أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 08 كانون الثاني 2015

هجمات تستهدف «داعش» في شرق سورية

لندن – إبراهيم حميدي – عمّان – تامر الصمادي

في حادث هو الثاني من نوعه خلال أيام، تعرضت شرطة «الحسبة» التي أنشأها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لهجوم مسلح في محافظة دير الزور بشرق سورية، من دون أن يتضح اذا كان ذلك يدخل في إطار خلافات داخلية داخل التنظيم الذي شهد في الفترة الماضية تنافساً بين «المهاجرين» و «الأنصار» على منصب «والي الولاية»، أم أن هناك حركة مقاومة سرية بدأت تنتظم في المناطق التي سيطر عليها «داعش» في سورية.

 

وعلى الصعيد السياسي، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إن المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيزور دمشق منتصف الشهر الجاري في محاولة لـ «انقاذ» خطته لـ «تجميد» القتال في حلب بعد تعثّر جهود مساعده السفير رمزي عزالدين رمزي في الحصول على موافقة الحكومة السورية على خطوطها العريضة. وأوضحت المصادر أن رمزي اقترح على الجانب السوري «توسيع التجميد ليشمل ريف حلب وليس فقط المدينة»، اضافة إلى البحث في آليات رقابة، الأمر الذي لم يوافق عليه المسؤولون السوريون، فقد تم ابلاغ رمزي ان موافقة الرئيس بشار الاسد على «التجميد» كانت تتعلق بالمدينة فقط وليس بريفها، اضافة الى رفض فكرة الرقابة على تنفيذ الاتفاق واقتراح دخول قوات الشرطة السورية أو احتمال توسيع العاملين في مكتب المبعوث الدولي ليقوموا بمراقبة التنفيذ. كما برزت اصوات من داخل النظام تدعو الى تكرار تجربة حمص القديمة حيث جرى تنفيذ اتفاق مصالحة فرض اسلوب «الجوع أو الركوع» ومحاصرة الأحياء التي تضم مقاتلي المعارضة.

 

وفي التطورات الميدانية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من دير الزور أن مسلحين مجهولين نصبوا ليلة (أول من) أمس كميناً لعناصر من «الحسبة» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة الميادين، وقاموا بحرق السيارة التي كان يستقلها عناصر «الحسبة» فيما لا يزال مصير العناصر مجهولاً. وجاء هذا الهجوم بعد يوم من إعلان «المرصد» أنه عُثر على جثة نائب «أمير الحسبة»، وهو مصري الجنسية، مقتولاً وقد فصل رأسه عن جسده، والقيت جثته قرب شركة الكهرباء في مدينة الميادين، وعليها آثار تعذيب، وقد وضعت لفافة تبغ (سيجارة) في فمه، وكتب على جسده: «هذا منكر يا شيخ».

 

إلى ذلك (أ ف ب)، أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أمس أن «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، أقدمت على تفخيخ وتفجير مقام إمام سني في مدينة نوى في درعا. وذكرت الوكالة ان «ارهابيين ينتمون الى تنظيم جبهة النصرة … أقدموا على تفخيخ وتفجير مقام الامام» الواقع على بعد نحو 45 كلم غرب مركز مدينة درعا.

 

واكد «المرصد السوري» في اتصال مع وكالة «فرانس برس» تفجير المقام على ايدي عناصر ينتمون الى «النصرة». ودانت وزارة الاوقاف السورية العملية، معتبرة بحسب بيان نشرته «سانا» ان «اليد الآثمة التي ترتكب هذه الجرائم تحاول جاهدة تدمير حضارة سورية وتاريخها وامجادها». وسبق ان اقدمت المجموعات المتطرفة في سورية على تدمير وتفجير العديد من المقامات والمراقد.

 

وفي عمّان، علمت «الحياة» أن الأجهزة الأمنية الأردنية المسؤولة عن ملف الطيار الأسير لدى «داعش» معاذ الكساسبة، أرسلت أخيراً عبر وسطاء رسائل إلى التنظيم، لمعرفة الثمن الذي يطلبه في مقابل إطلاق الطيار، لكنها لم تتلقّ أي رد حتى الآن. وقالت مصادر ديبلوماسية في عمان إن «مطبخ القرار السياسي والأمني ينتظر رداً على رسائله من قبل تنظيم داعش، لمعرفة شكل الصفقة المفترضة بين الاردن والتنظيم، والتي قد تقود إلى تحرير الطيار الأسير».

 

وكان تنظيم «داعش» بث أمس تقريراً مصوراً حمل عنوان «رسالة من المسلمين إلى أهل الطيار»، ظهر فيه أشخاص قالوا إنهم من مدينة الرقة السورية طالبوا بإعدام الطيار. وأظهر التقرير طفلاً صغيراً يطالب بقتل الكساسبة، ويصفه بـ «الكافر».

 

إرهابيون ضربوا قلب باريس بدم بارد

باريس – أرليت خوري – لندن، نيويورك، الرياض – «الحياة»

 

استنفرت السلطات الفرنسية كل إمكاناتها لتعزيز إجراءات الأمن واعتقال 3 «إرهابيين محترفين» قتلوا وبدم بارد، في مجزرة مروعة لم تشهدها البلاد منذ أكثر من 40 سنة، 12 شخصاً أمام مقر مجلة «شارلي إيبدو» النقدية الساخرة الذي يخضع لتدابير حماية مشددة، وفي داخله. وكانت الصحيفة واجهت تهديدات من أوساط مختلفة، إسلامية وكاثوليكية ويهودية، كما استُهدفت باعتداءات سابقة، بينها حرق مقرها بعد نشرها رسوماً كاريكاتورية مسيئة للإسلام عام 2011.

 

وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التمسك بـ «الوحدة الوطنية»، في وقت تحدثت تقارير عن توجيه مواطنين هتافات مناهضة للمسلمين في موقع الهجوم، ما يعكس الشعور القائم بأن الاعتداء ستترتب عليه تداعيات «سامة» على الصعيدين السياسي والاجتماعي في المرحلة المقبلة. (للمزيد)

 

وأجمعت ردود الفعل الخارجية، على التنديد بالهجوم. وأكد الرئيس باراك أوباما أنه أمر إدارته بتقديم المساعدة المطلوبة لإحضار إرهابيين أمام العدالة، قبل أن تعلن أجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية انضمامها فوراً إلى التحقيقات، وأنها تنظر في تورط تنظيمات متعاطفة مع تنظيمي «الدولة الإسلامية» (داعش) و «القاعدة» بالهجوم. ودانت السعودية الحادث الإرهابي وقال مصدر مسؤول في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية أمس، إن «السعودية تابعت بأسى شديد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت المجلة في العاصمة باريس، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء، وإن المملكة إذ تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يرفضه الدين الإسلامي الحنيف، كما ترفضه بقية الأديان والمعتقدات، تتقدم بتعازيها لأسر الضحايا ولحكومة وشعب فرنسا، وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل».

 

وأكد محللون أمنيون «جودة التدريب العسكري» للإرهابيين الثلاثة الذي قتلوا برصاص رشاشات كلاشنيكوف الشرطيين الأربعة المكلفين أمن المقر في حي الدائرة 11 وسط باريس، ثم اقتحموا مكاتب الصحيفة، حيث أردوا بـ «دم بارد» 4 من كبار رساميها بينهم رئيس التحرير إضافة إلى موظفين آخرين، وأعقب ذلك توقيفهم بعد نحو نصف ساعة سيارة سوداء من طراز «سيتروين» فروا على متنها قبل أن يتركوها فارغة في منطقة بورت دوبانتان شرق باريس.

 

وقال شرطي: «تظهر المهنية العالية للمهاجمين جلياً عبر طريقة إمساكهم بأسلحتهم ملتصقة بأجسادهم، وإطلاقهم الرصاص طلقة طلقة متجنبين الرشقات. كما يشير تحركهم الهادئ وغير المتسرع تنفيذهم مخططاً موضوعاً، وأنهم ليسوا أشخاصاً عاديين خطر في ذهنهم فجأة تنفيذ عمل من هذا النوع».

 

ورجح شرطي ثان عمل سابقاً في الشرطة القضائية، تدرُّبَ المهاجمين في سورية أو العراق أو مكان آخر، قد يكون فرنسا نفسها، لأنهم لم يرتبكوا حين أخطأوا عنوان الصحيفة في مرحلة أولى، إثر توقيفهم سيارتهم أمام الرقم 6 في حي الدائرة 11، في حين أن مقر الصحيفة يقع في الرقم 10».

 

وأظهر شريط فيديو صوَّره هاوٍ من فوق سطح منزل، مسلحَين ملثمين اثنين بزي أسود وجُعَب لمخازن رصاص في سيارة، ترجّلا منها وأطلقا النار على شرطي على دراجة هوائية بدم بارد وطلقةً طلقة، ليقترب أحدهما منه بعدها ويجْهِز عليه برصاصة في الرأس بعد أن كان مصاباً وممدداً أرضاً. وبعد تأكدهما من عدم وجود شرطي آخر في المكان صعدا السيارة بلا هرولة.

 

وفيما أفاد شهود بأن المسلحين هتفوا «الله أكبر» لدى فرارهم، رفعت الحكومة الفرنسية حال الإنذار من الهجمات الإرهابية الى أقصى درجاتها في باريس وضواحيها. وقال رئيس الحكومة مانويل فالس: «طالبت محافظي المناطق باتخاذ كل الإجراءات لحماية مراكز النقل العام والمؤسسات العامة والدينية، فهدفنا وواجبنا هو حماية الفرنسيين في أنحاء البلاد»

 

وكان للهجوم وقع الزلزال على الطبقة السياسية، التي توالى أفرادها إلى مقر الصحيفة، وفي مقدمهم الرئيس هولاند، الذي بدا في حال توجم بالغ، على غرار وزير الداخلية برنار كازنوف وعدد من المسؤولين.

 

ودان هولاند «العمل الإرهابي الذي ينطوي على بربرية استثنائية»، متعهداً ملاحقة «مرتكبيه من أجل اعتقالهم ومحاكمتهم ومعاقبتهم». وتابع: «فرنسا في حال صدمة، ولحظة بالغة الصعوبة بعد إفشال اعتداءات عدة في الأسابيع الأخيرة».

 

ودعا الى وضع الطبقة السياسية خلافاتها جانباً، وهو ما عبّر عنه رئيس حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» (اليمين المعارض) الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، بدعوته الى الحزم ووحدة الصف في التعامل مع المهاجمين.

 

وكان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دان الهجوم بأقصى قدر من الحزم، ووصفه بأنه «عمل بربري ضد الديموقراطية وحرية الصحافة»، مبدياً تضامنه مع أسر الضحايا وداعياً الجالية المسلمة إلى اليقظة حيال أعمال التضليل المحتملة من قبل مجموعات متطرفة.

 

وفي وقت ندد فيه الأزهر بالهجوم وصفه الرئيس أوباما بانه «هجوم شرير وجبان» على صحيفة ساخرة في باريس. وقال أوباما في تصريحات للصحافيين في المكتب البيضاوي وإلى جواره نائبه جو بايدن ووزير خارجيته جون كيري «سنقف مع الشعب الفرنسي في هذا الوقت العصيب للغاية».

 

وأضاف انه تواصل مع الرئيس هولاند وتحدث معه عن الهجوم. وتابع «حقيقة أن هذا هجوم على صحافيين… هجوم على صحافتنا الحرة، ويظهر أيضا إلى أي درجة يخشى هؤلاء الارهابيون من حرية التعبير وحرية الصحافة».

 

واضاف إن مثل هذه الهجمات يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم وأنه سينبه كيري إلى حاجة الأميركين في الخارج لتوخي اليقظة والحذر.

 

وشدد أوباما على ضرورة «الوصول إلى مرتكبي هذا العمل على وجه التحديد وتقديمهم إلى العدالة وتفكيك الشبكات التي تساعد مثل هذه المؤامرات».

 

وفي الامم المتحدة دان مجلس الامن الدولي «الهجوم الهمجي الارهابي الجبان» وقال في بيان ان «اعضاء مجلس الامن يدينون بشدة هذا الهجوم الارهابي الذي لا يمكن التساهل معه، واستهدف صحافيين وصحيفة».

 

وشدد المجلس على الحاجة الى «احضار المتورطين والفاعلين عن الجريمة الإرهابية أمام العدالة».

 

وأكد على «الحاجة الى محاربة كل أشكال الإرهاب بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، وكل التهديدات للأمن والسلم الدوليين التي تسببها الأعمال الإرهابية» وأن «أي عمل إرهابي هو جريمة غير مبررة بغض النظر عن دوافعها أو مرتكبيها».

 

مهاجمو الصحيفة الفرنسية: «انتقمنا للرسول»… وهولاند: هجوم إرهابي

باريس – أ ف ب

نقل مصدر في الشرطة الفرنسية عن شهود عيان أن منفذي الهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الأسبوعية الذي أدى إلى مقتل 12 شخصاً هتفوا “انتقمنا للرسول”.

 

وتوجه الرئيس فرنسوا هولاند إلى موقع الهجوم، وأعلنت الحكومة رفع درجة التأهب في البلاد إلى أعلى مستوياتها. وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين “هذا هجوم إرهابي من دون شك”.

 

وفي تسجيل فيديو للهجوم التقطه رجل لجأ إلى سطح، ووضعه على الإنترنت، يُسمع رجل يهتف “الله أكبر الله أكبر” بين عيارات نارية عدة.

 

وقالت الشرطة الفرنسية إن ملثمين اثنين قتلا بالرصاص 12 شخصاً اليوم في مقر الصحيفة الساخرة في باريس، والتي تعرضت من قبل لهجوم بالقنابل الحارقة بعد أن نشرت رسوماً مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

 

وأصيب عشرة أشخاص في الهجوم ووصف مسؤول في نقابة الشرطة يدعى روكو كونتنتو المشهد داخل المقر بأنه “مذبحة”.

 

ودرجة التأهب الأمني مرتفعة في فرنسا بالفعل بعد دعوات أطلقها متطرفون العام الماضي للهجوم على مواطني فرنسا ومصالحها، رداً على ضربات تشنها باريس على معاقل للمتطرفين في الشرق الأوسط وأفريقيا.

 

وتعرض مقر “شارلي إيبدو” لهجوم بالقنابل الحارقة في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2011.

 

وتثير الصحيفة الفرنسية الجدل دائماً بسبب الانتقادات الساخرة التي توجهها للزعماء السياسيين والدينيين.

 

وكانت آخر تغريدة على حساب “شارلي إيبدو” على “تويتر” سخرت من أبو بكر البغدادي زعيم “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش).

 

باريس: 12 قتيلاً بينهم شرطيان في إطلاق نار على مقر صحيفة

باريس – رويترز

 

قُتل 12 شخصاً بينهم شرطيان اليوم (الأربعاء) في إطلاق نار في مقر صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة في العاصمة باريس.

 

وكانت الصحيفة أثارت ضجة عام 2011 عندما نشرت رسوماً مسيئة للنبي محمد.

 

وقالت الشرطة إن الهجوم “على مقر الصحيفة أسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم شرطيان”. ولم تذكر أي تفاصيل أخرى.

 

ونقلت قناة “أي تيليه” التلفزيونية الفرنسية عن شاهد قوله إنه رأى الواقعة من مبنى قريب في قلب العاصمة الفرنسية.

 

وقال الشاهد بنوا برينجيه “قبل نحو نصف ساعة، دخل ملثمان المبنى وهما مسلحان بكلاشنيكوف، وبعد دقائق قليلة سمع دوي إطلاق نار كثيف”.

 

وأضاف أن الرجلين شوهدا وهما يفران من المبنى فيما بعد.

 

بان يقبل طلب انضمام السلطة إلى «الجنائية»

الأمم المتحدة، رام الله – «الحياة»، أ ف ب، سما –

 

أعلنت السلطة الفلسطينية بدء إعداد ملفاتها لمحاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بعد إعلان الأمم المتحدة قبول طلب انضمام السلطة إلى المحكمة، وإلى 15 معاهدة دولية أخرى. في هذه الأثناء، تسعى الجامعة العربية إلى تفعيل «شبكة الأمان المالية» للفلسطينيين، كما تعقد اجتماعاً طارئاً الخميس المقبل للبحث في التحرك المستقبلي لدعم موقفهم. (للمزيد)

 

وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لوكالة «فرانس برس» أمس إن الأمين العام بان كي مون أبلغ الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية في وقت متقدم من ليل الثلثاء- الأربعاء بقراره قبول طلب الانضمام الفلسطيني الى المحكمة. وأفاد بيان صادر عن الأمم المتحدة بأن «الأمين العام تأكد بأن الوثائق جاءت متناسبة مع شروط قبولها»، موضحاً أن «هذا الإعلان هو جزء من الإجراءات الإدارية للأمين العام كجزء من مسؤولياته كوديع لهذه الاتفاقات». وأضاف: «من المهم التأكيد على أنه يعود لكل دولة أن تحدد تقيدها بأي قضية قانونية مماثلة ينشرها الأمين العام»، في إشارة الى أن التزام الدول الاعتراف بانضمام فلسطين الى هذه المعاهدات أمر تحدده كل دولة بقرار سيادي.

