ بدء الحركة الاحتجاجية المعارضة لنظام الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس 2011.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري شن السبت هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “يمكننا القول ان الهجوم بدأ”، موضحا ان “اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة احياء” المدينة. واشار الى “تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) قادمة الى حي صلاح الدين” الذي يضم العدد الاكبر من المقاتلين.
واضاف ان “حي صلاح الدين يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار”.
وتحدث عن “سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الاهالي بعد سقوط قذائف (…) واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح اليوم (السبت) استمرت لنحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متجهة الى حي صلاح الدين”. وتابع “شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور وعدة احياء اخرى في المدينة”. وتحدثت لجان التنسيق المحلية ايضا عن معارك في محيط صلاح الدين جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وتعد حلب 2,5 مليون نسمة ومعروفة منذ عقود بصناعاتها الحرفية خصوصا النسيجية بفضل القطن الذي يعد من ثروات البلاد، تقع في شمال سورية وهي مركز محافظة حلب وتعتبر مركزا تجاريا بالغ الاهمية.
وتقع حلب على طريق الحرير تاريخيا وتشتهر بمعالمها التاريخية مثل قلعتها الشهيرة وكذلك بصناعاتها اليدوية التقليدية. وكانت ايضا عاصمة لولاية مترامية الاطراف تشمل جنوب شرق الاناضول وسهول الشمال حتى الحرب العالمية الاولى.
وعانت حلب من انتفاضة الاخوان المسلمين (1979-1982) ضد النظام كما عانت من اتفاق التبادل الحر الذي وقع مع تركيا في 2005، بحيث افلست شركات صغيرة كثيرة امام منافسة المنتجات التركية.
لكن ابناء حلب المعروفين بمهارتهم وحنكتهم في التجارة عرفوا كيف يواجهون الوضع ليصبحوا اكثر قدرة تنافسية من خلال تطوير القطاعات الزراعية الغذائية والعقاقير والادوية والتركيز على الصناعات الحرفية. وشهدت التجارة مع تركيا تطورا ملفتا.
وقال عالم الجغرافيا فابريس بالانش مدير مجموعة الابحاث والدراسات حول المتوسط والشرق الاوسط “ان حلب كانت هادئة لانها مدينة صناعية وتجارية استعادت حظوتها في نظر النظام بعد عشر سنوات من العقاب”.
واضاف ان “التدابير الامنية شديدة جدا منذ ذلك التاريخ والمتمردون يأتون من الريف لان اهالي حلب الاصليين يبقون في منازلهم”.
وقد جذب العديد من سكان الارياف خصوصا من السنة والاكراد بفرص العمل وقدموا ليستقروا في منطقة حلب الكبرى التي تمتد على مساحة 120 كيلومترا مربعا.
والحي التاريخي في المدينة الذي يشتهر بسوقه ومنازله البورجوازية التي يعود تاريخ بنائها الى الحقبة العثمانية والانتداب الفرنسي، صنفته منظمة اليونيسكو ضمن التراث العالمي.
ويمثل العرب السنة 65 بالمئة من التعداد السكاني للمدينة فيما يقدر الاكراد من الطائفة نفسها والمقيمون في شمال المدينة ب20 بالمئة. والمسيحيون يمثلون حوالى 10 بالمئة نصفهم من الارمن، فيما الاخرون هم من السريان والروم الكاثوليك والموارنة.
اما العلويون الذين لجأوا خصوصا الى حلب في 1939 بعد ضم لواء الاسكندرون الى تركيا، فيشكلون 5 بالمئة من التعداد السكاني للمدينة حيث، خلافا لدمشق وحمص، لا يوجد حي علوي صرف غير الحي المخصص للموظفين في الحمدانية في شرق المدينة.
ويسيطر المعارضون المسلحون على احياء عشوائية في منطقة حلب التي ياتي سكانها من الارياف. وهم لا يسيطرون على الاحياء المركزية وتلك الواقعة في الغرب والمأهولة من البورجوزاية، من المسيحيين وخصوصا ابناء حلب الاصليين
ناشطون سوريون يعلقون علماً عملاقاً للمعارضة على برج إيفل والشرطة تنزله
يو بي اي
علق ناشطون سوريون الجمعة علماً عملاقاً للمعارضة السورية وفي ساحة تروكاديرو، في محاولة لجذب الانتباه إلى ما يجري في سورية قبل أن تحضر الشرطة وتنزله.
وتوجه ناشطون من مجموعة “فرنسا سورية ديمقراطية” إلى البرج حاملين العلم الذي يبلغ طوله ثلاثون متراً إلى البرج الذي يشهد ورشة صيانة وتسلّق اثنان منهما الطابق الأول من البرج حيث علّقا العلم.
وقام على الفور عناصر موكلين الإشراف على الورشة بإخراج الناشطين الذين حملوا لافتة كبيرة كتب عليها “21 ألف قتيل و65 ألف مفقود ومليونا مهجر: هذه هي الإصلاحات الإجرامية التي وعد بها بشار الأسد”. وهتف الناشطون “بشار الأسد قاتل” وسط تصفيق المارة والسياح الموجودين.
وقالت قناة “تي أف 1” الفرنسية إن الشرطة قامت لاحقاً بتطويق المكان وإنزال العلم واقتادت الناشطين اللذين تسلقا البرج وعلقا العلم إلى مقر الشرطة.
وقال الناشط إبراهيم ويتي إن “16 شهراً مرت ونظام الأسد يرتكب الجرائم ضد الشعب السوري والعالم يدير وجهه. نحن هنا لنطالب بالدعم للثورة السورية”.
يشار إلى أن العلم موضع خلاف في سورية لأنه يعود إلى زمان الانتداب الفرنسي، فيما يقول المعارضون السوريون إنه علم الاستقلال عن فرنسا.
اشتباكات متقطعة على الحدود السورية – الأردنية وناجون يروون لـ«الحياة» مخاطر النزوح وسط الألغام
عمان – تامر الصمادي
استمرت الاشتباكات المتقطعة على الحدود الأردنية -السورية أمس وسط حالة من التوتر والاستنفار، وهو ما أكدته مصادر متطابقة في مدينة الرمثا الحدودية شمال الأردن، ورصدته «الحياة» في جولة ميدانية لها على الحدود الفاصلة بين البلدين. في حين نفت الحكومة الأردنية حدوث اشتباكات. وكانت اشتباك جرى ليلة أول من امس وأسفر عن مقتل طفل سوري كان يعبر الحدود مع عائلته من سورية باتجاه الأردن، كما أصيب جندي أردني بجراح متوسطة.
وقال مصدر عسكري لـ»الحياة»، إن وحدات الجيش الأردني المتواجدة على الحدود «اضطرت للرد على نيران الجيش السوري التي استمرت لساعات، لتأمين عبور مئات اللاجئين إلى الأردن بشكل آمن». وأضاف «أدى إطلاق النار السوري إلى مقتل طفل وجرح العشرات من بينهم جندي أردني».
ورصدت «الحياة» خلال جولة ميدانية إلى الحدود الأردنية السورية، وصول تعزيزات عسكرية ومدرعات للجيش الأردني إلى المنطقة الحدودية، وسط تواصل موجات النزوح إلى الرمثا، والتي وصلت حتى مساء يوم أمس إلى أكثر من ألفي لاجئ، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، بحسب زايد حماد رئيس (جمعية الكتاب والسنة) المكلفة من قبل الحكومة الأردنية بتقديم المساعدات لعشرات الآلاف من اللاجئين.
كما التقت «الحياة» لاجئين سوريين فروا فجر امس إلى الأردن، كانوا شهوداً على مقتل الطفل السوري وجرح العشرات الذين نقلوا إلى المستشفيات الحكومية إضافة إلى الجندي الأردني.
وقالت والدة الطفل المتوفى بلال اللبابيدي (4 سنوات) من حمص، والتي كانت تتصدر المشيعين»: «كانوا يطلقون النار بكثافة.. الجيش السوري قتل ولدي وجرح العديد من السوريين».
وأضافت باكية «لولا فضل الله ثم الجيش الأردني الذي تدخل لإنقاذنا، لكان الجميع في عداد الأموات».
والتقت «الحياة» خلال التشييع الذي استمر لساعات باللاجئ السوري أحمد الحمصي، الذي كان شاهداً هو الآخر على الاشتباكات. وقال «بدأنا بقطع الشبك الحدودي مع حلول الظلام، كنا برفقة حراسات من الجيش الحر، لكن إطلاقاً كثيفاً للنار من قبل جيش النظام أدى إلى استشهاد الطفل بلال وهو في حضن والدته وإصابة آخرين».
وروى منتصر الدرعاوي، مشاهد صادمة لخصت الأخطار التي واجهوها خلال عبورهم الأراضي الأردنية، وقال «مررنا بحقول الألغام، واضطررنا إلى الزحف على أيدينا وأرجلنا خشية أن يكتشف أمرنا من قبل القوات الموالية لنظام الأسد».
وتابع «كان بيننا أطفال ونساء وطاعنون في السن، الموت كان يلف المكان وأصوات النيران تحاصرنا من كل اتجاه». وزاد آخر «رأيت أحد الجنود الأردنيين مضرجاً بدمائه، بعد أن حاول جاهداً إنقاذ الطفل ووالدته التي سقطت مغشياً عليها».
وفي ذات السياق، قال نشطاء في تنسيقيات الثورة السورية من داخل مدينة درعا لـ»الحياة»، إن وحدات الجيش الأردني «ردت بشكل عنيف على مصدر النيران الصادرة» عن قوات النظام. وأكد هؤلاء أن كثافة النيران «دفعت جنوداً سوريين كانوا في مركزين أمنيين قرب الحدود، إلى تركها والفرار في اتجاهات عدة».
وعلى صعيد الانشقاقات في صفوف الجيش السوري، قالت مصادر أردنية رسمية لـ»الحياة» إن زهاء 35 جندياً سورياً يعملون في 5 نقاط حدودية مع الأردن، أعلنوا انشقاقهم عن النظام السوري، بعد وصولهم إلى مدينة الرمثا.
وكان ثمانية سوريين أصيبوا فجر الخميس أثناء محاولتهم الهرب نحو الأردن، حيث نقلتهم قوات الجيش الأردني إلى مستشفيي الرمثا الحكومي والملك المؤسس، وتراوحت إصاباتهم بين متوسطة وسيئة. وشيعت الرمثا عصر الخميس الماضي لاجئاً سورياً توفي متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام ووصل للعلاج بالرمثا، إلا أنه توفي الخميس وشيعه العشرات من اللاجئين السوريين ومن أهالي المدينة.
أليسيو رومنزي «يلتقط» الموت في حياة حمص
بيروت – محمد غندور
من يُتابع وسائل الإعلام الرسمية في سورية، يشعر بأن المواطنين يعيشون في أمان وسلام، وأن الحرب المتداولة بدعة غربية. ومن يتابع وسائل الإعلام العالمية، يُدرك أن محافظات ومدناً باتت أنقاضاً، فيما يسقط عشرات الشهداء يومياً ويجرح المئات.
قد يصاب المشاهد أو القارئ، لدى متابعته هذه الأخبار، بالحيرة: من يُصدّق؟ وأي إعلام هو الأكثر مهنية وشفافية؟ لكن زائر معرض المصور الإيطالي أليسيو رومنزي في هنغار «أمم» في ضاحية بيروت الجنوبية، يتلمس الحقيقة موثقة.
خمس طفلات يمشين على طريق هرب منه الإسفلت، وسط دمار وخراب. يُمسكن أيدي بعضهن البعض خوفاً من المجهول، أو خوفاً من قذيفة قد تسقط فجأة، فتفرّقهن إلى الأبد. قد يكنّ شقيقات فقدن عائلتهن خلال القصف، أو ربما صديقات يتيمات الآن. أحضرت إحداهن دميتها الصغيرة، أو ما تبقى من طفولتها. فبعد يُتمها، ستتحوّل الطفلة، التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، عجوزاً بذاكرة واسعة ومخيلة دامية. ستترك طفولتها في بيتها المهدّم، ومع مغادرتها ستصبح الذكرى حكاية تخبرها لاحقاً لأولادها، إذا كتب لها النجاة من مجزرة قد تقع في الطريق فتفتك بها وبقريناتها.
حاول رومنزي، من خلال أعماله، إظهار معاناة الناس، وأثر الأزمة السورية على الحياة اليومية. لم يكن طرفاً، ولم يناصر جهة معينة. جال بعينه – الكاميرا في أنحاء مدينتي القصير وحمص (غرب سورية) من منطلق إنساني قبل واجبه المهني، ليكتب بالصورة، ويوثّق بشاعة الأفعال التي يقدِم عليها النظام في حق مواطنيه.
تنبعث من أعمال المصوّر الإيطالي رائحة الموت، وتعج صوره بالجنازات وأشياء تركها الشهداء ورحلوا، كالأحذية والرصاص والأدوية. تابع رومنزي حالات إسعاف المصابين وقصد المستشفى الحكومي، فأظهر، بفنية جمالية وتوثيقية في آن، النقص في اللوازم الطبية وحيرة الأطباء. «التقط» الجثث المنتشرة في كل مكان، في المنازل والطرق والمستشفيات ومحال بيع الخضار، وبالعدسة جمّد صرخة ابن يحتضن جثة أبيه، ودمعة من عين واحدة، لأمّ فقدت عينها الثانية.
يعتبر رومنزي من أبرع وأنشط المصوّرين المحترفين الذين وثّقوا أوجاع السوريين. أنجز عمله الميداني، من دون أن يعرض وجوه المقاتلين ولا قصصهم، إذ ركّز على الشق «المدني» من المأساة وراعى، في الوقت نفسه، المحاذير الأمنية. شأنه شأن مصورين أجانب كثر جالوا في سورية لالتقاط الهمّ اليومي، واحتماء الناس من قصف غالباً ما لا ينجحون في اتقائه، إضافة إلى المجازر والدمار والخراب.
ولم تكن متابعة الأحداث السورية حكراً على المصورين، إذ قصد الروائي الفرنسي من أصل أميركي جوناثان ليتل مدينة حمص لمراقبة وتدوين ملاحظـــات تفضح عمليات القمع والقتل المنهجية التي يتعرّض لها أبناء المدينة على يد النظام السوري. ونشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية جزءاً من هذه الملاحظات على شكل حلقاتٍ متسلسلة، قبل أن تعمد دار نشر «غاليمار» الباريسية إلى جمعها وإصدارها كاملة في كتاب يحمل عنوان «دفاتر حمص».
وتطرح هاتان المتابعتان، أي عمل المصوّر الإيطالي والروائي الفرنسي، لما يدور في سورية، سؤالاً مهماً: أين دور المثقف والمبدع العربي في هذه القضية، أم أنه يقتصر على التنظير؟ شهد العالم العربي ربيعاً لفّ مصر وليبيا وتونس والبحرين واليمن وسورية، لكننا لم نلحظ متابعة ميدانية تُذكر لمبدع عربي، على غرار مبدعين غربيين قصدوا مناطق الصراع بحثاً عن رواية أو صورة توصل أصوات الناس.
قبل وصوله إلى سورية، زار رومنزي مصر وليبيا ووثق ثورتيهما، وهو يعمل منذ العام 2005 مصوّراً صحافياً مستقلاً، ونَشَرَت أعماله أشهر الصحف العالمية. يقول: «بخلاف مصر وليبيا، ما إنْ يصل المرء إلى سورية حتى تمتلئ رئتاهُ برائحةِ موتٍ دفين، ويستبدُّ به الشعورُ بأن الأعظم لم يقع بعد… هذا ما وَجَدتني أوثّقه وأرويه. عملي كمصور أن أخبر الآخرين من خلال أعمالي بما يجري. لكنني، في سورية، لم أشعر بأنني أقومُ بعملي فحسب، بل تَمَلّكني الشعورُ بأنني أؤدّي واجباً أخلاقياً». ويضيف: «في ليبيا كان هناك مقاتلون في مواجهة مقاتلين آخرين، أما في سورية، حيث يتواجه مقاتلون من الجانبين، فإن غالبية القتلى من المدنيين… الناس يُقتلون خلال حياتهم اليومية».
المكامن والألغام والاستخبارات من تقنيات الانتفاضة السورية
باريس – أ ف ب
يقول ناشطون إن المعارضة السورية المسلحة التي تواجه دبابات ومروحيات الجيش النظامي ليس أمامها من خيار غير اعتماد طرق الحرب غير المتكافئة مثل نصب المكامن وزرع الألغام التقليدية الصنع واستخدام تقنيات التسلل والتضليل الإعلامي.
ويؤكد مسؤولون في هذه المعارضة المسلحة إنه في غياب مساعدة أجنبية مهمة فأن ما يعرف بالجيش السوري الحر هو عبارة عن قوة فقيرة التسليح يقوم المقاتلون فيها بشراء أسلحتهم (بنادق رشاشة وبنادق كلاشنيكوف وأم 16 واف إن) بأنفسهم عندما يتوافر لهم المال أو يستولون على أسلحة جنود نظاميين يتم اسرهم أو قتلهم.
ويقول أبو احمد القائد العسكري لقوات المعارضة في محافظة حماه (وسط) «لدي تحت إمرتي 12 ألف رجل لكن نصفهم فقط يملك سلاحاً وهم يتداولون بنادق الكلاشنيكوف».
وتملك مجموعات مقاتليه الذين يقودهم ضباط بالطريقة ذاتها التي تعمل بها القوات الحكومية، في احسن الأحوال بعض قاذفات الصواريخ والرشاشات الثقيلة ويتنقلون في عربات متهالكة لا يوحي حالها بالثقة.
ويؤكدون انهم لا يملكون مدافع مضادة للدبابات أو الطيران للتصدي للمدرعات وسلاح الجو السوري. وقال أبو احمد «ينقصنا كل شيء».
وأضاف «حتى هواتفنا عبر الأقمار الاصطناعية مقطوعة لأن فواتيرها لم تدفع. نحن نتواصل عبر أجهزة لاسلكي قصيرة المدى. وبتوزيعها بطريقة ملائمة تصبح لدينا شبكة اتصالات من محافظة إلى أخرى».
ويؤكد هذا القائد الميداني انه يتم اللجوء إلى حرب العصابات «نحن نستخدم ألغاماً ولدينا مقاتلون متطوعون. نستنزف ونهاجم مجموعات صغيرة من الجنود لأسرهم أو قتلهم والحصول على أسلحتهم».
ويظهر احد مساعديه أشرطة فيديو صورها رجاله لمثل هذه العمليات.
وفي احد هذه الأشرطة تبدو سيارات دفع رباعي مسرعة في احد الطرقات الكبيرة. وفي الأثناء تقطع سلسلة انفجارات الطريق أمامها على مسافة مئات عدة من الأمتار.
ويقول أبو عبدو «ربطنا الألغام التقليدية بعضها ببعض وفجرناها عن بعد».
وفي فيديو آخر تصل دبابتان من نوع تي-72 عند مدخل جسر ويتم تفجيره لتقع الدبابتان في الهاوية.
ويقول الضابط المعارض «الليبيون هم الذين علمونا صنع ألغام تقليدية مع التوجيه عن بعد أو صفائح ضغط بمادة سي 4 (متفجرات) أو مادة نيترات الأمونيوم (سماد).
وتمركز عبد الله ترك ومقاتلوه الأربعون في بناية من الإسمنت المسلح في سلسلة جبال شحشبو الجرداء التي تطل على سهل حماه الزراعي.
ويقول «ننفذ هجمات كل يوم. نحن نحاصر طرقات حين يكون عديد قواتهم اقل من قواتنا ونطلب منهم عبر مضخمات صوت تسليم انفسهم. أحياناً يستسلمون وينشقون وأحياناً ..» ولا يكمل الجملة.
وتتحرك مجموعته ليلاً أساساً ويقول «نحن نعرف جيداً القرى والطرقات والمسارب ولسنا بحاجة إلى معدات رؤية ليلية ولا نملكها بأي حال».
وحين تنجح العملية يستولى المسلحون على تجهيزات وأسلحة وذخائر ويدمرون الدبابات. ويوضح أبو احمد «إذا احتفظنا بها فإن المروحيات تأتي سريعا وتدمرها». لكن أي جيش سواء كان نظامياً أو متمرداً، لا يساوي شيئاً من دون استخبارات. ويقول أبو ياسر المكلف بالاستخبارات لدى أبو احمد، وهو يبتسم، «لدينا مصادر داخل جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد وبالعكس». ويبلغ التسلل أحياناً مستويات عالية فقد تبنى «الجيش السوري الحر» الاعتداء الذي قتل فيه أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين السوريين في 18 تموز (يوليو) بدمشق.
وشن المسلحون بالتوازي مع الاعتداء معارك عنيفة في دمشق رغم قلة عددهم مقارنة بالجيش النظامي، آملين بلا جدوى، بأن تكفي الصدمة لإسقاط النظام.
وبالتالي فإن الدعاية تقوم بدور مهم جداً.
واتهم أبو احمد وأبو ياسر «الأسد باستخدام أسلحة كيماوية» في حماه.
وسمع مراسلو وكالة فرانس برس هذه الأقاويل من عشرات الأشخاص في حماه لكن بعد أسبوع من البحث والتدقيق لم يتمكن أي قيادي متمرد أو زعيم قبيلة أو طبيب أو أي مقاتل أو مدني من تقديم إثبات على ذلك.
العالم يضغط لمنع الهجوم على حلب
أردوغـان: لا يمكن أن نبقى متفرجين
واشنطن – هشام ملحم
العواصم الاخرى – الوكالات:
استهدفت نيران المروحيات السورية احياء عدة من حلب، مع استكمال الجيش السوري تعزيزاته لشن هجوم حاسم على الاحياء التي ينتشر فيها المعارضون المسلحون، في حين حذرت عواصم عدة من مقتل مزيد من المدنيين ودعت الى وقف الهجوم. وأصدر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تحذيراً قوياً جاء فيه ان تركيا لن تبقى متفرجة على ما يجري في حلب. لكن واشنطن التي نددت بالحشود العسكرية للجيش النظامي حول ثانية كبرى المدن السورية رفضت مقارنة الوضع بما جرى في مدينة بنغازي الليبية.
ومع اعلان انشقاق أول في مجلس الشعب عقب لجوء النائبة اخلاص بدوي الى تركيا، رأى الرئيس السابق لبعثة المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود ان سقوط الرئيس بشار الاسد مسألة وقت، لكنه قال ان ذلك لن يكون كافياً لوقف الحرب الاهلية في هذا البلد. وحذرت موسكو من احتمال تعرض قاعدتها العسكرية في ميناء طرطوس السوري لهجوم من المعارضة السورية (راجع العرب والعالم).
وعرض ناشطون شريط فيديو ظهر فيه نحو مئة من الجنود النظاميين والشبيحة قالوا ان “الجيش السوري الحر” اعتقلهم في حلب. في حين افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان المعارضين اسروا 50 عنصرا بينهم 14 ضابطاً من قوات النظام في معرة النعمان بادلب.
واشنطن
وفي واشنطن، جدد الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني تنديده القوي بالهجوم الذي تشنه القوات السورية النظامية ضد حلب وقلقه العميق منه، قائلا انه يعكس “عمق الانحطاط الذي وصل اليه الأسد”.
وبرر عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا لانقاذ المدنيين السوريين من مجزرة محتملة في حلب كما فعلت حين تدخلت عسكريا لمنع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من قتل المدنيين في بنغازي، بأن العوامل التي أدت الى التدخل في ليبيا غير متوافرة في الحالة السورية، مثل دعوة للتدخل من “معارضة موحدة” أو وجود “اجماع دولي” في مجلس الامن وجامعة الدول العربية. واضاف: “هذه عوامل غير متوافرة… لذلك نحن نعمل خارج اطار مجلس الامن ونتعاون مع أصدقاء سوريا… لزيادة عزلة الأسد والضغط عليه”.
وجدد تحذير الحكومة السورية من مغبة استخدام الاسلحة الكيميائية وحمّلها مسؤولية السيطرة عليها، قائلا إن الذين يخفقون في ذلك سوف يحاسبهم المجتمع الدولي.
الى ذلك، شدد السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد في صفحته بموقع “فايسبوك” على ضرورة عدم توجيه اللوم الى أي فئة أو طائفة سورية “بسبب الاعمال التي يقوم بها بعض الافراد في النظام”. وقال: “يجب ان يكون واضحا ان وحدهم الافراد الذين يرتكبون هذه الجرائم ضد الانسانية سوف يكشفون ويحاسبون بسبب أعمالهم الشنيعة”.
وتحدثت “رويترز” عن اصدار البيت الابيض توجيها رئاسيا يجيز تقديم مساعدة أكبر للمعارضين السوريين، لكنه لا يسمح بتسليحهم.
أردوغان وكاميرون
وفي لندن، صرح أردوغان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون: “هناك حشد في حلب والتصريحات الاخيرة في ما يتعلق باستخدام أسلحة الدمار الشامل هي تصرفات لا يمكن ازاءها ان نبقى في موقف المراقب او المتفرج”. وأضاف: “ينبغي اتخاذ خطوات في اطار مجلس الامن ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية ويجب ان نحاول معا التغلب على الوضع”.
وقال كاميرون ان بريطانيا وتركيا تشعران بالقلق من أن تكون حكومة الاسد على وشك تنفيذ “بعض الاعمال المروعة في مدينة حلب وحولها”.
في غضون ذلك، أفادت مصادر خليجية ان تركيا أقامت قاعدة سرية مع السعودية وقطر لتوجيه المساعدة العسكرية والاعلامية للمعارضين السوريين.
وقال مصدر خليجي ان المركز الذي أقيم في أضنة على مسافة مئة كيلومتر عن الحدود السورية، تلا زيارة قام بها نائب وزير الخارجية السعودي الامير عبد العزيز بن عبدالله لتركيا، حيث طلب انشاء هذا المركز. وقد أعجب الاتراك بالفكرة لأنها تتيح لهم الاشراف على عملياتها.
وأوضحت المصادر الخليجية أن قطر التي كان لها دور أساسي في اطاحة القذافي بتزويد المعارضة الليبية السلاح، تضطلع بدور أساسي في ادارة العمليات في أضنة، وأن مسؤولي مخابرات ومسؤولين أمنيين قطريين يشاركون في العمليات.
وأكد مصدر يتخذ الدوحة مقرا له، أن ثلاث حكومات توفر السلاح هي تركيا وقطر والسعودية. وقال ان كل الاسلحة روسية لان السوريين مدربون في الاساس على أسلحة روسية ولأن الولايات المتحدة لا تريد التورط في التسليح. واضاف ان كل السلاح يجري شراؤه من السوق السوداء، أو يسرق من مخازن الجيش السوري.
وأشار الى ان مديرية المخابرات العسكرية القطرية ووزارة الخارجية ومكتب أمن الدولة يشاركون في مركز أضنة.
وبثت قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية ان السفير السوري في بيلاروسيا فاروق طه أعلن انشقاقه عن النظام من دون أن تعطي تفاصيل.
مود: سقوط الأسد مسألة وقت … لكن الحرب الأهلية لن تنتهي
اعتبر الرئيس السابق لفريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود، أمس، أن سقوط الرئيس بشار الأسد ليس إلا مسألة وقت، لكنه لن يكون كافيا بالضرورة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
وقال مود، الذي انتهت مهمته في رئاسة 300 مراقب الأسبوع الماضي، في أوسلو، «طال الزمان أو قصر، النظام سـيسقط»، مضيفا أن «دائرة العنف وعدم التكافؤ في ردود فعل النظام وعجزه عن حماية المدنيين، تجعل أيامه معدودة، لكن هل سيسـقط بعـد أسـبوع أو عام؟ هذا ســؤال لا أجرؤ على الإجابة عنه».
وتابع «في كل مرة يقتل فيها 15 شخصا في قرية ينضم 500 آخرون إلى المتعاطفين، 100 منهم تقريبا مقاتلون».
واعتبر أن الأسد سيكون في مأمن على الأرجح على المدى القصير لأنه يمتلك القدرة العسكرية التي تجعله بمنأى عن المسلحين. وقال «من المحتمل جدا أن يصمد على المدى القصير لأن قدرات الجيش السوري العسكرية أقوى بكثير جدا من قدرات المعارضة»، مضيفا «في اللحظة التي نرى فيها تشكيلات عسكرية أكبر تترك صفوف الحكومة لتنضم للمعارضة سيكون هذا إيذانا ببدء تسارع الخطى… وهذا قد يستغرق شهورا أو أعواما».
