أحداث الأحد، 11 تشرين الثاني 2012
جورج صبرا لـ«الحياة»: ندعو المجتمع الدولي إلى إمدادنا بالسلاح للدفاع عن أنفسنا
الدوحة – محمد المكي أحمد
اعتبر الرئيس الجديد لـ «المجلس الوطني السوري» المعارض جورج صبرا، أن «التحديات كبيرة» أمام المجلس، أبرزها «إعادة تنظيم مكاتب المجلس، وتأمين احتياجات الشعب الإغاثية والدفاعية»، وطالب المجتمع الدولي بإمداد المعارضة بـ «السلاح للدفاع عن أنفسنا وأطفالنا»، ودعا روسيا والصين وإيران إلى «تصحيح مواقفها من الثورة السورية»، منوهاً بمواقف دول الخليج، خصوصاً السعودية وقطر.
وشدد صبرا على أن «بناء هيكل تنظيمي متين وفاعل للمعارضة يلزمه أكثر من ساعات أو أيام».
وقال صبرا، وهو مسيحي، في حديث إلى «الحياة» بعد انتخابه رئيساً للمجلس الوطني خلفاً لعبد الباسط سيدا: «لم أتوقع انتخابي رئيساً للمجلس، لكنني كنت أعرف أن السوريين يمكنهم أن ينتخبوا أي سوري استناداً إلى تاريخهم، إذ انتخبوا منذ عقود طويلة المسيحي لرئاسة الحكومة، والكردي لموقع رئيس الجمعية التأسيسية، والدرزي قائداً عاما للثورة السورية»، لافتاً إلى أن «الوطنية السورية عميقة، وانتخابي رد واقعي، بل صفعة لكل من يقول إن في سورية طائفية وان الثورة تتجه من فئة لفئة، فالسوريون أكدوا أنها ثورة كل السوريين على النظام ومن يلوذ به ويواليه».
واعتبر صبرا أن الرسالة التي وجهها انتخابه هي «أن هذه سورية الحقيقية»، مشيراً إلى «تقارير مشوهة وكاذبة تقدَّم للعالم، فقد حملني المسلمون السوريون على أكتافهم في التظاهرات عندما كنت أهتف عاشت سورية ويسقط بشار في الأيام الأولى للثورة. وعندما كنا نعزي في الشهداء ونسير في الجنازات، كانت هناك آلاف من المسلمين يحملون مسيحي (صبرا)على الأكتاف وهو يهتف وهم يرددون وراءه».
وذكر صبرا أن «التحديات كبيرة. (التركيز) داخلياً على إعادة تنظيم المكاتب التخصصية للمجلس الوطني، لأن العمل الحقيقي في المكاتب لا في الهيئات القيادية لتخفيف الأعباء عن السوريين في إطار المجتمع الدولي. وهناك تحد لتلبية احتياجات الشعب الإغاثية والدفاعية. نحن نواجه حالة شديدة من الصعوبة، والنظام منفلت من أي عقال، هو يدمر بالطائرات المدن، وحتى العاصمة، ونحن نريد من المجتمع الدولي أن يمكِّننا من الدفاع عن أنفسنا وأطفالنا. بوضوح شديد: نريد سلاحاً، ونسأل لماذا النظام له حق الاستمرار بالتسلح وأدوات قتل المواطنين، ولا يحق للمواطنين أن يسعوا وراء السلاح؟ ندعو المجتمع الدولي لأن يكون منصفاً ولا يقف مع الجلاد ضد الضحية، وأن يمكِّن الضحية من الدفاع عن نفسها».
وأضاف: «هذه هي رسالتي لأصدقاء سورية، على كثرتهم، لكنها موجهة مباشرة إلى الولايات المتحدة وإدارتها الجديدة وأوروبا، لأنها معنية تماماً بقضية تسليح الجيش السوري الحر بأسلحة حديثة تمكِّنه من الدفاع عن نفسه، وتسرِّع نهاية النظام وتجعل أيامه معدودة، وتقرِّب أوان إسقاطه، لأن النظام أصبح خطراً على جميع دول المنطقة».
وتابع: «نقول لروسيا إنه آن الأوان أن تنظر بالعينين الاثنتين. النظام ذاهب لا محالة، وهم يعرفون ذلك أكثر من غيرهم، فلماذا يستمرون في عداء الشعب السوري؟». وزاد: «هناك تاريخ من الصداقة العظيمة بين الشعبين السوري والروسي: عشرات الآلاف من المثقفين الذين تخرجوا من الجامعات الروسية، والسلاح الذي تمكنّا به من الدفاع عن أنفسنا واستعادة جزء من أراضينا المحتلة. هناك صداقة وطيدة مستمرة لأكثر من خمسة عقود، ولم يكن سهلاً علينا أن نرى إحراق العلم الروسي في الشوارع السورية، ومسؤولية ذلك تقع على السياسة الروسية وحدها. آن الأوان لتصحيح هذا الموقف. والشعب السوري هو الأبقى، وما زال يمد يد الصداقة لجميع شعوب العالم، ومنها الشعب الروسي»، مشدداً على أن «هذه الرسالة موجهة أيضاً إلى الصين».
وبالنسبة إلى إيران، قال صبرا: «نحن لا نريد أن نشتري عداوة الشعب الإيراني، هو شعب عريق يعيش إلى جانب العرب عبر التاريخ ، وتمر فترات حساسة وحرجة وفترات من التعاضد والتعاون. والآن النظام الإيراني وضع الشعب الإيراني في مواجهة الشعب السوري. فالنظام الإيراني يؤمِّن كل أسباب الدعم للنظام السوري بأدوات القتل والرجال والمال. لكن النظام السوري راحل، ونريد أن تكون علاقتنا بإيران غير متوترة. وآن الأوان لتصحح إيران موقفها من سورية، فالثورة السورية منتصرة، وستنعكس انتصاراتها على كل شعوب المنطقة. ونقول لإيران إن صديقهم في دمشق (الرئيس بشار الأسد) أهدر من الدم ما يكفي، وربما يقود المنطقة ويقودهم لورطات عسكرية ليست من مصلحة أحد».
وعن رؤيته لمواقف دول مجلس التعاون الخليجي، شدد على أن «دول الخليج العربية عموماً وقفت إلى جانب الثورة السورية والشعب موقفاً أخوياً إنسانياً حميماً، وكانت منذ اليوم الأول صارمة بمواقفها السياسية، وقدمت من أسباب الدعم المختلفة أشكالاً منه تستحق الشكر عليها، خصوصاً السعودية وقطر. لكنني أقول أيضاً، تيمناً بالعلاقة الأخوية، إن السوريين يستحقون أكثر من ذلك».
وأضاف: «الكارثة السورية كبيرة، وهم (دول مجلس التعاون) يعرفونها بدقة أكثر من غيرهم، وإذا افتقدنا اليد الخليجية، السعودية والقطرية والاماراتية وبقية دول الخليج، إلى جانب سورية، فمن نسعى إلى أن نرى يده؟ نتوقع أن تكون اليد الخليجية أول يد تساهم معنا في مداواة الجراح بالإغاثة، وفي عملية إعادة البناء المقبلة».
ورأى صبرا أن «الموقف المصري تقدم خطوات إلى الأمام بعد بروز رئاسة الرئيس محمد مرسي، وهناك مواقف سياسية مصرية أكثر تصعيداً ضد النظام السوري ودعماً أكثر قوة للثورة السورية. لكن بسبب أهمية مصر ووزنها، فإننا نريد أن تستعيد دورها الريادي والقيادي في المحيط العربي ونتوقع منها دوراً أكبر».
ووجه صبرا رسالة أيضاً إلى المبعوث الدولي العربي في شأن الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي، بأن «يضع الشعب السوري والثورة السورية في الاعتبار الحقيقي في أي مشروع سياسي مقبل».
كما دعا المجتمع الدولي إلى رؤية المجتمع السوري على حقيقته، «فلا طائفية في المجتمع السوري، في بلدنا لا توجد أقلية أو غالبية، لدينا مواطَنة. المسلمون انتخبوا مسيحياً».
وعن تصريحات الرئيس الأسد بأنه يفضل الحياة والموت في سورية، قال: «هذا كلام اليائس. لم يعد هناك أمل لإنقاذ نظامه، التاريخ حكم على نظامه، والشعب السوري اتخذ قراره بإسقاط النظام فعلاً. وأنا شخصياً أتمنى أن أرى بشار الأسد وزمرته الحاكمة أمام محكمة عادلة ووراء القضبان في دمشق».
وسئل عن رؤيته في شأن اللقاء التشاوري بين المجلس الوطني وقوى أخرى من المعارضة السورية في الدوحة، قال: «نحن منفتحون وندرس بجدية المبادرات، لأن وحدة المعارضة حاجة سورية قبل أن تكون أي شيء آخر. هي حاجة للثورة والشعب ويجب أن نؤمنها. لكن على ضوء تجاربنا في المجلس الوطني مع إخواننا في المعارضة، نريد أن تنطلق هذه الخطوة (توحيد المعارضة) على أرض صلبة لتكون متماسكة، وأي تسرع ربما يؤدي إلى نتائج سلبية. ومن هنا لا نستطيع أن نوافق على أن بعض الساعات أو بعض الأيام كافية لبناء هيكل تنظيمي متين وفاعل للمعارضة، نأمل في أن تأخذ المعارضة السورية الوقت الكافي والفرصة المناسبة لتبني موقفاً موحداً وخططاً عملية موحدة بعد أن تبينت رؤيتها الموحدة في مؤتمر القاهرة ، ونريد لها أن تدخل في خطوات وإجراءات موحدة».
شيوعي قديم من الطائفة المسيحية
الدوحة – «الحياة»، أ ف ب – جورج صبرا، المعارض الذي انتخب ليل الجمعة-السبت رئيساً للمجلس الوطني السوري، شيوعي قديم ينتمي إلى الطائفة المسيحية، أمضى سنوات طويلة في السجون السورية أو في العمل السياسي السري.
وصبرا (65 عاماً) الاستاذ والمربي، معارض قديم لنظام الرئيس الراحل حافظ الأسد ثم لنجله بشار، الذي تسلم الحكم العام 2000.
غادر صبرا في منتصف كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي سورية سراً، واجتاز الحدود مع الأردن سيراً على الأقدام، لينضم إلى أعداد كبيرة من المعارضين السوريين الذين خرجوا من بلادهم، ليستقر بعدها في فرنسا.
سجن لمدة 8 سنوات في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، واعتقل مجدداً مع بدء الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار (مارس) 2011 لمدة شهر، ثم مرة أخرى لمدة شهرين بسبب مشاركته في التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، قبل أن ينتقل إلى العيش في الخفاء، ثم اتخاذ قرار المغادرة.
وصبرا عضو في الأمانة المركزية في «حزب الشعب الديموقراطي السوري»، وهو الاسم الجديد الذي اختاره لنفسه في 2005 الحزبُ الشيوعي-المكتب السياسي (أسسه المعارض السوري المعروف رياض الترك، الذي أمضى سنوات طويلة في السجون السورية حتى أُطلق عليه اسم «مانديلا سورية»).
وتبنى الحزب باسمه الجديد عقيدة أقرب إلى الاشتراكية، وتخلى عن الماركسية اللينينية.
ولد جورج صبرا في 1947 في مدينة قطنا قرب دمشق، ويرى أن «النظام يخاف من منطقته، لأن سقوطه سيأتي على يد أبناء تلك المنطقة».
درس الابتدائية والإعدادية في مدارس قطنا، وتخرج من دار المعلمين العامة في دمشق 1967. يحمل إجازة في الآداب-قسم الجغرافيا من جامعة دمشق، وهو خبير بتقنيات أنظمة التعليم والتلفزيون التربوي من جامعة إنديانا الأميركية.
عمل مدرساً في مدارس دمشق وريفها من 1967 إلى 1970.
انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي العام 1970. تعرض للملاحقة في بداية الثمانينات خلال الحملة الأمنية على الحزب والاعتقالات التي طاولت قيادييه، فتوارى عن الأنظار لمدة ثلاث سنوات أمضاها داخل البلاد.
يقول صبرا عن مرحلة النشاط السري: «كان النشاط السري صعباً العام 1985». وفي 2011: «لم أغيِّر مخبئي سوى مرتين خلال شهرين، حتى أنني أقمت في مكان لا يبعد أكثر من خمسين متراً عن احد المراكز الأمنية». وأضاف: «كنت ممنوعاً من السفر منذ 1979».
انتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب العام 1985، واعتقل العام 1987، وحكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات أمضاها في سجن صيدنايا العسكري.
شارك في «إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي» العام 2005، الذي طالب بالحريات والتعددية.
نشر صبرا العديد من المقالات التربوية والثقافية في مجلات وصحف سورية، وشارك في كتابة مسلسل الأطفال العربي الشهير «افتح يا سمسم». له مجموعات قصصية وقصائد وسيناريوهات مختلفة للأطفال.
كان يشغل منصب المتحدث باسم المجلس الوطني حتى قبل انتخابه بـ28 صوتاً، من اصل 41 هم أعضاء الأمانة العامة في المجلس.
صبرا رب أسرة تتكون من زوجة وولدين، أحدهما طبيب والثاني محام، يعيشون معه في فرنسا، فيما يعمل ابنه الثالث مهندساً في الإمارات.
فلسطينيو سورية الهاربون الى لبنان في دوامة اللجوء المتنقل: كنا في «جنّة» ونخشى موت القضية وسط قرقعة السلاح
بيروت – ناجية الحصري
من الصعب التكهن بمصير «نورس» ابن الست سنوات، وما اذا كان سيبقى على قيد الحياة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان) خلال الايام الطويلة المقبلة. الطفل الذي يحمل صفة فلسطيني لاجئ في مخيم اليرموك في سورية كانت حملته امه اللاجئة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة والمتزوجة من لاجئ فلسطيني في مخيم اليرموك، عائدة به الى «مخيم أهلها» في جنوب لبنان، هرباً من القصف الذي طاول اليرموك قبل اسابيع. هنا يعيش والدها المتزوج من امرأة غير والدتها، لجأت اليه الى ان علمت بـ «استشهاد» زوجها في قصف اليرموك، تركت الطفل وعادت لتدفن زوجها وبقي نورس «امانة» لم تصنها زوجة الجد.
هشام الناشط الاجتماعي في مخيم عين الحلوة روى انه وجد نورس نائماً ليلاً الى جانب شجرة في احد شوارع المخيم وعلم منه انه طُرد من المنزل فقط لأنه «يبول ليلاً في فراشه»، وحين أعاده مهدداً بمنع المساعدة عن الجد والزوجة، على رغم توسلات الطفل بأنه لا يريد العودة خوفاً من الضرب الذي يتعرض له، وجده بعد اسابيع قليلة تائهاً من جديد في شوارع المخيم لكن هذه المرة مع جسد محروق، وأم لم تعد حتى الآن.
مأساة نورس تبدو حالة عادية في مخيم عين الحلوة حيث تغيب المحاسبة، ويصبح البقاء صراعاً يومياً في محيط يفتقر الى الحد الادنى من مقومات الحياة، فكيف اذا أضيفت الى مأساة اللاجئين في لبنان، اعباء نزوح نحو 11 ألف فلسطيني من اللاجئين في سورية الى منازلهم التي تضيق بهم اصلاً ليقاسموهم لقمة يجهدون في تأمينها.
ولا يبدو ان نزوح فلسطيني سورية الى لبنان قد يتوقف قريباً بل هو آخذ في التفاقم مع اشتداد المعارك في سورية و «توريط» المخيمات الفلسطينية في الازمة القائمة. وآخر احصاءات النزوح الى لبنان سجل اول من امس، من خلال دخول نحو الف نازح سوري الى الاراضي اللبنانية، اقل من نصفهم بقليل من الفلسطينيين، وهؤلاء هم اقارب للاجئين سبق ان نزحوا الى منازل معارفهم او اقاربهم في مخيمات لبنان.
يلخص الناشط الفلسطيني الحقوقي (المدير التنفيذي لمركز التنمية الانسانية) سهيل الناطور وضع اللاجئين بقوله: «نحن لسنا ضحية، اصبحنا جثة… حتى ان ابو مازن لم يعد يريد عودتنا، وأخطر الامور ان تموت قضيتنا وسط قرقعة السلاح في المنطقة والتشتت والبعثرة التي تصيب اللاجئين الفلسطينيين».
اما الناشط الفلسطيني علي هويدي (المدير العام لمنظمة «ثابت») فيتخوف بدوره من ان تقطير المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) في هذه الظروف بالذات، قد يعني نية مضمرة لاحالتنا الى «المفوضية العليا للاجئين» التابعة للامم المتحدة وبالتالي الغاء القضية الفلسطينية.
والأكيد ان الفلسطيني النازح من سورية الى لبنان، لا يعترف احد به، فلا «المفوضية العليا للاجئين» معنية بتأمين مستلزمات نزوحه ولا الدولة اللبنانية المتكلة على «اونروا» المتكلة بدورها على الدول المانحة. اما وكالة «اونروا» فتقتصر خدماتها على «الطبابة المجانية داخل العيادات في المخيمات والتعليم المجاني في مدارسها. فلا خطة استيعابية مسبقة للمشكلة التي بدأت في حزيران الماضي (بعد مجزرة مخيم اليرموك) كما هي حالها في الاردن حيث تم دعم العائلات الفلسطينية النازحة بالمساعدات المالية بشكل فوري.
ويتوزع النازحون الفلسطينيون الى لبنان في البقاع (مخيم الجليل-بعلبك) وبعض التجمعات في البقاع الاوسط والغربي. ويمتد وجودهم الى جنوب لبنان (مخيمات عين الحلوة والمية ومية والرشيدية والبرج الشمالي والبص) مروراً ببيروت (مخيما برج البراجنة وشاتيلا) واقليم الخروب (تجمع في وادي الزينة) وصولاً الى مخيمي البداوي والبارد في الشمال. وجل النازحين من النساء والاطفال وقلة هم الرجال او الشباب، الذين فضلوا البقاء في سورية لحماية ممتلكاتهم.
وعبور اللاجئ الفلسطيني من سورية الى لبنان شرطه الحصول على اذن من الدولة اللبنانية لمدة اسبوع يجري تمديده لمدة شهر، مثلما جرت تسوية اوضاع النازحين من دون اوراق. وأعفي النازح الفلسطيني من رسم الـ50 الف ليرة عن الفرد الواحد، وجرى التمديد شهراً آخر لاقامة النازح في لبنان بعد تأخير استمر 10 ايام، على وقع ضغوط من وكالة «اونروا» والمجتمع الاهلي الفلسطيني الذي خيّر المراجع الامنية اللبنانية بين «التمديد لشرعنة وجود النازحين او حبسهم (لأن وجودهم يصبح خلسة) وهذا خيار بالنسبة الى الجمعيات «مريح» لأنه يوفر للنازح منامة ووجبات طعام مجانية، لكنه خيار مكلف للدولة اللبنانية التي تعيش من جديد «هاجس الوجود الفلسطيني» وترفض اعطاء النازح حقاً قانونياً بالاقامة في لبنان.
جل النازحين الفلسطينيين جاؤوا الى لبنان في حزيران (يونيو) الماضي، من مخيم اليرموك (اكبر المخيمات الفلسطينية خارج فلسطين ويضم نحو 180 الف فلسطيني من اصل نحو 600 الف فلسطيني في سورية) ومخيم الست زينب ومخيم سبينه وباعداد بسيطة من مخيمات درعا والرمل وحمص ومن ريف حلب.
خوف من العودة
في مبنى المدرسة المهجورة (مدرسة الكفاح) التي اعادت «اونروا» تأهيلها في مخيم عين الحلوة بعد اعتصامات ضاغطة نفذها النازحون لتأمين مأوى لهم بتحريض من مؤسسة «السبيل» الفلسطينية، ارتفع عدد العائلات من 17 الى 28 عائلة انحشرت داخل غرف ضيقة تفتقر الى الاثاث ولا تقي كثيراً من المطر المتسرب عبر الجدران. وتحلقت نسوة في غرفة ضيقة بلا نوافذ خصصت للطبخ حول سخان صغير، يطهونَ فولاً وحمصاً وبعض الخضر، ويتحسرن على سورية مبديات الشفقة على حياة البؤس التي يعيشها اللاجئون الفلسطنيون في مخيمات لبنان.
قالت عائشة حميد انها هربت من القصف على مخيم الست زينب الى مخيم جرمانة ومنه الى لبنان، مع زوجها الذي كان يعمل بلاطاً واولادها الاربعة الذين كانوا يعملون في مشغل للخياطة لكنهم الآن عاطلون من العمل. وعلى رغم مرور اشهر على الهروب لا تزال تخشى العودة الى الست زينب، فذاكرتها تضج بأصوات الطائرات الحربية والقذائف المنفجرة فوق رؤوس الناس. اما سمية الداود فهي كانت غادرت مع اولادها لبنان بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 وكان زوجها استشهد في مخيم تل الزعتر، وها هي اليوم تعود الى لبنان. بكت وقالت: «كنت اتمنى ان اعود الى فلسطين لكن يبدو اننا سنمضي حياتنا مشردين».
وأضافت: «هربنا بعدما دخل مسلحون الى الحي وراحوا يسرقون ويخربون ويطلقون النار، يقولون انهم «الجيش الحر» لكن الله اعلم، لا يمكن التمييز، كنا نعيش في جنة، آمان واطمئنان وعمل متوافر ومدارس وطبابة، نخشى العودة حتى لا نخسر رجالنا ومن نتصل بهم من الاقارب يقولون الوضع بعدو على حاله».
«ابو عبد الحليم» اب فلسطيني لـ4 اطفال هرب وعائلته من سقبا في ريف دمشق قبل اكثر من شهر بعد القصف الذي طاول البلدة، ترك دكانه لحفر الموبيليا، الى منزل والده في حلب وتمكن من ترك المنزل قبل نصف ساعة من قصفه وتدميره بالكامل. يروي بحزن كيف انه و52 فاراً آخرين لجأوا الى ريف حلب وحشروا انفسهم في بيت واحد وانقطعوا عن العالم الخارجي في ظروف صعبة جداً ولا امكان للفرار في اتجاه تركيا لصعوبة الطرق المحفوفة بالمخاطر ودفعـــوا اموالاً طائلة للهرب الى لبنان بواسط سيارات اجرة. واستغرقت الرحلة الى لبنان 15 ساعة و4 ساعات للدخول من الحدود السورية الى الحدود اللبنانية، ويشير الى انه سبق ان درس في احدى جامعات لبنان في خلدة، وساعدهم الناس للوصول الى مخيم عين الحلوة.
اما «أم محمد» فتركت زوجها في سورية وهربت مع اولادها وشقيقها وهو فلسطيني اردني. قالت ان زوجها فضل البقاء للحفاظ على السيارة التي يعمل عليها سائقاً عمومياً فهي كل ما يملك بعدما دمر المنزل في منطقة التضامن في دمشق، وهو الآن يتنقل من منطقة الى منطقة اكثر اماناً «ونحن جئنا الى مسجد الزعتري ومن هناك احضرونا الى عين الحلوة وانا حالياً لا اعمل ولا شقيقي ايضاً ونعيش على المساعدات، ولا نستطيع الذهاب الى الاردن لأن السلطات هناك اتخذت قراراً بعدم استقبال فلسطينيين سوريين حتى اشعار آخر».
يجمع الناشطون في الجمعيات الاهلية الفلسطينية على تفاقم اوضاع النازحين الجدد اجتماعياً ما ادى الى بروز ظواهر خلافات عائلية وحتى حالات طلاق.
وينبه الناطور الى ان الوضع «متأزم ومتفجر والاخلاقيات لا تنفع مع الفقراء المدقعين».
الحماية الذاتية
واذ يعتبر ان «ما يحصل يشكل اخطر مرحلة لتصفية القضية الفلسطينية»، استعاد ما حصل في العراق من «تشتت وبعثرة وتدمير، 60 الف فلسطيني في العراق صودرت املاكهم ونهبت من قبل ميليشيات داخل بغداد وانتقل اللاجئون الى البرازيل واستراليا، وهناك مئة الف فلسطيني عادوا من الكويت ثم طردوا من غزة واقيم لهم مخيم خاص في الاردن والامر الوحيد الذي توفره السلطات الاردنية لهم هو وثيقة السفر للمغادرة الى الخارج»، وفي مخيم اليرموك الاكبر بعد مخيمات فلسطين فان اللاجئين قرروا منذ البداية انهم غير معنيين بالمشكلة السورية ورفضوا التدخل او اقحامهم في الصراع الدائر، فهم يحبون سورية ومتمسكون بالبقاء فيها، لكن مع بدايات القصف، نشأت مجموعات من المقاومين للنظام لجأت الى داخل المخيم فوقعت خسائر، وطرحت القيادة المحلية للمخيم سؤالاً على نفسها هل نطلب السلاح لتنظيم حماية ذاتية للمخيم؟ وكان اجماع على رفض الفكرة باستثناء «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» لأن التسليح يورط المخيم، لكن الآن وبعد اشتداد القصف وتكرر الدخول الى المخيم من المسلحين، بات بعض مداخل المخيم يشهد حراسات ليلية بحدود رمزية لكن من دون اسلحة، وهم يصرون على عدم حمل السلاح على رغم كل الخسائر التي تحصل».
يتخوف هويدي بدوره من ان التــأزم الحاصل على صعيد تجاهل حاجات النازحين الى المخيمات قد يحـــولها الى ارض خصبة لاستدراج النازحــــين، لا سيما الفتية منهم الى مساجــــد معروفة بتطرف مشايخها، لأن التراكم برأيه «يولد الانفجار».
«أونروا» أيضاً ضحية
بيروت – «الحياة» – تحصي وكالة «اونروا» على موقعها الاكتروني عدد القتلى الذين يسقطون من فلسطينيي سورية وتروي ظروف مقتلهم، جنباً الى جنب دعوتها المانحين الى المساهمة في رفد الوكالة بالمساعدات.
تقدم الوكالة نفسها على انها ضحية من ضحايا النزاع السوري، «فالمعلمة التي تعمل لدى الوكالة تعرضت للقتل في الساعات الأولى من مساء 5 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري خلال عبورها الجزء الجنوبي الشرقي من ضاحية اليرموك السكنية، وهي الوفاة الخامسة المرتبطة بالنزاع السوري التي يتعرض لها موظفو «اونروا» هذا العام، والثالثة التي تحدث في منطقة اليرموك. وكانت ابنة شقيقتها، وهي أيضاً لاجئة فلسطينية، نزحت اخيراً من درعا». وتعتبر «أن حالات القتل كان يمكن أن يتم تفاديها من قبل من تسبب بها».
وتنبه الوكالة الى ان «ضاحية اليرموك التي تؤوي نحو مليون سوري وأكثر من 150 الف لاجئ فلسطيني، تعاني من آثار ارتفاع مستوى النزاع المسلح في المناطق المجاورة، مع زحف عمليات القتال بوتيرة أعلى نحو الضاحية نفسها، حيث القذائف تساقطت في شوارع القدس وفلسطين والمغاربة والمنصورة وصفد والتلاتين».
واذ تبدي الوكالة «قلقها البالغ إزاء هشاشة وضع لاجئي فلسطين حيال آثار النزاع المسلح في سورية»، فإن مفوضها العام فيليبو غراندي يحض على «التوصل الى حل عادل لمحنة 518.000 لاجئ فلسطيني أصبحوا الآن متورطين مباشرة بالنزاع، اذ ان عدداً كبيراً منهم قتلوا وجرحوا وأجبروا على مغادرة منازلهم».
والموقف الذي اطلقه غراندي من نيويورك، يعلن أن «مهمة الوكالة توفير المساعدة والحماية لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في مختلف مناطق الشرق الأوسط لم تعد تصبح سهلة على الإطلاق»، محذراً من أن «تهديدين رئيسيين يؤثران على قدرة الوكالة على القيام بعملها: تفشي النزاعات وندرة الأموال. فالوكالة تعاني من عجز مزمن في التمويل، اذ أن مناشدتها الطارئة لعام 2011 لم يتم تمويل سوى 41 في المئة منها، وهي عرضة لهجمات سياسية متجددة»، وحدد في مناشدته لمساعدة الوكالة «الممولين من بلدان آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط».
ضغوط دولية على المعارضة السورية لتوحيدها
وأوكامبو يقترح إصدار مذكرة توقيف ضد الاسد
مارس الوسطاء الدوليون الحاضرون في اجتماعات المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة ضغوطا على الاطراف لاسيما على “المجلس الوطني السوري” المتحفظ عن الانضمام الى هيئة قيادية تتجاوزه من خلال المبادرة التي يقودها المعارض رياض سيف بدعم من واشنطن لانشاء هيئة موحدة للمعارضة تحت مسمى “هيئة المبادرة الوطنية السورية” . (راجع العرب والعالم)
وعقدت لقاءات جانبية جمعت المعارضين السوريين مع كل من وزيري الخارجية القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني والاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وممثلين للولايات المتحدة وتركيا.
وافاد مشاركون في المحادثات ان اعضاء “المجلس الوطني” يتعرضون فعلا لمحاولات اقناع حثيثة من اجل الالتحاق بمبادرة رياض سيف المدعومة دوليا.
وأكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو”أننا بحاجة إلى تغيير طبيعة الجبهة الحالية لقوى المعارضة السورية وليس مجرد تغيير المسميات، حيث نتطلع لأن تكون جميع قوى المعارضة، في الداخل والخارج، ممثلة في أي كيان مستقبلي جامع للمعارضة السورية”. واضاف إن مصر ترى أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه هي توحيد رؤية جميع أطياف المعارضة في شأن مستقبل سوريا، بما في ذلك معارضة الداخل، ومن دون إقصاء لأحد.
وأضاف ان مصر تعمل مع الأطراف الإقليميين والدوليين على وقف نزف الدم السوري في أسرع وقت، مشيراً الى أن القاهرة ستستقبل في غضون أسبوعين نائب وزير الخارجية والمبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف لمواصلة المشاورات المصرية – الروسية الجارية لتحقيق هذا الهدف، والاتفاق على الخطوات التالية.
في غضون ذلك، وقعت ثلاثة انفجارات بينها عمليتان انتحاريتان، في مدينة درعا بجنوب سوريا واستهدفت بحسب المرصد السوري مراكز عسكرية وتسببت بمقتل عشرين عنصرا من قوات النظام على الاقل.
في محافظة الحسكة، سيطر مقاتلون اكراد على مدينة عامودا بعد انسحاب القوات النظامية منها بضغط من الاهالي، بعد ساعات من انسحابها من مدينتين اخريين في المنطقة نفسها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفيما آفاق الحل للازمة السورية لا تزال مسدودة، اقترح المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو اصدار مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس بشار الاسد، مشيرا الى وجود “ملف صلب” ضده.
الضغط الخارجي مستمر على المعارضة السورية لتوحيد قيادتها وبرنامجها
القوات النظامية تتقدم نحو معرة النعمان وانفجار سيارات مفخخة في دمشق ودرعا
(و ص ف ، رويترز ، ي ب أ، أ ش أ)
يستمر الخلاف بين فصائل المعارضة السورية حول مبادرة لتوحيد قيادتها مما دفع الوسطاء الدوليين الحاضرين في اجتماعات المعارضة في الدوحة للضغط عليها ولاسيما على “المجلس الوطني السوري” المتحفظ عن الانضمام الى هيئة قيادية تتجاوزه، بحسب ما افاد معارضون امس. وفي غضون ذلك يستمر القتال عنيفا في مناطق عدة رافعا حصيلة الضحايا والدمار.
افادت مصادر من المعارضة السورية ان المسؤولين من دولة قطر الراعية للمحادثات ومن دول اخرى مثل الولايات المتحدة وتركيا والامارات، عقدوا لقاءات جانبية مع المعارضين للتقريب بين وجهات نظر “المجلس الوطني السوري” وباقي فصائل المعارضة المؤيدة لـ”هيئة المبادرة الوطنية السورية”.
ومنذ انطلاق اجتماعاتها الخميس في الدوحة، لم تتفق المعارضة على صيغة مطروحة لتوحيد العمل المعارض على اساس المبادرة التي يقودها المعارض رياض سيف بدعم من واشنطن لانشاء هيئة قيادية موحدة للمعارضة تحت مسمى “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تتجاوز “المجلس الوطني” الذي يعد الكيان المعارض الاهم.
وقال القيادي في “المجلس الوطني” احمد رمضان بعد جلسة مناقشات استمرت ثلاث ساعات: “ما زلنا متمسكين برؤيتنا. قلنا لهم ان المجلس الوطني موجود بمؤسساته والمبادرة يمكنها ان تتشكل بذاتها ثم نشكل معا جسما مشتركا”. واضاف: “اننا نشعر بضغوط تمارس علينا من اجل الانضمام الى الهيئة الجديدة في مقابل وعود دولية، لكن دائما من دون ضمانات”.
ويتحفظ “المجلس الوطني” عما يرى انها محاولات لتخطيه او “تصفيته” من خلال مبادرة سيف.
وحضر جزءا من المحادثات امس وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
وبحسب رمضان، اكد الشيخ عبدالله “وقوف الامارات ودول الخليج الى جانب السوريين”، وابلغ الى المجتمعين ان “الدعم الدولي سيكون قويا في حال التوصل لايجاد اطار موحد للمعارضة السورية”.
وعقدت لقاءات جانبية جمعت المعارضين السوريين مع كل من وزيري الخارجية القطري والاماراتي وممثلين للولايات المتحدة وتركيا.
وافاد مشاركون في المحادثات ان اعضاء “المجلس الوطني” يتعرضون فعلا لمحاولات اقناع حثيثة من اجل الالتحاق بمبادرة سيف المدعومة دوليا.
في المقابل، بدا المعارض السوري من خارج “المجلس الوطني” هيثم المالح متفائلا، وقال ان “النقاشات واعدة وهي ليست سلبية”. واضاف “اتوقع ان نخرج الليلة (امس) بشيء ما”.
وابدى “المجلس الوطني السوري” مدى الايام الماضية تحفظا مستمرا عن المبادرة المطروحة لتوحيد المعارضة السورية رافضا الانضواء تحت لواء هيئة سياسية تتجاوزه.
وقال الرئيس الجديد للمجلس جورج صبرا في وقت سابق في اول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، ان “المجلس الوطني اقدم من المبادرة السورية او اي مبادرة اخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب الى مشروع وطني وليس مطلوبا من اي جهة الانضواء تحت لواء جهة اخرى”. واضاف: “دخلنا في حوار مفتوح مع اخوتنا (المعارضون من خارج المجلس الوطني) واطلعنا على مبادرتهم لكن نحن ايضا لدينا وجهة نظرنا وافكارنا التي سنطرحها”. وشدد في كلمته امام الصحافيين على ان “القرار المستقل يبقى موضع الحرص بالنسبة الينا”.
ويعد صبرا من القادة الاكثر حزما في “المجلس الوطني السوري”.
وكان رمضان اكد في وقت سابق “تمسك “المجلس الوطني” بدوره الاساسي في المعارضة السورية ورفض اي محاولة او مبادرة لالغائه”، قائلا ان “المبادرة (التي يقودها رياض سيف) تهدف الى انشاء جسم سياسي بديل من المجلس الوطني”.
وكانت فصائل من المعارضة السورية بدأت اجتماعات منذ الخميس في الدوحة برعاية قطر وجامعة الدول العربية للاتفاق على هيئة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الاسد، خصوصا في ضوء الامتعاض الدولي من “المجلس الوطني” والمعارضة المشرذمة عموما.
ويقدم “المجلس الوطني” مبادرة في مواجهة مبادرة سيف، الا ان المبادرتين تقتربان في المضمون ما يدفع الى الاعتقاد ان الخلاف الاساسي يبقى حول مستقبل “المجلس الوطني” ودوره القيادي للعمل المعارض.
وتتمحور افكار مبادرة “المجلس الوطني” بحسب آخر وثيقة تم صوغها على انشاء اربعة كيانات هي “الحكومة الموقتة، وصندوق دعم الشعب السوري مع دعوة اصدقاء الشعب السوري الى تقديم الدعم له من دون تأخير، والقيادة المشتركة للمجالس العسكرية والتشكيلات العسكرية في الداخل، ولجنة قضائية سورية”.
ويريد المجلس “حكومة سورية موقتة الى حين انعقاد مؤتمر عام في سوريا يتولى عندها تأليف الحكومة الانتقالية”.
في المقابل فان الخطة المعروضة للنقاش والتي يقودها سيف تنص على اقامة هيئة سياسية موحدة من ستين عضوا يمثلون “المجلس الوطني” وما يعرف بـ”الحراك الثوري” في الداخل وباقي فصائل المعارضة، الى المجموعات المسلحة المعارضة وعلماء دين ومكونات اخرى من المجتمع السوري.
ويفترض ان تشكل هذه الهيئة حكومة موقتة من عشرة اعضاء ومجلسا عسكريا اعلى للاشراف على المجموعات العسكرية وجهازا قضائيا.
معرة النعمان
في غضون ذلك، احرزت القوات النظامية السورية تقدما خلال الايام الاخيرة على الطريق السريعة المؤدية الى مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال غرب البلاد واستعادت عددا من القرى الواقعة الى شرق هذه الطريق.
وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان الاشتباكات مستمرة في محيط مدينة معرة النعمان بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي “تمكنت خلال الايام العشرة الماضية تدريجيا من استعادة عدد من القرى كان الثوار استولوا عليها في تشرين الاول الى شرق الطريق السريع الذي يربط بين حلب ودمشق”. واشار الى ان القوات النظامية استعادت ايضا جزءا من الطريق السريع كان استولى عليه المقاتلون المعارضون، الا انها لا تزال خارج مدينة معرة النعمان التي تعتبر ممرا اجباريا لامدادات النظام الى مدينة حلب حيث تدور معارك دامية منذ نحو اربعة اشهر.
واستولى المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان في التاسع من تشرين الاول بعد معارك دامية، ثم تمكنوا من السيطرة على قرى مجاورة، وحاصروا لاسابيع معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان. وقد اضطروا بسبب تقدم القوات النظامية الى فك الطوق عنه.
ومنذ سقوطها، تعرضت المدينة ومحيطها لحملات قصف مدفعي عنيف وبالطيران الحربي من القوات النظامية.
وقال عبد الرحمن ان معسكر وادي الضيف تلقى خلال الايام الماضية “ذخائر وامدادات غذائية” من منطقة تدمر عبر طريق صحراوية الى الشرق من منطقة معرة النعمان.
تدمير زورق
ودمر الجيش السوري النظامي زورقا ينقل مقاتلين في نهر الفرات شمال شرق سوريا.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن مصدر مسؤول ان “وحدة من قواتنا المسلحة قضت على عدد من الارهابيين ودمرت زورقا بمن فيه من الارهابيين والذخيرة والاسلحة في نهر الفرات”، مشيرا الى ان هذه الاسلحة والذخائر كان يستخدمها “الارهابيون” في منطقة دير الزور شمال شرق البلاد.
وهذه المرة الاولى تتحدث وسائل الاعلام الرسمية السورية عن حادث في نهر الفرات الذي ينبع من جبال في جنوب شرق تركيا ويعبر في سوريا مدن دير الزور، والرقة والبوكمال.
سيارات مفخخة
وانفجرت سيارة مفخخة في جنوب دمشق مما ادى الى اصابة تسعة اشخاص بجروح. واوردت “سانا” :”فجر ارهابيون اليوم سيارة (…) مفخخة بكمية من المتفجرات عند مدخل حي دف الشوك بدمشق”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الانفجار جاء بعد مهاجمة مقاتلين معارضين حاجزا عسكريا في حي التضامن المجاور، وتلت ذلك اشتباكات.
وكانت ثلاثة انفجارات بينها عمليتان انتحاريتان، وقعت صباحا في مدينة درعا جنوب سوريا واستهدفت بحسب المرصد السوري مراكز عسكرية وتسببت بمقتل عشرين عنصرا من قوات النظام على الاقل.
وقالت “سانا” ان الانفجارات ناتجة من سيارات مفخخة، وانها وقعت قرب ابنية سكنية ومؤسسات مالية ومصرفية، مشيرة الى وقوع سبعة قتلى بين المواطنين.
سيطرة الاكراد
و سيطر مقاتلون اكراد على مدينة عامودا في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا بعد انسحاب القوات النظامية منها بضغط من الاهالي، بعد ساعات من انسحابها من مدينتين اخريين في المنطقة نفسها.
وقال مدير المرصد السوري ان “عناصر المخابرات والشرطة انسحبوا من المدينة بضغط من الاهالي الذين قاموا بتظاهرات حاشدة اليوم للمطالبة بخروجهم تجنبا لتعرض مدينتهم لمعارك دامية شبيهة بتلك التي حصلت في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين وانتهت بسيطرة المعارضين”.
وكان المرصد افاد في وقت سابق ان “مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي (فرع حزب العمال الكردستاني التركي) سيطروا الليلة الماضية على مدينتي تل تمر والدرباسية بعد محاصرة مديريتي الشرطة فيهما، الى مقار للمخابرات العسكرية وامن الدولة وغيرها من المراكز الامنية لساعات طويلة”.
واوضح المرصد ان الاهالي شاركوا في الحصار واجروا مفاوضات مع القوات النظامية طالبين منها الانسحاب من هذه المقار لتجنيب مناطقهم معارك كتلك التي شهدتها مدينة راس العين الجمعة. واضاف ان المقاتلين الاكراد سيطروا ايضا على المعبر الحدودي مع تركيا في الدرباسية، وهو معبر صغير.
ولا يزال النظام السوري يسيطر على اكبر مدينتين في محافظة الحسكة هما القامشلي والحسكة وعلى معبر القامشلي الحدودي مع تركيا المقفل امام حركة العبور ومعبر كسب القريب من اللاذقية، بينما اصبحت كل المعابر الاخرى بين سوريا وتركيا في ايدي المعارضين.
وقال ناشطون اكراد في بريد الكتروني ان اللجان الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي “طلبت من النازحين الاكراد العودة الى مدينة راس العين بعدما اصبحت خارج سيطرة النظام بشكل كامل”.
الطائرة
وكشفت مصادر سورية مطلعة أن طائرة الركاب السورية التي كانت آتية من موسكو إلى دمشق في العاشر من تشرين الاول الماضي وأجبرتها السلطات التركية على الهبوط في مطار أنقرة كانت محملة بالعشرات من أجهزة الكشف عن المتفجرات والأسلحة. وقالت إن الأجهزة كانت ستتسلمها السلطات السورية فى دمشق بهدف استخدامها في الكشف عن السيارات المفخخة أو التي تنقل سلاحا داخل الأراضي السورية.
التمسك بدعم المعارضة وتنحّي الأسد موقفان ثابتان في اجتماعَي القاهرة
ثريا شاهين
يرأس لبنان اجتماعين على مستوى وزراء الخارجية العرب، غداً الاثنين، وبعد غد الثلاثاء، في القاهرة. الأول، استثنائي للجامعة العربية، والثاني اجتماع لوزراء الخارجية العرب مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كان مقرراً منذ مدة، ويأتي استكمالاً للقاء سابق، ويرأسه لبنان مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن الاستراتيجي في الاتحاد كاترين آشتون”.
وتكمن أهمية الاجتماعين، في أنهما سيكونان فرصة جديدة للتشاور في تطورات المنطقة لا سيما الوضع السوري. لكن مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أكدت أن المقررات ستبقى في إطار المواقف العربية التي باتت معروفة من دعم المعارضة السورية، والطلب الى الرئيس السوري بشار الأسد التنحي. وتلتقي المواقف العربية مع تلك الأوروبية في شأن سوريا، حيث لن يكون هناك قرار بتدخل عسكري من أي طرف في سوريا، وسيُصار مجدداً الى دعم مهمة الموفد الدولي والعربي للحل في سوريا الاخضر الابراهيمي.
وسيتبين اتجاه الموقف العربي من خلال ما ستوصي به اللجنة الوزارية العربية حول سوريا والتي ستجتمع عند الثالثة من بعد ظهر الاثنين برئاسة قطر، أي قبل ساعتين على بدء اجتماع وزراء الخارجية العرب. وهي سترفع توصياتها الى الوزراء ليتخذوا الموقف المناسب. وتجري مشاورات عربية لاتخاذ الموقف اللازم من كل المواضيع المطروحة.
وأفادت مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، أن الاجتماع الوزاري العربي تقرر لمناسبة وجود جميع الوزراء العرب في القاهرة للمشاركة مع 27 وزيراً أوروبياً في المؤتمر العربي الأوروبي. وأقرّ الرأي عقد اجتماع للجامعة لمناقشة الموضوع السوري وتطوراته، والاستماع الى تقرير يقدمه الاخضر الابراهيمي حول الوضع في سوريا. كما سيناقش الاجتماع الوضع الفلسطيني وعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، فضلاً عن موضوع الاعتداء على الخرطوم، وسيسبقه اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين.
وستلقي نتائج مؤتمر المعارضة السورية في الدوحة بثقلها على مقررات الجامعة. ويتم التحضير لما يمكن أن يخرج به المجتمعون. كما سيناقش الوزراء العرب المشاركة في المؤتمر الذي سيُعقد نهاية هذه السنة في كوبنهاغن حول “الشرق الأوسط منطقة منزوعة السلاح” أي السلاح النووي، وهو يُعقد بدعوة من الأمم المتحدة.
أما الاجتماع العربي الأوروبي فيبحث الموضوع السوري، والوضع الفلسطيني، والوضع في الشرق الأوسط، والتعاون العربي الأوروبي، واستمرارية العلاقات على مستوى مؤسسات الجامعة والاتحاد، والمشاورات مستمرة للاتفاق على البيان الختامي أو إعلان القاهرة، حيث ظهرت تباينات في العديد من النقاط حول الشرق الأوسط وفلسطين، في حين ليس هناك من تباينات حول سوريا لأن الموقفين العربي والأوروبي متوافقين.
أما لبنان الذي سيتمثل بوزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، فسيتخذ موقف النأي بالنفس عن الموضوع السوري في الاجتماعين الوزاريين. في حين أنه يدعم في بقية البنود التوافق العربي، لا سيما حول عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة والاعتداء على الخرطوم. وكذلك في المسائل المعروضة على الاجتماع مع الأوروبيين، ويصر على ضرورة التمييز بين المقاومة والإرهاب، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
وتتفهم كل الدول موقف النأي بالنفس لكن العديد من الدول الأوروبية وفي مقدمها فرنسا، وفق مصادر ديبلوماسية، ترغب في أن ينأى لبنان بنفسه عن الأزمة السورية فعلاً لا قولاً. وسجل عدم ارتياح فرنسي لمدى قدرة لبنان على التجاوب مع تلك الرغبة لا سيما في ضوء القلق الفرنسي إزاء توقع مزيد من التصعيد في المنطقة من جانب إيران والنظام السوري، وحيث قد تكون هناك اندفاعة من جانبهما تنعكس على لبنان، وبدأت باغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن. ويأتي هذا التوقع بسبب انشغال الإدارة الأميركية بإعادة تكوين السلطة وقبل ذلك بمرحلة الانتخابات الرئاسية. وهناك مدة لا تقل عن ثلاثة أو أربعة أشهر تمر من دون أي قدرة على اتخاذ أي قرار خارجي في الولايات المتحدة.
فبعد زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمنطقة، وحيث تم من خلالها إيصال الرسائل، لم تحصل فرنسا على إجابات مطمئنة. بالنسبة الى الوضع السوري ليس هناك لدى أي دولة وضوح في الرؤيا أو “خارطة طريق” للأحداث المتوقعة في سوريا، وهناك الكثير من الضبابية عن الخطوات المقبلة حيال سوريا. والحراك الفرنسي جاء لتعبئة الفراغ الذي خلفته مرحلة الانتخابات الأميركية.
مبادرة توحيد المعارضة السورية في المخاض العسير بسبب رفض المجلس الوطني لها
مصدر قيادي في المعارضة لـ «الشرق الأوسط»: ضغوط عربية ودولية كبيرة للتوحدبيروت: يوسف دياب
عاشت المبادرة المطروحة لتوحيد المعارضة السورية في مخاض عسير في اجتماع الدوحة طيلة يوم أمس، بسبب انقسام الآراء داخل المجلس الوطني وخارجه، حول الحكومة الانتقالية أو الجسم السياسي الذي يتولى مهام السلطة التنفيذية لإدارة المرحلة الانتقالية.
وفي هذا الإطار، أعلن مصدر قيادي في المعارضة السورية من المشاركين باجتماعات الدوحة، أن «هناك ضغوطا عربية ودولية كبيرة تمارس على المجلس الوطني ورئيسه الجديد جورج صبرا من أجل القبول بالمبادرة والسير فيها». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «مبادرة توحيد المعارضة تصطدم برفض مطلق من رئيس المجلس الجديد جورج صبرا، وكل موقعي إعلان دمشق، لأنهم يعتبرون أن هذه المبادرة هي مؤامرة على الثورة، ومحاولة لإجهاضها». وأوضح المصدر أن «الضغط العربي والدولي ينطلق من ضرورة الإسراع في ملء الفراغ القائم حاليا في سوريا، لا سيما في مناطق واسعة لم يعد فيها أثر للدولة قبل أن يملأها المسلحون، وبالتالي تصبح السيطرة عليها متعذرة». وأشار إلى أن «الدول المعنية تربط تقديم أي مساعدات للمجلس الوطني وللثوار بتوحيد المعارضة قبل أي شيء آخر». لافتا إلى أن «هناك أموالا مرصودة لها ومنها مبلغ 900 مليون دولار للنظام السوري مودع في قطر، سيجري تحويله إلى المعارضة على دفعات».
إلى ذلك أوضح عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي، أن «نقاشا ساخنا يدور في اجتماعات المعارضة في الدوحة، من أجل الوصول إلى حل بقبول المبادرة أو تعديلها أو تأجيلها». وقال الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»، «هناك كثير من التوصيات التي تخضع للبحث والقراءة المعمقة، والنقاش يدور على إمكانية صرف النظر عن تأليف حكومة انتقالية واستبدالها بسلطة تنفيذية من عشرة أشخاص، يجري اختيارهم من أعضاء هيئة المبادرة الـ60 وهم 22 من المجلس الوطني 14 من ممثلي المحافظات السورية، 3 من المجلس الوطني الكردي، ممثل واحد عن هيئة الثورة وآخر عن لجان التنسيق وهيثم المالح عن هيئة أمناء الثورة والباقون من الشخصيات الوطنية». ولفت إلى أن السلطة التنفيذية التي هي قيد البحث سيكون فيها «مجلس عسكري أعلى» مهمته الأساسية توحيد كافة الكتائب المسلحة على الأرض، ومجلس قضائي وممثلي القوى السياسية والمجالس المحلية والحراك الثوري. وشدد على أن «الأجواء ليست إيجابية والخيارات المتاحة أمام المجلس شبه معدومة وهي متوقفة على قبول المبادرة أو تعديلها، لكن الأهم ضرورة الخروج باتفاق».
بدوره أبدى «المجلس الوطني السوري» تحفظا مستمرًا على مبادرة مطروحة في الدوحة لتوحيد المعارضة السورية، رافضا الانضواء تحت لواء هيئة سياسية تتجاوزه، وذلك قبل اجتماع جديد مع فصائل سوريا معارضة أخرى لمتابعة البحث في توحيد المعارضة. وقال الرئيس الجديد للمجلس جورج صبرا في أول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، إن «المجلس الوطني أقدم من المبادرة السورية أو أي مبادرة أخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب إلى مشروع وطني وليس مطلوبا من أي جهة الانضواء تحت لواء جهة أخرى». وأضاف: «لقد دخلنا في حوار مفتوح مع إخوتنا (المعارضون من خارج المجلس الوطني) واطلعنا على مبادرتهم لكن نحن أيضا لدينا وجهة نظرنا وأفكارنا التي سنطرحها والقرار المستقل يبقى موضع الحرص بالنسبة لنا».
رئيس المجلس الوطني السوري يحث الغرب على إرسال مساعدات دون شروط
جورج صبرا: لا نحصل على شيء باستثناء بعض التصريحات وقدر من التشجيع
الدوحة: «الشرق الأوسط»
ذكر رئيس جماعة المعارضة السورية الرئيسية المنتخب حديثا، في مقابلة أجريت معه أمس، أن المجتمع الدولي ينبغي أن يدعم هؤلاء الذين يحاولون إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد دون شروط وألا يربطوا المساعدات بإصلاح قيادة المعارضة.
وقال جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري، إنه وشخصيات معارضة أخرى محبطون من مؤيديهم الأجانب، «لسوء الحظ، لا نحصل على شيء منهم، باستثناء بعض التصريحات وقدر من التشجيع»، بينما يمنح أعوان الأسد «كل شيء للنظام»، هكذا تحدث صبرا لوكالة أنباء «أسوشييتد برس» على هامش مؤتمر امتد على مدار الأسبوع في العاصمة القطرية الدوحة. وقال إن المعارضة السورية بحاجة إلى مساعدات مالية قيمتها مئات الملايين من الدولارات وأسلحة لهزيمة قوات النظام.
كان صبرا، (65 عاما)، يرأس وفدا للمجلس الوطني السوري يوم السبت في محادثات مع جماعات معارضة منافسة حول تشكيل جماعة قيادة معارضة جديدة أوسع نطاقا – وهي فكرة روجها مؤيدون غربيون وعرب لهؤلاء الثوار الذين يحاولون الإطاحة بالأسد.
رفض المجلس الوطني السوري الانضمام لتلك الجماعة، خشية أن يفقد تأثيره في إطار منصة أكبر. وأشارت شخصيات رفيعة المستوى بالمجلس الوطني السوري إلى اجتماع يوم السبت بوصفه بداية عدة أيام من المفاوضات حول حجم ومهمة كل جماعة. وقالوا إنهم على استعداد للانضمام لجماعة أكبر، ولكن التفاصيل بحاجة إلى مراجعة بعناية. وقد أشار واضع الخطة، رياض سيف، المحنك المنشق عن النظام، إلى أن المجتمع الدولي في هذه الحالة، سيرى جبهة معارضة موحدة ويمكنه توظيفها كقناة لمنح مساعدات تقدر بمليارات الدولارات لدعم الثورة ضد الأسد.
سوف تكون نتيجة المحادثات حاسمة، ليس فقط للمجلس الوطني السوري – الجماعة التي تتخذ من إسطنبول مقرا لها والتي ينظر إليها على نطاق واسع بوصفها غير متصلة بالنشطاء على الأرض وبالمقاتلين الذين يلقون مصرعهم على ساحات القتال في سوريا – ولكن أيضا لمستقبل المعارضة بأكملها. وفي المقابلة، اعترف صبرا بأن بعض النقد الموجه للمجلس مبرر، غير أنه أشار إلى أن ذلك يجب ألا يكون ذريعة لوقف المساعدات الدولية. وقال في رسالة وجهها إلى المجتمع الدولي: «لا تعلقوا تقاعسكم عن تزويد السوريين بالمساعدات التي يحتاجونها على شماعة المعارضة».
وتحدث قائلا: «دعونا نقل إن لدينا مسؤوليتنا، لا شك في هذا، وأننا سننهض بهذه المسؤولية، لكننا نحتاج من المجتمع الدولي أن ينهض بمسؤوليته بالمثل».
أمضى صبرا، القائد المسيحي المحنك المنشق والمنتمي إلى تيار اليسار، ثمانية أعوام في السجون السورية في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين. سجن صبرا مرتين بعد اندلاع الثورة ضد الأسد في مارس (آذار) 2011، وفر إلى الأردن سرا على الأقدام في خريف عام 2011 هروبا من الاحتجاز مرة أخرى. بوصفه مسيحيا، فإن انتخاب صبرا يوم الجمعة الماضي رئيسا جديدا للمجلس الوطني السوري، يمكن أن يساعد في مواجهة المخاوف الغربية بشأن التأثير الإسلامي المحتمل على الجماعة.
وبموجب الخطة وفي حالة ما إذا وضعت، ستشكل جبهة المعارضة السورية الجديدة الأوسع نطاقا حكومة انتقالية في مناطق يسيطر عليها الثوار، وربما تعمل كقناة لتوصيل المساعدات الأجنبية إلى المعارضة. لقد رفض المؤيدون الغربيون للثوار إرسال أسلحة لهم، خشية أن تقع في أيدي قوات النظام.
تقول المعارضة السورية إنها بحاجة إلى أسلحة لإنهاء حالة الجمود العسكري في سوريا وإلحاق الهزيمة بالأسد. ولدى سؤاله يوم الجمعة عما يريده من المجتمع الدولي، قال صبرا: «أسلحة بكل تأكيد».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
أكراد سوريا يطرحون في الدوحة شروطا مقابل دعم مبادرة رياض سيف
طالبوا بأن تكون نسبة تمثيلهم 15% في الهيئات المنبثقة عن المبادرة
أربيل: شيرزاد شيخاني
قال قيادي كردي سوري موجود حاليا في العاصمة القطرية الدوحة إن أجواء المباحثات التي تجري الآن بين أقطاب وقوى المعارضة السورية بمختلف تنوعاتها السياسية والقومية والمذهبية لتوحيد الجهد المعارضي ضد «النظام القمعي الحاكم بدمشق» تبشر بقرب التوصل إلى دعم هيئة المبادرة الوطنية المعروفة بمبادرة رياض سيف والتي تحظى بدعم دولي كبير. وكشف عن أن الأحزاب الكردية طرحت بدورها شروطا عدة مقابل دعم المبادرة، وأنها ما زالت بانتظار موافقة بقية أطراف المعارضة السورية.
وقال سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي السوري صالح كدو، الذي عين ناطقا رسميا باسم أحزاب المجلس الوطني الكردي المشارك في اجتماعات المعارضة السورية، من مقر إقامته بالدوحة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن «مبادرة رياض سيف تحتل أولوية وصدارة المباحثات الجارية حاليا بالدوحة، وهي المبادرة التي تشكل بديلا مقبولا عن المجلس الوطني السوري الذي أخفق في تلبية متطلبات المرحلة الحالية، والنقاشات محتدمة حاليا بين أطراف المعارضة والمجلس الوطني الذي طلب إعطاءه مهلة لمراجعة الهيئات التابعة له مثل الأمانة العامة لاتخاذ القرار بالانضمام إلى المبادرة، خاصة أن هذه المبادرة تحظى بدعم دولي كبير».وحول الموقف الكردي من تلك المبادرة قال الناطق باسم المجلس الوطني الكردي السوري «نحن في المجلس الوطني الكردي لدينا شروط محددة لتأييد والانضمام إلى هذه المبادرة، وطرحناها على الجانب الآخر، وتتضمن تلك الشروط أن تكون نسبة التمثيل الكردي في الهيئات والمجالس المنبثقة عن المبادرة الوطنية 15 في المائة، وأن يكون نائب الرئيس كرديا، كما طلبنا الالتزام بوثيقة القاهرة والاعتراف بالوجود الكردي، وأن تكون جمهوريتنا القادمة جمهورية سورية للكل، وليست جمهورية عربية فحسب، وفي حال تلبية هذه الشروط والمطالب الأساسية عندها يمكن أن نعطي موافقتنا حول تلك المبادرة الوطنية».
وبسؤاله عن تركيبة الوفد الكردي وما إذا كانت تضم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يسيطر على بعض المدن الكردية بسوريا قال كدو «نحن ثلاثة أعضاء من المجلس الوطني الكردي السوري نمثل أحزاب (اليسار الديمقراطي الكردي وأمثله أنا، والديمقراطي الكردي السوري – البارتي – يمثله عبد الحكيم بشار، وحزب آزادي الكردي السوري ويمثله مصطفى أوزو) مشاركة في اجتماعات الدوحة، وليس هناك أي تمثيل لحزب الاتحاد الديمقراطي، ونسعى لانتزاع اعتراف قوى المعارضة السورية بالمجلس الوطني وبالوجود الكردي في سوريا، وطرحنا مطالبنا على هذا الأساس، وننتظر من الطرف الآخر الرد عليها، حيث إننا نشعر بأن هناك إصرارا وضغطا دوليا كبيرا لإجراء تغيير جذري في الواقع السوري خلال المرحلة القريبة القادمة سيقود باتجاه تفعيل دور المعارضة بالثورة السورية».
سلسلة انفجارات في دمشق.. أحدها وسط المربع الأمني لنظام الأسد
استنفار أمني في العاصمة.. وانفجار سيارتين ملغومتين في درعا.. وإعدامات ميدانية في داريا
بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»
هز صوت انفجار في منطقة الطلياني وسط دمشق مساء أمس، وسمع صوت سيارات إطفاء تتوجه إلى موقع الانفجار بعد تصاعد أعمدة دخان كثيفة، ورجح شهود عيان أن يكون الهدف إثارة الذعر في هذه المنطقة التي تعد مركز المربع الأمني وسط العاصمة، حيث تعتبر أسواقها الوحيدة التي لا تزال تعمل حتى الساعة التاسعة مساء. وبينما تراكض المارة لإخلاء السوق سارعت قوات الأمن لقطع الشارع ومنع السيارات من العبور، وسط حالة من الذعر، وخلال دقائق أغلقت المحلات أبوابها وسط حالة من التوتر الشديد.
وجاء الانفجار ضمن سلسلة انفجارات أخرى هزت دمشق لكن لم تعرف حصيلتها.
وجاء ذلك في يوم دامٍ آخر سقط فيه 50 قتيلا في أنحاء سوريا بينهم 20 في مدينة درعا الجنوبية، جراء هجومين مزدوجين يعتقد أنهما انتحاريان.
وكان ناشطون حذروا سكان منطقة الطلياني بدمشق من تنصيب مدفع عيار ثقيل، وسط سوق تجارية في الجسر الأبيض على سطح أحد المقرات الأمنية الذي يحتل عدة أبنية وسط حي سكني يضم واحدة من أهم الأسواق التجارية في العاصمة، ونقلت صفحة أخبار الشام على موقع «فيس بوك» عن شاهد عيان في دمشق منطقة الجسر الأبيض قوله إن «فرع الأمن الموجود في الحي أحضر مدفع عيار ثقيلا، وشوهد وهو يتم إنزاله أمام المبنى، وبعد ربع ساعة لم يعد يظهر، مرجحا أن يكون قد تم تنصيبه على سطح الفرع»، دون وجود أي تأكيد لهذه المعلومات، إلا أن ناشطين تحدثوا عن قيام فرع الأمن في شارع الجسر الأبيض برفع جدار إسمنتي عازل أمام الفرع، وأحضرت الكتل الإسمنتية الضخمة منذ يومين، ونصبت على شكل جدار عازل أغلقت الأزقة في محيط الفرع، وحجبت عددا من المحال التجارية عن الشارع العام.
ويشار إلى أن محيط هذا المقر وغيره من المقرات الأمنية المتوزعة في المناطق السكنية داخل العاصمة تحولت في الأشهر الأخيرة إلى ثكنات عسكرية، حيث ينتشر عدد كبير من الحواجز وقوات الأمن في الشوارع المحيطة، بالإضافة إلى نشر القناصة على أسطح البنايات.
وفي غضون ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية بسماع دوي انفجارين كبيرين في قلب العاصمة في الجسر الأبيض وشارع بغداد والسبع بحرات، كما في العابد و29 أيار. في غضون ذلك، تواصل القصف المدفعي على أحياء جنوب العاصمة، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي في حي التضامن، دون أن يمنع ذلك خروج مظاهرة في حي باب سريجة وسط دمشق، بجانب مدرسة زنوبيا وعلى بعد أمتار من شعبة الحزب الحاكم، هتفت لدمشق «المنكوبة» وجنوبها وريفها.
وقصفت قوات النظام بعنف حي التضامن، وأطراف شارع فلسطين في مخيم اليرموك من ثكنة شارع الثلاثين. كما أفاد ناشطون بقيام مجموعة من الجيش السوري الحر بخطف «مصطفى تميم» الملقب بـ«الطمطم» قائد مجموعات اللجان الشعبية في منطقة العروبة داخل مخيم اليرموك، واللجان الشعبية «شبيحة» من مدنيين يتم تسليحهم لمقاتلة الجيش الحر في كل منطقة تسهل عملية اقتحام قوات الجيش النظامي لها. كما قتل ثلاثة أشخاص في تفجير سيارة مفخخة في حي الزاهرة بجانب الفرن الآلي. وقال ناشطون إن الجيش الحر قام بضرب الحاجز الموجود عند مطعم البركة بسيارة مفخخة، في حين دارت اشتباكات عنيفة هناك، كما وقعت اشتباكات في حي القابون بين الجيش الحر والشبيحة، أسفرت عن مقتل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. وبالتوازي مع ذلك جرت حملة مداهمات واعتقالات في عدة أحياء بمدينة دمشق، حيث اقتحمت قوات النظام بساتين كفرسوسة، وحي الشاغور وشارع الأمين ومحيط سوق الخضار في دمشق القديمة، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام اقتحمت حي كفرسوسة وقامت بسرقة وهدم بعض البيوت والمحلات قرب منطقة اللوان، كما قامت بإحراق عدد من المزارع والبيوت في البساتين.
وبدورها، قالت مصادر في الجيش السوري الحر في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن المعارضة «استنفرت ألويتها في دمشق منعا لسيطرة القوات النظامية على أحياء من العاصمة، مثل التضامن الذي يسيطر عليه الحر».
وأشارت المصادر إلى أن القوات النظامية «استحضرت تعزيزات عسكرية وحشدت مدافع الهاون في محيط حي التضامن بغية السيطرة عليه»، لافتة إلى أن الجيش النظامي «حاول خلال 3 أيام اقتحام الحي، لكنه جوبه بمقاتلة شرسة».
وقالت المصادر إن التعزيزات العسكرية النظامية «تضمنت وحدات من القوات الخاصة والحرس الجمهوري وسرايا دبابات وصلت إلى دمشق وريفها لإعادة السيطرة على الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون». وفي ريف دمشق، استمرت الاشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في عدة مناطق، وبعد حصار يومين، اقتحمت قوات النظام مدينة داريا بالدبابات وأعداد كبيرة من الجنود، وقامت بحملة تفتيش للمنازل مع اعتقالات ونهب للممتلكات، وقال ناشطون إن قوات النظام أعدمت 10 أشخاص ميدانيا شرق داريا، بينهم نساء، وبعضهم تم إحراقهم. وبث ناشطون صورا لقتيلين أعدما في منزلهما، وبدت الجثتان وقد غرقتا بالدماء، كما عرض الناشطون صورا لقتلى قضوا حرقا. وكانت داريا قد شهدت اقتحاما منذ نحو شهرين ارتكبت خلاله قوات النظام أكبر مجزرة شهدتها البلاد، راح ضحيتها أكثر من ألف شخص، بينهم نساء وأطفال، وثق الناشطون منهم نحو 900 اسم.
وفي منطقة ببيلا، سمع إطلاق نار كثيف بالتزامن مع قصف متواصل، مما أثار حالة من الهلع دفعت المدنيين للنزوح لا سيما، وقد تعرضت ببيلا لدمار كبير جراء القصف المتواصل، بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو بثها ناشطون.
وفي بيت سحم، استمر القصف على البلدة لليوم الحادي عشر على التوالي، وأدى سقوط عدة قذائف صباح أمس إلى أضرار كبيرة بالمباني السكنية وسقوط عدة جرحى، مما أدى إلى نزوح جماعي، وقال ناشطون إن بلدة بيت سحم أشبه بمدينة أشباح حيث الحركة قليلة جدا في الشوارع وإغلاق شبه كامل للمحال التجارية بسبب سقوط عدة قذائف على الطريق العام، وتكسيرها للمحال التجارية مع انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات الأرضية والإنترنت بين الحين والآخر.
وهناك عدد كبير من الجرحى لا يمكن إنقاذهم لعدم وجود مشافٍ قريبة، وانعدام وجود الكوادر الطبية في البلدة. وفي تلك الأثناء، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 20 عنصرا من القوات النظامية، أمس، في انفجارين استهدفا ناديا للضباط في مدينة درعا في جنوب سوريا، مشيرا إلى أن الفرق الزمني بين التفجيرين لم يتجاوز بضع دقائق، وأنهما وقعا في الحديقة الخلفية للنادي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن انفجارا ثالثا لم تعرف طبيعته وقع في ملعب في المدينة، حيث توجد نقطة عسكرية أيضا، من دون أن يوقع ضحايا. لكن وكالة الأنباء الرسمية السورية، نفت أن تكون التفجيرات استهدفت نقاطا عسكرية، فقد أعلنت أن «إرهابيين فجروا ثلاث سيارات مفخخة بكميات من المتفجرات في مدينة درعا، مما أدى إلى استشهاد 7 مواطنين وإصابة عدد من المواطنين ووقوع أضرار مادية كبيرة».
وبدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية بتعرض منطقة طفس في درعا بانفجارات ضخمة، ترافقت مع إطلاق كثيف للنار من الحواجز خارج المدينة، مع استمرار لانقطاع الاتصالات والكهرباء عن المدينة.
وفي شمال البلاد، تحدث ناشطون عن تعرض أحياء من حلب لقصف مدفعي استهدف حي الليمون، وقصفا جويا بمنطقة جب غبشة، بينما تجدد القصف على بلدات حيان والسفيرة والمنصورة ويبدة وكفر حمرة.
كما وثقت شبكة «شام» الإخبارية تعرّض مدن وبلدات سراقب وكفر نبل ومعرة مصرين وكفروما وبنش في إدلب لقصف مدفعي، فيما تجددت الاشتباكات في مدينة معرة النعمان في المحافظة.
وفي حمص، قال ناشطون إن الجيش النظامي قصف عدة أحياء فيها، مثل دير بعلبة وجورة الشياح والوعر وبابا عمرو، بينما تواصل القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على مدن الرستن والحولة.
إلى ذلك، قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري إن نحو 20 ألف شخص فروا من المناطق الواقعة بالقرب من الحدود السورية – التركية خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقال إن بعضهم تمكن من دخول الأراضي التركية، بينما لجأ آخرون للمناطق الكردية داخل سوريا، التي تشهد هدوءا بصورة كبيرة.
أبو عبدو.. من مدرس سابق إلى مهرب محترف لصالح المعارضة
لا يجني ربحا لكنه يخاطر بحياته من أجل حلم «سوريا ديمقراطية»
الحدود التركية السورية – لندن: «الشرق الأوسط»
كان أبو عبدو أستاذا مدرسيا قبل أن يصبح مهربا متعدد المواهب ووسيطا قادرا على تدبير كل ما يلزم لإبقاء الانتفاضة السورية حية من خلال ممر حيوي غير شرعي عبر الحدود التركية.
عندما تحتاج الكتائب التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إلى اتصال بالإنترنت أو هواتف لاسلكية أو عادية وسترات واقية من الرصاص أو أسلحة أو ذخائر فأبو عبدو هو رجلهم. ربما لن يقوم بنفسه بشق طريقه وسط بساتين الزيتون في المنطقة الحدودية التي تعج بعمليات التهريب محاولا تجنب الجنود الأتراك، لكنه يعرف الباعة الأتراك والشراة السوريين، والزبائن ليسوا قلة على الإطلاق.
أكد أبو عبدو أنه دبر معدات اتصال لقيادة الجيش السوري الحر الذي يشكل أكبر حركة معارضة مسلحة تقاتل لإسقاط الأسد. كما أنه يؤمن الأسلحة والذخائر لقادة الكتائب في محافظتي حلب وإدلب في شمال غربي البلاد، كما وفر بعض مدافئ على الحطب لسكان يسعون إلى توفير تكاليف التدفئة شتاء.
وقال أبو عبدو لوكالة الصحافة الفرنسية في مقابلة على الحدود التركية السورية «الأمر رهن بالناس والطلب.. فعندما يطلبون مني شيئا أحاول توفيره. أحيانا يجري ذلك يوميا وأحيانا أخرى أسبوعيا». وأوضح «الحيز الأكبر من عملي يقضي بوصل الناس ببعضهم. إذا احتاج أحدهم شيئا في مكان ما فأنا أصله بالشخص القادر على تلبية رغبته».
وبسبب الحواجز الطيارة للجيش السوري إلى جانب غاراته الجوية وقصفه تصبح خطوط التموين التي يستخدمها المعارضون المسلحون في سوريا خطيرة جدا، ولا يمكن توقع ما قد يجري عليها. كما أن العقوبات الدولية تعني أن الكثير من المواد لم تعد متوافرة، وحتى الغذاء والأدوية الأساسية باتت ترد من الخارج، لذلك باتت تركيا المنصة الرئيسية لكل تلك العمليات.
وقال أبو عبدو «إذا أرادت تركيا حراسة الحدود بصرامة فسيخسر الثوار في 10 أيام، لأنها المورد الرئيسي لكل شيء». وتابع «كل ما نحتاجه للمخيمات كالهواتف والبطانيات والفرش والأغذية يأتي من تركيا، وبسبب العقوبات على سوريا لا يمكن لأحد تحويل المال إلى مصرف سوري، لذلك نستعين بالأتراك لإدخال المال إلى سوريا». وأوضح «نقل الأغذية من تركيا سهل لأننا نتجنب حواجز الجيش والنظام» التي ستطرح مشكلة إن كانت السلع تأتي من أي مكان آخر في سوريا.. «على سبيل المثال، إذا أحضرنا خياما للاجئين وأوقفنا على حاجز فسنتهم بإنشاء مخيم تدريب».
حصار بلدة حارم.. اختبار لوحدة المعارضة السورية وتنظيمها
الأساليب التكتيكية الجديدة قللت من معدل الخسائر في صفوف الثوار
حارم (سوريا): «الشرق الأوسط»
في خيمة وسط أشجار الصنوبر وتحت مياه الأمطار الغزيرة عكف رجلان على رسم خريطة على الأرض الموحلة وربما استخدما عقب سيجارة وحجرا وعلبة تونة في تحديد بعض الأهداف وسط علامات متناثرة على الخريطة.
كان الرجلان أشبه بمدربي كرة قدم يعدان خطة اللعب في إحدى المباريات. ولكن في سوريا هما يخططان للحرب.
ركض مقاتلون إلى داخل الخيمة للاحتماء بها من الأمطار الغزيرة وصاحوا يطلبون ذخيرة ووسيلة لنقل الجرحى. وعلى بعد امتزج صوت الرعد بأصوات قذائف المورتر.
رفع القائدان صوتيهما ليتغلبا على الضجيج المحيط بالخيمة، وهما يبحثان بعض الأساليب التكتيكية للسيطرة على بلدة حارم التي تحاصرها قواتهما من مقاتلي المعارضة. ونجاحهما ينطوي على مكاسب كبيرة ليس فقط لأن هذه البلدة الواقعة على الحدود التركية تتحكم في طريق استراتيجي إلى حلب، ولكنه بمثابة اختبار لجهود المعارضة من أجل تنظيم أفضل لصفوف المتطوعين غير المدربين.
وصاح أبو أسامة، أحد الرجلين الجالسين في وحدة القيادة التي أغرقتها الأمطار قائلا لزميله باسل عيسى وهما يعدان خطة منسقة لألويتهما المقاتلة: «اسمع يا باسل، ظلت هذه الثورة غير منظمة وعشوائية لما يزيد على عام حتى الآن. حان الوقت للبدء في توحيد استراتيجياتنا».
كان ذلك منذ أسبوعين تقريبا عندما بدأ فريق من «رويترز» في رصد الحصار المفروض على حارم والذي بدأ في منتصف أكتوبر (تشرين الأول). وفي الوقت الحالي تتحصن قوات الرئيس السوري بشار الأسد في القلعة التي يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى في حارم، بعد أن أخرجها مقاتلو المعارضة من باقي أنحاء البلدة بعد قتال في المنازل والشوارع. وتواصل نيران القنص والهجمات الجوية التي تشنها القوات السورية في أحداث خسائر بصفوف المعارضين المحاصرين للبلدة وعددهم 500 تقريبا، والذين يتعاملون بدورهم بلا هوادة مع بعض الأسرى الذين شاهد فريق «رويترز» أحدهم وهو يسقط قتيلا بنيرانهم.
وفي الوقت الذي التقى فيه معارضو الأسد ومؤيدوهم من الغربيين والعرب والأتراك في قطر الأسبوع الماضي سعيا وراء تحقيق وحدة الصف الصعبة، كان قياديو مقاتلي المعارضة في حارم يكافحون من أجل تشكيل قوة واحدة مدربة ومنضبطة يمكن أن تقلل مخاوف القوى الأجنبية من أن يؤدي إمداد جماعات مغمورة بالسلاح إلى مزيد من إراقة الدماء أو إشهار الأسلحة في وجه مانحيها.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت المعارضة ستنجح في توحيد الصف. وبدا قادتها السياسيون منقسمين كعادتهم في الدوحة مما أحبط حلفاء مثل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي دعت لتوحيد المعارضة وإعطاء صوت أقوى «لمن يحاربون ويموتون على الجبهة».
وقد أظهر القتال في حارم أن مقاتلي المعارضة تحت قيادة منشقين عن جيش الأسد أمثال أبو أسامة، هم أكثر براعة في المناورة من قوات الجيش السوري الأفضل تسليحا. غير أنه يظهر أيضا مدى قوة السلاح خاصة القوة الجوية التي يستعين بها الأسد للدفاع عن حكمه في مواجهة الانتفاضة التي اندلعت ضده قبل 19 شهرا وتحولت الآن إلى حرب أهلية. وانضم أبو أسامة وهو ضابط مدفعية إلى معركة حارم ممثلا للقيادة المشتركة للمجالس العسكرية، وهي مجالس ذات هيكل قيادي معقد، لكنها تقول إنها تهدف إلى استخدام التمويلات والأسلحة التي يأتي معظمها على ما يبدو من دول الخليج للسيطرة على الانتفاضة برمتها. وفي ظل الافتراض بأن القيادة ليست سهلة لاقت تلك المجالس العسكرية تشككا من بعض مقاتلي المعارضة، بينما رفضها آخرون رفضا تاما. ومن قبل لم يكن من شأن المحاولات الرامية إلى اقتحام دفاعات بلدة – مثل حارم التي كانت ذات يوم ثكنة للفرسان الصليبيين – سوى إحداث مزيد من الخسائر في أرواح المعارضين الذين قتل منهم عشرات الآلاف في صراع بدأ مع احتجاجات الربيع العربي العام الماضي. ولكن مع وضع خطة جديدة الآن يشرف عليها ضباط جيش مدربون من المجالس العسكرية المشتركة يتم فرض حصار محكم. ويقول مقاتلو المعارضة إن الأساليب التكتيكية الجديدة قللت من معدل الخسائر في صفوفهم، حتى وإن كان رجال الأسد يقاتلون من أجل النجاة بحياتهم في القلعة التي يتحصن بها نحو 400 جندي وفرد من ميليشيات الشبيحة الموالية للأسد.
كانت معظم شوارع حارم خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة بحلول الأيام الأولى من نوفمبر (تشرين الثاني) حيث أعلنوا تحرير البلدة وبدأوا في توزيع الأرز والزيت والمعكرونة والمياه على الأسر التي تقطعت بها السبل في منازلها أثناء القتال.
ولا تعتمد المجالس العسكرية المشتركة على خبرتها فقط‘ بل تقول إنها تملك المال أيضا بما يكفي لدفع 150 دولارا في الشهر لمقاتلين في وحدات تعترف بقيادتها.
وقال برهان غليون، وهو من زعماء المعارضة السورية في المنفى لـ«رويترز» في الدوحة إن التمويل يجيء من دول عدة تؤيد المعارضة. وفي بداية الصراع السوري كان كثير من السوريين يتفاخرون بإعلان ولائهم لأحد الطرفين. ولكن معظم سكان حارم اليوم لا يتحدثون سوى عن المعاناة والرغبة في انتهاء الصراع. وتساءل رجل يدعى أبو خالد كان جالسا في منزله مع ثلاث فتيات من أقاربه يراقب مقاتلي المعارضة من النافذة في صمت «هل أتذكر حتى إلى أي جانب أنحاز.. أريد أن يرحل بشار حتى يمكننا إنهاء هذا الوضع. إنها حرب أهلية حيث نرى أشقاءنا يقتلون بعضهم البعض في الشوارع». وشكت الفتيات الثلاث من الفوضى التي أحدثها مقاتلو المعارضة المتحصنين في الغرفة. ولكن أبو خالد رد على انتقاداتهن قائلا: «هذه خسائر بسيطة. انظرن من النافذة. نشاهد جيلا بأكمله يزول».
المعارضة السورية توقع على اتفاق مبدئي لتشكيل ائتلاف وطني جديد
تواصل مجموعات المعارضة السورية في الدوحة اجتماعاتها المارتونية حيث وقعت بـ”الأحرف الأولى” على اتفاق توحيد الصفوف لقيادة المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الأسد.
الدوحة: وقعت مجموعات المعارضة السورية الاحد في الدوحة بالاحرف الاولى اتفاقًا لانشاء “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة” الذي سيكون هيئة تنفيذية موحدة للمعارضة، وذلك بعد ايام من المفاوضات الشائكة، بحسب ما أفاد قيادي معارض.
وقال المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا صدر الدين البيانوني للصحافيين في الدوحة “تم التوقيع بالاحرف الاولى وبالاجماع على اتفاق تشكيل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية”. وكانت المعارضة استأنفت اجتماعاتها في الدوحة من اجل التوصل الى اتفاق حول تشكيل هيئة معارضة موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وعقد مندوبو فصائل المعارضة، لاسيما المجلس الوطني السوري، جلسة محادثات بعد الظهر في أحد فنادق الدوحة التي ترعى مفاوضات توحيد المعارضة التي كانت استمرت حتى فجر اليوم الاحد. والاتفاق المرتقب سيكون نتيجة تسوية بين المجلس الوطني السوري الذي يعد الكيان المعارض الاكبر، وباقي المجموعات المعارضة، على اساس مبادرة طرحها المعارض رياض سيف بهدف انشاء هيئة قيادية تنفيذية موحدة للمعارضة يمكنها أن تتواصل مع المجتمع الدولي وتوصل المساعدات الى الداخل السوري.
وقالت عديد المصادر إن قوى المعارضة السورية توصلت فجر الاحد الى اتفاق مبدئي حول هذه الهيئة الموحدة التي ستحمل اسم “الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة”، وذلك بعد ضغوط عربية وغربية على المجلس الوطني السوري الذي كان يتحفظ على هذا الاتفاق.
اجتماعات ماراتونية
وبعد اجتماعات ماراتونية استمرت 12 ساعة، قالت القيادية البارزة في المعارضة السورية سهير الاتاسي لوكالة الأنباء الفرنسية “اتفقنا على النقاط الاساسية وبقيت التفاصيل التي سنعود لمناقشتها عند الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت الدوحة”.
اما رياض سيف الذي تقدم بمبادرة بدعم من واشنطن لتشكيل هيئة قيادية موحدة للمعارضة تحت مسمى “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تتجاوز المجلس الوطني الذي يعد الكيان المعارض الاهم، فقال لوكالة فرانس برس “كنا على وشك التوقيع لكن فضلنا دراسة النظام الاساسي للجسم الجديد الذي سيوحد المعارضة بناء على طلب بعض الاطراف”.
واضاف أن “الاتفاق يتمحور حول انجاز كتلة معارضة واحدة وليس كتلتين كما كان الحال”. وتوقع سيف أن “يتم توقيع الاتفاق اليوم الاحد في احتفال يحضره امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني و ضيوف آخرون”.
وردًا على سؤال حول ما اذا كان مرشحاً لرئاسة الائتلاف المعارض الجديد، قال سيف “من المبكر الحديث عن ذلك الآن. دعنا ننتظر اجواء الاجتماع المقبل و سنرى”. وسيشارك المجتمعون عند الساعة 7,00 تغ بتوقيت الدوحة في حفل رسمي لتوقيع الاتفاق في حال انهوا صياغة الاتفاق.
ضغوط دولية
ومن ناحيته، قال سمير نشار القيادي في المجلس الوطني السوري إن “ضغوطاً دولية هائلة” مورست على المجلس من اجل القبول بالاتفاق. واضاف “طلبنا مهلة ساعات لندرس بعض التفاصيل”.
ولكن رياض سيف نفى وجود ضغوط وقال “لا اعتقد هذا لكن لدى الاخوان مشكلة وقت فقد كانوا منشغلين بانتخابات قيادة جديدة للمجلس الوطني (انتهت مساء الخميس) في حين أن الاطراف الثانية تناقش الموضوع منذ يوم الخميس”.
واستمر الخلاف امس السبت بين فصائل المعارضة السورية حول مبادرة لتوحيد قيادتها ما دفع الوسطاء الدوليين الحاضرين في اجتماعات المعارضة في الدوحة للضغط على الاطراف لاسيما على المجلس الوطني السوري المتحفظ عن الانضمام لهيئة قيادية تتجاوزه، بحسب ما افاد معارضون السبت.
وذكرت مصادر من المعارضة السورية أن المسؤولين من دولة قطر الراعية للمحادثات ومن دول أخرى مثل الولايات المتحدة وتركيا والامارات، عقدوا لقاءات جانبية مع المعارضين للتقريب بين وجهات نظر المجلس الوطني السوري وباقي فصائل المعارضة المؤيدة لـ”هيئة المبادرة الوطنية السورية”.
ومنذ انطلاق اجتماعاتها الخميس في الدوحة، لم تتفق المعارضة بعد على صيغة مطروحة لتوحيد العمل المعارض على اساس المبادرة التي يقودها المعارض رياض سيف بدعم من واشنطن لتشكيل هيئة قيادية موحدة للمعارضة تحت مسمى “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تتجاوز المجلس الوطني الذي يعد الكيان المعارض الاهم.
وقال القيادي في المجلس الوطني احمد رمضان لوكالة فرانس برس بعد جلسة مناقشات استمرت ثلاث ساعات “ما زلنا متمسكين برؤيتنا. قلنا لهم إن المجلس الوطني موجود بمؤسساته والمبادرة يمكن لها أن تتشكل بذاتها ثم نشكل معا جسمًا مشتركًا”.
واضاف “اننا نشعر بضغوط تمارس علينا من اجل الانضمام للهيئة الجديدة مقابل وعود دولية لكن دائماً بدون ضمانات”. ويتحفظ المجلس الوطني عما يرى أنها محاولات لتخطيه أو “تصفيته” من خلال مبادرة سيف.
وحضر جزءاً من المحادثات السبت وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وبحسب رمضان، اكد الشيخ عبدالله “وقوف الامارات ودول الخليج الى جانب السوريين” وابلغ المجتمعين أن “الدعم الدولي سيكون قويًا في حال التوصل لايجاد اطار موحد للمعارضة السورية”.
وتم عقد لقاءات جانبية جمعت المعارضين السوريين مع كل من وزيري الخارجية القطري والاماراتي وممثلين للولايات المتحدة وتركيا بحسب مصادر من المعارضة. وافاد مشاركون في المحادثات لوكالة فرانس برس أن اعضاء المجلس الوطني يتعرضون بالفعل لمحاولات اقناع حثيثة من اجل الالتحاق بمبادرة رياض سيف المدعومة دوليًا.
“نقاشات واعدة”
في المقابل، بدا المعارض السوري من خارج المجلس الوطني هيثم المالح متفائلاً، وقال إن “النقاشات واعدة وهي ليست سلبية”. واضاف “اتوقع أن نخرج الليلة بشيء ما” بدون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
بدوره، قال القيادي في المجلس الوطني برهان غليون لفرانس برس “هناك تقدم حقيقي وملموس وستظهر نتائجه في اقرب وقت”. واضاف “سوف يكون هناك اتفاق سياسي للعمل المشترك وبالطبع سيكون هناك جسم سياسي يضبط هذا العمل المشترك (…) ستكون هناك قيادة موحدة مثلما هي الحال بالنسبة لكل عمل مشترك”.
وصرح سالم المسلط ممثل اتحاد العشائر في المجلس الوطني “الاتجاه الآن نحو استبدال اسم هيئة المبادرة الوطنية السورية بالائتلاف الوطني السوري. واضاف “استمعنا الى معالي رئيس مجلس الوزراء القطري وايضا الى وزير خارجية دولة الامارات وتبدو الوعود مطمئنة. هناك وعود كثيرة بالاعتراف المباشر بهذا الجسم ويمكن أن يشغل مقعد سوريا الشاغر في الجامعة العربية.
وتابع المسلط “نحتاج الى ان تكون الوعود صادقة هذه المرة، ان شاء الله نخرج الليلة باتفاق”. وابدى المجلس الوطني السوري على مدى الايام الماضية تحفظًا مستمرًا عن المبادرة المطروحة لتوحيد المعارضة السورية رافضاً الانضواء تحت لواء هيئة سياسية تتجاوزه.
وقال الرئيس الجديد للمجلس جورج صبرة في وقت سابق في اول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، إن “المجلس الوطني اقدم من المبادرة السورية أو أي مبادرة اخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب الى مشروع وطني وليس مطلوبًا من اي جهة الانضواء تحت لواء جهة أخرى”.
واضاف “دخلنا في حوار مفتوح مع اخوتنا (المعارضون من خارج المجلس الوطني) واطلعنا على مبادرتهم لكن نحن ايضاً لدينا وجهة نظرنا وافكارنا التي سنطرحها”. وشدد صبرة في كلمته امام الصحافيين على أن “القرار المستقل يبقى موضع الحرص بالنسبة لنا”.
ويعد صبرة من القادة الاكثر حزمًا في المجلس الوطني السوري. وكان رمضان اكد في وقت سابق “تمسك المجلس الوطني بدوره الاساسي في المعارضة السورية ورفض أي محاولة أو مبادرة لالغائه” قائلا إن “المبادرة (التي يقودها رياض سيف) تهدف لانشاء جسم سياسي بديل عن المجلس الوطني”.
وكانت فصائل من المعارضة السورية بدأت اجتماعات منذ الخميس في الدوحة برعاية قطر والجامعة العربية للاتفاق على هيئة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الاسد، وذلك خصوصا في ضوء الامتعاض الدولي من المجلس الوطني والمعارضة المشرذمة عمومًا.
ويقدم المجلس الوطني مبادرة في مواجهة مبادرة سيف، الا أن المبادرتين تقتربان في المضمون ما يدفع الى الاعتقاد أن الخلاف الاساسي يبقى حول مستقبل المجلس الوطني ودوره القيادي للعمل المعارض.
وتتمحور افكار مبادرة المجلس الوطني بحسب آخر وثيقة تمت صياغتها واطلعت عليها وكالة فرانس برس حول انشاء اربعة كيانات هي “الحكومة الموقتة، وصندوق دعم الشعب السوري مع دعوة اصدقاء الشعب السوري الى تقديم الدعم له بدون تأخير، والقيادة المشتركة للمجالس العسكرية والتشكيلات العسكرية في الداخل، ولجنة قضائية سورية”. ويريد المجلس “حكومة سورية موقتة الى حين انعقاد مؤتمر عام في سوريا يتولى عندها تشكيل الحكومة الانتقالية”.
في المقابل فإن الخطة المعروضة للنقاش والتي يقودها سيف تنص على اقامة هيئة سياسية موحدة من ستين عضواً يمثلون المجلس الوطني وما يعرف بـ”الحراك الثوري” في الداخل وباقي فصائل المعارضة، اضافة الى المجموعات المسلحة المعارضة وعلماء دين ومكونات اخرى من المجتمع السوري. ويفترض أن تشكل هذه الهيئة حكومة موقتة من عشرة اعضاء، ومجلسًا عسكريًا اعلى للاشراف على المجموعات العسكرية وجهازاً قضائياً.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/773311.html
كاميرون دعا علنًا لتسليح ثوار سوريا… الغرب مذهول وأميركا مترددة
كان إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمثابة مفاجأة للحلفاء، بعد اقتراحه تسليح مقاتلي المعارضة السورية، فانقسم التحالف الغربي حول الاقتراح غير المتوقع لرئيس الحكومة وتصاعدت الأسئلة حول جدوى التسليح ونتيجته.
من المعروف أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من تنامي دور الجماعات الإسلامية المتشددة في القتال الدائر في سوريا، إلى جانب أنباء عن انتهاكات لحقوق الإنسان. لكن اقتراح كاميرون يهدف إلى تغيير في حظر الأسلحة المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي للسماح بتدفق السلاح للثوار انطلاقاً من الاعتراف بحقهم في “الدفاع عن النفس”.
لكن اعتراف بعض الجماعات السورية المعارضة بإعدام معتقلين، وتمتع المجموعات الإسلامية والمتطرفة بدعم شعبي وعسكري واسع داخل الاراضي السورية سببا ارتباكاً لدى مسؤولي وزارة الخارجية الاميركية وفي العواصم الحليفة الأخرى.
فوضى بدلاً من التغيير
كاميرون وحلفاؤه في الاتحاد الاوروبي، من ضمنهم فرنسا وايطاليا، يرغبون في أن تسلط الاضواء خلال أي نصر للمعارضة السورية على الاسلحة التي تأتي الى الثوار من أوروبا. السبب قد لا يقتصر على الرغبة في مساعدة الثوار، إذ يرى بعض القادة العسكريين في المعارضة السورية أن “السياسة الدولية الحالية تبدو هادفة إلى إشعال حرب أهلية طويلة الامد في المنطقة”.
فقال يحيى البيطار، وهو منشق من القوات الجوية للنظام، في مقر الجيش السوري الحر في محافظة ادلب، إن الدول الغربية تعمل على توفير الأسلحة الشخصية للثوار، إنما بالعدد الذي يكفي لترك الوضع كما هو عليه الآن. وعندما يصبح الثوار أكثر قوة ويبدأون بهزيمة قوات الحكومة، يتوقف المجتمع الدولي عن إرسال الأسلحة للمعارضة. “ثم عندما تصبح المعارضة ضعيفة، يصل المزيد من الدعم”.
وأضاف مشيراً إلى أن من يراقب كيف تتدفق الأسلحة ثم تتوقف، يصل إلى استنتاج بأن هذه الخطوات مرتبة ومصممة من أجل ترك سوريا في حال من الفوضى، بدلاً من إحداث تغيير”.
أمل في اجتماعات الدوحة
ويأمل زعماء العالم أن تؤدي الاجتماعات والنقاشات في الدوحة إلى رسم استراتيجية أكثر تماسكاً. ويعتبر التصويت على تعيين جورج صبرا، المسيحي الشيوعي السابق، كرئيس للمجلس الوطني السوري بمثابة خطوة إلى الأمام، لكنه لم يفعل شيئاً يذكر لإخفاء تردد الفصائل المتنافسة على وضع طموحاتهم جانباً من أجل الوحدة.
ويقول ديبلوماسيون إن التعيينات الجديدة تعتبر تقدماً عن الاجتماعات السابقة، حيث بدت الانقسامات واضحة إلى حد أنه تم استدعاء الأمن خمس مرات أثناء تجمع للمعارضة في تونس لتفريق الشجارات بالأيدي بين المندوبين. أما في تركيا، فغادر أحد المندوبين احتجاجاً على موقعه أثناء الوقوف لالتقاط صورة جماعية للمشاركين.
اقتراح كاميرون هو محاولة لتجاوز حال الجمود في قطر وفي سوريا على حد سواء. وقال “لنتحدث بصراحة، ما فعلناه خلال الأشهر الـ 18 الماضية لم يكن كافياً”، مؤكداً عزمه على رحيل الأسد من منصبه.
الدفاع عن النفس لتسهيل بيع الأسلحة
وتبدو وزارة الخارجية البريطانية وكأنها تتخبط لمتابعة كيفية تلبية مقترح رئيس الوزراء لإعادة التفاوض بشأن الحظر المفروض على الأسلحة، على الرغم من احتمال واحد هو إدراج عبارة “الدفاع عن النفس” ليتم بيع الأسلحة، على الرغم من أن التقارير تشير الى أنه لا توجد نية لبريطانيا لتوفير الأسلحة بنفسها.
لكن من المرجح أن ترفض الولايات المتحدة هذه الفكرة، فقد أعلن السفير الأميركي في سوريا، روبرت فورد بوضوح أنه لا يوجد أي تغيير في قرار بلاده حول تقديم الأسلحة الثقيلة للثوار. تبدو الولايات المتحدة كمن يقف على حافة الماء، لكن ما زال غير مستعد للسباحة، فهي الأكثر حذراً من الجميع حيال مسألة تسليح الثوار.
لكن في ظل هذا التردد والتخوف، سوف تزيد الانقسامات سوءاً بين الثوار مما يجعل مسألة دعمهم قضية أكثر صعوبة وأقل احتمالاً في أن تحصل على الدعم الشعبي والسياسي في الدول الغربية. في الوقت نفسه، يرتفع منسوب الخطر ليهدد بإراقة المزيد من الدماء في الفوضى التي بدأت في الانتشار عبر المنطقة.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/773305.html
أطياف المعارضة السورية توقّع على تشكيل “الإئتلاف الوطني” الموحّد
أعلن المراقب العام السابق لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا صدر الدين البيانوني أن “مجموعات المعارضة السورية وقّعت بالإجماع في الدوحة، بالأحرف الأولى اتفاقاً لإنشاء الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة، الذي سيكون هيئة تنفيذية موحدة للمعارضة، وذلك بعد ايام من المفاوضات الشائكة”.
وقال البيانوني للصحافيين في الدوحة إن “توقيعاً احتفالياً رسمياً على الاتفاق سيتم مساء اليوم الاحد في الدوحة بحضور شخصيات عربية ودولية”.
من جانبه، قال المعارض السوري عن تجمّع “أحرار سوريا” زياد ابو حمدان لوكالة “فرانس برس” إن “اللجان الفنية ولجنة الصياغة لا تزال تعمل على استكمال النظام الاساسي للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة”، وأضاف “لم يعد يوجد اي خلاف الان حول الاتفاق”، كما أشار أبو حمدان إلى أنه “يجري الان ايضا البحث في نقطة الحكومة الانتقالية ما اذا ستكون بالتوافق او بالانتخاب، كما تم الاتفاق على توحيد المجالس العسكرية تحت غطاء سياسي”، واصفاً ذلك بـ”الخطوة المهمة جدا لتوحيد المعارضة”.
(أ.ف.ب.)
المعارضة السورية تتفق على ائتلاف وطني
وقعت أطياف المعارضة السورية المجتمعة في العاصمة القطرية الدوحة، بالأحرف الأولى على تشكيل “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” بحيث يضم أطياف المعارضة السياسية والحراك الثوري والتشكيلات العسكرية بالداخل. وذلك بعد أيام من المفاوضات الشائكة.
وقد علم مراسل الجزيرة أن الائتلاف الجديد اتفق على تشكيل حكومة انتقالية بعد حصوله على الاعتراف الدولي. كما سيدعو الائتلاف إلى مؤتمر وطني عام عقب سقوط النظام السوري، ومن ثم يتم حل الائتلاف والحكومة. وأضاف المراسل أن المجلس الوطني السوري سيمثل بـ22 مقعدا من أصل ستين هو عدد مقاعد الائتلاف الجديد.
ويستمر النقاش اليوم بشأن تفاصيل هذا الائتلاف الجديد بحيث يشمل هيئة قانونية إضافة إلى مسألة توحيد المجالس العسكرية المقاتلة. كما سيختار المجتمعون رئيسا للائتلاف الجديد ونائبا له.
وقال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني للصحفيين في الدوحة “تم التوقيع بالأحرف الأولى وبالإجماع على اتفاق تشكيل الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية، مشيرا إلى أن توقيعا احتفاليا رسميا على الاتفاق سيتم مساء اليوم في الدوحة بحضور شخصيات عربية ودولية.
وقد تم الاتفاق على تشكيل هذا الائتلاف على أساس مبادرة تقدم بها المعارض البارز رياض سيف بدعم من واشنطن وعدة دول، وسينتج عنه هيئة قيادية تنفيذية للمعارضة وحكومة مؤقتة فضلا عن توحيد المجالس العسكرية في الداخل تحت لواء الائتلاف.
وكانت قوى المعارضة بدأت الخميس محادثات شائكة لتوحيد صفوفها، واصطدمت هذه المحادثات خصوصا بتحفظات المجلس الوطني السوري الشديدة الذي كان يرفض تجاوزه أو تصفيته ويخشى أن تكون المبادرة محاولة لتذويب المجلس -الذي يعد الكيان الرئيسي للمعارضة- داخل كيان جديد.
من جانبه قال المعارض السوري عن تجمع أحرار سوريا زياد أبو حمدان لوكالة الصحافة الفرنسية إن اللجان الفنية ولجنة الصياغة لا تزال تعمل على استكمال النظام الأساسي “للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة”، مؤكدا أنه لم يعد يوجد أي خلاف الآن حول الاتفاق.
وأشار أبو حمدان إلى أنه يجري الآن البحث في نقطة الحكومة الانتقالية ما إذا ستكون بالتوافق أو بالانتخاب، كما تم الاتفاق -حسب نفس المصدر- على توحيد المجالس العسكرية تحت غطاء سياسي ووصف ذلك بـ”الخطوة المهمة جدا لتوحيد المعارضة”.
الاجتماع والضغوط
وكانت أطياف المعارضة السورية استأنفت صبيحة اليوم اجتماعاتها في الدوحة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل هيئة معارضة موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وعقد مندوبو فصائل المعارضة، ولا سيما المجلس الوطني السوري، جلسة محادثات بعد الظهر في أحد فنادق الدوحة.
وقال القيادي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان لوكالة الصحافة الفرنسية إن أهم نقاط الاتفاق لقيام ائتلاف بين المجلس الوطني وقوى المعارضة الأخرى هو “العمل على إسقاط النظام وعدم الدخول في أي حوار” معه، مشيرا إلى أن “الائتلاف سيعمل على توحيد المجالس العسكرية” التي تحارب جيش النظام داخل سوريا.
وجاء هذا الاتفاق بعد ضغوط عربية وغربية على المجلس الوطني السوري الذي كان يتحفظ على هذا الاتفاق، وفي هذا السياق قال القيادي في المجلس الوطني السوري سمير نشار إن “ضغوطا دولية هائلة” مورست على المجلس من أجل القبول بالاتفاق، مشيرا لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن المجلس طلب مهلة ساعات لدراسة بعض التفاصيل.
ولكن رياض سيف صاحب المبادرة نفى وجود ضغوط وقال “لا أعتقد هذا لكن لدى الإخوان مشكلة وقت فقد كانوا منشغلين بانتخابات قيادة جديدة للمجلس الوطني (انتهت مساء الخميس) في حين أن الأطراف الثانية تناقش الموضوع منذ يوم الخميس”.
وذكرت مصادر من المعارضة السورية أن المسؤولين من قطر -الراعية للمحادثات- ومن دول أخرى مثل الولايات المتحدة وتركيا والإمارات، عقدوا لقاءات جانبية مع المعارضين للتقريب بين وجهات نظر المجلس الوطني السوري وباقي فصائل المعارضة المؤيدة لـ”هيئة المبادرة الوطنية السورية”.
وكان الرئيس الجديد للمجلس الوطني جورج صبرة قال في وقت سابق في أول مؤتمر صحفي له بعد انتخابه، إن “المجلس الوطني أقدم من المبادرة السورية أو أي مبادرة أخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب إلى مشروع وطني وليس مطلوبا من أي جهة الانضواء تحت لواء جهة أخرى”.
قتلى بسوريا وقصف لرأس العين والبوكمال
قال ناشطون سوريون إن 11 شخصا قتلوا اليوم في سوريا، في حين قصفت قوات النظام بالمروحيات والمدفعية الثقيلة مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا وذلك بعد أيام من سيطرة مقاتلي الجيش السوري الحر على المدينة والمنطقة الحدودية فيها مع تركيا.
وبث الناشطون صورا أظهرت آثار القصف الذي شمِل مزارع في الغوطة الشرقية وبعضَ الأبنية التي تضررت جراء القصف.
وتشهد مدينة دوما قصفا عنيفا بالطائرات منذ أسابيع أدى إلى دمار واسع شمِل معظم مساجدها، كما إنهارت مئات من المباني والمنازل، بينما نزح أكثر من أربعمائة ألف من سكانها.
وأفاد ناشطون بأن الجيش الحر أحبط محاولة لقوات النظام لاقتحام معرة النعمان. وفي دير الزور بث ناشطون صورا تظهر تصاعد سحب دخان من أنبوب لنقل النفط بعد تعرضه لقصف جوي. ويقول ناشطون إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في قصف من طائرات النظام على حيي الجبيلة والموظفين.
قصف حدودي
في هذه الأثناء قصفت قوات النظام بالمروحيات والمدفعية الثقيلة اليوم مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا.
وأظهرت صور التقطت من الجانب التركي للحدود قصفا عنيفا تعرضت له المدينة وسحبا من الدخان الأسود.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مركز إكثار البذار في قرية تل حلف قد احترق بالكامل نتيجة القصف.
كما قصفت قوات النظام المعبر الحدودي في محافظة الحسكة بشمالي شرقي البلاد المنتجة للنفط والتي تضم نسبة كبيرة من الأقلية الكردية في سوريا والواقعة على بعد 600 كيلومتر من دمشق.
ويأتي هذا التصعيد في محافظة الحسكة عقب إعلان الجيش الحر سيطرته على مدينة رأس العين والمنطقة الحدودية فيها مع تركيا.
غارات وتوحيد
وفي البوكمال بدير الزور أيضا قال ناشطون إن طائرات النظام أغارت منذ الصباح الباكر على المدينة. وأضاف الناشطون أن الغارات استهدفت السوق التجاري في المدينة وحي طويبة.
وقد أدى القصف إلى تهدم عدد من المنازل ودمار واسع في المحال التجارية. كما قصفت مدفعية النظام أحياء الجبيلة والشيخ ياسين والحميدية في دير الزور المدينة.
من جهة ثانية أعلن عدد من الألوية والكتائب المسلحة العاملة في معظم المحافظات السورية عن توحدهم في جبهة أطلقوا عليها جبهة الأصالة والتنمية.
وقال المشاركون في الجبهة في مؤتمر صحفي عقدوه في مدينة أنطاكيا التركية، إنهم يتبعون المنهج الوسطي بلا تطرف أو تفريط.
وأوضحوا أن الجبهة تتكون من تجمع عسكري وآخر مدني، “وتهدف إلى تحرير سوريا وشعبها من النظام الدكتاتوري والقيام بأعمال إغاثية وخيرية”.
جمعيات تتبنى تدريس السوريين بلبنان
جهاد أبو العيس-بيروت
رغم ذاكرة الدمار والألم التي التصقت بذاكرته المثقلة بالهموم، لم يخف أحمد مسالمة -ابن ريف حلب القادم لاجئا مع عائلته لبيروت- سعادته من انتظام أطفاله الثلاثة بالمدرسة.
يقول مبتسما “كانت فرحتي غامرة عندما علمت أن مدارس الإيمان فتحت أبوابها لأبنائنا للدراسة مجانا، هم كبير وانزاح، الآن أستطيع التفكير بروية أكثر كيف أبحث عن فرصة عمل وتأمين ما تبقى من أولويات”.
ويعد مسالمة واحدا من آلاف السوريين الفارين بعائلاتهم إلى لبنان منذ بدء الأحداث الدامية في سوريا، ممن أثقلتهم هموم إلحاق أبنائهم بالمدارس في لبنان، بالنظر للظروف المعيشية المزرية وحالة عدم الاستقرار، ورسوم التدريس المرتفعة.
وبحسب آخر أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان, تبلغ أعداد اللاجئين السوريين حتى الآن أكثر من 112 ألفا، فيما تشير توقعات المنظمة لاحتمالية ارتفاع العدد لأكثر من 120 ألفا حتى مطلع العام المقبل.
وقد جاءت فرحة مسالمة وغيره من أرباب الأسر الكثيرة والفقيرة بعد قرار جمعية التربية الإسلامية (الذراع التعليمية والتربوية للإخوان المسلمين في لبنان) بتبني تدريس الطلبة السوريين مجانا في مدارس الإيمان التابعة للجمعية وفي مختلف المناطق.
واجب أخلاقي
أما قرار الجمعية فقد جاء رغم كلفته التشغيلية العالية إنسانيا بحتا وشعورا بالواجب الأخلاقي تجاه الشعب السوري, طبقا لما قاله رئيس الجمعية غسان حبلص، الذي أوضح للجزيرة نت أن قرار فتح المدارس يرجع لامتداد عمر الأزمة السورية وعدم وضوح خيوط نهايتها.
وتعتبر جمعية التربية الإسلامية من المؤسسات التعليمية والتربوية القوية المنتشرة في لبنان والعاملة بنظام “ثنائية اللغة”، وهي تشرف على 15 مدرسة ابتدائية وثانوية من طرابلس شمالا حتى بلدة يارين الحدودية جنوبا.
وقال حبلص إن مباني مدارس الجمعية استوعبت حتى الآن 11 ألف طالب لاجئ ضمن حدود الطاقة الاستيعابية القصوى للمدارس بنظام الدوام المسائي، فيما تقدر أعداد الطلبة ممن هم بسن الدراسة الابتدائية والثانوية بحوالي 25 ألف طالب وطالبة توزعوا على عدة مدارس حكومية وأخرى تطوعية خاصة.
ولفت إلى مجانية التعليم البحتة بهذا المشروع، مشيرا إلى أن الهيئة التدريسية لهذا العدد الكبير من التلاميذ هي طاقم سوري بالكامل باستثناء بعض المشرفين اللبنانيين من الجمعية.
فرص عمل
وأوضح حبلص أن الجمعية وفرت فرص عمل لأكثر من 700 أسرة لاجئة من خلال توظيف المعلمين والمعلمات السوريين من اللاجئين بسبب الأحداث، وبمتوسط راتب بلغ 600 دولار أميركي للمعلم.
وقال إن المدرسة وضعت حدا أدنى لكلفة كل طالب بلغت 700 دولار سنويا، مشيدا بالمساعدة التي تقدمها جمعيات إغاثة كويتية أهلية وكذا خليجية، ومتبرعون شخصيون من هنا وهناك قدموا بعضا من الكفالات.
وعن تحدي المناهج قال “في سوريا المناهج معربة بالكامل في حين المنهج اللبناني ثنائي اللغة، ما دفعنا لتدريس المنهاج السوري في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بعد تنقيحه من بعض المواد والدروس”.
أما ما يخص مرحلة الصف التاسع وما بعدها فأشار إلى أن المنهج اللبناني هو المطبق لكن مع تعريب مواد الرياضيات والعلوم مع اختصار بعض المواد وتبسيطها واختصار عدد الحصص الأسبوعية إلى ثلاثين حصة فقط.
تحديات وعقبات
واعتبر المشرف التربوي أن من أكبر العقبات التي تواجه المشروع هو عدم توفر الأوراق الرسمية والشهادات المدرسية السابقة لدى كثير من الطلاب، إلى جانب وجود تجمعات من اللاجئين في مناطق بعيدة عن مباني المدرسة، ما يتطلب توفير أسطول من الحافلات.
وفيما يخص تكاليف المرحلة الجامعية كشف عن قيام جناح رابطة الطلبة المسلمين التابع للجمعية، بتكفل دفع الرسوم الجامعية الكاملة العام الماضي لزهاء ألف طالب سوري لاجئ, في حين أن الاستعدادات قائمة لدفع رسوم الجامعة لهذا العام لقرابة الألفي طالب محتاج.
وقال إن مخاطبات عدة رفعتها إدارة الجمعية للمفوضية العليا للاجئين وكذلك منظمة اليونسكو ووزارة التربية اللبنانية، بخصوص تحمل جزء من النفقات التشغيلية نظرا للكلفة الكبيرة المطلوبة، إلا أن الأمر لا يزال عند مجرد الوعد بالمساعدة.
إسرائيل تقصف الجولان السوري لأول مرة منذ 4 عقود
ستتدخل في حال إقدام النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية
دبي – قناة العربية
في تصعيد جديد بالجولان السوري، رد الجيش الإسرائيلي، الأحد، بإطلاق قذائف على مواقع تابعة للجيش السوري في الشطر الخاضع لدمشق من الجولان، وذلك لأول مرة منذ عام 1973.
وقال مراسل “العربية” في القدس، زياد حلبي، سقطت تلك القذائف على منطقة بير العجم، بالجولان، كما أن المناخ السياسي في إسرئيل حالياً يسوده اعتقاد واسع بأن الجيش الإسرائيلي لن يتورّط في الأزمة السورية.
وأوضح المراسل أنه في حال وقوع إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين ستأخذ الأزمة منحنى تصعيدياً من قبل حكومة نتنياهو، وهناك تخوف إسرائيلي حقيقي من أن تتحول منطقة الجولان إلى سيناء جديدة، وذلك حسب وجهة النظر الإسرائيلية.
كما لفت إلى أن التدخل الإسرائيلي في سوريا يكمن في حال إقدام النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية، وخشية تسليمها لحزب الله اللبناني.
وتأتي تلك التطورات بعد تعرض مستوطنة إسرائيلية، الخميس، في الجزء الخاضع لتل أبيب من الجولان لقذائف “مورتر”، مصدرها سوريا، وقالت إسرائيل إن رصاصة سورية طائشة ضربت إحدى سيارات الجيش الإسرائيلي كانت تقوم بدورية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري قدمت إسرائيل شكوى إلى الأمم المتحدة بعد أن دخلت ثلاث دبابات منطقة منزوعة السلاح في الجولان.
صاروخ إسرائيلي على سوريا “للتحذير“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أطلق الجيش الإسرائيلي الأحد صاروخا باتجاه الأراضي السورية كنوع من”التحذير”، وذلك إثر سقوط قذيفة هاون مصدرها سوريا على شمال إسرائيل، حسبما أفاد بيان للجيش الإسرائيلي.
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن الجنود أطلقوا النار باتجاه منطقة قريبة من موقع للجيش السوري، في أول حادث من نوعه منذ نهاية حرب أكتوبر 1973.
واحتلت إسرائيل الجولان من سوريا في حرب عام 1967. وذكر الجيش أنه لم ترد تقارير عن وقوع أضرار أو إصابات داخل إسرائيل.
يذكر أن عددا من قذائف الهاون سقط على الجولان خلال الصراع الدائر في سوريا. وتعتبر إسرائيل إطلاق النار أمرا عرضيا، ولكنها مع ذلك حذرت بأنها تحمل سوريا المسؤولية.
المعارضة السورية تتوحد بائتلاف موسع
درويش الطويل – الدوحة – سكاي نيوز عربية
وقعت مجموعات المعارضة السورية المجتمعة في العاصمة القطرية الدوحة الأحد بالأحرف الأولى اتفاقا لإنشاء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي سيكون هيئة تنفيذية موحدة للمعارضة، وذلك بعد أيام من المفاوضات، حسبما قال قيادي معارض لـ”سكاي نيوز عربية”.
وأوضح عضو المجلس الوطني السوري لؤي الصافي أنه سيتم مساء الأحد اختيار رئيس ونائب رئيس للائتلاف، الذي تلقى وعودا دولية بدعم سياسي ومالي وعسكري، حسب تعبيره.
وأوضح الصافي أن الائتلاف الذي قد يعمل من القاهرة، سيقوم بتشكيل حكومة انتقالية ريثما حصل على اعتراف دولي.
وأضاف في حديث إلى “سكاي نيوز عربية” أن الائتلاف السوري المعارض سيدعم المجموعات المعارضة المسلحة التي تعمل على الأرض داخل سوريا من خلال مجلس عسكري أعلى، مشيرا إلى وجود “نظام أساسي يحكم العلاقة داخل الائتلاف لضمان عدم وقوع خلافات بين مكوناته”.
كان اجتماع المعارضة السورية بالدوحة الأحد استقر على إنشاء ائتلاف يضم المجلس الوطني السوري والشخصيات المعارضة المشاركة بالمحادثات، حسبما أفاد مراسلنا.
وكانت قوى المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة اتفقت على اتفاق مبدئي مساء السبت حول جسد موحد لها يحمل اسم “الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة” وأرجأت الإعلان عن تفاصيل الاتفاق إلى الأحد.
وقالت القيادية البارزة في المعارضة السورية سهير الأتاسي: “اتفقنا على النقاط الأساسية وبقيت التفاصيل التي سنعود لمناقشتها الأحد”.
وأفاد مراسلنا عن وزير الدولة لشؤون الخارجية القطرية خالد العطية تأكيده أن التوافق بين جميع الأطراف يذهب بالاتجاه الصحيح.
ومنذ انطلاق اجتماعاتها الخميس في الدوحة، لم تتفق المعارضة بعد على صيغة مطروحة لتوحيد العمل المعارض على أساس المبادرة التي يقودها المعارض رياض سيف بدعم من واشنطن لتشكيل هيئة قيادية موحدة للمعارضة تحت مسمى “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تتجاوز المجلس الوطني الذي يعد الكيان المعارض الأهم.
ويتحفظ المجلس الوطني عما يرى أنها محاولات لتخطيه أو “تصفيته” من خلال مبادرة سيف.
وانتخب المجلس الجمعة المعارض المسيحي جورج صبرا رئيسا له.
المعارضة السورية تتفق على تشكيل ائتلاف جديد
الدوحة، قطر (CNN) — توصلت مجموعات سورية معارضة إلى اتفاق مبدئي مع فصائل أخرى لتشكيل ائتلاف جديد، يمكن أن يصبح حكومة انتقالية جديدة في خطوة فسرت على نطاق واسع بأنها ضرورية في الجهود الرامية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وتعرض المجلس الوطني السوري لضغوط من الولايات المتحدة ودول عربية، في مقدمتها قطر، وقد استمرت المحادثات حول هذه القضية يوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة وفقا لعضو المجلس محمد دوغام.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن المعارض السوري علي صدر الدين البيانوني، المسؤول الكبير السابق قي جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أعلن أن كل قوى المعارضة وافقت على تأسيس ائتلاف وطني، وأنه سيتم توقيع الاتفاق رسميا مساء الأحد.
تأتي هذه الخطوة بينما يتصاعد القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة وسط تقارير عن أن الرئيس الأسد يفقد قبضته على البلاد التي حكمتها أسرته لأكثر من أربعة عقود.
وبموجب الاقتراح المطروح، فإن المجلس الوطني ستصبح جزءا من مجموعة جديدة من شأنها أن تشكل حكومة أمر واقع داخل المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في سوريا.
واتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تدعم الأسد الدول الداعمة لمؤتمر المعارضة في قطر برعاية الإرهاب.
ورفض الأسد مرارا الاعتراف بوجود حرب أهلية في بلاده، وقال غير مرة إن حكومته تحارب جماعات “إرهابية” مدعومة من الخارج عازمة على زعزعة استقرار البلاد.
ويعتقد أن أكثر من 35 ألف شخص لقوا حتفهم في القتال حتى الآن، بينما نزح أكثر من 400 ألف شخص، وفقا لتقديرات جماعات المعارضة والأمم المتحدة.
سوريا: اتفاق المعارضة، واسرائيل تطلق صاروخا في الجولان
يقول مندوبون مشاركون في اجتماعات قوى المعارضة السورية المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة إن فصائل المعارضة توصلت الاحد الى اتفاق مبدئي لتشكيل ائتلاف موحد يتولى قيادة جهد المعارضة الهادف الى إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد.
فقد قال الزعيم السابق لحركة الاخوان المسلمين صدرالدين البيانوني “لقد وقعنا على اتفاق مبدئي لتشكيل ائتلاف وطني لقوى المعارضة.”
وقال مندوب آخر هو زياد ابو حمدان “لم يعد هناك اي خلاف” حول هيكل الائتلاف الجديد.
وقال ابو حمدان إن الفصائل توصلت ايضا الى اتفاق على توحيد القيادات العسكرية المختلفة الناشطة في سوريا، وان المحادثات تتركز الآن على تفاصيل تشكيل حكومة منفى.
وكانت فصائل المعارضة السورية قد استأنفت اجتماعاتها المستمرة منذ الخميس الماضي في العاصمة القطرية، لبحث سبل توحيد صفوف المعارضين الذين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد.
ويتعرض المجلس الوطني السوري، وهو أحد أكبر فصائل المعارضة في الخارج، لضغوط من أجل التوصل إلى اتفاق مع المعارضين المسلحين في الداخل، وذلك بهدف زيادة فاعلية تحركات المعارضة.
قتال
في غضون ذلك، قال ناشطون سوريون معارضون إن قوات الجيش السوري قصفت مواقع للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق وفي مدينة حلب، بينما تواصل القتال قرب بلدة راس العين القريبة من الحدود التركية في محافظة الحسكة.
ويأتي هذا التصعيد بعد يوم سبت دام قتل فيه 121 شخصا معظمهم من المدنيين، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا.
وقال المرصد إن اشتباكات اندلعت بعد منتصف ليلة السبت بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة في بلدة حرستا شمال شرقي دمشق.
اضاف المرصد ان الطيران الحربي السوري شن غارات على مدينة البو كمال القريبة من الحدود مع العراق اسفرت عن مقتل شخصين على الاقل.
واضاف ان مدينة دير الزور القريبة تعرضت لقصف بالدبابات.
من جانبها، قالت التنسيقيات المحلية المعارضة إن مدفعية القوات الحكومية دكت ليلة السبت مواقع للمعارضين المسلحين جنوب غربي العاصمة وبلدة يبرود شماليها.
اما في حلب، فقد امطرت القوات الحكومية مواقع المعارضين في احياء شعار والسكري وحلب الجديدة بوابل من قذائف الهاون.
وقال لفيف من سكان حلب إن اشتباكات عنيفة اندلعت في حيي الزهراء وليرامون، حيث استخدمت القوات الحكومية الدروع لقصف مواقع المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من جانب آخر إن الجيش قصف بالمدفعية يوم الاحد مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المعارضون، ومدينة ادلب.
مرتفعات الجولان المحتلة
على صعيد آخر،أطلقت القوات الاسرائيلية المتمركزة في مرتفعات الجولان المحتلة صاروخا “تحذيريا” على الاراضي السورية، وهي المرة الاولى التي تتدخل فيها اسرائيل في القتال الدائر في جارتها الشمالية.
الجولان
وقال الجيش الاسرائيلي إن قواته لجأت الى ذلك بعد ان سقطت قذيفة هاون اطلقت من الاراضي السورية على موقع عسكري اسرائيلي في الجولان.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر عسكرية اسرائيلية قولها إن الجيش اطلق صاروخا واحدا مضادا للدروع من طراز (تموز) – وهو صاروخ معروف بدقته المتناهية – على الموقع السوري الذي اتت منه قذيفة الهاون.
وقالت المصادر “اطلقنا الصاروخ نحوهم، ولكننا اخطأنا الهدف عمدا.”
كانت اسرائيل قد احتلت المرتفعات السورية في حرب 1967 في اوائل الثمانينيات وضمتها اليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
وقال الجيش الاسرائيلي إن قذيفة الهاون لم تتسبب في اي اضرار او اصابات.
كما تقدم الجيش الاسرائيلي بشكوى الى قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة.
وكانت اسرائيل قد هددت في وقت سابق من اليوم الاحد بالرد في حال استمرار سقوط القذائف السورية الطائشة في مرتفعات الجولان المحتلة.
أدلى بذلك وزير الدفاع ايهود باراك لاذاعة الجيش الاسرائيلي. وأضاف باراك “لقد اوصلنا رسالتنا للسوريين، ولكن هل استطيع ان اؤكد ان القذائف لن تسقط على الجولان ابدا؟ كلا لا استطيع. ولكن اذا سقطت قذيفة سنرد.”
وكانت قذيفة هاون سورية قد سقطت على مستوطنة اسرائيلية في الجولان المحتلة يوم الخميس دون ان تنفجر.
وكانت اسرائيل قد اشتكت لدى الامم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك بعد ان توغلت ثلاث دبابات سورية في المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان.
كما قالت اسرائيل في حينه إن رصاصة سورية طائشة اصابت واحدة من آلياتها العسكرية.
وكان باراك قد عبر عن امله الخميس الماضي بانتصار المعارضين السوريين على نظام الاسد، وفي ان “تبدأ مرحلة جديدة في حياة سوريا.”
BBC © 2012
نشطاء: طائرات هليكوبتر سورية تقصف منطقة للمعارضة قرب الحدود التركية
جيلان بينار (تركيا) (رويترز) – قال نشطاء من المعارضة إن طائرات هليكوبتر سورية ومدفعية قصفت يوم الاحد منطقة رأس العين قرب الحدود مع تركيا بعد أيام من سيطرة مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض على المنطقة خلال تقدم صوب شمال شرق البلاد.
وأضاف النشطاء لرويترز أن طائرات هليكوبتر اطلقت صواريخ على منطقة لتخزين الحبوب قرب قرية تل حلف وقصفت المعبر الحدودي في الحسكة بشمال شرق البلاد المنتجة للنفط والتي تضم نسبة كبيرة من الأقلية الكردية في سوريا والواقعة على بعد 600 كيلومتر من دمشق.
وبدا ان طلقات الدبابات كانت تصيب الجانب الغربي من رأس العين حيث تصاعد الدخان. كما بدا ان بعض طلقات المدفعية سقطت داخل الاراضي التركية.
وفر معظم سكان البلدة الزراعية – التي تم تعريب اسمها من اصله الكردي سري كانيه في ظل حكم حزب البعث السوري إلى رأس العين – إلى تركيا بعد ان سيطرت قوات المعارضة على المنطقة في مسعى للسطرة على المناطق الحدودية من قوات الأسد.
وقال بيان صادر عن منظمة ميلاد الحرية الكردية ان اشتباكات تجري بين قوات المعارضة وقوات الاسد في منطقة اصفر نجار.
وأضافت ان المعارضة ارتكبت “خطأ استراتيجيا كبيرا” بدخول رأس العين حيث لجأ الالاف من النازحين السوريين القادمين من مناطق اخرى من سوريا.
ويخشى اكراد سوريا ان يتجاهل مقاتلو المعارضة من العرب آمالهم في الحصول على قدر من الحكم الذاتي خلال اي مرحلة بعد الاسد.
وشهدت رأس العين واكثر البلدات والمدن الكبرى في محافظة الحسكة احتجاجات ضد الاسد لكن الاكراد ظلوا إلى حد كبير بعيدين عن التمرد المسلح ضد حكم الرئيس السوري.
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
© Thomson Reuters 2012 All rights reserved.
معاذ الخطيب رئيسا لائتلاف المعارضة السورية
توصلت فصائل المعارضة السورية إلى اتفاق أنشأت بموجبه “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي يعد هيئة موحدة للمعارضة تنبثق منها حكومة مؤقتة وانتخبت معاذ الخطيب رئيسا له.
كما انتخب رياض سيف وسهير الأتاسي نائبين للرئيس، ومصطفى الصباغ أمينا عاما.
وتوصلت أطياف المعارضة إلى هذا الاتفاق بعد أربعة أيام من المفاوضات الشائكة التي اصطدمت خصوصا بتحفظات المجلس الوطني السوري الذي كان يعد الكيان المعارض الرئيسي ويدخل بموجب هذا الاتفاق تحت لواء الائتلاف الجديد.
بنود الاتفاق
1- اتفق المجلس الوطني السوري وباقي أطراف المعارضة الحاضرة في هذا الاجتماع على إنشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وتكون عضويته مفتوحة لكافة أطياف المعارضة السورية، ثمرة للدعوة الموجهة من دولة قطر بالتنسيق مع الجامعة العربية. ويوضح النظام الأساسي للائتلاف نسبة تمثيل كل من الأطراف.
2- اتفق الأطراف على إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، وتفكيك أجهزته الأمنية وبمحاسبة من تورط في جرائم ضد السوريين.
3- يلتزم الائتلاف بعدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام.
4- يكون للائتلاف نظام أساسي يجري التوقيع عليه بعد مناقشته واعتماده أصولا.
5- يقوم الائتلاف بدعم توحيد المجالس العسكرية الثورية ووضعها تحت مظلة مجلس عسكري أعلى.
6- يقوم الائتلاف بإنشاء اللجنة القانونية الوطنية السورية، وتصدر اللوائح المنظمة لعملها بقرار خاص.
7- يقوم الائتلاف بإنشاء اللجان الفنية والمتخصصة اللازمة لعمله، ويصدر بقرار خاص تحديد هذه اللجان وعددها وآليات تشكيلها وعملها.
8- يقوم الائتلاف بعد حصوله على الاعتراف الدولي بتشكيل حكومة مؤقتة.
9- يدعو الائتلاف إلى عقد المؤتمر الوطني العام بعد إسقاط النظام مباشرة.
10- ينتهي الائتلاف والحكومة المؤقتة ويتم حلها بقرار يصدر عن الائتلاف بعد انعقاد المؤتمر الوطني العام وتشكيل الحكومة الانتقالية.
11- لا يعد هذا الاتفاق ساريا إلا بعد المصادقة عليه من الجهات المرجعية لأطرافه أصولا.
12- تتولى اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا إيداع هذا الاتفاق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمجرد التوقيع عليه.
وجرت عملية انتخاب لرئاسة الائتلاف الجديد فاز بنتيجتها الداعية أحمد معاذ الخطيب بالرئاسة بـ54 صوتا، وانتخب رياض سيف نائبا للرئيس بـ37 صوتا، وسهير الأتاسي نائبة ثانية للرئيس بـ32 صوتا، بينما فاز بمنصب أمين عام الائتلاف مصطفى الصباغ بـ28 صوتا.
وكان المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني قد ذكر للصحفيين في الدوحة أنه “تم التوقيع بالأحرف الأولى وبالإجماع على اتفاق تشكيل الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية”، مشيرا إلى أن توقيعا احتفاليا رسميا على الاتفاق سيتم مساء اليوم في الدوحة بحضور شخصيات عربية ودولية.
وقد تم الاتفاق على تشكيل هذا الائتلاف على أساس مبادرة تقدم بها المعارض البارز رياض سيف بدعم من واشنطن وعدة دول، وسينتج عنه هيئة قيادية تنفيذية للمعارضة وحكومة مؤقتة فضلا عن توحيد المجالس العسكرية في الداخل تحت لواء الائتلاف.
وكانت قوى المعارضة قد بدأت الخميس في العاصمة القطرية الدوحة محادثات شائكة لتوحيد صفوفها، واصطدمت هذه المحادثات خصوصا بتحفظات المجلس الوطني السوري الشديدة الذي كان يرفض تجاوزه أو تصفيته ويخشى أن تكون المبادرة محاولة لتذويب المجلس -الذي يعد الكيان الرئيسي للمعارضة- داخل كيان جديد.
الخطيب رئيسا للائتلاف السوري المعارض
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
انتخبت المعارضة السورية الناشط معاذ الخطيب رئيسا للائتلاف الوطني الجديد مساء الأحد في العاصمة القطرية الدوحة، في حين اختير كل من رياض سيف وسهير الأتاسي نائبي للرئيس ومصطفى الصبغ أمينا عاما.
وكانت مجموعات المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة وقعت الأحد بالأحرف الأولى اتفاقا لإنشاء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي سيكون هيئة تنفيذية موحدة للمعارضة، وذلك بعد أيام من المفاوضات.
ولد أحمد معاذ الخطيب الحسني، في دمشق، عام 1960، وهو خطيب وفقيه سوري الجنسية.
اعتقله الأمن السوري عدة مرات عامي 2011 و2012 على خلفية دعمه للحراك الشعبي المطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
والده الشيخ محمد أبو الفرج، خطيب دمشق وأحد وجوه العلم فيها, له أخوان وأخت، ومتزوج و لديه 4 أبناء.
درس الخطيب الجيوفيزياء التطبيقية، وعمل مهندسا بتروفيزيائيا قرابة 6 أعوام في شركة الفرات للنفط.
كان خطيب جامع بني أمية الكبير قبل 20 عاما، وقام بالخطابة لسنوات في مساجد أخرى.
أقام العديد من الدورات الدعوية والعلمية، وحاضر وخطب في نيجيريا والبوسنة وإنجلترا والولايات المتحدة الأميركية وهولندا وتركيا وغيرها.
كما انتسب إلى الجمعية الجيولوجية السورية، والجمعية السورية للعلوم النفسية.
عُرف عنه دعوته للعدالة الاجتماعية والتعددية الحزبية ونبذ الطائفية، واشتُهر بجرأته في قول الحق، مما جعل تجربته مع الأمن السوري كبيرة كان آخرها اعتقاله على خلفية تفاعله مع الحراك السلمي الذي بدأ في سوريا منتصف مارس 2011.