 

وكان الفلسطينيون طلبوا رسمياً الجمعة الماضي من الأمم المتحدة الانضمام الى «الجنائية» لملاحقة قادة إسرائيليين بتهمة ارتكاب «جرائم حرب»، وهو الإجراء الذي ردت عليه إسرائيل عبر تجميد تحويل 106 ملايين يورو من عائدات الضرائب لحساب السلطة، وتهديد قادتها بملاحقتهم قضائياً. وجاء التحرك الفلسطيني بعدما صوّت مجلس الأمن في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي ضد مشروع قرار فلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في غضون 3 أعوام، فيما قررت القيادة الفلسطينية الجمعة الماضي التوجه مجدداً الى مجلس الأمن لطرح مشروع قرار إنهاء الاحتلال.

 

وتسمح عضوية الفلسطينيين في المحكمة بأن تكون لها ولاية قضائية على جرائم الحرب، أياً يكن مرتكبها، في الأراضي الفلسطينية دون إحالة من مجلس الأمن. وإسرائيل مثلها في ذلك مثل الولايات المتحدة، ليست عضواً في المحكمة، لكن الإسرائيليين يمكن أن يحاكموا على الأفعال التي يرتكبونها على الأراضي الفلسطنيية.

 

في هذه الأثناء، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن السلطة شكّلت فريقاً لتجهيز ملفيْن يتم تقديمهما إلى المحكمة الجنائية فور الإعلان عن حصول فلسطين على عضوية كاملة فيها.

 

وأكد في تصريح لوكالة «صفا» المقربة من حركة «حماس» في غزة، أن فلسطين ستكون عضواً كاملاً في «الجنائية» في الأول من نيسان (أبريل) المقبل، تأكيداً لإعلان الأمين العام للأمم المتحدة. وأوضح: «الملفان اللذان تركز عليهما السلطة حالياً، هما ملف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والثاني ملف الاستيطان، وسيكونان جاهزين بالتزامن مع حصولنا على عضوية المحكمة الجنائية».

 

وأشار عريقات إلى أن السلطة شكّلت بالتعاون مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني والوزارات ذات العلاقة، فريقاً لإعداد الملفات التي ستقدم الى المحكمة، وذلك عقب اجتماع مع الجهات المذكورة الأسبوع الماضي. وشدد على أن السلطة ركّزت مبدئياً على ملف جرائم عدوان عام 2014 والاستيطان كجريمة لا تسقط بالتقادم أيضاً، حتى لا نراكم الملفات داخل المحكمة مرة واحدة، ولوجود لجنة تحقيق دولية بهذين الملفين حالياً. وكشف عن أن تقديم الملفيْن إلى المحكمة سيتزامن مع إعلان نتائج لجنة التحقيق الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم العدوان الأخير على غزة في 13 من حزيران (يونيو) المقبل.

 

وفي موضوع حجز إسرائيل أموال السلطة، قال عريقات إن «الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) وجه رسالة إلى الدول العربية طلب فيها تفعيل شبكة الأمان العربية، وتوفير مبلغ 100 مليون دولار لمساعدة السلطة في مواجهة حجز أموال عائدات الضرائب». وأضاف: «شبكة الأمان العربية أسست من أجل ذلك، أي أنها تُفعّل في حال قطع إسرائيل الأموال عنا، ونحن واثقون باستجابة إخواننا العرب في تفعيلها».

 

ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً الخميس المقبل، بحضور الرئيس محمود عباس. وصرح نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي، بأن الاجتماع سيبحث في «آخر تطورات القضية الفلسطينية إثر إخفاق مجلس الأمن في تمرير مشروع القرار العربي الخاص بفلسطين»، كما سيبحث في «التحرك العربي المطلوب مستقبلاً لدعم الموقف الفلسطيني».

 

وفاة 3 سوريين بينهم طفل في العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان

بيروت – «الحياة»، ا ف ب

أفاد مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية في شبعا في منطقة جبل الشيخ على الحدود بين لبنان والجولان السوري، أن الراعي السوري عمار كمال (35 سنة) توفي في منطقة الرشاحة جراء العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان وسورية ودولاً أخرى في الشرق الأوسط حالياً. كما توفي طفل سوري (8 سنوات) كان بطريقه مع والده وشقيقه عبر الطريق الجردية إلى شبعا، في حين توفي سوري آخر من مجموعة مؤلفة من أربعة أشخاص – بينهم طفل – كانت في طريقها ليلاً من سورية إلى شبعا عبر الطريق الجبلية الوعرة. وبذلك ترتفع حصيلة العاصفة الثلجية إلى ثلاثة ضحايا سوريين. وفي الإطار ذاته، أفيد بأن مياه الأمطار والسيول دخلت خيم النازحين السوريين في بلدتي الشيخ عباس والسماقية (عكار، شمال لبنان). وأتت المياه على محتويات الخيم، وعانى النازحون طوال الليل من البرد القارس. أما النازحون السوريون في المجمعات في منطقة صيدا (الجنوب)، فقد قضوا ليلة صعبة في ظل عدم توافر وسائل التدفئة ودخلت مياه الأمطار عدداً من الغرف في مجمعي الأوزاعي والعلايلي. وذكرت «فرانس برس» في تقرير من البقاع اللبناني أن الثلوج غطت نحو أربعين خيمة في مجدليون قرب مدينة بعلبك في مخيم يقع ضمن منطقة تسببت العاصفة بقطع المواصلات عنها. وقال أحد اللاجئين السوريين لـ «فرانس برس»: «هناك نقص في المواد الغذائية وفي وسائل التدفئة. نطالب المنظمات غير الحكومية بالتدخل»، مضيفاً: «نخشى أن تنهار الخيم تحت الثلوج». وحاول لاجئون في حوش الأمراء قرب مدينة زحلة حيث تدنت درجات الحرارة إلى ثلاث درجات مئوية، إزالة الثلوج عن خيمهم خوفاً من انهيارها. وقال محمد الحسين الذي يعيش مع زوجته وأولاده الخمسة في إحدى خيم المخيم وعددها 80 خيمة: «بالكاد نستطيع المشي في الثلج»، مضيفاً وقد عاد إلى المخيم بعدما نجح في الحصول على مازوت: «أعيش هنا منذ عامين لكن هذا الشتاء هو الأقوى». وتضرب لبنان والشرق الأوسط حالياً عاصفة قوية دفعت السلطات في العديد من دول المنطقة إلى اتخاذ إجراءات وقائية، بينها تعطيل مؤسسات حكومية والطلب من المواطنين البقاء في منازلهم أو تجنب الطرقات الجبلية كما هو الحال في لبنان حيث سميت العاصفة باسم «زينة». وتسببت هذه العاصفة بقطع العديد من الطرقات الجبلية في لبنان، ما صعب عملية الوصول إلى مخيمات اللاجئين السوريين في عدة مناطق. ويستقبل لبنان أكثر من 1,1 مليون سوري هربوا من النزاع الدامي الذي تشهده سورية المجاورة منذ منتصف آذار (مارس) 2011 وقتل فيه أكثر من 200 ألف شخص بحسب أرقام «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

 

السعودية وتصدير «الجهاديين»: حجر لضرب عصفورين.. يرتد على مطلقه!

عبد الله سليمان علي

بالرغم من تزايد المؤشرات على فشل سياستها، إلا أن الرياض تستمر في غض الطرف عن انتقال «المقاتلين السعوديين» إلى الأراضي السورية.

وبعدما اصطدمت هذه السياسة، سورياً، بحائط مسدود وعجزت عن تحقيق الأهداف المتوخاة منها، بدأت تداعياتها ترتدّ باتجاه الأراضي السعودية، حيث ارتفع خلال الفترة الماضية منسوب التهديد الذي يستهدف أمنها واستقرارها.

وعكس سلوك الاستخبارات السعودية، المتمثل في حده الأعلى بتشجيع وتسهيل «الهجرة الجماعية» للمتطرفين المتواجدين على أراضيها، وفي حده الأدنى بغض الطرف وعدم اتخاذ أي إجراءات فاعلة للحد منه، رغبة دفينة لدى السلطات السعودية بالتخلص من الخطر المحتمل الذي يمثله هؤلاء المتطرفون عليها، وبالتالي جاء تصديره إلى سوريا لضرب عصفورين بحجر واحد، الأول محاولة إسقاط النظام السوري بأي ثمن، والثاني توجيه نشاط المتطرفين السعوديين بعيداً عن أراضي السعودية.

وبالرغم من أن الرياض اتخذت منذ بدء العام الماضي إجراءات عدّة تستهدف الحد من مشاركة مواطنيها في أعمال القتال، حيث أصدرت تشريعات تعاقب على هذه المشاركة، كما أصدرت قائمة لتصنيف بعض التنظيمات العاملة في سوريا على أنها إرهابية، إلا أن غالبية هذه الإجراءات بقيت حبراً على ورق، فعلى الأرض لم يتغير شيء، حيث ما زالت قوافل «الجهاديين» السعوديين تصل إلى الأراضي السورية مروراً بتركيا، وكأنّ شيئاً لم يكن. وليس لهذا سوى أحد تفسيرين، إما أن الرياض عاجزة عن تطبيق التشريعات التي تصدرها، وإما أنها لم تكن جادة في الإجراءات التي اتخذتها.

ومن غير المستبعد أن تكون الأمور خرجت عن سيطرة الاستخبارات السعودية لعدة أسباب، منها ازدياد قوة بعض الفصائل المتشددة واستغنائها عن الدعم الخارجي، وبالتالي تمردها على إملاءات بعض أجهزة الاستخبارات المؤثرة، ومن ضمنها الرياض، ومنها التباين بين أجنحة الحكم السعودي حول السياسة الواجب اتباعها تجاه كل من سوريا والعراق، واستمرار بعض هذه الأجنحة في الرهان على دعم الفصائل الإسلامية، أو على الأقل العمل على عدم إضعافها، لإبقاء دمشق وبغداد تحت وطأة الاستنزاف. وأخيراً لا يخفى أن بعض الفصائل المتشددة لديها حلم قديم بالوصول إلى الأراضي السعودية، ومحاولة السيطرة على الأماكن المقدسة فيها، وعلى رأس هذه الفصائل يأتي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»- «داعش»، الذي بالإضافة إلى «الحلم»، لديه ثارات كثيرة مع السلطات السعودية بسبب دعمها «صحوات» العراق ضده.

ويبدو أن السلطات السعودية لم تتعلم من الدروس السابقة، خصوصاً درس أفغانستان، لأن سياسة تصدير المتطرفين ترتد عليها في كل مرة، ويعود المتطرفون الذين عملت على التخلص منهم لتهديدها بعد اكتسابهم المزيد من الخبرات العسكرية والقتالية. وفي هذا السياق، فإن حادثة عرعر تحمل العديد من المؤشرات، ليس على فشل السياسة السعودية وحسب، بل على انقلابها ضدها، وبالتالي تزايد احتمالات تعرضها للمزيد من الهجمات مستقبلاً.

والمثير للانتباه، أن أحد منفذي الهجوم على المنفذ الحدودي في عرعر بين السعودية والعراق، هو من «المقاتلين» السعوديين الذين غضّت المملكة طرفها عن «نفيرهم» إلى سوريا للمشاركة في القتال فيها. حيث نجح أبو ذر الشلاحي، وهو سعودي الجنسية، في الانتقال إلى سوريا، برغم أنه من المعتقلين السابقين في سجن حائر، كما أنه ممنوع من السفر بموجب قرار رسمي. وشارك في سوريا في القتال على مدى أشهر طويلة، خصوصاً في مدينتي حمص والرقة، الأمر الذي أتاح له اكتساب مهارات قتالية جديدة، وذلك قبل أن ينتقل إلى العراق لتنفيذ مهمة محددة هي تنفيذ عملية عرعر مع ثلاثة آخرين، عرف من بينهم أبو فجر الشمري، السعودي الجنسية كذلك.

ومن المعروف عن أبي ذر أنه كان من رؤوس حملة «فكوا العاني» التي تستهدف المطالبة بالإفراج عن المعتقلين السعوديين، كما أنه أحد أبرز المنشدين، وله قصائد عديدة تتضمن تحريضاً ضد السلطات السعودية. وقد يكون «داعش» استغل هذه الناحية لاختيار الشلاحي ليكون الانتحاري الأول الذي يستهدف السعودية باسم «دولة الخلافة».

ولكن، بالرغم من أن بوادر انقلاب السحر على الساحر قد بدأت تباشيرها بالظهور بشكل واضح، وبدأت المؤشرات على فشل السياسة السعودية تتزايد، والأهم أن هذه السياسة أخذت تشكل خطراً على المملكة نفسها جراء تزايد العمليات التي تستهدفها، إلا أن كل ذلك لم يشكل دافعاً لسلطات الرياض كي تعيد النظر في سياستها، وهذا ما يعزز من فرضية أن الخلل يتعلق ببنية الحكم السعودي والترهل الذي أصابه وعدم قدرته على فرض قراراته.

ومما له دلالته في هذا السياق، أنه بعد ساعات فقط من تنفيذ عملية عرعر، وصلت إلى سوريا قافلة جديدة من «الجهاديين» السعوديين بقيادة عبد الرحمن القويعي وجمال الأسلمي. والغريب أن الأخيرين تمكنا من الخروج من السعودية، برغم أنهما من العائدين إليها بعد مشاركتهم في القتال قبل حوالي سنتين، حيث تشير المعلومات إلى أن القويعي والأسلمي دخلا إلى سوريا بداية العام 2012، حيث انتسبا إلى «حركة أحــرار الشــام» وقاتلا ضمن صفــوفها قبل أن يعودا إلى بلادهــما أواخر العام ذاته. وقد رجعا قبل عدة أيام إلى سوريا منتسبين هذه المرة إلى «الدولة الإسلامية».

وليست هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها أحد العائدين إلى السعودية من التوجه مرة أخرى إلى سوريا، الأمر الذي يطرح تساؤلاً تلقائياً: إذا كانت السلطات السعودية تعجز عن فرض رقابة على انتقال هؤلاء المعروفين بمشاركتهم بأعمال إرهابية بحسب قوانينها هي، فماذا يمكنها أن تفعل مع سواهم ممن ليس لديهم سوابق أو لا تحوم حولهم أي شبهات؟.

 

درعا: إعادة ترتيب للخريطة العسكرية

هدوء حذر يخيّم على الجبهات الجنوبية

طارق العبد

يمكن وصف الوضع على الجبهة الجنوبية بأنه إعادة ترتيب للخريطة العسكرية، بعد المواجهات التي اندلعت بين «جبهة النصرة» «الجيش الحر»، بالإضافة إلى ظهور تشكيلات عسكرية جديدة، الأمر الذي فرض حالة من تجميد القتال .

وتشهد جبهة الجنوب، وتحديداً في درعا، هدوءاً نسبياً فرضته الوقائع الأخيرة، بداية من الاقتتال بين «جبهة النصرة» و «لواء شهداء اليرموك» وصولاً إلى تشكيل «الجيش الأول» بعد اندماج مجموعة من الفصائل المسلحة.

ويقول مصدر ميداني معارض لـ «السفير» إن «ما يجري اليوم بمثابة إعادة ترتيب وتجميع لقوى المجموعات المسلحة، فرضه خطر إمكانية انتشار تنظيم داعش، وهو ما يراه الجيش الحر والجانب الأردني بمثابة خط أحمر لا يمكن القبول به مهما كان، وعليه أصبح لا بد من تحجيم وتصفية أي مجموعة يُشَك بتحالفها مع التنظيم، وهو ما حصل في المعركة الأخيرة ضد لواء شهداء اليرموك الذي خرج قائده من محكمة دار العدل بعد عدم ثبوت إدانته بالتعاون مع داعش، كما فرض تمدد تنظيم (أبو بكر) البغدادي تجميع القوى في مجموعات واحدة بتنظيم أكثر خاصة في الريف الشرقي لحوران حيث يمتد خط إمداد إلى البادية ومنه باتجاه القلمون الشرقي».

ويرى المصدر أن «خطر تمدد داعش فرض على كل من الجيش الحر وغرفة عمليات الموك تجميد باقي المعارك، سواء في قلب درعا المدينة أو نحو الريف الشمالي».

وتوقع «بقاء الخريطة الميدانية على حالها في الأشهر المقبلة، إذ لن يحدث أي تقدم نحو مدن مثل إزرع والصنمين وبصرى الشام ولا حتى باتجاه معبر نصيب أو طريق دمشق – درعا»، معتبراً أن «جل ما سيحدث هو السيطرة على بعض القرى، خاصة أن المواقع التي يمكن أن تتعرض لمواجهات شهدت تعزيزات عسكرية من الجيش السوري، تضاف إلى حجم التحصينات التي تتمتع بها».

وتابع: «الأهم، أن الرهان على منطقة آمنة، أو على مشروع مثلث حوران – الجولان – الغوطة الغربية أصبح لاغياً أو مؤجلاً في أفضل الأحوال».

وانسحبت حالة التجميد في درعا على القنيطرة، التي تتعرض فيها مدينة البعث وخان أرنبة لضربات بين الحين والآخر، بينما يقوم الجيش بمهاجمة المسلحين في بلدتي أم باطنة ومسحرة المجاورتين.

واتهم ناشطون معارضون «جبهة النصرة» بتفجير مقام الإمام النووي في مدينة نوى غرب درعا.

أما في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فلا يبدو أن المواجهة بين «جيش الإسلام» و «جيش الأمة» انتهت، على الرغم من اعتقال قيادات الأخير مثل أبو صبحي طه وأبو علي خبية. وقال أحد إعلاميي «جيش الأمة» إن «مقراتهم ما زالت تعمل، وإنهم يقاتلون في كل من زبدين وجوبر»، وإن أقر بالهزيمة في دوما وحرستا، بينما كان لافتاً إصرار العديد من الناشطين في الغوطة على الصمت حيال ما جرى في الأيام الماضية. وأكد مصدر ميداني معارض أن «عدداً من مسلحي جيش الأمة سلموا أنفسهم الى حواجز الجيش السوري، خاصة عند معبر مخيم الوافدين عند مدخل الغوطة الشرقية»، معتبرا أن أي مصير آخر سيكون أفضل من مصيرهم في «سجن التوبة» التابع الى زهران علوش.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان أمس الأول: «قتل 24 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية وسبعة مقاتلين اكراد في معارك جديدة في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا».

 

جبهة النصرة تفجر مقام الإمام النووي في سوريا

بيروت- (رويترز): ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين من جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا فجروا مقام الإمام النووي الذي يعود للقرن الثالث عشر في جنوب سوريا.

 

ويقع مقام الإمام النووي في مدينة نوى بمحافظة درعا قرب الحدود الأردنية. وكانت الجماعات التي تحارب الحكومة السورية سيطرت على المدينة في نوفمبر تشرين الثاني.

 

تصدع نادر بين قيادة النصرة ومقاتليها “الأردنيين” بعد آثار تعذيب على جثة شيخهم “العبيدي” بأمر من أبو جليبيب

عمان- القدس العربي: تكشفت أسباب حالة “العصيان المؤقت” التي دخل فيها العشرات من المقاتلين السلفيين الأردنيين ضمن قوات جبهة النصرة وسط تكتم شديد من قيادة الجبهة ورموزها على أسباب “غضب وحرد” المجموعة الأردنية التي تعتبر من أكثر المجموعات غير السورية عددا في محيط منطقة درعا.

 

وعلم بان مقاتلين أردنيين مع جبهة النصرة السورية المعارضة في درعا اعلنوا بصورة جماعية توقفهم عن القتال بعد حادثة ألهبت الخلافات والأجواء بينهم وبين مجلس الشورى الذي يحكم الأمور في الجبهة.

 

سبب العصيان الرئيسي كما أفادت مصادر مغرقة في الإطلاع لـ(القدس العربي) يتعلق بتصفية جسدية تعرض لها خلال التحقيق معه في سجون النصرة القيادي الأردني البارز في الجبهة أحمد حربي العبيدي الملقب بـ”أبو سيف الأردني”.

 

وفد من المقاتلين الأردنيين إستلم الإثنين جثة العبيدي من مستشفى درعا المركزي بعد إعتقاله والتحقيق معه بامر من القيادي الميداني البارز في الجبهة السوري “أبو جليبيب” وتبين عند إستلام الجثة بأن المغدور تعرض للتعذيب الشديد مما يرجح وفاته تحت التعذيب على أيدي مجموعة التحقيق التي يقودها الشيخ أبو جليبيب الذي يحظى بمرتبة “أمير حوران ودرعا” وهو مساعد بارز جدا لرئيس الجبهة وزعيمها أبو محمد الجولاني.

 

الأردنيون الذين طلب منهم التوجه للمستشفى لإستلام جثة رفيقهم فوجئوا بكدمات وجروح بالغة وآثار تعذيب وقيود وتربيط على يدي ورجلي الشيخ العبيدي الذي كان موقوفا أصلا وقيد التحقيق بأمر من المحكمة الشرعية للجبهة وبيدي أبو جليبيب.

 

المعلومات التي حصلت عليها القدس العربي تشيرلإن رفاق العبيدي الأردنيين رفضوا إستلام جثة قائدهم بدون توثيق آثار التعذيب وقد تمكنت القدس العربي من الإطلاع مباشرة على الجروح وآثار التعذيب.

 

ويقول أنصار لجبهة النصرة في الأردن بأن العبيدي لم تثبت عليه أي تهمة بعد وان المحكمة الشرعية التي قبل بها لم تقرر بشأن قضيته مما يعني أنه تعرض للتصفية الجسدية بامر مباشر من الشيخ أبو جليبيب وبدون معرفة الأسباب ومعرفة ما إذا كان الجولاني على صلة بالموضوع.

 

وينبع غضب الأردنيين في النصرة من الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها الشيخ العبيدي والمكانة الميدانية البارزة له في إطار حالة “الجهاد في سورية ” ومن دوره الأساسي في إستقطاب مئات المقاتلين الأردنيين قبل أكثر من ثلاث سنوات وإدخالهم إلى درعا ومن قيادته الميدانية لأكثر من معركة ضد النظام السوري.

 

وتمكن الشيخ العبيدي وهو مقاول سابقا باع ممتلكاته في عمان ووضعها في خدمة جبهة النصرة من الدخول لدرعا قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف وبذلك يكون اول وأبرز قيادي في التيار السلفي الأردني إنضم للحالة الجهادية قبل مقتله في ظروف غامض خلال التحقيق معه بامر مباشر من أمير منطقة حوران في تنظيم الجبهة.

 

ولم تعرف بعد الأسباب المباشرة لما حصل.

 

لكن حالة الغضب في الجناح الأردني في الجبهة وصلت حتى اوساط التيار السلفي الجهادي المناصر بقوة لجبهة النصرة.

 

ويوصف ابو سيف بانه القائد الميداني الأبرز بين الأردنيين في صفوف مقاتلي النصرة في درعا ويبدو ان توقيفه أصلا بعد الإشتباه بانه زار الموصل من تركيا وإلتقى قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مع معلومات غير أكيدة بانه “بايع″ الخليفة أبو بكر البغدادي مما دعا لإعتقاله في درعا والتحقيق معه.

 

وينفي مقربون وأقرباء للعبيدي إلتقتهم القدس العربي بأن يكون الشيخ قد بايع البغدادي لكنه كان حريصا دوما على المصالحة .

 

وتكشف المصادر بان العبيدي وقبل مقتله توجه إلى تركيا لعلاج زوجته المريضة وعبر إلى سوريا من الموصل وقابل فعلا قيادات من داعش دون ان تثبت قصة مبايعته المفترضة للبغدادي.

 

الجدل حول تعذيب العبيدي يجتاح الأوساط السلفية والجهادية الأردنية ويتسبب بأول حالة “تصدع″ بين قيادة النصرة والحضور الأردني المنزعج والمستاء فيما تسربت معلومات لم تتوثق عن إعتقال الشيخ أبو جليبيب بأمر من المحكمة الشرعية للتحقق من مسئوليته في مسألة تعذيب العبيدي على امل إمتصاص غضب الأردنيين فيما يتم تحميل الشيخ أبو قتادة من قبل بعض السلفيين مسئولية هذا الحادث بسبب فتواه التي وصف فيها أنصار وأعضاء داعش بانهم “كلاب النار ” قائلا :ليسوا منا ولسنا منهم.

 

البنتاغون: نحو خمسة آلاف قنبلة القيت على مقاتلي الدولة الاسلامية

واشنطن- (أ ف ب): اعلن البنتاغون الأربعاء أن قوات التحالف القت نحو خمسة آلاف قنبلة منذ بدء الضربات الجوية على تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، مستهدفة اكثر من ثلاثة الاف هدف مختلف بينها 58 دبابة.

 

وفي الاجمال، شن التحالف 1676 غارة حتى 31 كانون الاول/ ديسمبر 2014 بحسب حصيلة للقيادة الاميركية الوسطى.

 

ولم تتضمن الحصيلة معلومات عن عدد الجهاديين الذين قتلوا او اصيبوا. وكان البنتاغون تحدث الثلاثاء عن تحقيقات تجري لتحديد ما اذا كانت هذه الضربات اسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين من دون تأكيد اي شيء حتى الان.

 

واضافة الى الدبابات ال58، استهدف التحالف اكثر من 900 آلية بينها 184 سيارة رباعية الدفع من طراز هامفيز و26 عربة مصفحة.

 

واستهدفت الضربات ايضا نحو 52 موقعا محصنا تحت الارض و673 موقعا قتاليا ونحو الف مبنى مختلف.

 

وفي الاجمال، قامت طائرات التحالف بنحو 15 الفا و465 طلعة جوية.

 

وبدأت الضربات في الثامن من آب/ اغسطس في العراق وشملت سوريا في 23 ايلول/ سبتمبر.

 

واوضح البنتاغون انه لا يمكنه تحديد عدد الاهداف التي دمرت فعليا.

 

واكتفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الكولونيل ستيفن وورن بالقول “اعتقد ان درجة التدمير مرتفعة”.

 

كذلك، لم يشأ الجيش الاميركي تحديد عدد الدبابات التي لا يزال التنظيم يملكها رغم هذه الضربات.

 

واضاف وورن “لا نريد ان يعلم اعداؤنا بكل ما نعرفه عنهم”.

 

قيادي بالائتلاف السوري: “الفصل” ينتظر أي عضو يذهب إلى اجتماعات موسكو

القاهرة- الأناضول: قال قيادي بارز بالائتلاف السوري المعارض، إن “الفصل من العضوية ينتظر أي عضو ينتمي للائتلاف يقرر الذهاب إلى اجتماعات موسكو خلال الفترة من 26 إلى 28 يناير (كانون الثاني) الجاري”.

 

وفي تصريحات خاصة لوكالة الأناضول الأربعاء، أوضح بسام الملك، القيادي بالائتلاف المقيم في القاهرة، إن الائتلاف اتخذ قراره الرسمي في اجتماعات الهيئة العامة الأخيرة في إسطنبول بعدم الذهاب إلى موسكو، وسيتم فصل أي عضو يخالف ما أقرته الهيئة العامة، وفقا للائحة الداخلية للائتلاف.

 

ودعت موسكو شخصيات من الحكومة السورية و28 شخصية من المعارضة لحضور الاجتماعات بينها الرئيس السابق للائتلاف هادي البحرة، وأحمد معاذ الخطيب وعبد الباسط سيدا، اللذان ترأسا الائتلاف في وقت سابق أيضا.

 

وعقدت الهيئة العامة للائتلاف السوري اجتماعا في الفترة من 2 إلى 5 يناير/ كانون الثاني في مدينة إسطنبول التركية لانتخاب رئيس الائتلاف ونوابه ومناقشة عدد من القضايا الهامة، من بينها الذهاب إلى موسكو، وتم الاجماع على عدم الذهاب.

 

وأثير الجدل في وقت سابق حول سفر نزار الحراكي سفير الائتلاف السوري في قطر إلى موسكو بصحبة معاذ الخطيب الرئيس الأسبق للائتلاف في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دون الحصول على موافقة الائتلاف، وحسم الجدل في اجتماع الهيئة العامة بعقاب أي عضو يخالف قرار عدم الذهاب بعد تلقي أعضاء من الائتلاف دعوات للذهاب إلى موسكو بشكل منفرد، حسب الملك.

 

وأضاف: “نرفض أن تتعامل معنا موسكو كأفراد وليس كمؤسسة معترف بها دوليا، وتوجه الدعوات لمن تختاره لحضور الاجتماع″.

 

وسلم القنصل العام الروسي في إسطنبول ألكسي أرخوف، مؤخرا، دعوات لخمسة من أعضاء الائتلاف السوري المعارض وهم رئيسه السابق هادي البحرة، والأعضاء عبد الأحد أسطيفو، وبدر جاموس، وعبد الباسط سيدا وصلاح درويش، إلا أن الائتلاف قرر رفض الدعوة.

 

ولم تتطرق تصريحات رئيس الائتلاف الجديد خالد خوجة حول اجتماع موسكو إلى آلية توجيه الدعوة، لكنه قال في مؤتمر صحفي بعد ساعات من انتخابه، الإثنين الماضي: “بحسب ما تدعو موسكو، المطلوب هو حوار مع النظام، وهذا غير وارد بالنسبة إلينا”.

 

وأضاف: “لا يمكن الجلوس مع النظام على طاولة واحدة سوى في إطار عملية تفاوضية تحقق انتقالاً سلمياً للسلطة وتشكيلاً لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة”.

 

وقال “الملك”: “حسب ما هو مخطط ستجلس رموز المعارضة مع بعضها يومي 26 و27 يناير(كانون الثاني الجاري)، على أن يجلسوا مع رموز من النظام يوم 28 يناير بعد الاتفاق على رؤية موحدة”.

 

هجوم على صحيفة «النهار» اشترك فيه أنصار النظام السوري ومعارضوه

اتهموها بالعنصرية بعد مقال عن «احتلال» السوريين لشارع الحمرا

دمشق ـ «القدس العربي» من كامل صقر: نسي السوريون العاصفة زينة، ونسوا حماوة الاشتباكات المسلحة الجارية في بقاع واسعة من جغرافية بلدهم، وتراجع اهتمامهم بالكهرباء والمحروقات، واختفت تعليقاتهم على وزير الكهرباء عماد خميس الذي يلقبونه بـ «أمير الظلام»… توجهوا جميعهم للهجوم على صحيفة النهار اللبنانية متهمين إياها بـ «العنصرية»، تنتفض سوريّة السوريين إلى أعلى مستوياتها مع أية هجمة يتعرضون لها. يلتقون، موالين ومعارضين، على رد الهجوم.

تهكماً تكتب إحدى السوريات على صفحتها: «ليس لي نصيب بدخول شارع الحمرا في بيروت فأنا سمراء وشديدة السُمرة». تكتب هذه العبارة رداً على المقالة التي نشرتها صحيفة «النهار» تحت عنوان: «الحمرا ما عادت لبنانية… التوسع السوري غير هويتها».

في المقال، يرى الكاتب أن وجود السوريين في شارع الحمراء اللبناني كان سبباً في تغييب اللبنانيين، متسائلاً عما حلّ بليالي بيروت الجميلة وحفلاتها الساهرة، واصفاً السوريين بالـ «الغرباء» والعمال والمتسولين وأصحاب البشرة السمراء، والذين كانوا سبباً في تغييب صوت فيروز عن حانات شارع الحمراء على حد قوله.

على الفور أنشأ ناشطون سوريون صفحة على موقع «فيسبوك» الاجتماعي حملت اسم (أسمر يا اسمراني…مين دلك عالحمرا) وشكّلت الصفحة ما يشبه حملة ساخرة أطلقها مؤسسو الصفحة، مقتبسين الاسم من صفة «ذوو البشرة السمراء» التي أطلقها كاتب المقالة المناهضة للسوريين في مقالته في صحيفة «النهار»، وبعد ساعات من إنشائها، غصت الصفحة بتعليقات ساخرة تصب كلها في إطار الرد على مقالة «النهار» والرفض لما ورد فيها بأسلوب التهكم والسخرية، فكتب أحد المشاركين «عيرتني بالشيب وهو وقار… يا ليتها عيّرتني بالســـمار… الشاعر اللاجئ أبو سمرة السوري». وكتب آخر: أنا كمواطن سوري أسمراني لا يحق لي الذهاب إلى شارع الحمرا اللبناني. وجاء في شعار الصفحة ذاتها عبارة: أسمراني يا مندس… الحمرا للبيض وبس».

ورأى سوريون أن المقال الذي نشرته صحيفة «النهار» اللبنانية عن احتلال السوريين لشارع الحمرا في بيروت هو انعكاس لموقف تيارات لبنانية تضمر العنصرية والكراهية للسوريين، جاءت مقالة «النهار» لتعبّر عن دواخل تلك التيارات حيال السوريين ونزوحهم إلى لبنان.

 

المنخفض الجوي «هدى» سيمر بأربعة أجزاء من القرآن وبسيدة سورية قررت الثبات

محمد إقبال بلو

ريف حلب ـ «القدس العربي» الذاكرة الضعيفة لوالد «هدى» المحتجز لدى تنظيم الدولة الإسلامية لم تسمح له بحفظ أربعة أجزاء من القرآن الكريم خلال الشهور الستة السابقة، وبالتالي فإنه يخضع لــ«دورة تحفيظ القرآن» مراراً دون ان ينجح بها، ويعيد الكرة تلو الأخرى دون أي بصيص من أمل أو أي لحظة مضيئة يرى نفسه فيها حراً طليقاً عائداً إلى بلدته المدمرة في الشمال الحلبي.

تقول «هدى» لـ «القدس العربي»: كيف سيحفظ والدي أربعة أجزاء من القرآن؟ وهو طوال حياته لم يحفظ سوى قصار السور التي يكرر تلاوتها في كل صلاة، بل كيف ستتمكن ذاكرته الهرمة من التقاط السور القرآنية العظيمة ونسخها على «الهارد» القابع داخل جمجمته منذ عشرات السنين دون صيانة أو تحديث، فخمسة وستون عاماً ليست بالقليلة، والذاكرة امتلأت بما لا يدع مجالاً لبشر أن يراكم فوقها أي شيء، حيث كان آخر ما نسخه الرجل على خلايا دماغه التي لم ولن تتجدد يوماً، هو صور الأشلاء بعد حفلة «برميلية» أقامها نظام بشار الأسد في البلدة المنكوبة.

