أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 07 تشرين الأول 2015

موسكو تصعد ضد أنقرة… والناتو يشكك بالرواية الروسية

موسكو – رائد جبر؛ لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

صعدت موسكو حملتها ضد الدول التي تنتقد العمليات العسكرية في سورية مع وصول دائرة الغارات الى ريف دمشق، بالتوازي مع تنشيط جهودها لتسوية الخلاف مع تركيا بعد تعرض مقاتلات تركية من طراز «أف 16» لـ «مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ 29» مجهولة الهوية عند الحدود السورية وتشكيك «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) بالرواية الروسية حول أسباب الحادث. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها لن تشارك في نشاط التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش».

وجاء في بيان للجيش التركي نشر على الإنترنت أن «المضايقة» التي تعني أن طائرة «ميغ 29» شغلت رادارها لتحديد هدفها استعداداً لإطلاق صاروخ «استمرت أربع دقائق و30 ثانية». وأشار بيان الجيش التركي الى «مضايقة» أخرى طاولت طائراته هذه المرة بصواريخ أرض- جو نشرت على الأراضي السورية استمرت أربع دقائق و15 ثانية.

وتأتي هذه الحوادث بعد سلسلة انتهاكات للمجال الجوي التركي من مقاتلات روسية في نهاية الأسبوع ما سبب توتراً بين روسيا التي تدخلت عسكريا في سورية وتركيا العضو في «ناتو».

ورأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلثاء، أن انتهاك مقاتلتين روسيتين في نهاية الأسبوع الماضي للمجال الجوي التركي ليس «حادثاً» في حين أشارت موسكو إلى «سوء الأحوال الجوية» لتبرير أحد الحادثين.

وقال ستولتنبرغ أيضاً إن هناك تقارير تتحدث عن حشد عسكري روسي كبير في سورية يتضمن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط. وتابع في مؤتمر صحافي: «لن أتكهن بشيء عن الدوافع لكن هذا لا يبدو حادثاً عارضاً وهناك واقعتان»، مشيراً إلى واقعتي التوغل الجوي في منطقة هاتاي واللتين قال إنهما «استمرتا فترة طويلة».

والواقعتان اللتان وصفهما «ناتو» بأنهما «بالغتا الخطورة» و «غير مقبولتين» تسلطان الضوء على مخاطر تصعيد دولي في الصراع السوري في الوقت الذي تنفذ فيه طائرات روسية وأميركية طلعات قتالية في أجواء الدولة ذاتهما لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن ناحية أخرى، قال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن انتهاك المجال الجوي التركي استمر لأكثر من بضع ثوان ووصف تأكيدات موسكو بأن الواقعة كانت بطريق الخطأ، بأنها «بعيدة الاحتمال».

وقال ستولتنبرغ إن حلف شمال الأطلسي -الذي تقوده الولايات المتحدة وتركيا عضو فيه- لم يتلق «أي تفسير حقيقي» لما حدث. وصرح بأنه لم يجر أي اتصال مباشر مع موسكو لكن الحلف بحث إمكان استخدام خطوط الاتصال العسكرية مع روسيا. وأضاف: «يمكنني أن أؤكد أننا شهدنا حشداً كبيراً للقوات الروسية في سورية، قوات جوية ودفاعات جوية وأيضاً قوات برية فيما يتصل بقاعدتهم الجوية وشهدنا أيضا زيادة في الوجود البحري».

من جهته، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا، قائلاً إنها ستخسر الكثير إذا دمرت صداقتها مع أنقرة. وقال إن صبر تركيا لن يستمر في ظل انتهاك طائرات حربية روسية لمجالها الجوي. وتابع في مؤتمر صحافي مشترك في بروكسل مع رئيس الوزراء البلجيكي: «أي هجوم على تركيا يعد هجوماً على حلف شمال الأطلسي». وأضاف: «علاقتنا الإيجابية مع روسيا معروفة. لكن إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا التي تتعاون معها في العديد من القضايا فإنها ستخسر الكثير ويجب أن تدرك ذلك».

وجدد الكرملين أمس، التأكيد على أن هدف التحرك الروسي في سورية هو «ضرب المجموعات الإرهابية التي تهاجم القوات الحكومية في هذا البلد». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الحملة التي تشنها بلدان عدة على روسية تهدف إلى تشويه الحقائق و «نحن قلنا من البداية إننا سنضرب الأهداف التي تهاجم القوات السورية». واستبعد بيسكوف حديثاً عن طرح أفكار لتسوية سياسية حالياً، مشيراً إلى أن «ربط آفاق التسوية بالعملية العسكرية الروسية ليس ممكناً».

وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو لن تشارك في عمليات التحالف قبل الحصول على موافقة دمشق ومجلس الأمن الدولي. وقالت في لقاء صحافي أمس: «أعلنا مرات عدة أننا لسنا ضد مواجهة «داعش» معاً، لكنه لا يمكننا الانضمام للتحالف وفق الشروط الحالية لأنها لا تتوافق مع معايير القانون الدولي». ولفتت إلى ضرورة أن تقوم واشنطن بتوفير غطاء قانوني لتدخلها في سورية على غرار النشاط العسكري الأميركي في العراق بموافقة حكومة هذا البلد.

وزادت أن «تصرفات التحالف برأينا غير فعالة لأنه لا تمكن من الجو فقط محاربة داعش، ويجب توحيد الجهود مع من يحارب على الأرض وهو بلا شك الجيش السوري».

في الوقت ذاته، لفتت زاخاروفا إلى أن روسيا «لديها تقويم موضوعي وعقلاني لما يجري في سورية، بما في ذلك أفعال نظام الأسد، لكنها تدرك التداعيات التي قد تنتج في حال الإطاحة به».

وأوضحت: «ندرك جيداً، وسمعنا من كثيرين بمستويات مختلفة تحدثوا عن عدم شرعية هذه السلطات، والمسألة ليست في أن هذه الحكومة الأفضل في العالم وأن هؤلاء الأشخاص فيها جيدون… نحن نرى بوضوح أن النظام لم يتصرف كما يجب لكن السؤال يكمُن: ما الذي سيحدث نتيجة الإطاحة بالقوة بنظام الأسد». وزادت زاخاروفا ان موسكو لن تشارك في تنفيذ «سيناريو ليبيا» في سورية، لأن «الوضع في هذه المرة قد ينفجر بشكلٍ أكبر».

الى ذلك، ردت الخارجية الروسية بقوة على بيان الخارجية البريطانية الذي اتهم الروس بعدم استهداف «داعش» واعتبرت أن «الحملة ضد روسيا تتخذ شكلاً أكثر ضراوة منذ بدء العمليات العسكرية. وطالبت «من ينتقدنا بتقديم أدلة على استهداف مدنيين».

من جانب آخر، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف أن روسيا مستعدة للتعاون مع واشنطن في مجال تنسيق العمليات في سورية وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وجاء حديثه خلال اجتماع لتوضيح موقف موسكو عقده مع الملحقين العسكريين الأجانب لدى موسكو، ورد فيه على إعلان وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، أنه ينتظر من روسيا رداً على اقتراح للتوافق على قواعد التحليق فوق سورية. وأضاف أنطونوف أن روسيا مهتمة بالتعاون العسكري «مع أي بلد الدرجة ذاتها التي يهتم بها هذا البلد بالتعاون معها».

وأشار إلى أن عسكريين روساً وأميركيين سيعقدون جولة محادثات جديدة في غضون أيام. ودعا « الزملاء الأميركيين لزيارة روسيا لمناقشة القضايا القائمة وجهاً لوجه». وقال أنطونوف إن موسكو «طلبت من شركائها الغربيين تزويدها ببيانات محددة، وأهداف توضح أين تقع عصابة «الدولة الإسلامية»، ونحن سنتعامل بجدية مع المعطيات الواردة».

من جانب آخر، قال أنطونوف إن مسلحي «داعش» الذين ينشطون في سورية «يستغلون احترام العسكريين الروس للمساجد ويستخدمونها ملاذاً لهم»، موضحاً: «لدينا معلومات حول أن الإرهابيين يتحصنون في المساجد، ولدينا تسجيلات مصورة تظهر قيام الإرهابيين بإخباء معداتهم حول المساجد».

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي شن خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 15 غارة بطائرات مختلفة من طرازات «سوخوي» استهدفت عشرات المواقع لمجموعات «داعش». ووفق البيان العسكري، فإن «القاذفات الروسية دمرت مركز قيادة ومركز توجيه تابعين لـ «داعش» في بلدتي دير حافر والباب بمحافظة حلب».

ومواقع «ضمت معدات هندسية وآليات لـ «داعش» بالإضافة إلى مخزنين للذخيرة في منطقة تدمر بمحافظة حمص» بالإضافة إلى «تدمير مواقع مدفعية لـ «داعش» في محافظة حمص، بينها ثلاث منظومات آر أس 30 ومخزن للذخيرة». كما أغارت طائرتا سوخوي 25 على «مقر قيادة ومركز اتصالات لـ «داعش» في منطقة جبل البترا، ومقر للمسلحين في محافظة دمشق». كما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت مواقع في إدلب ما أسفر عن «تدمير حوالى 30 وحدة تقنية بما فيها سيارات ومدرعات ودبابات».

من جهته، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يدين قيام طيران الاحتلال الروسي في الرابع من تشرين أول (أكتوبر) الجاري باستهداف مناطق أثرية في بلدة سرجيلا بجبل الزاوية في ريف إدلب، تعود للحقبة السريانية قبل ٢٠٠٠ عام». وتابع: «عملية القصف تمت لمواقع خالية تماماً من أي تواجد لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتزامنت مع هجمات وحشية ضد تجمعات مأهولة في ريفي حمص وحماة».

 

روسيا «تستدعي» وفداً أميركياً لتنسيق ضرب «داعش»

موسكو – رائد جبر

لندن، واشنطن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – دار أمس جدل بين موسكو ودمشق إزاء شن غارات على مدينة تدمر الأثرية بالتزامن مع توتر بعد اختراق طائرات روسية الأجواء التركية، في وقت دعت وزارة الدفاع الروسية وفداً عسكرياً أميركياً إلى موسكو لـ «تنسيق عمليات» ضرب «داعش» في سورية. وأعلن «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) أن اختراق طائرات روسية المجال الجوي التركي «لم يكن عرضياً». (للمزيد)

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف، إن «كل معلومات وسائل الإعلام الأجنبية عن أن مقاتلات روسية شنت غارات جوية على مدينة تدمر عارية تماماً من الصحة». وأضاف أن «سلاحنا الجوي في سورية لا يستهدف المدن المأهولة، فكيف بالأحرى إذا كانت تضم مواقع أثرية».

وكان التلفزيون الرسمي السوري نقل عن مصدر عسكري أن الطيران الروسي قصف مواقع لـ «داعش» في تدمر بالتنسيق مع الطيران السوري ودمر آليات مصفحة ومخازن ذخيرة. بدوره، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس، إن «الطائرات الحربية الروسية شنت ثلاثين غارة على الأقل على تدمر أمس وبعد منتصف ليل الإثنين- الثلثاء، ما أدى إلى مقتل 15 عنصراً من التنظيم وإصابة العشرات بجروح».

واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «طيران الاحتلال الروسي باستهداف مناطق أثرية في بلدة سرجيلا في جبل الزاوية في ريف إدلب، تعود الى الحقبة السريانية قبل ألفي سنة». وتابع: «عملية القصف تمت لمواقع خالية تماماً من أي تواجد لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتزامنت مع هجمات وحشية ضد تجمعات مأهولة في ريفي حمص وحماة».

ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن أناتولي أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسي، قوله إن الوزارة دعت ضباطاً عسكريين أجانب للحضور الى موسكو لتنسيق المعارك ضد «داعش» في سورية. وأضاف أنه على أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن غارات جوية في سورية، تمرير المعلومات إلى روسيا عن مواقع عناصر التنظيم المتشدد، في حين قال مسؤول أميركي إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة باستعدادها لاستئناف محادثات عسكرية بغية تلافي اصطدام الطائرات من الجانبين اللذين يشنان عمليتين عسكريتين متوازيتين في سورية، علما أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر دعا موسكو إلى الرد بصورة عاجلة على قواعد السلوك المقترحة في أجواء سورية.

في بروكسيل، قال الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ في بروكسل، إن تكرار روسيا خرق الأجواء التركية «ليس عرضياً. إنه انتهاك خطر»، داعيا إلى «عدم تكرار الأمر».

وأعلن الجيش التركي أمس تعرض مقاتلات تركية من طراز «أف 16» أول من أمس، لـ «مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ 29» مجهولة الهوية أقدمت على تشغيل رادارها لتحديد هدفها استعداداً لإطلاق صاروخ لمدة «استمرت أربع دقائق وثلاثين ثانية». وأضاف أن «مضايقة» أخرى طاولت طائراته هذه المرة بصواريخ أرض- جو نشرت على الأراضي السورية استمرت أربع دقائق و15 ثانية.

وشدد الرئيس التركي في تصريح من بلجيكا، على أنه «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي والتغاضي عن ذلك»، محذراً من أنه «إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فإنها ستخسر الكثير. يجب أن تعلم روسيا ذلك».

ووفق ستولتنبرغ، استمر هذان الحادثان «لفترة طويلة بالمقارنة مع الانتهاكات السابقة للمجال الجوي (من قبل روسيا) في مناطق أخرى في أوروبا»، موضحاً: «لهذا السبب نأخذ ذلك على محمل الجد الكبير».

وحاولت روسيا احتواء التوتر مع أنقرة وحلف شمال الأطلسي، وأقر الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية بدخول «طائرة عسكرية روسية من نوع سوخوي 30 لبضع ثوان الى المجال الجوي التركي أثناء مناورة فيما كانت عائدة إلى مطارها»، لكنه برر الحادث بأنه «نتيجة أحوال جوية سيئة في هذه المنطقة ولا يتوجب النظر إليها بوصفها مؤامرة».

 

زيارة سليماني إلى موسكو الخطوة الأولى للدور الروسي في سورية

بيروت – رويترز

في اجتماع عقد في موسكو في تموز (يوليو) الماضي فتح أحد كبار الجنرالات الإيرانيين خريطة سورية ليشرح لمضيفيه الروس كيف يمكن أن تتحول سلسلة من الهزائم التي مني بها بشار الأسد إلى انتصار بمساعدة روسيا.

وكانت زيارة الميجر جنرال قاسم سليماني لموسكو الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي الذي أعاد تشكيل الحرب السورية ونسج خيوط التحالف الإيراني الروسي الجديد لدعم الأسد.

ومع قصف الطائرات الحربية الروسية معارضي الأسد المسلحين من الجو، يؤكِّد وصول قوات خاصة إيرانية للمشاركة في عمليات برية حصول التخطيط منذ أشهر عدة بين أهم حليفين للأسد بدافع الذعر جراء المكاسب السريعة التي حققها المعارضون المسلحون.

سليماني هو قائد “فيلق القدس” ذراع القوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني ومسؤول في شكل مباشر أمام الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي.

وتقول مصادر إقليمية رفيعة إنه يشرف بالفعل على عمليات برية في سورية ضد مقاتلي المعارضة ويلعب الآن دوراً رئيساً في التخطيط للعملية الجديدة التي تساندها روسيا وإيران.

ويزيد هذا من توسع الدور الإقليمي للرجل الذي قاد جهود الميليشيات التي تساندها إيران لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في أرض العراق.

وأوجزت رحلته إلى موسكو الوضع المتدهور للمعارك في سورية حيث يتقدم مسلحو المعارضة في اتجاه الساحل ليشكلوا بذلك خطراً على المنطقة التي تقطنها غالبية علوية، وتعتبر معقل الأسد وطائفته العلوية وتشكل أيضاً خطراً على المنشأة البحرية الروسية في طرطوس.

وقال مسؤول إقليمي بارز “طرح سليماني خريطة سورية على الطاولة. الروس كانوا مرتبكين كثيراً وشعروا أن الأمور في انحدار وأن النظام صار في مخاطر حقيقية. يومها الإيراني أكد أنه لا يزال هناك فرص وقدرة على استعادة زمام المبادرة، ووقتها لعب سليماني دوراً في إقناعهم”.

ويقول ثلاثة من كبار المسؤولين في المنطقة إن رحلة سليماني إلى موسكو في تموز (يوليو) الماضي سبقتها اتصالات روسية إيرانية رفيعة المستوى أسفرت عن اتفاق سياسي يقضي بضرورة ضخ دعم جديد للأسد الذي مني بخسائر متلاحقة.

وتشير رواياتهم إلى أن التخطيط للتدخل بدأ يتبلور منذ أشهر مع تراكم هزائم الأسد. ويعني ذلك أن طهران وموسكو كانتا تناقشان طرق دعم الأسد في الوقت الذي كان المسؤولون الغربيون يتحدثون عما كانوا يعتقدون أنها مرونة جديدة في موقف موسكو من مستقبله.

وقبل التحركات الأخيرة ساعدت إيران الأسد عسكرياً من خلال رفده بمقاتلين يخوضون المعارك إلى جانب الجيش السوري وإيفاد ضباط من الحرس الثوري الإيراني كمستشارين، قتل عدد منهم.

وروسيا الحليفة لدمشق منذ نهاية الحرب الباردة كانت زودت الجيش السوري بالأسلحة وحمت دمشق ديبلوماسياً من المحاولات الغربية لفرض عقوبات على الأسد في الأمم المتحدة.

 

لكن مع ذلك لم يمنع دعمها المعارضين المسلحين المدعوم بعضهم من الخصوم الإقلييمن للأسد من تقليص سيطرة الأسد على سورية إلى حوالى خمس الأراضي السورية في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات والتي تشير التقديرات إلى أنها أدت إلى مقتل 250 ألف شخص.

وقال مسؤول كبير في بلد في المنطقة وعلى صلة بالشؤون الأمنية إن القرار الإيراني الروسي المشترك بالمزيد من التدخل في سورية تم اتخاذه خلال اجتماع بين وزير الخارجية الروسي والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قبل بضعة أشهر.

وأوضح أن “سليماني المعين من قبل خامنئي لإدارة الجانب الإيراني من العملية سافر إلى موسكو لمناقشة التفاصيل. وسافر أيضاً إلى سورية مرات عدة منذ ذلك الحين”.

وتقول الحكومة الروسية إن تدخلها في سورية جاء نتيجة لطلب رسمي من الأسد الذي تحدث في تموز (يوليو) الماضي عن المشاكل التي يواجهها الجيش السوري بتعبيرات شديدة الوضوح عندما قال إن الجيش يواجه نقصاً في الطاقة البشرية.

وذكر مسؤول إقليمي بارز آخر أن خامنئي أرسل أيضاً مبعوثاً رفيع المستوى إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “وقال له بوتين حسناً سنتدخل أرسل قاسم سليماني. وهكذا ذهب سليماني إلى موسكو لشرح خريطة المسرح”.

وبدأت الطائرات الحربية الروسية المنتشرة في مطار في اللاذقية بتصعيد الضربات الجوية ضد المعارضين المسلحين في سورية الأسبوع الماضي.

وتقول موسكو إنها تستهدف “داعش”، لكن العديد من الضربات الجوية الروسية تستهدف مسلحين آخرين منهم جماعات مدعومة من قبل أعداء الأسد الأجانب لا سيما في شمال غربي البلاد حيث استولى المقاتلون على مدن استراتيجية حيوية بما في ذلك جسر الشغور في وقت سابق من هذا العام.

وفي أكبر انتشار للقوات الإيرانية حتى الآن قالت مصادر، إن مئات من الجنود الإيرانيين وصلوا منذ أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي للمشاركة في هجوم بري واسع النطاق في شمال غربي سورية.

وأوضح أحد المصادر الإقليمية البارزة أن نحو ثلاثة آلاف مقاتل من “حزب الله” المدعوم من إيران تم حشدهم للمشاركة في المعركة البرية جنباً إلى جنب قوات الجيش السوري.

وقال أحد المصادر الإقليمية البارزة إنه تم ترتيب التدخل العسكري الإيراني الروسي في سورية في إطار اتفاق يقضي بأن تدعم الطائرات الحربية الروسية العمليات البرية التي سيشارك فيها مقاتلون من إيران وسورية و”حزب الله”.

وتضمن الاتفاق أيضاً توفير أسلحة روسية أكثر تطوراً لجيش النظام وإنشاء غرف عمليات مشتركة تجمع هؤلاء الحلفاء معاً بالإضافة إلى العراق.

إحدى غرف العمليات في دمشق وأخرى في بغداد حيث الحكومة مقربة من كل من إيران والولايات المتحدة.

وأشار أحد كبار المسؤولين الإقليميين إلى أن “سليماني تقريبا شبه مقيم في سورية، أو لنقل كثير التردد إلى دمشق، ومن الممكن أن نجده ما بين لقاء مع الرئيس الأسد وما بين زيارة مسرح العمليات مثل أي جندي آخر”.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الإثنين إن الضربات الجوية الروسية مخطط لها منذ أشهر.

 

غارات جوية روسية كثيفة على غرب سورية

بيروت – رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن غارات جوية روسية مكثفة وقعت على محافظة حماة، اليوم، ومناطق قريبة في محافظة إدلب المجاورة.

وأضاف المرصد أن هناك أيضاً قصفاً كثيفاً بصورايخ أرض – أرض.

وأوضح المرصد أن موجة الضربات الجوية الروسية صاحبها هجوم بري على أربعة مواقع على الأقل تابعة لمقاتلي المعارضة.

وأضاف أن «قوات النظام والجماعات المسلحة المحلية والأجنبية الحليفة له تنفذ الهجمات البرية».

وكانت روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، بدأت تنفيذ ضربات جوية في سورية الأسبوع الماضي.

 

سليماني أقنع الروس بامكان استعادة المبادرة و”حزب الله” حشد ثلاثة آلاف مقاتل لسوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز)

نسبت “رويترز” الى مصادر إقليمية رفيعة المستوى انه في اجتماع انعقد في موسكو في تموز فتح قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني “الباسدران” الجنرال قاسم سليماني خريطة سوريا ليشرح لمضيفيه الروس، كيف يمكن أن تتحول سلسلة من الهزائم التي مني بها الرئيس السوري بشار الأسد، انتصاراً بمساعدة روسيا.

وأضافت ان زيارة سليماني لموسكو كانت الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي الذي أعاد تشكيل الحرب السورية ونسج خيوط التحالف الإيراني – الروسي الجديد لدعم الأسد.

ومع قصف الطائرات الحربية الروسية معارضي الأسد المسلحين من الجو يؤكِّد وصول قوات خاصة إيرانية للمشاركة في عمليات برية حصول التخطيط قبل بضعة أشهر بين أهم حليفين للأسد بدافع الذعر من جراء المكاسب السريعة التي حققها المعارضون المسلحون.