وأعلن مود، الذي تسلم مكانه الجنرال بابكر غاي، أن الإطاحة بنظام تقاتله حركة تمرد ما زالت منقسمة وفي موقع عسكري ضعيف «لا تعني ضرورة نهاية الحرب الأهلية». وتابع «الكثيرون يعتقدون انه إذا سقط بشار الأسد، أو إذا ما منح خروجا مشرفا، تحل المشكلة. هذا تبسيط للأمور يجب الحذر منه»، مؤكدا أن «الوضع يمكن أن يتدهور أكثر» بعد سقوط النظام.
أنان
وفي جنيف، أعلن مصدر مقرب من جهود الوساطة في سوريا أن المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي انان مازال يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة، رغم كونه «كبش فداء» لفشل جانبي الصراع في سوريا في الاتفاق.
وقال المصدر إن انان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيجتمعان في لندن لبحث مستقبل جهود الوساطة وبعثة المراقبين. وأضاف أن «مجموعة العمل» الخاصة بسوريا قد تعاود الاجتماع قريبا لكن ليس على المستوى الوزاري.
ووصف المصدر استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع قرار بمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا بأنه «كارثة» لكنه قال إن من المشجع رؤية التقاء شخصيات معارضة، وإن كان الأمر يتطلب منها «الإسراع» بتشكيل مجموعة متماسكة.
وأعلن المصدر أن تواصل العنف يجبر انان على «تعديل» تكتيكاته، وهو يراقب بقلق التطورات في حلب. وقال «رأينا تصعيدا في المعارك، وهذا يعني ان الأطراف غير مستعدة بعد للتفاوض».
وعما اذا كان انان يفكر بالتنحي، قال المصدر ان المجتمع الدولي، وليس انان، هو الذي فشل في حل النزاع. واضاف «لقد فشلوا في تطبيق خطة هم وضعوها. هذا الامر ليس بشأن كوفي انان. انه حول خطة تبناها المجتمع الدولي. لقد فشل المجتمع الدولي. لقد فشلت الاطراف على الارض. من المتوقع في أي نزاع ان يكون الوسيط كبش فداء، وهذا ما يحصل في هذا النزاع».
(ا ف ب، رويترز، ا ب)
حلب: مسلحو المعارضة يتحصّنون.. والجيش يستعدّ للهجوم الكبير
وصلت الحرب إلى حلب. وبعد أيام متواصلة من المناوشات بين القوات النظامية والمقاتلين الذين سيطروا في وقت سابق على عدد من المناطق، تستعدّ حلب، عاصمة الصناعة السورية، لـ«المعركة الحاسمة».
يُجمع المتابعون من الطرفين، الموالي والمعارض، على أن مواجهة حلب مصيرية، فنتيجتها ستحدّد مصير أي الطرفين، وإن كان عدد كبير منهم يستبعد أن يستطيع المقاتلون الصمود في وجه الهجوم المضاد للنظام الذي وصف المواجهة المرتقبة بـ«المعركة الأخيرة التي سيقضي فيها على الإرهابيين ويُخرج سوريا من أزمتها».
وكان النظام أعلن، أمس، عن استكمال حشده العسكري، الذي بدأه شرقي حلب منذ ليل الخميس الماضي، حيث ذكرت التقارير أن هناك أكثر من مئة دبابة وألفي رجل وصلوا إلى المنطقة، تبعتهم تعزيزات من القوات الخاصة (الحكومية) التي سـتشارك في الهجوم الشامل، وقد انتشروا على الأحياء الجنوبية والشرقية لحلب، لا سـيما في صـلاح الديـن والجـوار.
وقال مصدر أمني سوري «استكمل تقريباً انتشار وحدات الجيش في محيط حلب»، مشيراً إلى أن «المتمردين ينتشرون من جهتهم في الأزقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جداً».
يُذكر أن المقاتلين نجحوا في السيطرة على الأحياء الواقعة في شمال شرق المدينة، طريق الباب، وفي جنوب شرقها، صلاح الدين، إضافة إلى الأحياء العشوائية في منطقة حلب التي يأتي سكانها من الأرياف. في وقت لم يتمكنوا من دخول الأحياء المركزية وتلك الواقعة في الغرب والمأهولة من البورجوزاية، خصوصاً من المسيحيين وأبناء حلب الأصليين.
ويتواجد في المدينة، بحسب تقارير أجنبية، حتى الآن حوالي خمسة آلاف مقاتل من «الجيش الحرّ»، في وقت يستعد حوالي 1500 مقاتل للانضمام إليهم.
وفي انتظار بدء معركة الحسم، استمرت الطائرات المروحية التابعة للنظام باستهداف مقرات المقاتلين، حيث تابعت القصف على «أحياء صلاح الدين والاعظمية (جنوب غرب) وبستان القصر والمشهد والسكري (جنوب حلب)، إلى جانب حصول اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري فجر أمس. وذكر مراسل أجنبي في حي صلاح الدين أن مئات المقاتلين المعارضين يستعدون لمواجهة «الهجوم الكبير» الذي تعدّ له قوات النظام، حيث أقاموا حواجز ومتاريس رملية، بالإضافة إلى مراكز عناية صحية في أقبية المدارس والمساجد.
وأفاد ناشطون عن مقتل 34 شخصاً داخل حلب وفي محيطها أمس، في وقت فرّ عشرات الآلاف من حلب إلى مناطق ريفية شمالية مجاورة قريبة من تركيا.
وفي المقابل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «الجيش الحر» أسر 100 عنصر من الجيش النظامي في حلب.
وتوقع رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب، التابع لـ«الجيش الحر»، العقيد عبد الجبار العكيدي «هجوماً كبيراً في اي لحظة، لا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الأطراف».
في هذه الأثناء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في لندن عن «القلق الشديد لاحتدام أعمال العنف في حلب».
من جهته، حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من «كارثة إنسانية» في حلب، فيما أشار نظيره الفرنسي إلى أن النظام «يستعد لارتكاب مجازر جديدة». بينما دعا وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي إلى «ضرورة ممارسة أقصى قدر من الضغط لإبعاد خطر وقوع مجزرة جديدة».
أما أنقرة فأكدت تشجيعها للمعارضة المسلحة في حلب. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان «في حلب نفسها يعدّ النظام لهجوم… آمل أن يحصلوا على الرد الضروري من ابناء سوريا الحقيقيين».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند حذّرت من»مجزرة حقيقية» في حلب.
(«السفير»، أ ب،
أ ف ب، رويترز)
قاعدة في أضنة لتسليح المعارضة بتمويل خليجي … وحلب تحبس أنفاسها
تركيا تدعو إلى «الوحدة» ضد سوريا: نحن اللاعب الأبرز!
دعت تركيا أمس، المجتمع الدولي والإسلامي والعربي، إلى «الوحدة» ضد النظام السوري. دعوة تستمد معناها من تكريس أنقرة لنفسها على رأس «مثلث» دعم المعارضة المسلحة في سوريا، بمساعدة وتمويل قطر والسعودية عبر غرفة عمليات مشتركة في أضنة، ورهانها على لعب «دور أساسي» في مرحلة «ما بعد سقوط النظام» التي «يخطط لها الجميع» بحسب وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو.
وكان للملف الكردي على الطاولة الإقليمية، دوره الأساسي في تصعيد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لمستوى لهجته إزاء دمشق، إضافة إلى اشتعال مواجهة، يراد لها من كلا طرفي السلاح أن تكون «حاسمة»، في حلب التي تشكل بوابة تركيا الاقتصادية والاجتماعية إلى سوريا.
وفيما بدت الرافعة التركية والغربية في الشأن السوري أكثر هجومية، اعتبر الرئيس السابق لبعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت مود أن «سقوط» النظام السوري «مسألة وقت»، محذرا من أن «الحرب الأهلية لن تنتهي» بذلك. أما روسيا فتمسكت بموقفها الرافض لفرض عقوبات على سوريا، معربة عن «قلقها» إزاء مصير مواطنيها ومصالحها العسكرية.
تركيا
وقال اردوغان بعد لقائه نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في لندن إن «الجميع اضطر إلى وضع اليد باليد للوحدة ضد النظام في سوريا». وأضاف «على مجلس الامن الدولي، منظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، أن يقوموا بخطوات أكثر أهمية في هذه العملية في سوريا».
وأعلن رئيس الوزراء التركي أن «ما يجري في سوريا غير إنساني. هناك نظام يذبح شعبه. علينا أن نتحد ضد هذا النظام. لا يمكننا أن نبقى صامتين إزاء التطورات في سوريا، بما في ذلك التصعيد العسكري في حلب واحتمال أن يستعمل النظام السوري أسلحة دمار شامل. الخطوات التي يجب أن تتخذ، ستتخذ من قبل مجلس الامن ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية».
وإذ أبقى أردوغان المجال مفتوحا أمام إقامة منطقة عازلة أو أمنية في سوريا، إلا أنه قال انه لن يسمح «بالخرائط الخيالية» المتصلة بكردستان. واعتبر «انه يُراد تأسيس مجلس وطني كردي مقابل المجلس الوطني السوري، وهذه خطوة خاطئة، ولن ننجر الى التحريض الذي تمارسه سوريا في تلك المنطقة. لكن اذا تطلب الأمر خطوات ضد الارهاب الكردي هناك فلن نتردد في القيام بالخطوات اللازمة».
وأعلن اردوغان «لا يمكن أن نظل متفرجين على الحشد العسكري السوري في حلب والتصريحات بشأن أسلحة الدمار الشامل».
من جهته، قال داود اوغلو «لا يوجد أي لاعب دولي أو محلي يعتقد أن (الرئيس السوري) بشار الأسد سيبقى في سوريا. الجميع بدأ يخطط للإدارة الجديدة». وأضاف «لو وقفنا إلى جانب النظام الذي اضطهد الشعب في سوريا، لكنا اضطررنا الى أن نذهب إلى دمشق مجددا لتأسيس علاقات مع الإدارة الجديدة التي ستتأسس هناك، ونعتذر من السوريين».
وكان لافتا قول داود اوغلو إن «تركيا هي اللاعب الأساسي في تحديد مستقبل سوريا في هذه اللحظة. قد ترى دول أخرى المسألة السورية كقضية ديبلوماسية، لكن ما حدث في سوريا، يؤثر بالتأكيد على تركيا». وقال إن تركيا تريد رؤية رئيس منتخب في سوريا بأسرع وقت ممكن، إضافة إلى «أحزاب سياسية حرة، ومجموعات دينية وإثنية حرة… نأمل في رؤية سوريا مندمجة مع المنطقة بأكملها، وفي سلام مع شعبها».
وقال الوزير التركي في مقابلة مع قناة تركية «سواء تعلق الامر بمنظمة ارهابية تعلن انها تمثل اخوتنا الاكراد مثل حزب العمال الكردستاني او منظمة ارهابية مثل القاعدة، لن نسمح بأن تكون مثل هذه المنظمة على حدودنا». وأضاف «الامر لا علاقة له بالإثنية او القناعات الدينية او المذهبية فنحن نعتبر القاعدة تهديدا ونعتبر حزب العمال الكردستاني تهديدا ولن نسمح بتشكل مثل هذه الاشياء على حدودنا».
وتأتي هذه التصريحات، فيما أكدت مصادر خليجية وأميركية لوكالة «رويترز» وجود غرفة عمليات تركية قطرية سعودية مشتركة في مدينة أضنة على مسافة 100 كيلومتر من الحدود السورية، لإدارة تسليح المعارضة داخل سوريا وتزويدها بالدعم اللوجستي. أما أميركا فبدا أنها تتجنب الانخراط في الدعم المباشر، وتكتفي بالعمل الاستخباراتي عبر وسطاء. وأفادت المصادر بأن وحدة من القوات الخاصة القطرية دخلت سوريا، لتنفيذ مهمات تدريب وتوجيه، «لا للقتال».
من جانبه، قال الجنرال مود من اوسلو «طال الزمان أو قصر، النظام سيسقط»، مضيفا أن «دائرة العنف وعدم التكافؤ في ردود فعل النظام وعجزه عن حماية المدنيين، تجعل أيامه معدودة، لكن هل سيسقط بعد أسبوع أو عام؟ هذا سؤال لا أجرؤ على الإجابة عنه».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في حديث لوكالة «إنترفاكس» للانباء، ان «طرح مشروع القرار حول سوريا الذي أعدته مجموعة من الدول العربية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يتطابق مع قواعد المنظمة». وتابع قائلا «إننا على دراية بأن مجموعة من الدول العربية أعدت مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات ضد دمشق. إن طرح هذا الموضوع أمام الجمعية العامة غير صحيح لأن مسائل فرض العقوبات تعد من صلاحيات مجلس الأمن الدولي».
وقال غاتيلوف «لا يوجد هناك أي حديث عن رحيل الأسد. وإنما ينص المشروع بشكل عام على ضرورة إطلاق عملية شاملة للانتقال السياسي نحو الديموقراطية والتعددية السياسية. هذا الكلام لا يثير رفضنا مبدئيا لأنه يتطابق مع بيان جنيف». وأضاف المسؤول الروسي أن هذه الوثيقة «غير متزنة وتعبر عن وجهة نظر أحادية الجانب»، مشددا على أن الحديث عن فرض العقوبات غير مقبول بالنسبة لروسيا.
وقال غاتيلوف «إنه لأمر غير مقبول تماما أن المشروع يحث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على فرض عقوبات مماثلة لتلك التي فرضتها جامعة الدول العربية ضد سوريا في تشرين الثاني 2011. نرى أن بحث هذا الموضوع بشكل عام وتبني مثل هذا القرار لن يؤدي إلا إلى تعقيد المحاولات الرامية إلى إعادة الاستقرار إلى سوريا».
من ناحية اخرى عبّر غاتيلوف عن قلق موسكو إزاء الوضع الأمني في حلب ومصير المواطنين الروس الموجودين هناك. وقال «يقلقنا مصير مواطنينا هناك. هذا الموضوع مهم لنا، إذ يوجد في سوريا عشرات الآلاف من مواطنينا».
إلى ذلك، وبعد اسبوع من احتدام المواجهات على جبهة حلب، اكد مصدر امني ان وحدات الجيش «استكملت تقريبا» انتشارها في محيط المدينة، مشيرا الى ان «المسلحين المعارضين ينتشرون من جهتهم في الأزقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جدا».
وقتل 59 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا في جمعة «انتفاضة العاصمتين، حرب التحرير مستمرة»، هم 27 مدنيا و17 جنديا وخمسة مقاتلين معارضين. كما قتل عشرة اشخاص في مدينة درعا بينهم مقاتلون ومدنيون.
وأمام أنباء عن استعداد الجيش السوري للهجوم على حلب، أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في لندن عن «القلق الشديد لاحتدام اعمال العنف في حلب». وقال بان كي مون «أحث الحكومة السورية على وقف الهجوم»، مضيفا ان العنف يجب ان يتوقف «من قبل الجانبين».
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من «خسائر فادحة في الارواح وكارثة انسانية»، في حين دعت روما الى تشديد الضغوط على الاسد «لتجنب مجزرة جديدة». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان «بشار (الأسد) وعبر تجميع المعدات العسكرية الثقيلة في محيط حلب، يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه».
وعلى الحدود السورية الاردنية، قتل طفل سوري اثر اصابته برصاص الجيش السوري اثناء محاولته وعائلته عبور السياج الحدودي بين سوريا والأردن فيما اصيب عسكري اردني حاول إنقاذه اثناء تغطية الجيش الاردني لعبور هؤلاء الى المملكة. ووصلت إلى بلدة الطرة الحدودية شمالي الأردن تعزيزات أمنية وعسكرية مكثفة. ورصد مراسل وكالة الأناضول للأنباء وصول تعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة لقوات الجيش الأردني المرابطة على الحدود. كما شوهدت مدرعات مصفحة يتم نقلها إلى المكان، إضافة إلى عدد من الدبابات والأسلحة الثقلية التي يحملها جنود ملثمون ومكشوفو الوجه.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)
«مجموعة الدعم السوري» تبدأ تمويل «الجيش الحر»: ترخيص أميركي لجمع التبرعات… بحذر من «الجهاديين»
جو معكرون
أعطت وزارة الخزانة الأميركية بالأمس ترخيصا لـ«مجموعة الدعم السوري» يخول المنظمة دعم «الجيش السوري الحر» بالتمويل المالي والخدمات اللوجستية مع التدقيق بهوية المجموعات التي تحصل على الدعم الذي لا يتضمن اي محاولات تسليح.
مدير «العلاقات الحكومية» في «مجموعة الدعم السوري» براين سايرز صرّح لـ«السفير» بأن هذه الرخصة محددة و«حصلنا عليها الآن»، وهي تتحدث عن توفير الاتصالات المالية والخدمات اللوجستية، ولا تتعلق بتسليح «الجيش السوري الحر» وننظر اليها على أنها «آداة لوقف سفك العنف والدفاع عن حياة المواطنين السوريين».
وأشار الى أن المساعدات المالية التي سيتم جمعها في المرحلة المقبلة ستخصص لدفع الرواتب وشراء المعدات الطبية والمواد الغذائية. وأكد أن المنظمة ستقوم بهذا العمل بـ«أعلى المعايير الاخلاقية» وأضاف «سنكون حذرين جدا مع الكثير من مستلمي هذه المساعدات لأننا لا نعتقد أنها مفتوحة لتحصل أي جهة على هذا الدعم، نحن مهتمون جدا بأين يذهب هذا الدعم والى من، وبعض من عملنا سيكون أن نتأكد أنه يصل الى الأيدي الصحيحة ضمن هيكليات المجالس العسكرية».
وذكر سايرز أن المنظمة لا تزال تجري اجتماعات حول هذا الأمر لتطوير «خطة عملية» حول كيفية «التحرك بفعالية والتدقيق بفعالية، نحن نعمل مع الارض منذ أشهر ولدينا اتصالات راسخة ونحن راضون عن هيكلية المجالس العسكرية لأن فيها أناسا مسؤولين عن تمويل العناصر وتوفير الزي العسكري والمواد الغذائية ودفع الرواتب».
واعتبر أن المنظمة ستتصرف كمنظمة غير حكومية وتدقق بكيف ستوزع الموارد المالية التي ستجمعها، مشيرا الى أنه بغض النظر عن مطالب «الجيش السوري الحر» والمجالس العسكرية «علينا أن نحدد ما هي الاحتياجات والى من يذهب المال ومن هم المستلمون، ولا نزال نعمل على هذا الأمر». ولا تزال هناك افكار متداولة حول كيفية ايصال الاموال، مثل نقل الاموال الى حسابات خارج الولايات المتحدة، لكن سايرز يؤكد أن التحدي يبقى في كيفية تحرك الأموال بعد أن تصل الى داخل سوريا.
واذا كان هناك اي دور سياسي للمنظمة، يقول سايرز إن أبعد من دعم «الجيش السوري الحر» والمجالس العسكرية على «استعادة الديموقراطية والسيطرة المدنية واسقاط النظام، لا يمكننا ان نكون في حالة طلاق كامل مع السياسة، وفي حين لسنا الاشخاص الذين يصيغون المرحلة الانتقالية نحن مهتمون بكيف ستتطور الامور».
واعتبر أن «المقاتلين على الارض يعرفون من الشخص الأفضل لقيادتهم لأنهم سيخضعون في النهاية لأوامر من سلطة مدنية جديدة في لحظة ما في آخر الطريق، وآخر ما يريدون هو وضع جديد مشابه للعراق حيث يأتي شخص عاش خارج البلد لثلاثين عاما وليس لديه اي مصلحة حقيقية بسوريا وغير معروف جيدا وليس لديه نفوذ، لقيادة البلد». بالنسبة الى المنظمة، يقول سايرز، لا مانع من التدخل العسكري الدولي لأن على «الجيش السوري الحر في النهاية الدفاع عن المناطق الآمنة»، مشيرا الى أن هناك حاجة لتدخل جوي وليس بالضرورة نشر قوات على الارض، لكن «اذا كان يمكن حصول هذا الأمر سياسيا، هذه مسألة أخرى».
يؤكد سايرز أن المنظمة تسعى الى أن تدعم بشكل رئيسي «الجيش السوري الحر» بالوسائل القانونية، وهي تتألف من مجلس يضم مغتربين سوريين من الولايات المتحدة وكندا، بالاضافة الى موظفين يتولون مسؤولية جمع المعلومات من الارض في سوريا.
المنظمة أطلقت نشاطها في ربيع العام الماضي، لكن بدأت العمل بشكل جدي في شهر تموز 2011. ويقول سايرز إنه «مع انطلاق الانتفاضة العام الماضي بدأت المنظمة المساعدة في الاطلاع على الوضع في البلد واعادة احلال السلام في سوريا» لكن مع تحول الوضع الى المزيد من العنف «القرار كان أنه لمحاربة هذا العنف يحتاج الجيش السوري الحر الى دعم حقيقي ملموس». ولفت الى انه في البداية كانت هناك غالبية من المدنيين في التحرك على الارض، بعدها اكتشف اعضاء مجلس المنظمة أن «لديهم اصدقاء داخل سوريا وبدأوا بحمل السلاح» وكانت بداية التواصل الذي يركز على المجالس العسكرية التسعة داخل سوريا.
سايرز يقول إن المنظمة تدعو الى أن تكون كل مجموعات «الجيش السوري الحر» تحت «سيطرة وقيادة المجالس العسكرية»، مشيرا الى أن هناك الكثير من المجموعات المسلحة، بعضها لا يقع ضمن نطاق «الجيش السوري الحر» ولا المجالس العسكرية ولديها «نوايا جهادية»، وبالتالي تواصل المنظمة معها «محدود جدا لأننا نشجع كل المعارضة المقاتلة الوقوف وراء المبادئ ذاتها وتحت قيادة المجالس العسكرية».
ويذكر سايرز أن المنظمة على تواصل مع هيئات مختلفة داخل الادارة الاميركية، لكن ليس لديها تواصل مباشر مع البيت الابيض لا سيما مع انشغاله بالانتخابات الرئاسية، و«هذا لا يعني أن البيت الابيض ليس متابعا لما يحدث في سوريا».
أردوغان: لا يمكن أن نبقى متفرجين على ما يحصل في سوريا
لندن- (ا ف ب): اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة في لندن انه لا يمكن “الاستمرار في البقاء متفرجين او مراقبين” لما يحصل في سوريا، داعيا إلى تحرك مشترك من جانب الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية.
وقال أردوغان اثر لقائه نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في داوننغ ستريت إن “ما يحصل في سوريا بالغ الاهمية والخطورة”.
واضاف “نواجه نظاما يقتل ويذبح شعبه وعلينا ان نبذل ما في وسعنا معا، داخل مجلس الامن الدولي وايضا منظمة الدول الاسلامية (منظمة التعاون الاسلامي) والجامعة العربية لاحراز تقدم كبير لتفادي هذا الوضع المرعب”.
واكد أردوغان أن “التوتر يتصاعد في حلب والتصريحات الاخيرة حول استخدام اسلحة دمار شامل هي اعمال لا يمكن ان نبقى متفرجين عليها او مراقبين لها”.
وشدد على “وجوب التحرك في شكل مشترك داخل مجلس الامن الدولي ومنظمة الدول الاسلامية والجامعة العربية”.
واقر النظام السوري الاثنين للمرة الاولى بامتلاكه اسلحة كيميائية، مؤكدا انه لن يستخدمها ضد شعبه، لكنه توعد باللجوء اليها في حال “عدوان خارجي”.
ومن جهته، قال كاميرون “امضينا وقتا طويلا نتحدث فيه عن الوضع المرعب في سوريا ونحن قلقون بشدة حيال استعداد النظام لارتكاب اعمال فظيعة في حلب وحولها. هذا سيكون غير مقبول بالكامل”.
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في وقت سابق الجمعة من “خسائر فادحة في الارواح وكارثة انسانية” في حلب حيث تستعد القوات النظامية والمعارضة المسلحة لمعركة حاسمة.
وشارك رئيس الوزراء التركي مساء في حفل افتتاح الالعاب الاولمبية في العاصمة البريطانية.
نزاع بين القوات العراقية وقوات كردية كاد يقع عند الحدود مع سوريا
بغداد- (ا ف ب): اعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان مساء الجمعة أن “نزاعا” كاد يندلع بين قوات البشمركة الكردية والقوات العراقية التي منعت من الوصول إلى نقطة حدودية شمالية غربية مع سوريا.
واوضح البيان الذي تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه ان “تصرفات قوات الاقليم (كردستان العراق) تعد مخالفة للدستور وكادت ان تؤدي الى حدوث نزاع مع القوات العراقية”.
واضاف ان “عبور قوات الاقليم الى حدود محافظة نينوى والسيطرة عليها وعلى مفاصل ادارية فيها واشهار السلاح والتهديد به من قبل قوات البشمركة يمثل ظاهرة خطيرة لا تحمد عقباها”.
وكان البيان يشير بذلك إلى منع قوات البشمركة الكردية العراقية قوة عسكرية عراقية من بلوغ المنطقة الحدودية بين اقليم كردستان العراق وسوريا، بحسب ما افاد الامين العام لوزارة البشمركة فرانس برس.
وقال جبار ياور ان “الحكومة العراقية ارسلت منذ يومين قوات عسكرية الى منطقة الموصل لحماية الحدود العراقية السورية في مناطق تلعفر وسنجار وهي الفرقة العاشرة وقد اتت من الناصرية” جنوب بغداد.
واضاف “قام الفوج 32 من هذه الفرقة في الساعة السادسة (03,00 ت غ) بمحاولة الوصول من منطقة ربيعة (شمال غرب العراق) الى منطقة زمار ومنعها اللواء الثامن لوزارة البشمركة وطلبت منها عدم المجيء”.
ويقع معبر فيشخابور الحدودي بين سوريا واقليم كردستان العراق غرب مدينة دهوك (450 كلم شمال بغداد) في منطقة تسيطر عليها البشمركة منذ عام 1992 اي بعد خروج الاقليم من سلطة النظام العراقي السابق.
وعن اسباب منع الفرقة العسكرية من الوصول الى تلك المنطقة، قال ياور ان “قدومهم لم يكن بحسب تنسيق سابق وهذه من المناطق المتنازع عليها ويتواجد فيها اللواء الثاني من قوات البشمركة وكذلك اللواء 15 من شرطة الحدود”.
وتابع ان “هذه المناطق ليست بحاجة الى قوات اضافية وهي مناطق آمنة ومستقرة ولم يحدث فيها اي شيء مع الجانب السوري، بالاضافة الى ان هذه المناطق جميع سكانها من الكرد ولم تصل اليها القوات العراقية منذ عام 2003”.
ونشرت السلطات العراقية اخيرا قوات اضافية عند حدودها مع سوريا التي تشهد مواجهات بين القوات النظامية السورية والمعارضة المسلحة التي تسيطر على واحد من ثلاثة معابر رئيسية بين البلدين يقع في مدينة القائم غرب البلاد.
وذكر بيان مكتب رئيس الوزراء العراقي ان “قرار نشر قوات الجيش والشرطة الاتحادية على مسافة 600 كلم على الحدود المشتركة بين العراق وسوريا جاء لمنع التداعيات السلبية لما يجري في سوريا (…) ولم يكن هدفه اقليم كردستان”.
وشدد على انه “في الوقت الذي نجدد فيه حرصنا على عدم تفجير صدامات مسلحة، نؤكد (….) ان الاعتراض على وجود اتحادية تنشر على حدودنا المشتركة مع سوريا وهي خارج حدود الاقليم يشكل مخالفة صريحة للقوانين والاجراءات الامنية”.
وياتي هذا الحادث بعدما نشرت وسائل اعلام محلية وعربية تقارير تفيد عن دخول قوات كردية الى سوريا، الا ان رئاسة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي اكدت في بيان رسمي ان هذه التقارير “عارية عن الصحة”.
وتدعو الحكومة الاتحادية في بغداد الى حل سلمي للنزاع المسلح في سوريا، في حين تتبنى سلطات اقليم كردستان موقفا اكثر حدة حيال النظام السوري.