تؤكد «هدى» أن والدها لن يحفظ الأجزاء الأربعة المطلوبة، والتي لن يفرج عنه تنظيم دولة العراق والشام قبل أن يحفظها، وبالمناسبة «هدى» ليس لها أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالمنخفض الجوي «هدى» الذي يخيم على منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام، بل هي لا تشبه أي عاصفة أخرى، فهي مثال الهدوء وقلة الكلام والحيلة معاً، تبتسم إن اضطرت لمجاملة أحد، وتؤجل ذلك في باقي الأوقات بحيث يعتقد من يراها أنها مجموعة من تراكمات القسوة التي مرت بذاكرتها المختلفة عن ذاكرة أبيها تماماً.

تبحث هدى عن الوساطات ممن يعرفون قادة تنظيم «الدولة» حتى يفرجوا عنه، فـ «الدورات التي يخضع لها لن تفيده مطلقاً، وإنما هي وقت يمضي مما تبقى من عمره دون فائدة، ومطالبته بحفظ أربعة أجزاء من القرآن الكريم كشرط للإفراج عنه تعتبر حكماً بالسجن المؤبد، رغم أنه ليس سجيناً عملياً فقد وصلتنا أخبار جيدة عنه، وأن وضعه يشبه ما يسمى «الإقامة الجبرية» لدى التنظيم في أحد مقراته في ريف حلب الشرقي».

المرأة الثلاثينية تقدمت بطلب عمل كمستخدمة في إحدى المؤسسات الإعلامية، وتم قبولها وأثبتت جدارة منذ اليوم الأول في عملها، إلا أن قصصها طويلة، فقد وصلت إلى تركيا منذ قرابة عام تقريباً كمرافقة لزوجها المصاب، وعلى الرغم من أن زوجها غادر المشفى الوطني في أنطاكيا، إلا أنه لم يشف بل أصبح مقعداً كالكثير من السوريين الذين لا أمل لهم باستعادة حياتهم، وأملهم لا يتجاوز أمل والدها في حفظ أربعة أجزاء من القرآن.

لم تنجب السيدة ولم ترزق بطفل بعد، وأخبرها الأطباء أن حالة زوجها الصحية لن تسمح لهما بالإنجاب مطلقاً، إلا أنها تتمسك بخيط من الأمل وتحرص على ألا تقطعه، كما تتمسك بزوجها بعد أن اتخذت قراراً بأنها لن تفارقه وستبقى إلى جانبه حتى يقضي الله أمراً، تعمل وتنفق على أسرتها التي لم تصبح أسرة بعد، كما وتنفق على ترتيب حاجيات منزلها الذي تبلغ مساحته مساحة غرفة واحدة من الغرف التي نعرف.

حالة سورية واحدة من آلاف الحالات التي تمر بظروف عاصفة منذ سنوات، فالعاصفة «هدى» ليست شيئاً جديداً على السوريين، لاسيما أولئك الذين يعيشون في المخيمات وبين كروم الزيتون على الحدود السورية التركية، فأية رياح شديدة تحدث ولو لبرهة تعتبر عاصفة بالنسبة لهم، وتخلع منزلهم القماشي الأنيق ليطير بعيداً، حيث يستقبلون المطر مباشرة بكل حيوية وقبول قد لا نتصوره نحن لأننا لم نعش التجربة ربما، أما هم فقد اعتادوا هذه الظروف، ولم ترعبهم «هدى» العاصفة هنا ولا أقصد السيدة هدى.. مطلقاً، بل إن من يقيمون في المنازل الحديثة في المدن التركية يشعرون بالخوف من العاصفة أكثر منهم.

ربما السيدة «هدى» وربما منخفض «هدى» يوقظ بعض ضمير متبقٍ في هذا الكون، لنقرأ عنهما، ونفكر بهما، فهما قضية واحدة تتعلق بشعب واحد ومأساة واحدة، وعندما نحفظ أربعة أجزاء من القرآن ومن ثم نطبقها، سندرك ما تعنيه العاصفة، وقد نعلم أيضاً لماذا ما زال الرجل العجوز يحتفظ ببعض أمل ويحاول بعد الرسوب في دورة تحفيظ القرآن السادسة.

 

مسلحون مجهولون يختطفون عناصر من تنظيم «الدولة الاسلامية» في سوريا

أدلة جديدة على استخدام الجيش النظامي أسلحة كيميائية ضد المدنيين

لندن ـ»القدس العربي»: اختطف مسلحون مجهولون في شرق سوريا عناصر من جهاز الشرطة الدينية التابع لتنظيم «الدولة الاسلامية»، بعد يوم من العثور على جثة مسؤول في هذا الجهاز، حسبما افاد أمس الاربعاء المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ان «مسلحين مجهولين نصبوا ليل أمس (الاول) كمينا لعناصر من (الحسبة) التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الميادين» في محافظة دير الزور.

وأضاف أن المسلحين «قاموا بحرق السيارة التي كان يستقلها عناصر (الحسبة)، ولا يزال مصير العناصر مجهولا»، من دون تحديد عدد هؤلاء العناصر.

وجاء هذا الحادث بعد يوم من العثور على جثة نائب أمير الحسبة الذي يحمل الجنسية المصرية مقتولا وقد فصل رأسه عن جسده في المدينة ذاتها، ووضعت لفافة تبغ في فمه وكتب على جسده «هذا منكر يا شيخ».

وقبل ذلك بأيام قام مجهول بمحاولة دهس أحد عناصر الشرطة الدينية، بينما تعرض عنصر آخر للضرب بهراوة معدنية من قبل رجلين كانا يستقلان دراجة نارية ما أدى الى إصابته بجراح خطرة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «هناك تصعيد في العمليات ضد الحسبة لأنها تعتقل الناس وتهين كراماتهم لأسباب مثل التدخين وغيره».

ويفرض تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق وأعلن قيام «الخلافة» الإسلامية فيها، قوانين متشددة على سكان هذه المناطق، بينها منع التدخين.

الى ذلك قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانتا باور إن أحدث تقرير حول سوريا من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية يقدم مزيدا من الأدلة على أن الحكومة السورية شنت هجمات متكررة على مواطنيها بغاز الكلور السام.

ويتضمن التقرير الذي يقع في 117 صفحة والذي أصدرته بعثة لتقصي الحقائق تابعة للمنظمة روايات لشهود عيان تصف طائرات هليكوبتر أثناء إسقاطها براميل متفجرة تحتوي على مواد كيميائية سامة.وتنسجم نتائج التقرير مع تقريرين سابقين للبعثة لكنها تقدم المزيد من التفاصيل.

وبعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمراجعة التقدم في تدمير برنامج سوريا للأسلحة الكيميائية قالت باور إن التقرير الجديد يضيف مصداقية الى مزاعم بأن الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور كسلاح في الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ أربع سنوات بعد أن تعهدت بالتخلي عن ترسانتها السامة.

وقالت باور في صفحتها على «تويتر»، «مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتمع بشأن الأسلحة الكيميائية السورية وراجع أدلة أكثر قوة لشهود عيان على استخدام الحكومة السورية غاز الكلور.»

وأضافت قائلة «قال 32 شاهد عيان إنهم رأوا أو سمعوا أصوات طائرات هليكوبتر اثناء اسقاط براميل متفجرة… وقال 29 إنهم اشتموا رائحة الكلور، الجيش السوري فقط هو الذي يستخدم طائرات الهليكوبتر.»

ولا يذكر التقرير الثالث لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الذي استخدم أسلحة كيميائية. وامتنع السفير السوري بشار الجعفري عن التعقيب.

 

الرئيس الإيراني يتّهم دول الخليج بتمويل تنظيم «الدولة الإسلامية»

طهران ـ لندن ـ «القدس العربي»: من محمد المذحجي ووكالات: أدان الرئيس الإيراني حسن روحاني تصرفات تنظيم «الدولة الإسلامية» أمام تجمع في طهران أمس الأربعاء، كما انتقد روحاني دول الخليج السنية الغنية بالنفط التي زعم أنها تمول «الإرهاب»، في إشارة إلى دول مثل السعودية وقطر، التي ساندت المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه إيران.

وقال روحاني للحاضرين «بعض الدول تساعد هؤلاء القتلة (في إشارة للدولة الإسلامية) الذين لا يرقون لمستوى الحيوانات ويعينونهم بتقديم المال والأسلحة».

وعقب شنّّ الولايات المتحدة غارات جوية على أهداف للدولة الإسلامية في سوريا والعراق اتهمت طهران واشنطن بمحاولة استعادة سيطرتها على العراق وأبدت معارضة شديدة للتدخل الأمريكي هناك.

واتهم روحاني الدولة الإسلامية بارتكاب أعمال وحشية باسم الدين.

وأضاف «يجب أن نتصدى لهذا التطرف والعنف وأن نبين ونقول للعالم أن الاسلام ليس دين تطرف وعنف بل دين تسامح وحوار».

إلى ذلك، أفادت وكالة فارس نيوز التابعة للحرس الثوري أمس (الأربعاء) أن القضاء أمر بحجب 3 من تطبيقات التواصل على الهواتف الذكية أي الواتساب واللاين والتانغو قبل نهاية يوم أمس الأربعاء.

 

أبو حمادة «ملك» التهريب في مصر يدافع عن نفسه.. حقق أكثر من مليوني دولار وهرب 10.000 لاجئ سوري إلى إيطاليا… ومن يدفع أكثر يصل السفينة أولاً

لكل جنسية شبكتها الخاصة.. ولغتها وسماسرتها.. وكل الرحلات تبدأ من الإسكندرية

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي» «ما المشكلة في تحقيق الأرباح؟»، يقول أبو حمادة الذي يعتبر ملك التهريب في مصر والذي يقول إنه حقق 1.5 مليون جنيه استرليني في الستة أشهر ألاخيرة من تجارة تهريب اللاجئين السوريين الباحثين عن حياة جديدة في أوروبا.

وكان أبو حمادة (61 عاما) يعمل مهندسا مدنيا وانتقل من دمشق بعد اندلاع الحرب الأهلية هناك حيث وجد الفلسطيني- السوري طريقة جديدة للإثراء وهي التهريب.

وساعد أبو حمادة على توسيع مملكته هي حاجة اللاجئين السوريين الماسة للهروب من الدول التي لجأوا إليها، بعد تصاعد مشاعر العداء لهم، والإجراءات الأخيرة لفرض التأشيرات على السوريين في لبنان.

وتمثل موجات «السفن الشبح/الوهمية» صورة عن موجة رحيل عبر البحر تقول منظمة الهجرة العالمية إنها أكبر هجرة جماعية منذ الحرب العالمية الثانية. وفتحت رغبة اللاجئين في الهرب بابا واسعا لمهربين جدد والإثراء السريع من ورائها. ولا ينافس أحد أبو حمادة في تجارته فأي شخص يحاول الهرب عبر البحر يقوم بالاتصال مع واحدة من الشبكات التي أقامها لهذا الغرض.

فقد استطاع رجال أبو حمادة في الفترة ما بين أيار/مايو إلى تشرين الأول/أكتوبر تسيير رحلتين في الإسبوع وحقق من كل واحدة منها 30.000 جنيه استرليني على الأقل.

ويقول شاجبو أبو حمادة إنه يثري على حساب معاناة وسوء طالع الذين هربوا من بلادهم، بل ويزيد في بعض الأحيان من معاناتهم. فقد مات بعض من هربهم رجاله أمام شواطئ مالطة حيث غرقت سفينة وأخذت معها 300 ممن كانوا على متنها.

ويقول أسامة الذي اعتقل قبل ركوبه القارب إن المهربين «هم أسوأ انواع البشر» فهم «لا يقدرون أي شيء باستثناء المال».

 

أنا رجل طيب

 

ويدافع أبو حمادة عن نفسه في لقاء مع مراسل صحيفة «الغارديان» في القاهرة باتريك كينغزلي قائلا إنه رجل طيب «ما المشكلة في تحقيق الأرباح؟».

وقال «إذا كنت أحقق الربح فإنني أقوم بمساعدة أهل بلدي في الوقت نفسه. «أين المشكلة، فأنا الشخص الوحيد الذي يثق به الناس في هذه التجارة».

وكان الإتحاد الأوروبي قد خفض من عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط على أمل ان يؤدي تخفيض خفر السواحل لتثبيط عزيمة المهاجرين ومنعهم من محاولة السفر على قوارب المهربين.

ولكن سياسة الاتحاد لا تأخذ بعين الاعتبار الطلب الشديد من المهاجرين على التهريب وخدمات مهربين مثل أبو حمادة الذي يقول إنه نقل في العام الماضي 10.000 شخص تقريبا.

 

طرق ولغات مختلفة

 

ولا يوجد هناك طريق واحد للتهريب عبر البحر المتوسط، فالسوريون ليسوا وحدهم من يبحث عن الهرب، فهناك فلسطينيون وإريتريون ومصريون.

وتقدم لقاءات مع مهربين ثلاثة من أصحاب القوارب التي يهرب عليها المهاجرون وأعداد كبيرة منهم صورة مختلفة عن شبكات التهريب، فكل جنسية لديها شبكتها الخاصة التي تلجأ إليها بحثا عن الهرب، وبهذا تختلف الأساليب والمصطلحات التي تستخدمها شبكات التهريب باختلاف الدول والمهربين.

وتحتاج عملية التهريب لتعاون أكثر من طرف وجهة فلا مهرب مهما كانت قوته يستطيع التحكم بخط الرحلة. فأبو حمادة ونائبه أبو عدي (ابن اخيه) بحاجة لزملائهم المصريين كي يتولوا جزءا من العملية، خاصة في البحر.

ولكن أبو حمادة هو اللاعب الرئيسي الذي تمر عبره كل النقود وبدونه لا تحدث عملية التهريب. ولا تحتاج عملية التهريب الكثير وعادة ما تبدأ في البحر، حيث يبحث الراغب بالهجرة عن واحد من سماسرة أبو حمادة السوريين في الأحياء التي يقيمون فيها، ويتفقون على أجر الرحلة ويقول مهيار» من السهل العثور على شخص لأن كل واحد يعرف مهربا أو مهربين» ويقول مهيار الذي نجح في الهرب «في الحقيقة أنت ليست بحاجة للعثور عليهم هم من يبحثون عنك».

ويقول رجال أبو حمادة إن أجر الرحلة معروف وهو 1.900 دولار عن كل شخص. وفي الحقيقة يتغير حيث يدفع البعض 3.500 دولار فيما يدفع آخرون 1.500 دولار أو أكثر، وكلما دفع الشخص مبلغا أعلى كلما حصل على أولوية لركوب القارب.

وتنقل الأموال التي يدفعها المهاجرون إلى صندوق يديره أبو حمادة حيث يدفع أجرا للسفينة وطاقمها وللعاملين معه وللنقليات البرية وغير ذلك من النفقات.

وفي البداية يدفع المهاجر المال لطرف ثالث يثق به الطرفان. وعندما يصل المهاجر إلى شواطئ إيطاليا يتم الإفراج عن المال ويدفع لأبو حمادة.

ويقول أبو عدي الذي عمل مثل عمه مهندسا قبل وصوله لمصر «لو غرقت السفينة أو جنحت نحو اليونان فإننا نخسر المال لأن من الصعب الوصول إلى أوروبا عبر اليونان».

 

توزيع الأرباح

 

وفي حالة وصول المسافرين بسلام إلى البر الأوروبي فهناك مال كثير ينتظر أبو حمادة فكل سفينة محملة بـ 200 راكب بحوالي 380.000 دولار. يذهب من المبلغ 70.000 دولار إلى التكاليف المتعلقة برحلة المهاجرين في البحر، و30.000 تكاليف إسكان المهاجرين قبل بداية الرحلة، ويحصل طاقم القارب على 15.000 دولار وكذا السماسرة الذين يعثرون على المهاجرين.

وبعد كل هذه الحسبة يحصل أبو حمادة على ربح يتراوح ما بين 45.000 ـ 50.000 دولار عن كل رحلة.

وتبدأ الرحلة عادة من الإسكندرية حيث يصل إليها المهاجرون بسيارات يوفرها لهم أبو حمادة فيما يصل إليها البعض مباشرة.

وعادة ما يتم تحديد مكان وموعد للقاء. وفي انتظار بدء الرحلة يتم حشر المهاجرين في شقق متداعية بأحياء مثل بالم بيتش أو ميامي، حيث يحجز أبو حمادة عمارات من أجل إسكان زبائنه فيها. ويقول أسامة «ننتظر هناك يومين أو ثلاثة أيام»، وبعدها تحضر الحافلات لنقلهم في الليل حيث ينقلون إلى مناطق بعيدة على طول الساحل.

وفي حالة سير الخطة بدون مشاكل يركب المهاجرون قوارب مطاطية تنقلهم لسفينة أكبر حيث تبحر نحو إيطاليا. ولكن هناك قلة ممن يتمكنون للوصول إلى السفينة فإما تلقي الشرطة المصرية القبض عليهم أو يعترضهم خفر السواحل وإما يمنعهم سوء الأحوال الجوية من الوصول إلى السفينة. والتقى كينغزلي سيدة سورية حاولت الهروب 30 مرة.