وقالت المصادر ان سليماني يشرف فعلاً على عمليات برية في سوريا ضد مقاتلي المعارضة ويضطلع الآن بدور رئيسي في التخطيط للعملية الجديدة التي تساندها روسيا وإيران.

وأفاد مسؤول إقليمي بارز أن “سليماني طرح خريطة سوريا على الطاولة. الروس كانوا مرتبكين كثيرا وشعروا بأن الأمور في انحدار وان النظام صار في مخاطر حقيقية. يومها الإيراني أكد انه لا يزال لدينا فرص وقدرة على استعادة زمام المبادرة… ووقتها سليماني اضطلع بدور في إقناعهم مؤكدا لهم أننا لم نخسر كل الأوراق”.

ويقول ثلاثة من كبار المسؤولين في المنطقة إن رحلة سليماني إلى موسكو في تموز سبقتها إتصالات روسية- إيرانية رفيعة المستوى أسفرت عن إتفاق سياسي يقضي بضخ دعم جديد للأسد الذي مني بخسائر متلاحقة.

وتشير رواياتهم إلى أن التخطيط للتدخل بدأ يتبلور قبل أشهر مع تراكم هزائم الأسد. ويعني ذلك أن طهران وموسكو كانتا تناقشان طرق دعم الرئيس السوري وقت كان المسؤولون الغربيون يتحدثون عما كانوا يعتقدون أنها مرونة جديدة في موقف موسكو من مستقبله.

وأوضح مسؤول كبير في بلد بالمنطقة على صلة بالشؤون الأمنية إن القرار الإيراني – الروسي المشترك بمزيد من التدخل في سوريا تم اتخاذه خلال اجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي قبل بضعة أشهر. واضاف أن “سليماني الذي عينه خامنئي لإدارة الجانب الإيراني من العملية سافر إلى موسكو لمناقشة التفاصيل. كما سافر أيضا إلى سوريا مراراً مذذاك” .

وتحدث مسؤول إقليمي بارز آخر عن أن “خامنئي أرسل أيضا مبعوثا رفيع المستوى إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال له بوتين: حسنا سنتدخل أرسل قاسم سليماني. وهكذا ذهب سليماني إلى موسكو لشرح خريطة المسرح”.

وفي أكبر إنتشار للقوات الإيرانية حتى الآن، أبلغت مصادر “رويترز” أن مئات من الجنود وصلوا منذ أواخر أيلول الماضي للمشاركة في هجوم بري واسع النطاق في شمال غرب البلاد.

وقال أحد المصادر الإقليمية البارزة أن نحو ثلاثة الآف مقاتل من “حزب الله” اللبناني حشدوا للمشاركة في المعركة البرية جنبا إلى جنب مع قوات الجيش السوري.

وذكر احد المصادر الإقليمية البارزة أنه تم ترتيب التدخل العسكري الإيراني- الروسي في سوريا في إطار اتفاق يقضي بأن تدعم الطائرات الحربية الروسية العمليات البرية التي سيشارك فيها مقاتلون من إيران وسوريا و”حزب الله”. وتضمن الاتفاق أيضا توفير أسلحة روسية أكثر تطورا للجيش السوري وإنشاء غرف عمليات مشتركة تجمع هؤلاء الحلفاء معا بالإضافة إلى العراق، احداها في دمشق وأخرى في بغداد. وأكد أحد كبار المسؤولين الإقليميين أن “سليماني شبه مقيم في سوريا أو لنقل كثير التردد إلى دمشق ومن الممكن أن نجده بين لقاء مع الرئيس الأسد وزيارة مسرح العمليات مثل أي جندي آخر”.

وتجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال الاثنين إن الغارات الجوية الروسية مخطط لها منذ اشهر.

 

موسكو وواشنطن

وفي ظل التطورات المتسارعة في سوريا، أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” امس ان روسيا أبدت في شكل غير رسمي استعدادها لبذل جهود لتفادي اي حوادث محتملة في الاجواء السورية بين الطيارين الروس والاميركيين، فيما أفادت وزارة الدفاع الروسية ان تركيا اقترحت مجموعة عمل مشتركة للعمليات في سوريا.

وقال احد المسؤولين الاميركيين متحدثا في اطار جولة اوروبية لوزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر ان موسكو أبدت استعدادها للوفاء بالتزامات قطعتها خلال جولة اولى من التفاوض. وأضاف ان هذه الالتزامات تشمل اختيار اللغة والموجة اللاسلكية اللتين يستخدمهما الطيارون، الى الارتفاع الذي ستنفذ ضمنه المقاتلات مهماتها.

وكان مسؤولون اميركيون وروس بحثوا الاسبوع الماضي، بناء على طلب موسكو، في سبل تفادي أي حادث محتمل في الاجواء السورية خلال المهمات التي ينفذها البلدان بحيث لا تحصل في المكان والتوقيت نفسه. وصرح الناطق باسم “البنتاغون” بيتر كوك بأن واشنطن اخذت علما بهذه النية الروسية الطيبة وأنها تنتظر ردا رسميا من السلطات في موسكو.

والمشاورات الروسية – الاميركية بدأت بعيد قرار موسكو التدخل عسكريا في سوريا. لكن موسكو رفضت المضي فيها على رغم انتهاك المقاتلات الروسية للاجواء التركية والحاح الولايات المتحدة.

وأمس، قال كارتر من قاعدة مورون دي لا فرونتيرا الاميركية: “ننتظر الروس. انهم يدينون لنا بجواب”. وتوجه وزير الدفاع الاميركي بعدها الى قاعدة سيغونيلا الاميركية – الايطالية في صقلية، على ان ينتقل الخميس الى بروكسيل لحضور اجتماع وزاري لحلف شمال الاطلسي.

وفي موسكو، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف إن وزارة الدفاع التركية اقترحت على روسيا أن يشكل الجانبان مجموعة عمل مشتركة لتنسيق التحركات المتصلة بالغارات الجوية الروسية في سوريا. واوضح إن الوزارة التركية قدمت الاقتراح الى مسؤول عسكري روسي في السفارة الروسية باسطنبول.

وفي وقت سابق، أصدر الجيش التركي بيانا جاء فيه ان مقاتلات تركية من طراز “اف 16″ تعرضت الاثنين لـ”مضايقات” جديدة من طائرة “ميغ 29” مجهولة الهوية عند الحدود التركية – السورية الاثنين.

 

استمرار الغارات

ومع الجهود المبذولة لتفادي الصدام بين الاطراف الاقليميين، أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الطائرات الحربية الروسية شنت أمس في سوريا غارات على 12 هدفا مرتبطا بتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). وقالت في بيان ان الطائرات الروسية قصفت منطقة في محيط دير الزور ومناطق في محافظات دمشق وادلب واللاذقية. واضافت ان الطائرات نفذت نحو 20 طلعة اغارت خلالها على “بنى تحتية لوجستية ومراكز قيادة ومعسكرات تدريب وقواعد” تابعة للتنظيم الجهادي.

وفي أولى الغارات على محيط دير الزور القت الطائرات الروسية قنابل مضادة للتحصينات لتدمير مركزي قيادة للتنظيم الجهادي.

 

هكذا أقنع سليماني موسكو بتدخل عسكري لانقاذ الاسد

المصدر: “رويترز”

في اجتماع عقد في #موسكو في تموز فتح أحد كبار الجنرالات الإيرانيين خريطة #سوريا ليشرح لمضيفيه #الروس كيف يمكن أن تتحول سلسلة من الهزائم التي مني بها الرئيس السوري بشار #الأسد إلى انتصار بمساعدة روسيا.

وكانت زيارة الميجر جنرال قاسم سليماني لموسكو الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري #الروسي الذي أعاد تشكيل الحرب #السورية ونسج خيوط التحالف #الإيراني الروسي الجديد لدعم الأسد.

ومع قصف الطائرات الحربية الروسية معارضي #الأسد المسلحين من الجو يؤكِّد وصول قوات خاصة إيرانية للمشاركة في عمليات برية حصول التخطيط منذ عدة أشهر بين أهم حليفين للأسد بدافع الذعر من جراء المكاسب السريعة التي حققها المعارضون المسلحون.

 

دور سليماني

سليماني هو قائد فيلق القدس ذراع القوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني ومسؤول بشكل مباشر أمام الزعيم الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي.

وتقول مصادر إقليمية رفيعة إنه يشرف بالفعل على عمليات برية في سوريا ضد مقاتلي المعارضة ويلعب الآن دورا رئيسيا في التخطيط للعملية الجديدة التي تساندها روسيا وإيران.

ويزيد هذا من توسع الدور الإقليمي للرجل الذي قاد جهود الميليشيات الشيعية التي تساندها إيران لقتال الدولة الإسلامية في أرض العراق.

وأوجزت رحلته الى #موسكو الوضع المتدهور للمعارك في سوريا حيث يتقدم مسلحو المعارضة باتجاه الساحل ليشكلوا بذلك خطرا على المنطقة التي تقطنها غالبية علوية وتعتبر معقل الأسد وطائفته العلوية وتشكل أيضا خطرا على المنشأة البحرية الروسية في طرطوس.

وقال مسؤول إقليمي بارز “طرح سليماني خريطة سوريا على الطاولة. الروس كانوا مرتبكين كثيرا وشعروا ان الأمور بانحدار وان النظام صار في مخاطر حقيقية. يومها الإيراني أكد انه لا يزال لدينا فرص وقدرة على استعادة زمام المبادرة… ووقتها سليماني لعب دورا في إقناعهم مؤكدا لهم أننا لم نخسر كل الأوراق.”

ويقول ثلاثة من كبار المسؤولين في المنطقة إن رحلة سليماني إلى موسكو في  تموز سبقتها إتصالات روسية إيرانية رفيعة المستوى أسفرت عن إتفاق سياسي يقضي بضرورة ضخ دعم جديد للأسد الذي مني بخسائر متلاحقة.

وتشير رواياتهم إلى أن التخطيط للتدخل بدأ يتبلور منذ أشهر مع تراكم هزائم الأسد. ويعني ذلك أن طهران وموسكو كانتا تناقشان طرق دعم الأسد في الوقت الذي كان المسؤولون الغربيون يتحدثون عما كانوا يعتقدون أنها مرونة جديدة في موقف موسكو من مستقبله.

وقبل التحركات الأخيرة ساعدت إيران الأسد عسكريا من خلال رفده بمقاتلين شيعة يخوضون المعارك إلى جانب الجيش السوري وإيفاد ضباط من الحرس الثوري الإيراني كمستشارين وقد قتل عدد منهم.

وروسيا الحليفة لدمشق منذ نهاية الحرب الباردة كانت قد زودت الجيش السوري بالأسلحة وحمت دمشق دبلوماسيا من المحاولات الغربية لفرض عقوبات على الأسد في الأمم المتحدة.

لكن مع ذلك لم يمنع دعمها المعارضين المسلحين المدعوم بعضهم من الخصوم الإقلييمن للأسد من تقليص سيطرة الأسد على سوريا إلى حوالي خمس الأراضي السورية في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات والتي تشير التقديرات إلى أنها أدت إلى مقتل 250 الف شخص.

وقال مسؤول كبير في بلد بالمنطقة وعلى صلة بالشؤون الأمنية إن القرار الإيراني الروسي المشترك بالمزيد من التدخل في سوريا تم اتخاذه خلال اجتماع بين وزير الخارجية الروسي والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قبل بضعة أشهر.

وقال المسؤول أن ” #سليماني المعين من قبل #خامنئي لإدارة الجانب الإيراني من العملية سافر إلى موسكو لمناقشة التفاصيل. كما سافر أيضا إلى سوريا مرات عدة منذ ذلك الحين.”

وتقول الحكومة الروسية إن تدخلها في سوريا جاء نتيجة لطلب رسمي من الأسد الذي تحدث في تموز الماضي عن المشاكل التي يواجهها الجيش السوري بتعبيرات شديدة الوضوح عندما قال ان الجيش يواجه نقصا في الطاقة البشرية.

وقال مسؤول إقليمي بارز آخر أن #خامنئي أرسل أيضا مبعوثا رفيع المستوى إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. “وقال له بوتين حسنا سنتدخل أرسل قاسم سليماني. وهكذا ذهب سليماني إلى موسكو لشرح خريطة المسرح.”

وبدأت الطائرات الحربية الروسية المنتشرة في مطار في اللاذقية بتصعيد الضربات الجوية ضد المعارضين المسلحين في سوريا الأسبوع الماضي.

وتقول موسكو إنها تستهدف الدولة الإسلامية. ولكن العديد من الضربات الجوية الروسية تستهدف مسلحين آخرين منهم جماعات مدعومة من قبل أعداء الأسد الأجانب ولاسيما في شمال غرب البلاد حيث استولى المقاتلون على مدن استراتيجية حيوية بما في ذلك جسر الشغور في وقت سابق من هذا العام.

وفي أكبر إنتشار للقوات الإيرانية حتى الآن قالت مصادر لرويترز أن مئات من الجنود وصلوا منذ أواخر أيلول الماضي للمشاركة في هجوم بري واسع النطاق في شمال غرب البلاد.

وقال أحد المصادر الإقليمية البارزة أن حوالي ثلاثة الآف مقاتل من #حزب_الله المدعوم من إيران تم حشدهم للمشاركة في المعركة البرية جنبا إلى جنب قوات الجيش السوري.

وقال احد المصادر الإقليمية البارزة أنه تم ترتيب التدخل العسكري الإيراني الروسي في #سوريا في إطار اتفاق يقضي بأن تدعم الطائرات الحربية الروسية العمليات البرية التي سيشارك فيها مقاتلون من إيران وسوريا وحزب الله.

وتضمن الاتفاق أيضا توفير أسلحة روسية أكثر تطورا للجيش السوري وإنشاء غرف عمليات مشتركة تجمع هؤلاء الحلفاء معا بالإضافة إلى العراق.

إحدى غرف العمليات في دمشق وأخرى في بغداد حيث الحكومة التي يتولاها الشيعة مقربة من كل من إيران والولايات المتحدة.

وقال أحد كبار المسؤولين الإقليميين أن “سليماني تقريبا شبه مقيم في سوريا أو لنقل كثير التردد إلى دمشق ومن الممكن أن نجده ما بين لقاء مع الرئيس الأسد وما بين زيارة مسرح العمليات مثل أي جندي آخر.”

وقال وزير الخارجية السوري يوم الاثنين إن الضربات الجوية الروسية مخطط لها منذ شهور.

 

«الضربة الروسية»: الفصائل المسلحة بانتظار توجيهات المموّلين

عبد الله سليمان علي

لم تشعر الفصائل المسلحة في سوريا، على اختلاف تسليحها وانتمائها وارتباطها، بالعجز مثلما شعرت به الأسبوع الماضي، مع بدء طائرات «السوخوي» الروسية شنّ أولى غاراتها الجوية ضد مقارّها ومستودعاتها وخطوط إمدادها، من دون أن تملك القدرة على القيام بأي رد فعل تجاهها.

فقد فوجئت الفصائل بالضربة الأولى التي شنتها الطائرات الروسية، الأربعاء الماضي، ليس من باب توقيتها فحسب، بل من باب نوعية الأهداف التي شملتها، والتي تضمنت رسالة واضحة بأنه لا حصانة لأي فصيل مسلح من الغارات، أياً تكن تبعيته أو الدول الداعمة له.

وكان مما له دلالته البالغة أن الفصائل المعروفة بتبعيتها إلى «غرفة عمليات ألموك»، التي تقودها الولايات المتحدة، كانت على رأس قائمة الاستهداف الروسي، مثل «تجمع العزة» في ريف حماه، الأمر الذي شكّل صدمة كبيرة لقادة بعض الفصائل ممن اعتقدوا للوهلة الأولى، برغم تسريب الأنباء حول قرب التدخل الروسي، أن فصائلهم ستكون بمنأى عن أي خطر. وحتى عندما حصلت الغارة الأولى، وتبينت حقيقة أهدافها، ظن هؤلاء أن الأمر قد يكون متعلقاً بخطأ استخباراتي وقع به الروس، ولم يصدقوا ما يجري إلا بعد أن تكررت الغارات أكثر من مرة على المناطق نفسها.

في البداية، غلبت ردود الأفعال الغريزية، وحاولت كل مجموعة أن تنجو بنفسها، فلم يكن ثمة وقت للتفكير في الأبعاد والتداعيات وطرق مواجهة ما يجري. واقتصر الهمّ على النجاة بالنفس وحماية ما يمكن حمايته من أفراد وأسلحة، كما قال لـ «السفير» مصدر مقرب من «تجمع العزة»، الذي تسببت له الغارات الروسية الأولى بأضرار جسيمة، من غير الواضح ما إذا كان قادراً على تجاوزها.

بعد ذلك حاولت بعض الفصائل، وعلى رأسها الفصائل الكبيرة مثل «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، أن تلجأ إلى خطة الطوارئ التي وضعتها سابقاً للاحتماء من غارات «التحالف الدولي» التي كانت تستهدفها بين حين وآخر، ليتبين لها أن طبيعة الغارات الروسية وكثافتها ونوعية الصواريخ والقنابل المستخدمة فيها وقدراتها التدميرية الهائلة، لا تجدي معها بنود هذه الخطة، وأن الحدث الجلل يتطلب إجراءات أكثر عمقاً، وهو ما يعكف قادة هذه الفصائل، حالياً، على دراسته، ومحاولة الوصول إلى حلول ناجعة تجاهه.

ولم تكن النجاة ومحاولة حماية المقار ومستودعات الأسلحة والآليات العسكرية، الهمّ الأكبر الذي شغل بال قادة الفصائل بعد انحسار تأثير الصدمة الأولى، وعودة التوازن النفسي إليهم. فقد انصرف تفكيرهم إلى مسألة أشد خطورة، وهي كيفية مواجهة الغارات الجوية، وما الأدوات التي بإمكانهم استخدامها للرد على الضربات الروسية، لا سيما أنه لم يكن من الصعب أن يكتشفوا عدم امتلاكهم لأي أسلحة أو صواريخ من شأنها «الإثخان» بالروس، بل حتى المضادات الجوية المتواضعة التي كانت تنجح أحياناً في إسقاط طائرات للجيش السوري، بدت كأنها ألعاب نارية في مواجهة طائرات «السوخوي» الحديثة، التي تطير بسرعة كبيرة وعلى مسافات مرتفعة.

وما زاد الطين بلّة، أن خطوة الروس بالتدخل العسكري المباشر في سوريا، نقلت الصراع إلى آفاق إقليمية ودولية لا تملك فيها هذه الفصائل أي وسيلة للتأثير في مسار الأحداث وتطوراتها. ويعيش هؤلاء، حالياً، فترة من الترقب، بانتظار ما ستنقشع عنه موجة الردود المنتقدة التي أطلقتها بعض الدول ضد التدخل الروسي واتهامه بتحييد «داعش» من جهة، واستهداف «المعارضة» من جهة ثانية، وعما إذا كانت هذه الانتقادات ستترجم إلى موقف عملي أم ستبقى في إطار الرد السياسي النظري.

وفي هذا السياق، علمت «السفير» أن الحرارة عادت إلى خطوط الاتصال بين بعض قادة الفصائل وبين ضباط الارتباط التابعين إلى أجهزة استخبارات بعض الدول الداعمة لهم. وأكد لـ «السفير» ناشط يعمل لمصلحة «أحرار الشام» أن فصائل عدة أرسلت طلبات رسمية تناشد فيها تزويدها بسلاح نوعي قادر على تعديل ميزان القوى، في إشارة إلى صواريخ مضادة للطائرات قادرة على مواجهة الطائرات الروسية، رغم علم هذه الفصائل أن تقديم مثل هذا السلاح يحتاج إلى غطاء قد لا يكون بمقدور أي دولة توفيره، باستثناء الولايات المتحدة التي تَحْكُمُ علاقتَها مع الروس شبكةٌ معقدةٌ من الخلافات والمصالح تنتشر على مساحة العالم، ولا يكفي حدوث تطور نسبي في منطقة ما لتغيير قواعد اللعبة من أجله.

ولكن قد يكون الأهم، هو تقديم بعض فصائل «الجيش الحر» طلباً إلى «غرفة عمليات ألموك» من أجل إعادة تفعيل نشاطها من جديد، بحجة المستجدات المتمثلة بالتدخل الروسي وضرورة مواجهة أخطاره. وكانت «ألموك» قد أوقفت دعم فصائل «الجبهة الجنوبية» قبل أسابيع عدة بسبب فشلها في «عاصفة الجنوب».

وبحسب الإعلامي علي البستاني، الذي يعمل بشكل مستقل، فقد ركزت الفصائل في طلبها على وجوب عدم التمييز في تقديم الدعم بين فصائل إسلامية وأخرى غير إسلامية في هذه المرحلة، لأن الخطر يشمل الجميع، ومواجهته تتطلب توحيد جهود الجميع. وأكد البستاني أن بعض الدول، وعلى رأسها السعودية، لا تمانع بإعادة نشاط «غرفة عمليات ألموك» واستئناف تمويل وتسليح بعض الفصائل، لكنها تشترط قبل ذلك أن يصار إلى إعادة هيكلة «الغرفة» نفسها، وإعادة صياغة ميثاقها ونظامها الداخلي، مشيراً إلى أن السعودية تريد أن يكون تمثيل الدول ضمن الغرفة متناسب مع حجمها ودورها التمويلي، كما أنها تصر على أن يصار إلى إجراء تحقيق جدي حول أسباب فشل «عاصفة الجنوب» والفصائل المسؤولة عنه، ليتم استبعادها من أي دعم جديد. وأكد البستاني أن الشائعات التي انتشرت قبل يومين حول قرار «ألموك» بالعودة إلى تمويل العمليات العسكرية «من دون ذكر شرط عدم التعامل مع جبهة النصرة وأحرار الشام» قد يكون تسريباً مقصوداً، الغاية منه جس نبض هذين الفصيلين لمعرفة مدى استعدادهما للانضمام إلى «غرفة ألموك» والتعاون معها لمواجهة ما يفرضه التدخل الروسي من تحديات.

ومن غير الواضح، ما إذا كانت بعض التسريبات الإعلامية حول تخطيط «دول خليجية» للتدخل العسكري في سوريا رداً على التدخل الروسي، أو حول موافقة الرئيس الأميركي باراك أوباما على إعطاء ذخيرة وربما سلاح إلى «المعارضة السورية»، يأتي في سياق طمأنة الفصائل المسلحة السورية فقط، ريثما تتكشف أبعاد العاصفة الروسية، أم أنه يعكس بالفعل استجابة للمطالب التي تقدمت بها.