الولايات المتحدة قلقة لكنها ترفض مقارنة حلب ببنغازي
واشنطن- (ا ف ب): اعربت واشنطن الجمعة عن قلقها ازاء الوضع في حلب، شمال سوريا، حيث حشد الجيش تعزيزات استعدادا لشن هجوم على الاحياء التي ينتشر فيها المقاتلون المعارضون، لكنها رفضت مقارنتها ببنغازي التي استدعت تدخلا دوليا في ليبيا في 2011.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض “نحن قلقون للغاية بشان الوضع في حلب”، وادان “الهجوم البشع الذي تنفذه قوات (الرئيس بشار) الاسد على المدنيين”.
وقال إن “الاسلحة التي يستخدمونها ضد المدنيين العزل تظهر مدى الانحطاط الذي انزلق اليه الاسد”، مكررا بذلك تعبيرا يستخدمه منذ بضعة أيام.
وكان كارني يرد على سؤال صحافي حول التشابه بين الوضع في حلب وبنغازي التي تمركز فيها معارضو القذافي في اذار/ مارس 2011.
وكان تهديد نظام القذافي بشن هجوم وشيك واسع على بنغازي ذريعة لتحالف دولي ضم الولايات المتحدة للتدخل عسكريا في ليبيا لفرض منطقة حظر جوي.
وقال كارني “لقد اجتمعت معطيات اوسع اتاحت للمجتمع الدولي وعلى راسه الولايات المتحدة اتخاذ هذا النوع من التدابير في ليبيا”.
واضاف “كان الهجوم وشيكا. وجهت المعارضة الموحدة نداء الى المجتمع الدولي للتحرك. كان هناك توافق دولي، سواء داخل مجلس الامن الدولي او على المستوى الاقليمي، مع الجامعة العربية”.
وقال “الوضع ليس مماثلا” بالنسبة لسوريا، “لقد كنا واضحين جدا في التعبير عن خيبة املنا ازاء الروس والصينيين لانهم استعملوا الفيتو ثلاث مرات في الامم المتحدة”.
وتعرضت احياء عدة في حلب الجمعة للقصف بنيران مروحيات النظام الذي حشد قواته استعداد لهجوم حاسم على المدينة.
من جهتهم، لم يتردد عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام وزميلهما المستقل جو ليبرلمان في مقارنة الوضع في حلب بنظيره في بنغازي.
وذكر الثلاثة في بيان بانه في بنغازي “تدخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها تجنبا لمجزرة ولمساعدة الليبيين في نيل حريتهم”.
واضافوا “لم يفت الاوان بعد لتقوم الولايات المتحدة بالمطلوب منها” في سوريا، مؤكدين انه رغم “القلق” الذي اعربت عنه الخارجية الاميركية فان واشنطن لم تتخذ اي اجراء “لوقف آلة القتل لدى بشار الاسد”.
وذكر النواب بان على الولايات المتحدة وحلفائها ان يساعدوا المعارضة السورية عبر تزويدها الاسلحة والمعلومات الاستخباراتية وعبر انشاء منطقة حظر جوي.
الجيش السوري بدأ هجومه المضاد في حلب
بيروت- (ا ف ب): أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس السبت أن الجيش السوري شن السبت هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “يمكننا القول إن الهجوم بدأ”، موضحا أن “اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة احياء” المدينة. واشار الى “تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) قادمة إلى حي صلاح الدين” الذي يضم العدد الاكبر من المقاتلين.
واضاف ان “حي صلاح الدين يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار”.
وتحدث عن “سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الاهالي بعد سقوط قذائف (…) واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح اليوم (السبت) استمرت لنحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متجهة الى حي صلاح الدين”.
وتابع “شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور وعدة احياء اخرى في المدينة”.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية ايضا عن معارك في محيط صلاح الدين جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد.
العراق يعلن سقوط معبر البوكمال السوري بيد تنظيم القاعدة
بغداد- (د ب أ): أعلنت لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي الجمعة أن معبر البوكمال الحدودي السوري سقط بيد تنظيم القاعدة.
وذكرت مصادر في اللجنة، للمركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي، إن “معلومات دقيقة وصلت للجنة تؤكد ان منفذ البو كمال سيطرت عليه مجموعة ارهابية يطلق عليها اسم لواء الله أكبر وهو خارج عن سيطرة الجيش النظامي”.
وأوضحت أن “هناك مخاوف من قدوم المواطنين العراقيين برا عن طريق هذا المنفذ خوفا من تصفيتهم على يد عناصر تنظيم القاعدة الارهابي”.
وعلى الصعيد نفسه، أكدت وزارة الداخلية العراقية أنه “لا توجد أي هجرة عكسية لعناصر تنظيم القاعدة الارهابي إلى سورية”.
وقال وكيل الوزارة أحمد الخفاجي في تصريح صحفي إن “حرس الحدود العراقية بالتنسيق مع الجيش العراقي أغلقوا جميع المنافذ التي من الممكن أن يهرب منها تنظيم القاعدة إلى سورية”.
انشقاق اول نائبة عن النظام.. وروسيا تهدّد برد حاسم في حال مهاجمة المعارضة قاعدتها في طرطوس
الجيش السوري يحشد قواته ويقصف حلب بالرشاشات والمروحيات
تركيا والسعودية وقطر تقيم قاعدة سرية في اضنة لتسليح المعارضة
بيروت ـ عمان ـ دمشق ـ وكالات: تعرضت احياء عدة في مدينة حلب شمالي سورية الجمعة لقصف من رشاشات المروحيات، في وقت استكملت قوات النظام تعزيز قواتها استعدادا لهجوم حاسم على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في المدينة، بحسب مصدر امني، فيما كشفت تقارير صحافية انشاء الحكومة التركية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية وقطر قاعدة عسكرية سرية لدعم المعارضة السورية.
جاء ذلك فيما أعلنت إخلاص بدوي عضو مجلس الشعب (البرلمان) السوري الجمعة انشقاقها بعد وصولها إلى تركيا لتكون بذلك أول نائبة في البرلمان تنشق عن النظام منذ بدء الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد. وقالت إخلاص بدوي إنها عبرت الحدود التركية بهدف الانشقاق عن النظام الذي وصفته ‘بالغاشم’.
وأوضحت أنها انشقت بسبب ما قالت انها أساليب القمع والتعذيب الوحشي بحق الشعب السوري. ودعت كل اعضاء مجلس الشعب السوريين للانضمام الى الثورة.
وقتل 59 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الجمعة، هم 27 مدنيا و17 جنديا وخمسة مقاتلين معارضين. كما قتل عشرة اشخاص في مدينة درعا بينهم مقاتلون ومدنيون. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة إن المعارضين المسلحين اعتقلوا العشرات من الضباط والجنود ورجال الميليشيا الموالين للحكومة هذا الاسبوع في محافظة ادلب ومدينة حلب التي يتوقع أن تشهد معركة كبيرة.
وقال مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ‘استكمل تقريبا انتشار وحدات الجيش في محيط حلب’، مشيرا الى ان ‘المتمردين ينتشرون من جهتهم في الأزقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جدا’.
ورأى مدير المرصد السوري ان ‘المسألة المطروحة تكمن في معرفة الى اي حد ستلجأ قوات النظام الى القوة المفرطة، لان حصول ذلك فعلا يعني سقوط مئات القتلى’.
وذكر المرصد في بيان ان ‘احياء صلاح الدين والاعظمية (جنوب غرب) وبستان القصر والمشهد والسكري (جنوب حلب) تعرضت لاطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة’، مشيرا ايضا الى اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري (وسط) فجرا. وقتل اربعة مواطنين في قصف واطلاق نار في المدينة الجمعة.
الى ذلك كشفت تقارير صحافية انشاء الحكومة التركية بالتعاون مع السعودية وقطر قاعدة عسكرية سرية لدعم المعارضة.
وتمت اقامة القاعدة في أضنة (على بعد حوالى 100 كيلومتر الى الشمال من الحدود السورية التركية) لتجميع وارسال الدعم العسكري واللوجستي للمعارضة السورية بحيث يعمل المركز على مد قوات المعارضة بالسلاح والعتاد.
وبحسب مصادر خليجية وفقا لتقرير لرويترز، تأسست القاعدة التي تشرف عليها السلطات التركية بعد زيارة الامير عبد العزيز بن عبدالله آل سعود نائب وزير الخارجية السعودي إلى أنقرة.
واشار التقرير الى مدينة أضنة هي أيضا موطن لقوات قاعدة جوية مشتركة واسعة لتركيا والولايات المتحدة، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت القاعدة، العسكرية المعروفة باسم ‘انجيرليك’ هي من يشرف على تمرير العتاد والسلاح للمعارضة السورية.
ومن جهته قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الجمعة إن النظام السوري يستعد للهجوم بالدبابات والمروحيات على حلب، متمنياً أن يلقى النظام الرد الذي يستحقه من أبناء شعبه.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول تصريحات أردوغان للصحافيين المرافقين له بعد أداء صلاة الجمعة في لندن، أن ‘النظام (السوري) يستعد لهجوم بالدبابات والمروحيات على وسط مدينة حلب. ليس واضحاً ما الذي سيحصل اليوم وأنا أتابع ووزير الخارجية (أحمد داوود أوغلو) التطورات’.
ومن جهته حذّر مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الروسية، الجمعة، من أن أية محاولة للهجوم من قبل المعارضة السورية المسلّحة على قاعدة تزويد السفن الروسية بالمؤن والوقود في طرطوس على الساحل السوري، ستواجه بـرد حاسم.
ونقلت وكالة (إنترفاكس) عن المصدر قوله ‘إذا ما قرّرت المعارضة السورية المسلّحة تنفيذ تهديداتها حول إمكانية الهجوم على قاعدة تزويد السفن الروسية بالمؤن والوقود، فإن القوات البحرية الروسية في المنطقة لها الإمكانيات الكافية للرد الحاسم عليه’.
وأضاف ‘ننصح الرؤوس الحامية في المعارضة السورية بعدم القيام بهذا العمل’.
وحسب قوله فإن ‘الجانب السوري قد اتخذ كافة الاجراءات الدفاعية اللازمة لحماية أمن القاعدة أيضاً’.
وكان أحد ممثلي ‘الجيش السوري الحر’ قد هدّد في وقت سابق بالهجوم على القاعدة الروسية طرطوس.
يستعدون لسقوط بشار الاسد: المطاردة للاملاك بدأت منذ الان
صحف عبرية
مع تكاثر المؤشرات على تفكك نظام بشار الاسد وفي اللحظة التي تنهار فيها العواميد الفقرية التي حافظت عليه، تجري المطاردة لاملاك الرئيس السوري، الذي مثل زعماء عرب آخرين راكم مالا كثيرا في الوقت الذي يكافح فيه ابناء شعبه اوضاعهم الاقتصادية العسيرة.
ويقدر المحللون الاقتصاديون بان الاسد وأبناء عائلته يحتفظون بأملاك بقيمة 1.5 مليار دولار، رغم الاجراءات التي اتخذت لتجميد حساباتهم البنكية في سويسرا، في لندن وفي الولايات المتحدة. وحسب تقدير شركة الاستخبارات التجارية ألاكو، فان الكثير من أملاك الاسد محفوظة في هونغ كونغ، في روسيا وفي ملاجىء ضريبة في ارجاء العالم، بعضها لا يخضع للعقوبات ضد دمشق، في محاولة لتوزيع المخاطرة من مغبة مصادرتها.
أملاك بقيمة أكثر من 100 مليون جنيه استرليني (156 مليون دولار) تعود لبشار الاسد وللقيادة السورية عثر عليها في بريطانيا وجمدت، والسلطات في سويسرا جمدت للاسد ولكبار من رجالات نظامه أملاك بقيمة 50 مليون فرنك سويسري (50.6 مليون دولار). ومع ذلك، فعلى حد قول ايان ويلس من ألاكو، فان هذا جزء يسير جدا فقط من عموم الاملاك التي جمعها الاسد على مدى السنين. قبل الحرب الاهلية في سوريا احتفظت عائلة الاسد والمقربون من الحكم السوري بـ 60 70 في المائة من الاملاك في سوريا من المصانع عبر الاراضي ومنشآت الطاقة وحتى الرخص لبيع المنتجات في الدولة. معظم هذه الاملاك لا يمكن للاسد أن يحولها مالا او يهربها الى خارج سوريا.
‘بتعابير قيم الاملاك، معقول الافتراض بان للاسد يوجد في سوريا 1 1.5 مليار دولار، قال ويلس لصحيفة الغارديان. ‘هذا ينسجم مع قيمة املاك مبارك في مصر وفردناند ماركوس في الفلبين’. ويضيف ويلس بان ‘الاملاك لم يحتفظ بها الاسد فقط بل وعائلته الموسعة الاعمام، ابناء الاعمام، الشركاء، التجاريون ومستشاروهم. صناديق العائلة محفوظة على ما يبدو في اماكن مثل روسيا، دبي، لبنان، المغرب بل وحتى هونغ كونغ، ولكن الاملاك نفسها موزعة في كل العالم.
وعلى حد قول ويلس، فان متابعة أملاك الطاغية ليست سهلة، لانها قد تكون مختبئة في كل أنواع الاماكن وباساليب ذكية. وشرح للبي.بي.سي فقال انه ‘يمكنهم أن يستخدموا المباني الاكثر تعقيدا كي يخفوا وينقلوا املاكهم، ضمن امور اخرى بواسطة شركات وهمية تحتفظ بها الصناديق وعبر المحامين’.
أحد المصادر الهامة التي بواسطتها جمع الاسد الاملاك منذ صعد الى الحكم في العام 2000، هو ابن خاله، رجل الاعمال رامي مخلوف، الذي بقين الان احد الاشخاص الاقوى والاكثر قربا من الرئيس، مع موت الصهر آصف شوكت، الاسبوع الماضي. مخلوف، ابن 43، هو الرجل الغني في سوريا. شركته القابضة، كام كابيتال، تحتفظ بأملاك بقيمة 2 مليار دولار، بينها بنوك، شركات طيران وعقارات. وقد احتمل عقوبات من جانب الولايات المتحدة في 2008 على أعمال فساد، وفي السنة الماضي فرض الاتحاد الاوروبي عليه هو الاخر عقوبات واتهمه بتمويل النظام وقمع المتظاهرين ضده بالعنف.
في نظر معارضي نظام الاسد يعتبر مخلوف رمز الفساد في سوريا، وفي المظاهرات ضد الاسد رفع البعض يافطات كتب عليها ‘مخلوف حرامي’. في الوثائق التي ارسلت الى واشنطن من السفارة الامريكية في دمشق في العام 2006، وكشف ويكيليكس عنها النقاب كتب أن ‘رامي هو الممول للاستثمارات العائلية ويعتبر فتى الفساد في سوريا’. وروى تاجر في دمشق لوكالة ‘رويترز’ للانباء بان ‘مخلوف يكتب القوانين سواء قوانين الضريبة أم قوانين التجارة. وأجواء النظام الاداري تصمم وفقا لتفضيلاته’.
في مقابلة مع صحفي ‘نيويورك تايمز’ الراحل انطوني شديد، قال مخلوف في السنة الماضي ان الغضب عليه ينبع من الحسد. ‘يشكون اني استخدم المال كي أدعم النظام’، قال. ‘ولكن النظام لا يحتاجني، فكل الحكومة وراءه’.
في هذه الاثناء يحاول مواطنو سوريا النجاة بارواحهم بعد 16 شهرا من الحرب. في 2011 سجل الاقتصاد السوري نموا سلبيا بمعدل 3.4 في المائة، وحسب التوقعات بانتظاره التراجع هذه السنة بما لا يقل عن 8 في المائة.
لقد اضرت العقوبات الغربية شديد الضرر بصناعة النفط، التي كانت مسؤولة عن 20 في المائة من مداخيل الدولة. الضربة لسوريا كانت شديدة بشكل خاص كون 90 في المائة من نفطها يصدر الى الاتحاد الاوروبي، حسب ما قاله للسي.ان.ان عبد الحميد زكريا، قائد سابق في الجيش السوري فر مؤخرا الى المعارضة. ‘السياحة والتجارة، بالطبع هبطتا، ولا يمكن الاعتماد على الدعم النقدي من طهران الى الاسد. طهران نفسها تجثم تحت عقوبات غير مسبوقة’.
ويثقل على المواطنين ايضا الغلاء الفاحش في اسعار الغذاء. فحسب معطيات نشرت الاسبوع الماضي، ارتفع التضخم المالي في سوريا في ايار الماضي الى مستوى 32.5 في المائة، ولا سيما بسبب الارتفاع في اسعار الغذاء. فقد ارتفعت اسعار اللحم، الخبز، الفواكه، المياه، والكهرباء جميعها.
ويجد اصحاب المحلات التجارية في المدن الكبرى صعوبة في الصمود في الوضع الاقتصادي، ولا سيما اولئك الذين يعملون في مجالات ليست حيوية للبقاء اليومي. صاحب شركة انارة بيتية من دمشق روى للفايننشال تايمز ان الطلب على منتجاته انخفض 90 في المائة وعلى حد قوله لان ‘هذه بضاعة ترف. فالناس الان لا يشترون الا الغذاء والمواد الاساسية’.
على الرغم من ذلك، يصر وزير المالية السوري، محمد الجلالتي على أن ‘اقتصاد الدولة لن ينهار’. ففي مقابلة مع صحيفة محلية رسم سيناريو يبدو خياليا، بموجبه ينمو الاقتصاد السوري هذا العام بـ 2 في المائة، والعجز ‘يبقى في اطار التقديرات الطبيعية’. ويعترف جلالتي مع ذلك بانه توجد في الدولة مشكلة بطالة، وصلت مؤخرا حسب المعطيات التي نشرتها وزارته الى معدل 25 في المائة.
في الشارع السوري ليس صعبا ايجاد مواطنين غير مبالين، يدعون بانهم اعتادوا على وضع العقوبات والحروب، او كما صاغ ذلك صناعي من دمشق في مقابلة في ‘الفايننشال تايمز’: ‘سوريا تعيش تحت العقوبات كل حياتها’.
رونيت دومكا، اسرائيل فيشر والغارديان
هآرتس/ذي ماركر ـ تقرير ـ 22/7/2012
الأزمة السورية تستقطب شبانا أوروبيين مسلمين للقتال ضد الأسد وأوروبا حائرة في التعامل معهم
حسين مجدوبي
مدريد ـ ‘القدس العربي’: بدأت الأزمة السورية تعيد سيناريو تجنيد الشبان المسلمين كما حدث في الماضي في الأزمة الأفغانية في الثمانينات والبوسنية في التسعينات، وتبدي مختلف الأوساط الأمنية الأوروبية قلقها جراء ارتفاع توافد شبان مسلمين أوروبيين الى سورية رغم المعطيات التي تشير الى عدم اعتناق الفكر الجهادي للأغلبية منهم وتتساءل كيف سيتم التعامل معهم مستقبلا.
وتبرز مختلف تقارير الوكالات وكبريات وسائل الاعلام الغربية ارتفاع نسبة الشبان المسلمين الذين يتوافدون على سورية لمحاربة نظام بشار الأسد بسبب الخروقات التي يرتكبها في حق الشعب السوري وخاصة ضد الطائفة السنية.
وتبرز وكالة ‘فرانس برس’ في تقرير لها أن الجيش السوري الحر لا يرغب في الاعتراف بقدوم شبان من دول عربية وأوروبية بل يتستر عنهم.
في هذا الصدد، كانت الصحف العربية قد تحدثت بكثرة عن التحاق تونسيين وليبيين بجبهة القتال ضد نظام بشار الأسد، كما كتبت جرائد فرنسية مثل ‘ليبراسيون’ واسبانية مثل ‘الباييس’ عن شبان مسلمين يقيمون في أوروبا ويتوجهون نحو تركيا ومنها يلتحقون بالجيش السوري الحر. وأوردت ‘الباييس’ أسماء بعض الشباب الإسبان من أصل مغربي لقي البعض منهم حتفه في المواجهات مع الجيش السوري.
ونقلت جريدة ‘الباييس’ مؤخرا أن اجهزة الاستخباراتية الأوروبية وخاصة الإسبانية قلقة من أن تتحول مشاركة ومقتل شبان أوروبيين الى دافع لكي يلتحق بهم آخرون. وتؤكد انكباب الاستخبارات لمعرفة كيفية استقطاب هؤلاء المقاتلين للذهاب الى سورية وما هي الجماعات الإسلامية التي تقوم بذلك.
في غضون ذلك، تعترف الأوساط الاستخباراتية الأوروبية بأن موضوع ذهاب الشبان المسلمين الى سورية شائك للغاية لأن العالم بأكمله تقريبا يعترف الآن بالجيش السوري الحر وأحقية الشعب السوري في الدفاع عن نفسه عبر السلام بل وهناك تمويل غير معلن عنه من الأوروبيين للمقاتلين السوريين.
وعليه، فالإشكال هو أن التحاق شبان مسلمين يقيمون في أوروبا يتم قبوله الآن لأنه لا يتم تصنيف المشاركة في الجيش السوري الحر بمثابة إرهاب عكس ما كان يجري في حالة العراق وأفغانستان منذ سنوات.
ويرى المراقبون المهتمون بملف الحركات الإسلامية في أوروبا أن ‘سيناريو أفغانستان في الثمانينات عندما كان الشبان الأوروبيون من الديانة الإسلامية يتوجهون إلى هذا البلد لمواجهة الاتحاد السوفياتي كان يتم التصفيق له، كما جرى التصفيق للشبان الذين كانوا يتوجهون الى البوسنة في التسعينات، ولكن لاحقا جرى تصنيف الكثير منهم بالإرهابيين وجرت محاكمتهم واعتقالهم بعد 11 ايلول (سبتمبر)’.
مصدر أوروبي خبير بالأمن يقول ‘يبقى عدد الشباب الأوروبي المسلم الذين يتوجه الى سورية محدود للغاية مقارنة مع البوسنة أو العراق، لكن يتزايد منذ ثلاثة أشهر وقد يرتفع أكثر في حالة استمرار القتال، والإشكال سيكون بعد عودتهم، كيف سيتم التعامل معهم، بدون شك سيكونون تحت مراقبة أمنية لصيقة’. وهناك نوع من الارتياح مقارنة مع العراق، فأغلبية الشباب الأوروبي المسلم الذي توجه الى سورية ليس لديه سجل كعناصر متطرفة أو دافعت عن فكر تنظيم القاعدة بل عن شباب مسلم محافظ يدافع عن قيم الديمقراطية وينصر السنة ولا يتبنى خطابا جهاديا ضد الغرب.
البنتاغون: لا يجب تضخيم دور ‘القاعدة’ في سورية
واشنطن ـ يو بي آي: لم يستبعد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جورج ليتل وجود بعض ‘المتطرفين’ بين الثوار السوريين، لكنه اعتبر انه لا يجب تضخيم دور تنظيم ‘القاعدة’ في سورية.
وقال ليتل في مؤتمر صحافي عقده بالبنتاغون انه بالرغم من احتمال وجود بعض المتطرفين بين الثوار السوريين، إلا ان ‘القاعدة’ لم تترك أثراً قوياً في البلاد.
يشار إلى ان ‘القاعدة’ في العراق أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ عدة هجمات في سورية المجاورة.
وأردف ‘نحن ندين الهجمات المرتبطة بالقاعدة بأشد العبارات، ونحن نفهم انها موجودة، وقد عبرنا عن اعتقادنا أن الحكومة العراقية والقوات الأمنية قادرة على مواجهة التحديات التي يشكلها التنظيم’.
وأكد ليتل ان الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع العراقيين والحكومات الأخرى بالمنطقة لإعاقة وهزيمة وتفكيك ‘القاعدة’، مشدداً على ان أمريكا ستستمر بملاحقة هذه المجموعة ‘الإرهابية’ حيثما وجدت.
وقال انه قد يكون للقاعدة عناصر في سورية، ‘لكن لا يجب أن يظن أحد.. ان لديها موطئ قدم مهم وكبير أو حتى قوي’.
وأضاف ‘لا يمكنني استبعاد احتمال وجود عناصر من القاعدة هناك، لكنني لا أريد أن أفرط بالقلق حول القاعدة بسورية’.
وشدد على ضرورة مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للحكم حتى يقرر السوريون طريقهم بأنفسهم.
ووصف ليتل الأسد بالدكتاتور السوري و’القوة المدمرة’ المسؤولة عن قتل آلاف من أبناء شعبه.
وأعرب عن أمله ‘في أن يكون مستقبل سورية أكثر إشراقاً مما نراه الآن’.
أول منتسبة للجيش السوري الحر: السياسة لا تجدي نفعا مع الأسد
وكالة الأناضول للأنباء
حصلت على تدريب عسكري متقدم على استخدام الأسلحة
تقول السيدة “ثويبة كنفاني” التي تعتبر أول منتسبة للجيش السوري الحر إن العمل السياسي لم يعد مجديا في الوقت الراهن لتغيير واقع الصراع في سوريا.
دمشق: في أحد المنازل الريفية التابعة للجيش الحر في ريف حلب تؤكد أول منتسبة للجيش السوري الحر السيدة “ثويبة كنفاني”، أنّ الكم الهائل من الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد جعلها تنضم الى صفوف الجيش الحرّ لتحرير سوريا.
وقالت كنفاني الأم لطفلين والمهندسة في مجال البترول في كندا إن “مشاركتها في الثورة السورية بدأت منذ انطلاق الثورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لكنّ الكمّ الهائل من الجرائم الذي ترك تراكمات كبيرة من الحزن والغضب شكّل نقطة تحوّل لديها ودفعها للقدوم إلى سوريا والانتساب إلى الجيش الحر”، مؤكدة أن مشاركتها في الجيش الحر يأتي بعد أن وقفت بقية الحلول الأخرى عاجزة عن وقف حمام الدم في سوريا.
واتخذت كنفاني قرار المشاركة في الجيش الحر وترك طفليها إيمانا منها أن العمل إلى جانب الجيش الحر وتسليحه وتقديم كافة أنواع الدعم له يعد الطريقة الأنجع والوحيدة للقضاء على نظام بشار الأسد.
وأكدت كنفاني التي مارست العمل السياسي لصالح الثورة السورية أن هذا الطريق لم يعد يجدي في الوقت الراهن لتغيير واقع الصراع في سوريا.
وأشارت كنفاني لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إلى أنها لم تفكر يوما بارتداء البزة العسكرية لكن تطورات الأحداث في سوريا أجبرتها على فعل ذلك، ومحاولات النظام لضرب الثورة وتحريفها بالإشارة إلى أن جماعات إسلامية أصولية متطرفة تقف وراء الأزمة في سوريا.
وحصلت كنفاني في صفوف الجيش الحر على تدريب عسكري متقدم على استخدام الأسلحة الخفيفة وساعدها في ذلك شغفها منذ الصغر على التّدرب على استخدام المسدسات والرشاشات. وقالت إنها ” تفكر بأن تتقلد مناصب هامة في الجيش الحر كإدارة الأمور التكتيكية والاستراتيجية ووضع الخطط”.
وتطرقت كنفاني للحديث عن ردود أفعال أسرتها حيال انتسابها إلى الجيش الحر وتحديدا زوجها الذي عارض الفكرة بشدة في بادئ الأمر لكنه دعمها في آخر المطاف لتحقيق رغبتها. في حين حظيت كنفاني بدعم كبير من مجتمعها المحيط بها في كندا غير أن جماعات إسلامية في سوريا رفضت الفكرة وفضلت أن يتم الأمر بصبغة دينية إسلامية.
وشددت كنفاني على أهمية دور المرأة في الحراك الثوري العسكري في سوريا بقولها “تلقيت اتصالات كثيرة من عدة جهات تعمل في الثورة تطلب منها الالتحاق في صفوفها للعمل معها في أدوار تعد هامة جدا”.
ولمست كنفاني تأييدا أكبر من الفتيات أكثر من الشباب، اللاتي أعربن عن رغبتهنّ بالسير في طريق كنفاني والانضمام إلى الجيش الحر على حد قولها.
الاكراد السوريون يسعون إلى توحيد صفوفهم
أ. ف. ب.
يسعى الأكرد السوريون إلى بسط سيطرتهم على المناطق التي ينتشرون فيها لضمان انتزاع حقوقهم في مرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد الذي يترنح في ظل تقوي شوكة الثوار.