 

المنسق

 

وعندما ينقل المهاجرون في الحافلات التي تعرف في عرف المهنة «بمنسق دليل» تبدأ سيطرة أبو حمادة وأبو عدي على الإجراءات في التراجع خاصة أن علاقتهما بالسلطات المصرية ليست قوية، فهما أجنبيان.

ولا يتم نقل الحافلات للشواطئ وحتى المياه الدولية إلا بتواطؤ مع مسؤولين مصريين وهنا يأتي دور «المنسق».

وبحسب شهادات يحصل المنسق من أبو حمادة على مبلغ 220 دولارعن كل راكب.

ويقوم المنسق بنقل المسافرين بالحافلات من مراكز تجمعهم في الشقق والعمارات ويتعامل مع المشاكل التي قد تنشأ من السلطات الأمنية.

ويقول أبو عدي «لا نستطيع إرسالهم بأنفسنا»، و «لهذا أجبرنا للاعتماد على الوسطاء المصريين، حيث يقومون بنقلهم من الشقق السكنية إلى شواطئ محددة باتفاق مع الحكومة ومن ثم ينقلونهم بالمراكب الصغيرة إلى المراكب الكبيرة».

ولكن الوسطاء وملاك المراكب ينفون أي علاقة مع الحكومة، أي الشرطة وخفر السواحل، بل يقول أحد المهربين قدم نفسه باسم كابتن حمدي «طبعا لا علاقة لنا، الأمن المصري حريص على محاربة أمر كهذا»، ويؤكد عدم وجود أي تنسيق مع خفر السواحل، والإثبات هو وجود عشر محاكم لأِشخاص لهم علاقة بتجارة التهريب.

وأكد صياد معروف عدم وجود صلة بين المهربين وخفر السواحل « ومن يزعم هذا فهو كاذب».

ونفي بشدة المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف هذه المزاعم قائلا إن «المهرب هو مجرم وخارج على القانون». ولكن أبو عدي مصر على أن دور المنسق هو التعامل مع السلطات المصرية و «هذه هي مهمتهم».

ويزعم أبو عدي أن المسؤولين الذين يتعاونون مع المنسق ويسمحون للمهربين باستخدام نقاط محددة على الشاطئ فإنهم يتلقون 100.000 جنيه مصري.

ولا تحضر الشرطة إلا بعد عبور معظم المسافرين إلى القوارب المطاطية ويتم إلقاء القبض على من تبقى من المسافرين حيث يوضعون في الزنازين لعدة أيام لإعطاء مظهرعن محاربة الأمن للتهريب والمهربين.

وتؤكد روايات المهاجرين ما يقوله أبو عدي، وينقل الصحافي عن ثلاثة مهاجرين اعتقلهم الأمن في آب/أغسطس 2014. وقالوا إن الأشخاص الذين قادوهم للمياه هم أنفسهم من أخبروا الشرطة عن وجودهم. وعندما كشف أحدهم عن اسم المهرب، جاءته مكالمة من أبو عدي قال فيها إن الشرطة أخبرته أنه اعترف.

ويقول أحمد وهو لاجئ سوري أن محققا قال له «هل تظن أنه يمكن للمهربين الخروج بدون معرفتنا؟». وأضاف المحقق «نعرف من المهربين أنفسهم، ونترك البعض ونعتقل الأخرين».

ويعتمد أبو حمادة على صيادين يعرفون بأسماء مثل «الحوت» أو «الدكتور» كي يقوموا بتسهيل نقل المهاجرين للسفن التي يديرها. ونظرا لأنه فلسطيني- سوري فلا يمكنه امتلاك سفينة ويسجلها باسمه، وهو بهذه الحالة لا يعرف سفنه التي يشتريها ولا رأي له في اختيار طاقمها، ولهذا يعتمد على المصريين.

ويقول صاحب مركب مصري «يدفع السوري المال لشراء المركب ويترك لي تدبير كل شيء».

وهذا يعني أن أبو حمادة الذي يستغل المهاجرين يتعرض نفسه للاستغلال، فهو يدفع نصف ما يحصل عليه من أموال لقاء كل رحلة لشراء قوارب نقل جديدة. وفي معظم الحالات يشتري الصياد المصري الذي يتعاون مع أبو حمادة قوارب قديمة ومتهالكة.

وحتى لو اشترى المهرب قاربا جديدا فهو يتردد باستخدامه ونقل المهاجرين إلى الشواطئ الإيطالية. وعليه يقوم في مرحلة بإجبار المهاجرين على الانتقال لقوارب قديمة. ويقول الناجون من كارثة تحطم قارب أمام الشواطئ المالطية إن سبب التحطم الذي غرق فيه 300 مهاجر كان بعد أن غير المهربون القوارب.

 

طرق جديدة

 

ويستخدم المهربون الآن طرقا جديدة فهم يقودون قوارب مسجلة وشرعية حتى تقترب من الشواطئ الإيطالية حيث يترك المهربون السفينة ويهربون في قارب لإجبار خفر السواحل الإيطاليين التدخل وإنقاذ السفينة. وفي بعض الأحيان يترك الكابتن وطاقمه أمر السفينة بيد أشخاص لا خبرة لديهم في الملاحة ولا يعرفون الاتجاهات. وينفي أبو حمادة استخدام الطواقم التابعة له نفس الأساليب مؤكدا أن ما يحدث في البحر خارج سيطرته. وتساءل عن سبب الهجوم عليه وتحميله مسؤولية الحوادث «وأصحاب السفن هم المسؤولون».

ورغم الأخطار وتعرض بعض المهاجرين للضرب على يد المهربين والاعتقال في مراكز الشرطة إلا أنهم يواصلون العودة إلى البحر ومعاودة الكرة. ويقول أسامة أحد الذين حاولوا الهرب إلى أوروبا «لقد شاهدنا أشياء لم نرها في حياتنا حتى في سوريا».

 

الجيش السوري الحر على بعد كيلومترات من خط دفاع دمشق بعد سلسلة إنجازات حققها العام الماضي جنوبا

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي» حمل العام 2014 في ثناياه انتصارات ميدانية كبيرة لحساب الجيش السوري الحر في الجنوب السوري على كل من جبهات محافظتي درعا والقنيطرة وصولا لأبواب الريف الغربي لدمشق، واستطاع الجيش الحر فيها السيطرة على ما يقارب 70 بالمئة من المحافظتين.

وخاض الجيش الحر سلسة كبيرة من المعارك كانت بداياتها أوائل الشهر شباط/ فبراير من عام 2014 بمعركة فجر الربيع التي استطاع الجيش الحر فيها من السيطرة على 16 بلدة بما فيها من نقاط وقطع عسكرية في الريف الجنوبي للقنيطرة الأمر إلى أمكنها بعد ذلك من السيطرة على التلين الأحمرين الغربي والشرقي، ما مكن الحر بعد ذلك من الهجوم باتجاه تلول الجابية والجموع وكسر الحصار عن المدنيين والجيش الحر في مدينة نوى التي كانت أفرغت بالكامل من أي تواجد عسكري للنظام في داخلها آنذاك.

كما سيطر الجيش الحر على تل عشترة ومطوق الكبير والصغير وقرية الشيخ سعد، والكتائب المحيطة بها، ليجهز الجيش الحر بذلك على اللواء 61 أحد أكبر ألوية الجيش السوري.

وقال بشار الزعبي قائد جيش اليرموك أحد أكبر تشكيلات الجبهة الجنوبية في حديث خاص لـ «القدس العربي»: «بعد ثلاث سنوات من اكتساب الخبرات والتخطيط الجيد، وامتلاكنا لأسلحة نوعية من خلال الغنائم والمساعدات، استطعنا توظيفها رغم بساطة إمكانياتنا في تحرير مساحات واسعة من الأراضي ونزع قطعات عسكرية ضخمة وتلول إستراتيجية من أيدي النظام».

وتابع: «لو توفرت بأيدينا إمكانيات أكبر من الموجودة حاليا وأهمها تحييد سلاح الجو للنظام لاستطعنا قلب الموازين على الأرض بشكل أكبر، وما نتمناه من الدول الداعمة والتي تؤمن بحق الشعب بالحرية بأن يزيدوا الدعم المقدم، لكي نبقى صامدين ومستمرين في المضي نحو تحرير سوريا بالكامل».

ورأى أبو المجد الزعبي المدير التنفيذي لـ «الهيئة السورية للإعلام» الذراع الإعلامية لفصائل الجبهة الجنوبية، أن قوة الجبهة الجنوبية وتنظيمها وارتباط فصائلها بين بعضها بشكل قوي، هو الأمر الذي ساعد على تحقيق الانتصارات بالإضافة إلى الاستفادة من الدعم المقدم وترجمة ذلك على الأرض بشكل فعال رغم بساطة الإمكانيات المتوفراة بين أيادي مقاتلي الجبهة الجنوبية مقارنة مع ما يمتلكه النظام السوري.

كما كان الجيش الحر تقدم نحو مدينة القنيطرة المهدمة ومعبر القحطانية مع الجولان السوري المحتل وفك الحصار بلدة جباثا الخشب، ثم بدأ الحر بعد ذلك بالتقدم نحو تل المال والسيطرة عليه وعلى بلدة كفرناسج في الريف الشمالي الغربي لدرعا فاتحا بذلك الطريق نحو بلدات الهبارية وحمريت وصولا لكناكر وهي أوائل بلدات ريف دمشق الغربي.

ولتأمين خط الإمداد هذا، قام الحر بالسيطرة على تل الحارة الذي كان يعد أعلى التلال التي كانت تكشف المنطقة بالإضافة لكونه وحدة رصد للنظام ويحتوي على مستودعات ذخيرة ضخمة.

ودارت معارك أيضا في قلب حوران التي أحكم الحر فيها سيطرته على المجمع الأمني في غرز شرق درعا وكذلك حاجز أم المياذن، بالإضافة لسيطرة الحر على 90٪ من مدينة الشيخ مسكين وكامل مدينة نوى بعد انسحاب النظام بعد يوم من قطع طرق أمداده، حيث سحب النظام قواته من تلال الهش وكتيبة الحجاجية وقيادة اللواء 112 ليصبح الجيش الحر بذلك، على بعد كيلو مترات قليلة من بلدة ازرع وهي الخط الدفاعي الأول عن العاصمة دمشق.

وأكد الناشط أبو المجد الحوراني في حديثه لـ «القدس العربي»: إن الانتصارات على جبهات درعا والقنيطرة أتت، بسبب التكتيك العسكري العالي الذي انتهجته كتائب الثوار نظرا لتراكم الخبرات لديها إثر المعارك مع النظام، والاستعانة بالضباط المنشقين عنه، كما كان للتوحد العسكري خلال غرف العمليات دور بارز في الانتصارات أيضا.

وأضاف أنه «كان لغياب الاقتتال بين الفصائل العسكرية كما حل في محافظات الشمال السوري دور بارز أيضا بالإضافة إلى الاستفادة من الدعم المقدم لبعض الفصائل العسكرية».

وتعد الجبهة الجنوبية في سوريا من أكثر الفصائل العسكرية التي استطاعت توظيف الدعم اللوجستي، بمكاسب كبيرة على الأرض الأمر زاد في شعبيتها، ليس لدى الشارع السوري فحسب بل لدى المجتمع الغربي الذي رأى فيها أيضا تمثيلا للفكر الذي لا ينتهج التطرف والعنف.

 

العاصفة الثلجية تغطي المشرق العربي

بيروت ــ شيرين قباني

بالترافق مع إعلان عدد من السلطات في بلدان عربية حالة الطوارئ في مواجهة العاصفة الثلجية التي بدأت أمس الأول، يحذر خبراء الأرصاد الجوية من تقلبات جوية، ستصل معها درجة هبوب الرياح إلى مستويات مرتفعة. فيما يتوقع أن تستمر الأجواء باردة وماطرة على فترات، حتى يوم الأحد المقبل.

 

من جهته، يقول رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان مارك وهيبي لـ “العربي الجديد” إنّ العاصفة عبارة عن كتلة باردة مع منخفض جوي جاءت من شرق أوروبا، وأكملت مسارها باتجاه اليونان وصولاً إلى الأردن وفلسطين وسورية ولبنان. ويشير إلى أنّها “تحمل درجات حرارية منخفضة ورياحاً شديدة. فيما تبلغ سرعتها حوالي 100 كلم في الساعة”. وهو ما يؤدي إلى تساقط الثلوج على ارتفاع 500 متر صعوداً. أما موج البحر فيتجاوز ارتفاعه 7 أمتار. ويشير وهيبي إلى أنّ قوة العاصفة لا علاقة لها بالمسار، أي أنّها تمر بالبلدان العربية بنفس درجة القوة والسرعة. إلا أنّها ستبدأ بالانحسار تباعاً.

 

ويضيف وهيبي: “مثل هذه العواصف الثلجية تتواجد في شمال أميركا الشمالية، وغرينلاند، وسيبيريا، واسكندنافيا. وتبدأ الرياح الشتوية الباردة في تكوينها من اسكندنافيا وشرق أوروبا باتجاه الغرب، لتصبح هذه المناطق باردة جدا طوال شهور الشتاء. وعندما تهب الرياح خارج القارة الأوروبية تكون جافة جدا وباردة جدا تصاحبها بعض السحب وهبوطاً ملحوظاً في درجات الحرارة، وهو ما حدث في حالة العاصفة زينة”. وهي العاصفة التي سميت في مناطق أخرى باسم هدى.

 

ويلفت وهيبي إلى أنّ قوة العاصفة زينة أكبر من عاصفة ألكسا التي ضربت لبنان والبلاد العربية العام الماضي. ويقول إنّ “أضرارها أكبر بكثير خصوصاً على المنشآت البحرية من مطاعم وأملاك خاصة وزوارق للصيادين”. ويتابع: “يتوجب علينا كباحثين إبلاغ المسؤولين والمعنيين بتوقع مجيء العاصفة قبل أسبوع أو خمسة أيام من مجيئها. كما نحدد ارتفاع موج البحر لإبلاغ الصيادين مثلاً بضرورة توخيهم الحذر”.

 

أما عن إرشادات السلامة العامة فيقول وهيبي: “على المواطنين الامتناع عن التوجه إلى المناطق الجبلية والبحرية، إلا في حالات الضرورة القصوى. كما يتوجب عليهم متابعة وسائل الإعلام لمعرفة أحوال الطقس. ويجب إجراء فحص شامل للسيارات والتأكد من صلاحية إطاراتها. ومن المفضل التزام المنزل وعدم الخروج. وإذا اضطر المواطن للخروج فعليه التقيد بإرشادات عناصر القوى الأمنية والدفاع المدني”.

 

وفي النتائج الأولية للعاصفة الثلجية، فقد تسببت بأضرار مادية فادحة في الدول المستهدفة. وفي لبنان، تحدثت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) عن تسبب العاصفة بارتفاع منسوب الأنهار. كما أدت إلى تغطية مرتفعات البلاد بالثلوج بشكل كامل. وأدت إلى انقطاع عدد من الطرقات، وقطع شبكات التغذية الكهربائية، والاتصالات في بعض المناطق، وسقوط بعض أعمدة الكهرباء والإنارة. فيما بادرت الأجهزة الأمنية والبلدية والدفاع المدني إلى الحد من الأضرار قدر الإمكان، وفتح الطرقات المقطوعة. وأضافت الوكالة أنّ العاصفة تسببت بنفوق أكثر من 15 ألف طير دجاج في مزرعتين في بلدة عمار البيكات في عكار شمال البلاد.

 

هذا وامتدت موجة الصقيع إلى الأراضي المصرية، وخصوصاً المناطق الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر.

 

وفي الدول التي ضربتها العاصفة، نشط مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في التحدث عن آثارها. ونشر الكثير منهم صوراً ومقاطع فيديو للثلوج الكثيفة وأمواج البحر المرتفعة والأضرار التي تسببت بها، من تهدم بعض الجدران واللوحات المعدنية وسقوط الأشجار وانجراف السيارات. فيما عمد آخرون إلى السخرية، خصوصاً من الأسماء المختلفة للعاصفة.

 

زينة أم هدى؟

في لبنان سمّيت العاصفة “زينة”، وفي الأردن “هدى”، وفي سورية “السلام”. وكان اتفاق قد جرى سابقاً بين خبراء جويين من الأردن وفلسطين ولبنان على تسمية العواصف بالعربية، إلا أنّ رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان، مارك وهيبي، يعتبر هذه التسميات غير معتمدة علمياً، فالعواصف لا تسمّى بعكس الأعاصير.

 

نازحو العاصفة.. فقدوا خيمهم وبقيت لهم الطرقات

محمد فضيلات، لبنى سالم، عبد الرحمن عرابي

 

ضربت العاصفة الثلجية منطقة الشرق الأوسط. كثيرون لزموا منازلهم، باستثناء اللاجئين السوريين في كل من لبنان وسورية والأردن. هؤلاء لا يملكون خياراً غير الخيام. عملوا على تحصينها بعض الشيء، من دون أن يقيهم ذلك البرد القارس. كأن المعاناة الحقيقية تُصيب هؤلاء، ربما لأنهم الحلقة الأضعف في هذا الشرق.

 

في الأردن، أنهى اللاجئ السوري رشيد كليب (20 عاماً)، ونحو 100 لاجئ آخرين يقيمون في تجمع عشوائي على تخوم العاصمة عمّان، استعداداتهم لاستقبال العاصفة الثلجية. جمعوا كميات من الحطب للتدفئة، وغطوا الخيم القماشية بقطع من البلاستيك لمنع وصول الأمطار إليها، وحفروا خنادق (قنوات) حولها لمنع دخول المياه إليها.

 

يقول كليب لـ “العربي الجديد” إن جميع الاستعدادات التي بذلناها لمواجهة العاصفة لن تصمد طويلاً في حال استمرت، مضيفاً: “لا يمكننا القيام بأكثر من ذلك”. يؤكد أن “مشكلة التدفئة هي أكثر ما يؤرّق اللاجئين في المخيم العشوائي الذي تساقطت عليه الثلوج، من دون أن تتوفر لديهم وسائل التدفئة”.

 

يحرم اللاجئون المقيمون في التجمعات العشوائية من المعونات العينية التي تقدمها جمعيات الإغاثة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تقدم مساعدة مالية شهرية للمقيمين في هذه التجمعات (18 دولاراً للاجئ)، وهو “مبلغ لا يكفي لعمل شيء”، بحسب كليب. ينتظر اللاجئون اشتعال الحطب جيداً قبل الدخول إلى خيمهم. في الوقت نفسه، يخشون احتراقها أو الاختناق جراء الدخان المنبعث.

 

الحال نفسه تعاني منه المخيمات الرسمية الخمسة، التي تُؤوي نحو 20 في المائة من مجموع اللاجئين السوريين في الأردن البالغ عددهم بحسب التقديرات الرسمية مليون ونصف المليون لاجئ. ويمكن القول إن اللاجئين في الكرفانات أكثر أماناً من القاطنين في مخيم الزعتري (80 كلم شمال شرقي عمّان). يقول عضو اللجنة الشبابية السورية في مخيم الزعتري محمد خلف إن “الرياح العاتية وتراكم الثلوج في الزعتري جعلت جميع المقيمين في الخيم من دون مأوى، فتم نقلهم بشكل مؤقت إلى مراكز استقبال مخصصة للحالات الاستثنائية.

 

في السياق، يوضح مسؤول المعلومات والاتصال الجماهيري في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نصرالدين طوايبية أن المفوضية تأمل أن “يتم استبدال ما تبقى من خيم في الزعتري بكرفانات”، لافتاً إلى أن “المفوضية أعدت خطة طوارئ للتعامل مع فصل الشتاء في مخيمات اللاجئين، وقد دخلت حيز التنفيذ خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتتضمن حفر خنادق وتوزيع ملابس شتوية ووسائل تدفئة”.

 

في سورية، لا يبدو الناس في حال أفضل. شهدت المناطق الساحلية والشمالية هطولاً كثيفاً للأمطار المحملة برياح قوية، وخصوصاً في اللاذقية وعفرين في حلب وشطحة في ريف حماه، بحسب نشرة الأرصاد الجوية في وزارة الزراعة السورية. يقول مصطفى يوسف من مدينة عفرين إن “حركة السير توقفت تقريباً، وتسربت مياه الأمطار إلى المنازل، وألحقت أضراراً في المحال التجارية التي انشغل أصحابها بنقل بضائعهم إلى طوابق عليا”. يشكو “الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية، وانقطاع الخبز بسبب شلل حركة الأسواق”.

 

وكانت المناطق الواقعة على الحدود السورية ـ التركية، حيث مخيمات اللاجئين السوريين، الأكثر تضرراً على الإطلاق. يقول فيصل نجيب إن “اللاجئين يعانون جراء العاصفة المصحوبة برياح قوية، والتي أدت إلى سيول ألحقت أضراراً كبيرة بالخيم، وخصوصاً في تجمع الكرامة ومخيم أطمة”. فيما يوضح مدير فريق “غراس الأمل” التطوعي في مخيم أطمة الحدودي عبد الرزاق عبد الرزاق، لصحيفة “العربي الجديد”، أن “عدد الخيم التي اقتلعتها السيول والرياح قد تجاوز ألفي خيمة حتى الآن، ما دفع السكان إلى النزوح إلى القرى المجاورة بحثاّ عن مأوى”.

 

يضيف أن “المخيم بات بحاجة ماسة إلى عوازل لحماية ما تبقى من خيم”، لافتاً إلى “تأخر تدخل المنظمات الإغاثية، بسبب كثرة المعاملات الرسمية على الحدود”.

 

في لبنان أيضاً، انهارت بعض الخيم، فيما استسلم آخرون للسيول التي اجتاحتها. تسربت مياه الأمطار إلى بعض مخيمات اللاجئين في مختلف المناطق، وعزلت الثلوج الكثيفة بعضها الآخر.

 

في بلدة عرسال على الحدود الشرقية مع سورية، بلغت سماكة الثلوج 75 سنتيمتراً، وتدنت الحرارة إلى ما دون الصفر، علماً أن هذه البلدة ترتفع نحو 2500 متر عن سطح البحر. في السياق، يقول عدد من اللاجئين لـ “العربي الجديد” إن “الثلج طمر بعض الخيم في المخيمات القريبة من جرود عرسال، وانقطع التواصل مع مئات العائلات في جرود البلدة قرب الحدود مع سورية”.

 

يقول أبو حسين من مدينة يبرود السورية إن “كثافة الثلوج فاقت التصورات، ولم نتمكن من النوم بسبب البرد الشديد. حتى الصوبيات (مدفأة تعمل على المازوت) لم تكن كافية”. أما أبو خليل، فيشير إلى أن “كثافة الثلوج غير مسبوقة في عرسال، على الرغم من اعتيادنا البرد الشديد، نتشارك البطانيات ونلتصق ببعضنا بعضا”.

 

وإلى منطقة عكار شمالي لبنان، ضربت العاصفة مخيمات اللاجئين ما أدى إلى اجتياح السيول عدداً منها. ويقول المشرف على مخيم الرحمة في منطقة سهل عكار عدنان التلاوي إن “تعطل شبكة الاتصالات أدت إلى انقطاع الاتصال ببعض المخيمات”، لافتاً إلى أن الأضرار (حتى يوم أمس) اقتصرت على تسرب المياه إلى بعض الخيم”.

 

وفي منطقة المثلث الحدودي جنوبي لبنان، تساقطت الثلوج في بلدة الهبارية على ارتفاع 750 مترا، وقد نجحت العائلات والجمعيات الأهلية في تأمين الاحتياجات الأساسية لنحو 2500 عائلة لجأت من محافظات سورية الجنوبية عبر ممرات جبل الشيخ التي سدتها الثلوج. وتقول مصادر محلية في بلدة شبعا لـ “العربي الجديد” عن “وجود صعوبات في تأمين وسائل تدفئة لنحو 800 عائلة سورية، مع نفاذ الكميات التي تم توزيعها قبل أسبوعين”.

 

وتجدر الإشارة إلى أن العاصفة الثلجية أدت إلى تعليق حركة الملاحة في مطار بيروت الدولي لساعات عدة، وتعطيل المدارس الخاصة والرسمية.

 

تشبيح قوات النظام السوري في حماة: الابتزاز بالخطف

حماة ــ أنس الكردي

تتزايد حالات الخطف للنساء والأطفال في حماة، وسط سورية، مع سدّ قوات النظام السوري جميع المنافذ في المدينة، وفرضها طوقاً أمنياً مكثّفاً ممثلاً بأكثر من مئتين وأربعين حاجزاً.

 

وفي غياب الرادع العسكري، انصرفت الاستخبارات السورية والعناصر التابعة لها، إلى ابتزاز الأهالي بأطفالهم ونسائهم من خلال طلب مبالغ مالية ضخمة، أو التهديد بقتل ذويهم. وبينما لم تتمكن المعارضة العسكرية من الحد من ذلك، إلا أنها عمدت إلى قطع المياه والكهرباء عن القرى الموالية للنظام السوري، من أجل الإفراج عن المعتقلات والمعتقلين، وتنفيذ بعض الوعود من خلال تدمير المحطات الكهربائية وخطوط المياه المغذية لتلك المناطق.

 

ويكشف مدير “حماة الإعلامي”، يزن شهداوي، لـ”العربي الجديد”، أن قوات النظام أقامت قبل أيام حاجزاً مفاجئاً في شارع أبي الفداء أمام مؤسسة أبي الفداء الاستهلاكية، وسط المدينة، حيث اعترضت “ميكروباصاً” يعمل على طريق الدباغة ـ طريق حلب، وأنزلت الركاب الذكور من الشباب والأطفال، ومن ثم استولت على “الميكروباص” ومَن بقي فيه من النساء والفتيات الصغار في وضح النهار.

 

وتقول الناشطة روز محمد، لـ”العربي الجديد”، إن “هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها في هذا الأسبوع، فقد قام شبيحة النظام أيضاً منذ عدّة أيام بخطف فتاتين بعمر 14 عاماً من العوائل النازحة والمقيمة في مدينة حماة في حي غرب المشتل، وكذلك اختُطف طفل آخر في حي البرناوي”، مشيرةً إلى أن “هذه العمليات تتم بإشراف الاستخبارات الجوية في مطار حماة العسكري”.

 

الابتزاز من أجل المال

 

وتُجمع المصادر التي تواصلت معها “العربي الجديد”، على أن جميع حالات الخطف التي تتم هي بهدف الحصول على المال، إذ يتم طلب مبالغ مالية ضخمة، خصوصاً أن المخطوفين هم من الأطفال والنساء، إلا أن بعض الحالات لا يُكتب لها النجاح وتنتهي بالموت، وهو ما حصل مع امرأة كانت عائدة من لبنان، إذ تم اختطافها مع سائقها على طريق ريف حماة الواصل بالمدينة، وبعد عدة أيام وُجدت جثتا المرأة والسائق في مستشفى حماة العسكري، وقد قُتلا برصاصتين في الرأس، مع أن أهالي المرأة كانوا يفاوضون من أجل دفع فدية.

 

ويقول شهداوي إن المركز الإعلامي “أحصى أكثر من خمس حالات خطف خلال سبعة أيام، مقابل فدية مالية عن كل مخطوف تزيد عن ثلاثة ملايين ليرة سورية، وقد وصل بعضها إلى ستين مليون ليرة سورية، بهدف ابتزاز أهالي المدينة والحصول على الأموال”، فيما أضاف المركز بأن “معظم المخطوفين من الأطفال والفتيات من كافة أحياء المدينة”، لافتاً إلى أن “خطف النساء يأتي لاستخدامهن كوسيلة ضغط على أهالي المخطوفين لدفع الأموال وتحقيق المطالب”.

 

ويؤكد مدير تحرير صحيفة “حماة اليوم” المحلية، زيد العمر، لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام وشبيحته بدعم من القيادات الأمنية في حماة، عادت بشكل كبير لسياسة الخطف وخصوصاً الأطفال في مدينة حماة، بعد توقّف نسبي عرفته المدينة لعدّة أسابيع”، لافتاً إلى أن قوات النظام المنتشرة في أرجاء المدينة تقوم بهذه العمليات للحصول على أكبر قدر من المال من أهالي المخطوفين.

 

غياب الردع

 

تعتمد العناصر التابعة للنظام السوري على سياسة خطف الفتيات تحت سن الثلاثين، والأطفال ممّن هم دون سن الثانية عشرة، كوسيلة أساسية لابتزاز الأهالي في مدينة حماة في الآونة الأخيرة، إذ سُجّلت أكثر من عشر حالات خطف لفتيات وأطفال خلال أقل من ثلاثين يوماً على أيدي شبيحة القرى الموالية للنظام في ريف حماة، في عمليات خطف ضمن شوارع المدينة في وضح النهار.

 

وقامت عدّة عناصر من “جيش الدفاع الوطني” التابع للنظام منذ عدّة أيام بخطف امرأة من منزلها في حي القصور في حماة تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، وعلى مرأى من حواجز جيش النظام، وقد طالب الخاطفون بفدية بلغت أكثر من مليون ليرة سورية لإعادتها.

 

ويعزو ناشطو المدينة سياسة الخطف هذه إلى “غياب الرادع العسكري لقوات النظام داخل المدينة، مما أدى إلى تمرّد شبيحة النظام وعناصره بشكل كبير داخل أرجاء المدينة ليتسلّط النظام على المدنيين حسب راحتهم، فكل شيء بات مباحاً لشبيحة النظام داخل المدينة، وليس هناك مَن يكفّ أيديهم عن القيام بالتشبيح وإذلال الأهالي”.

 

وسائل المعارضة البديلة

 

على الرغم من محاولات المعارضة المسلّحة العديدة السابقة للتوسّع في المناطق القريبة من مدينة حماة تمهيداً لاقتحامها، إلا أنها لم تفلح، وشهدت الأسابيع الأخيرة تفوقاً للنظام السوري في ريف حماة، ولهذا عمدت المعارضة إلى اتخاذ تدابير بديلة من أجل الضغط على النظام للإفراج عن المعتقلات في سجونه، خصوصاً في معتقل دير شميل.

 

وبعد سلسلة من التهديدات التي أطلقها لواء “عمر” بقطع الكهرباء والمياه عن القرى الموالية للنظام في ريف حماة، إذا لم يطلق سراح جميع المعتقلات في سجونه وفروعه الأمنية في المحافظة، دمّر اللواء خطوط تغذية التوتر العالي المغذية لتلك القرى، وقطع الكهرباء بشكل فعلي عن قرى النظام الموالية في سهل الغاب من خلال تدمير محطات توليد الطاقة الكهربائية المغذية لتلك المناطق.

 

كذلك قطع خطوط المياه المغذية عن قرى العزيزية والرصيف المواليتين للنظام، كما دمر في الشهر الماضي خطوط التوتر العالي المغذي للمستشفى وحاجز النحل في مدينة السقيلبية.

 

وكان نائب رئيس هيئة الأركان في “الجيش السوري الحر”، العميد أحمد بري، قد بارك هذه الخطوة في حديث لـ”العربي الجديد”، والتي وصفها بـ”الجيدة”، معلناً أنه “يشجع هذه الخطط، كون النظام لا يخضع إلا بالقوة”، خصوصاً بعد أن نجحت هذه الوسائل في ريف إدلب ودمشق.

 

يشار إلى أن مدينة حماة كانت من أكبر المدن التي خرج أبناؤها بتظاهرات سلمية في بداية الثورة السورية، إلى أن اجتاحتها دبابات النظام في شهر أغسطس/ آب، وقامت القوات السورية باقتراف مجزرة بحق أبناء المدينة فقتلت زهاء 100 شخص في الساعات الأولى من اجتياحها.

 

سوريون يردّون على “قرار الفيزا”: لمعاملة لبنان بالمثل

رولا عطار

أثار قرار الحكومة اللبنانية فرض سمة دخول على السوريين القادمين إلى أراضيها، موجة من الإنتقادات بين السوريين الذين اعتبروا أن هذا القرار يمكن أن يعرقل حركة العبور بين البلدين، وطالبوا بضرورة تطبيق مبدأ المعالمة بالمثل مع الجانب اللبناني، على مختلف الأصعدة، ولا سيما الإقتصادية.

 

ولأن بين الطرفين حركة تجارية لا يستهان بها، ويستفيد منها لبنان أولاً، فإنّه في حال طبق مبدأ المعاملة بالمثل فالمتضرر الأول سيكون لبنان، لذا أتخذ القرار في غرفة التجارة السورية بإرسال كتاب إلى الجهات المعنية في لبنان بما فيها إتحاد غرف التجارة اللبنانية، لإعادة النظر بهذا الأجراء، بحيث تبقى الأمور متاحة ليكون هناك انسياب طبيعي للأشخاص والتجار والصناعيين والعاملين في القطاع السياحي، مع الأخذ بعين الاعتبار العبء الذي تتحمله الحكومة اللبنانية من جراء استقبال النازحين السوريين، “لكن هذا الأمر من جانبه الاقتصادي لا بد أن يحل بأسرع وقت ممكن”.

وتعتبر الإجراءات التي تفرضها دول الجوار السوري على دخول السوريين إليها، عائقاً أمام متابعة السوريين لأعمالهم في هذه الدول، أو غير ذلك من أمور السفر والإستشفاء. ويسأل الصناعي مهند دعدوش: “إذا كان الهدف من هكذا قرارات التخفيف من دخول اللاجئين إلى تلك الدول، فلماذا تطبّق القرارات على رجال الأعمال والتجار والصناعيين السوريين؟ يضيف: “منذ فترة، خصصت نافذة عند نقطة المصنع الحدودية لعبور من يحملون بطاقات نقابية، أو أي هوية أخرى تعرف بمهنته (دكتور- مهندس… إلخ)، واستمرار هذا الأمر سيسهل موضوع التعامل مع لبنان، ويخفف من الازدحام بين حدود البلدين. ولبنان ليس البلد الأول الذي بات يفرض شروطاً محددة على دخول السوريين إليه، إنما سبقته الأردن التي لا تسمح إلا بدخول من يملك إقامة في الخليج أو أمريكا أو أوروبا، أو أن يكون لديه استثمارات في الأردن.

إلى ذلك، أطلق ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي، حملة دعوا فيها العمال السوريين في لبنان للإضراب مدة 3 أيام ابتداءاً من تاريخ 12/1/2015، اعتراضا على هذا القرار، ولتبيان حجم تأثير العمالة السورية في سوق العمل اللبنانية، القائمة في جزء كبير منها على العمال السوريين (أعمال البناء، الكهرباء، الأفران، المطاعم، خدمات الجوامع والكنائس، محطات البنزين). هذا إضافة إلى أن نسبة لا بأس بها من السوريين يدعمون الاقتصاد اللبناني عبر استئجار العقارات، وتسجيل أولادهم في المدارس اللبنانية، على سبيل المثال لا حصر.

 

لاجئو البقاع يتجرعون كأس الشتاء المرّ

لوسي بارسخيان

على الرغم من أن هذا الشتاء ليس الشتاء الأول الذي يمر على اللاجئين السوريين المحتمين في تجمعات الخيم في البقاع، فانه حتما الأقسى. إذ لم تنم الكثير من العائلات السورية طيلة ليل الثلاثاء- الأربعاء، كما يؤكد أفرادها، وذلك خوفاً من إنهيار دعائم خيمهم التي قاومت سرعة الرياح بصعوبة. وما كاد النهار يطلع عليهم حتى انشغل الشبان والرجال بإزالة أكوام الثلوج التي تراكمت فوق سقوف الخيش، تداركاً لهبوطها على رؤوس أولادهم.

 

واذا كان هؤلاء يشكرون “الرب” كون القليل من خيمهم تضرر خلال الليل الماضي، فقد بدا القلق واضحاً عليهم من ليل عاصف ثان، خصوصاً بعد ما تناقلوه بينهم عن توقعات النشرات الجوية التي أشارت الى تدن في درجات الحرارة، لتلامس الـ10 درجات تحت الصفر بدءاً من منتصف هذا الليل. قلق ساور حتى اللاجئين المقيمين في المنازل والذين سارعوا الى تأمين حاجتهم من مادة المازوت وإن بعبوات صغيرة.

 

هي كأس “العذاب” التي يقول اللاجئون أن لا خيار لديهم غير تجرعها، بعدما فقد الكثيرون الأمل بالعودة القريبة الى داخل جدران منازلهم الدافئة في بلادهم. وعلى رغم التفاوت في المعاناة بين التجمعات التي نشأت في السهل، وتلك التي تقوم في المرتفعات، فإن شكوى هؤلاء واحدة من قلة المساعدات التي تؤمن لهم الصمود في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة التي يواجهونها.

 

في جولة على بعض تجمعات الخيم في دير زنون وبر الياس بدا أن المقيمين فيها لا يشكون “نعم الطبيعة” بالثلوج التي استقبلها أولادهم كما أولاد جميع البقاعيين الذين خرجوا من منازلهم لملاقاتها. واذا كان الكثير من أولادهم لا يملكون ستراً تقيهم برودة الطقس، فإنّهم يشكون الجهات المانحة، خصوصا تلك التي تمولّها الأمم المتحدة، والتي يتهمونها “بالمتاجرة بقضيتهم” لتحقيق الأرباح، في مقابل تجويعهم وقتلهم برداً، بسبب السياسات التقشفية التي اعتمدتها مؤخراً، والشح في المساعدات المقدمة اليهم وخصوصاً لناحية المازوت والمدافئ ووسائل التدفئة.

 

وكانت العاصفة قد تسببت في البقاع باقتلاع عدد كبير من الأشجار وبانهيار خطوط الكهرباء العائدة للمولدات الخاصة، وقد عملت الجرافات التابعة للبلديات ولوزارة الدفاع على إبقاء الطرق مفتوحة تعاونها في ذلك سيارات الدفع الرباعي التي ملأت الطرق منذ الصباح الباكر.

 

سوريا: الكيماوي للواجهة مجدداً..واللاجئون ثاني أكبر مجموعة بالعالم

عادت إلى الواجهة مجدداً قضية استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في غوطة دمشق في آب/أغسطس 2013، عبر تقرير جديد كشفت عنه سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، أعدته بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، ويتضمن أدلة جديدة على الهجوم الذي شنه النظام السوري وراح ضحيته مئات من المدنيين.

 

التقرير المكون من 117 صفحة، يتضمن روايات لشهود كانوا موجودين لحظة وقوع الهجوم، الذي تم فيه استخدام البراميل المتفجرة التي تحتوي على مواد كيماوية سامة، من خلال رميها من طائرات مروحية، وجاء منسجماً مع تقريرين سابقين قدمتهما البعثة لكن من دون تفاصيل كالتي احتواها التقرير الجديد.

 

وعقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن، الثلاثاء، قالت باور إن التقرير يزيد المصداقية للاتهام الموجه للحكومة السورية بأنها “استخدمت غازر الكلور كسلاح في الحرب الأهلية”. وأوضحت عبر حسابها على موقع تويتر “مجلس الامن التابع للامم المتحدة اجتمع بشأن الاسلحة الكيماوية السورية وراجع أدلة اكثر قوة لشهود عيان على استخدام الحكومة السورية غاز الكلور”. وأضافت “قال 32 شاهد عيان إنهم رأوا أو سمعوا اصوات طائرات هليكوبتر اثناء إسقاط براميل متفجرة.. وقال 29 انهم اشتموا رائحة الكلور”. “الجيش السوري فقط هو الذي يستخدم طائرات الهليكوبتر”، قالت باور.

 

من جهة ثانية، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن اللاجئين السوريين أخذوا مكان اللاجئين الأفغان في ترتيب مجموعات النازحين حول العالم موزعين على أكثر من 100 دولة هربوا إليها من الحرب في بلادهم، بعد الفلسطينيين الذين ما زالوا يشكلون أكبر عدد لاجئين في العالم.

 

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنه حتى منتصف العام 2014، تجاوز عدد اللاجئين السوريين ثلاثة ملايين، وهم باتوا يشكلون نحو ربع عدد اللاجئين الذين تقدم المفوضية الرعاية لهم على المستوى العام. في هذا السياق، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، في بيان “مادام المجتمع الدولي مستمراً في عجزه عن إيجاد حلول سياسية للصراعات القائمة والحيلولة من دون نشوب صراعات جديدة سيظل علينا التعامل مع العواقب الإنسانية المأساوية”.

 

إلى ذلك، حقق الجيش الأميركي تقدماً في جهوده لتحديد “معارضين سوريين معتدلين” لتدريبهم على القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، التي أشارت إلى أن مهمة التدريب قد تبدأ في الربيع المقبل.

 

ورحب المتحدث باسم البنتاغون، الأميرال جون كيربي، بكلام أنقرة حول أن تركيا والولايات المتحدة الأميركية تعتزمان إنجاز اتفاق هذا الشهر حول تدريب وتزويد معارضين سوريين معتدلين بالعتاد، في إطار الحملة التي تقودها واشنطن ضد مسلحي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وأوضح المتحدث أن قائد قوات العمليات الخاصة في الشرق الأوسط، الميجر جنرال مايكل ناجاتا، بصدد الحديث مع جماعات معارضة سورية في مسعى لتحديد مجندين لتدريبهم وتزويدهم بالعتاد.

 

المعارضة السورية.. جليد في موسكو وحوار في القاهرة

فادي .أ. سعد

مع وضع موسكو اللمسات الأخيرة على الحوار السوري-السوري الذي ستستضيفه، تتمسك المعارضة السورية بشروطها في وجه حالة التماهي الدولي مع ما يحاك في موسكو.

فالمؤشرات تقول إن روسيا سائرة نحو إقامة الحوار بمن سيحضر، ويمكن ملاحظة حجم التحريض الذي يتعرض له طرفا المعارضة، هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، والائتلاف الوطني لقوى الثورة ومالعارضة السورية، إذ اتخذ الإعلام الروسي مهمة اتهام المعارضة بالقول إنها تعرقل “الجهود الدبلوماسية” من خلال اشتراط هيئة التنسيق أن يعقد الحوار “وفق مبادىء بيان جنيف 1 والبنود الستة” وهو ما تمتلك روسيا له تفسيراً خاصاً عن كل الدول، إلى جانب مطالبها بضرورة “وقف إطلاق النار وإطلاق سلاح المعتقلين والأسرى، وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية”.

 

في هذا السياق، جدد مدير مكتب الائتلاف في القاهرة، قاسم خطيب، رفض الائتلاف المشاركة في الحوار ضمن الآلية الحالية. وقال لـ”المدن”: “لن نحضر مؤتمر موسكو في حال بقيت الدعوات شخصية. وإذا أرادت موسكو انعقاد المؤتمر، فعلى الأقل عليها الضغط على النظام لفك الحصار عن المدن المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين”. وأكد أن الدعوات الشخصية التي وجهتها موسكو لأعضاء الائتلاف، أبرزهما عبد الأحد اسطيفو وبدر جاموس، تم رفضها، وكذلك فعل أعضاء في المجلس الوطني.

 

وكان المعارض السوري البارز، عضو المجلس الوطني، جبر الشوفي، قد قال لـ”المدن” في حوار أجرته معه الاثنين، إن المبادرة الروسية “مجرد لقاء تشاوري”، يعمل وفق “الخبث” الروسي لاستجرار المعارضة السورية إلى حل لا يمثل حتى الحد الأدنى المقبول من السوريين. مؤكداً أن اللقاء سيعقد “تحت “سقف النظام”.

 

من جهة ثانية، قال الباحث سلامة كيلة، لـ”المدن” إنه “يجب أن يكون واضحاً أن مشاركة المعارضة في لقاء موسكو ستكون على أساس موقف واضح من موسكو بتنحية بشار الاسد، وبالتالي فإن أي حوار سيجري ينطلق من مرحلة ما بعد بشار، لأن أي نقاش حول وجوده أو عدمه هو مضيعة للوقت، ولن يكون هناك فائدة من الحوار”.

 

وبالتوازي مع التحرك الروسي، تواصل هيئة التنسيق والائتلاف تقريب المسافة بينهما لمواجهة الخطوة الروسية، عبر لقاءٍ منتظر بين الطرفين سيعقد قبل الـ20 من الشهر الحالي بحسب ما قال مدير مكتب الائتلاف في القاهرة فايز حسين لـ”المدن” ،واضاف إن الهيئة تنتظر “رد الإئتلاف بقيادته الجديدة على آلية عقد الاجتماع في القاهرة”. وأضاف “خروج مؤتمر القاهرة بموقف واحد سوف يعطي للجميع ورقة رابحة أينما ذهب”.

 

في المقابل، كشف مدير مكتب الائتلاف، قاسم خطيب، لـ”المدن” عن كواليس ما يحضر له الائتلاف والهيئة في القاهرة. وقال إن اللقاء تم الإعداد له قبل شهرين انطلاقاً من اسطنبول. وأضاف “التقينا (بعد التمهيد للقاء في اسطنبول)، ثلاثة أعضاء من الائتلاف، وثلاثة من هيئة التنسيق في فندق رمسيس هيلتون وسط القاهرة. وعقدنا جلستين، صباحية ومسائية، وكان اللقاء مفيداً وودياً”.

 

وعن مضامين اللقاءات، قال خطيب “بحثنا تطورات الداخل، ومسار الثورة الذي آلت اليه، وعرض وفد الهيئة وضع الداخل بالتفصيل، الأمر الذي أفادنا كثيراً” بالإضافة إلى “خطر داعش والنصرة”.

 

 

وأشار إلى أن الهيئة بينت للائتلاف “موقف مؤيدي النظام الذين يبحثون عن حل سياسي حتى على مستوى الضباط”. وفي النهاية كانت النتائج إيجابية بالاتفاق “على إجراء حوارات (..) في القاهرة بين الطرفين” ولفت إلى أن “الأخوة المصريين جادون في دعم الحوار”.

 

وحول إن كان هناك حضور للقاء القاهرة من خارج ثنائية الائتلاف-الهيئة، كشف خطيب لـ”المدن” أن الرئيس الأسبق للائتلاف، معاذ الخطيب، وأمين الجيهة الشعبية للتحرير والتغيير، قدري جميل، وشخصيات من تيار بناء الدولة، سيكونون ضمن القاعة التي ستحتضن اللقاء.

 

مهندس سوري يجني الملايين من “قوارب الموت” بالمتوسط

دبي – قناة العربية

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحقيقاً معمقاً عن تجارة الهجرة غير المشروعة، حيث تناولت قصة أبو حمادة السوري، العقل المدبر ومنسق الرحلات التي تنطلق من الشواطئ المصرية إلى الجزر الإيطالية.

 

أبو حمادة الذي عمل مهندساً مدنياً في سوريا قبل الثورة، جنى ثروة كبيرة وفق “الـغارديان” من التجارة في الأرواح عبر أمواج المتوسط.

 

يجازف آلاف البشر بأرواحهم ويلجأون إلى الهجرة غير الشرعية عبر ما يسمى قوارب الموت، وذلك هرباً من الحروب والمخيمات وضيق العيش، آملين فى عبور البحر المتوسط، والوصول إلى الشاطئ الأوروبي.

 

تجارة مربحة ومبالغ باهظة تدفع كل يوم لسماسرة الهجرة بغض النظر عن مصيرهم وسط أمواج المتوسط.

 

وبحسب صحيفة “الغارديان” فإن السوري أبو حمادة نجح في جمع نحو مليون ونصف مليون دولار في الأشهر الستة الماضية بفضل تهريب السوريين والفلسطينيين والإريتريين والمصريين إلى أوروبا عبر الشواطئ المصرية.

 

ووفقاً لكاتب التقرير، فإن رحلات التهريب التي تنطلق من شواطئ الإسكندرية تدار من قبل شبكة من السماسرة والمنسقين والصيادين المحليين يقومون برحلتين أسبوعياً، حيث يجني أبو حمادة وحده حوالي 30 ألف دولار من كل مركب.

 

يقول منتقدو أبو حمادة إنه يجني أمواله من حظوظ الناس العاثرة، حيث يأخذ وحده نحو 2000 دولار من كل مهاجر.

 

وبحسب أحد الناجين من قارب الموت قرب مالطا الذي أودى بحياة 300 مهاجر شهر أكتوبر عام 2013، فإن المهاجرين اكتشفوا أن القارب متهالك، موضحاً أنه سافر من جحيم أحد المخيمات إلى مصر، ثم إلى ليبيا حيث كان يفترض أن يصل منها إلى إيطاليا.

 

وعلى الرغم من كل هذا لايزال عشرات الآلاف من المهاجرين غير القانونيين يسعون كل عام إلى العبور من شمال إفريقيا إلى الجزر الإيطالية.

 

تفاقم العواصف الثلجية.. ولاجئو سوريا الأكثر تضرراً

دبي – قناة العربية

مازالت دول الشرق الأوسط، لاسيما دول الجوار السوري، تتأثر بالعاصفة الثلجية العميقة التي تضرب المنطقة.

 

فقد تواصل تساقط الثلوج بغزارة على كل من الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية، فيما يصل تأثير العاصفة إلى المناطق الشمالية من السعودية.

 

وتسببت العواصف الثلجية بقطع العديد من الطرقات الجبلية في لبنان، مما صعّب عملية الوصول إلى مخيمات اللاجئين السوريين التي حوصرت بسبب التراكمات الثلجية في العديد من المناطق.

 

وقد رفضت وكالات إغاثة فكرة نقل آلاف اللاجئين السوريين الذين يعانون تحت وطأة الطقس السيئ إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، مشيرة إلى العدد الكبير للاجئين.

 

وقالت الأمم المتحدة إنها تفضل نقل اللاجئين من المناطق التي ضربتها العاصفة، لكن الوضع ليس ملائماً، واصفة الطقس بأنه حالة طبيعية، لكنها جاءت في وقت صعب للغاية.

 

وكانت وكالات الإغاثة في لبنان وسوريا والأردن قد استعدت بإمدادات طارئة للاجئين الذين يواجهون درجات حرارة تصل إلى التجمد في ملاجئ متهالكة.

 

هدى”..معاناة جديدة لمخيمات اللجوء السورية في الأردن

عمان – غيداء السّالم

حملت العاصفة الثلجية “هدى” معاناة جديدة في يومها الأول من زيارتها إلى مخيمات اللجوء السورية في الأردن، حيث كانت على نقيض اسمها لتلاقي لاجئين وجدوا في زيارتها وجها آخر لمعاناة لم يستعدوا لاستقبالها.

 

استقبال “هدى” بعاصفتها التي لم تهدأ منذ دخولها منطقة الشرق الأوسط، تحتاج بأبسط الأحوال إلى مأوى ووسائل تدفئة لمواجهة قسوة البرد.

 

فما حال عائلة مكونة من عشرة أشخاص يعيشون في مخيم عشوائي في إحدى المحافظات الأردنية داخل خيمة غير قادرة على مواجهة الرياح العاتية التي وصلت سرعتها إلى 100 كلم في الساعة، ومخاوف أهلها تكبر ما بين لحظة وأخرى من انهيار خيمتهم وبقائهم وجها لوجه أمام “هدى”.

 

أبو سامي لاجئ سوري لم يكن أمامه إلا جمع الكرتون وأكياس البلاستيك وإشعالها لينعم بقليل من الدفء وعائلته على نارٍ يتسلل دخانها إلى رئتي أطفاله الصغار. ويقول لـ”العربية.نت” إنه من النادر توفر وسيلة تدفئة تقيه من البرد سوى الأغطية، مما يضطره إلى حرق المخلفات لعلها تخفف من وطأة البرد.

 

نعمة الشيخ، لاجئة سورية، تقول إن الخيمة التي تؤويها لم تقو أمام الرياح العاتية فتهدمت، وهي الآن تعيش مع عائلتها التي تتكون من 6 أشخاص في خيمة جيرانها التي ضاقت ذرعا بها وبالآخرين .

 

في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق شمال شرق العاصمة عمّان، وصلت أذرع هدى وضربت بكل ما أوتيت من برد ورياح، حوالي 85 خيمة داهمتها مياه الأمطار، ناهيك عن الخيام التي اقتلعتها الرياح.

 

إدارة شؤون اللاجئين السوريين بالتعاون مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية، نقلت المتضررين إلى مخيم الأزرق للاجئين السوريين. وقال مدير إدارة شؤون اللاجئين السوريين، العميد وضاح الحمود، إن المديرية بالتعاون مع الجهات المسؤولة، وضعت خطة طوارئ للتعامل مع العاصفة الثلجية، وبيّن الحمود أن اجتماعات عقدت مع المنظمات الدولية لتوفير صهاريج شفط مياه، إضافة إلى توفير أماكن إخلاء.

 

وأشار الحمود إلى أنه تم نقل 400 عائلة إلى مخيم الإماراتي “مريجيب الفهود” والعمل على نقل 1800 عائلة إلى مخيم الأزرق، حيث تتوفر بيوت جاهزة وخدمات.

 

ووجه الحمود نداء إلى اللاجئين السوريين خارج المخيمات لمن لا يستطيعون مواجهة العاصفة، التوجه إلى مخيم الأزرق لتأمين المساعدات اللازمة لهم، ويقدّر عدد اللاجئين السوريين في المملكة بنحو 630 ألف لاجئ، منهم 15% يعيشون داخل المخيمات الرسمية، فيما يتوزع 85% على مدن ومحافظات المملكة.

 

وناشدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، ودعم الأردن لمواجهة الأوضاع الصعبة التي تتأثر بها المملكة نتيجة ضغط اللاجئين.

 

ورغم الظروف الجوية الصعبة فإن قوات حرس الحدود تعاملت خلال اليومين الماضيين مع عشرات اللاجئين المتدفقين عبر الحدود، واستقبل حرس الحدود 83 لاجئا سوريا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وقدم لهم كافة الخدمات خلال نقلهم إلى المخيمات الرسمية.

 

اختطاف عناصر من “حسبة داعش” في سوريا

قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن عددا من عناصر “الحسبة” (وهو جهاز الشرطة التابع لتنظيم الدولة الاسلامية) اختطفوا في سوريا مؤخرا.

 

واضاف المرصد بأن مسلحين مجهولين اختطفوا عناصر “الحسبة” بعد ان نصبوا كمينا لهم قرب بلدة ميادين شرقي سوريا.

 

يذكر ان عناصر “الحسبة” تفرض نموذج الاسلام الذي تدعو اليه “الدولة الاسلامية” في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

 

ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد من ورود تقارير تحدثت عن مقتل نائب قائد “الحسبة” في المنطقة على ايدي مجهولين.

 

وقال المرصد ومقره بريطانيا إنه ما زال من غير المعروف عدد عناصر “الحسبة” الذين اختطفوا.

 

ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن قوله “ثمة تصعيد في العمليات التي تستهدف الحسبة لان عناصرها يعتقلون الناس ويهينون كرامتهم لاسباب تافهة كالتدخين.”

 

يذكر ان عناصر الحسبة تقوم بمصادرة مواد التدخين وتقوم بحرقها ومعاقبة اولئك الذين تمسك بهم وهم يدخنون.

 

وتشير تقارير الى ان قائد “الحسبة” في المنطقة قد اختطف وعذب ثم قطع رأسه.

 

وتضيف التقارير ان رأسه المقطوع عثر عليه وفي فمه سيجارة.

 

وكان تنظيم “الدولة الاسلامية” قد استحوذ على مساحات كبيرة من اراضي سوريا والعراق، واعلن قيام “دولة خلافة” فيها.

 

وكالات الاغاثة تستبعد نقل اللاجئين السوريين من مناطق ضربتها عاصفة

من كيران جيلبرت

لندن (مؤسسة تومسون رويترز) – رفضت وكالات إغاثة يوم الأربعاء فكرة نقل آلاف اللاجئين السوريين الذين يعانون تحت وطأة الطقس السيء إلى مناطق اخرى في الشرق الأوسط مشيرة إلى العدد الكبير للاجئين.

 

وفي حين تضرب عاصفة شديدة البرودة تصاحبها ثلوج وأمطار ورياح شديدة دولا بالشرق الأوسط من بينها لبنان وسوريا والأردن استعدت بضع وكالات اغاثة بامدادات طارئة للاجئين الذين يواجهون درجات حرارة تصل إلى التجمد في ملاجيء متهالكة.

 

وأظهرت صور التقطتها رويترز في عكار بشمال لبنان لاجئين سوريين يخوضون في مياه ويقفون في خيمة غمرتها المياه في أحد أماكن الايواء.

 

وأطلق صندوق الأمم المتحدة للطفولة برنامجا يتيح للعائلات السورية في الأردن شراء الملابس الشتوية لأطفالهم في حين قدمت منظمة (أنقذوا الاطفال) ووكالة الامم المتحدة للاجئين أغطية اضافية للاجئين في الأردن ولبنان ومواد عازلة وأدوات لاصلاح الملاجيء التي لحقت بها أضرار.

 

وقالت الأمم المتحدة إنها تفضل نقل اللاجئين من المناطق التي ضربتها العاصفة لكن الوضع ليس ملائما ووصفت الطقس السيء بانه “ضربة من الطبيعة تأتي في وقت صعب للغاية.”

 

ومن المتوقع أن تستمر العاصفة بضعة أيام مما يهدد بمزيد من التعطيل في لبنان وسوريا وتركيا والأردن وإسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة.

 

وقال فرانسيس ماركوس المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لمؤسسة تومسون رويترز “حيث يوجد مثل هذا العدد الكبير من الأشخاص وهو ما يضع الدول المضيفة تحت ضغط وعندما توجد مثل هذه المشاكل المتعلقة بالتمويل فإن نقل الأشخاص سيؤدي إلى سلسلة جديدة من المشكلات.”

 

وقالت هديل الشالجي مسؤولة الاعلام الاقليمية بلجنة الانقاذ الدولية إن معظم اللاجئين قيد البحث يعيشون في مخيمات غير قانونية أو غير رسمية وإن وكالات الاغاثة تفتقر السلطة لنقل الأشخاص داخل اي بلد.

 

البنتاجون:الغارات الجوية أصابت 3222 هدفا للدولة الاسلامية في سوريا والعراق

من ديفيد ألكسندر

واشنطن (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الأربعاء إن الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد متشددي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا أعطبت أو دمرت 3222 هدفا منذ أغسطس آب بينها 58 دبابة و184 سيارة همفي و673 موقعا قتاليا و 980 مبنى أو ثكنة عسكرية.

 

وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ستيف وارن إنه لا يعرف على وجه اليقين كم هدفا تضرر وكم هدفا دمر “لكني واثق من أن مستوى التدمير كان عاليا. ضرباتنا دقيقة بشكل غير عادي.”

 

جاء الكشف عن قائمة الأهداف التي قصفتها الطائرات بعد يوم من تأكيد مسؤولين أمريكيين انهم يفحصون تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في هذه الضربات الجوية في العراق وسوريا وسيجرون تحقيقا أكثر عمقا في حالتين قتل فيهما أقل من خمسة أشخاص.

 

وقالت متحدثة باسم البنتاجون انه حتى الساعة 11 بعد ظهر يوم الثلاثاء (0400 الأربعاء بتوقيت جرينتش) نفذت الطائرات الأمريكية والدول الحليفة 1676 غارة جوية ضد متشددي الدولة الاسلامية في سوريا والعراق منذ الثامن من أغسطس آب واستخدمت نحو 4775 قذيفة.

 

وقال وارن إن قوات الولايات المتحدة والحلفاء ضربت 3222 هدفا في هذه الغارات الجوية لكنه أحجم عن تحديد النسبة المئوية التي دمرت من عتاد الدولة الاسلامية.

 

واضاف “كي نقوم بذلك يتعين علينا أن نكشف لكم بدقة عدد الدبابات التي نعتقد أن العدو يمتلكها والعدد الدقيق لعربات الهمفي التي لدى العدو… لا نريد أن يعرف أعداؤنا مدى ما نعرفه عنهم.”

 

والدول التي لها قوات تشارك في الغارات في العراق هي استراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمرك وفرنسا وهولندا. أما الدول التي تشارك في الضربات في سوريا فهي البحرين والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

وبالإضافة إلى الدبابات وسيارات الهمفي والمواقع القتالية شملت الأهداف التي قصفت قطع مدفعية وأسلحة مضادة للطائرات ونقاط تفتيش وقوارب ومخازن ومواقع نفطية لكن المتحدث باسم البنتاجون قال إن القائمة لم تتضمن طائرات.

 

وأضاف ان سيارات الهمفي أمريكية زودت بها واشنطن الجيش العراقي واستولى عليها المتشددون إضافة إلى يعض ناقلات الجنود المدرعة. ولم يعرف ما إذا كانت اي من الدبابات صناعة أمريكية.

 

وقال وارن إن بعض العربات قصفت وهي متوقفة بينما قصفت عربات أخرى أثناء مشاركتها في القتال. وأضاف ان القوارب كان يستخدمها مسلحو الدولة الاسلامية في نقل الامدادات عبر نهر الفرات.

 

(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

 

اجتماعات دبي تضع ائتلاف المعارضة السورية على حافة الهاوية

مدار اليوم- صبحي فرنجية

يواجه ائتلاف المعارضة السورية، بعد انتخاباته الأخيرة، هجوماً على مركزيته، التي يراها البعض متآكلة أصلاً، فيما تحاول قوى معارضة أخرى، الإسراع في الوصول إلى وثيقة تفاهم، للجلوس مع النظام على طاولة التفاوض، دون أن تعير بالاً للشروط التي يضعها الائتلاف للقاء مع النظام.

 

يقول مسؤول معارض، أن تيار بناء الدولة، وهيئة التنسيق، وآخرون مستقلون، اجتمعوا في دبي لمدة ثلاثة أيام، دون وجود للائتلاف على طاولتهم، محاولين التوصل إلى صيغة أولية لتشكيل لجنة تحضيرية تعمل على إعداد ورقة تفاهم للقاء القاهرة.

 

حسب المصدر، هناك ورقة من 10 نقاط، تضم مبادئ عامة مشتركة حول الانتقال الديمقراطي، وإنشاء هيئة حكم انتقالي، ووحدة سوريا، وإطلاق المعتقلين، وفتح الطريق أمام الإغاثة الإنسانية.

 

وتدعو الورقة إلى إطلاق الحوار السياسي، دون التطرق إلى مسألة البحث في موقع الرئاسة السورية، من زاوية رفضها لأي حل عسكري.

 

عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق السورية أحمد العسراوي قال في تصريحات لـ “مدار اليوم” إن رئيس الهيئة ونائبه كانا حاضرين في اجتماعات دبي، مما يضفي عليها قدراً أكبر من الأهمية.

 

وأوضح أن الاجتماع كان بغرض الوصول إلى رؤية مشتركة بين أعضاء هيئة التنسيق، وبعض أنصارها، حول نقاط أهمها الاتفاق على ميثاق وطني يقود إلى ديمقراطية سورية حقيقية، وإمكانية زرع الثقة بين الأطراف السورية كافة، بما فيها المؤيدة للنظام والمعارضة له، على حد تعبيره.

 

وأشار العسراوي إلى أن الائتلاف بوضعه شرط تنحي الأسد عن الحكم كبادرة للجلوس على الطاولة، يتبنى ” طلباً ” مطروحاً في الساحة السياسية لكنه صعب التحقق، ويؤثر على التفاوض بمفهومه العام، وبالتالي ما سيحصل في اللقاء المفترض لن يختلف عن ما حصل في جنيف، كل طرف يدلي بدلوه، ويعود الجميع خالي الوفاض.

 

ويرى أن فرض شروط مستحيلة للتفاوض من قبل أي طرف، يدل على أنه مازال يراهن على الحل العسكري، الأمر الذي يبدو مستحيلاً، في ضوء تعقيدات المعطيات السورية الحالية.

 

واستطرد العسراوي قائلاً، إذا كنت لا تنوي التفاوض، يمكنك رفع الشعارات التي تريدها، أما إن أردت التفاوض للوصول إلى حل سياسي والانتقال إلى نظام بطريقة التغيير الجذري، عليك أن تكون أقرب من الواقع وتفهم معطيات الساحة السياسية.

 

من جهته قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف بدر جاموس لـ “مدار اليوم” إن هيئة التسيق تحاول دخول الساحة السياسية، عبر لقاءات ثنائية مع قوى معارضة.

 

وأضاف بدر أن الائتلاف هو الممثل الوحيد للشعب السوري باعتراف دولي، خصوصاً أنه يضم قرابة الـ40 مجموعة من مختلف التوجهات السياسية، ولا يمكن تجاوزه في الوصول إلى حل للأزمة السورية.

 

وحول تصريحات العسراوي، أكد جاموس أنه لا يمكن بعد كل هذا الدمار الذي حل بسوريا، والدماء التي سالت، أن نذهب إلى التفاوض مع النظام دون ضمان إزاحة بشار الأسد عن الحكم.

 

وأشار إلى أن الدخول في عملية تفاوضية دون الحديث عن مصير رأس السلطة يعني الذهاب للجلوس مع النظام حسب طلبه، وبالتالي قبول سلطته من جديد، الأمر الذي أكد جاموس استحالته، بعد ما حصل بالبلاد على يد السلطة.

 

كما أكد أن لقاء القاهرة الذي انعقد بين الائتلاف وهيئة التنسيق، لم يصل إلى الحديث عن موقع الأسد من المرحلة المقبلة في سوريا.

 

المشهد السياسي السوري، يقترب من اصطفافات جديدة، في ساحة المعارضة، قد يتبلور مع وصول الهيئة وحلفاءها المحتملين، إلى ورقة تفاهم على رؤية مشتركة، الأمر الذي يرقبه النظام بصمت، وقد يحاول استغلاله في إشعال فتيل الخلاف بين الطرفين، مما يؤدي إلى مزيد من تعميق الأزمة بدل حلها.

 

الفنان مارسيل خليفة يعتذر من الشعب السوري

انتقد الفنان اللبناني ‫‏مارسيل ‫خليفة قرار الحكومة اللبنانية بفرض تأشيرة دخول على السوريين متوجهاً بالاعتذار إلى الشعب السوري على ماتقترفه السياسة اللبنانية في حقهم.

الفنان اللبناني مارسيل خليفة كتب على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحت عنوان “حب لا أعتذر عنه”: “أنا الموقع أدناه مرسيل خليفة المواطن اللبناني العربي يتملكني الشعور بالآلم الشديد وأنا أعاين هذا الكم الخرافي من المحنة التي تنتاب شعب سورية واللاجئين منهم على نحو خاص ولا يسعني إلا أن أبدي كل مشاعر التضامن والمحبة”.

وأضاف: “إني أغتنم هذه المناسبة لأقدم لشعبنا السوري ولاجئيه في لبنان على وجه خاص كل الاعتذار مما اقترفته وتقترفه السياسة اللبنانية في حقهم”.

وتابع خليفة قائلاً: “لم أكن يوما أتصور أنه سيكون على السوريين أن يدخلوا إلى بلدهم لبنان بتأشيرة وبشروط تعادل التعجيز وإنه نكسة لا أقبلها للبنان ولسورية كما لم أكن لأقبلها يوما مع اللاجئين الفلسطينيين ولا لروابط التاريخ والنضال المشترك بين شعبيهما”.

وختم الفنان اللبناني: “قليل من العقل أيها اللاعبون بالمصائر.. التاريخ لا يقبل التزوير”.

 

شعبان : “الأسد” باق لكن يجب إيجاد طريقة للتعامل مع هذا الواقع !؟

كشفت بثينة شعبان المستشارة الإعلامية والسياسية للأسد أن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان، الذي التقته في النروج على هامش أحد المؤتمرات، أكد لها بعد الانتخابات الرئاسية أن الأسد باق في موقعه لكن يجب إيجاد طريقة للتعامل مع هذا الواقع لا سيما بعد أن كان الرئيس الأميركي باراك أوباما طالبه بالتنحي.

 

و أضافت شعبان في تصريحات لقناة “الميادين ” الموالية لنظام الأسد أن سوريا وافقت على اجتماع موسكو، مشيرة إلى أنه حوار تشاوري تمهيدي مع المعارضة للتحدث عن الأسس التي يجب أن يعقد مؤتمر الحوار وفقها.

 

أوضحت شعبان أن الأميركيين مربكون وينتظرون ماذا ستفعل روسيا خلال اجتماع موسكو ليعلنوا موقفهم من هذا الحوار.

 

شعبان أضافت “إن الأصعب قد مرّ وما نفعله اليوم هو الخروج من النفق” لافتة إلى أن الحراك والمناخ السياسي والشعور الدولي العام حول ما جرى ويجري في سوريا يبشر ” بنتائج وأن العالم بدأ يقدّر ما هو موقف سوريا وبدأ يتفهم هذا الموقف”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى