“مجاهدات النكاح”… فرنسيات!
راشد عيسى
المنقبات في شوارع فرنسا .. السورية
إذا كان وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم نفسه لم يتورع، خلال مؤتمر صحافي، عن استعمال فيديو يصور حادثة قتل في لبنان على أنها جرت في سوريا، بل ودافع عن نفسه حين سئل في مؤتمر آخر بالقول: “الفيديو صحيح، لكن الإخراج سيء”، فليس غريباً أن يظهر على الشاشة الرسمية السورية من يستخدم صوراً من فيديو قديم لمنقّبات فرنسيات بسيقان عارية، ظهر في حمأة الجدل حول مسألة الحجاب، ليقول إنهن فتيات أُرسلن إلى سوريا في إطار ما سمّي “فتوى جهاد النكاح”. بل إن المحلل السياسي الذي عرض الصور تحدث عن “دعارة”، مؤكداً أن هذا ما يحدث لـ”ماجدات سوريا” في مخيمات اللجوء.
حلقة كاملة يظهر فيها “المحلل السياسي” طالب ابراهيم، على الشاشة السورية، ليستعرض عدداً كبيراً من الفتاوى العجائبية (التي يستنكرها الكثير من مناصري الثورة أيضاً للمناسبة) ضمن سياق لا يأخذ سوى إلى التسليم بأن المعارضة السورية مجتمعة، ومن يساندها من العرب، وضعت أختامها على هذه الفتاوى، وكأن هؤلاء جميعاً أطلقوا تلك الفتاوى ورعوها. ويصل المحلل إلى القول: “إن هُزمت سوريا هُزم الاسلام، إن هُزمت لن يبقى دين يُعبد”.
والملاحظ هو سهولة إطلاق التعاميم، والاستنتاجات المؤامراتية الكبرى، والإسقاطات على العناوين الوجدانية، الدينية والقومية بل و”شرف الأمة” المرتبط بالـ”ماجدات”، كما هو الحال في طريقة استخدام فيديو “نصف المنقبات الفرنسيات” صاحبات السيقان العارية، في حين يعرف إعلام النظام وإعلاميوه أنهم تحت المجهر، وأنه ليس صعباً دحض البروبغندا. ويبدو أن ذلك التوجه “التصعيدي” في التخويف لا يستهدف الخصوم بقدر ما يستهدف الموالين والمنحبكجية، إضافة إلى أولئك الذين يزعمون الوقوف في الوسط، بين القاتل والقتيل. يتوجه إليهم، بعد الخسائر الهائلة التي مُني بها النظام، وتقوم دعايته كلها على حملة “خلصت”، التي توحي بأن الأمور ستنتهي في غضون أسبوعين.
لم يسبق لـ”الشاشة الوطنية” أن انحدرت إلى هذا الدرك من قبل، رغم علاتها المعروفة منذ عقود. المفارقة أن الناطق باسم النظام، طالب ابراهيم، بدا في الحلقة مؤمناً ورعاً، حريصاً على الدين أكثر من أبنائه، قرأ من الآيات القرآنية ما لم يقدر عليه البوطي نفسه، وهو نفسه المستبعد من الظهور في قنوات تلفزيونية بسبب ما قيل حول تلفظه بكلمات اعتبرت تجديفاً!
كل ما يفعله النظام مفهوم. من الطبيعي أن يكمل اللعبة ويصوّر نفسه حارساً للدين، هو الذي كان يحاسب الناس في ما مضى على طول لحاهم، وغض الطرف عن نزع حجاب النساء في الشوارع، تماماً كما غض الطرف عن ظواهر التطرف الديني، إذا لم نقل إنه رعاها حتى انقلبت عليه.
يستنفر النظام ماكينة الدعاية، فهي آخر الأسلحة، تماماً مثل صواريخ سكود والكيماوي.
منقبات في شوارع باريس
www.youtube.com/watch?v=txEQjYJccX0
الحوار كامل مع طالب ابراهيم
www.youtube.com/watch?v=2eCKQL2mODU
المدن