 

المقاتلات الروسية جهّزت صواريخها لإسقاط التركية… والكرملين يتوقع انضمام «متطوّعين» روس لصالح الأسد

«الأطلسي» اتهمها بنشر قوات برية وبحرية في سوريا

عواصم ـ «القدس العربي» من حسين مجدوبي ووكالات: اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، روسيا بحشد عسكري كبير في سوريا يتضمن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط، وهو ما نفته موسكو. وشكك ستولتنبرغ في الرواية الروسية لواقعة الانتهاكين المجال الجوي لتركيا في مطلع الأسبوع التي تقول روسيا إنها حدثت بطريق الخطأ، وطالب روسيا بعدم تكرار ذلك. وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي «لن أتكهن بشيء عن الدوافع لكن هذا لا يبدو حادثا عارضا وهناك واقعتان» قال إنهما «استمرتا فترة طويلة».

وردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على الاتهام بأنه ليس من الوارد قيام بلادها بعملية برية في سوريا. وقالت في مؤتمر صحافي في موسكو، أمس، «لا توجد أي وحدة برية لروسيا في سوريا، ولا يمكن أن تكون، وقلنا ذلك مرارا».

غير أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لم يستبعد أمس إمكانية انضمام متطوعين روس للقتال إلى جانب قوات نظام بشار الأسد. لكنه أكد أن بلاده لن تدعم مثل هذه المجموعات، مشيرا إلى أن روابط المتطوعين موجودة في كل مكان في العالم وهم يتصرفون بشكل مستقل.

وكان سياسي روسي مختص بشؤون الدفاع قد طرح في وقت سابق إمكانية قتال متطوعين روس إلى جانب قوات الأسد في سورية، وذلك بما اكتسبوه من خبرة قتالية في شرق أوكرانيا.

وفي محاولة لتجنب صدام روسي أمريكي فوق سوريا قال مسؤول أمريكي إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة باستعدادها لاستئناف محادثات عسكرية بغية تلافي اصطدام الطائرات من الجانبين خلال العمليات العسكرية في سوريا.

وتؤكد الأحداث التي وقعت بين طائرة مقاتلة روسية وطائرتي أف 16 تركيتين، يوم الأحد وخرق الأجواء التركية، عدم استبعاد روسيا قصف سلاح الجو التركي بسبب سوريا إذا اقتضى الأمر، وهو ما يفسر النبرة الحادة لحلف الأطلسي بالتنديد والتنبيه من خطورة ما جرى.

واعترف الجيش التركي في بيان له يوم الثلاثاء بتعرض طائرتين من نوع أف 16 للمضايقة من طرف ميغ 29 دون تحديد هويتها. والحديث عن طائرة مجهولة الهوية هو تصرف مثير، لا يمكن أن تكون سورية بل روسية وفق كل المعطيات.  في الوقت ذاته لا يتعلق الأمر بميغ 29 بل بطائرة قد تكون من نوع سوخوي 34 لأن روسيا لا تتوفر على ميغ 29 في أسطولها الحربي في سوريا الآن.

والبيان العسكري يؤكد تعرض الطائرتين التركية لعملية الرصد بالرادار الخاص بالتصويب لضرب الهدف من طرف المقاتلة الروسية، وليس فقط الرصد من طرف رادار الإنذار المبكر.وهذا يعني في القاموس العسكري أن المقاتلة الروسية قد شغلت صواريخها لضرب الطائرتين التركيتين ومنحهما مهلة زمنية لتغيير مسارهما والهبوط آلاف الأقدام لتفادي ضربة عسكرية. بينما لم تشغل الطائرتان التركيتان رادارات ضرب الأهداف للرد والتخويف والاستعداد للمواجهة بل انسحبتا.

وهذا التصرف في القاموس العسكري يكشف حصول الربابنة الروس على أوامر واضحة بالضرب في حالة عدم استجابة الطرف الآخر والقيام بالانسحاب، بينما لا يتوفر الربابنة الأتراك على أوامر مماثلة بالضرب.

وتكررت عملية المضايقة والتحرش، أمس الثلاثاء، من خلال قيام أنظمة مضادة للطيران، صواريخ، بتعمد  رصد الطائرات التركية من نوع أف 16 وجعلها في مربع التصويب والضرب.

ويعتبر إصدار الجيش التركي بيان الاعتراف بما جرى، وهو سابقة من نوعها، تنازلا من طرف جيش يعتبر قويا، ولكن الأصح قد يكون قيام الجيش التركي بوضع الحلف الأطلسي أمام واقع خطورة الأمر وما يعتبره «عدوانية روسيا» وضرورة التحرك الجماعي للحلف في ظل مستجد تدخل روسيا.

ويتزامن هذا مع خرق المقاتلات الروسية مرتين الأجواء التركية، الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري. وعملية خرق الأجواء هي متعمدة كما ذهب الى ذلك الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولنبرغ.

وعمليا، لا تقع عمليات خرق الأجواء إبان أجواء التوتر لتفادي الاصطدام، خاصة إذا تعلق الأمر بمقاتلات دولة كبرى مثل روسيا تتوفر على أقمار اصطناعية دقيقة وأنظمة رادار للمسح الجغرافي المكاني لا ترتكب أخطاء حتى في مسافة سنتيمتر.

ورغم التبريرات الدبلوماسية الصادرة عن مسؤولين في موسكو، كل هذه التطورات العسكرية توحي باستعداد الكرملين الدخول في مواجهة مسلحة جوية مع سلاح الجو التركي إذا لم يحافظ على مسافة معينة من حدود سوريا، واستمر في معاكسة المقاتلات الروسية في مهامها في الأراضي السورية.

وتدرك روسيا أن الحلف الأطلسي لن يدخل في حرب معها بل سيطلب من تركيا ضبط النفس وعدم استفزاز المقاتلات الروسية، لاسيما في ظل وجود سفن حربية صينية بالقرب من السواحل السورية.

 

إسلاميون سعوديون و«إخوان مسلمون» يدعون لمحاربة التدخل الروسي في سوريا

الرياض – «القدس العربي»: أدان علماء شريعة في العالم الإسلامي، ومنظمات وأحزاب إسلامية عدة، التدخل الروسي في سوريا إلى جانب نظام الرئيس الأسد ودعوا إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري وثورته المتواصلة. ولم تقف بيانات علماء الشريعة، الذين أصدروا بيانات حول مواقفهم من التدخل الروسي، على الإدانة والاستنكار، إذ حملت بيانات من «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، وبيان لعلماء سعوديين بارزين، فضلا عن بيان لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر وسوريا، دعوات «استنهاض للأمة وقادتها ونصرة الشعب السوري وإعانته على المقاومة».

 

اتحاد علماء المسلمين

 

واستنهض «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الأمة الإسلامية والعربية، شعوبا وعلماء وحكاما، لرفض التدخلات الروسية في سوريا، مطالبا «العالم الحر بالاستمرار في دعم ثورة الشعب السوري ونضاله ورغبته في التحرر الوطني من قبضة نظام بشار المجرم الأثيم». وطالب البيان الذي أصدره الاتحاد (مقره الدوحة)، مذيلا بتوقيعي رئيسه الشيخ يوسف القرضاوي، وأمينه العام علي القره داغي، بـ»اتخاذ قرار أممي يقضي بحظر طيران قوات نظام بشار الأسد وداعميه فوق سوريا».

ودعا «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» إلى «تسليح المقاومة السورية غير المتشددة»، مشيرا إلى ضرورة «مواجهة هذه الهجمة الروسية التي تستهدف المقاومة المعتدلة، والمجاهدين المناضلين، والمدن الصامدة التي تتعرض لقصف الطائرات والصواريخ بشكل يومي ومتواصل».

 

علماء السعودية

 

وفي الرياض أصدر 55 عالما في المملكة العربية السعودية بيانا، يوم السبت الماضي، دعوا فيه كافة الفصائل السورية إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة في وجه التدخل الروسي الذي قالوا إنه لم يأت إلا لإنقاذ النظام السوري من هزيمة محققة وجاء في البيان الذي نشرفي الرياض: «بعد ما يقرب من خمس سنوات من دعمها السياسي والعسكري غير المحدود لـ»النظام النصيري»، ها هي روسيا ترمي بثقلها وتتدخل بقواتها العسكرية مباشرة لحماية نظام بشار الأسد من السقوط.. ما أشبه الليلة بالبارحة. فقبل ست وثلاثين سنة غزا الاتحاد السوفييتي الشيوعي أفغانستان المسلمة لينصر الحزب الشيوعي ويحميه من السقوط، وها هي وريثته روسيا الصليبية الأرثوذكسية تغزو سوريا المسلمة لنصرة النظام النصيري وحمايته من السقوط، فلتعتبر بمصير سلفها».

ولفت البيان إلى أن «زعم أمريكا والغرب صداقة سوريا وشعبها ونزع شرعية بشار لم يعد ينطلي على أحد، فهم من منع الشعب السوري من امتلاك مضادات الطيران ليحمي نفسه، وهم من عطل حظر الطيران، وهم من عرقل المنطقة الآمنة في الشمال، ولولا رضاهم ما دخلت روسيا ولا بقي الأسد، وقد أرادوا خداع الشعوب بزعم التحالف لحرب داعش، وإنما هي خدعة، فلم يطل داعشا منهم إلا القليل، لكنه المكر الكبير».

وأثار هذا البيان لغطا في السعودية حول انه دعوة للجهاد ولكن الشيخ ناصر سليمان العمرو – أحد الموقعين على البيان نفى ذلك وأوضح في تغريدة له «أن بيان عدد من علماء ودعاة المملكة حول غزو الروس وإيران للشام يرسم منهجا شرعيا للتعامل معه، وليس فيه أي دعوة للذهاب إلى هناك «وقد خاب من افترى».

 

الإخوان المسلمون

 

وفي بيانين مختلفين، أعربت جماعة «الإخوان المسلمين» في كل من مصر وسوريا، عن رفضهما لما اعتبروه «الاحتلال الروسي لسوريا». وقالت جماعة «الإخوان» المصرية، في بيان نشرته أول من أمس: إنها «ترفض الاحتلال الروسي الإيراني لسوريا»، موجهة انتقادات لدعم السلطات المصرية للضربة الروسية للأراضي السورية.

وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد أعلن ترحيب نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالضربات التي تشنها روسيا ضد سوريا.

وذكرت الجماعة في بيانها المعنون: «حول غزو المحتل الروسي الإيراني لسوريا» أن «استمرار الاحتلال الروسي الإيراني لسوريا يعني تأزم الأمور أكثر، ويعني أن تجارب المقاومة في الشيشان وأفغانستان ستتكرر، وسيكون وبالها على طهران وموسكو وحلفائهما».

أمـا الفــرع الســـوري من الجـماعة، فأكـد في بــيان، يوم الســبت الماضـي، أن الجـهاد ضد ما وصـفه بـ «الاحـتلال الروســي السـافر لسـوريا، واجـب شرعي» على كل قادر على حمل السـلاح. وقال فيه: «نؤكد أن جهاد الدفع اليوم فرض عين على كل قادر على حمل السلاح، وعليه فإننا نضع جميع إمكانيات جماعتنا في هذا السبيل». ودعا جميع أبناء الشعب السوري «بكل فصائله وكتائبه وأعراقه وأديانه»، للعمل صفا واحدا «لإسـقاط المستبد ودحر المحتل» قائلا: «فالوطن أولا ولا مكان للمصالح الضيقة».

 

تركيا تستدعي السفير الروسي مجددا وستعتبر أي انتهاك آخر لمجالها الجوي تهديدا

أنقرة- (رويترز): قالت وزارة الخارجية التركية الأربعاء إنه تم تحذير السفير الروسي في تركيا مرة أخرى أمس الثلاثاء بشأن تكرار انتهاك طائرات حربية روسية للمجال الجوي التركي.

 

وقال الجيش التركي إن طائرات روسية دخلت المجال الجوي التركي مرتين في مطلع الأسبوع كما ضايقت طائرة غير معروفة الجنسية طراز ميج-29 طائرات تركية يوم الاثنين.

 

وقال بيان وزارة الخارجية إن تركيا منفتحة على فكرة الاجتماع مع مسؤولين من الجيش الروسي في أنقرة لمناقشة إجراءات لتفادي تكرار الانتهاكات.

 

وقال مسؤول بوزارة الخارجية إن السفير الروسي استدعي أيضا يومي السبت والاثنين فيما يتعلق بالانتهاكات.

 

وفي السياق، قال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم الأربعاء إن تركيا ستعتبر أي انتهاك آخر لمجالها الجوي من جانب طائرات حربية روسية تهديدا لكنها تنظر بشكل إيجابي لعرض روسي بالاجتماع ومناقشة القضية.

 

وقال المتحدث عمر جيليك للصحفيين “نرى أن عرض روسيا للجلوس معا والتفسير أمرا إيجابيا. روسيا صديق لكن إذا تواصلت التوغلات فسنعتبر ذلك تهديدا وليس مسلكا وديا.”

 

السلطات التركية تضبط قوالب سك نقود يصدرها تنظيم الدولة

غازي عنتاب- الأناضول: ضبطت السلطات التركية في ولاية غازي عنتاب الحدودية مع سوريا، العديد من القوالب والمستلزمات المستخدمة في سك النقود المعدنية  التي يصدرها تنظيم داعش الإرهابي.

 

وذكر بيان صادر عن الولاية، أن فرق مكافحة الإرهاب  داهمت مسكنا في حي ساوجيلي بمنطقة “شاهين بي”، وضبطت ستة أشخاص أجانب يشتبه بانتمائهم لداعش.

 

ولفت البيان إلى مصادرة القوالب والمستلزمات خلال تفتيش المبنى وسيارات المشتبيهن، الذين جرت إحالتهم إلى القصر العدلي، وصدر قرار باعتقالهم.

 

نصر الله يتهم السعودية بالمسؤولية عن “كل القتل” في لبنان والمنطقة

بيروت- الاناضول: اتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله السعودية بأنها تتحمل مسؤولية “كل القتل” في المنطقة ولبنان، معتبرا أن السعودية وإسرائيل تسعيان منذ تأسيسهما الى “خدمة المصالح الاميركية”.

 

وقال نصرالله، في حديث خلال اجتماع حزبي داخلي نقلته جريدة (الاخبار) اللبنانية الموالية للحزب، صباح الاربعاء، إن السعودية “مسؤولة عن كل القتل في المنطقة”، مضيفا انه “حاولنا دائما مراعاة بعض الخصوصية في الإعلام. ولكن كان يجب أن نعلن موقفنا بعد التحول الأساسي في اليمن عندما أمعن آل سعود في قتل هذا الشعب”.

 

ورأى أن “دور السعودية، منذ تأسيسها هي وإسرائيل، خدمة مصالح الأمريكي في المنطقة”، مشيراً إلى أن السعودية “هي التي موّلت الحروب منذ حرب (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين على إيران، ومن ثم في أفغانستان وباكستان والعراق.. والمخابرات السعودية أدارت المجموعات التكفيرية في العراق منذ العام 2003″.

 

وأضاف أن السعودية “تدير داعش والقاعدة في اليمن رغم أن هؤلاء الارهابيين سيشكلون خطراً عليها لاحقاً. ولكنها اليوم عمياء، ولا تهتم حتى لو آذت نفسها”.

 

ووصل الأمر بنصرالله الى حد اتهام السعودية بأنها “مسؤولة عن كل دم سفك ولحم فُري لدى كل الطوائف والمذاهب في هذا البلد (لبنان). والسعودية قتلتنا في حرب 2006، وأول من سيُسأل يوم القيامة عن دمنا في تموز هم آل سعود”.

 

وأعاد نصرالله الهجوم على القيادة السعودية في مقتل واصابة مئات الحجاج قبل اسابيع، فحمّلها مسؤولية مقتل هؤلاء بسبب “إدارتها الفاشلة وعدم تعلّمها من أخطائها السابقة”.

 

ووصف تصرف السلطات السعودية تجاه ما حصل بأنه “سلوك داعشي لا يمتّ للانسانية بصلة. لقد تعمّدوا عدم إغاثة الناس وإبقائهم ساعات في ظروف قاسية، إضافة إلى قيام الجرافات بجرف الحجاج ووضعهم في مستوعبات من دون التمييز بين الأموات ومن كان منهم حياً”.

 

وأكّد نصرالله أن “الخطر الوجودي في المنطقة هو الخطر الوهابي الذي يحاول التمدّد في كل أصقاع الأرض”، لكنه شدد في الوقت نفسه على “الوحدة الإسلامية لأن اليوم أوانها، فليس التكفيري والوهابي هو السني، بل هم جزء صغير من أمة المليار مسلم”، محذرا من أنه “”لا ينبغي أن نغفل أن عدونا هو الإسرائيلي. وإذا كانت المعركة اليوم مع التكفيري، إلا أن النصرة والقاعدة وداعش جميعاً خدم لدى الصهيوني الذي من مصلحته سقوط النظام في سوريا”.

 

وفيما يخص الشأن السوري اعتبر، “أننا في سوريا أمام فرصة لتعزيز الانتصارات وكسر المشروع الذي يُحاك للمنطقة وسنعمل على استغلالها”.

 

غارات جوية روسية مكثفة على غرب سوريا وموسكو قد تقبل مقترحات واشنطن للتنسيق في مكافحة تنظيم الدولة

بيروت- موسكو- (رويترز)- (د ب أ): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارات جوية روسية مكثفة نفذت في محافظة حماة الأربعاء ومناطق قريبة في محافظة إدلب المجاورة.

 

وكانت روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد قد بدأت في تنفيذ ضربات جوية على سوريا الأسبوع الماضي إذ تقول إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية.

 

لكن مقاتلين على الأرض ودولا غربية قالوا إن الحملة الروسية تركز بشكل رئيسي على جماعات معارضة أخرى وتهدف تعزيز دعم الأسد بدلا من محاربة التنظيم المتشدد.

 

وذكر المرصد أن الضربات صاحبها هجوم بري على أربعة مواقع على الأقل تابعة لمقاتلي المعارضة.

 

وأضاف أن “قوات النظام” تنفذ الهجمات البرية وهي عبارة تستخدم على نطاق واسع للاشارة الى الجيش السوري والجماعات المسلحة المحلية والأجنبية الحليفة له.

 

واستهدفت الضربات الروسية بلدات كفر زيتا وكفر نبودة والصياد وبلدة اللطامنة في محافظة حماة وبلدتي خان شيخون والهبيط في إدلب.

 

ويسيطر تحالف من الجماعات المقاتلة يضم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وجماعات إسلامية أخرى على معظم محافظة إدلب مما جعل الجيش السوري يتعرض لضغوط.

 

وأضاف المرصد أن هناك أيضا قصفا كثيفا بصورايخ أرض – أرض.

 

ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أنها قد تقبل مقترحات وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) بشأن التنسيق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية، مشيرة إلى أن الخبراء سيبحثون هذه التفاصيل الأربعاء.

 

وقال ممثل الوزارة إيجور كوناشينكوف: “ردت وزارة الدفاع الروسية على طلب البنتاغون وقامت بالنظر في مقترحات الجانب الأمريكي حول تنسيق الأعمال في إطار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي على أراضي سورية.. وبشكل عام، يمكن قبول المقترحات للتنفيذ”، بحسب ما ذكره موقع قناة روسيا اليوم.

 

وأضاف: “لم يبق سوى توضيح بعد أشياء تقنية سيتم بحثها اليوم من قبل ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية والبنتاجون على مستوى الخبراء”.

 

جيش جهادي «شيشاني» من 700 مقاتل يغادر العراق لمواجهة الجيش الروسي في سوريا

الحنيطي يتصل بوالدته بعد انتشار إشاعة إعدامه

عمان ـ «القدس العربي» من طارق الفايد: كشفت مصادر مقربة من تنظيم «الدولة الإسلامية» عن توجه 700 مقاتل شيشاني لمنطقة سهل الغاب في محافظة حماة لمقاتلة القوات الروسية الموجودة في سوريا.

وأكدت المصادر لـ»القدس العربي» أن المقاتلين الشيشان الذين حضروا من العراق وسوريا يملكون خبرات عالية في قتال الجيش الروسي في الشيشان، ومنهم قياديون رافقوا زعيمهم الراحل السعودي ثامر صالح السويلم الملقب بـ(الأمير خطاب).

وبحسب المصادر فإن القوات الروسية الموجودة في المعسكرات السورية محاطة بثلاثة أطواق شديدة الحراسة من الجيش السوري والميليشيات لحمايتهم وعدم وقوع ضحايا في القوات الروسية.

ودخلت روسيا الأربعاء الماضي النزاع المتعدد الأطراف في الشرق الأوسط بشنها إولى غاراتها على أهداف قالت موسكو إنها تابعة لمسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية» في حليفتها سوريا.

من جهة أخرى علمت «القدس العربي» بأن قيادات في التيار السلفي الجهادي وجهت رسائل لزعيم تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا الخليفة أبو بكر البغدادي، تستفسر فيها عن مصير القيادي الأردني البارز في التيار الجهادي الدكتور سعد الحنيطي بعد معلومات ترددت حول تنفيذ حكم الإعدام به. وبعد انتشار هذه الإشاعة أكدت مصادر رفيعة أن الحنيطي لم يعدم واتصل مساء أمس بوالدته في عمان.

وأبلغت مصادر في التيار الجهادي السلفي الأردني أن بين القيادات التي راسلت البغدادي بخصوص الاستفسار عن اختفاء الشيخ الحنيطي الشيخ أبو سياف أحد اقطاب الحركة الجهادية في الأردن.

وكان الحنيطي قد وصل الموصل العام الماضي بعدما انضم لتنظيم «جبهة النصرة» في سوريا وتم إيداعه حسب مصادر «القدس العربي» في معسكر «التائبين « قبل تسريبات خبر إعدامه مؤخرا التي انطلقت الشهر الماضي، والتي تبين بعد اتصاله بوالدته أنها غير صحيحة.

 

أوروبا تدعم تركيا بمليار يورو لتحمل أعباء اللاجئين

باريس ـ من رحمي غوندوز: كشفت المفوضية الأوروبية، أمس الثلاثاء، عن خطة عمل لدعم تركيا في تحمل أعباء اللاجئين، وتقضي بتقديم مليار يورو لها خلال عامي 2015 و2016.

وتتضمن الخطة الخطوط العريضة للتعاون الشامل والتنسيق بين الاتحاد الأوروبي، والحكومة التركية، فيما يتعلق بالتعاطي مع أزمة اللاجئين.