بيروت: يرى محللون وخبراء ان الاكراد السوريين الذين عانوا من عقود من القمع في ظل النظام السوري يسعون جاهدين الى توحيد صفوفهم وبسط سيطرتهم على المناطق التي ينتشرون فيها لضمان انتزاع حقوقهم في سوريا ما بعد الاسد.
وانخرط الاكراد بحذر في الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، محاولين ابقاء مناطقهم في منأى عن اعمال العنف، علما ان الجيش السوري الحر لم يقم باي انشطة انطلاقا من هذه المناطق.
الاكراد يشعرون بقرب نهاية حكم آل الأسد
ومنذ الاسبوع الماضي، انسحبت القوات النظامية من دون معارك من بعض المناطق الكردية التي انتشر فيها ناشطون من انصار حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعا مع السلطات التركية.
ولعل هذا العداء بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا “منظمة ارهابية” هو الذي يفسر عدم حماس النظام السوري لخوض مواجهة مع الاكراد المعادين له.
ويقول الناشط الكردي مسعود عكو ان “النظام لا يريد التصعيد في المناطق الكردية”، موضحا ان مدينة القامشلي (شمال شرق) وحدها بين المناطق ذات الغالبية الكردية لا تزال تحت سيطرة النظام.
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة النظام السوري بانه وضع مناطق عدة في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا “في عهدة” حزب العمال، عبر فرعه السوري “حزب الاتحاد الديموقراطي”. واعتبر ذلك خطوة “موجهة ضد” تركيا.
ووقعت الاحزاب الكردية السورية، رغم الخلافات الكثيرة بين التقليدية منها وحزب الاتحاد الديموقراطي، اتفاقا في 11 تموز/يوليو برعاية الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني، لتوحيد صفوفها.
وانشئت بموجب هذا الاتفاق، الهيئة الكردية العليا التي تضم المجلس الوطني الكردي في سوريا المؤلف من 12 حزبا كرديا تقليديا ومجلس الشعب لغرب كردستان المنبثق من حزب الاتحاد الديموقراطي.
ويقول هافيدار، الصحافي الكردي في شمال سوريا ان “الاتفاق حالة ايجابية جدا لتوحيد الكلمة الكردية”، مضيفا “كان لدينا تخوف كبير من اقتتال كردي كردي خصوصا انه كان هناك تخوف من قرب جماعة حزب الاتحاد الديموقراطي من النظام”.
ويقول الدبلوماسي الفرنسي السابق اينياس لوفيرييه الذي خدم لفترة طويلة في سوريا، “يبدو ان الاكراد السوريين قرروا العمل معا”، مضيفا “ان حزب الاتحاد الديموقراطي بدأ يدرك ان النظام انتهى”.
ويؤكد مجلس الشعب لغرب كردستان حصول اي مواجهة مع النظام. ويقول المتحدث باسمه شيرزاد ايزيدي “منذ بداية الثورة تميزت المناطق الكردية بحراكها السلمي. رفضنا عسكرة الثورة في مناطقنا، وبدأنا الآن تطهيرها من النظام بشكل سلمي”.
ويضيف “نحن الآن نسيطر على مناطقنا. انشأنا وحدات الحماية الشعبية، لانه كان علينا ان نملأ الفراغ ونحمي امننا”.
وكشف بارزاني في حديث الى قناة “الجزيرة” التلفزيونية الفضائية الاحد ان الاكراد العراقيين يدربون اخوانهم السوريين على استخدام السلاح.
ورأى انه سيكون لهؤلاء الاكراد المنشقين بمعظمهم عن الجيش السوري والموجودين الآن في العراق، دور في ملء الفراغ الامني لدى عودتهم الى بلادهم.
الانشقاقات ترهق قوات الأسد وتزيد قوة المعارضة
ويمثل الاكراد المنتشرون خصوصا في شمال سوريا نسبة 15 في المئة من السكان البالغ عددهم 23 مليونا، بحسب تقديرات الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.
وهم يشكون من التمييز في حقهم الذي مارسه نظام حزب البعث، ويطالبون بالاعتراف بحقوقهم الثقافية والسياسية. الا انهم يؤكدون انهم لا يسعون الى حكم ذاتي على غرار الاكراد العراقيين.
ويقول بهجت بشير ممثل حزب الاتحاد الديموقراطي في المجلس الوطني الكردي “نرى ان لنا حقوقا يجب ان ينص عليها الدستور الجديد للبلاد، وهي حقوق قومية مشروعة منها الاعتراف باللغة الكردية لغة رسمية”.
ويضيف “نحن شركاء كاملون في سوريا المستقبلية”.
ويتحفظ الاكراد السوريون ايضا على بعض اداء المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية، ويتهمونه بانه يحاول تهميش المجموعات الدينية والاتنية والاقليات.
ويقول هافيدار ان “المعارضة تحاول تهميش صوت الاكراد”، مؤكدا “نحن جزء من الثورة السورية، وما نطالب به لا مركزية سياسية وادارية وكل الحقوق”.
ويضيف “اذا كان الاكراد قوة موحدة، سيكونون قوة في سوريا الجديدة ويستطيعون ان يصلوا الى حقوقهم”.
الكمائن والالغام والاستخبارات من تقنيات الانتفاضة السورية
أ. ف. ب.
يقول ناشطون ان المعارضة السورية المسلحة التي تواجه دبابات ومروحيات الجيش النظامي ليس امامها من خيار غير اعتماد طرق الحرب غير المتكافئة مثل نصب الكمائن وزرع الالغام التقليدية الصنع واستخدام تقنيات التسلل والتضليل الاعلامي.
باريس: يؤكد مسؤولون في هذه المعارضة المسلحة انه في غياب مساعدة اجنبية مهمة فان ما يعرف بالجيش السوري الحر هو عبارة عن قوة رثة التسليح يقوم المقاتلون فيها بشراء اسلحتهم (بنادق رشاشة وبنادق كلاشينكوف وام 16 واف ان) بانفسهم عندما يتوفر لهم المال او يستولون على اسلحة جنود نظاميين يتم اسرهم او قتلهم.
ويقول ابو احمد القائد العسكري لقوات المعارضة في محافظة حماه (وسط) “لدي تحت امرتي 12 الف رجل لكن نصفهم فقط يملك سلاحا وهم يتداولون بنادق الكلاشينكوف”.
الجيش الحر يخوض عمليات كر وفر مع القوات النظامية
وتملك مجموعات مقاتليه الذين يقودهم ضباط بالطريقة ذاتها التي تعمل بها القوات الحكومية، في احسن الاحوال بعض قاذفات الصواريخ والرشاشات الثقيلة ويتنقلون في عربات متهالكة لا يوحي حالها بالثقة.
ويؤكدون انهم لا يملكون مدافع مضادة للدبابات او الطيران للتصدي للمدرعات وسلاح الجو السوري. وقال ابو احمد “ينقصنا كل شيء”.
واضاف “حتى هواتفنا عبر الاقمار الصناعية مقطوعة لان فواتيرها لم تدفع. نحن نتواصل عبر اجهزة لاسلكي قصيرة المدى. وبتوزيعها بطريقة ملائمة تصبح لدينا شبكة اتصالات من محافظة الى اخرى”.
ويؤكد هذا القائد الميداني انه يتم اللجوء الى حرب العصابات “نحن نستخدم الغاما ولدينا مقاتلون متطوعون. نستنزف ونهاجم مجموعات صغيرة من الجنود لاسرهم او قتلهم والحصول على اسلحتهم”.
ويظهر احد مساعديه اشرطة فيديو صورها رجاله لمثل هذه العمليات.
وفي احد هذه الاشرطة تبدو سيارات دفع رباعي مسرعة في احد الطرقات الكبيرة. وفي الاثناء تقطع سلسلة انفجارات الطريق امامها على مسافة عدة مئات من الامتار.
ويقول ابو عبدو “ربطنا الالغام التقليدية بعضها ببعض وفجرناها عن بعد”.
وفي فيديو آخر تصل دبابتان من نوع تي-72 عند مدخل جسر ويتم تفجيره لتقع الدبابتان في الهاوية.
ويقول الضابط المعارض “الليبيون هم الذين علمونا صنع الغام تقليدية مع التوجيه عن بعد او صفائح ضغط بمادة سي 4 (متفجرات) او مادة نيترات الامونيوم (سماد).
وتمركز عبد الله ترك ومقاتلوه الاربعون في بناية من الاسمنت المسلح في سلسلة جبال شحشبو الجرداء التي تطل على سهل حماه الزراعي.
قذائف الار.بي.جي كرت رابح في يد الجيش الحر
ويقول “ننفذ هجمات كل يوم. نحن نحاصر طرقات حين يكون عديد قواتهم اقل من قواتنا ونطلب منهم عبر مضخمات صوت تسليم انفسهم. احيانا يستسلمون وينشقون واحيانا ..” ولا يكمل الجملة.
وتتحرك مجموعته ليلا اساسا ويقول “نحن نعرف جيدا القرى والطرقات والمسارب ولسنا بحاجة الى معدات رؤية ليلية ولا نملكها باي حال”.
وحين تنجح العملية يستولى المسلحون على تجهيزات واسلحة وذخائر ويدمرون الدبابات. ويوضح ابو احمد “اذا احتفظنا بها فان المروحيات تاتي سريعا وتدمرها”.
لكن اي جيش سواء كان نظاميا او متمردا، لا يساوي شيئا بدون استخبارات. ويقول ابو ياسر المكلف بالاستخبارات لدى ابو احمد ، وهو يبتسم، “لدينا مصادر داخل جيش (الرئيس السوري بشار) الاسد وبالعكس”.
ويبلغ التسلل احيانا مستويات عالية فقد تبنى “الجيش السوري الحر” الاعتداء الذي قتل فيه اربعة من كبار المسؤولين الامنيين السوريين في 18 تموز/يوليو بدمشق.
وشن المسلحون بالتوازي مع الاعتداء معارك عنيفة في دمشق رغم قلة عددهم مقارنة بالجيش النظامي، املين بلا جدوى، ان تكفي الصدمة لاسقاط النظام.
وبالتالي فان الدعاية تقوم بدور هام جدا.
واتهم ابو احمد وابو ياسر “الاسد يستخدم اسلحة كيميائية” في حماه.
وسمع مراسلو وكالة فرانس برس هذه الاقاويل من عشرات الاشخاص في حماه لكن بعد اسبوع من البحث والتدقيق لم يتمكن اي قيادي متمرد او زعيم قبيلة او طبيب او اي مقاتل اومدني من تقديم اثبات على ذلك.
الحرب في سوريا هي ايضا حرب اعلامية وحرب تضليل اعلامي.
الجيش السوري بدأ هجومه المضاد في حلب وروسيا تحذر من مأساة
أ. ف. ب.
بدأ الجيش السوري هجوماً مضاداً على مدينة حلب التي باتت معقلاً للجيش السوري الحر، وبحسب التقارير فان اشتباكات هي الاعنف منذ الثورة تدور في احياء المدينة.
بيروت: حذرت روسيا السبت من خطر وقوع “مأساة” في حلب، ثاني مدن سوريا، معتبرة في الوقت نفسه انه “من غير الواقعي” تصور ان تبقى الحكومة السورية مكتوفة الايدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عقده في سوتشي ونقله التلفزيون الحكومي “نحن بصدد اقناع الحكومة بان عليها القيام ببعض البادرات الاولى، لكن عندما تحتل المعارضة المسلحة مدنا مثل حلب حيث يلوح خطر وقوع مأساة اخرى على ما افهم (…) فمن غير الواقعي تصور انهم (الحكومة) سيقبلون بذلك”.
وتساءل لافروف “كيف يمكن أن تنتظروا في مثل هذا الوضع أن تكتفي الحكومة ببساطة بالقول +حسنا، لقد أخطأت. تعالوا وانقلبوا علي، غيروا النظام+”.
واضاف “هذا ببساطة غير واقعي – ليس لاننا متمسكون بهذا النظام – ولكن ببساطة لأن هذا الامر غير ممكن”.
وترفض روسيا اتهامها بدعم نظام بشار الاسد مؤكدة انها تعتمد نهجا متوازنا. وتنتقد موسكو الغرب لانحيازه الى جانب المتمردين.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس السبت ان الجيش السوري شن السبت هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب.
5وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “يمكننا القول ان الهجوم بدأ”، موضحا ان “اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة احياء” المدينة.
واشار الى “تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) قادمة الى حي صلاح الدين” الذي يضم العدد الاكبر من المقاتلين ويقع جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد.
الجيش السوري الحر يخوض اشتباكات قوية للدفاع عن معاقله في حلب
واضاف ان هذا الحي “يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار”.
وتحدث عن “طائرات حوامة تشارك في الاشتباكات الدائرة على مداخله وقصف يتعرض له الحي”، مشيرا الى “عناصر قافلة عسكرية متجهة الى حي صلاح الدين”.
وتابع المرصد انه “شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة بينما تدور اشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور وعدة احياء اخرى في المدينة”.
واشار الى “سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الاهالي بعد سقوط قذائف (…) واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح اليوم (السبت) استمرت لنحو ساعتين بين الثوار”.
وقال ان “اشتباكات عنيفة امتدت من بعد منتصف ليل الجمعة السبت الى ساعات الفجر الاولى جرت في احياء الاعظمية والفرقان والزبدية والملعب البلدي والسكري وسيف الدولة واحياء اخرى بالتزامن مع تحليق الطائرات الحوامة في سماء هذه الاحياء”.
ويتحصن المعارضون المسلحون خصوصا في الاحياء الجنوبية والجنوبية الغربية لحلب.
وبعد اسبوع من احتدام المواجهات على جبهة حلب، قال مصدر امني سوري امس ان “المسلحين المعارضين ينتشرون من جهتهم في الازقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جدا”.
من جهته، رأى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ان “المسألة المطروحة تكمن في معرفة الى اي حد ستلجا قوات النظام الى القوة المفرطة، لان حصول ذلك فعلا يعني سقوط مئات القتلى”.
وافادت معلومات جمعها مراسل لفرانس برس ان المعارضين المسلحين لم يشنوا اي هجوم كبير منذ يومين بهدف الابقاء على بعض ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي).
وقال ان عددا كبيرا من سكان المدينة غادروها بينما يواجه الذين بقوا صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز.
من جهة اخرى، تحدث المرصد عن سقوط ثمانية قتلى في ريف دمشق.
وقال ان “سبعة مواطنين بينهم خمسة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة استشهدوا اثر كمين نصبته لهم القوات النظامية في بلدة العبادة” بينما قتل شاب في مدينة عربين جراء سقوط قذيفة على منزله في مدينة التل.
واضاف ان بلدة عرطوز في ريف دمشق ايضا تعرضت الى قصف بقذائف الهاون والدبابات.
واضاف ان “مواطنا استشهد خلال اقتحام القوات النظامية لمخيم النازحين في مدينة درعا (جنوب) الذي شهد اشتباكات عنيفة امس اسفرت عن تدمير واحراق قسم الشرطة”.
كما تحدث عن “اشتباكات عنيفة” تدور بين المعارضين المسلحين والقوات النظامية التي “تحاول اقتحام منطقة اللجاة (في درعا جنوب) باعداد كبيرة من المركبات العسكرية والدبابات”.
واضاف ان الجيش يقوم في الوقت نفسه “بقصف المنطقة براجمات الصواريخ”.
وفي حماة، تتعرض بلدة كرناز بريف حماة لقصف عنيف بعد تمركز قوات عسكرية ضخمة وحصار كامل لمداخل البلدة، حسب المرصد.
واضاف ان حي دير بعلبة في مدينة حمص (وسط) تعرض لقصف بالصواريخ والرشاشات الثقيلة بعد منتصف ليل الجمعة السبت، وكذلك احياء حمص القديمة وجورة الشياح وباب هود وباب دريب التي قصفت بالدبابات، حسب المرصد.
وكانت المدفعية التابعة للرئيس السوري بشار الاسد واصلت قصف مناطق يسيطر عليها المعارضون حول حلب تمهيدا لشن هجوم على المدينة.
وقالت مصادر بالمعارضة ان القصف المدفعي محاولة لاخراج مقاتلي المعارضة الموجودين داخل حلب من معاقلهم ولمنع رفاقهم خارج المدينة من اعادة تزويدهم بالامدادات.
وينظر للمعركة للسيطرة على حلب وهي مركز قوة رئيسي في البلاد ويبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة على انها نقطة تحول محتملة في الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا ضد الاسد. وقد تمنح هذه المعركة افضلية لطرف على الاخر في الصراع الدائر بين الحكومة وقوات المعارضة.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة إنه يجب اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع الحشد العسكري لقوات الرئيس بشار الأسد حول مدينة حلب وتهديدات حكومته باستخدام الأسلحة الكيماوية.
المعركة في حلب تعتبر نقطة تحول في الثورة
وقال اردوغان في مؤتمر صحفي في لندن مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون “هناك حشد (عسكري) في حلب والتصريحات الأخيرة بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل هي تصرفات لا يمكن ازاءها ان نبقى في موقف المراقب أو المتفرج.”
وأضاف قائلا “ينبغي اتخاذ خطوات في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية ويجب أن نحاول معا التغلب على الوضع.”
سيناريو ما بعد الاسد: العنف اذا لم تتفق المعارضة
ريما زهار
ماذا لو سقط نظام الاسد في سوريا؟ اي سيناريوهات تنتظر المنطقة؟ يرى شبلي ملاط ان تداعيات هذا السقوط ستكون بمثابة هزة ارضية على المنطقة ككل، والأهم توقع منحى عنيف اذا لم تتوحد المعارضة في ما بينها.
بيروت: يرى شبلي ملاط ( استاذ في القانون بجامعة يال الاميركية، ورئيس منظمة الحق باللا عنف) في حديثه ل”إيلاف” ان السيناريو المتوقع بعد سقوط نظام الاسد لا يمكن التكهن به، وهو مرتبط بحسب نهاية الاسد، ويتعلق الامر بمدى تماسك المعارضة، وهناك سؤال يُطرح حول شكل انهيار النظام، وشق آخر يتعلق بهرب الاسد وعائلته او بقائهم في سوريا كما في مصر، كلها تبقى تكهنات لا يمكن الدخول بمجمل تفاصيلها.
هل سيكون مصير الاسد الاقرب لمصير الرئيس الليبي معمر القذافي؟ يجيب ملاط:” اذا تم اعتقاله كما القذافي سيكون مصيره حتى اسوأ من هذا الاخير، وقبل انهيار القذافي دعوت الى ضرورة محاكمته، لاسباب مختلفة منها الحصول على اجوبة بالنسبة للضحايا، لم نعرف حتى الآن ما الذي جرى مع الامام موسى الصدر، وهناك معتقلون في سوريا اختفوا، من هنا نرى بضرورة محاكمة المسؤولين، لان خطر الفظائع في سوريا وارد، طائفيًا وباتجاه الطاقم السياسي السابق، ومع عدم وجود تنظيم محاكمات فالامر سيكون اسوأ.
هل يستعمل نظام الاسد السلاح الكيميائي برأيك؟ يجيب ملاط:” لا شيء بعيد عن ذلك، لكن استعمال الاسلحة الكيمياوية مرتبطة اذا انهار النظام، لا يكون بمستطاع احد ان يطلق امر استعمالها، يجب القيام بها قبل ولكن ضد من؟ هل في حلب؟ الامر غير مقنع تمامًا، ويشبه الامر الاسلحة النووية التي كان يملكها الاتحاد السوفياتي، قبل الانهيار العام 1989، هناك خشية بالطبع اظهرت عدم اهميتها، لكن لا احد يعرف ان كان سيتم استعمال الاسلحة الكيمياوية، وهي تحتاج الى ظروف خاصة ومفيدة للنظام، ففي مناطق اليوم في حلب تقوم الطائرات بالقصف، رغم ذلك يوجد قسم من الجيش النظامي السوري.
هل سيناريو ما بعد الاسد هو كما توقع بعض المحللين افظع واصعب على المنطقة من بقائه؟ يجيب ملاط:” هناك تداعيات بالنسبة لانهيار نظام الاسد، وفي كل بلد كان لسوريا فيه دورها الاساسي، ففي العراق كان هناك دور لحكومة الاسد في تشجيع المتطرفين السنّة كل فترة منذ العام 2003، هذا الدور سيختلف مع سقوط نظام الاسد، وفي لبنان، عائلة الاسد منذ بدايتها حكمت اكثر من 40 عامًا وكان دعمها الدائم لحزب الله، وايران سوف تخسر حليفها الاخير في المنطقة، واستمرار احتلال الجولان قد يكون اصعب، ويمكن ان تضعف سوريا الى حد لن يتحدث احد عن الجولان، وتركيا ستتأثر ايضًا، ولذلك التداعيات ستكون بمثابة “الهزة الارضية” في المنطقة ككل.
هل الشرق الاوسط كما عنونت بعض الصحف الاجنبية لا يمكنه العيش مع الاسد لكن العيش من دونه لن يكون سهلاً؟ يجيب ملاط:” الامر صحيح، لان الدول اعتادت على العيش بنمط خاص، ولم يكن بالاساس مستقرًا، لا نستطيع ان ننسى عدد الاشخاص الذين تم اغتيالهم على فترة 40 عامًا، بعد سيطرة الاسد ابًا وابنًا على لبنان، وهذا الاستقرار كان بالاصل هشًا، والا لما وصلنا الى الحال المذرية التي نحن فيها اليوم.
البعض اعتبر حتى لو سقط الاسد سوف تستمر المعارك في سوريا كون المعارضة السورية غير موحدة، يجيب ملاط :” من الممكن ان يحصل ذلك مع الصراع على السلطة، واذا لم يكن هناك اتفاق بين الاطراف، سيكون المنحى عنيفًا.
معلومات النيويوركر تخدم اهالي المخطوفين والدولة اللبنانية
اجرت صحيفة النيويوركر مقابلة مع احد خاطفي المخطوفين ال11 ويدعى ابو ابراهيم، كما اجرت مقابلة مع ثلاثة من المخطوفين عن احوالهم، ويؤكد النائب مروان فارس ان تلك المعلومات مفيدة جدًا للدولة اللبنانية ولطمأنه اهالي المخطوفين.
ريما زهار وعبدالاله مجيد: في مقابلة اجرتها صحيفة النيويوركر مع “ابو ابراهيم” احد الخاطفين للمخطوفين ال11 اللبنانيين في تركيا، اعطت تفاصيل دقيقة حول موقع المخطوفين، كذلك تم اجراء مقابلة مع ثلاثة منهم، ومع الخاطف نفسه حول اوضاعه ومن اين يجلب الاموال. وقد تبدو تلك المقابلة عاملاً معلوماتيًا جديدًا يفيد اهالي المخطوفين والدولة اللبنانية لمعرفة مكان المفقودين في سوريا والتعامل مع الموضوع بدقة اكثر.
و تعليقًا على القضية يقول النائب مروان فارس لـ”إيلاف” ان مقابلة من هذا النوع مستندة الى معلومات يمكن ان يستفيد منها أهالي المخطوفين ال11، وانهم على قيد الحياة، وثانيًا الامر يحفِّز الحكومات التركية واللبنانية للمزيد من الجهود لانقاذ الرهائن، خصوصًا انه تم الاعلان انه سيتم الافراج عن اثنين خلال شهر رمضان المبارك، وفي كل الحالات، هناك جهات معينة والتجمعات الاسلامية المعنية بالموضوع، وهكذا معلومات هي مفيدة لاهالي المخطوفين والحكومات التركية واللبنانية، اما السوريون فهم غير معنيين بهذه القضية، لان من يقوم بذلك هم فريق ارهابي وغير تابع للسلطة.
عن ذكر الصحافي المنطقة المتواجد فيها المخطوفين مع صورة للمخطوفين الثلاث مع احاديث معهم، فاذا كانت الصحافة الاجنبية تستطيع الوصول الى الخاطف والمخطوفين لماذا اليوم لم تستطع الدولة اللبنانية الوصول اليهم؟ يجيب فارس:” رئيس الحكومة قام بزيارة الى تركيا وقام بجهود، مع الحكومة التركية، والظاهر ان المخطوفين موجودون في الاراضي التركية وليس السورية، وهي اراض مختلف عليها، وفي كل الحالات هذا موضوع انساني والمفترض القيام بمختلف الجهود التركية واللبنانية والسورية للتعاون من اجل حل هذه المشكلة.
عن دقة المقابلة والتفاصيل الواردة فيها يقول فارس ان النيويركر صحيفة محترمة والمعلومات التي تقدمها لا غرض سياسي لها سوى اطلاق الامر للاعلام من اجل التنوير.
اللبنانيون الأحد عشر ضيوف على أبو ابراهيم في بلدة عزاز
وأبو ابراهيم رجل قوي البنية في أوائل الأربعينات من العمر. يرتدي نعلا من المطاط وقميص تي ـ شيرت وبنطالا رياضيا، وحين يمشي يجر قدمه جرًا لأن رصاصة قنص أطلقتها قوات النظام السوري استقرت في ساقه اليسرى.
واخترقت رصاصة أخرى قدمه اليمني، ويحمل وجهه آثار انفجار وقع عندما حاول مهاجم أن يغتاله بقنبلة يدوية. ويحمل أبو ابراهيم مسدسا في خصر بنطاله الرياضي. رجاله مخلصون ويقظون، واحد منهم لا يفارقه أبداً.
قال ابو ابراهيم لمراسل صحيفة ذي نيويورك جون لي اندرسن انه كان تاجر فواكه، وهو الآن قائدًا محلياً من قادة المعارضة المسلحة في محافظة حلب شمالي سوريا حيث تلوح نُذر مواجهة عسكرية حاسمة.
وتعرف مراسل صحيفة ذي نيويورك على ابو ابراهيم بواسطة صديق سوري يعيش قرب بلدة عزاز التي تحيطها بساتين الزيتون والفستق الحلبي على بعد حوالي 3.4 كلم من الحدود التركية ونحو عشرة كيلومترات شمالي مدينة حلب.
يحكم ابو ابراهيم بلدة عزاز بتنسيق رخو مع قائدين آخرين من قادة المعارضة المسلحة، لكل منهما مجموعته من المقاتلين وتوجهاته السياسية. وكان مقاتلو المعارضة انتزعوا السيطرة على عزاز مؤخرا من قوات الجيش النظامي في معركة شرسة طويلة. ويخترق البلدة شريط من المباني المتضررة والمدمرة مع بعض الدبابات المحترقة في مشهد محزن لبلدة هجرها المدنيون ، ويسودها هدوء حذر.
في مقر حزب البعث السابق تحدث أبو إبراهيم، الخجول الذي حاول الابتعاد عن الأضواء حتى هذا اللقاء مع مراسل صحيفة ذي نيويوركر، عن توجساته من قادة آخرين في المعارضة يحاولون دفع الثورة السورية باتجاه التطرف، وعن موقفه هو مع الاعتدال والانفتاح السياسي.
ولتوضيح وجهة نظره قال ابو ابراهيم مبتسما انه يأمل بزيارة الولايات المتحدة ذات يوم وهو يريد “ديمقراطية حقيقية” في سوريا بل سيوافق حتى على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل “على أن تعيد هضبة الجولان” ، كما نقلت صحيفة ذي نيويوركر عن أبو إبراهيم.
وخلال لقائه مع مراسل صحيفة ذي نيويوركر في مكتب الجمارك السورية السابق على الحدود الذي يسيطر عليه رجاله قال ابو ابراهيم انه لم يتلق أي سلاح من بلدان أخرى وان أسلحة رجاله اشتُريت في السوق السوداء أو غُنمت في المعارك. ولكنه اعترف بتلقيه قدرا من المساعدات المالية الخارجية بلغت حتى الآن 1.3 مليون يورو من حكومة قطر التي تدعم المعارضة المسلحة علنا ومعها العربية السعودية، وبصورة أكثر ابهاما تركيا أيضا، على حد تعبير صحيفة ذي نيويوركر.
وأوضح أبو ابراهيم لمراسل الصحيفة الأميركية ان هذا المال ذهب في الغالب لشراء التموينات والإمدادات الطبية.
وتساءل لماذا لم يتلق أي معونة من الولايات المتحدة. وأضاف ابو ابراهيم أن الجيش السوري الحر يتمتع بتعاطف واسع ولكنه لا يتلقى إلا القليل من الدعم الدولي في الممارسة العملية، أو هذا ما لمسه ، في حين أن نظام الأسد مدعوم من روسيا والصين وإيران وحزب الله.
وكشف ابو ابراهيم لمراسل صحيفة ذي نيويوركر ان لديه 11 أسيراً لبنانيا وقعوا بقبضته منذ ما يربو على الشهرين. وكان اللبنانيون الأحد عشر ضمن قافلة من حافلتين تنقل زوارا للعتبات المقدسة في منطقة الشرق الأوسط.
وكان الزوار في إيران ثم دخلوا الأراضي السورية عن طريق تركيا في طريقهم إلى لبنان عندما احتجزهم أبو إبراهيم. وقال ابو ابراهيم لمراسل صحيفة ذي نيويوركر انه أخلى سبيل المسافرين الآخرين وأبقى الأحد عشر مسافرا لأنهم كانوا يحملون هويات عسكرية ولأنه يرتاب بأنهم في الواقع من عناصر حزب الله كانوا في مهمة استطلاعية في المنطقة لصالح نظام الأسد.
ومن الجائز تماما بطبيعة الحال أنهم حقا سياح، بحسب صحيفة ذي نيويوركر ناقلة عن ابو ابراهيم تأكيده أن الأحد عشر لبنانيا ليسوا سجناء بل “ضيوف عليه في الوقت الحاضر”. وحين سأله مراسل صحيفة نيويوركر عما يأمل بكسبه من احتجازهم قال “إننا من خلال الأشخاص الذين نحتجزهم نبعث برسالة إلى الشيعة بأن يدعموا الشعب السوري وليس النظام”.
وطلب مراسل صحيفة ذي نيويوركر مقابلة الرجال الأحد عشر. وفي مقر حزب البعث السابق في عزاز قال المراسل إن ابو ابراهيم سمح له بمقابلة ثلاثة من “ضيوفه” ولكن فقط بحضوره.
ونقل مراسل الصحيفة عن الثلاثة ان احدهم علي زغيب، وهو رجل في الرابعة والخمسين، من قرية في سهل البقاع. وقال زغيب، الأكبر سنا بين الثلاثة ويرتدي ملابس سوداء، انه مختار في بلدته. والثاني عواد ابراهيم (46 عاما) لديه مكتب سفريات، من بعلبك ، وكان يرتدي ملابس رياضية، والثالث علي حسين عباس في التاسعة والعشرين من جنوب لبنان وقال انه خطيب مسجد.
وحين سألهم مراسل صحيفة ذي نيويوركر كيف أصبحوا ضيوف ابو ابراهيم قدم كل واحد منهم شهادة رنانة على إنسانية مضيفهم وكرمه، معربين عن الأمل بأن ينتصر الجيش السوري الحرب قريبا على نظام الأسد الشرير.
ونقل مراسل صحيفة ذي نيويوركر عن عباس قوله بحماسة “أولاً، أُريد أن أقول أننا لسنا رهائن بل ضيوف رجل عظيم حقاً، اسمه الحاج ابو ابراهيم”. وقال عواد وكيل السفريات “يشهد الله وأُكرر بالثلاث إني لم أر رجلا مثل هذا الرجل، وان هذه التجربة فتحت عيني على الثورة في سوريا. وحين أعود أُريد أن أُساعد في دعم ثورتها”.
ثم راح يذم حسن نصر الأمين العام لحزب الله، بحسب مراسل صحيفة ذي نيويوركر. وعندما جاء الدور على زغيب للكلام قال انه تأثر كثيرا بالحفاوة التي لاقاها ولا يأمل بأكثر من العودة إلى عزاز ذات يوم مع زوجته وأطفاله. وعرض الخطيب عباس خدماته قائلاً: “وأنا سأكون صوت الجيش السوري الحر في لبنان”، كما نقلت عنه صحيفة ذي نيويوركر مشيرة إلى ان ابو ابراهيم كان يبتسم من ورائهم دون أن يقول شيئًا.
وحين سأل مراسل صحيفة ذي نيويوركر الثلاثة إن كانوا أعضاء في حزبه زوا رؤوسهم بالنفي. وقال وكيل السفريات عواد “ليس كل الشيعة في لبنان أعضاء في حزب الله”. وحين سُئلوا إن كان يريدون العودة الى أهلهم كلهم أومئوا بـ”نعم” حارة دون ان يسترسلوا في الكلام.
وسأل مراسل صحيفة ذي نيويوركر ابو ابراهيم عن مصيرهم وما إذا كانوا سيعودون الى ديارهم قريبا فكان متحفظا واكتفى بالقول “إن شاء الله”.
وبعد التقاط الصور مع الرجال الثلاثة اقتادهم احد رجال ابو ابراهيم خارج المكتب. وإذ بقي مراسل صحيفة ذي نيويورك ومرافقه وحدهما مع ابو ابراهيم ودعهما عند الباب. وتبادل مراسل الصحيفة بضع كلمات أخرى مع ابو ابراهيم بشأن الضيوف اللبنانيين بمساعدة صديقه السوري في الترجمة. ونقل المراسل عن ابو ابراهيم قوله “أنا مستعد للتحادث بشأن الافراج عنهم”.
وقال مراسل صحيفة ذي نيويورك انه غادر المبنى بانطباع قوي ان ابو ابراهيم التاجر المخضرم عبر الحدود كان يلمِّح بقوة الى انه يريد التوصل الى اتفاق أبقاه مبهما عن عمد وربما تلقي شيء مقابل الافراج عن ضيوفه ، بحسب مراسل صحيفة ذي نيويوركر.
رابط الموضوع على الصحيفة:
http://www.newyorker.com/online/blogs/newsdesk/2012/07/syria-aleppo-rebel-bashar-assad.html
العالم يحبس أنفاسه مع حلب
بيروت: ليال أبو رحال باريس: ميشال أبو نجم موسكو: سامي عمارة عمان: محمد الدعمة
في وقت يحبس فيه العالم أنفاسه مع تنامي التحذيرات الدولية حول معركة حاسمة وشيكة في مدينة حلب السورية، استخدمت قوات الجيش السوري أمس المروحيات في هجمات على عدد من أحياء المدينة التي تحاصرها قبل شن هجوم متوقع على معاقل «الجيش السوري الحر» فيها، والذي أكد سيطرته على أحياء عدّة في المدينة بالتزامن مع نجاح عناصره في اعتقال نحو 150 عنصرا من الجيش النظامي والشبيحة، 100 منهم في حلب و50 في إدلب بينهم 14 ضابطا.
في غضون ذلك، تواصلت التحذيرات الدولية من وقوع مجزرة جديدة وكارثة في مدينة حلب المحاصرة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن التقارير تظهر «تصعيدا خطيرا في جهود الحكومة لسحق المعارضة المسلحة»، موضحة أن «هذا هو مبعث القلق.. أن نشهد مذبحة في حلب، وهذا ما يحضر له النظام فيما يبدو». كما قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن الرئيس السوري بشار الأسد «يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه» في حلب، وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من «خسائر فادحة في الأرواح وكارثة إنسانية»، فيما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس إنه «لا يمكن أن نصمت أمام ما يفعله الأسد في حلب».
وبينما طالبت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الحكومة السورية والمعارضة أمس بضمان أمن المدنيين في المدينة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية إلى «وقف الهجوم» الذي تشنه على المدينة. يأتي ذلك في وقت قال فيه مصدر قريب من الوسيط الدولي كوفي أنان «إن أنان ما زال يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة هناك، رغم كونه كبش فداء», لفشل جانبي الصراع في سوريا في الاتفاق, فيما قال الجنرال النرويجي روبرت مود، الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سوريا، إنه يعتقد أن الأسد سيسقط إن عاجلا أو آجلا.
إلى ذلك، حذرت مصادر هيئة أركان القوات المسلحة الروسية أمس المعارضة السورية من محاولة الهجوم على قاعدة طرطوس البحرية، وقالت المصادر إن «القوات البحرية الروسية في المنطقة تملك كل ما يمكنها من الرد بشكل حاسم على مثل هذا الهجوم».
اشتباكات عنيفة في جمعة «انتفاضة العاصمتين».. والجيش الحر يأسر قرابة 100 جندي و«شبيح» في حلب
العقيد العكيدي لـ«الشرق الأوسط»: معنوياتنا مرتفعة وجيش الأسد يستعد لاقتحام الأحياء المحررة
بيروت: ليال أبو رحال
تواصلت الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب لليوم الثامن على التوالي أمس بين الجيش النظامي وعناصر «الجيش السوري الحر»، الذي أكد سيطرته على أحياء عدّة في المدينة، فيما لبى السوريون في مناطق عدة دعوة المعارضة السورية للتظاهر في جمعة «انتفاضة العاصمتين – حرب التحرير مستمرة»، في إشارة للعاصمة السياسية دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب، وسط أنباء عن سقوط أكثر من 70 قتيلا.
ووسط مخاوف من حصول مجزرة في حلب، بالتزامن مع استقدام قوات الأمن السورية لتعزيزات جديدة واستعدادها لمعركة حاسم تعيد إحكامها لسيطرتها على المدينة، استمر القصف بالمروحيات على أحياء عدة في المدينة تحديدا أحياء صلاح دين والأعظمية وبستان القصر والمشهد والسكري والحمدانية، حيث يسيطر «الجيش الحر»، وفق المعارضة السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انفجارات هزت حيي الفردوس والمرجة، فيما دارت اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية (وسط حلب) وساحة سعد الله الجابري، مشيرا إلى أن «مئات المقاتلين المعارضين يستعدون لمواجهة هجوم كبير تعد له قوات النظام في حي صلاح الدين من أجل استعادة الأحياء التي خرجت عن سيطرتها والتي تشهد اشتباكات منذ أسبوع».
وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن «قصف عنيف بصواريخ ورشاشات الطائرات المروحية على حي صلاح الدين»، لافتة إلى أن قوات الأمن أطلقت النار على مظاهرة خرجت في حي الخالدية من جامع الغفران، وسقوط 10 قتلى على الأقل في حي الفردوس. وفي موازاة بث ناشطين معارضين شريط فيديو لقرابة مائة عنصر من عناصر الجيش والأمن والشبيحة، بينهم ضباط (من رتب عقيد ورائد ونقيب) تم أسرهم من قبل لواء التوحيد خلال الاشتباكات الأخيرة في حلب، أكد قائد المجلس العسكري في «الجيش الحر» في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي لـ«الشرق الأوسط» أن وحداته «تقاتل بمعنويات مرتفعة، ونحن لدينا قضيتنا وهدفنا، في حين أن جيش الأسد منهزم وعشرات الانشقاقات تحصل يوميا ولا يقوى عناصره على الخروج من دباباتهم في حلب».
وقال العكيدي إن «النظام يواصل قصفه العنيف للأحياء المحررة بقذائف الهاون وبالمروحيات ما أوقع عشرات الجرحى أمس وعددا من القتلى في صفوف المدنيين العزل»، مشيرا إلى أن «جيش الأسد وليس النظامي، لأننا نحن الجيش النظامي، يحاصر أحياء عدة في حلب في محاولة لاقتحامها وبسط سيطرته»، لافتا إلى «اشتباكات عنيفة جدا في وسط المدينة أمس».
وأوضح العكيدي «نقاتل وفق أسلوب حرب العصابات، ونحن قادرون ميدانيا على تكبيد جيش الأسد خسائر كبرى لأننا أقوى منه في حرب الشوارع ولدينا الإصرار والتصميم على القتال حتى لو بقي رجل واحد منا»، مشيرا إلى«إننا جميعنا من أبناء المنطقة وأعلنا النفير العام وانضم إلينا عناصر الجيش الحر من ريف حلب وإدلب لمساعدتنا».
وفي العاصمة السورية دمشق، أحرقت قوات الأمن عشرات المنازل العائدة لناشطين خلال اقتحامها حي الحجر الأسود، فيما تواصلت حركة النزوح من حي القدم الذي شهد انتشارا أمنيا كثيفا أمس، ومنعت قوات الأمن وفق الناشطين المعارضين من إقامة صلاة الجمعة في معظم المساجد. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «تحليقا كثيفا للطيران المروحي شهدته سماء حي المزة أمس منذ ساعات الصباح الباكر».
وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة معضمية الشام لقصف عنيف بالطيران الحربي استخدمت خلاله القذائف والرشاشات الثقيلة، وانتشرت قوات الأمن وعناصر اللواء 112 في مدينة كناكر منعا لخروج المظاهرات. وفي إدلب، شهدت مدينة معرّة النعمان قصفا متواصلا بمدفعية دبابات النظام المتمركزة في وادي الضيف، وتمكن عناصر الجيش الحر مساء من السيطرة على حاجز للجيش النظامي. وذكر المرصد السوري أن «الاشتباكات العنيفة التي دارت بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية أسفرت عن تدمير النقطة العسكرية الأمنية المشتركة بشكل كامل وأسر أكثر من 50 بينهم 14 ضابطا وصف ضباط والحصول على أسلحة متنوعة».
وكانت مظاهرات عدة خرجت بعد صلاة الجمعة في بلدات وقرى ريف إدلب، تحديدا في بلدات الركايا وحربنوش ومعرة مصرين وحيش والشيخ مصطفى وبنش وكفرنبل وسرمين وحاس والبشيرية وسفوهن وكفرومة وقرى جبل الزاوية بينما تعرضت مظاهرات مدينة إدلب لإطلاق نار من القوات النظامية.
أما في حمص، فقد أشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى أن «جيش النظام قصف بعنف أحياء حمص القديمة، باب الدريب، باب هود، الصفصافة، الحميدية، باب تدمر وادي السايح»، مستخدما «المدفعية والصواريخ في عمليات القصف على المدنيين».
وفي بلدة الغنطو، أفاد ناشطون عن سقوط أكثر من 20 قذيفة هاون استهدفت المسجد والمنازل بالتزامن مع قصف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية. أما في الحولة، فقد أطلقت قوات النظام رصاص القناصة لتفريق مظاهرة هتفت لإسقاط النظام. وفي تدمر طوقت قوات الأمن جوامع المدينة منعا لخروج المظاهرات.
وفي الرستن، واصلت قوات الأمن قصفها العنيف بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، بالتزامن مع حصار خانق تشهده المدينة، في ظل انقطاع كافة مقومات الحياة من ماء وخبز وحليب الأطفال وكهرباء ونقص حاد في المستلزمات الطبية والإسعافية.
بدورها، شهدت مدينة دير الزور قصفا مدفعيا عنيفا طال أحياء عدة، لا سيما أحياء الحميدية والعرضي والشيخ ياسين. وحاصرت قوات الأمن المصلين في مسجد المصلى داخل مدينة الميادين، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وجيش النظام في الشارع العام. وتجدد القصف المدفعي العنيف على مدينة البوكمال.
إلى ذلك، قصفت قوات الأمن بقنابل الهاون أحياء اليرموك والجورة والأربعين في منطقة درعا البلد، كما دارت اشتباكات عنيفة في حي طريق السد مع «الجيش الحر»، الذي تمكن من السيطرة على مخفر المخيم. وتعرضت مدينة الكرك الشرقي بدورها لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة.
صحيفة سورية تدعي وجود مئات «الإرهابيين العرب والأجانب» في عكار اللبنانية
مصدر أمني ينفي لـ «الشرق الأوسط» الرواية السورية.. ويسأل: هل الأمور سائبة إلى هذا الحد؟
بيروت: يوسف دياب
نفى مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» ما أعلنته صحيفة «الوطن» السورية من أن هناك تجمعات كثيرة لإرهابيين ومسلحين من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية يتمركزون في منطقة عكار اللبنانية أمام الشريط الحدودي في مواجهة مواقع سورية، وتقوم بإطلاق النيران والقذائف الصاروخية باتجاهها.
وقالت الصحيفة إن «الشريط الحدودي مع لبنان يشهد توترا روتينيا وتتكرر المحاولات اليومية لتسلل إرهابيين وتهريب السلاح عبر الحدود في عدة مواقع»، ونقلت عمّا أسمتها مصادر خاصة أن «هناك تجمعات كثيرة لإرهابيين ومسلحين من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية، سلفيين ومتطرفين يتمركزون في منطقة عكار اللبنانية وما حولها أمام الشريط الحدودي في مواجهة مواقع سوريا، ابتداء من جسر العريضة وحتى جسر قيمار بمنطقة البقيعة السورية مرورا بقرى العرموطة والمشيرفة وشهيرة المتحدة وحالات وإدلين».
وأشارت الصحيفة السورية إلى أن «عدد هؤلاء الإرهابيين أمام كل موقع ونقطة يفوق الـ150 مسلحا، حيث تقوم تلك العناصر المسلحة بإطلاق النيران والقذائف الصاروخية باتجاه نقاط حرس الحدود على الجانب السوري». ولفتت إلى أن «الوضع الميداني بأحياء مدينة حمص أفضل بكثير مما كانت عليه سابقا، في حين ما زال ريف المدينة ملتهبا ويشهد يوميا اشتباكات، خاصة في مناطق القصير، الرستن، تلبيسة».
ونفى مصدر أمني لبناني رفيع المستوى نفيا قاطعا صحّة هذه المعلومات، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش اللبناني ينتشر بشكل واسع في مقابل المناطق والبلدات المشار إليها، وهو لم يلحظ وجود هكذا تجمعات أو ما يسمّى مجموعات إرهابية على الإطلاق».
وقال المصدر «لا شكّ أنه يحصل من حين لآخر محاولات تهريب سلاح بشكل محدود، وسرعان ما يتولى الجيش اللبناني مكافحتها، وهذا هو السبب الرئيسي لانتشار الجيش في المنطقة الحدودية سواء في عكار أو البقاع، إلا أن مسألة تجمعات لمسلحين من جنسيات عربية وأجنبية بهذا الكم الهائل ومقابل المراكز السورية، فهذه مجرّد روايات بعيدة تماما عن الصحة وعن الواقع والمنطق». وسأل «هل يعتقد البعض أن الأمور سائبة إلى هذا الحد؟، هذا غير معقول».
وردا على سؤال عن خلفيات هكذا معلومات أجاب المصدر الأمني «ليس من مسؤوليتنا تفسير الخلفيات والأهداف، لكن المؤكد أن الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملا في عملية ضبط الحدود وتسلل المسلحين والسلاح في الاتجاهين، ولذلك نقول إن هذه المعلومات عارية من الصحة».
أما عضو كتلة «المستقبل» والنائب عن منطقة عكار خالد ضاهر، فوصف معلومات الصحيفة السورية بـ«الأكاذيب»، ورأى فيها «محاولة فاشلة من النظام السوري لإيهام الرأي العام العربي والدولي بأنه يحارب إرهابيين ولا يواجه ثورة شعبية». وقال ضاهر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا الجيش اللبناني ولا الأجهزة الأمنية ولا الشعب اللبناني يقبلون بوجود تجمعات لمسلحين عند الحدود، كما أن انتشار لواء من الجيش وأكثر من 25 مركزا للقوات المشتركة اللبنانية وأجهزة مخابرات لا تسمح بوجود مسلحين على الحدود اللبنانية». ورأى أن «هذه الأكاذيب هي محاولة من النظام السوري لتبرير اعتداءاته على لبنان وإطلاق النار والقذائف الثقيلة على المناطق والبلدات اللبنانية الآمنة لقتل المزيد من المدنيين الأبرياء»، معتبرا أن «نشر هكذا روايات باطلة يسيء إلى لبنان وحكومته وأجهزته العسكرية والأمنية، ومحاولة لتغطية عجز النظام عن مواجهة الثورة السورية التي وضعته على حافة الانهيار». إلى ذلك اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة، أن «السبب الذي لأجله اتخذت الحكومة قرار نشر الجيش قرب الحدود، لحماية الحزب الفارسي (حزب الله)، وانسحاب فلول الأسد إلى لبنان، فيما يتهمون غيرهم بالتدخل في الشأن السوري». وقال «إن حكومة ميقاتي أمرت الجيش بحماية الحدود، أو لعلها لم تأمره بالحماية، بل حددت مهمته بالانتشار قرب الحدود فقط»، وأضاف: «لذلك نرى الجيش لا يحمي أحدا ولا يذود عن الحدود واقتصرت مهمة الجيش إلى مستوى مواكبة اللبنانيين المتضررين لتفقد منازلهم الواقعة تحت مرمى نيران كتائب الأسد، ومواكبة المواطنين اللبنانيين لإخلاء متاعهم من منازلهم المهددة بنيران الأسد والتي لا يدافع عنها الجيش، لأنه لم يؤمر بالدفاع، بل فقط بالانتشار».
أكراد سوريا أمام تحديات جديدة.. وتركيا: لن نتسامح مع منظمات إرهابية قرب حدودنا
العميد المنشق فايز عمرو: النظام يسلح الانفصاليين.. وممثل حزب الاتحاد الكردي: القوات انسحبت بعد تخييرها بين المواجهة أو التسليم
بيروت: نذير رضا أربيل: شيرزاد شيخاني
أكد العميد المنشق فايز عمرو لـ«الشرق الأوسط» أن النظام السوري «يدعم الانفصاليين الأكراد في المدن السورية ذات الأغلبية الكردية في شمال وشرق البلاد»، مشيرا إلى أن القوات النظامية التي خف وجودها في بعض المدن، مثل القامشلي، «تعمل على تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، فيما تبث الخوف في نفوس أعضاء الأحزاب الآخرين وترهبهم».
وتزامن هذا الموقف مع تحذير وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أمس، من أن تركيا لن تتسامح إزاء وجود منظمات «إرهابية» مثل حزب العمال الكردستاني أو «القاعدة» قرب حدودها مع سوريا، حيث كان وجود ثوار أكراد أتراك موضع تنديد أنقرة. وأضاف: «الأمر لا علاقة له بالإثنية أو القناعات الدينية أو المذهبية، فنحن نعتبر (القاعدة) تهديدا، ونعتبر حزب العمال الكردستاني تهديدا، ولن نسمح بتشكل مثل هذه الأشياء على حدودنا».
وعادت قضية أكراد سوريا إلى الواجهة مجددا، بعد تسريب معلومات عن أن القوات النظامية السورية «انسحبت من خمس مدن سورية على الأقل في شمال وشرق البلاد، أهمها عفرين والقامشلي، اللتين يسيطر عليهما الآن مسلحون تابعون لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، وهو الحزب الذي يعد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المتشدد، وأحد أهم الأحزاب الكردية المعارضة في سوريا. وانتشرت أنباء عن أن هذه المنطقة «خلقت تحديات جديدة بالنسبة للثورة السورية، إذ عمل عناصر هذا الحزب طوال الشهور الماضية على القيام بإجراءات احترازية ضد تسلل الجيش السوري الحر إلى المنطقة، واستخدامها للتواصل مع الثوار على الجانب التركي من الحدود، وذلك عبر إقفال الطريق الرئيسي إليها في عفرين شرق مدينة حلب».
في هذا الإطار، أوضح العميد عمرو أن المعارضة السورية المسلحة «موجودة في بعض المناطق الكردية، لكنها ليست على نطاق واسع»، مؤكدا أن المعارضة السورية في هذه المنطقة «غير مسلحة بالشكل المطلوب، لكن ليس صحيحا أن لا وجود للمعارضة في هذه المنطقة»، لافتا إلى أن الأكراد «خرجوا بمسيرات سلمية تعد بعشرات الآلاف، لكن الأجهزة الأمنية النظامية لم تقمعها بالسلاح، خوفا من ارتدادها عليها».
وعما إذا كانت هذه المناطق رفضت استقبال النازحين السوريين من مدن أخرى، قال: «لم يثبت هذا الكلام، لأن النازحين أصلا لم يصلوا إلى القامشلي التي تبعد 400 كيلومتر عن أقرب نقطة ساخنة، لكن النظام السوري يعمل على خطة لإخلاء المنطقة للانفصاليين، عبر تسليحهم ودعمهم، وبالتالي الضغط على الأكراد الآخرين على قاعدة تخييرهم إما أن تكونوا معنا أو ضدنا».
وعن غياب الجيش النظامي السوري عن المنطقة بشكل كامل، وترك السلطة الأمنية فيها لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، قال عمرو: «إن القوات النظامية موجودة في المواقع الحيوية في المنطقة فقط، وهي المطارات وحقول النفط، بالإضافة إلى قوات دفاع جوي وقوات دفاع حدود»، معربا عن اعتقاده أن «تلك المعلومات غير دقيقة؛ لأننا رصدنا الفرقة 17 في دير الزور، وما زالت موجودة حتى الآن في المنطقة».
وفي المقابل، أكد حسين كوجر، ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يسيطر على المناطق الكردية بسوريا، أن «الانشقاقات تتوالى بشكل يومي بين القيادات العسكرية لجيش النظام السوري، والقوات النظامية تنسحب من أغلبية المدن الكردية السورية وتسلمها إلى أيدي اللجان الشعبية التي أعلنتها الأحزاب الكردية لحماية أمن تلك المناطق».
وأشار كوجر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تلك المناطق لم تشهد أي اشتباكات مع قوات النظام السوري «التي انسحبت بمعظمها عن مناطقنا طوعا بعد تخييرها بين المواجهة أو التسليم، والمواجهات التي وقعت في الحسكة كانت بين عناصر من الجيش الحر وقوات النظام، ما أسفر عن وقوع عدد من القتلى».
وفي الوقت الذي حصلت فيه «الشرق الأوسط» على معلومات من مصادر خاصة عن وجود تحركات عسكرية قرب الحدود السورية المشتركة مع إقليم كردستان العراق، ووصول تعزيزات من قوات البيشمركة والجيش العراقي إلى النقاط الحدودية، قال ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم كردستان إن «الأوضاع تضطرب يوما بعد يوم، بل ساعة بعد أخرى، داخل سوريا، ومن حق الدول المجاورة أن تتخذ تدابير احترازية وتسعى لتأمين حدودها.. ولكني أؤكد أن أي قوات أو عناصر من البيشمركة لم تصل إلى المنطقة الحدودية، وفي حال وصولها يجب أن يكون ذلك بتنسيق كامل مع قيادة الأحزاب الكردية السورية وبعلمها».
من جهته نفى الفريق جبار ياور، المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات «البيشمركة» في إقليم كردستان، أن «تكون أي قوات إضافية أرسلت التي الحدود المشتركة مع سوريا بمعبر فيشخابور». وقال: «حسب المعلومات المتوفرة لدي، هناك تعزيزات أرسلتها الحكومة العراقية إلى منطقة ربيعة الحدودية لدعم وإسناد قيادة الفرقة الثالثة للجيش العراقي التي تنتشر هناك، ولا علاقة لنا بهذه التحركات التي تتخذها الحكومة تحسبا لتداعيات الأوضاع على الحدود».
«صحاف» سوريا الأنيق
بعد شعبان والمعلم.. مقدسي يتسلق السلم ليصبح لسان نظام الأسد
بيروت – لندن:«الشرق الأوسط»
عندما لوح الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي باستخدام السلاح الكيماوي، أضاف لقب «جهاد الكيماوي» إلى سلسلة ألقاب أخرى سبق أن أطلقها الناشطون المعارضون في سوريا على الشاب الذي تسلق سريعا السلم، على حساب المستشارة الإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان ووزير الخارجية وليد المعلم، في تلميع صورة نظام الأسد المتهاوي، وفي تسويغ سياسته القمعية تجاه شعبه.
ألقاب كثيرة أطلقها نشطاء المعارضة الذين اعتبروه ليس أكثر من صحاف يرتدي قفازات حريرية لتلميع صورة نظام الأسد وتبرير مجازره الوحشية كما كان يفعل وزير الإعلام العراقي الأسبق. فمن «فتى النظام» و«رجل الدبلوماسية المقاوم» و«جيمس بوند الأسد» إلى «موسى إبراهيم الأسد»، وصولا إلى «جهاد الكيماوي»، كان نجم مقدسي يصعد بين الموالين الذين رأوا فيه ناطقا عصريا (مودرن). ومن خلال صفحته على موقع «فيس بوك» صنع مقدسي لنفسه شعبية واسعة في أوساط الموالين للنظام، فعدا تداول منشوراته وتعميمها على صفحاتهم، أنشأ معجبون صفحة غير رسمية باسمه تنشر أخباره وصوره، ووصفه أنصار النظام بـ«رجل الدبلوماسية المقاوم».
مؤيدو النظام، وبالأخص الشبان، رأوا فيه نموذجا «للشخصية الناجحة والواثقة»، كما جذبت وسامته الصبايا لا سيما بنات منطقة القصاع ذات الأغلبية المسيحية التي نشأ مقدسي فيها وتعلم في مدارسها. هؤلاء لمسوا في مقدسي «سلوكا اجتماعيا شبابيا» غير معهود في المؤسسة الرسمية السورية تمثل في التواصل مع الجمهور من خلال صفحته على موقع «فيس بوك»، ويكاد يكون المسؤول السوري الوحيد الذي لديه صفحة شخصية في هذا الموقع.
وكان الظهور الإعلامي والاجتماعي بهذا الشكل لمقدسي ممثلا لنمط معين من الشباب المحيطين بالرئيس الأسد، سواء في مكاتب الرئاسة أو الشركات الخاصة المحيطة بالنظام، حيث الظهور الإعلامي والتصرف كنجوم من حيث الأناقة وتسريحات الشعر المودرن والرشاقة، أو من حيث إتقان اللغات والأداء اللفظي وهوس العلاقات العامة، في تقليد للنموذج الغربي في الترويج للسياسات كجزء من عالم الأعمال. وهو النمط الذي يستهوي الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس البريطانية المولد والقادمة من عالم الأعمال المصرفية.
وتقول مصادر إن اختيار جهاد مقدسي جاء بناء على اقتراح من أسماء الأسد، إذ إن خبرته الوظيفية لا تسمح له باحتلال موقع مسؤول عن الإعلام في الوزارة، ناهيك عن صدور عقوبة مسلكية بحقه العام الماضي كانت تحول دون ذلك. وبحسب مصادر في وزارة الخارجية فإن مقدسي كان يعد واحدا من أنشط الموظفين في السفارة السورية في لندن خلال خمس سنوات من خدمته هناك، ومع ذلك فقد صدر بحقه القرار رقم 110 تاريخ 2010/2/22، والذي يتضمن عقوبة «إنذار بسبب سوء سلوكه المسلكي». إلا أن علاقاته الجيدة داخل النظام كانت وراء تعيينه ناطقا رسميا باسم وزارة الخارجية، فاضطرت الوزارة إلى إلغاء قرار العقوبة، فقد صدر القرار رقم 166 بتاريخ 2011/11/22 بتعيينه ناطقا رسميا، مع صدور القرار رقم 149 في اليوم نفسه «بإلغاء العقوبة الصادرة بالقرار 110»، وذلك بعد وضع القرار 149 بتاريخ سابق هو 2011/10/5. وهذه الحادثة تشير إلى أسلوب تعاطٍ دأب النظام السوري على ممارسته مع كبار موظفي الدولة، حيث يوجد لكل مسؤول أو موظف في الدولة إضبارة تتضمن قرارات وقضايا تدينه وتبقى «مطوية إلى حين الطلب»، لضمان ولاءه المطلق. في الوقت الذي يسمح فيه باستغلال المنصب وزيادة محتويات الإضبارة حتى انتهاء صلاحية المسؤول في خدمة النظام. حين ذاك تفتح الأضابير وتنشر قصص الفساد إما رسميا أو تسريبات وإشاعات تنال من سمعة المسؤول السابق وعائلته، وهذا ما تم فعله حيال بعض السفراء المنشقين. وقياسا على هؤلاء لا تزال إضبارة جهاد مقدسي صغيرة ومطوية، وحاول المعارضون كشف ما يعرفونه بمجرد تعيينه ناطقا باسم الخارجية، ومن ذلك ما نشره معارضون مغتربون عن أسباب نقل مقدسي من السفارة السورية في واشنطن إلى السفارة السورية في لندن منذ أكثر من خمس سنوات، وأيضا قصة وصوله إلى العمل في وزارة الخارجية عام 1998.
جهاد مقدسي مسيحي دمشقي، حائز لإجازة في اللغة الفرنسية، ودراسات عليا في العلاقات الدولية والإدارة، وماجستير في الدبلوماسية من جامعة وستمنستر البريطانية، ودكتوراه في الدراسات الإعلامية من الجامعة الأميركية – لندن. حصل على عمل في وزارة الخارجية عام 1998 من خلال صلات والدته مع زوجات كبار المسؤولين في الدولة، والقصر الرئاسي، وعام 2000 عين في السفارة السورية في واشنطن.
ومن نافل القول أن مقدسي كأي موظف آخر في السفارات السورية كان يقوم برصد المتظاهرين السوريين أمام السفارات لتقدم تقارير للأجهزة الأمنية حول نشاطهم، ليصار إلى اعتقالهم لدى عودتهم إلى البلاد أو مضايقة ذويهم ومساءلتهم.
إحدى زلات مقدسي الفادحة ما كتبه على صفحته على «فيس بوك» تعليقا على الأحداث الدامية في مخيم اليرموك الفلسطيني في 14 يوليو (تموز) الحالي، ووصف فيه اللاجئين الفلسطينيين بـ«الضيوف الذين لم يلتزموا بأدب الضيافة». وأثار هذا التعليق استغرابا واستياء كبيرا على كل المستويات داخل النظام والمعارضة، إذ اعتبر فضيحة للنظام «المقاوم والممانع» يوضح استغلاله للقضية الفلسطينية. ويقال إن مقدسي أجبر على حذف منشوره على الفور، مضطرا للتوضيح بالقول «لكل من يصيد بالماء، أو من يود تحوير ما أقول.. كتبت عن ضرورة احترام القانون من قبل الجميع في سوريا سواء كانوا سوريين أو ضيوفا، ولم أذكر جنسيات أبدا، وطلبت عدم الإساءة لأي جنسية.. وما زلت عند رأيي بأن أمن البلد فوق الجميع، سوريين وضيوفا.. فكيف تتوقعون أن يكون رد الفعل تجاه ضيف قادم لسوريا ليعلم مثلا الناس كيفية تصنيع القنابل؟!».
الموقع الشهير محليا «كلنا شركاء» قال إن هشام القاضي، مدير مكتب الوزير لشؤون المراسم والملقب بـ«وزير الخارجية الفعلي»، استدعى الناطق الرسمي للوزارة جهاد مقدسي إلى مكتبه وقام بتأنيبه «بصوت مرتفع يسمعه من يمر أمام المكتب»، وذلك «بناء على أوامر عليا وصلت» إلى هشام. وقال الموقع نقلا عن مصدره إن العاملين بمكتب الوزير قالوا إن هذا الدرس لمقدسي «ليعرف مستواه وحجمه».
ويشبه المعارضون مقدسي بمحمد سعيد الصحاف، وزير إعلام صدام حسين، وأيضا بالناطق الإعلامي سابقا باسم القذافي موسى إبراهيم، ويظنون أن النظام ما زال بحاجة إليه في معركته الحاسمة والأخيرة. وهناك من مؤيدي النظام من يرون في ظهوره بعد مجزرتي الحولة والتريمسة ومن ثم إسقاط الطائرة التركية أنه أدى أداء «رائعا»، وقد تمكن من رفع معنويات الموالين للأسد وهذا هو المهم بالنسبة للنظام، بعد الرد على اتهامات المجتمع الدولي. فقد حقق نتائج جيدة في التهكم على المعارضة والثوار، وسخف انتقاداتهم بوصفها جزءا من المعركة الواجب تعويمها، حين لا تكون هناك قدرة على تفنيدها ودحضها. ومقدسي «أجاد في هذه المهمة»، ومثال على ذلك تصريحه في ما يتعلق بمجزرة الحولة «هناك لجنة تحقيق، والتحقيق مستمر، ولا داعي لتحقيق دولي.. والشفافية موجودة.. والشهود من المنطقة نفسها»، وأيضا تصريحه بخصوص إسقاط الطائرة التركية «السماء السورية مقدسة ولا نسمح لأحد باختراقها». هذان التصريحان نالا وغيرهما من التصريحات إعجاب المؤيدين، وفي الوقت عينه أثارت سخط المعارضين والثوار الذين أطلقوا عليه بعدها لقب «جيمس بوند الأسد».
النتائج على هذا النحو تطلبها الأجهزة الأمنية في الحرب الإعلامية التي تقودها بضراوة، ومقدسي لبى ما يريده النظام الذي كان يبحث عن وجه شبابي يعبر عنه بعد فشل فلول رعيل الأسد الأب من الدبلوماسيين – الوزير المعلم والمستشارة شعبان – في رفع معنويات الشبيبة المؤيدة للرئيس بشار الأسد، أولا لعدم وجود قناعة ذاتية لدى فلول دبلوماسية الأسد الأب بمعالجات الأسد الابن للأزمة، وعدم رضاهم عن السيطرة المطلقة للأجهزة الأمنية على القرار السياسي، وإملائها عليهم ما يفعلونه وما يصرحون به، من رسائل للداخل والخارج متناقضة ويغيب عنها المنطق، عدا الأكاذيب المفضوحة المطلوب منهم ترويجها، فعندما كانت العقوبات الدولية تفرض بالتتابع لتخنق الاقتصاد طلب من وليد المعلم الإدلاء بتصريحات لرفع معنويات المؤيدين، بحسب ما علمته «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية عربية، وحينها قال المعلم مقولته الشهيرة بأنه قرر «محو أوروبا من الخارطة»، مع أنه في المؤتمر الصحافي ذاته تلا المعلم «بيانا متوازنا إلى حد ما وتوخى فيه محاباة المجتمع الدولي!».
وأمام ارتباك بثينة شعبان يُظهر مقدسي ثقة كبيرة في النفس، ومقابل بطء وليد المعلم يبدو الشاب المتقن لأكثر من لغة سريع البديهة يجيب عن أسئلة الصحافيين بسرعة وسلاسة، ورغم أن يوسف الأحمد مندوب سوريا السابق لدى الجامعة العربية، وبشار الجعفري السفير في نيويورك، أبديا خلال مراحل دفاعهما عن نظام الحكم غضبا ولؤما واضحين، فإن الناطق الجديد باسم الخارجية السورية تحلى بالهدوء والدعة خلال مؤتمراته الصحافية متجنبا الانفعال رافضا الانجرار إلى أي استفزاز. وقد تعددت الوجوه التي استخدمها نظام الرئيس بشار الأسد للتحدث باسمه في الأزمة الحالية، فشل البعض منها وانتهت صلاحية البعض الآخر، ليستقر الحال بالنظام الآن على جهاد مقدسي.
وتولت هذه المهمة المترجمة السابقة للرئيس الراحل حافظ الأسد والابنة المدللة للنظام، لكنها لم تكن مقنعة بشكل كاف، ثم مع اشتداد الطوق الدولي على النظام تولى وليد المعلم وزير الخارجية مهمة الدفاع عن القيادة السورية. وقد بدا الرجل المعروف ببروده الدبلوماسي في البداية محاميا ناجحا لقضية فاشلة، إلا أنه سرعان ما وقع ضحية أجهزة الأمن في بلاده التي زودته بشريط فيديو تم عرضه في أحد مؤتمراته الصحافية قال عنه المعلم إنه يعود لإرهابيين في سوريا، تبين لاحقا أن الصور مأخوذة من شمال لبنان وتم التقاطها منذ سنوات.
وسلطت الأزمة التي اشتعلت بين نظام الأسد وجامعة الدول العربية، بعد قرار الجامعة تعليق عضوية سوريا، الضوء على يوسف الأحمد سفير الحكومة السورية لدى الجامعة وسفير سوريا لدى مصر. الأحمد الذي عدّ ناطقا باسم النظام في ذلك الوقت وجه شتائم وألفاظا نابية ضد أعضاء الجامعة، مخصصا وزير خارجية قطر بقسط وافر من هذه الشتائم. أما في الأمم المتحدة فقد بقي بشار الجعفري، مندوب النظام السوري لدى المنظمة الدولية، ينطق باسم النظام مدافعا عنه. ويجمع ناشطون معارضون على أن «مقدسي تلقى تربية بعثية في ظل النظام الحالي»، مؤكدين أن «ما يبديه من حذلقة في التعبير عن مواقف مدافعة عن النظام ما هو إلا أساليب إعلامية تعلمها وأتقنها خلال دراسته وخبرته في الخارج». ويرفض الناشطون اعتبار المقدسي وجها إعلاميا جيدا لنظام الأسد، جازمين بأنه «ما من أحد على وجه الأرض مهما امتلك من قدرات يستطيع الدفاع عن النظام السوري الذي يخوض حربا ضد شعبه منذ سنة ونيف ويرتكب أبشع المجازر ضد هذا الشعب».
تبع مقدسي ذلك بسلسلة تصريحات كاذبة من قبيل أن «سوريا ستخرج من الأزمة أقوى، وستكون نموذجا للديمقراطية في المنطقة»، الأمر الذي أحرق ورقة المعلم كمروج لسياسات النظام وكف عن الظهور الإعلامي بعدما صار موضوعا لنكات وسخرية الناشطين والثوار، حيث أطلقوا عليه اسم «المعلك» بدلا من «المعلم»، وكذلك كان أداء شعبان التي سبقته إلى تأجيج الغضب الشعبي بتصريحها عن وجود عصابات مسلحة في الجامع العمري في درعا في بداية الأحداث، وذلك بدل الاعتذار للشعب، واكتفت بالإعلان عن حزمة إصلاحات هزيلة أهمها زيادة الرواتب من قبيل الرشوة ليكف المتظاهرون عن الخروج إلى الشارع، وجاء الرد عليها بازدياد المظاهرات والهتاف «يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان»، وليصبح اسمها لاحقا بثينة «ثعبان».. وغابت هي الأخرى عن الظهور. لتبرز الحاجة إلى وجه دبلوماسي جديد يؤثر في الشباب المؤيدين الذين واظبوا في الشهور الأولى من الأزمة على تنظيم نشاطات ومسيرات شعبية تأييدا للإصلاحات، ومن ثم للضرب بيد من حديد لسحق الثورة، بعدما دعا الثوار ماهر الأسد شقيق الرئيس إلى «خلع بيجامة الرياضة وارتداء البدلة العسكرية» كناية عما جرى تناقله عن تهديده للمتظاهرين بأنه لم يخلع البيجامة بعد ويلبس البزة العسكرية، وما سبق من قمع ليس سوى تريض أمام ما ينتظرهم.
مقدسي كان القفاز الناعم لهذه العنجهية والغرور الأمني، وبابتسامته التهكمية حتى لدى حديثه عن المجازر المروعة، استحق موقع الناطق البليغ بالخطاب الأمني الطائفي بإشارته إلى «الرجعيين» و«الملتحين الإسلاميين بوصفهم إرهابيين»، ليكون ممثلا حقيقيا لنظام مستبد اعتاد كسب قلوب مؤيديه بترويج الأكاذيب مهما كانت مكشوفة. بهذا المعنى نجح جهاد مقدسي، لكنه أيضا سار بتحصيله العلمي وحياته المهنية إلى حتفها الأخير، لدى قبوله إعلان تلويح نظامه باستخدام السلاح الكيماوي في حال التدخل الخارجي، وقوله «هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزّنة ومؤمّنة من قبل القوات العربية السورية بشكل مباشر، ولن تستخدم إلا في حال تعرض سوريا لعدوان خارجي». ورأى مراقبون دوليون أن مثل هذا الإعلان له عواقب وخيمة على النظام، أقلها أن تعرضه للمحاكمة الدولية. إلا أن ناشطا سوريا قلل من هذا الاحتمال، مؤكدا على أنه «في ما تبقى من عمر حكم الأسد سيكون جهاد مقدسي متعدد الاستعمالات: توضيح، تصحيح، تلميع.. وهذا كاف للقضاء على حياته المهنية، وأن مستقبله لن يكون أفضل من مستقبل موسى إبراهيم ومن قبله الصحاف».
* من أقواله
* كتب على صفحته على موقع «فيس بوك» تعليقا غير مباشر على انخراط الفلسطينيين في مناهضة النظام «أصعب شيء أن يكون ببلدك ضيوف معززون مكرمون لأبعد حد.. وترى البعض منهم لا يحترمون أصول الضيافة.. يعني سوري معارض أو تائه أو مسلح.. أمر الله وحكم.. لكن الضيوف (بعضهم) يجب أن يلتزموا أصول الضيافة، وإذا عجزوا عن ذلك فليرحلوا لواحات الديمقراطية بالبلاد العربية».
* «تغيير مهمة السيد أنان أمر ليس بيد الوزراء العرب.. هي أمنيات يطرحونها بهكذا اجتماعات عنوانها الكبير نفاق سياسي».
* «من يستخدم الصواريخ هو الطرف الآخر وليس نحن لأننا في حالة الدفاع عن النفس»
* «لو كان ما حصل في التريمسة مجزرة لما سمحنا للمراقبين الدوليين بالتوجه إلى المنطقة»
* «الحكومة لم تستخدم لا الطائرات ولا المروحيات ولا الدبابات ولا المدفعية، في التريمسة.. ما استخدمناه في هذا الهجوم أسلحة خفيفة، وأقواها كان قذائف (آر بي جي)، وما تم العثور عليه في التريمسة هو كميات كبيرة من الأسلحة وعبوات ناسفة».
* هناك حملة لـ«شيطنة» سوريا من خلال اتهامها بإسقاط الطائرة التركية.. نحن نتعاون مع الجانب التركي بشكل تام.
بان كي مون قلق من السلاح الكيميائي وأردوغان لن يقف موقف المتفرج
معركة حلب تنتظر ساعة الصفر
تتجه الأنظار الدولية والإقليمية إلى مدينة حلب التي يحضّر النظام لاجتياحها بأرتال من الدبابات وآلاف الجنود والشبيحة الذين يحاصرونها، مع استمرار القصف المدفعي والجوي منذ أكثر من أسبوع بانتظار ساعة الصفر التي يتوقع أن تكون حاسمة سواء بالنسبة إلى نظام الأسد أو المعارضة التي تسيطر عملياً على كثير من الأحياء الداخلية في العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وأكدت تركيا أمس أنها لا يمكن أن تبقى في موقف المراقب أو المتفرج إزاء الحشود العسكرية في حلب والتهديد باستخدام أسلحة الدمار الشامل كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي تمنّى أن يحصل نظام بشار الأسد على الرد الذي يستحقه من الشعب السوري.
كذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن القلق العميق لتقارير عن استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية في سوريا، داعياً نظام دمشق الى “وقف الهجوم” الذي يشنه على مدينة حلب.
ميدانياً، استمرت المروحيات السورية باستهداف العديد من أحياء حلب ثاني مدن سوريا بنيرانها أمس، مع استكمال الجيش السوري تعزيزاته لشن هجوم حاسم على الأحياء التي ينتشر فهيا المعارضون المسلحون، في حين حذرت عواصم عدة من مقتل المزيد من المدنيين ودعت الى وقف الهجوم.
وعرض ناشطون شريط فيديو ظهر فيه نحو مائة من الجنود النظاميين والشبيحة قالوا إن الجيش السوري الحر اعتقلهم في حلب. في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارضين أسروا 50 عنصراً بينهم 14 ضابطاً من قوات النظام في معرة النعمان في إدلب (شمال غرب).
وبعد أسبوع من احتدام المواجهات على جبهة حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، أكد مصدر أمني أن وحدات الجيش “استكملت تقريباً” انتشارها في محيط المدينة، مشيراً الى أن “المسلحين المعارضين ينتشرون في الأزقة الصغيرة ما سيجعل المعركة صعبة جداً”.
وكانت قوات النظام ترسل تعزيزات الى حلب منذ الخميس الماضي مع قصف للمدينة بشكر مستمر.
ورأى مدير المرصد السوري أن “المسألة المطروحة تكمن في معرفة الى أي حد ستلجأ قوات النظام الى القوة المفرطة لأن حصول ذلك فعلاً يعني سقوط مئات القتلى”.
وذكر المرصد السوري أن “أحياء صلاح الدين والأعظمية (جنوب غرب) وبستان القصر والمشهد والسكري (جنوب حلب) تعرضت لإطلاق نار من رشاشات المروحيات”، مشيراً أيضاً الى اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري (وسط) فجراً.
وفي حي صلاح الدين، كان مئات المقاتلين المعارضين يستعدون لمواجهة “الهجوم الكبير” الذي تُعد له قوات النظام. وقال مقاتل في صلاح الدين إن “الحي خلا من المدنيين”، مضيفاً أن “الجيش موجود عند مشارف الحي، لكنه لم يتمكن من دخوله”.
واستمر القصف في درعا وأظهرت لقطات فيديو قتالاً بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في مدينة درعا وجنازة لسكان لاقوا حتفهم الخميس.
وفي لقطات أخرى صورت في الحراك يظهر عدة جرحى وهم يحملون من مسجد بعد قصفه من قبل القوات السورية. (التفاصيل ص 14)
وسقط أمس أكثر من 115 شهداء معظمهم في حلب ودرعا حسب شبكة شام الإخبارية.
وفي سياق متصل، أعلنت عضو مجلس الشعب السوري عن حلب إخلاص بدوي انشقاقها ولجوئها مع أولادها الستة الى تركيا. وهي رابع عضو في البرلمان ينشق منذ بداية الاحتجاجات في آذار 2011.
وقالت النائب إخلاص بدوي إنها فرت من بلدها لأنها لم تعد تحتمل القمع.
وقالت لوكالة أنباء “الأناضول” التركية “رحلت لأنني لم أعد أملك القوة لمواجهة القمع”. وأضافت “سأواصل العمل لانقاذ كل رفاقي من القمع ومن هذه المأساة الإنسانية. إنها مأساة إنسانية هناك”.
وأعلنت فضائية “الجزيرة” امس، انشقاق السفير السوري في بيلاروسيا ودول البلطيق فاروق طه عن نظام الأسد.
وأمام استعدادات الجيش السوري للهجوم على حلب، اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في لندن أمس، أنه لا يمكن “الاستمرار في البقاء متفرجين أو مراقبين” لما يحصل في سوريا، داعياً الى تحرك مشترك من جانب الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية.
وقال اردوغان إثر لقائه نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في داوننغ ستريت إن “ما يحصل في سوريا بالغ الأهمية والخطورة”. وأضاف “نواجه نظاماً يقتل ويذبح شعبه وعلينا أن نبذل ما في وسعنا معاً داخل مجلس الأمن الدولي وأيضاً منظمة الدول الإسلامية (منظمة التعاون الإسلامي) والجامعة العربية لإحراز تقدم كبير لتفادي هذا الوضع المرعب”.
وأكد اردوغان أن “التوتر يتصاعد في حلب والتصريحات الأخيرة حول استخدام أسلحة دمار شامل هي أعمال لا يمكن أن نبقى متفرجين عليها أو مراقبين لها”. وشدد على “وجوب التحرك في شكل مشترك داخل مجلس الأمن الدولي ومنظمة الدول الإسلامية والجامعة العربية”.
وقال كاميرون “أمضينا وقتاً طويلاً نتحدث فيه عن الوضع المرعب في سوريا ونحن قلقون بشدة حيال استعداد النظام لارتكاب أعمال فظيعة في حلب وحولها. هذا سيكون غير مقبول بالكامل”.
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في وقت سابق أمس، من “خسائر فادحة في الأرواح وكارثة إنسانية” في حلب حيث تستعد القوات النظامية والمعارضة المسلحة لمعركة حاسمة.
وقال وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أمس، إن التطورات في حلب مقلقة، محذراً من أن استخدام النظام للسلاح الجوي على أحياء سكنية سيكون جريمة دولية.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن داود أوغلو قوله للصحافيين إن “لدينا معلومات استخباراتية تقول إن النظام السوري يعزز الحشود العسكرية في حلب. ونحن قلقون من أن تحصل تطورات قد تؤدي إلى المزيد من الضحايا. وأنا أخطط لأتحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الموضوع”.
وأضاف أن النظام “ضاعف الضغط على حلب بأسلحة ثقيلة وخطيرة جداً وبسلاح الجو. إن استخدام السلاح الجوي على أحياء سكنية مدنية يحوّل هذا العمل إلى جريمة دولية”.
كذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في لندن أمس عن “القلق الشديد لاحتدام أعمال العنف في حلب”، وقال “أحث الحكومة السورية على وقف الهجوم”، مضيفاً أن العنف يجب أن يتوقف “من قبل الجانبين”.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني في لندن أمس، قال بان “أطالب.. بأن تعلن السلطات السورية بشكل قاطع أنها لن تستخدم الأسلحة الكيميائية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل تحت أي ظرف”.
وأعربت عواصم عدة عن قلقها من هجوم السلطات السورية على مدينة حلب، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن “بشار وعبر تجميع المعدات العسكرية الثقيلة في محيط حلب يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه”.
وأعربت واشنطن أمس، عن قلقها إزاء الوضع في حلب، لكنها رفضت مقارنتها ببنغازي التي استدعت تدخلاً دولياً في ليبيا في 2011.
وقال غاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض “نحن قلقون للغاية بشأن الوضع في حلب”، وأدان “الهجوم البشع الذي تنفذه قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد على المدنيين”.
وأعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أمس، عن “قلقها الشديد” حيال مصير المدنيين في سوريا وإمكانية حصول “مواجهة وشيكة كبيرة” في حلب.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الهولندية أمس أن مصوراً هولندياً وآخر بريطانياً كانا خطفا في شمال سوريا في 19 تموز، أفرج عنهما الخميس ووصلا الى تركيا.
وعلى الحدود السورية – الأردنية، قتل طفل سوري أمس إثر إصابته برصاص الجيش السوري أثناء محاولته وعائلته عبور السياج الحدودي بين سوريا والأردن، فيما أصيب عسكري أردني حاول انقاذه أثناء تغطية الجيش الأردني لعبور هؤلاء الى المملكة.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي)
مركز تحكم سري في تركيا يقدم مساعدات للمعارضة السورية
الدوحة/دبي (رويترز) – قالت مصادر خليجية لرويترز ان تركيا اقامت قاعدة سرية مع حليفتيها السعودية وقطر لتقديم مساعدات حيوية عسكرية وفي مجال الاتصالات لمساعدة المعارضة السورية من مدينة قريبة من الحدود.
وتبرز انباء انشاء “مركز التحكم” الذي تديره جهات في الشرق الأوسط للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد إلى اي مدى تتحاشى القوى الغربية -التي لعبت دورا رئيسيا في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي – التورط عسكريا في سوريا حتى الان.
وقال مصدر من الدوحة “يسيطر عليه الاتراك عسكريا. تركيا المنسق المشارك والوسيط الرئيسي. تصور مثلثا : تركيا عند رأسه والسعودية وقطر عند القاعدة.
“الامريكيون ينأون بانفسهم عن هذا. تعمل المخابرات الامريكية من خلال وسطاء. يسيطر الوسطاء على الوصول للأسلحة والطرق.”
ويوجد المركز في أضنة وهي مدينة بجنوب تركيا على بعد نحو مئة كيلومتر من الحدود السورية واقيم عقب زيارة نائب وزير الخارجية السعودي عبد العزيز بن عبد الله آل سعود لتركيا وطلبه اقامة المركز حسب ما قاله مصدر خليجي. وأضاف أن الاتراك راقت لهم فكرة اقامة المركز في اضنة ليشرفوا على العمليات.
ولم يتسن الاتصال بمسؤول بوزارة الخارجية السعودية للتعليق.
وتوجد في اضنة قاعدة انجرليك الجوية التركية الامريكية التي استخدمتها واشنطن في السابق في عمليات تجسس وعمليات امداد وتموين عسكرية.
وتلعب قطر – الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز والتي اضطلعت بدور قيادي في امداد المعارضة الليبية بالاسلحة – دورا رئيسيا في توجيه العمليات من مركز أضنة حسب المصادر. وينخرط ايضا مسؤولون من امن الدولة والمخابرات العسكرية في قطر في انشطة المركز.
وقال مصدر في الدوحة “تمد ثلاث حكومات (المعارضة) بالاسلحة هي تركيا وقطر والسعودية.
وتنفي انقرة رسميا امداد المعارضة باسلحة.
واضاف المصدر “جميع الاسلحة روسية. السبب ان هؤلاء الاشخاص (مقاتلي المعارضة) مدربون على استخدام الاسلحة الروسية وايضا لان الامريكيين لا يريدون التدخل. جميع الاسلحة من السوق السوداء. السبيل الاخر للحصول على الاسلحة سرقتها من الجيش السوري. يغيرون على مستودعات الاسلحة.”
وقال المصدر “الاتراك في حاجة ماسة لتقوية نقطة ضعفهم وهي الرصد والمراقبة ويتوسلون لدى واشنطن لتوفير طائرات دون طيار وادوات مراقبة.”
ولكن يبدو ان مناشداتهم لم تلق اذانا صاغية.
“لذا استعانوا ببعض الافراد من جهات خاصة للقيام بالمهمة.”
ويحبذ الرئيس الامريكي باراك اوباما حتى الآن اللجوء للقنوات الدبلوماسية لمحاولة الاطاحة بالاسد الا أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اشارت الاسبوع الماضي إلى ان واشنطن تنوي تقديم المساعدة للمعارضة.
وعلمت رويترز ان معاوني اوباما اعدوا قرارا يسمح بمساعدة خفية اكبر للمعارضة ولكن لا تصل لحد تسليحهم.
وتشارك قوى غربية البيت الابيض قلقه. ويعكس هذا القلق مخاوف بشأن ما سيؤول اليه الحال في سوريا بعد الاسد وبشأن وجود اعداد كبيرة من الإسلاميين المناهضين للغرب بين مقاتلي المعارضة.
ووجود مركز تحكم سري ربما يفسر كيف تمكن المقاتلون السوريون وهم جماعات قليلة التنظيم وضعيفة التسليح من شن هجمات ضخمة مثل تفجير 18 يوليو تموز الذي اسفر عن مقتل أربعة من كبار معاوني الأسد من بينهم وزير الدفاع.
وأصر دبلوماسي تركي في المنطقة على ان بلاده لم تكن ضالعة في تفجير دمشق.
وقال “انه امر غير وارد. وزير الاعلام السوري اتهم تركيا ودولا اخرى بالقتل. لا تقوم تركيا بمثل هذه الاعمال. لسنا دولة ارهابية. تركيا تدين مثل هذه الهجمات.”
غير أن اثنين من ابرز مسؤولي الامن الامريكيين قالا ان تركيا تضطلع بدور اكبر في ايواء وتدريب مقاتلي المعارضة السوريين الذين يتسللون عبر اراضيها.
قال أحد المسؤولين السابقين وهو ايضا مستشار للحكومة في المنطقة لرويترز إن عشرين ضابطا سوريا سابقا يتمركزون في تركيا يساعدون في تشكيل قوات المعارضة وتعتقد اسرائيل ان ما يصل إلى 20 ألف جندي سوري انضموا للمعارضة حتى الآن.
وذكر مسؤولون سابقون أن ثمة ما يدعو للاعتقاد بان الاتراك عززوا من مساندتهم للقوات المناوئة للاسد بعدما اسقطت سوريا طائرة تركية قامت بعدة طلعات فوق المناطق الحدودية.
وافادت مصادر في قطر ان الدولة الخليجية تقدم التدريب والامدادات للمعارضة السورية.
وقال مصدر في الدوحة على صلة بالجيش السوري الحر “دفع القطريون بفريق من القوات الخاصة قبل اسبوعين. نطاق مهمته التدريب والمساعدة في الامداد والتموين وليس القتال.”
وذكر المصدر أن جهاز الاستخبارات العسكرية ووزارة الخارجية ومكتب امن الدولة في قطر منخرطون في العملية.
وتحاشت الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا – وهم اللاعبون الرئيسيون في الشرق الاوسط عادة – الانخراط حتى الآن ويرجع ذلك بصفة اساسية لانها لا ترى فرصة تذكر لتحقيق “نتائج طيبة” في سوريا.
وقال دبلوماسي في المنطقة “إسرائيل لا تسعى حقا لصياغة ماسيفرزه التمرد…ان الخطر الذي ينطوي عليه الانحياز لاي طرف هائل.”
وذكر مسؤول امريكي سابق يعمل مستشارا لحكومة في المنطقة وغيره من المسؤولين الامنيين الامريكيين والاوربيين الحاليين والسابقين أن المساعدة المباشرة او التدريب من الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين ضعيف جدا وقد يكون غير قائم من الاساس.
وقال المسؤول السابق ان عددا قليلا من الاسلحة المتطورة مثل قذائف بازوكا تطلق من على الكتف لتدمير الدبابات او صواريخ سطح-جو وصلت لايدي القوات المناهضة للأسد.
ولمح بعض المسؤولين الخليجيين والساسة الامريكيين المحافظين في احاديث خاصة بان امداد القوات المناهضة للأسد بصواريخ سطح-جو سيساعدها على انهاء الصراع. غير ان مسؤولين على دارية بالسياسة الامريكية يقولون ان الولايات المتحدة حريصة على ان تبقي هذه الاسلحة بعيدة عن متناول ايدي المعارضة السورية خشية ان تصل مثل هذه الاسلحة إلى متشددين يؤمنون بالجهاد ويستخدمونها ضد طائرات غربية.
ومثار القلق الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية الامريكية والاسرائيليين إلى الآن هو ان تحاول عناصر من القاعدة التسلل بين مقاتلي المعارضة والحصول على جزء من مخزون سوريا من الاسلحة الكيماوية.
وقالت سيما شاين كبيرة محللي الموساد سابقا وهي حاليا مستشارة للحكومة الإسرائيلية لرويترز “إنه كابوس للمجتمع الدولي لاسيما الامريكيين – سقوط اسلحة الدمار الشامل في ايدي الارهابيين. وبالتوازي مع اتصالاتها الخارجية تأخذ اسرائيل الامر على محمل جدي للغاية. فرغم كل شئ نحن هنا والامريكيون هناك.”
ووضعت شاين تصورا لسيناريوهين يحصل حزب الله من خلالهما على جزء من مخزون الاسلحة الكيماوية السورية.
وقالت “يرحل الاسد وتسود حالة من الفوضي في اعقاب ذلك يتمكن حزب الله خلالها من وضع يديه على الاسلحة. ثمة وجود كبير لحزب الله في سوريا ويحظى بوجود جيد داخل الجيش وغيره من المؤسسات الوطنية. ومن ثم فانه قريب جدا كي يتسن له الاستيلاء عليها.
“الاحتمال الاخر ان الاسد مع علمه انه في سبيله للرحيل سيسمح بتسليمها لحزب الله كرسالة للغرب عن تكلفة التشجيع على الاطاحة به.”
غير ان مسؤولين بريطانيين وامريكيين يعتقدون بانه لا يوجد مؤشر يذكر على قرب الاطاحة بالأسد.
وصرح مسؤول اوروبي بارز ان الوضع على الارجح لايزال متأرجحا بين انصار الاسد ومناوئيه.
وأضاف المسؤول أنه ما من مؤشر على ان الاسد ينوي ان يفعل شيئا سوي مواصلة القتال حتى النهاية المحتومة.
موسكو “تتفهم” هجوم الأسد على حلب
رفضت تفتيش سفنها المتجهة لسوريا
حذرت روسيا اليوم السبت من “مأساة” بمدينة حلب السورية التي يدور فيها قتال عنيف بين الجيشين النظامي والحر. لكنها أبدت تفهما للهجوم الذي بدأته قوات الأسد على المدينة رغم التحذيرات الغربية والدولية من احتمال حدوث مذابح, وأعلنت لاحقا رفضها تفتيش سفنها المتجهة لسوريا.
وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف بمؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الياباني بمنتجع سوتشي جنوبي روسيا إن بلاده تحاول إقناع حكومة الأسد بأن تبادر باتخاذ خطوات.
وأضاف لافروف أن من غير الواقعي أن تقبل الحكومة السورية وضعا تسيطر فيه المعارضة على مدن مثل حلب.
رؤية روسية
وتساءل الوزير الروسي: كيف يمكن للحكومة السورية في مثل هذا الوضع أن تظل مكتوفة اليدين، وقال بنبرة متهكمة “كيف يمكن توقّع أن تستقيل الحكومة السورية في وضع كهذا مسؤولياتها, وتقول: أخطأت, تعالوا أطيحوا بي.. تعالوا أسقطوا النظام”.
وتابع وزير الخارجية الروسي أن كل هذا غير واقعي, ليس لأن روسيا تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد, وإنما لأن هذا الأمر لا يكون بهذه الصورة.
وتحدث لافروف عن تجاوزات يرتكبها النظام والمعارضة على حد سواء, ودعا إلى الضغط على الطرفين لوقف نزف الدماء. واتهم الوزير الدول الغربية ودولا جارة لسوريا بدعم وتشجيع وحتى قيادة المقاومة المسلحة التي تقوم بها المعارضة.
وتزامن تصريح لافروف تقريبا مع بدء الجيش السوري هجوما مضادا في محاولة لاستعادة الأحياء التي سيطر عليها الجيش الحر بحلب. وفي وقت لاحق, قالت الخارجية الروسية إن موسكو لن تسمح للدول الأوروبية بتفتيش سفنها المبحرة إلى سوريا.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي قررت في وقت سابق إخضاع كل السفن التي تعبر مياهها في طريقها إلى سوريا للتفتيش, وذلك بمقتضى العقوبات التي فرضتها على دمشق.
واستخدمت روسيا (والصين) قبل أيام الفيتو بمجلس الأمن الدولي للمرة الثالثة منذ إحالة الملف السوري للمجلس ضد مشروع قرار غربي يهدد دمشق بعقوبات إضافية في حال لم تلتزم بوقف العنف بما فيها الكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة.
تحذيرات دولية
وكانت دول غربية ومنظمات دولية حذرت أمس من مجزرة كبرى قد يرتكبها نظام الأسد في حلب بعدما حشد قوات كبيرة لمهاجمة المناطق الخارجية عن سيطرته. وحذر وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ من كارثة إنسانية وخسائر فادحة بالأرواح في حلب, بينما دعا نظيره الإيطالي جيليو تيرسي المجتمع الدولي إلى الضغط على الأسد لتفادي مذبحة بالمدينة.
أردوغان قال إنه يجب ألا يظل العالم
وفي الوقت نفسه, أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن بلاده “قلقة جدا من المعلومات الميدانية الواردة” من حلب، وتدعو إلى “وضع حد لأعمال العنف ولاستخدام النظام السوري للأسلحة الثقيلة”.
وقبل هذا, أبدت واشنطن على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية خشيتها من وقوع مجزرة بالمدينة، مؤكدة بالوقت نفسه أنها لن تتدخل عسكريا. وفي مقابلة بُثت أمس, دعا السفير الأميركي لدى موسكو مايكل ماكفول إلى الضغط على طرفي النزاع في سوريا لوقف العنف وبدء انتقال سياسي، مشددا في الأثناء على أن لا مكان للأسد فيها.
وبينما حذر الأمين عالام للأمم المتحدة بان كي مون من العواقب الإنسانية للهجوم على حلب, قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يمكن الوقوف موقف المتفرج إزاء ما يمكن أن يحصل في حلب.
جرائم حرب
وقبل ساعات من بدء الهجوم على حلب, أبدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي قلقها البالغ إزاء احتمال حدوث مواجهة كبرى بحلب، في ظل أنباء عن حشد السلطات لقواتها بالمدينة وحولها.
وقالت إن تقارير حشد القوات بحلب وحولها “نذير شؤم” لأبناء تلك المدينة. وتابعت قائلة إن مثل هذه الهجمات مستمرة أيضا بمدينتين رئيسيتين أخريين هما حمص ودير الزور.
وعبرت بيلاي عن اعتقادها بأن جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت وما زالت ترتكب بسوريا، محذرة مرتكبيها من أنهم “يجب ألا يظنوا أنهم سيفلتون من العدالة”.
الجيش النظامي يبدأ حملته العسكرية بحلب
وسط اشتباكات عنيفة وقصف مركز على المدينة
قال ناشطون إن اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة في سوريا قبل أكثر من 16 شهرا تدور في عدة أحياء من مدينة حلب، في إشارة على ما يبدو إلى بدء العملية العسكرية التي يشنها جيش بشار الأسد لاستعادة مناطق يسيطر عليها الجيش الحر بالمدينة، في وقت يتواصل فيه قصف مناطق أخرى في البلاد، وسقوط 41 قتيلا على الأقل معظمهم بإدلب وريف دمشق.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الهجوم على حلب بدأ، وأوضح أن اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة احياء، مشيرا إلى تعزيزات للجيش النظامي قادمة إلى حي صلاح الدين الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين.
وأضاف أن الحي يتعرض للقصف المدفعي ومن المروحيات، وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار.
وتحدث أيضا عن سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح من الأهالي، وشهدت أيضا منطقة الحمدانية صباح اليوم اشتباكات عنيفة استمرت لنحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متجهة إلى حي صلاح الدين. كما تدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور وعدة أحياء أخرى بالمدينة.
وبث ناشطون صورا تظهر طائرات مقاتلة قالوا إنها في طريقها لقصف حلب، وصورا تبين تعرض حي صلاح الدين للقصف.
وكانت دول وجهات دولية عدّة حذرت من احتمال أن يرتكب النظام الحاكم مذبحة في مدينة حلب.
في المقابل قال أبو عمر الحلبي، أحد قادة الجيش السوري المنتشر بالقرب من منطقة صلاح الدين، إن أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من أنحاء سوريا انضموا بالفعل إلى الثوار الموجودين في حلب منذ الخميس والبالغ عددهم ألفين وخمسمائة استعدادا “لأم المعارك”.
وفي العاصمة السياسية دمشق شنت قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات بمنطقة القاري في حي كفر سوسة، أما بمدينة المعضمية بريف العاصمة، فقد اعتقلت القوات النظامية نحو ثمانين شخصا في حملة دهم واعتقالات عشوائية واسعة حاقت بأهالي المدينة.
حملات الدهم والاعتقال امتدت إلى مدينة إنخل بدرعا حيث قام الأمن بالتنكيل وإهانة الأهالي وتخريب منازلهم ونهبها وفق ناشطين.
في غضون ذلك قصف الجيش النظامي مدينة كرناز بريف حماة المطوقة من كافة جهاتها بأكثر من مائتي آلية، وفي الريف الحموي أيضا اقتحمت قوات الأمن والشبيحة مدعومة بالدبابات قرية العشارنة بعد قصفها لمدة ساعتين.
البوكمال بيد القاعدة
إلى ذلك، أعلنت أمس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي سقوط معبر البوكمال الحدودي السوري بيد تنظيم القاعدة.
وذكرت مصادر باللجنة أن معلومات دقيقة وصلت للجنة تؤكد أن منفذ البو كمال سيطرت عليه مجموعة “إرهابية” يطلق عليها اسم “لواء الله أكبر” وهو خارج عن سيطرة الجيش النظامي.
وأوضحت أن هناك مخاوف من قدوم المواطنين العراقيين برا عن طريق هذا المنفذ خوفا من تصفيتهم على يد عناصر تنظيم القاعدة.
وعلى الصعيد نفسه، أكدت وزارة الداخلية العراقية أنه لا توجد أي هجرة عكسية لعناصر تنظيم القاعدة إلى سوريا.
وقال وكيل الوزارة أحمد الخفاجي في تصريح صحفي إن حرس الحدود العراقية بالتنسيق مع الجيش العراقي أغلقوا جميع المنافذ التي من الممكن أن يهرب منها تنظيم القاعدة إلى سوريا.
معركة حلب بدأت
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بدأ الجيش السوري النظامي السبت بشن هجوم عسكري لاستعادة أحياء يسيطر عليها الجيش السوري الحر في مدينة حلب من حي صلاح الدين، وفقا لمراسلة “سكاي نيوز عربية” في المدينة، في حين أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 85 قتيلا في مدن سورية عدة.
وأضافت مراسلتنا أن رتلا قوامه 52 دبابة وصل إلى حي صلاح الدين واشتبك مع الجيش السوري الحر الذي دمر 8 دبابات وقتل منه ثلاثة جنود.
وأكدت أن المروحيات العسكرية تقصف الأحياء التي يتواجد فيها الجيش السوري الحر مما أدى إلى موجة نزوح من بعض الأحياء هربا من القصف.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “يمكننا القول إن الهجوم بدأ”، موضحا أن “اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياء” من المدينة.
وأشار إلى “تعزيزات عسكرية للجيش السوري قادمة إلى حي صلاح الدين” الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين.
وأضاف أن “حي صلاح الدين يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار”.
وتحدث عن “سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الأهالي بعد سقوط قذائف واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح السبت استمرت نحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متجهة إلى حي صلاح الدين”.
وتابع: “شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور وعدة أحياء أخرى في المدينة”.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية أيضا عن معارك في محيط صلاح الدين جنوب غربي العاصمة الاقتصادية للبلاد
تركيا تقود غرفة التحكم للمعارضة السورية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر خليجية لرويترز، إن تركيا أقامت قاعدة سرية مع حليفتيها السعودية وقطر لتقديم مساعدات حيوية عسكرية وفي مجال الاتصالات، لمساعدة المعارضة السورية من مدينة قريبة من الحدود.
وتبرز أنباء إنشاء “مركز التحكم”، الذي تديره جهات في الشرق الأوسط، للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، إلى أي مدى تتحاشى القوى الغربية، التي لعبت دورا رئيسيا في الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، التورط عسكريا في سوريا حتى الآن.
وقال مصدر من الدوحة: “يسيطر عليه الأتراك عسكريا. تركيا المنسق المشارك والوسيط الرئيسي. تصور مثلثا: تركيا عند رأسه والسعودية وقطر عند القاعدة”.
وأضاف: “الأمريكيون ينأون بأنفسهم عن هذا. تعمل المخابرات الأمريكية من خلال وسطاء. يسيطر الوسطاء على الوصول للأسلحة والطرق.”
ويوجد المركز في أضنة، وهي مدينة جنوب تركيا، على بعد نحو مئة كيلومتر من الحدود السورية، وأقيم عقب زيارة نائب وزير الخارجية السعودي عبد العزيز بن عبد الله آل سعود لتركيا، وطلبه إقامة المركز، حسب ما قاله مصدر خليجي. وأضاف أن الأتراك راقت لهم فكرة إقامة المركز في أضنة ليشرفوا على العمليات. ولم يتسن الاتصال بمسؤول بوزارة الخارجية السعودية للتعليق.
وتوجد في أضنة قاعدة أنجرليك الجوية التركية الأمريكية، التي استخدمتها واشنطن في السابق في عمليات تجسس وعمليات إمداد وتموين عسكرية.
وتلعب قطر، الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز والتي اضطلعت بدور قيادي في إمداد المعارضة الليبية بالأسلحة، دورا رئيسيا في توجيه العمليات من مركز أضنة حسب المصادر. وينخرط أيضا مسؤولون من أمن الدولة والمخابرات العسكرية في قطر في أنشطة المركز.
وقال مصدر في الدوحة: “تمد ثلاث حكومات (المعارضة) بالأسلحة هي: تركيا وقطر والسعودية”. وتنفي أنقرة رسميا إمداد المعارضة بأسلحة.
وأضاف المصدر “جميع الأسلحة روسية. السبب أن هؤلاء الأشخاص(مقاتلي المعارضة) مدربون على استخدام الأسلحة الروسية، وأيضا لأن الامريكيين لا يريدون التدخل. جميع الأسلحة من السوق السوداء. السبيل الآخر للحصول على الأسلحة سرقتها من الجيش السوري. يغيرون على مستودعات الأسلحة.”
وقال المصدر: “الأتراك في حاجة ماسة لتقوية نقطة ضعفهم، وهي الرصد والمراقبة، ويتوسلون لدى واشنطن لتوفير طائرات دون طيار وأدوات مراقبة”. ولكن يبدو أن مناشداتهم لم تلق آذانا صاغي. لذا استعانوا ببعض الأفراد من جهات خاصة للقيام بالمهمة.”
ووجود مركز تحكم سري ربما يفسر كيف تمكن المقاتلون السوريون، وهم جماعات قليلة التنظيم وضعيفة التسليح، من شن هجمات ضخمة، مثل تفجير18 يوليو الذي أسفر عن مقتل أربعة من كبار معاوني الأسد، من بينهم وزير الدفاع.
وقال أحد المسؤولين السابقين، وهو أيضا مستشار للحكومة في المنطقة لرويترز، إن عشرين ضابطا سوريا سابقا يتمركزون في تركيا يساعدون في تشكيل قوات المعارضة، وتعتقد إسرائيل أن ما يصل إلى 20 ألف جندي سوري انضموا للمعارضة حتى الآن.
وذكر مسؤولون سابقون أن ثمة ما يدعو للاعتقاد بأن الاتراك عززوا من مساندتهم للقوات المناوئة للأسد بعدما أسقطت سوريا طائرة تركية قامت بعدة طلعات فوق المناطق الحدودية.
وأفادت مصادر في قطر أن الدولة الخليجية تقدم التدريب والإمدادات للمعارضة السورية. وقال مصدر في الدوحة على صلة بالجيش السوري الحر “دفع القطريون بفريق من القوات الخاصة قبل أسبوعين. نطاق مهمته التدريب والمساعدة في الإمداد والتموين وليس القتال.”
وذكر المصدر أن جهاز الاستخبارات العسكرية ووزارة الخارجية ومكتب أمن الدولة في قطر منخرطون في العملية.
ولمح بعض المسؤولين الخليجيين والساسة الأمريكيين المحافظين في أحاديث خاصة بأن إمداد القوات المناهضة للأسد بصواريخ أرض-جو سيساعدها على إنهاء الصراع. غير أن مسؤولين على دراية بالسياسة الأمريكية يقولون إن الولايات المتحدة حريصة على أن تبقي هذه الاسلحة بعيدة عن متناول أيدي المعارضة السورية، خشية أن تصل مثل هذه الأسلحة إلى متشددين.
روسيا ترفض تفتيش سفنها إلى سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت روسيا السبت إنها لن تتعاون مع عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي ضد سوريا تقضي بتفتيش الدول الأعضاء بالاتحاد السفن التي تشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى سوريا في تحد من شأنه أن يثير غضب الغرب.
ووافقت حكومات الاتحاد الأوروبي على العقوبات الجديدة يوم الاثنين في محاولة لمنع وصول الأسلحة لسوريا حيث أودت أعمال العنف المستمرة منذ 16 شهرا بحياة أكثر من 18 ألفا حسب بعض التقديرات. ويحمل الغرب الحكومة السورية المسؤولية عن معظم أعمال العنف.
وأجهضت روسيا الجهود لتهديد الحكومة السورية بعقوبات من مجلس الأمن وانتقدت العقوبات الغربية وقالت إنها “لا تنوي المشاركة بأي شكل في تنفيذ قرارات الاتحاد الأوروبي التي تستهدف سوريا.”
وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان “لن ندرس ولن نوافق على.. الطلبات بتفتيش السفن التي ترفع العلم الروسي ولن نقبل تنفيذ الإجراءات المقيدة الأخرى.”
ووجهت انتقادات غربية حادة لروسيا لإمدادها سوريا بالسلاح. وفي الشهر الماضي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو لا تمد سوريا بأسلحة يمكن استخدامها في حرب أهلية.
وعادت سفينة شحن قالت روسيا إنها تحمل ثلاث طائرات هليكوبتر جرى إصلاحها وأنظمة دفاع جوي لسوريا أدراجها إلى روسيا الشهرالماضي بعد أن سحبت شركة تأمين مقرها لندن غطاءها التأميني.
وقال المسؤولون الروس فيما بعد إن علم جزيرة كوراساو الذي ترفعه السفينة سيحل محله علم روسيا وتردد في بداية الأمر أن السفينة في طريقها لسوريا مرة أخرى ولكن وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء ذكرت الأسبوع الماضي أن الطائرات الهليكوبتر أنزلت في روسيا.
مهندسة سورية تركت عملها بكندا لتنضم إلى الجيش الحر
أكدت أن خلاف المعارضة أحد مسببات تأخر انتصار الثورة في سوريا
إدلب – محمد زيد مستو
قالت السورية ثويبة كنفاني، إنها تركت كندا وعادت إلى بلادها للانضمام إلى الجيش السوري الحر، من أجل التعبير عن تضامنها ودعمها المعنوي للثائرين ضد نظام الحكم في بلادها.
وقالت كنفاني التي تحمل الجنسية الكندية، إنها تابعت ما يجري في بلادها منذ بداية الثورة، وإنها قررت النزول إلى تركيا خلال الفترة الأخيرة للاطلاع على الأوضاع عن قرب ومحاولة فهم تعقيدات الثورة التي أدت إلى تأخر انتصارها، وهو ما دفعها للانضمام إلى الجيش السوري الحر بعد اطلاعها على الأوضاع الميدانية وتعرفها إلى العديد من الكتائب المقاتلة.
وأكدت كنفاني التي تملك شركة هندسة محلية في كندا وهي متزوجة وأم لطفلين، أنها لاقت حماية وترحيباً شديدين من قبل عناصر الجيش الحر، مشيرة إلى أنه قد تملكها شعور غريب لدى دخولها سوريا عبر اجتيازها الأسلاك الشائكة بعد غيابها عن البلاد التي زارتها بطريقة رسمية عام 2007.
ضعف تسليح
وبعد زيارتها لمناطق عدة في إدلب شمال سوريا، قالت كنفاني إن عناصر الجيش الحر يسيطرون على مناطق واسعة ويتحركون بحرية في الشمال السوري، لافتة إلى أن الكتائب المقاتلة تشتكي من ضعف التسلح والإمكانات العسكرية والتشرذم.
وذكرت في الوقت نفسه، أن المناطق “المحررة” من قبضة النظام، تعاني من القصف شبه اليومي، وهو ما أدى إلى أزمة إنسانية وحالات نزوح كبيرة.
كما أشارت إلى أن معظم التسليح يأتي من الغنائم التي يحصل عليها المقاتلون خلال معاركهم مع قوات النظام، وشراء أسلحة الجيش السوري نفسه من خلال دعم يقدمه سوريون مغتربون، نافية أن يكون هناك دعم من دول وجهات خارجية.
واشتكت في الوقت نفسه من قلة التنظيم لدى الكتائب الثائرة ضد النظام، مرجعة ذلك إلى الداعمين الذين يفرضون ولاءات، داعية إلى توحيد دعم الجيش السوري الحر، ووضع هيكلية كاملة له.
تشتت المعارضة
واتهمت المهندسة السورية معارضة بلادها بالتشتت والخلاف، وهو ما اعتبرته أحد الأسباب في تأخر نصر ثورة بلاها.
وقالت إنه قبل توجهها إلى سوريا، أجرت اجتماعات كثيرة مع أطراف من المعارضة السورية في مصر وتركيا وحضرت مؤتمرات عدة، وخرجت بقناعة أن المعارضة السورية مشتتة، متهمة بعض الأطراف بالبحث عن المناصب واقتسام الكعكة قبل نضوجها، رغم أن هناك أفكاراً بناءة لبعض الأطراف حسب زعمها.
وكشفت لـ”العربية.نت”عن قيامها بتحركات لتنسيق جهود المسلحين والخروج بهيكلية سياسية تمثل الجيش السوري الحر، لافتة إلى أن هناك شرخاً بين المعارضة السورية الداخلية التي لديها رغبة بتنظيم وتوحيد صفوفها.
اشتباكات حلب الأعنف منذ بدء الثورة وأنباء عن مجازر
الجيش السوري يشن هجوماً مضاداً لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة
العربية.نت
تطور الوضع الميداني في حلب بشكل كبير، مع الإعلان عن بدء الهجوم على المدينة بعد قصف مروحي عنيف وحشود عسكرية برية اتجهت نحو حي صلاح الدين الهدف الرئيسي لقوات النظام السوري من أجل استعادة السيطرة عليه.
إلى ذلك، أعلن المركز الإعلامي أن الجيش الحر دمر عددا من دبابات قوات النظام أثناء محاولة اقتحامه. وأفادت شبكة شام الإخبارية بمجزرة في حي العرضي بدير الزور ارتكبها جيش النظام، حيث نفذ إعدامات ميدانية. بينما تم قصف كل من مدينتي تلبيسة والسعن في ريف حمص بشكل عشوائي، وأدى القصف إلى نزوح الأهالي. كما سقط عدد من الجرحى في القصف على مدينة الغنطو في ريف حمص.
أما في درعا فشنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في مدينة أنخل، وفي حمص تم إحراق عدد من المنازل إضافة إلى عمليات قنص من حي العباسية الموالي للنظام. كما شهدت مدينتا كرناز وكفر نبوده في ريف حماة قصفاً عنيفاً، بالإضافة إلى قرية العشارنة وقلعة المضيق في ريف حماة اللتين شهدتا أيضا قصفا لساعات منذ الصباح.
يأتي هذا فيما قال المركز الإعلامي إن جيش النظام ارتكب مجزرة في يلدا بريف دمشق بعد قصف من المروحيات وقصف مدفعي. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن جيش النظام ارتكب مجزرة حقيقية في قرية كورين بريف إدلب إثر القصف العشوائي من معسكر المسطومة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن اليوم السبت لوكالة فرانس برس السبت أن الجيش السوري شن هجومه المضاد، لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن “يمكننا القول إن الهجوم بدأ”، موضحا أن “اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياء المدينة”. وأشار إلى “تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) قادمة إلى حي صلاح الدين”، الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين.
وكانت المدفعية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد قد واصلت قصف مناطق يسيطر عليها المعارضون حول حلب، تمهيداً لشن هجوم على المدينة في حين دعت تركيا إلى اتخاذ خطوات دولية لمواجهة هذا التعزيز العسكري.
وقالت مصادر بالمعارضة إن القصف المدفعي محاولة لإخراج مقاتلي المعارضة الموجودين داخل حلب من معاقلهم ولمنع رفاقهم خارج المدينة من إعادة تزويدهم بالإمدادات. وقال قائد للمعارضين خارج حلب يدعى أنور عن جيش النظم إنهم يقومون بقصف عشوائي لبث حالة من الخوف.
وينظر للمعركة للسيطرة على حلب، وهي مركز قوة رئيسي في البلاد ويبلغ عدد سكانها 5.2 مليون نسمة على أنها نقطة تحول محتملة في الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا ضد الأسد. وقد تمنح هذه المعركة أفضلية لطرف على الآخر في الصراع الدائر بين الحكومة وقوات المعارضة.
مذيعة سورية تنشق وتتهم النظام باستخدام الطائفية
العربية.نت
أعلنت المذيعة السورية علا عباس انشقاقها عن النظام الذي وصفته بأنه يحاول إيقاظ وحش الطائفية لدى الطائفة العلوية.
وأضافت علا في بيان مكتوب تلته بنفسها قائلة إن الشعب السوري بقي حوالي 40 عاماً ينتظر اكتمال مواطنيته، التي كان النظام ولا يزال حريصاً على سلبها منه، لمنع انتقالنا كشعب إلى دولة الحريات.
ولفتت إلى أن “40 خريفاً انقضت والنظام يتغول في شرخ إنسانيتنا ويتفنن في رصد الخلل فينا، وها هو اليوم يعيد توليد آليات وأساليب استبداده، مستخدماً الجزء المضلل من الشعب السوري، ومستعملاً إياه كحاضنة أساسية لتنفيذها، مستغلاً العوامل النفسية والاجتماعية لإيقاظ الوحش الطائفي أو الأقلوي من ثباته”.
أنور البني: محكمة الإرهاب التي أحدثها النظام السوري “سلاح غير شرعي” ضد الشعب
روما (28 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأى ناشط حقوقي سوري بارز أن “محكمة الإرهاب” التي أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قراراً بإحداثها هي “أسوأ” من محكمة أمن الدولة الاستثنائية التي كانت السلطة تعتمد عليها زمن إعلان حالة الطوارئ، بإعتبار أنها “تناقض مبدأ سيادة القانون واستقلال القضاء” ووصفها بأنها “انتهاكاً فاضحاً” لحقوق الإنسان
وكان الرئيس السوري قد اصدر قانوناً يقضي بإحداث محكمة تختص بالنظر في قضايا الإرهاب، وأشار القانون إلى أنها لا تتقيد بالأصول المنصوص عليها في التشريعات النافذة وذلك في جميع أدوار وإجراءات الملاحقة والمحاكمة، وأن رؤساء المحكمة وقاضي التحقيق وممثل الحق العام كلهم يعينون بمرسوم من الرئيس
وقال المحامي أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أعتقد أن النظام يستخدم كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة ضد تحرك الشعب المطالب بالحرية”. وأضاف “يبدو أنه قد ندم على إلغاء قانون الطوارئ ومحكمة أمن الدولة العليا، فقام بالاستعاضة عن قانون الطوارئ بتعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية وتفويض أجهزة الأمن بالاعتقال وتمديد فترة الحجز قبل العرض للقضاء لمدة ستين يوماً بموجب المرسوم 55 لعام 2011″، وتابع “وحتى هذا القانون لم يلتزم النظام به، وهناك مئات إن لم أقل آلاف المعتقلين الذين مضى على اعتقالهم أشهر دون العرض على أي جهة قضائية، حتى أنه لا يكلف نفسه عناء طلب التمديد للاعتقال من النيابة العامة مما يجعل التوقيف غير قانوني بل يشكل جريمة بحق كل جهة أمنية تحتجز مواطن أطول من المدة القانونية دون عرضه على القضاء”
وأضاف البني “لم يتم محاسبة أي جهة أو مسؤول احتَجَز معتقلاً أكثر من المدة المحددة بالقانون، ورغم أنه أحال الآلاف إلى المحاكم القضائية العادية والعسكرية، وأعاد تفعيل المحاكم العسكرية الميدانية الاستثنائية التي تجري محاكماتها بشكل سري وبأي مكان ولا يستطيع المحامي التوكل عن المعتقل ولا حضور الجلسات ولا الدفاع عن موكله وقراراتها مبرمة ولا يمكن الطعن بها”. وأضاف منوها بأن هناك “آلاف المعتقلين المحالين للمحكمة الميدانية من مدنيين وعسكريين، إلا أنه على ما يبدو لم تكفه هذه الأسلحة القانونية كسر شوكة الشعب، فلجأ إلى سلاح جديد هو أسوأ من محكمة أمن الدولة سيئة الصيت حيث كانت محكمة أمن الدولة تتبع الأصول القانونية ولا تحاكم إلا وجاهياً، فأسس محكمة جديدة تحت مسمى (محكمة الإرهاب) وعفاها من التقيد بالأصول والقوانين، كما أعطى نفسه الحق بتسمية القضاة بالمحكمة وكذلك قضاء محكمة النقض الخاصة بأحكام هذه المحكمة”
وعن الخلل القانوني والدستوري في مثل هذه المحاكم، قال الناشط الحقوقي المهتم بقضايا حقوق الإنسان “أخطر فقرة في تشكيل هذه المحكمة هي حرمان المتهم المحاكم غيابياً من الحق بمحاكمة وجاهية أو الدفاع عن نفسه، وهذا يعطي السلطة التنفيذية التي تسمي القضاة بالتحكم بمصير الناشطين والمعارضين والحياة السياسية كلها، فيمكن لها إصدار أحكام غيابية بحق من تريده وتكون قطعية غير قابلة للإلغاء”، وتابع “وعدا عن أنها تناقض مبدأ سيادة القانون واستقلال القضاء وإلغاء المحاكم الاستثنائية التي نص عليها الدستور، فإنها تعتبر انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان والحق بمحاكمة عادلة وشفافة ونزيهة أمام قضاء محايد وعادل تتوفر فيه كافة الضمانات للمتهم” وفق تعبيره
وفيما إن كانت هذه المحكمة الجديدة ستؤدي إلى تقوية القبضة الأمنية على الناشطين، قال الحقوقي “إنها سلاح جديد غير شرعي يضاف لأسلحة النظام ضد الشعب، ويبقى السؤال مطروحاً: إذا كان القتل والتدمير والترهيب والتهجير والتعذيب والاعتقالات وكل أشكال القوة المسلحة الخفيفة والثقيلة والطيران الحربي لم تستطع ثني الشعب السوري عن مطالبه بالحرية والديموقراطية، فهل سيقدم هذا القانون شيئاً جديداً لترهيب هذا الشعب؟”
السفير الأمريكي بدمشق: ضمان حقوق السوريين بالمرحلة الانتقالية عنصر حاسم
روما (28 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
وجّه السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد خطاباً إلى الشعب السوري أثنى فيه على “نضاله وثورته ضد النظام”، ونبّه إلى ضرورة عدم الانجرار وراء الانتقام في المرحلة الانتقالية، وشدد على أن المحاسبة والعدالة الانتقالية ستكون عنوان المرحلة بعد سقوط النظام، على حد تقديره
وقال فورد في الخطاب الذي نُشرته السفارة الأمريكية في دمشق على صفحتها، موجهاً كلامه للسوريين “بغض النظر عن الإنتماء العرقي، الثقافي، الاجتماعي أو من أي خلفية، فإن الأزمة التي تواجهها سورية استحوذت على انتباه العالم كله، ونحن ندرك بشكل كبير التضحيات التي تقوم بها في ثورتك وأفعالك الشجاعة في مواجهة القمع القاتل”، على حد تعبيره
وأضاف “هناك بعض القلقين من المستقبل وخائفون من الانتقام بسبب المجتمع الذي ينتمون إليه، يجب أن يدرك كل السوريين بأن المحاسبة والعدالة الانتقالية يتماشيان مع مصالحة، ولا يجب أن يُلام على تصرفات رجال النظام لا المجتمع ولا الانتماء العرقي، ويجب أن يكون واضحاً أنه سيتم تحديد الأفراد الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وستتم مسائلتهم عن أفعالهم المقيتة”
وتابع “لهذا السبب، يعمل المجتمع الدولي على تعزيز قدرات المنظمات السورية والدولية لتوثيق الانتهاكات الجسيمة والمبادرات التي تدعمها أطراف متعددة مثل مركز العدالة والمساءلة السوري، الذي ينسّق الجهود للبحث وجمع الأدلّة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان لاستخدامها في عملية العدالة الانتقالية في سورية المستقبل، هذا يتضمن قول الحقيقة، المصالحة، وتأمين الدلائل الدامغة، لدعم الملاحقات القضائية المحتملة، لكشف أولئك الذين يتحمّلون مسؤولية هذه الأفعال”
وقال السفير فورد “سيضم المستقبل كلّ السوريين من كل الخلفيات، المعارضة السورية أعلنت رؤية واضحة بأنّ هناك بديل موثوق عن نظام الأسد من شأنه وضع حد للعنف، ويحمي حقوق الإنسان الأساسية، ويلبي تطلّعاتهم، ونحن نحيي جهود المعارضة لجمع وتوحيد تشكيلة واسعة من العناصر، يما فيها السنّة، الشيعة، الأكراد، المسيحيين، التركمان، الدروز، والعلويين وغيرهم، في إطار خطة مشتركة. ونثني على المعارضة للاستمرار بهذا العمل، ونتطلّع إلى استمرار تعاون هذه المجموعات المستمر للعمل نحو دولة ديمقراطية مستقبلية يحكمها دستور جديد يحمي حقوق الإنسان لكلّ الشعب السوري”
وتابع “نؤيد المعارضة السورية التي تضمن الحقوق الأساسية لكل السوريين، فهذا عنصر حاسم لأيّ انتقال ويشكّل أولوية بالنسبة للولايات المتّحدة، لقد التقى المجتمع الدولي بالمعارضة عدّة مرات لبدء هذه العملية ويجب أن يستمر ذلك، سنبقى ملتزمون بالعمل من أجل الانتقال السياسي مع إحساسنا بأهميته القصوى، فقد قُتل عدد كبير جداً من السوريين من أجل الحرية، والانتقال يجب أن يتقدّم، مازلنا نعتقد أن الانتقال السياسي في سورية بقيادة الشعب السوري وبدعم من المجموعة الدولية هو أفضل فرصة لمستقبل السوريين ولانتقال مستقر وديمقراطي” بالبلاد
الجيش السوري يبدأ هجومه على حلب وروسيا تحذر من “مأساة“
قال ناشطون سوريون إن الجيش السوري النظامي شن السبت هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب ثاني كبريات المدن السورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن مروحيات الجيش تشارك في الاشتباكات في حي صلاح الدين والصاخور.
وينظر للمعركة للسيطرة على حلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة على انها اختبار حاسم لحكومة خصصت موارد عسكرية كبيرة للحفاظ على السيطرة على مركزي القوة الاساسيين وهما حلب ودمشق في مواجهة تمرد متنام.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، انضمت تركيا إلى الضغط الدبلوماسي المتنامي على الاسد داعية الى اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع الحشد العسكري.
وقال المرصد السوري ان ثلاثة من مسلحي المعارضة قتلوا في اشتباكات في الساعات الأولى من صباح السبت.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله ” يمكننا القول ان الهجوم بدأ ” وأوضح أن “اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس السوري تدور في احياء عدة بالمدينة”.
واضاف ان “حي صلاح الدين يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه مسلحو المعارضة”.
تحذير روسي
وحذرت روسيا من خطر وقوع “مأساة” تهدد حلب، معتبرة في الوقت نفسه انه “من غير الواقعي” تصور ان تبقى الحكومة السورية مكتوفة الايدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده في سوتشي ونقله التلفزيون الرسمي: “نحن بصدد اقناع الحكومة بوجوب القيام بالمبادرات الاولى لكن عندما تحتل المعارضة المسلحة مدنا مثل حلب حيث تتحضر مأساة اخرى على ما افهم فمن غير الواقعي تصور انهم (الحكومة) سيقبلون بذلك”.
وحذرت الدول الغربية من “مجزرة وشيكة” بينما تتأهب قوات الجيش للهجوم.
وأعرب الأمين العام للامم المتحدة بان غي مون عن قلقه “الشديد لاحتدام اعمال العنف في حلب”.
ودعا “الحكومة السورية إلى وقف الهجوم” الذي تشنه على المدينة.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إنه يجب اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع حشد قوات الرئيس بشار الأسد حول مدينة حلب وتهديدات حكومته باستخدام الأسلحة الكيماوية.
تحرير ايطاليين
في غضون ذلك، اكدت وكالة الانباء الرسمية (سانا) السبت ان القوات السورية “حررت” خبيرين ايطاليين خطفا من قبل “مجموعة ارهابية مسلحة”، بينما كانت روما اعلنت عن توقيفهما من قبل الشرطة السورية.
وذكرت سانا ان القوات السورية تمكنت “في اطار تطهيرها بعض لمناطق في ريف دمشق من تحرير خبيرين ايطاليين اختطفتهما مجموعة ارهابية مسلحة في وقت سابق”.
واوضحت الوكالة ان الخبيرين يعملان في محطة توليد كهرباء دير علي. ونقلت عن الخبيرين “بعد تحريرهما ان مجموعة ارهابية مسلحة تتالف من خمسة عشر عنصرا قامت باختطافهما واساءت معاملتهما وان قواتنا المسلحة حررتهما من تلك المجموعة”.
BBC © 2012
روسيا تحمل الغرب وجيران سوريا مسؤولية إراقة الدماء
سوتشي (روسيا) (رويترز) – حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت من ان الدعم الدولي للمعارضة السورية سيقود “لمزيد من الدماء” وانه لا يمكن توقع ان تذعن الحكومة لمعارضيها طواعية.
واستخدمت روسيا حق النقض ثلاث مرات ضد مشروعات قرارات في مجلس الامن تهدف لزيادة الضغط على الحكومة السورية لانهاء 16 شهرا من العنف.
وقال لافروف انه ينبغي على الدول الغربية والعربية ان تمارس مزيدا من الضغط على المعارضة لوقف القتال.
وتابع انه قد تكون ثمة “مأساة” وشيكة في مدينة حلب السورية ولكنه اشار إلى أن المعارضة تتحمل مسؤولية جزئية على الاقل.
وصرح في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الياباني كويتشيرو جيمبا في منتجع سوتشي على البحر الأسود وهو مقر اقامة الرئيس فلاديمير بوتين في الصيف “ينبغي الضغط على الجميع.”
وتابع “للاسف يفضل شركاؤنا الغربيون القيام بامر مختلف قليلا ويشجعون بالضرورة إلى جانب بعض الدول المجاورة لسوريا القتال المسلح ضد النظام ويدعمونه ويوجهونه… ثمن كل هذا مزيد من الدماء.”
وفي اعقاب استخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الامن قالت الولايات المتحدة انها ستبحث عن سبل لحل الازمة خارج نطاق الامم المتحدة.
وقال جيمبا ان سوريا تمر “بلحظة حرجة للغاية” وان وقف اراقة الدماء يقع على عاتق الحكومة.
وصرح من خلال مترجم “موقف الجانب الروسي عظيم التأثير وهناك ايضا صوت المجتمع الدولي. نعول على موقف روسي بناء.”
وقال لافروف إن روسيا تدعو الحكومة لان “تخطو الخطوة الأولى” ولكن ينبغي ألا تستغل المعارضة مثل هذا التحرك من جانب الحكومة باحتلال مدن وبلدات.”
وتابع “تسيطر المعارضة المسلحة على مدينة حلب والمأساة التالية تختمر هناك كما افهم.”
ومضى قائلا “تسيطر جماعات جيدة التسليح على مدن وتنوي اقامة نوع من المنطقة العازلة لحكومة انتقالية. كيف يمكن ان يتوقع المرء ان تقول الحكومة السورية- نعم امضوا قدما واطيحوا بي.
“هذا غير واقعي – ليس لاننا نتمسك بالنظام ولكن لانه لن يجدي.”
من دنيس ديومكين
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
الطائرات الهليكوبتر تقصف حلب ومذبحة تلوح في الافق
أعزاز (سوريا) (رويترز) – قصفت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري حيا بوسط حلب يوم السبت بينما تأهبت القوات الموالية للرئيس بشار الاسد لشن هجوم على مقاتلي المعارضة من شأنه ان يحدد مصير ثاني اكبر المدن السورية.
وانضمت تركيا التي كانت ذات يوم حليفة للحكومة السورية لكنها الان من اشد منتقديها الى الضغوط الدبلوماسية المتنامية على الاسد داعية الى اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع الحشد العسكري.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرات الهليكوبتر هاجمت حي صلاح الدين في حلب وان اشتباكات عنيفة دارت في اماكن اخرى من المدينة.
وقالت الجماعة المعارضة في بيان عبر البريد الالكتروني ان طائرات الهليكوبتر تشارك في الاشتباكات عند مدخل حي صلاح الدين وتقصفه مضيفة ان هناك اشتباكات عنيفة ايضا عند مدخل حي الصاخور.
وقال ناشط بالمعارضة انه شاهد دبابات وناقلات جند مدرعة تابعة للجيش السوري تتجه الى صلاح الدين.
وينظر للمعركة للسيطرة على حلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة على انها اختبار حاسم لحكومة خصصت موارد عسكرية كبيرة للحفاظ على السيطرة على مركزي القوة الاساسيين وهما حلب ودمشق في مواجهة تمرد متنام.
وفي حين لم يتمكن اي طرف من تحقيق نصر حاسم تراقب المنطقة المحيطة وما وراءها بقلق نتيجة الانتفاضة وسط مخاوف من امتداد الاضطرابات الطائفية الى الدول المجاورة المضطربة.
ويعتقد خبراء عسكريون انه في الوقت الذي سيتغلب فيه جيش الاسد الاقوى على المعارضة في حلب والمدن الكبرى الاخرى فإنه يجازف بفقد السيطرة في الريف لوجود شك في ولاء قطاعات كبيرة من الجيش هناك.
وقال المحلل ايهم كامل من اوراسيا جروب “قوات الاسد ستحقق على الارجح انتصارا تكتيكيا سيمثل انتكاسة لقوات المعارضة وسيمكن النظام من اظهار تفوقه العسكري” غير انه اضاف ان المعارضة تزداد قوة بينما الجيش آخذ في الضعف.
وقال المرصد السوري ان ثلاثة من مقاتلي المعارضة لاقوا حتفهم في اشتباكات بين منتصف الليل وفجر يوم السبت في حلب. وذكر ان هناك انباء عن مقتل 106 اشخاص في سوريا امس الجمعة مضيفا ان العدد الاجمالي للقتلى بلغ نحو 18 الفا منذ بدء الانتفاضة قبل أكثر من 16 شهرا.
واظهر تسجيل مصور عرضه المرصد دخانا يتصاعد من بنايات سكنية في المدينة يوم السبت. وامكن سماع دوي اطلاق نار متقطع بوضوح.
وفي حين تتركز الانظار على حلب وردت انباء عن وقوع قتال في بلدات في انحاء سوريا مثل درعا مهد الانتفاضة وحمص التي سقط فيها العدد الاكبر للقتلى وحماة حيث قمع حافظ الاسد والد بشار تمردا ضد حكمه في الثمانينات راح ضحيته آلاف القتلى.
وقال المرصد ان ما لا يقل عن عشرة اشخاص قتلوا اليوم عندما اقتحمت قوات الامن معضمية الشام قرب دمشق.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة ان على المؤسسات الدولية ان تتعاون معا للتصدي للهجوم العسكري على حلب ولتهديد الاسد باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وقال اردوغان في مؤتمر صحفي في لندن مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون “هناك حشد (عسكري) في حلب والتصريحات الأخيرة بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل هي تصرفات لا يمكن ان نظل حيالها في موقف المراقب أو المتفرج.”
وأضاف قائلا “ينبغي اتخاذ خطوات في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية ويجب أن نحاول معا التغلب على الوضع.”
وقال في تصريحات نقلتها قنوات التلفزيون التركية “في حلب نفسها يعد النظام لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر … آمل ان يحصلوا على الرد الضروري من ابناء سوريا الحقيقيين.”
وقال كاميرون إن بريطانيا وتركيا تشعران بالقلق من أن تكون حكومة الأسد على وشك تنفيذ “بعض الأعمال المروعة في مدينة حلب وحولها.”
وقالت روسيا ان الدعم الدولي للمعارضة السورية سيقود “لمزيد من الدماء” وانه لا يمكن توقع ان تذعن الحكومة لمعارضيها طواعية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي استخدمت بلاده حق النقض ثلاث مرات ضد مشروعات قرارات في مجلس الامن تستهدف الضغط على الاسد انه ينبغي للدول الغربية والعربية ان تمارس مزيدا من الضغط على المعارضة لوقف القتال.
وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم السبت إن موسكو لن تقبل بتفتيش سفن ترفع علمها وفق ما تقضي به عقوبات جديدة فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا بقيام الدول الأعضاء بالاتحاد بتفتبش السفن التي تشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى سوريا.
وحثت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كلا من قوات الحكومة والمعارضة السورية على حقن دماء المدنيين في حلب معربة عن بالغ قلقها من “احتمال حدوث مواجهة كبيرة وشيكة” في المدينة تذكر بالهجمات الدامية الاخرى.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون انه يشعر بقلق عميق بشأن تقارير عن استخدام محتمل للاسلحة الكيماوية في سوريا وطالب الحكومة السورية بالاعلان بشكل قاطع أنها لن تستخدم هذه الاسلحة “تحت أي ظرف”.
لكن البيت الابيض قال ان تقديم الرئيس السوري وعدا “ليس كافيا بالتأكيد” في ضوء الوعود التي قدمها الاسد لخطة سلام تدعمها الامم المتحدة ولم يلتزم بها.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان “كلام الاسد ليس له قيمة بشكل كبير.
“اي استخدام لهذه الاسلحة واي اخفاق في حماية تلك المخزونات سيكون انتهاكا خطيرا جدا سيسفر عن محاسبة هؤلاء المسؤولين عن ذلك.”
وبإعلانها الاسبوع الماضي انها لن تستخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبها لكنها قد تفعل ذلك في وجه اي تهديدات خارجية تسببت سوريا في قلق دولي كبير بشأن مخزوناتها من الاسلحة غير التقليدية.
يأتي القتال العنيف بعد تفجير أسفر عن مقتل أربعة من كبار القادة المقربين من الأسد في دمشق يوم 18 يوليو تموز وهو الهجوم الذي دفع بعض المحللين إلى التكهن بأن زمام الأمور بدأ يفلت من يدي الحكومة.
ومنذ ذلك الحين تشن قوات الاسد هجوما مضادا على المتمردين في دمشق بالاضافة الى قيامها بحشد القوات لهجوم متوقع على حلب.
(إعداد على خفاجى للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
من جيل الجود
سيدا : مشاروات لتشكيل حكومة انتقالية وعدم التجديد لقضماني
بوابة الشرق – مؤيد اسكيف
عقدت الأمانة العامة للمجلس الوطني اجتماعها في مدينة الدوحة أمس و قررت البدء بإجراء مشاورات مع مختلف القوى الثورية و السياسية السورية لتشكيل حكومة انتقالية كما قررت إعادة الهيكلة المقررة للمجلس منذ زمن و قال الدكتور عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني في تصريحات خاصة لبوابة الشرق بأن الدورة العادية للأمانة العامة ناقشت المسائل التي كانت ورادة على جدول الأعمال لاسيما موضوع إعادة الهيكلة الذي تم إقراره من قبل الامانة العامة و هناك لجان تشكلت تبحث في تفاصيل هذا الموضوع لإتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الإعداد لعقد مؤتمر الهيئة العامة في أقرب وقت و لكن لم يحدد الزمان و المكان لذلك إلا أنه سيكون في غضون شهر.
كما تمت مناقشة التطورات الميدانية و الظروف العامة في البلد إلى جانب مشروع الحكومة الانتقالية و ماهو المطلوب ولذا لابد من تعميق الصلة مع العمل الميداني على الأرض للتواصل مع المجالس الثورية و التنسيقيات و الجيش الحر بالإضافة إلى فصائل المعارضة و منظمات المجتمع المدني الفعلية الموجودة ليكون هناك حكومة وحدة وطنية حقيقية منعاً لأن تكون الحكومة هزيلة و لذا شكلنا لجان في سبيل متابعة العمل مع الميدان و الخط السياسي و سنعمل مع كل القوى و الفصائل الأخرى لنرى ماهي التصورات و لابد من تهيئة المقدمات لهذا الهدف و الآن نحن في صدد إجراء مشاورات في سبيل مناقشة الفكرة.
و في رد على سؤال حول مناف طلاس و ما أشيع عن توليه المرحلة الانتقالية في سوريا قال سيدا: بالنسبة لهذه الحكومة الإنتقالية في حال توصلنا إليها لابد من أن تقودها شخصية وطنية توافقية ملتزمة بأهداف الثورة السورية منذ بدايتها و هذه مسألة واضحة و أما بالنسبة لكل المنشقين فنحن نرحب بهم جميعا وندعم كل الإنشقاقات سواء من المؤسسة العسكرية أو المؤسسات المدنية و من خلال العمل الوطني نعتقد أن المؤسسات الوطنية الموجودة و التي ستظهر مستقبلاً قادرة على الإستفادة من طاقات الجميع و من كل من لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين.
من جهة ثانية علمت الشرق من مصادر مطلعة نتحفظ على ذكر اسمها بأن الأمانة العامة في المجلس الوطني لم تجدد لعضوة المكتب التنفيذي بسمة قضماني التي كان من المفترض أنها تمثل مكتب المرأة حيث لم تنل في الانتخاب الذي أجرته الأمانة خلال اجتماعها سوى على أربعة عشرة صوتاً.
اسماء الضباط المجرمين المعاقبين من قبل الاتحاد الاوروبي
الضباط المعاقبون وهم من رتبة لواء و عميد :
شفيق مصة – برهان قدور- صلاح حمد – محمد خلوف – رياض الأحمد – عبد السلام فجر محمود – جودت الاحمد – قصي ميهوب – سهيل العبدالله – خضر خضر- ابراهيم معلا – فراس الحمد -حسام لوقا- طه طه – نصر العلي – باسل بلال – أحمد كفان – بسام المصري – أحمد الجاروجي – ميشيل سليم كاسوحه -أحمد سالم – غسان اسماعيل –- عامر عشي – محمد علي نصر- عصام حلاق
مع الاشارة الى العقوبات والتي نشرت في الجريدة الرسمية للاتحاد ضمت أيضاً اللواء المتقاعد عز الدين إسماعيل ( ابو كنان ) الذي كان يراس المخابرات الجوية وهو الان مستشار في رئاسة الجمهورية ،بالإضافة إلى موظف مدني هو السيد سمير جمعة ( ابو سامي ) مدير مكتب معاون نائب رئيس الجمهورية المجرم محمد ناصيف
وتم معاقبة شركة دريكس تكنولوجي كونها مملوكة من رامي مخلوف.