وفضلا عن المساعدات للاجئين في تركيا، تحوي الخطة تدابير من أجل تقليص تدفق اللاجئين إليها، حيث ستعمل المفوضية على إعداد خطة شاملة لتقييم الحاجات، بهدف تخفيف أعداد اللاجئين الجدد المحتمل قدومهم إلى تركيا من سوريا والأردن، والعراق ولبنان.

كما تنص خطة العمل على دراسة إمكانية نقل بعض اللاجئين من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي في «وقت مناسب»، في إطار الجهود الرامية لإعادة توزيع اللاجئين ضمن دول الاتحاد.

في الأثناء أكد رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يانكر، أن الاتحاد الأوروبي بحاجة للتعاون مع تركيا فيما يتعلق بموجة اللاجئين التي طالت أوروبا.

ودعا يانكر في كلمة أمام البرلمان الأوروبي، في ستراسبورغ الفرنسية، الدول الأعضاء في الاتحاد إلى تفهم مشاكل الدول المجاورة أيضا، وعدم الاكتفاء بالتركيز على المشاكل داخل الاتحاد وحسب.

ولفتت خطة العمل إلى استضافة تركيا 2.2 مليون لاجئ ضمن حدودها، وصرفها 6.7 مليار يورو من مواردها، من أجل اللاجئين، حتى أمس.

 

بريطانيا تدرس ترحيل لاجئين «تحسّنت أوضاع بلدانهم»

لندن – من أصلي أرال: قالت وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، أمس الثلاثاء «من الممكن ترحيل لاجئين ممن تحسنت أوضاع بلدانهم الأمنية».

جاء ذلك في تصريح للوزيرة في مؤتمر حزب المحافظين (الحزب الحاكم) في مدينة مانشستر، أشارت فيه إلى أن أوروبا واجهت أزمة لجوء هذا الصيف نتيجة الحرب الدائرة في سوريا.

وأوضحت ماي أن الآلاف من طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين، حاولوا التسلل إلى بريطانيا عبر الأراضي الفرنسية هذا الصيف، مفيدة أن الملايين في الدول الفقيرة تريد العيش في بريطانيا، وأنهم يتفهمون هذا «إلا أن كل دولة لها حد في استيعاب عدد معين للاجئين».

وأردفت ماي «علينا إنشاء منظومة نسيطر من خلالها على عدد الوافدين إلينا لطلب اللجوء، فيما أنه لا يجب إهمال مساعدة من هم بحاجتنا»، مضيفة «يمكننا استيعاب الهجرات الجماعية، لكننا لا نريد احتواء مئات الألوف من المهاجرين سنويا».

وفيما يخص المجال التعليمي، قالت: «نرحب بالطلاب الذين يودون تلقي التعليم لدينا، لكن معظم هؤلاء الطلبة يبقون في المملكة رغم انتهاء تأشيراتهم».

وفيما يخص الشأن السوري، أكدت ماي أن «الأسد مارس جرائم حرب ممنهجة ضد السوريين». وأضافت « تنظيم داعش أيضا، يمارس جرائم وعمليات تطهيرعرقي واغتصاب جماعي».

وذكّرت الوزيرة البريطانية أن 11 مليون سوري نزحوا من مناطقهم، 4 ملايين منهم أصبحوا لاجئين، إلى جانب مقتل أكثر من 250 ألفا.

وشددت أن الأمم المتحدة أوردت احتمالية لجوء مليون وسبعمئة ألف لاجئ سوري إضافي نهاية هذا العام إلى تركيا.

وأكدت ماي صعوبة وضع حد للحرب السورية، إلا أنه لا يعني انزواء المملكة جانبا دون فعل أي شي، مطالبة «الدول الصديقة»، بدعم من وصفتهم بـ «المعارضين المعتدلين».

وبينت أن المملكة قبلت طلب لجوء أكثر من 5 آلاف سوري منذ اندلاع الحرب، وأنها ستستقبل 20 ألف طلب إضافي خلال السنوات الخمس القادمة.

وأشارت ماي، أن الطريقة الأفضل لمساعدة اللاجئين لا تكمن باستقبالهم في بريطانيا، بل بزيادة الدعم لدول الجوار السوري، قائلة: «في هذا الصدد، منحت بريطانيا مساعدة بقيمة مليار جنيه استرليني للبنان، والأردن، وتركيا». (الأناضول)

 

«حزب الله» يدفع ثمنا باهظا للحرب… ومصالح روسيا في سوريا تقترب أكثر مع إسرائيل

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: ما هي تداعيات الحرب السورية على «حزب الله»؟ هل أنهكت سوريا الحزب الذي خاض عددا من الحروب ضد إسرائيل وانتصر، أم أنه لا يزال قوة ضاربة في المنطقة؟ وما هي طبيعة العلاقة التي ستنشأ بين الأصدقاء والحلفاء بعد دخول روسيا الساحة؟ في السؤال الثاني يتوقع نيكولاس نوي محرر موقع «ميدإيست دوت كوم» ومؤلف كتاب «صوت حزب الله» في مقال نشرته دورية «فورين أفيرز» على موقعها أن يشوب العلاقات الإيرانية – الروسية نوع من التوتر. ويشير في البداية لموقف الولايات المتحدة من الغارات الجوية التي قام بها الطيران الروسي على مواقع للمعارضة، وما قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تبريرات للضرب في سوريا باعتباره جزءا من الحرب على الإرهاب.

 

رؤية جيوسياسية

 

وما بين المبرر الروسي والرد الأمريكي نظر المحللون للتحرك الروسي من من خلال منظور التنافس الجيوسياسي بين القوتين العظميين. فهناك من قال إن بوتين يحاول تعزيز تأثير بلاده في منطقة الشرق الأوسط ويستغل التراجع الأمريكي فيها. وهناك من رأى أن بوتين يقوم في الواقع بجر بلاده إلى مستنقع الحرب السورية حيث ظل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتجنب الوقوع فيه. ومع ذلك يشترك المحللون على أن التدخل الروسي يعتبر دفعة للنظام السوري والأطراف المتحالفة معه خاصة إيران و»حزب الله». ويعتقد نوي أن تورطا عميقا للروس قد يؤدي لتعقيد العلاقة مع الكتلة المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد لأن مصالح روسيا لا تتوافق دائما مع حلفاء دمشق في طهران وبيروت.

 

ضغوط

 

ويقول الكاتب إن مصالح روسيا منحازة أقل للفصيل المؤيد لنظام الأسد قدر انحيازها لعدو الكتلة هذه وهو إسرائيل. ولهذا فقد يستخدم بوتين نفوذه الجديد لدفع النظام السوري وحلفائه لاتخاذ مواقف أكثر اعتدالا في الموضوع السوري وغيره. وهو ما يفسر مسارعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط الحشود العسكرية الروسية لزيارة موسكو الشهر الماضي ولقاء بوتين. والداعي لقلق إسرائيل من الحشود في غرب سوريا هو عرقلة جهودها التي تقوم بها، منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، لمنع تدفق السلاح الإيراني إلى «حزب الله».

فبحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فقد شن الطيران الإسرائيلي أكثر من عشر غارات في العمق السوري واستهدف مخازن وقوافل أسلحة وعناصر قيادية في «حزب الله». ويرى نوي ان إسرائيل حاولت الاستفادة من ضعف النظام السوري لإضعاف عدوها «حزب الله» اللبناني. ومن هنا فوصول القوات الروسية إلى سوريا عقد من عمليات إسرائيل الموجهة ضد «حزب الله» خاصة أن مخاطر التصادم بين الطيران الروسي والإسرائيلي صارت محتملة. وتريد تل أبيب تجنب حوادث من هذا النوع لأنها لا تريد مواجهة مع موسكو التي تحتفظ بعلاقات طيبة معها. وما زاد من صعوبة المهمة هي أن إسرائيل هاجمت مخازن وقوافل أسلحة روسية الصنع وفي غرب سوريا – اللاذقية حيث تتمركز القوات الروسية اليوم. وقد توصلت روسيا وإسرائيل لتفاهمات تقضي بتجنب حوادث تصادم في الجو وتنسيق بين الطرفين.

 

تنسيق

 

وهو التنسيق نفسه الذي يدعيه الطرف الموالي للأسد. ففي أجواء الترحيب التي صدرت من طهران و»حزب الله» في بيروت تم الترحيب بالقوات الروسية على لسان الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله الذي قال إن حزبه يرحب بأي قوة تدخل سوريا لدعم نظام الأسد مشيرا لتنسيق روسي – إيراني ومع «حزب الله». وهو ما بدا في تقارير تحدثت عن قوات برية إيرانية ومن مقاتلي «حزب الله» تحضر لخوض عمليات داخل سوريا للاستفادة من الفرصة التي خلقتها الغارات الروسية على مواقع المعارضة. ولكن الصورة ليست كما تبدو، فبحسب مراسل صحيفة «الغارديان» إيان بلاك الذي نقل من دمشق مخاوف إيرانية من التدخل الروسي وأن إرسال بوتين لقواته جاء من أجل تخفيف النفوذ الإيراني في سوريا.

 

تحالفات طائفية

 

ويرى نوي إن دخول روسيا القوي لن يترك الأثر القوي الذي يتوقعه عدد من اللاعبين نظرا لعدم وجود مصلحة روسية في النزاع الطائفي الدائر على الأرض السورية بين المحور الشيعي الذي تتزعمه إيران والمحور السني الذي تتزعمه كل من السعودية وتركيا. فرغبة بوتين بدعم الأسد نابعة من كونه الحليف الوحيد الباقي لروسيا في المنطقة، ولا تنبع والحالة من كونه جزءا مهما في تحالفات طائفية ولأن الأسد مستبد علماني مثل بوتين الذي يشعر بالقلق كلما أطيح بزعيم مثله. وعندما يحين موعد التسوية السلمية التي سيؤول إليها هذا النزاع فمن المتوقع قيام بوتين بممارسة الضغط على حليفه في دمشق لتقديم تنازلات أكثر من إيران. وهو موقف «حزب الله» نفسه الذي يرى في سوريا جزءا من «محور المقاومة» ودعم الحزب الشيعي للنظام جزء من الحفاظ عليه وتضييق مساحة المناورة لدى إسرائيل. ولا يتفق بوتين مع هذا الموقف لأنه يرى في الأسد مصدرا للاستقرار وليس جزءا من محور ثوري وأيديولوجي يعمل على تغيير المنطقة. وببساطة فدعم بوتين للأسد لا يعني دعمه لأيديولوجية دينية يؤمن بها حلفاء النظام السوري.

ولا يستبعد أن تستخدم روسيا في مرحلة ما نفوذها الجديد في سوريا لتعديل مواقف النظام، وكذا مواقف الكتلة الموالية له. فربما ضغط بوتين على إيران و»حزب الله» لتحديد الأولوية بدعم الأسد وتنحية الأهداف الأخرى جانبا مثل دعم المنظمات الفلسطينية وتعزيز الترسانة العسكرية في جنوب لبنان والقيام بنشاطات في الجولان قرب الحدود مع سوريا. وربما ذهب بوتين أبعد في محاولته لإظهار أنه قوة لتحقيق الاستقرار على خلاف الولايات المتحدة، ويطلب في هذه الحالة من إيران تخفيض شحناتها من الأسلحة لـ»حزب الله». ويضيف الكاتب إلى أن روسيا ربما استخدمت نفوذها لحل المشاكل المتعددة في المنطقة مثل إقناع إيران بتخفيف دعمها للمتمردين الحوثيين في اليمن.

وعليه فالتدخل الروسي يعتبر مفيدا لإسرائيل التي ستتمكن من التعاون مع حليف متعاطف معها وله تأثير على التحالف المؤيد للأسد. ويشير الكاتب أن هذه الإمكانيات التي يمنحها التدخل الروسي في سوريا غائبة نوعا ما عن المحللين الغربيين الذين يصرون على أن الدعم الروسي سيقوي الأسد والمتحالفين معه، ما سيدفعهم للتشدد في مطالبهم. وفي حالة وجد الغرب فرصة لاستغلال الفرصة الجديدة ودفع بوتين للعب دور بناء في المنطقة فما ينظر إليه على أنه تورط في مستنقع الحرب الأهلية قد يتحول إلى خطوة لحل سلسلة من النزاعات التي تمزق المنطقة. وإزاء هذه النظرة اتسم الموقف الأمريكي بالتحذير من مخاطر التورط الروسي، فيما تم الحديث عن حرب بالوكالة تجري الآن على أرض سوريا بين الولايات المتحدة وروسيا. ويواجه «حزب الله» معضلة بسبب طول أمد الحرب وأثرها على قاعدة الدعم الشيعية في لبنان.

 

معضلة نصر الله

 

ويرى نيكولاس بلانفورد في تقرير نشرته «كريستيان ساينس مونيتور» أن الحزب الذي أنشيء عام 1982 لمواجهة إسرائيل يدفع اليوم ثمن مشاركته في الحرب السورية بالأرواح والسمعة. وذكر الكاتب بلحظة الانتصار التي حققها «حزب الله» في آيار (مايو) عام 2000 وزيارة حسن نصر الله لبنت جبيل التي تبعد أميالا عن شمال إسرائيل. في تلك الزيارة خطب زعيم الحزب مباركا النصر وشهداء الحزب الـ1276.

ومنذ ذلك الوقت عمل نصر الله على تأكيد تسيده للسياسة اللبنانية. ولكنه اليوم يواجه مهمة صعبة للحفاظ على موقع حزبه بسبب الحرب السورية. ولم يعد حسن نصر الله يظهر في العلن وتبث كل خطاباته عبر شاشة تلفزيونية ضخمة خشية تعرضه لاغتيال. ويقول بلانفورد إن قتال إسرائيل لا يزال الملمح الرئيسي في خطابات نصر الله، لكن المشاركة في سوريا والمعركة ضد الجهاديين فيها ألقت بظلالها على تلك المعركة القديمة. وتعتبر المعركة في سوريا من أضخم المعارك التي يخوضها الحزب، حيث تدفق آلالاف من كوادر الحزب على سوريا وقاتلوا في حلب وجبال القلمون في الشمال والجولان في الجنوب. وترك التزام الحزب بسوريا أثره على معنويات المقاتلين وقدرات الحزب. ويقول محللون إن خسائر «حزب الله» في سوريا تفوقت على خسائره في حربه ضد إسرائيل والتي استمرت 18 عاما. وأثر وقوف نصر الله مع الأسد على سمعته في العالم العربي، فعلى خلاف شعبيته أثناء حرب تموز 2006 تحول نصر الله وحزبه لرمز الشر في العالم العربي و «حزب الشيطان». ورغم استمرار الشيعة في لبنان بدعم «حزب الله» لخوفهم من تهديد «تنظيم الدولة» إلا أن هناك مظاهر من التوتر والتمرد.

ويتساءل البعض وإن بصوت مكتوم إلى أين يأخذ نصر الله، الرجل الذي وثقوا به، الحزب والشيعة ولبنان؟ وينقل عن والدة مقاتل مات في سوريا «نحن مع المقاومة، ونثق بنصر الله عندما يعدنا بالنصر في سوريا، ولكن كم من الوقت سيأخذه وكم من أولادنا سيموتون حتى يتحقق النصر؟». ويشير بلانفورد إلى أن قرار المشاركة في سوريا لم يكن سهلا على «حزب الله» نظرا لأُثره على العلاقات السنية – الشيعية لكن المصالح تغلبت على المخاوف والعلاقات مع السنة.

 

تسللوا في البداية

 

وينقل الكاتب عن رندة سليم، المتخصصة بـ»حزب الله» في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أن «قرار نصر الله إرسال مقاتلين إلى سوريا جاء بعد مداولات مكثفة مع الإيرانيين». مشيرة أن قرار نصر الله يأتي في المرتبة الثانية بعد قرار المرشد في الشؤون المتعلقة بالمشرق – سوريا ولبنان والعراق. وفي البداية تسلل مقاتلو الحزب إلى سوريا وانتشروا في القرى الشيعية وحول مقام السيدة زينب في دمشق. وحاول نصر الله تشكيل خطاب ليقنع فيه القاعدة الشيعية في لبنان وأكد فيه على أهمية سوريا «لمحور المقاومة» وأن نهايتها تعني نهاية القضية الفلسطينية. وحذر نصر الله من العناصر «التكفيرية» في المعارضة السورية التي تشكل خطرا على الشيعة. لكن نقاده اتهموه بتعريض الشيعة لانتقام السنة بسبب دخوله سوريا. وبحسب صبحي الطفيلي، أحد مؤسسي الحزب «أخذ نصر الله الشيعة إلى أماكن خطيرة، وبدأ حربا مع جيراننا ستلاحقنا لأجيال». ويلاحظ بلانفورد أن صور الشهداء في الحرب مع إسرائيل بهتت بسبب الصور الجديدة للمقاتلين الذين سقطوا في سوريا. وتظل هذه ساحة جديدة لتدريب المقاتلين على فنون الحرب. لكن إسرائيل لم تختف وتهديده لها قائم حيث يقول رونين كوهين، الضابط الأمني السابق «يعتبر حزب الله أكثر أعداء إسرائيل والنقطة الرئيسية لمدة 30 عاما». فرغم انخراطه في سوريا يراقب «حزب الله» الجبهة الجنوبية مع إسرائيل ويواصل استعداده للمعركة وزيادة ترسانته الحربية. وقال نصر الله «لم نتخل عن هذه الجبهة ولن نتخلى عنها» وذلك في خطاب ألقاه في الذكرى 15 لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب. ولكن سوريا تظل المحور الرئيسي لاهتمام الحزب، فبحسب أبو خليل الذي سافر أكثر من 20 مرة إلى سوريا «نتنافس فيما بيننا من يذهب أولا إلى سوريا، ونحن أقوى من ذي قبل».

ويرى أبو خليل أهمية نجاة الأسد لحماية ما يراه وحزبه محور المقاومة. وليس كل المقاتلين مثل أبو خليل فهناك من يشعر بالتعب من رؤية زملائه وهم يقتلون في سوريا «لست وحدي، هناك الكثيرون ممن يريدون الرحيل بعد أن عانوا ما فيه الكفاية» حسب أحد المقاتلين القدماء. وأضاف أنه يعرف بعض المقاتلين الذين عادوا من سوريا وتركوا الحزب وانضموا لأمواج المهاجرين المتجهة نحو أوروبا. وقال «على السوريين أن يقاتلوا دفاعا عن أنفسهم فلماذا أذهب للقتال هناك» من أجلهم. ولا تعبر هذه الأصوات عن تحد خطير لنصر الله الذي لا يزال يحظى بدعم القاعدة الشيعية وثقة إيران. ومع ذلك فكلما طال أمد الحرب كلما تساءل كوادر الحزب عن معناها وإلى أين ستؤدي. وهذه صورة عن المعضلة التي يواجهها طرف خارجي دخل المعمعة السورية، فمخاطر التدخل أو خوض حرب بالوكالة تنذر دائما بحرب داخلية وهو ما حذر منه المعلق في صحيفة «فايننشال تايمز» جدعون رتشمان القوى الأجنبية من الاحتراق في النار السورية.

 

نيران سوريا

 

وذكر رتشمان كيف تورطت القوى الخارجية في الحرب الأهلية الإسبانية في الثلاثينات من القرن الماضي حيث دعمت طرفا في الحرب. فألمانيا النازية وقفت مع القوميين، أما الاتحاد السوفييتي السابق فدعم الجمهوريين. ودعم المتطوعون الحالمون الذين تدفقوا من كل مكان طرفا من هذه الأطراف. ويرى أن نفس السيناريو يتكرر اليوم في سوريا. واعتبر الكاتب تطور الحرب الأهلية لحرب بالوكالة يعتبر في حد ذاته مأساويا وخطيرا، فلم يعد بالإمكان وضع حد للحرب في ظل تدخل الدول الخارجية والمتطوعين الأجانب.

فعلى خلاف الحرب التقليدية التي كانت ستنتهي بعد أربعة أعوام، مما سمح للسوريين بعض الراحة لإعادة بناء حياتهم وبلدهم، فالتدخل الخارجي صب الزيت على لهيب النزاع بدرجة لم يعد بالإمكان حله إلا بتدخل دولي، وهو على ما يبدو الأمل الوحيد لإنهاء الحرب. ويضيف رتشمان إلى أن سوريا ليست في مرحلة التسوية بل التصعيد الذي يحاول فيه كل طرف في النزاع تحقيق النصر لجانبه أو تعزيز أوراق نفوذه في أي عملية محادثات سلام مقبلة. فقد تدخلت إيران وروسيا و»حزب الله» نيابة عن الرئيس بشار الأسد. أما الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج، فرنسا وبريطانيا فدعمت قوى المعارضة المسلحة. وفي الوقت نفسه يستمر تدفق الجهاديين إلى سوريا حيث يقاتلون إلى جانب ما يطلق عليها بـ»الدولة الإسلامية».

 

آثار وخيمة

 

وحذر رتشمان من آثار الحرب بالوكالة الكارثية على الدول التي تجري عليها وتلك التي تساهم في إشعالها. ويرى أن الدول التي قاتلت في الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي هي نفسها التي واجهت بعضها البعض أثناء الحرب العالمية الثانية. ولهذا يجب أن لا يهمل أثر الحرب الأهلية السورية على الدول المساهمة فيها. فلا يمكن استبعاد مواجهة بين إيران والسعودية أو حتى روسيا والولايات المتحدة، خاصة أن طيران البلدان يعمل في مجال جوي واحد.

ويقول إن مخاطر الحرب بالوكالة تتعدى سيناريو المواجهة المباشرة بل قد تمتد لأبعد من هذا. ويشير للدور الذي لعبته الولايات المتحدة وباكستان في الحرب الأفغانية، حيث خاضتا حربا بالوكالة ضد الاتحاد السوفييتي السابق. وعادت هذه الحرب التي جرت في الثمانينات لتلاحق البلدين وتحرق أصابعهما عندما أصبحا هدفا لتنظيم «القاعدة» والمتشددين الإسلاميين. ويقول إن السعودية قد تواجه مخاطر من التشدد الإسلامي الذي دعمت بعض جماعاته. وهناك مخاطر أن يؤدي التورط الروسي في سوريا لإثارة حنق المسلمين الروس ما سيؤدي لتدفقهم بأعداد كبيرة لدعم الجهاديين في سوريا.

 

نقاط ضعف

 

ورغم كل هذه المخاطر لا تزال الدول الخارجية تعمل على دعم النزاع وتخشى من أن يقوم طرف آخر بأخذ زمام المبادرة على حسابها ووكلائها في سوريا. ولا تزال القوى الأجنبية منخرطة في النزاع السوري. وتخشى كل واحدة منها بأن يتأثر موقعها الأمني حالة سمحت للطرف الأخر أخذ زمام المبادرة في النزاع. وأوضح مثال على هذا كما يقول هو الصراع بين القوى السنية والشيعية حيث يلقى نظام الأسد دعما من الدول التي يتسيدها الشيعة في إيران والعراق. أما القوى المعادية للأسد فتلقى دعما من القوى السنية، خاصة السعودية ودول الخليج وتركيا. وزيادة على هذا الصراع الإقليمي هناك التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا – حيث تدعم روسيا حكومة نظام الأسد الذي تطالب أمريكا بالإطاحة به. مع أن رتشمان يرى أن التنافس الروسي – الأمريكي هو في جزء منه حول التأثير في منطقة الشرق الأوسط ولكنه يحتوي على عناصر أيديولوجية وجيوسياسية. ويخوض الغرب حاليا مع روسيا حربا بالوكالة على مستقبل أوكرانيا، وهما على خلاف حول دعم فكرة «تغيير النظام» ضد الحكومات غير الديمقراطية والقمعية». وفوق هذه الحزمة من المصالح والتنافسات هناك «تنظيم الدولة» الذي يضيف طبقات أخرى من التعقيد. ويقول إن الدول المتنازعة على سوريا يجمعها من الناحية النظرية التهديد النابع من الجهاديين القوى الخارجية.

لكن من الناحية العملية، يتهم الغرب روسيا بتجاهل «تنظيم الدولة» واستهداف الجماعات المعتدلة التي تقاتل نظام الأسد وبعضها يتلقى الدعم من الحكومات الغربية. وفي السياق نفسه يشير للخلاف الأمريكي – التركي الأقل وضوحا حول الأكراد حيث اكتشفت أمريكا أن تركيا معنية أكثر بضرب المتشددين الأكراد الذين يعتبرون من أكثر الجماعات التي أثبت فعالية في قتال تنظيم الدولة أكثر من محاربة تنظيم الدولة. وفي ظل الحرب بالوكالة الدائرة على أرض سوريا فما يجمع كل هذه القوى هو الخوف من خسارة الطرف الذي يدعمه. فالسعوديون يخشون صعود إيران، والأخيرة خائفة من خسارة حليفها السوري واستبداله بحكومة سنية معادية.

أما بوتين الذي يواجه اقتصادا متآكلا وجمودا على الساحة الأوكرانية فيريد منع عمليات تغيير أنظمة مدعومة من القوى الغربية. وتشعر الولايات المتحدة بأنها مجبرة على الرد لأن إدارة أوباما تتهم مرة أخرى بتقبل تراجع القوة الأمريكية. ورغم كل هذا فالقاسم المشترك بين هذه القوى أنها لا تستطيع التصرف بطريقة جماعية لإنهاء الحرب و»حتى يتقرر التعاون فيما بينها فسيتواصل البؤس السوري».

 

الخارجية الأمريكية: تدّخل روسيا في الحرب الأهلية بين الأسد والمعارضة المعتدلة «خطأ استراتيجي» وواشنطن ستدعم الأكراد في شمال سوريا

تمام البرازي

واشنطن – «القدس العربي»: حول ترحيب الأكراد، العراقيين والسوريين، بالضربات الجوية الروسية فوق سوريا، قال نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، الاثنين، ان الولايات المتحدة تحترم الأكراد العراقيين في قتالهم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق. أما عن الغارات الروسية فلقد أوضخنا موقفنا بكل جلاء منذ ان بدأت تلك الغارات. وقلنا مرارا إننا نرحب بالدور الروسي البناء إذا قررت موسكو مقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية» ولكن ماشاهدناه حتى الآن ان روسيا لا تشن غارات ضد «تنظيم الدولة». ونسمع كلاما روسيا عن انها تريد قتال «تنظيم الدولة» ولكن روسيا تدخلت في الحرب الأهلية الجارية في سوريا ما بين الأسد والمعارضة السورية المعتدلة وهو ما نعتبره خطأ استراتيجيا، وإذا كانوا جادين في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» فيمكننا إيجاد دور بناء تلعبه روسيا من دون حدوث صدام بين قواتنا وقواتهم بالخطأ.

وأوضح أن دورأمريكا الرئيسي في شمال سوريا هو دعم المجموعات، من أكراد وعرب وآخرين، ممن يشنون هجمات ناجحة ضد «تنظيم الدولة» ويجبرونهم على التخلي عن مواقعهم وطردهم من الشمال السوري. وهناك تحالف يزيد على 60 دولة يقوم بدعمهم الجوي. وإذا أرادت روسيا ان تقوم بدور في هذا المجال فإننا سنجد لهم هذا الدور، ولكننا لم نجد لديهم الرغبة حتى الآن. ورفض تونر التعليق على مانشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أمس من ان الولايات المتحدة تنسق مع تركيا لفتح جبهة أخرى في الشمال الغربي لسوريا، وتصل قريبة من القصف الروسي، لكنه أشار إلى ان الولايات المتحدة تعمل منذ فترة على تزويدهم بالدعم غير القاتل، بينما تقوم وزارة الدفاع الأمريكية بتدريبهم وتزويدهم بالعتاد وسوف نستمر في هذه الجهود.

وأضاف: أوضحنا للروس بكل وضوح في الإطار السياسي والمستوى التكتيكي اننا ضد ضرب الروس لمواقع المعارضة السورية والذين قاموا باستهدافها.

وسألت «القدس العربي» هل دعمكم للأكراد من «واي بي جي» لا يثير قلقكم من ان لديهم طموحات انفصالية في سوريا؟ فأجاب تونر: إننا نفصل بين «واي بي جي» وحزب «العمال الكردي بي كي كي» الذي نعتبره منظمة إرهابية. بينما «واي بي جي» حارب «تنظيم الدولة بفعالية» ولم نرهم يحاولون فرض السيطرة على المناطق. ونحن على تواصل معهم، وكذلك مع مجموعات أخرى في شمال سوريا عندما يقومون بعمليات ضد «تنظيم الدولة».

وعندما سألناه عما يقوله الائتلاف السوري من انهم يطردون العرب من أماكن السيطرة الكردية، أجاب تونر انه لم يطلع على تصريحات الائتلاف حول ذلك وأن الأمريكيين يحثون على ان تبقى المناطق التي تحرر في شمال سوريا من قبل الأكراد مستقرة وتتعايش فيها كل الإثنيات والأديان.

أما عن خرق الطائرات الروسية للأجواء التركية فإن الأمريكيين يعتبرونها خطيرة ومثيرة وتسبب حوادث وإساءة حسابات وخطرا على الطيارين الأتراك. ولكن ما زالت أمريكا ضد إنشاء مناطق حظر جوي، كما يطالب الأتراك، لأنه يتطلب أمورا لوجستية ومعدات ودعما غير متوفر.

وسـألت «القـدس العـربي» مسؤولا أمريكيا كبيرا في الخارجية الأمريكية عن تصريحات بشار الأسد الأخيرة التي قال فيها انه لن يتفاوض مع المعارضة التي تدعمها أمريكا، فأجاب ان هذا يثبت ان الأسد هو المشكلة الرئيسية في سوريا .وسألناه: هل هذا يعني ان مشروع التفاوض الذي تؤيده أمريكا قد سقط؟ أجاب المسؤول الأمريكي: لا، ولهذا نتفاوض مع الروس لإقناع الأسد بالتفاوض.

 

النظام السوري يهاجم ريف حماة بإسناد جوي روسي

حماه – العربي الجديد

بدأت قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، هجوماً برياً واسعاً، على مناطق سيطرة المعارضة بريف حماة الشمالي الغربي، بالتزامن مع إسنادٍ جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي على مناطق المعارك.

وأوضح الناشط في مركز حماة الإعلامي، أبو ورد الحموي لـ”العربي الجديد” أن “قوات النظام حاولت التقدم باتجاه نقاط تمركز الثوار، فتم التصدي للهجوم وتم تدمير 9 آليات في جبهات مورك والمصاصنة وأبو شفيق بالتزامن مع إمطار مواقع النظام بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة”، مضيفاً أن “مشاركة القوات الروسية في هذه العملية تنحصر حتى الآن في تقديم الإسناد الجوي، ولم يسجل حتى الآن أي مشاركة برية”.

من جهته قال الناشط الإعلامي، أبو يزن النعيمي لـ”العربي الجديد” إن “قوات النظام والمليشيات التابعة لها، تحاول التقدم من محاور: المغير على كفرنبودة، ومن المصاصنة ومعركبة نحو اللطامنة، ومن مورك على لطمين وكفرزيتا والصياد وخان شيخون”.

ونجح عناصر المعارضة، وفق الناشط من “تدمير نحو عشر مدرعات ودبابات للنظام على عدة جبهات” مضيفاً “إن الطيران الروسي يشن غارات كثيفة بالتزامن مع الهجوم البري وهو الأشرس من نوعه منذ أشهر طويلة في ريف حماة الذي أعلن النفير العام لصد الهجوم”.

ولفت النعيمي، إلى أن “قوات النظام تقصف من مواقعها في جبل زين العابدين براجمات الصواريخ، جميع المناطق المحررة بالريف الحموي، وخاصة كفرزيتا، واللطامنة وكفرنبودة، وهذه المرة الأولى الذي يستخدم فيها النظام هذه الكثافة النارية”.

ويهدف النظام من هذا الهجوم، بحسب النشطاء، إلى “السيطرة على تلي صياد وعاس، وهي مناطق مرتفعة تُمكن من يستحوذ عليها، أن يكشف الطرقات والبلدات المتواجدة بريف حماة الشمالي الغربي الذي يسعى النظام للسيطرة عليه وتأمين مناطق سهل الغاب”.

 

روسيا تركيا الأطلسي: هل تعيد سورية زمن الحرب؟

إسطنبول ــ باسم دباغ

تعيد خروقات الطائرات الروسية في سورية للمجال الجوي التركي، والتحرشات التي تعرّضت لها المقاتلات التركية من قبل الروس، وتحذير الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، روسيا، أمس الثلاثاء، من إمكانية “خسارة” صداقة تركيا، أجواء سنوات الحرب الباردة، التي جعلت تركيا تنضمّ إلى حلف شمال الأطلسي لمواجهة الخشية من التمدّد السوفييتي في عهد ستالين. وصار الكلام عن أن الخرق الروسي للمجال الجوي التركي، “كان مقصوداً”، أمراً واقعاً بعدما أعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان، أمس الثلاثاء، تعرُّض 8 طائرات (إف 16) تركية، خلال قيامها بأعمال دورية على الحدود مع سورية للتحرش من قبل طائرة “ميغ 29” مجهولة الهوية ومن قبل أنظمة صواريخ SA المتمركزة في سورية. هكذا، بات التوسع الروسي يطرح على موسكو وأنقرة تحدي اتخاذ قرارات “كبيرة”، قد تؤدي، بحسب مصطلحات الرئيس رجب طيب أردوغان، “إلى خسارة صداقة تركيا”. خسارة ستكون كبيرة على الطرفين، نظراً إلى أنه بعد الحرب الباردة، حاول البلدان (تركيا وروسيا) فتح صفحة جديدة في العلاقات، الأمر الذي انعكس بشكل واضح على التعاون الاقتصادي، فارتفع حجم التجارة البينيّة بين الطرفين من 4.2 مليارات دولار عام 1997 إلى 31.2 مليار دولار عام 2014، إذ صدّرت تركيا إلى روسيا ما قيمته 5.9 مليارات دولار، أمّا الـ25.2 مليار دولار المتبقية، فهي مستوردات تركية من روسيا، يحتل فيها الغاز الحصة الأكبر.

تعاون اقتصادي هائل لم يحل دون بقاء أنقرة وموسكو تعيشان بعقلية الحرب الباردة، في ظل الشكوك الروسية المزمنة في ما يخص العلاقات التركية مع الدول التي حصلت على استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، مثل أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان وقيرغيزستان وغيرها، ومن ثم الموقف التركي المتوائم مع الموقف الغربي من مشاكل البلقان والشرق الأوسط، ما دفع روسيا إلى اعتبار تركيا “بلداً يخدم المصالح الغربية”.

حاولت تركيا أن تتخذ سياسات براغماتية بعد الأزمة الأوكرانية التي اندلعت بين روسيا و”الأطلسي”، فلم تشارك في العقوبات على موسكو، واتبعت سياسات أقل حدّة في ما يخص الملف الأوكراني، ما جعل العلاقات التركية الغربية في أسوأ مراحلها.

لكن هذا الموقف، لم يحقق لتركيا شيئاً، سواء على المستوى الاقتصادي وأنبوب السيل التركي الذي سينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، والذي تم تأجيله بقرار روسي، كما لم يؤد إلى أي انفراجة في الحرب السورية أو حتى في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، ولا حتى في حقوق التتار الأتراك في شبه جزيرة القرم. إلّا أن التدخل الروسي في سورية، واستعراض العضلات الروسي الأخير في الأجواء التركية، أعاد العلاقات إلى حقبة الحرب الباردة بمعناها الحرفي، حين كانت أجواء الاقتتال هي السمة الرئيسية للعلاقة، حتى أن نشر الصواريخ الأميركية في تركيا، كاد يفجّر الحرب العالمية الثالثة بعدما جاء الردّ السوفييتي على الخطوة، في كوبا، مع أزمة الصواريخ الشهيرة في مطلع ستينيات القرن الماضي.

وعلى الرغم من المساندة القوية التي تلقّاها من حلفائه في “الأطلسي”، بدا رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، واضحاً في تقييمه للموقف، عندما أدان الخرق الروسي للأجواء التركية، بالقول: “القوات المسلحة التركية لديها تعليمات واضحة في القيام بما يلزم، ضد أي انتهاك للحدود التركية”، مضيفاً أنّ “روسيا دولة جارة وصديقة لتركيا، لذلك لم يحدث توتر بين الدولتين، فالأزمة السورية ليست أزمة روسية تركية”، ما يعني أنّ الخروقات الروسية لم تكن خروقات للأجواء التركية بقدر ما كانت رسالة واضحة لـ”الأطلسي”، الأمر الذي بدا واضحاً أيضاً في تصريحات الأمين العام للحلف، ينز شتولتنبيرغ، الذي وجّه دعماً واضحاً للحليف التركي، محذّراً روسيا من اختراق الأجواء التركية، لأن هذا يعني اختراق أجواء “الأطلسي”، مشيراً إلى أن “الأجواء السورية مليئة بالطائرات التركية والفرنسية والأميركية”.

يستبعد الطيار السابق في الجيش التركي، الباحث في معهد خزر للشؤون الاستراتيجية، أستاذ القانون، مسعود حقي جاشن، لـ”العربي الجديد”، “الصدام المباشر بين الطائرات التركية والروسية، لأسباب كثيرة، أهمها أنّ هذا الصدام يعني حرباً مع الأطلسي، الأمر الذي لا تريده روسيا أو حتى الحلف، ولا تحتمله موسكو اقتصادياً أو حتى في صناعاتها العسكرية”. ويستدرك الطيار قائلاً: “لكن هذا لا يعني أن الحرب بالوكالة على الطريقة الأفغانية أو الفيتنامية أو الكورية ليست مستبعدة”، مضيفاً: “لا أعتقد أن الخروقات الروسية للأجواء التركية كانت خطأً ملاحيّاً، لأن المنطقة التي من خلالها تم خرق الأجواء التركية هي المنطقة التي قام فيها الجيش التركي، في وقت سابق، بإسقاط مروحية سورية”.

ويشير الأستاذ القانوني إلى أنّ “الخرق الروسي للأجواء التركية يحمل بعديْن أساسيين؛ أوّلهما، قياس جاهزية الطائرات والرادارات التركية. والثاني، استعراض عضلات، وإيصال رسالة إلى الطيارين السوريين الخائفين من الاقتراب من الحدود التركية، أنّهم في حماية الطيران الروسي”.

من جانبه، يؤكد نائب رئيس مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الدولية، قمر قاسم، لـ”العربي الجديد”، أنّ “للخرق الروسي بعداً أساسياً، يتمثل في إيصال رسالة إلى الأطلسي عن مدى جدية الروس في تدخلهم في سورية، وقد يكون نوعاً من السياسات العدوانية التي تستهدف سحب الحلف للتفاوض للوصول إلى صفقة شاملة، يكون فك العقوبات عن روسيا أحد بنودها، وذلك على الطريقة الإيرانية”، مستطرداً: “يحاول الروس إظهار سياسات أكثر عدوانية، كما فعل الإيرانيون، لجذب العالم للتفاوض معهم في سبيل فك العقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية التي باتوا يعانون منها بعد الملف الأوكراني، لكن هذه السياسة الروسية قد تبدو مخاطرة كبيرة، وخصوصاً أنها قد تؤدي إلى تورّط روسي في المستنقع العراقي السوري”.

وبعدما أعلن الأمين العام للأطلسي أنّ حلفه رصد حشوداً لقوات برية وبحرية وجوية روسية كبيرة في سورية، وبناءً على خارطة الضربات الروسية التي استهدفت بمعظمها فصائل المعارضة السورية، وليس تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، فإن هذا يجعل تركيا والغرب المتحالفة مع المعارضة السورية تحت الضرب مباشرة، وبالتالي باتت المصالح التركية والدور التركي في الشرق الأوسط برمته في خطر، بل والمصالح الغربية في سورية والعراق مهدّدة بالخطر، ليس فقط بسبب التدخل الروسي، ولكن أيضاً بعد التدخل الصيني، بحسب مراقبين.

أكثر من ذلك، فإن روسيا لم تكتفِ بالتمدّد فقط في أوكرانيا، شرق دول الأطلسي، بل تتمدّد الآن، بشكل واضح وصريح على الحدود الجنوبية للحلف، وفقاً للمراقبين أنفسهم، الأمر الذي أعاد بدوره لتركيا أهميتها الاستراتيجية كخط دفاع أول عن الحلف الغربي، كما جاءت أزمة اللاجئين إلى أوروبا لتعيد التقارب مرة أخرة، ليعود العالم إلى خطوطه السابقة في فترة الحرب الباردة.

فرضت المصالح المشتركة التقارب بين الطرفين، الأمر الذي بدا واضحاً في الزيارة التي قام بها أردوغان، أمس الأوّل الاثنين، إلى بروكسل، والحفاوة التي استُقبل بها، ومن ثم انضمام وزير الخارجية التركي، فريدون سنير أوغلو، لتكون المواضيع الرئيسية التي تم بحثها، بحسب رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، هي التدخل الروسي في سورية، والخروقات الروسية للأجواء التركية، وموضوع اللاجئين، وفكرة إنشاء المنطقة العازلة، والحرب على الإرهاب، والقضية القبرصية، إذ حاول أردوغان الحصول على بعض المكاسب في ما يخص وقف دعم حزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني).

 

قراءة أوروبية للتدخل الروسي: تعزيز “المتطرفين” ومفاقمة أزمة اللجوء

برلين ــ شادي عاكوم

بعدما تحدّى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الغرب، موجِّهاً طائراته إلى سورية، بات همّ الأوروبيين الوحيد، الحدّ من تدفق المزيد من السوريين اللاجئين إلى أراضيهم. وما يزيد من القلق الأوروبي، هو الحديث عن الضربات التي تطاول المدنيين والتخطيط لتقدم بري من قوات النظام السوري، ما سيفاقم من أزمة اللجوء التي تعاني منها أوروبا أساساً، ومنهم ألمانيا، التي أعلنت عن بدء استنفاد طاقتها الاستيعابية، بعدما شرّعت قبل شهر أبوابها للاجئين من دون أيّ قيود. أمام هذا الواقع، أصبح لدى الأوروبيين قناعة، أنّه لا بدّ من جمع القوى السورية في حوار وطني، للتوافق على صيغة حلّ.

في هذا الصدد، عادت برلين لتتخذ موقفاً أكثر مرونة تجاه الملف السوري، خصوصاً وأن تقديرات داخلية وُصفت بـ”السرية”، نشرتها صحيفة “بيلد” الألمانية، أمس الأوّل الاثنين، تشير إلى إمكانية وصول 1.5 مليون لاجئ إلى ألمانيا، هذا العام، علماً أنّ لدى الطرف الألماني تصوّراً واضحاً، بأن التصعيد العسكري لن يوصل إلى حلّ، ويتطلب الأمر معالجة سياسية.

وهذا ما أكدت عليه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بالقول، “للتوصل إلى حل سياسي، نحتاج إلى كل من ممثلي المعارضة السورية ونظام الأسد وآخرين، من أجل تحقيق نجاحات حقيقية”، مضيفة “يمكن لروسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران أن تقوم كلٌ بدورها، بالإضافة إلى كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا”.

 

وبحسب ما أعلن رئيس الوكالة الأوروبية المكلّفة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، فرونتكس فابريس لاغيري، أمس الأوّل الاثنين، في حديث لمجموعة “ابرا” الصحافية الفرنسية، فإنّ 630 ألفاً عبروا المتوسط إلى أوروبا، هذا العام، ما دفع الوكالة، ولأوّل مرّة منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، إلى طلب ضم 775 ضابطاً إضافياً إلى طاقمها للقيام بمهام التسجيل والفحص والاستجواب والترجمة الفورية للاجئين.

ويشير عدد من المطلعين إلى أنّ أخطر ما في الضربات الجوية الروسية، أنّها لا توجه إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والمتطرفين فقط، إنما تهدف إلى القضاء على فصائل المعارضة، بحسب ما تبيّن من خلال المواقع المستهدفة، والتي كانت محل تشكيك، أيضاً، من الحكومة الألمانية، وهو ما سيدفع جميع مكوناتها ومجموعاتها إلى التوحد ضد الروس وعناصر النظام والقوات الداعمة له. وبالطبع، فإنّ هذا الأمر، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التطرف لدى المعارضة، كما والعمل على حشد المقاتلين الأجانب، باعتبار أنّ التدخل الروسي هو “تهديد وجودي” للسنّة في سورية، بحسب مراقبين.

ويستخلص خبراء عسكريون، أن بوتين لا يملك أيّ حلّ سياسي، لذلك يلجأ إلى الخيار العسكري، ما سيجعل الوضع أكثر تأزماً، ويثير المزيد من الفوضى. مقارنة بما يحدث اليوم على الأراضي السورية، يستذكر الخبراء أنفسهم، الوضع الذي كان سائداً في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان، لافتين إلى أنّ محاربة الإرهابيين لا تحتاج إلى هذا الكمّ من الصواريخ الاعتراضية وتلك المضادة للطائرات ضمن المعدات العسكرية، والدبابات والمدرعات وغيرها من التعزيزات التي وصلت إلى سورية.

 

ويوضح الخبراء أنفسهم، أنّ هذه التعزيزات، هي نتيجة الخوف من تطور الأوضاع التي قد تؤدي في النهاية إلى صراع مع الأميركيين والأتراك، وهذا نوع من التدابير الاحتياطية في الحروب، وسط الحديث، أيضاً، عن تدخل صيني وصربي، علماً أنّ القوات الصينية، قامت بتدريبات مشتركة مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب، وبالتالي، فإنّ محاولة إشراك الدول التي تدور في فلكها، في المهام وربما في المكاسب مستقبلاً.

ويعتبر محلّلون سياسيون، أن التدرج المنهجي للسياسة التي اتبعتها موسكو حيال الحرب الدائرة في سورية، جعلها تستغل الضعف الغربي، وتستفيد من “الفيتو” في مجلس الأمن والدعم العسكري الإيراني لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، والمراوغة السياسية والعسكرية لدى إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وجاءت لتتفوق عسكرياً بعدما تفوقت دبلوماسياً، فارضة نفسها كطرف أساسي في التفاوض وإجبار الأوروبيين على القبول بالأمر الواقع، وهذا ما وضع نظام الأسد في موقع أقوى، بعدما أصبح على حافة الانهيار، على الرغم من المؤتمرات التي عقدت من أجل إنضاج حل سوري من دون الأسد، الذي اعتُبر جزءاً من المشكلة وليس الحل.

إلّا أن شيئاً لم يتحقق، وخرج الجميع فارغي الأيدي، بحسب المحللين أنفسهم، مذكّرين أنّ أوباما فوّت على نفسه فرصة تدخل ناجحة وفاعلة في سورية في أوائل عام 2013، إذ كان عدد عناصر “الدولة الإسلامية” أقل ممّا هو عليه اليوم، وقبل أن تستولي التنظيمات المتشدّدة على مساحات شاسعة من سورية، ويرتفع عدد القتلى عن الربع مليون قتيل، إضافة إلى تشريد الملايين من المواطنين.

 

إعلام دول الشمال الأوروبي: روسيا تستهدف المدنيين في سورية

ناصر السهلي

عدا عن أن اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرتبط في ذاكرة كثيرين من متلقي الخبر في وسائل إعلام غربية بكثير من التشكيك، وأكثر بما يطلقون عليه “عنجهية فارغة” فإن سلوك بوتين خلال عامين، وخصوصاً بعد أزمة أوكرانيا، بإرسال طائراته فوق سماوات بحر البلطيق والدول الإسكندنافية وحتى أقصى الغرب الأوروبي لم يكن بعيداً عن تقييم بدء القصف الروسي في سورية على الإطلاق.

 

فمنذ بدء التدخل الروسي في سورية في 30 سبتمبر/أيلول ذهب النقاش السياسي المنقول عبر تلفزة دول الشمال الأوروبي يسأل سؤالاً جوهرياً بالنسبة للشعوب: هل ستستقبل روسيا من ستنقلهم إلى خارج سورية؟

 

السؤال الذي عاد وتكرر مع الغارة الأولى يتعلق بتخوفات تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين شمالاً، إذ منذ اللحظة الأولى لم تبقَ صحيفة ولا محطة تلفزيونية في أقصى الشمال الأوروبي لم تذهب إلى فحص دقيق للأهداف التي قصفتها طائرات بوتين.

 

وفي هذا المجال، يقول الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، ستي اندرسن، لـ”العربي الجديد”: “هل ظن بوتين بأن لا أحد يعرف أين هي مواقع داعش سواه وبشار؟ هل يظن بأنه يخاطب مجموعة محيطة به حين يكذب منذ أكثر من 3 أعوام ثم يقول بكل وضوح: لقد أتيت لمساعدة السيد بشار بوجه شعبه”.

 

أسئلة ستي وتعقيبه كان يتردد منذ يوم الثاني من أكتوبر/تشرين الأول في مواقع الصحف النرويجية حتى، والتي ذهبت إلى الاستعانة بصور وأفلام تظهر “حقيقة القصف الروسي” وفق ما عنونته في بحثها عن الرواية الأخرى المناقضة تماماً لرواية موسكو. فموقع “في غي”

 

” النرويجي الواسع الانتشار قال “المدنيون هم ضحايا هذا القصف وقد علقوا تحت الركام”. وذهب الموقع لعرض فيلم مصور مع خرائط ليكشف عن تلك المواقع التي استهدفتها طائرات روسية مبيناً أنها بعيدة عن مواقع داعش واستهدفت مدنيين.

 

وذهبت الصحف اليومية في تغطيتها إلى مقارنة “غزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان والتورط في سورية”، ونشرت توقعات خبراء بأن “الروس سيكتشفون متأخرين حجم المأزق بتمسكهم بشخص منبوذ في سورية وكسب العداء من شعوب عربية”. كما ركزت مع القنوات التلفزيونية على استضافة خبراء عسكريين من أكاديميات دفاعية لشرح العملية الروسية بعنوان “لن تهزم طائرات روسية تنظيم الدولة الإسلامية”. وعرض التلفزيون الدنماركي أسماء المدن التي قصفت في حماة واللاذقية وقرب حمص وغيرها، مشيراً إلى أنّها “مناطق لا يوجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية”، بحسب ما قاله لارس كرامر لارسن من الأكاديمية العسكرية، والذي أضاف: “أعلن الروس بأنهم آتون لمساعدة بشار الأسد، وهذا يعني بأنهم حتى لو قصفوا داعش فإن ذلك لمساعدته”.

 

ولفهم طبيعة التحرك الروسي المساند لبشار الأسد في سورية، ذهبت القنوات التلفزيونية في دول الشمال إلى استعراض شرائط تبين بالضبط مناطق القصف وتعرض الضحايا كما وردها. وفي بعض التفاصيل الدقيقة عن مدن سورية، والتي بات كثير من المتابعين العاديين يعرفونها ويعرفون مناطق داعش، ذهبت إلى نقل قول الخبراء العسكريين “إن المناطق التي قصفها الروس هي تحت سيطرة الثوار المعارضين المعتدلين ومنهم جماعات تقبل بدولة مدنية”.

 

ما تخشاه وسائل الإعلام الناقلة لتفاصيل القصف الروسي، “زاد من نظرة التشكك السابقة تجاه كل من بشار وإيران وروسيا في أوروبا” بحسب هؤلاء الخبراء، بأن التدخل الروسي “سيقوي من شوكة الدولة الإسلامية ويعزز التطرف. وروسيا لن تستطيع هزيمة داعش وسوف تفعل

تخوف من ازدياد عدد اللاجئين السوريين في أوروبا

 

” فقط ما تظن بأنه سيعزز موقع الأسد، لكن ذلك سيعقد الأمر أكثر”، حسبما أكد للقناة الأولى في التلفزة الدنماركية كرامر لارسن.

 

وتناقلت القنوات في دول الشمال أيضاً التقارير التي تتحدث عن دفع إيران بمقاتليها نحو سورية “في محاولة لاستغلال الضربات الجوية من أجل إنقاذ مصالحها عبر بشار الأسد. لكن يبدو أن ذلك سيعود بمردود عكسي عليها في المنطقة العربية”، وفق ما ذكرته القناة الثانية في التلفزة الدنماركية ومثله فعل التلفزيون النرويجي.

 

لا يختفي النقد للسياسة الغربية والأميركية في تعاطي الصحافة ووسائل الإعلام مع مجريات التدخل الروسي في سورية، فذات القناة (التي تعتبر الرسمية في البلاد) تساءلت: “أين الغرب وأوباما وخطوطه الحمراء”. وعلى عكس الصحافة الروسية التي وقفت شبه محرضة بالإجماع على التدخل للحفاظ على الرئيس السوري فإن الصحافة في دول الشمال تحذر من أن “دفع الثمن للحماقات الروسية سيكون أوروبياً. فالمزيد من اللاجئين والمزيد من التطرف”. ولكنها صحافة، رغم اختلاف الظروف، تتوقع لروسيا “ورطة صعبة كما تورطت في أفغانستان إذا لم تعمل فوراً لإخراج بشار من المعادلة فلن يكفي الضرب من الجو وسيضطر الروس للدخول برياً وهو ما سيكسر عنق بوتين” بحسب ما قالت مراسلة التلفزة الدنماركية في روسيا ماتيلدا كيمر يوم 30 سبتمبر.

 

صحف اليسار التقليدي في بعض الدول الأوروبية وخصوصاً في الشمال الإسكندنافي من ناحية تؤيد “الربيع العربي” كما تفعل صحيفة “العامل” اليومية في كوبنهاغن، التي قالت “روسيا تتصرف وفق القانون الدولي”. وفي الناحية الأخرى تشعر تلك الصحافة بالحنين إلى الزمن السوفياتي السابق، وتراهن على انتهاء القطبية الواحدة انطلاقاً من التدخل الروسي في سورية.

بينما ينتقد كتاب يساريون تلك التوجهات التي “تشير بشكل واضح إلى عدم الاهتمام الحقيقي بأرواح السوريين في سبيل تثبيت فكرة محددة عن معاداة الإمبريالية”، كما يقول الصحافي والكاتب هانس يورن في حديث مع “العربي الجديد” عن “مواصلة اليسار ذي النزعة السوفياتية بالاعتقاد بأن موسكو ما تزال مثلما عهدوها في الثمانينات وقبلها”.

 

تتوقع وسائل إعلام عديدة في دول الشمال الأوروبي بأن القصف الروسي سيستمر ويتصاعد ولن يأبه كثيراً لمناشدات عدم استهداف المدن والقرى التي تسيطر عليها المعارضة “فكلام بوتين عن أنه على بشار الأسد أن يكون مستعداً لتسوية مع المعارضة هو مجرد كلام لحفظ خط رجعة لأنه يدرك تلك المغامرة الكبيرة” وفق ما أضافت المراسلة في موسكو.

 

الصور التي عرضتها الصحافة لأماكن القصف الروسي هي بالضبط ما نشره السوريون المعارضون، وهذا يعني أن أحداً لا يصدق الرواية الروسية عن الاستهدافات. ولا يغيب بالتأكيد عن التغطية التذكير دائماً بأن “روسيا لا تقصف وتتدخل كما تدعي لمساعدة الشعب السوري الذي نراه مهجراً ليس إلى شوارع روسيا بل إلى الغرب، وهي لا تقصف إلا في سبيل مصالحها التي يمكن أن تؤدي إلى تقسيم سورية لكانتون يُسمى سورية الصغيرة”.

 

بعض الصحف ذكّرت بـ”التقاء مصالح روسيا وإسرائيل رغم اعتقاد البعض بأن روسيا صديقة للعرب والفلسطينيين لكن بوتين يعتبر الدفاع عن إسرائيل المحتلة لفلسطين أهم من كل العرب”، وفق ما ذكره موقع “القوة المعاكسة” اليساري.

 

النشرة الجوية الروسية: الطقس مناسب للضربات الجوية في سوريا

في الوقت الذي تشنّ فيه روسيا ضرباتها الجوية في سوريا، تنشط الآلة الإعلامية الدعائية في روسيا بشكل ملحوظ، حيث بلغ حشد الكرملين للدعم المحلي للضربات الروسية إلى مجالات غير متوقعة، بالترويج للغارات عبر حالة الطقس، على ما ذكر موقع “واشنطن بوست”.

 

وأشار الموقع إلى أنه في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بثّت قناة “روسيا 24″ نشرة جوية مفصّلة، وصفت خلالها الأوضاع المناخية الحالية في سوريا بـ”المثالية” لحملة القصف. وقالت مقدمة النشرة إن “شهر أكتوبر بشكل عام هو توقيت مناسب للطلعات الجوية في سوريا”. وفيما ظهر خلفها رسم تفصيلي لمعدلات الحرارة والأمطار وسرعة الرياح وعدد الأيام الغائمة خلال الشهر الجاري في سوريا، أضافت مقدمة النشرة قائلة “يهطل المطر مرة كل عشرة أيام وأقصى كمية هطول لا تتجاوز 19 ملليمتراً، وهي تهطل عادةً في الشمال حيث تجري العملية الجوية الروسية، لكن هذا لن يؤثر على القصف”.

 

وكانت روسيا قد بدأت بشنّ ضرباتها الجوية في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر الماضي، مدعية أنها تستهدف مقاتلي “داعش” ومتطرفين آخرين، وذلك ضمن أكبر هجوم عسكري روسي خارج الاتحاد السوفياتي السابق منذ انهياره العام 1991.

 

يُشار إلى أنّ ربط السياسة بحالة الطقس ليس حالة فريدة في التلفزيون الروسي، ففي نيسان/أبريل 2014، علّق مذيع حالة الطقس الروسي، فاديم زافودشينكوف، على الصراع في شرق أوكرانيا باستخدام استعارات مموهة قائلاً إنّ “الغيوم تتجمع في السماء في تلك المنطقة” وإن “زوبعةً أطلقت رياحاً عاصفة، قد تكون رياح التغيير في منطقة دونتسيك في أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع”.

 

خوجة لـ”المدن”:المعارضة أصبحت حركة تحرر من الاحتلال الروسي

ديالا منصور

أنهى وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مؤخراً، زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية حضر خلالها فعاليات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وخلال الزيارة عقد أعضاء الوفد مجموعة من اللقاءات مع عدد من وزراء خارجية الدول المشاركة، والمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إضافة إلى لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. جاء ذلك بموازاة بدء روسيا بعملية عسكرية تهدف، بحسب الإعلان الروسي، إلى “مكافحة الإرهاب”.

 

الائتلاف السوري عدّ الخطوة الروسية “احتلالاً”. وهو موقف يناقض ما لمسه الائتلاف من تطور في الموقف الروسي خلال زيارة وفد ترأسه رئيس الائتلاف خالد خوجة في شهر آب/أغسطس الماضي، وهو أيضاً كان موقفاً عبّر عنه أكثر من دبلوماسي ورئيس دولة، زاروا موسكو مؤخراً، وكان أبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال إن بوتين غير متمسك بالأسد.

 

في هذا الشأن، اعتبر رئيس الائتلاف خالد خوجة في حديث لـ”المدن”، إن “المعارضة السورية تحوّلت إلى حركة تحرر وطني من الاحتلال الروسي والإيراني”، مؤكّداً على توّحد القيادات السياسية والعسكرية المعارضة في هذا الموقف المشترك، وهو ما أوضحه خوجة أيضاً في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة لإدانة التدخل الروسي.

 

وقال خوجة “الاحتلال الروسي مكمّل للاحتلال الإيراني وليس منافساً له”، على عكس بعض التحليلات التي تناقلها بعض المعنيين بالأزمة السورية، حول أن التدخل الروسي يسير من دون رضى إيراني. وهو ما ينعكس من خلال التوافق الروسي-الإيراني-السوري-العراقي، بعد ترحيب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتدخل مماثل لموسكو في العراق ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأكّد خوجة أن من شأن هذا التدخل أن “يهز أمن المنطقة بكاملها وليس فقط سوريا”.

 

وأشار خوجة إلى أن الائتلاف التزم بمبدأ الحل السياسي منذ بداية مساعي جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، إلا أن “وجود الاحتلال الروسي قد فجّر العملية السياسية” وبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وهذا الموقف نقله خوجة إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال لقائهما في نيويورك، وإلى جامعة الدول العربية من خلال رسالة بعث بها إلى رئاسة الجامعة.

 

واستعرض خوجة سلسلة من اللقاءات التي عقدها وفد الائتلاف في نيويورك، إضافة إلى كلمته حول استخدام البراميل المتفجرة في حدث خاص بسوريا على هامش اجتماعات الأمم المتحدة. وأكّد وفد الائتلاف، بحسب خوجة، على أولوية حماية المدنيين في ظل عدم التزام النظام بأي من القرارات الدولية، وطالب بمنطقة حظر طيران، حيث اعتبر الوفد أنها تساعد على نشر الاستقرار في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وهو ما يعتبر أيضاً أساساً للقضاء على التطرف، وحلّاً لأزمة اللاجئين، ويمكّن من ممارسة سيناريوهات المرحلة الانتقالية.

 

من جهة ثانية، أرسل خوجة إلى رئيس مجلس الأمن في دورته الحالية السفير الإسباني رومان أورازون، رسالة دعا فيها إلى إيقاف الغارات الروسية “الوحشية”، معتبراً أنها “جزء من محاولات روسية لتغذية حرب الأسد ضد المدنيين السوريين”، مشيراً إلى أن التدخل العسكري الروسي يعتبر “انتهاكاً لكل من البند الرابع من اتفاق جنيف، والمتعلق بحماية المدنيين خلال النزاعات، وقرار مجلس الأمن ٢١٣٩، الذي يطالب بالتفريق بين المدنيين والمقاتلين، والامتناع عن استخدام أسلحة دمار عشوائية، وإيقاف الهجمات ضد المدنيين”. وتؤكد الرسالة على ضرورة إلزام موسكو، عن طريق مجلس الأمن، بوقف “العدوان والانسحاب الفوري” من سوريا.

 

وفي رسالة ثانية وجّهها رئيس الائتلاف خالد خوجة لأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، دعا الائتلاف جامعة الدول العربية إلى عقد جلسة طارئة على مستوى وزراء الخارجية لبحث “العدوان العسكري الروسي على الشعب السوري”. كما وجّه الائتلاف نداءاً إلى “السوريين والعرب والأحرار في جميع أنحاء العالم”، داعياً إلى “تنظيم فعاليات ووقفات احتجاج أمام سفارات روسيا ضد العدوان على الشعب السوري، وعمليات القصف الوحشية للمدنيين”.

 

الأطلسي يتحدث عن حشود روسية برية ضخمة

اردوغان يحذر من خروقات لمجال تركيا الجوي

نصر المجالي

حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من أن صبر بلاده لن يدوم طويلاً على خرق الطائرات الروسية لمجالها الجوي، بينما تحدث حلف الناتو عن حشد عسكري روسي كبير.

 

نصر المجالي: قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن موسكو تخاطر بخسارة صداقة أنقرة، كما أن أي اعتداء تتعرض له تركيا بمثابة اعتداء على حلف شمال الأطلسي “الناتو”. وكان الحلف قال في وقت سابق إن اختراق الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي “لا يبدو وكأنه مجرد حادثة غير مقصودة”.

 

وجاءت تصريحات اردوغان بعد واقعتي اختراق مقاتلتين روسيتين للأجواء التركية يومي السبت والأحد.

ومن جهته، قال الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرغ إن روسيا لم تقدم “أي تفسيرات حقيقية” لاختراقها المجال التركي مرتين، مؤكدًا أن هذا الأمر “غير مقبول”.

 

حشد عسكري كبير

وقال إن الحلف لديه تقارير عن حشد عسكري روسي كبير في سوريا يشمل قوات برية وسفنًا في شرق البحر المتوسط. وقال شتولتنبرغ عن التوغلات الجوية فوق حدود تركيا مع سوريا “لن أتكهن بشأن الدوافع … لكن لا يبدو أن هذا حادث غير مقصود وشاهدنا اثنين منها”.

وكانت تركيا استدعت السفير الروسي لديها مرتين احتجاجًا على خرق طائرات حربية روسية لمجالها الجوي مرتين خلال يومين.

وأعلنت رئاسة أركان الجيش التركي يوم الإثنين أن طائرة من طراز “ميغ-29” قامت بمطاردة طائرات “إف-16” تركية بمضايقات من منظومة صاروخية مقرها سوريا، واستمرت العملية لمدة أربع دقائق و15 ثانية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت يوم الاثنين الماضي إن طائرة روسية من طراز “سو-30” دخلت في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) إلى المجال الجوي التركي بسبب الظروف الجوية غير المواتية، مشيرة إلى أن دخول الطائرة الروسية إلى المجال الجوي التركي استغرق بضع ثوانٍ.

 

الجبير للائتلاف السوري: يجب توسيع المشاركة السياسية

بهية مارديني

مواقف الدول في نيويورك متباينة من وجود الأسد

كشف معارض بارز لـ “إيلاف” أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، طلب من الائتلاف الوطني السوري المعارض خلال لقاء في نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة “توسيع المشاركة السياسية”، لتشمل كافة أطياف المجتمع السوري وتياراته السياسية، كما علمت “إيلاف” أن الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون طلب أن يكون اجتماعه مع الائتلاف سريًا.

 

بهية مارديني: عاد وفد الائتلاف الوطني السوري من نيويورك، بعد إجراء عدة لقاءات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وعدد من الوزراء والمسؤولين، اضافة إلى اجتماع مع بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة الذي أراده سريًا.

وللحديث عن اللقاءات، وما سبب تأخير وفد الائتلاف عن لقاء وزيري خارجية النمسا والفاتيكان، وكيف كان لقاء بان كي مون، وماذا دار في اللقاء مع وزير الخارجية السعودي، أوضح القيادي الكردي فؤاد عليكو عضو الائتلاف وعضو الوفد لـ “إيلاف”، “لقد كانت تجربة ثرية ومليئة باللقاءات المكثفة مع العديد من المسؤولين الدوليين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الفرنسية هولاند، والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، وعدد من وزراء الخارجية العرب والأجانب. كما جرت عدة لقاءات هامة مع مساعدي الامين العام للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، وحقوق الإنسان، والإغاثة، ومساعد وزير الخارجية الاميركي، وقد استقبل الوفد بشكل رسمي إسوة ببقية الوفود المدعوة”.

وأكد “كانت المحادثات تتركز حول عدة نقاط أساسية: الأزمة السورية بشكل عام، وكيفية محاربة الإرهاب سواء أكان ارهاب النظام أم ارهاب المنظمات المتطرفة، كداعش، ومبادرة ديمستورا ووضع اللاجئين والهجرة إلى أوروبا والمنطقة الآمنة، وكان موقف الائتلاف واضحاً من هذه القضايا، أما مواقف الدول فكانت متباينة، بين مؤيد بقوة للثورة السورية، رافضاً اشراك بشار الأسد في أية مرحلة من مراحل تطبيق بيان جنيف، وبين متعامل بشكل ضبابي مع الملف السوري وبشكل يترك مساحة لتساؤلات كثيرة”.

 

لقاءات لم تعقد

أما بالنسبة لعدم تمكنهم من اللقاء بوزير خارجية النمسا، فقال “لقد كان بسبب ضيق الوقت الفاصل بين لقائنا بوزير خارجية الفاتيكان وموعدنا مع وزير خارجية النمسا، وما حصل من اختناقات مرورية أثناء عودتنا واعتذرنا منه ولم تكن هناك أية أسباب أخرى”.

 

لقاء مع الجبير

وحول لقاء عادل الجبير وزير الخارجية السعودي مع وفد الائتلاف، أشار عليكو إلى “أنه من المعروف ان المملكة العربية السعودية، من الدول الصديقة للشعب السوري ومؤيدة بقوة لثورته، ووقفت إلى جانبه منذ اليوم الأول للثورة، فلقد قال بأن الائتلاف هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، لذلك يتوجب عليكم توسيع دائرة المشاركة السياسية لتشمل كافة أطياف المجتمع السوري، وتياراته السياسية ولدينا الإستعداد لمساعدتكم في هذا المسعى، ومن الممكن أن تطرحوا فكرة سوريا دولة ديمقراطية مدنية، لأنكم متهمون بسيطرة التيار الإسلامي على جسم الائتلاف، وان تمنحوا الاقليات القومية والدينية امتيازات أكثر” .

ورأى عليكو “أن هذه الرؤية تصب في مصلحة الشعب السوري، وعلينا كائتلاف الوقوف عندها بكل مسؤولية”. وكان قد التقى الجبير في نيويورك بوفد الائتلاف الذي ترأسه خالد خوجة رئيس الائتلاف في مقر وفد المملكة الدائم.

 

وجرى خلال اللقاء بحث الأزمة السورية، ومستجداتها على الساحة الدولية، وفي إطار دعم الحقوق المشروعة للشعب السوري، والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والإقليمية في ظل سيادتها واستقلالها.

وحضر اللقاء من الجانب السعودي الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف، ووكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية الدكتور خالد الجندان ، ومدير الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نقلي ، والقائم بالأعمال في السفارة بواشنطن سامي السدحان.

وأشاد خالد خوجة بمواقف المملكة، والجهود الدبلوماسية لوزير الخارجية عادل الجبير في دعم قضية الشعب السوري.

ووصف نائب رئيس الائتلاف هشام مروة اللقاء في تصريحات صحافية بالإيجابي، وقال إنه تناول دور الائتلاف باعتباره أكبر ممثل لمكونات الشعب السوري المختلفة، وقدّم فيه وفد الائتلاف رؤيته السياسية المكونة من 13 نقطة توافق عليها سابقاً مع أطراف أخرى من المعارضة.

وأكد الجبير للوفد تمسك المملكة العربية السعودية بموقفها بوجوب رحيل الأسد، ورفض أي دور له في المرحلة الانتقالية، مشيراً الى أن بعض التصريحات الدولية الأخيرة أُخذت بغير مجراها، وأن المملكة ملتزمة بضرورة رحيل الأسد. واتفق الطرفان على الاستمرار في مسار الحل السياسي، رغم ما اعتبراه عرقلة روسية في ظل تدخلها العسكري في سوريا. كما أجمع الطرفان على أن مكافحة الإرهاب تبدأ برحيل الأسد وتستمر خلال مرحلة الحكم الانتقالي. وبحثا أيضاً أزمة اللاجئين، وطالبا بتكثيف المساعي الدولية لحل الأزمة بحسب نائب الائتلاف.

 

والأمين العام

أما عن اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة فاعتبر أنه “كان إيجابيًا ” ووعد كي مون، بحسب عليكو، “بذل اقصى الجهود لإخراج الشعب السوري من محنته، ووجد في مبادرة دي مستورا نقاطاً إيجابية قد تؤدي إلى مخرج للأزمة، لذا تمنى علينا أن يتم التجاوب معها بمرونة وحكمة”.

 

هولاند

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال قبل لقائه بوفد الائتلاف الاثنين الماضي، إن بلاده ستبحث مع شركائها في الأيام المقبلة اقتراحاً طرحته تركيا والائتلاف الوطني السوري، بإقامة منطقة حظر طيران في شمال سوريا.

وأضاف هولاند خلال مؤتمر صحفي في نيويورك : إن وزير خارجية بلاده لوران فابيوس “سيبحث في الأيام القادمة حدود المنطقة وكيف يمكن تأمين هذه المنطقة وما الذي يفكر فيه شركاؤنا”.

وأوضح هولاند أن هذا الاقتراح “لن يحمي الذين يعيشون في تلك المناطق وحسب، ولكن يمكن أن يعود اللاجئون إلى هذه المنطقة، وهذه هي الفكرة الكامنة وراء الاقتراح”.

واعتبر أنه “يمكن أن يجد (الاقتراح) مكاناً له في قرار لمجلس الأمن الدولي يضفي شرعية دولية على ما يحدث في هذه المنطقة”.

 

فيما كشف رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو عن أن تركيا يمكنها بناء ثلاث مدن كبيرة في المنطقة الآمنة، ليست على شكل مخيمات، وإنما بيوت مسبقة الصنع، كما فعلت في مناطق بتركيا إبان الزلازل، بمعنى أن تكون المدن الثلاث على مسافة 100 كيلومتر ما بين مدينتي مارع وجرابلس، وتستوعب كل مدينة 100 ألف سوري، ويكون التمويل أوروبياً والتنفيذ تركياً، خاصة أن أوروبا بدأت تفهم معنى أزمة اللجوء التي تتحملها تركيا حكومة وشعباً على مدار السنوات السابقة.

وكان رئيس الائتلاف قد أكد على ضرورة إقامة المنطقة الآمنة في سوريا؛ لأنه اعتبرها ستحمي الكثير من السوريين من براميل نظام الأسد المتفجرة وطيرانه المجرم، وستبسط مفهوم الإدارة المدنية، وهكذا يتم مكافحة الإرهاب والتطرف بشكل أكبر.

وأضاف: “إن المنطقة الآمنة تعني تحقيق الاستقرار، وبإحلال المنطقة الآمنة يرجع اللاجئون إلى أرضهم، ويتم إيصال المساعدات الإنسانية إليهم بشكل أكبر”.

 

الجيش الروسي يكذّب إعلام الأسد: لم نقصف تدمر!

إسماعيل دبارة

قالت وكالة الأنباء الرسمية في سوريا إنّ الطيران الحربي الروسي قصف مواقع لداعش في مدينة تدمر الأثرية، لكنّ الجيش الروسي كذّب أخبار وكالة “سانا” ونفى ضرب مدينة تدمر خلال عملياته العسكرية الجوية التي بدأت منذ الأربعاء الماضي.

 

إسماعيل دبارة: كذّبت وزارة الدفاع الروسية تقارير اعلامية لنظام الأسد، زعمت توجيه موسكو ضربات ضدّ تنظيم “داعش” في تدمر.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف: “نشرت بعض وسائل الإعلام الغربية التي لا تعنيها سمعتها كثيراً، بعض الأكاذيب حول غارات مزعومة للطائرات الحربية الروسية على مدينة تدمر”.

 

وقال كوناشينكوف: “أود أن أُنبهكم إلى أنه لا يتم استخدام طيراننا في سوريا ضد المدن والبلدات، وبالتأكيد ضد الآثار”.

 

ولفت إلى أن كافة وسائل الإعلام العالمية نشرت في وقت سابق لقطات تدمير للمعالم الأثرية في تدمر، التي يعود تاريخها إلى العصر القديم، على أيادي مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

ولم يشر المتحدّث الرسمي إلى أنّ مصدر الخبر المتعلق بقصف الروس لتدمر هو وكالة “سانا” الرسمية، والتي نقلت عنها وسائل إعلام أخرى مقربة من النظام وصحف عربية وعالمية كثيرة.

 

وقالت “سانا” في احدى برقياتها الإخبارية: “أكد مصدر عسكري أن الضربات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الروسي بالتعاون مع القوى الجوية السورية في وقت سابق اليوم على مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي استهدفت مواقع للتنظيم تبعد 20 كم عن مدينة تدمر”.

 

وقال المصدر في تصريح لـ “سانا” إن الضربات “أسفرت عن تدمير 20 عربة مصفحة و3 مستودعات ذخيرة و 3 منصات صواريخ”.

 

ولفت المصدر إلى أن الضربات الجوية “طالت أوكارًا لتنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة دير حافر والباب بريف حلب الشرقي، وأسفرت عن تدمير مقرات لقادة تنظيم “داعش” الإرهابي”.

 

وقالت سانا: “ينتشر في ريف حلب الشرقي الممتد باتجاه مدينة الرقة، إرهابيون تكفيريون أغلبهم مرتزقة من جنسيات أجنبية تسللوا عبر الحدود التركية والعراقية”.

 

لكن المتحدّث بإسم وزارة الدفاع الروسية قال: “على هذه الخلفية، إلقاء اللوم على الطائرات الروسية بقصف تدمر، على الأقل، أمر غير مهني وخارج عن أخلاقيات مهنة الصحافة”.

 

وافتك تنظيم “داعش” السيطرة على مدينة تدمر الأثرية، وقام بتدمير الآثار وتحطيم تماثيل تصنفها الأمم المتحدة تراثًا عالميًا، كما قام بتنفيذ اعدامات وعمليات صلب ضدّ من يتهمهم بالعمل لصالح النظام السوري.

 

وفي سياق متصل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن إرهابيي تنظيم “الدولة الإسلامية” يبذلون الجهود لنقل الأسلحة إلى الأحياء السكنية للمدن السورية، بحسب بيان وزارة الدفاع الثلاثاء، والذي نشر على موقعها الرسمي.

 

وقال البيان: “بعد التأكد من الفعالية العالية لاكتشاف مستودعات الأسلحة والتقنيات المموهة من قبل وسائلنا الاستطلاعية الروسية والتهديد الحقيقي بتدميرها الوشيك، بدأ الإرهابيون ببذل جهود لنقل الأسلحة إلى الأحياء السكنية للمدن”.

 

وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن “المسلحين، كالعادة ينشرون مدرعات بجوار المساجد مباشرة، لعلمهم بأن الطيران الروسي لن يوجه ضربات إليها، وأضافت، “إن كل هذه الأفعال — سمة مميزة فقط للإرهاب”.

 

وقال كوناشينكوف: “لا نستبعد أن يتم التحضير لأعمال استفزازية من قبل الإرهابيين في هذه المناطق وغيرها.. كنسف المساجد من أجل إظهار صور وتسجيلات مصورة مفبركة بغرض توجيه التهم إلى الطيران الروسي الذي يعمل في الجمهورية العربية السورية”.

 

الروس كانوا مرتبكين، لكنّ الجنرال الإيراني لعب دورا في إقناعهم ..

«رويترز»: «سليماني» عرّاب الجهود الإيرانية لإقناع روسيا بالتدخل في سوريا

كشف تقرير لوكالة «رويترز» عن الدور الذي لعبه الجنرال «قاسم سليماني»، قائد «فيلق القدس» الإيراني، في إقناع الروس بجدوى التدخل العسكري في سوريا.

 

ففي اجتماع عقد في موسكو في يوليو/تموز فتح «سليماني» خريطة سوريا ليشرح لمضيفيه الروس كيف يمكن أن تتحول سلسلة من الهزائم التي مني بها الرئيس السوري «بشار الأسد» إلى انتصار بمساعدة روسيا.

 

وكانت زيارة الميجر جنرال «قاسم سليماني» لموسكو الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي الذي أعاد تشكيل الحرب السورية ونسج خيوط التحالف الإيراني الروسي الجديد لدعم «الأسد».

 

ومع قصف الطائرات الحربية الروسية معارضي الأسد المسلحين من الجو يؤكِّد وصول قوات خاصة إيرانية للمشاركة في عمليات برية حصول التخطيط منذ عدة أشهر بين أهم حليفين للأسد بدافع الذعر من جراء المكاسب السريعة التي حققها المعارضون المسلحون.

 

«سليماني» هو قائد فيلق القدس ذراع القوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني ومسؤول بشكل مباشر أمام الزعيم الإيراني الأعلى آية الله «على خامنئي».

 

وتقول مصادر إقليمية رفيعة إنه يشرف بالفعل على عمليات برية في سوريا ضد مقاتلي المعارضة ويلعب الآن دورا رئيسيا في التخطيط للعملية الجديدة التي تساندها روسيا وإيران.

 

ويزيد هذا من توسع الدور الإقليمي للرجل الذي قاد جهود الميليشيات الشيعية التي تساندها إيران لقتال «الدولة الإسلامية» في أرض العراق.

 

وبحسب التقرير، فقد أوجزت رحلته إلى موسكو الوضع المتدهور للمعارك في سوريا حيث يتقدم مسلحو المعارضة باتجاه الساحل ليشكلوا بذلك خطرا على المنطقة التي تقطنها غالبية علوية وتعتبر معقل «الأسد» وطائفته العلوية وتشكل أيضا خطرا على المنشأة البحرية الروسية في طرطوس.

 

وقال مسؤول إقليمي بارز «طرح سليماني خريطة سوريا على الطاولة. الروس كانوا مرتبكين كثيرا وشعروا أن الأمور بانحدار وأن النظام صار في مخاطر حقيقية. يومها الإيراني أكد أنه لا يزال لدينا فرص وقدرة على استعادة زمام المبادرة… ووقتها سليماني لعب دورا في إقناعهم مؤكدا لهم أننا لم نخسر كل الأوراق».

 

ويقول ثلاثة من كبار المسؤولين في المنطقة إن رحلة «سليماني» إلى موسكو في يوليو/تموز سبقتها إتصالات روسية إيرانية رفيعة المستوى أسفرت عن إتفاق سياسي يقضي بضرورة ضخ دعم جديد للأسد الذي مني بخسائر متلاحقة.

 

وتشير رواياتهم إلى أن التخطيط للتدخل بدأ يتبلور منذ أشهر مع تراكم هزائم «الأسد». ويعني ذلك أن طهران وموسكو كانتا تناقشان طرق دعم «الأسد» في الوقت الذي كان المسؤولون الغربيون يتحدثون عما كانوا يعتقدون أنها مرونة جديدة في موقف موسكو من مستقبله.

 

وقبل التحركات الأخيرة ساعدت إيران «الأسد» عسكريا من خلال رفده بمقاتلين شيعة يخوضون المعارك إلى جانب الجيش السوري وإيفاد ضباط من الحرس الثوري الإيراني كمستشارين وقد قتل عدد منهم.

 

وروسيا الحليفة لدمشق منذ نهاية الحرب الباردة كانت قد زودت الجيش السوري بالأسلحة وحمت دمشق دبلوماسيا من المحاولات الغربية لفرض عقوبات على «الأسد» في الأمم المتحدة.

 

لكن مع ذلك لم يمنع دعمها المعارضين المسلحين المدعوم بعضهم من الخصوم الإقلييمن للأسد من تقليص سيطرة الأسد على سوريا إلى حوالي خمس الأراضي السورية في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات والتي تشير التقديرات إلى أنها أدت إلى مقتل 250 الف شخص.

 

وقال مسؤول كبير في بلد بالمنطقة وعلى صلة بالشؤون الأمنية إن القرار الإيراني الروسي المشترك بالمزيد من التدخل في سوريا تم اتخاذه خلال اجتماع بين وزير الخارجية الروسي والمرشد الأعلى الإيراني آية الله «علي خامنئي» قبل بضعة أشهر.

 

وقال المسؤول أن «سليماني المعين من قبل خامنئي لإدارة الجانب الإيراني من العملية سافر إلى موسكو لمناقشة التفاصيل. كما سافر أيضا إلى سوريا مرات عدة منذ ذلك الحين».

 

وتقول الحكومة الروسية إن تدخلها في سوريا جاء نتيجة لطلب رسمي من «الأسد» الذي تحدث في يوليو/تموز الماضي عن المشاكل التي يواجهها الجيش السوري بتعبيرات شديدة الوضوح عندما قال ان الجيش يواجه نقصا في الطاقة البشرية.

 

وقال مسؤول إقليمي بارز آخر أن «خامنئي» أرسل أيضا مبعوثا رفيع المستوى إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. «وقال له بوتين حسنا سنتدخل أرسل قاسم سليماني. وهكذا ذهب سليماني إلى موسكو لشرح خريطة المسرح».

 

وبدأت الطائرات الحربية الروسية المنتشرة في مطار في اللاذقية بتصعيد الضربات الجوية ضد المعارضين المسلحين في سوريا الأسبوع الماضي.

 

الحشود العسكرية واستهداف المعارضة

وتقول موسكو إنها تستهدف «الدولة الإسلامية». ولكن العديد من الضربات الجوية الروسية تستهدف مسلحين آخرين منهم جماعات مدعومة من قبل أعداء «الأسد» الأجانب ولاسيما في شمال غرب البلاد حيث استولى المقاتلون على مدن استراتيجية حيوية بما في ذلك جسر الشغور في وقت سابق من هذا العام.

 

وفي أكبر إنتشار للقوات الإيرانية حتى الآن قالت مصادر لرويترز أن مئات من الجنود وصلوا منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي للمشاركة في هجوم بري واسع النطاق في شمال غرب البلاد.

 

وقال أحد المصادر الإقليمية البارزة أن حوالي ثلاثة آلاف مقاتل من «حزب الله» المدعوم من إيران تم حشدهم للمشاركة في المعركة البرية جنبا إلى جنب قوات الجيش السوري.

 

وقال أحد المصادر إنه تم ترتيب التدخل العسكري الإيراني الروسي في سوريا في إطار اتفاق يقضي بأن تدعم الطائرات الحربية الروسية العمليات البرية التي سيشارك فيها مقاتلون من إيران وسوريا و«حزب الله».

 

وتضمن الاتفاق أيضا توفير أسلحة روسية أكثر تطورا للجيش السوري وإنشاء غرف عمليات مشتركة تجمع هؤلاء الحلفاء معا بالإضافة إلى العراق.

 

إحدى غرف العمليات في دمشق وأخرى في بغداد حيث الحكومة التي يتولاها الشيعة مقربة من كل من إيران والولايات المتحدة.

 

وقال أحد كبار المسؤولين الإقليميين أن «سليماني تقريبا شبه مقيم في سوريا أو لنقل كثير التردد إلى دمشق ومن الممكن أن نجده ما بين لقاء مع الرئيس الأسد وما بين زيارة مسرح العمليات مثل أي جندي آخر».

 

وقال وزير الخارجية السوري يوم الاثنين إن الضربات الجوية الروسية مخطط لها منذ شهور.

المصدر | رويترز

 

أربعة قتلى ومصابون بغارات روسية بريف حلب  

قال مراسل الجزيرة في سوريا إن أربعة أشخاص قتلوا وجُرح آخرون بغارات روسية على دارة عزة بريف حلب (شمال)، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الروسية أغارت من جديد على محافظتي حماة (وسط) وإدلب (شمال غرب)، وذلك عقب إعلان موسكو استهدافها 12 هدفا مرتبطا بـتنظيم الدولة الإسلامية.

ونقلت وكالة رويترز عن المرصد تأكيده أن الغارات استهدفت محافظة حماة اليوم الأربعاء ومناطق قريبة في محافظة إدلب المجاورة.

 

وأضاف المرصد أن هناك أيضا قصفا كثيفا بصواريخ أرض أرض.

 

وكانت الطائرات الروسية قد استهدفت أمس الثلاثاء للمرة الأولى منذ بدء تنفيذ الغارات في سوريا مدينة حلب، وهزّ القصف حي الراشدين الواقع على أطراف المدينة من الجهة الغربية، والخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة. وقد استعصى هذا الحي مرارا على قوات النظام السوري.

وقال مراسل الجزيرة إن الغارات استهدفت أيضا بلدة المنصورة غرب مدينة حلب، حيث شكل الطيران الروسي إسنادا لقوات برية تابعة للنظام حاولت التقدم إلى مبنى مركز البحوث العلمية.

 

كما كثّفت الطائرات الروسية غاراتها على ريف حلب حيث استهدفت مناطق مدنية في كفر داعل وعندان ومقر لواء “صقور الجبل” بريف حلب الغربي. وخلفت هذه الغارات قتيلين، أحدهما طفل.

 

قصف حمص

كما استهدفت الطائرات الروسية أمس الثلاثاء مناطق سكنية في بلدة القريتين بريف حمص الشرقي (وسط)، وأغارت أيضا على مناطق سكنية ومواقع للمعارضة المسلحة في ريف اللاذقية، مما أدى إلى سقوط جرحى بين المدنيين وخلّف دمارا كبيرا في المنازل.

 

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها نفذت نحو عشرين طلعة جوية في سوريا الثلاثاء وقصفت 12 هدفا لتنظيم الدولة، وذلك في اليوم السابع لتدخلها العسكري المباشر في سوريا.

 

وأشارت إلى أنها تمكنت من تدمير “بنى تحتية لوجستية ومراكز قيادة ومعسكرات تدريب وقواعد” تابعة للتنظيم.

 

كما قالت الوزارة إن الطائرات الروسية قصفت منطقة في محيط دير الزور (شرق) ومناطق في محافظات دمشق وإدلب واللاذقية (غرب).

 

ويسيطر تنظيم الدولة على القسم الأكبر من محافظة دير الزور وعلى نصف المدينة، وهو يخوض معارك طاحنة مع القوات النظامية للسيطرة على مطار عسكري ملاصق للمدينة.

 

تصريح ونفي

وبينما قال التلفزيون السوري الرسمي إن الطيران الروسي قصف -بالتنسيق مع الطيران السوري- مواقع في مدينة تدمر السورية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، نفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون طائراتها أغارت على تدمر.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الطائرات الروسية شنت غارات عديدة على مدينة تدمر الاثنين الماضي.

 

يشار إلى أن الغرب يتهم موسكو باستخدام الغارات التي بدأت بشنها الأربعاء الماضي في سوريا لضرب معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تؤكد روسيا أنها تستهدف من تسميهم “الإرهابيين”.

 

لماذا يختلف العرب على التدخل الروسي بسوريا؟

يواصل الطيران الروسي لليوم الخامس غاراته على مناطق عدة في سوريا، حيث خلفت هذه الغارات قتلى وجرحى في صفوف المدنيين ومقاتلي المعارضة المسلحة وخاصة جيش الفتح، في حين قالت موسكو إن طائراتها تستهدف مواقع عسكرية لما أسمتها الجماعات الإرهابية.

في مقابل ذلك، تشهد الدول العربية تباينا كبيرا في مواقفها تجاه هذه الغارات، فبينما طالبت السعودية وقطر وتركيا وأربع دول غربية روسيا بوقف استهداف المعارضة والمدنيين السوريين، أيدت مصر والعراق هذه الضربات، بينما لم تعلن دول عربية أخرى موقفها من هذه الغارات.

حلقة الاثنين (5/10/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” ناقشت أسباب التباين الكبير في مواقف الدول العربية من التدخل الروسي في سوريا، وتأثيره -حال استمراره- على قضايا الأمة المصيرية.

وضوح روسي

حول هذا الموضوع، يرى أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن فواز جرجس أن الموقف الروسي واضح للغاية، والهدف الروسي هو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في السلطة، ومساعدة الجيش السوري وخاصرته الرخوة في ثلاث محافظات -هي حمص وإدلب وحماة- أحرزت المعارضة فيها إنجازات قياسية خلال الفترة الماضية، وأكد أن روسيا لا تميز بين كتائب المعارضة المختلفة وتعتبرها جميعا إرهابية.

واعتبر جرجس أن المواقف العربية منذ بداية الأزمة شهدت خلافات جذرية ظهرت جلية في الجامعة العربية، فكان هناك محور السعودية وقطر الذي يحمَّل الأسد الكارثة التي حصلت في سوريا ويعتبر رحيله المخرج الوحيد للأزمة، والمحور المضاد الذي يضم الجزائر والعراق ومصر كان موقفه خجولا إلى حد كبير لأن الصورة وقتها كانت تشير إلى قرب سقوط الأسد.

وتابع أن صمود الأسد والتدخل الروسي جعل المواقف العربية واضحة، وأصبحت مصر تقود المحور الثاني، وترى أن السيادة تتمثل في الدولة السورية والجيش، مع خوف من المعارضات خاصة الإسلامية منها.

ورفض جرجس فكرة وجود تفاهم أميركي روسي على الضربات الروسية، لكنه قال إن هناك مخاوف مشتركة من أن يؤدي سقوط الأسد إلى انهيار الدولة السورية، أو أن تغير المعارضة الإسلامية وجه المشرق العربي.

مصالح.. وتورط

من جهته، استغرب الكاتب والمحلل السياسي العراقي لقاء مكي من مواقف الدول القريبة أو المعنية بالشأن السوري مثل لبنان والأردن وبعض دول الخليج، فهناك مواقف غير مفهومة أو صامتة من دول أخرى خاصة الإمارات.

وأضاف مكي أن نائب رئيس دولة الإمارات زار موسكو بالتزامن مع زيارات قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني وتناولت الشأن السوري، معتبرا أن قيام روسيا بعد شهر واحد من هذه الزيارات بالتدخل العسكري في سوريا يعني أن هناك شيئا ما تم من خلال التفاهم مع دول معينة.

ويرى المحلل العراقي أن مواقف بعض الدول العربية تعكس مدى تورطها في الأزمة السورية، فدول مثل دول المغرب العربي يعتبر تدخلها محدودا في الأزمة، لكن دول الخليج والأردن ولبنان والعراق لديهم صلة مباشرة بالأزمة السورية.

وأعرب عن اعتقاده بأن التدخل الروسي في الأزمة ليس نزقا أو مفاجئا، ولكن الأمر يتعلق بتبادل المصالح والأدوار بين الولايات المتحدة وروسيا مع دول في المنطقة -لاسيما إسرائيل- تريد لهذا التدخل أن يتم لخلق واقع معين في المنطقة يُبقي الأسد ويرغم المعارضة السورية على الحل.

وختم مكي بأن الولايات المتحدة راضية عما يجري وتريد إضعاف المعارضة السورية التي لا تستطيع أن تضربها، وبالتالي يأتي دور روسيا لإضعاف هذه المعارضة وإرغامها على الدخول في تسوية تتضمن بقاء الأسد.

 

صحيفة: مغامرة روسيا في الشرق الأوسط متهورة  

وصف الكاتب ديفيد غاردنر تدخل روسيا في الشرق الأوسط بأنه مغامرة متهورة مثل أميركا، وعلق بأن الرئيس فلاديمير بوتين يبدو أنه يعتقد أنه من خلال اقتحام سوريا قد انضم إلى الائتلاف الفائز في المنطقة وأخذ بزمام القيادة الشرعية.

 

وأوضح الكاتب في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز أن الأمر قد يبدو كذلك في الوقت الحالي، لكن الوضع في هذه المنطقة لن يستغرق وقتا طويلا ليلقن الزعيم الروسي القوي ما يعرفه الأميركيون بالفعل، وهو أن الفوز فكرة نسبية إلى حد كبير.

 

وأشار الكاتب إلى ما وصف به مبعوث إقليمي أممي سابق التدخل الروسي بأنه “انتهازية محضة”، حيث قال المبعوث “لقد نظروا إلى حالنا ورأوا فرصة فانتهزوها”.

ويرى غاردنر أن ما تفعله روسيا هو إغلاق المساحة المحدودة الباقية في سوريا بين البراميل المتفجرة للنظام والعنف الزائد لتنظيم الدولة، وأن هذا الأمر سيؤدي حتما إلى تدفق جديد للاجئين السنة في وقت يئن فيه بالفعل جيران سوريا مثل لبنان والأردن وتركيا وتتلمس فيه الدول الأوروبية طريقها بارتباك لإيجاد حل لهذه الأزمة.

 

ولخص الكاتب سياسة بوتين الانتهازية بأنها قد تنتهي بكسب روسيا عداوة السنة الأبدية، وأضاف أن هذا الأمر ينبغي أن يقلق روسيا نظرا لوجود عشرات الملايين من السنة داخل حدودها والآلاف منهم، معظمهم من الشيشانيين، يقاتلون بالفعل في سوريا، ناهيك عن إقامة تنظيم الدولة قواعد له في شمال القوقاز.

 

وختمت الصحيفة بأن القوة العسكرية الأميركية التي لا مثيل لها فشلت في تشكيل المنطقة وفق مآربها، وأنه ليس هناك سبب للافتراض بأن قوة عظمى أخرى مثل روسيا ستفعل ما هو أفضل وأن القوتين وقعتا في المستنقع.

 

تركيا: غارتان روسيتان من أصل 57 استهدفتا داعش

أنقرة – فرانس برس، رويترز

أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، الأربعاء، أن “اثنتين من الضربات الروسية الـ57 استهدفتا داعش”، مشدداً على أن “الغارات الأخرى وجهت ضد الفصائل المعارضة الأخرى المدعومة من تركيا والولايات المتحدة”.

وذكر أوغلو أن هذه الأرقام صادرة عن الاستخبارات العسكرية التركية.

كما لفت إلى أن تركيا “لن تقدم تنازلات” في ما يتعلق بانتهاك الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوي على الحدود السورية، آملاً في أن لا يتحول الصراع في سوريا أزمة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي ولا نزاعاً بين روسيا وتركيا.

وقال أوغلو، متحدثاً للصحافيين عن التوتر القائم حالياً بين أنقرة، العضو في الحلف الأطلسي، وموسكو، التي تشن حملة غارات جوية في سوريا: “لن نقدم أي تنازلات في ما يتعلق بأمن حدودنا ومجالنا الجوي”.

 

مخطط سري لطرد 400 ألف طالب لجوء من أوروبا

صحيفة بريطانية تؤكد أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ في تنفيذ الخطة خلال أسابيع

دبي – قناة الحدث

نقلت صحيفة “التايمز” البريطانية أن مخططاً سرياً ستنفذه دول الاتحاد الأوروبي خلال أسابيع، حيث ستطرد أكثر من 400 ألف طالب لجوء أصبحوا غير شرعيين فيها لعدم توفر معايير القبول في طلباتهم، ومن بينهم سوريون وليبيون وأفغان.

وسيكون الطرد الجماعي الذي سينفذه الاتحاد الأوروبي مع دول إفريقية كالنيجر وأريتريا، التي سيتم تهديدها بوقف المساعدات عنها وإلغاء الاتفاقيات التجارية معها والمعاملات الخاصة بتأشيرات السفر، في حال رفضت استعادة لاجئيها، بحسب ما ذكرته “التايمز”، التي أشارت إلى وجود عرض في “المخطط السري” يقضي باحتجاز آلاف اللاجئين منعاً لتواريهم عن الأنظار فراراً من الطرد الموعود.

 

هجوم على المعارضة بالتزامن مع غارات روسية بغرب سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن موجة ضربات جوية روسية بغرب سوريا، الأربعاء، صاحبها هجوم بري على أربعة مواقع على الأقل تابعة لمقاتلي المعارضة.

وأضاف أن “قوات النظام” تنفذ الهجمات البرية، وهي عبارة تستخدم على نطاق واسع للإشارة إلى الجيش السوري والجماعات المسلحة المحلية والأجنبية الحليفة له.

 

وشنت الطائرات الروسية غارات جوية مكثفة على محافظة حماة، الأربعاء، إضافة إلى مناطق قريبة من محافظة إدلب، فيما ذكرت “رويترز” نقلا عن “المرصد” أن قصفا كثيفا حصل بصواريخ أرض – أرض.

 

وتقول روسيا إن هجماتها في سوريا تسعى إلى محاربة الإرهاب، في حين تعرب دول عربية وغربية عن تخوفها من شن موسكو حربا ضد المعارضة بشتى أطيافها، لتثبيت دعائم حليفها، بشار الأسد.

 

أردوغان لموسكو: تدعمون الأسد القاتل وستخسرون كثيرا إن فقدتم صداقتنا.. والناتو سيرد على أي هجوم

أنقرة، تركيا (CNN) — حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، موسكو من مغبة اختراق المجال الجوي لبلاده وخسارة “صداقتها”، قائلا إن حلف شمال الأطلسي الذي يضم تركيا في عضويته، سيرد على أي هجوم تتعرض له الأراضي التركية، في تصريح يأتي بعد سلسلة من الحوادث الجوية التي أعقبت التدخل الروسي في سوريا.

 

وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده في بلجيكا، إن حلف الناتو اتخذ موقفا حيال “الانتهاك الروسي للمجال الجوي التركي،” مبديا ثقته بأن الحلف سيستمر في اتخاذ الموقف عينه باعتبار أن أي هجوم على تركيا هو “هجوم على الناتو”.

 

ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن أردوغان تحذيره لموسكو من مغبة فقدان العلاقات مع أنقرة قائلا: “ينبغي على روسيا أن تعرف أنها إن فقدت دولة صديقة كتركيا، التي تربطها بها علاقات تعاون في الكثير من المجالات، فإنها ستفقد أشياء كثيرة”.

 

وأشار أردوغان أن بلاده تستضيف أكثر من مليوني لاجئ سوري، ونحو 300 ألف عراقي في أراضيها، دون التمييز بين مسلم، وإيزيدي، ومسيحي، مضيفا “بشار الأسد تسبب بمقتل نحو 350 ألف شخص، ويمارس إرهاب دولة، غير أن هناك من يحميه، مثل إيران وروسيا”.

 

وتطرق أردوغان إلى برنامج تدريب وتجهيز قوات المعارضة المسلحة، والمنطقة الآمنة، قائلا “هناك من يفسر المنطقة الآمنة على أنها منطقة عازلة، وهذا شيء خاطئ، لأنها تعد منطقة خالية من الإرهاب، لنقل السوريين إليها في حال استعدت نقلهم إلى منطقة ما داخل بلادهم، وتسكينهم فيها”.

 

يذكر أن أنقرة كانت قد استدعت السفير الروسي لديها لإبلاغه رسميا باحتجاجها على ما وصفته بـ”خرق جوي” لأجوائها قامت به الطائرات الروسية التي تقول موسكو إنها تستهدف تنظيم داعش، في حين تؤكد المعارضة السورية والعديد من العواصم الغربية أن ضرباتها الرئيسية استهدفت معاقل للمعارضة السورية.

 

مسؤولون: رغم رفض أوباما.. كيري يطرح فكرة إقامة منطقة حظر جوي في سوريا للنقاش

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) —  قال عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة CNN إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رفع من إمكانية إقامة منطقة حظر جوي في سوريا لحماية المدنيين رغم معارضة باراك أوباما لهذه الفكرة.

 

وذكر المسؤولون أن كيري طلب من موظفيه بحث الفكرة خلال اجتماع مجلس الأمن القومي، الذي عقد الأسبوع الماضي، حيث ناقش أوباما مع عدد من مستشاريه استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب الأهلية في سوريا.

 

وقال مسؤول رفيع إن “كيري يرغب في إعادة مناقشة هذه الفكرة والتعامل معها بصورة أكثر جدية،” مضيفا أن كيري لطالما شدد على ضرورة تطبيق استراتيجيات أكثر قوة وفاعلية في سوريا.

 

وفيما تركز النقاش في الاجتماع على المنطقة الشمالية على الحدود مع تركيا، قال مسؤولون إن هناك نقاشا آخر يدور حول إمكانية إقامة منطقة حظر جوي على الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن.

 

وفي الوقت الذي لم يتم رفض الفكرة تماما من قبل البيت الأبيض، أكد مسؤولون أمريكيون أن القضية لم تؤخذ حتى الآن على محمل الجد.

 

وأضاف مسؤولون: “ما تبحث فيه وزارة الخارجية الأمريكية هو طرق لزيادة الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والتخفيف من الوضع الإنساني السيء، وأن تلعب الدبلوماسية دورا أكبر في حل الصراع الدائر.”

 

السفير لقضايا جرائم الحرب ستيفن راب: مسؤولون روس وسوريون قد يواجهون محاكمات بتهم ارتكاب جرائم حرب

نريد التوصل إلى السلام، ونفهم أن هذا شيء يصعب التفاوض فيه. لكن الأسد شخص يكرهه 80 في المائة من الشعب، فقد قتل أطفالهم وأمهاتهم، وأباءهم، وفتح الطريق للدخول إلى أرضهم. إنه شخص يقول إنه يقاتل داعش. لقد تحدثت إلى جنرال سوري منشق، قال لي أسقطنا الآلاف من القنابل على المعارضة، وواحدة على داعش. ونحن نرى أين تسقط روسيا قنابلها. ليس على داعش. هذا الرجل عديم الفائدة ضد داعش، بل هو ساعد على خلق داعش. هذا ليس مستقبل سوريا، مستقبل سوريا يتضمن العلويين من مجتمعه وغيرهم، لكن عليهم أن يعملوا معا.  كانت لدينا مشاكل في العراق مع المالكي، ولكن هذا الرجل هو أسوأ بمليون مرة، من حيث القدرة على إبقاء الشعب متحداً. لا يمكن أن يكون هذا هو المستقبل. أنا أعلم أن الوصول إلى المستقبل صعب جدا، ولكن الوصول معه سيكون مستحيلاً.

 

أمانبور: يقول الروس لي، أعطنا اسما آخر، من لديك؟ من يمكن أن يحل مكان الأسد؟

 

ستيفن راب: هناك بالتأكيد أسماء أخرى في المجتمع. لقد تحدثت مع السوريين الذين يناقشون الانقسام العلوي السني، هناك أشخاص على استعداد لرؤية مستقبل مشرق لهذا البلد. هذا هو المستقبل الذي أود أن أراه. معه، ومع هذا النوع من الجرائم، مع الدم والأدلة الدامغة هنا، لا. صرح مكتب التحقيقات الفدرالي أنه ليس هناك أية أشياء اصطناعية، ثم يأتي هو ليصرح على برامج التلفاز ويقول إنها كلها صور مفبركة. هذا ليس صحيحا. هذه صور حقيقية. هؤلاء الرجال والنساء والأطفال عذبوا حتى الموت، اقتلعت أعينهم وأشياء كثيرة غير ذلك. هذه ليست الطريقة لبناء سوريا المستقبل. هذا السلوك الإجرامي لا يمكننا التغاضي عنه، وكل من يأخذ صفه ويؤيده فهو يشكل خطرا على نفسه لأنه سيحاكم لا محالة.

 

أمانبور: هذه نقطة مهمة جدا.

 

ستيفن راب: نعم بالطبع، وقد كانت لدينا قضايا كهذه حيث حوكم أولئك الذين يتبنون حروبا بالوكالة.

 

المعلم يكشف الإعداد للضربات الروسية “منذ أشهر”.. ويؤكد: الغارات الأمريكية أدت إلى نمو “داعش

بيروت، لبنان (CNN)- كشف وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن الضربات الجوية التي تقوم الطائرات الروسية داخل سوريا، تم الإعداد لها “منذ أشهر”، في وقت اعتبر فيه أن غارات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، أدت إلى نمو تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف باسم “داعش.”

 

وقال المسؤول السوري، في مقابلة مع قناة “الميادين”، التي تبث من العاصمة اللبنانية بيروت، إن روسيا تقوم بالتنسيق مع الجيش السوري، الذي اعتبر أنه “القوة الوحيدة في سوريا التي تتصدى للإرهاب”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” مساء الثلاثاء.

 

كما كشف المعلم عن قيام موسكو بإقامة ما وصفه بـ”مركز معلوماتي” في العراق، يضم سوريا والعراق وروسيا وإيران، وقال: “هذا المركز سيكون له شأن مهم في تبادل المعلومات”، معرباً عن اعتقاده بأن “روسيا ستفوز في هذا السباق.. ليس لدي شك إطلاقاً”، بحسب قوله.

 

وأضاف الوزير السوري بقوله: “عندما يكون لديك في العمل العسكري تنسيق أرضي وجوي، تكون عملياتك مثمرة، أما الولايات المتحدة فهي لا تنسق معنا، ولذلك قامت بـ9 آلاف غارة جوية على أنها ضد داعش، والنتيجة وبعد أكثر من عام، أن داعش أصبح أكثر قوة وانتشاراً.”

 

وبينما تساءل وزير الخارجية السوري، وهو يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، عن “الاستراتيجية الحقيقية للولايات المتحدة.. هل القضاء على داعش، أم احتواؤه؟”، فقد شدد على قوله إنه “في كلا الحالتين، جاء الموقف الروسي ليعطل هذه الاستراتيجية.”

 

ولفت المعلم إلى ما وصفها بـ”الفعالية المباشرة للغارات الجوية الروسية بعد يومين من بدئها، مقابل غارات التحالف الغربي طوال أكثر من عام، لم يكن لها تأثير.. تدل على عدم فعالية ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية”، بل واعتبر أن “غارات الولايات المتحدة، والحلف الذي تقوده، لم تؤد إلا إلى نمو داعش.”

 

ورداً على سؤال حول انتظار وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، طويلاً في إحدى الغرف، ريثما ينتهي لقاؤه مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال إن “كيري جاء للتشويش على هذا الاجتماع، وليس للقائي.”

 

وتابع في معرض إجابته بقوله: “أنا لا ألتقي به (كيري) دون موعد، حيث يجب عليه أن يطلب موعداً، وأنا أستشير وآخذ موافقة من قيادتي قبل اللقاء به، وهو لم يطلب ذلك”، على حد قوله.

 

يُذكر أن عدة تقارير استخباراتية أمريكية وغربية كانت قد أشارت مؤخراً، إلى قيام روسيا بزيادة قدراتها العسكرية في سوريا، الأمر الذي عبرت العديد من الأطراف عن قلقها بشأنه، إلا أن المسؤولين في دمشق وموسكو نفوا صحة تلك التقارير.

 

مصادر دبلوماسية: روسيا أخرجت إيران من غرفة عمليات النظام السوري

روما (6 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى أن روسيا أخرجت إيران من غرفة عمليات النظام السوري بشكل كامل

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، “طلب الروس من الإيرانيين الانسحاب من غرفة عمليات النظام كلياً قبل بدء العمليات الجوية الروسية في سورية، وقام قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بزيارة موسكو الأسبوع الماضي لمحاولة إقناع روسيا إبقائهم في غرفة العمليات مع النظام السوري، وهو الأمر الذي لم توافق عليه روسيا نهائياً، وشددت على أنها لن تقبل بوجود إيران في غرفة العمليات المركزية أو غرف العمليات الفرعية، وهو ما تم”، وفق تأكيدها

 

وأوضحت المصادر “روسيا لم تسمح بتواجد إيران بغرفة العمليات، وشددت على أنها لن توافق على إشراك أية قوة عسكرية أخرى سوى قواتها والجيش السوري، وهو الأمر الذي أخرج إيران من دائرة القرار العسكري السوري حالياً، كما أخرج كل ميليشيات النظام وتشكيلاته العسكرية غير النظامية”، حسب قولها

 

وحول تواجد حزب الله اللبناني التابع لإيران في سورية، نفت المصادر احتمال أن تطلب منه روسيا الخروج الآن، لكنّها شددت على أن دوره “سيكون هامشيا تنفيذيا إن وافقت روسيا على إشراكه”، وفق ذكرها

 

وأطلق النظام السوري يد الحرس الثوري الإيراني الذي يقوده سليماني، ويعتقد الكثير من السوريين أنه بات الحاكم العسكري الحقيقي لسورية، وترصد تقارير غربية أنه هو الذي يحدد تحركات الأسد وكبار معاونيه، ويُصدر الأوامر بصيغة توصيات يتم تبنيها من قبل القيادة السورية دون مناقشة، كما كان يوجّه دفّة المعارك في مجمل الأراضي السوري

 

ودفعت الاستراتيجية الإيرانية، السياسية والعسكرية والدينية، نظام طهران إلى الوقوف إلى جانب نظام دمشق منذ انطلاق الثورة، وظّفت خلالها إيران كل علاقاتها السياسية والأمنية والاقتصادية والدينية وفي كافة المستويات لدعم النظام ومنع سقوطه ومدّه بأسباب الحياة، وأخذ دعمها طابعاً طائفياً

 

وخلال أربع سنوات، قدّمت إيران مساعدات عسكرية واقتصادية للنظام السوري، وأرسلت السلاح والمعدات والقروض لاحتياجات النظام ولشراء الأسلحة، كما أرسلت خبراء في مختلف الشؤون العسكرية والأمنية والتقنية، ودرّبت عشرات الآلاف من عسكريي النظام ومن ميليشياته في إيران وفي سورية، وأرسلت مقاتلي ميليشيات حزب الله وميليشيات شيعية عراقية لتعزيز قوة النظام ومنع سقوطه

 

“غارات روسية كثيفة” دعما لهجوم للجيش السوري في حماة

شنت مقاتلات روسية غارات جوية كثيفة داخل الأراضي السورية دعما لهجوم شنته قوات الجيش السوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.

وقال المرصد، ومقره بريطانيا، إن الغارات الروسية استهدفت مناطق في محافظتي حماة وإدلب.

وانتقد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون التدخل الروسي في سوريا، قائلا إنه يهدف إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال فالون – في مقابلة مع بي بي سي – إن الغارات الروسية لا تهدف فيما يبدو إلى هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت روسيا قد بدأت حملتها الجوية في سوريا الأربعاء الماضي وسط شكوك وانتقادات غربية لها.

وتدور منذ صباح الأربعاء اشتباكات بين قوات الجيش السوري ومسلحين موالين في مواجهة فصائل إسلامية ومجموعات أخرى في ريف حماة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقول إنه يعتمد على شبكة من المصادر داخل سوريا.

ووصف المرصد الاشتباكات بأنها الأعنف منذ شهر.

وأوضح المرصد أن ثمة اشتباكات عنيفة تدور بمناطق في حماة وإدلب “وسط قصف عنيف لطائرات حربية روسية.”

وتقول روسيا إنها تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا.

وبحسب وكالة أنباء روسية، فإن موسكو ستجرى محادثات جديدة مع مسؤولين أمريكيين بشأن تنسيق الهجمات داخل سوريا.

ولم يصدر بعد تأكيد من واشنطن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى