أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 06 كانون الأول 2013

«الجبهة الإسلامية» تنسحب من «الجيش الحر»

لندن، موسكو، جنيف، بيروت، طهران – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أكدت مصادر ديبلوماسية متطابقة ضرورة توافر «الظروف الناضجة» لعقد مؤتمر «جنيف 2» في موعده المقرر في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل، في وقت أعلنت «الجبهة الإسلامية» التي تضم أكبر التنظيمات الإسلامية في سورية انسحابها من هيئة الأركان لـ «الجيش الحر»، ما يعيد طرح مشروع تشكيل هذه التنظيمات قيادة سياسية بديلة من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض.

وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إنه «ليس هناك مؤشرات كافية على المستويات الدولية والإقليمية والسورية تشير إلى اتجاه هذه الاطراف إلى المؤتمر الدولي في موعده المحدد»، مضيفة أن «الظروف في هذه الأيام لا تزال غير ناضجة لعقد المؤتمر».

وكان المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي قال إن جميع فنادق جنيف محجوزة بسبب تنظيم معرض للساعات في الموعد نفسه الذي سيعقد فيه المؤتمر الدولي الذي قد يشارك فيه أكثر من 30 وزير خارجية، ما دعاه إلى التفكير في نقل مكان المؤتمر إلى مدينة مونترو المجاورة لجنيف. وقالت الناطقة باسمه خولة مطر إن المبعوث الدولي تحدث فقط عن بعض الصعوبات في توفير غرف في الفنادق في جنيف وصعوبات لوجستية. وأضافت أن «تأجيل موعد مؤتمر جنيف 2 غير وارد على الإطلاق، وسيتم تذليل العقبات التي تعترض عقده في هذا الموعد كافة».

ومن المقرر أن يجتمع الإبراهيمي مع مسؤولين روس وأميركيين في جنيف في 20 الجاري لتذليل العقبات المتبقية أمام انعقاد المؤتمر، على أن يتسلم أسماء وفد المعارضة في 27 الشهر الجاري، إضافة إلى القائمة النهائية لوفد الحكومة السورية. ومن المقرر أن يعقد «الائتلاف الوطني» اجتماع هيئته العامة في إسطنبول في منتصف الشهر الجاري، لاتخاذ القرار النهائي من المشاركة في المؤتمر الدولي وتشكيل الوفد.

وكان لافتاً أمس أن الرئيس الإيراني حسن روحاني صرّح على هامش لقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في طهران، بأن على مؤتمر «جنيف 2» أن «يمهّد الطريق لإجراء انتخابات حرة بالكامل وبلا شروط مسبقة». ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن روحاني أن «من مسؤوليتنا المتبادلة الدفاع عن المثل العليا ومطالب الشعب السوري ولا سيما أثناء جنيف 2» وأن على مؤتمر السلام «التشديد على طرد كامل للإرهابيين» من سورية.

في غضون ذلك، استقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس رئيس الحكومة الانتقالية للمعارضة أحمد طعمة، في أول لقاء يجمعهما، علماً أن دولاً غربية كانت طلبت من «الائتلاف» التريث في تشكيل حكومته لأن هدف مؤتمر «جنيف 2» هو تشكيل حكومة انتقالية من ممثلي النظام والمعارضة. ومن المقرر أن يبدأ اليوم رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا وطعمة زيارة رسمية للكويت.

ونقل موقع «مؤسسة تشاتام هاوس» أمس عن وزير الخارجية القطري خالد العطية قوله إن موقف بلاده لا يزال على حاله في دعم الوصول إلى حل سياسي في سورية، و «ما نريده من جنيف 2 هو تطبيق جنيف 1. ما نريد أن نراه هو تنفيذ وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة على مؤسسات الأمن والجيش». وأضاف أن الرئيس بشار الأسد «فقد أي اهتمام بالحل السياسي». وأضاف: «النظام يجب أن يذهب إلى لاهاي وآخرون يذهبون إلى جنيف. وأي شخص في أيديه دم يجب أن يذهب إلى لاهاي».

إلى ذلك، أعلنت «الجبهة الإسلامية» التي تضم أكبر سبع فصائل إسلامية بينها «صقور الشام» و «أحرار الشام» و «لواء التوحيد» و «جيش الإسلام» انسحابها من هيئة أركان «الجيش الحر». وقالت في بيان: «ما كان انتسابنا إلى الأركان إلا لأنها كانت مؤسسة تنسيقية ضد نظام الأسد من دون أن يكون لها تبعية لأي جهة أخرى، سياسية كانت أو غير ذلك، بخلاف ما تم أخيراً من تبعية الأركان للائتلاف». وأضافت أن قيادة أركان «الحر» برئاسة اللواء سليم ادريس «معطلة عن العمل أو التمثيل (على الأرض) منذ فترة». وكانت مصادر أفادت أن «الجبهة الإسلامية» بصدد تشكيل قيادة سياسية خاصة بها، غير أن ضغوطاً إقليمية مورست عليها أدت إلى تأجيل القرار. وأشارت مصادر أخرى إلى أن قرار تأكيد الانسحاب من قيادة «الحر» يفتح المجال أمام إعادة طرح تشكيل قيادة سياسية لهذه القوى الإسلامية.

وفي موسكو، قال زعيم الشيشان رمضان قادروف إن وحدة من قوات الأمن الروسية تتدرب على قتال إسلاميين متشددين يحاربون الآن في سورية. وقال في بيان: «تذيع هذه العصابات يومياً لقطات مصورة يقولون فيها إنهم سينتقلون إلى شمال القوقاز بعد سورية لتنفيذ أنشطة إرهابية وتخريبية. لا يمكننا الاستماع إلى هذه التهديدات بهدوء وانتظار تحرك هذا الوباء إلى روسيا».

في نيويورك، قالت مصادر في مجلس الأمن إن روسيا ستجهز وحدات عسكرية سورية بوسائل اتصال متقدمة وعربات مدرعة لنقل الأسلحة الكيماوية داخل سورية الى مرفأ اللاذقية، تمهيداً لشحنها الى خارج البلاد.

وشددت منسقة لجنة التفتيش عن الأسلحة الكيماوية في سورية سيغرد كاغ على أولوية تأمين طريق دمشق حمص لإيصال مستوعبات المواد الكيماوية الى اللاذقية. وقدمت كاغ الى مجلس الأمن مساء الأربعاء تفاصيل خطة نقل المخزون الكيماوي السوري، مشيرة الى أن «الحكومة السورية استثمرت الكثير من الجهد والوقت لتأمين سلامة المواد الكيماوية» التي يفترض أن تنقل بكاملها الى خارج سورية بحلول نهاية كانون الأول (ديسمبر) الحالي.

تفجير انتحاري في مدينة القامشلي السورية يوقع عدداً من القتلى والجرحى

دمشق – يو بي أي

أدى تفجير انتحاري وقع، في مدينة القامشلي شمال شرق سورية على الحدود مع تركيا، إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى.

وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن “إرهابياً انتحارياًَ فجر نفسه بسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في حارة طي بمدينة القامشلي”.

وأضافت أن المعلومات الأولية تشير إلى “وقوع شهداء وجرحى بين المواطنين”.

وقال ناشطون إن التفجير أدى إلى مقتل 6 أشخاص وعدد من الجرحى.

الأسلحة الكيماوية السورية ستدمّر خلال أقل من 90 يوماً على متن سفينة

واشنطن ـ أ ف ب

كشف البنتاغون الخميس عن خارطة الطريق لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية التي تعد الأخطر، وتتضمن استخدام سفينة ومصنعين نقالين، مع مهلة 45 الى 90 يوماً لمعالجة “مئات الأطنان” من العناصر الكيماوية.

وبعد رفض ألبانيا تدمير العناصر الكيماوية، المعروفة باسم “أولوية رقم 1” ويفترض أن تنقل من سورية قبل 31 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، قررت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن تكلّف الولايات المتحدة بالتخلص منها بحيث ستجري هذه العمليات في البحر وعلى متن سفينة.

واستعداداً للأمر، بدأ البنتاغون تجهيز سفينة الشحن “أم في كيب راي” بطول 200 متر، والتي تنتمي إلى الأسطول الاحتياطي، في قاعدته في نورفولك (ولاية فرجينيا) بالمعدات اللازمة للقيام بالمهمة التي لم تعد تنتظر سوى موافقة نهائية من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

والعناصر الكيماوية، التي يفترض أن تدمر بحلول نيسان (أبريل) 2014، عبارة عن “مئات الأطنان”، أي نحو “150 حاوية”، بحسب مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع رفض الكشف عن اسمه.

وأعلنت دمشق عن إجمالي 1290 طن من الأسلحة أو المواد الكيماوية.

والحاويات يفترض ان ينقلها الجيش السوري نحو مرفأ اللاذقية، بحسب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، على ان تنقل لاحقاً عبر سفن نحو ميناء دولة أخرى لم تحدد بعد. وتعهدت الدنمارك والنروج بتأمين هذه السفن أو قسم منها.

وفور وصولها إلى هذا المرفأ، ستنقل الحاويات أولا خلال مهلة 48 ساعة إلى سفينة “كيب راي” التي ستتخلص منها في المياه الدولية.

وتجهز وزارة الدفاع الاميركية حالياً السفينة بنظامين للتحليل المائي، وهو نوع من مصنع نقال قادر على التخلص من العناصر الكيماوية السورية الأكثر خطورة، أي تلك التي تدخل في صنع غاز الخردل أو السارين أو “في اكس”.

وهذه الانظمة النقالة التي صنعها البنتاغون في مطلع العالم الحالي، نصبت على السفينة تحت خيمة مجهزة بنظام تنقية. وسيدير العمليات حوالى ستين موظفاً مدنياً من وزارة الدفاع الاميركية، على أن يتكون الطاقم الكامل على متن السفينة من مئة شخص.

ونظام التحليل المائي يسمح بالتفكيك الكيماوي للمادة بواسطة المياه، ما يؤدي الى ظهور جزيئات جديدة تكون أقل سمّية. وعمليات التفكيك ستستغرق بين 45 و 90 يوماً.

وأوضح المسؤول الاميركي ان “هذه التكنولوجيا أثبتت نجاحها، والعناصر الكيماوية وتفاعلها معروف جيداً، أنه أمر آمن ويحترم البيئة”، مؤكداً أنه “لن يُلق شيء على الإطلاق” في البحر.

وقال إن “وزارة الدفاع لديها خبرة في نزع الأسلحة الكيماوية منذ عقود”. ولا تزال الولايات المتحدة تدمر ترسانتها المتبقية من حقبة الحرب الباردة، وساعدت روسيا والبانيا وليبيا على التخلص من ترساناتها.

وأضاف المسؤول الأميركي أن السفينة ستجري بعد تجهيزها تجارب في البحر، وستكون بعد ذلك “جاهزة للعمل في مطلع السنة المقبلة. انها مسالة اسابيع”.

ولم يعط البنتاغون الذي يعتبر ان العملية “لا تنطوي على مخاطر عالية”، توضيحات حول الإجراءات الأمنية التي ستفرض حول السفينة كيب رأي اثناء عمليات التخلص من الأسلحة الكيماوية.

والمنتجات التي ستنجم عن عملية التحليل بالمياه ستعطى إلى شركات معالجة متخصصة في النفايات الصناعية، على غرار العناصر الكيماوية السورية الأخرى التي طرحت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية استدراج عروض بخصوصها للقطاع الخاص. وعبرت نحو 35 شركة عن اهتمامها، بحسب أحد الناطقين باسم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية كريستيان شارتييه.

الرقة “عروس الثورة السورية”… تنعى الحرية وهي في قبضة “القاعدة

بيروت ـ رويترز

يطلق عليها السوريون اسم “عروس الثورة”… إنها مدينة الرقة الواقعة شرق سورية، والتي عمّتها الاحتفالات بعدما صحا سكانها صبيحة أحد أيام شهر آذار (مارس) الماضي، ليشاهدوا رحيل آخر دفعة من قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وتعهد سكان المدينة الذين يرون أن عهداً جديداً من الحرية قد بزغ بأن يجعلوا من الرقة، وهي المدينة الوحيدة والأولى التي تقع بالكامل تحت سيطرة المعارضة، أنموذجاً لعهد ما بعد الأسد.

وقال أحد المقيمين والناشطين، في اتصال مع “رويترز” عبر سكايبي: “فيما غمرتنا السعادة جميعاً بالتحرير، لم يكن مهماً عندها من الذي يسيطر على المدينة. الرقة لجميع السوريين وكل من ساعد في تحريرها”.

“كان حلماً لكنهم قتلوه”

لم تدم نشوة أهل الرقة طويلاً… ففي الأسابيع التي تلت ذلك، ظهرت السجون في المباني العامة وانقطعت الكهرباء ومنع بيع التبغ في المتاجر، إذ يعتبره المغالون في التديّن ضد تعاليم الاسلام، وبدأ المقاتلون الإسلاميون الملثمون يجوبون المدينة.

وقال أحد المقيمين الذي يطالب الإسلاميون بالقبض على ابنه الناشط في مجال الإعلام: “أغلقوا الجامعات أيضاً معتبرين أنه ما دامت النساء يتلقين التعليم فيتعين إغلاقها”.

وجرياً على النسق الشائع في شمال سورية، شددت جماعة “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) المرتبطة بتنظيم “القاعدة” قبضتها شيئاً فشيئاً.

وقال مقيم آخر، وهو مثله مثل معظم أبناء الرقة، رفض الإدلاء باسمه خوفاً على حياته: “عندما تحررت الرقة ظننا أن النظام رحل الآن وأن عهداً من الحرية قد تجلّى. وبدأ الناس ينظفون الشوارع. تصورنا أننا نعيش في حلم.” وأضاف: “لقد كان حلماً، لكنهم قتلوه”.

واستولى المقاتلون على المباني الحكومية وحولوها الى سجون ومقرات لقيادتهم. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن كنيسة للأرمن في الرقة تحولت الى مكتب، وآلت أخرى الى مبنى إداري.

ونفذ المقاتلون الجهاديون عمليات إعدام علناً في ساحة رئيسية، ما أشاع الرعب بين السكان وقضى على أي احتمال للاحتجاج.

ويقول السكان إنه لا تفتح سوى قلة قليلة من المتاجر أبوابها خلال النهار لبيع المواد الغذائية الأساسية. ومع حلول الظلام تخلو الشوارع من المارة.

وقال ناشط فر منذ أسابيع: “انقطعت الكهرباء من أرجاء المدينة. ولا ترى الكهرباء إلا في مبانيهم. تعيش المدينة بأسرها في ظلام دامس، فيما ينعمون هم بالكهرباء”.

وألقى ناشط من الرقة، انتقل الى محافظة إدلب شمال غربي سورية، المسؤولية عن السماح للجهاديين بالاستيلاء على المدينة، على “الجيش السوري الحر” المدعوم من الغرب.

وقال: “كل ما يهم الجيش السوري الحر هو السرقة وجمع الأموال. منذ اليوم الاول لتحرير الرقة تركوها لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

غرباء في الرقة

ويقول أهالي المدينة إنهم لا يعرفون سوى القليل عن المقاتلين. ويقولون إن منهم عراقيون ومن الخليج العربي ومن ليبيا، إلاّ انهم يكتمون هوياتهم خلف اللثام ويتحاشون التحدث إلى الآخرين.

وقال أحد السكان، وهو في الاربعينات من عمره: “كان المسلحون الملثمون يتعاملون بلطف مع الناس في بادئ الأمر، وكانوا يساعدون الناس هنا”.

لكن سرعان ما ظهرت المشاكل، لاسيما بعدما بدأت جماعة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” تنفيذ عمليات الإعدام علناً في حق من ناصروا الانتفاضة بل من ساعدوا المقاتلين على الاستيلاء على المدينة.

وقال والد الناشط المطلوب القبض عليه: “شرعوا في اغتيال قادة الجيش السوري الحر. وأحرقوا الكنائس ودمروا التماثيل في الحدائق العامة ونهبوا المتاحف أيضاً، قائلين إن التماثيل والصور تتنافى وتعاليم الإسلام”.

ومضى يقول: “تغيرت العروس. فبدلاً من ثوبها الأبيض أجبرت على أن تتشح بالسواد”.

مانديلا: زعيم من زمن آخر… في ذمة الله

بيروت – منى حمدان*

ولد نيلسون مانديلا في قرية مغيزو، في منطقة ترانسكي جنوب جوهانسبورغ، في 18 تموز (يوليو) 1918، واسمه الأصلي روليهلاهلا داليبهونغا.

كان والده زعيماً قبلياً، ورث الزعامة عن أجداده الذين كانوا يعتبرون ملوكاً، غير أن مانديلا لم يعش عيشة الملوك، بل على العكس منها عاش طفولة قلقة بعد طرد والده من منصبه كشيخ للقبيلة.

أمضى مانديلا طفولته متنقلاً بين منزل والدته، ومنازل زوجات أبيه، ربما كان ذلك سبب قوله لاحقاً إنه “في كل مراحل حياته، كان يشعر بالراحة مع النساء”.

كان مانديلا يسمع أخبار أجداده ملوك شعب التمبو، فيشعر أنه في زمن لا يعترف بالملكيات الغابرة، خصوصاً في ظل وجود التمييز العنصري وانهيار المجتمع الزراعي التقليدي.

أما سبب اعتماده اسم نيلسون بدلاً من اسمه الاصلي، فيعود إلى معلمه في المدرسة التبشيرية الذي أطلق عليه اسم نيلسون، في سياق اختيار البعثات التبشيرية للتلاميذ السود أسماء أبطال إنكليز. وحين أنهى دراساته العليا، كانت الحياة الجامعية أعطته تجربة قيادية من خلال النشاطات الطالبية ذات البعد السياسي، إضافة إلى اختلاطه بطلاب من مختلف الأعراق، لينتقل بعدها إلى جوهانسبورغ، المدينة الرئيسية في البلاد، حيث عمل مساعداً لأحد المحامين.

مارس مانديلا نشاطاً سياسياً، فشارك عام 1942 في حملة ناجحة لمقاطعات الحافلات احتجاجاً على رفع ثمن التذاكر. وشكل ذلك بداية ارتباطه بحزب “المؤتمر الوطني الأفريقي” الذي كان تأسس عام 1912، فشكّل المؤتمر إطاراً لنشاطه السياسي والاجتماعي.

وبسبب حظر “المؤتمر الوطني الأفريقي” بقرار من حكومة الفصل العنصري التي يقودها البيض، والتي قامت بفرض نظام “الفصل العنصري” (الأبارتهايد)، مارس مانديلا عمله سراً مع المؤتمر.

في تلك المرحلة، طرأ تحول على فكر مانديلا، وأصبحت المقاومة السلمية شعاراً ينتمي إلى بدايات النضال، فراح ينظّم مع رفاقه في الحزب حملات عنف لتخريب وتعطيل الدورة الاقتصادية في بلده جنوب أفريقيا. وأدى ذلك إلى اعتقاله وإحالته إلى المحاكمة، بتهمة التآمر لإطاحة نظام الحكم. وفي تشرين الأول (أكتوبر) 1963 بدأت المحكمة النظر في قضيته، وسط اهتمام عام وعالمي بهذه القضية.

أثناء المحاكمة، ألقى مانديلا خطاباً دفاعاً عن نفسه، استغرق 5 ساعات، واعتبر الأعمق وقعاً في حياة مانديلا السياسية كلها، إذ أبرزه بوضوح زعيماً ليس فقط لحزب “المؤتمر الوطني الأفريقي”، وإنما للمعارضة المتعددة الأعراق والمعادية التفرقة العنصرية.

ولعل أهم ما جاء في خطابه، هذه العبارة التي عبرت عن أفق واسع وتسامح مارسه لاحقاً مع سجّانيه ومضطهديه وأبناء جلدته، حين خرج من السجن وأنهى نظام الفصل العنصري وانتخب رئيساً للبلاد، فقال: “كرّست حياتي لكفاح الشعب الأفريقي وحاربت هيمنة البيض بقدر ما حاربت فكرة هيمنة السود. كنت دائماً أرفع عالياً نموذج المجتمع الديموقراطي الحر، حيث الجميع يعطون فرصاً متعادلة ومنسجمة. وإذا اقتضى الأمر سأموت من أجل هذا الهدف”.

في العام 1985 عرضت عليه صفقة تشمل إطلاق سراحه في مقابل وقف المقاومة المسلحة، إلاّ أنه رفض العرض، وبقي في السجن حتى 11 شباط (فبراير) 1990، أي نحو 27 سنة، إلى أن أدت الضغوط المحلية والدولية إلى إطلاقه، بأمر من رئيس الجمهورية فردريك دوكليرك، الذي شارك مانديلا جائزة “نوبل” للسلام عام 1993.

أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجمهورية جنوب أفريقيا في 10 أيار (مايو) 1994، وذلك بعد فوز حزبه “المؤتمر الوطني الأفريقي”، بأكثرية ساحقة في أول انتخابات متعددة الأعراق، في بلد كان يشكل آخر قلاع التمييز العنصري.

وفي العام 1999 قرر مانديلا التقاعد بعدما انتهت مدة ولايته، ورفض أن يُمدَّد له، فتنحى عن الحكم، لكنه تابع نشاطه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم.

وبعد 12 سنة من تركه الحكم، أدخل مانديلا المستشفى عام 2011 لتعرضه لالتهاب حاد في التنفس، وبدأ صراعاً مع المرض أدخله المستشفى مرات عدة، كانت آخرها في 8 حزيران (يونيو) الماضي، عند إصابته مجدداً بعدوى في الرئة.

اليوم رحل مانديلا، وأعلن وفاته رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما.

*اعداد

جنوب افريقيا تستيقظ على عالم بلا مانديلا

بيروت ـ “الحياة”

الجمعة ٦ ديسمبر ٢٠١٣

توفي نيلسون مانديلا، الرئيس الجنوب افريقي السابق وأيقونة النضال ضد الفصل العنصري، مساء الخميس بعد صراع طويل مع المرض، مختتماً حياة حافلة بالإنجازات التاريخية جعلت منه أحد أبرز رموز التحرر والمقاومة.

وأعلن رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما وفاة مانديلا، قائلاً في كلمة مقتضبة وجهها عبر التلفزيون الرسمي مباشرة على الهواء إلى شعب جنوب افريقيا إن مانديلا توفي عن عمر 95 عاماً بهدوء في منزله في جوهانسبورغ محاطاً بعائلته.

وأشاد زوما بالرئيس السابق لجنوب إفريقيا المناهض لسياسة الفصل العنصري التي كانت سائدة في بلده. وأكد أنه “سيكون للغالي ماديبا (تعني الرجل العظيم والمبجل وتستخدمها عشيرة مانديلا للأرفع شأناً فيها) مراسم دفن رسمية”، معلنا أن الأعلام ستنكس اعتباراً من الجمعة وحتى الدفن.

وبدأت التحضيرات لجنازة رسمية للراحل لم يتحدد موعدها بعد ولكن يتوقع أن يحضرها الرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار زعماء وشخصيات العالم.

وذكرت وسائل إعلام جنوب افريقية إن الجنازة الرسمية قد تجري السبت في الرابع عشر من الشهر الجاري، وأن دعوات بدأت تصدر لإجرائها في السادس عشر منه الذي يصادف “يوم المصالحة” وهو يوم عطلة.

ومن المتوقع صدور تفاصيل أكثر عن الدفن في وقت لاحق اليوم.

ونقل جثمان الراحل إلى مستشفى عسكري في بريتوريا ويتوقع أن تقام فعاليات تأبين رسمية في أنحاء جنوب افريقيا بينها في استاد كرة القدم في جوهانسبرغ الذي شهد آخر ظهور رئيسي له على الساحة العالمية عام 2010 عندما حضر مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

وستجري الجنازة الرسمية في بريتوريا قبل نقل جثمانه إلى الكاب الشرقية وتحديداً إلى مسقط رأسه، قرية كيونو الريفية حيث سيدفن بناء على طلبه في مدافن العائلة في مراسم خاصة إلى جانب أفراد من عائلته بينهم أبناؤه الثلاثة الذين نقل رفاتهم إلى المدفن في تموز/يوليو الماضي

ولا يزال الآلاف يتهافتون على منزل الزعيم الراحل في جوهانسبرغ منذ سماعهم بنبأ وفاته، حيث ينشدون الأغاني الثورية المناهضة للفصل العنصري ويرقصون بعفوية احتفالاً بحياة من يعتبرونه بطلهم.

وهزّ نبأ وفاة أيقونة النضال الافريقي، العالم بأسره حيث تصدّرت صوره الصفحات الأولى لصحف العالم وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي. كما أثارت ردود فعل من كبار زعماء العالم الذين أشادوا بشجاعته وتصميمه وإلهامه.

وكان مانديلا يعاني من مشاكل صحية والتهابات في الرئة ربما كان سببها إصابته بالسل خلال فترة سجنه 27 عاماً في جزيرة روبن أيلاند قبالة كيب تاون.

ونقل الزعيم الراحل إلى المستشفى في الثامن من حزيران/يونيو بسبب اصابته بالتهاب رئوي، ثم بعد انتكاسة في الأول من أيلول/سبتمبر ومضاعفات أخرى على الأرجح. وأعلن في نهاية حزيران/يونيو ان حالته حرجة، لكنه نقل الى منزله في جوهانسبرغ لمواصلة علاجه.

وشغل نيلسون مانديلا، منصب رئيس جنوب أفريقيا في الفترة الممتدة بين 1994 و1999، وكان أول رئيس انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق.

هل كان مانديلا مناضلاً «سلمياً»؟

لندن – عبدالله أبا الخيل

في السادس من حزيران (يونيو) 2006 أسقط الكونغرس الأميركي صفة إرهابي عن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، بعد 15 سنة من نيله جائزة «نوبل» للسلام. المزاج اليميني في الغرب لا يؤمن بمانديلا زعيماً مناضلاً سلمياً من أجل حرية بلاده.

زعيم الحزب القومي البريطاني نيك كليف أثار الرأي العام البريطاني قبل أشهر، بعد مرض مانديلا ونقله إلى المستشفى، إذ كتب سلسلة تغريدات في «تويتر» قال في إحداها: «إن القديس مانديلا في آخر أيامه، تجنبوا قناة «بي بي سي» حين تنعق بتأبين الإرهابي العجوز، ستكون مقززة».

وفي تغريدة أخرى، كتب كليف: «إن رجال الدول يجب أن يقيموا بنتائج أفعالهم لا بخطبهم. قبل مانديلا كانت جنوب أفريقيا تعيش اقتصاداً آمنا، أما الآن فالجرائم تعصف بها».

حديث كليف عن مانديلا لم يكن جديداً في بريطانيا. ففي منتصف الثمانينات من القرن الماضي قال عضو البرلمان البريطاني تيدي تيلور «يجب أن يقتل نيلسون مانديلا».

وفي العام ذاته، وصف عضو البرلمان البريطاني تيري ديكس الزعيم الجنوب أفريقي حينها بـ«الإرهابي الأسود». في عام 1990 رفض مانديلا مقابلة المرأة الحديدة رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت ثاتشر آنذاك خلال زيارة مانديلا لندن، لكن الـ«بي بي سي» بثت حفلة لمانديلا، مادفع النائب عن حزب المحافظين في البرلمان إلى القول: «يبدو أن بي بي سي جنّت. يبدو أنها انضمت إلى تلك الجوقة التي تود تحويل شخصية مانديلا إلى شخصية معظمة تشبه المسيح».

حين أعلنت وفاة مانديلا في بريطانيا، امتلأت الصحف بالحديث عنه، كما صفحات الشبكات الاجتماعية. كما كان متوقعاً، فإن عشرات التغريدات في «تويتر» والتعليقات في الصحف استغربت الاحتفاء بمانديلا واعتباره رمزاً للنضال السلمي، بل إن العديد منها استغربت كتابة رمز RIP الذي يختصر عبارة «أرقد بسلام» بجانب اسمه.

أولئك البرلمانيون، والمشاركون في الشبكات الاجتماعية، يمثلون حقبة واعتقاداً لا يزال يجري بين بعض البريطانيين خصوصاً، أن مانديلا ليس سوى إرهابي مؤمن بالعنف سبيلاً للكفاح، رغم تعظيم الحكومة البريطانية له واستقبال الملكة له سابقاً، ونصب تمثال له في العاصمة البريطانية لندن فهل كان مانديلا كذلك؟

قبل ولادة مانديلا بستة أعوام، وتحديداً عام 1912، تشكّل المؤتمر الوطني الأفريقي ANC الذي يهدف إلى جمع الأفارقة معاً كشعب واحد للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم. وانضم إليه الشاب روليهلاهلا مانديلا، الذي يعني اسمه باللغة المحلية «صانع المشاكل»، عام 1943. في عام 1948 تولى سكرتارية الحزب، ليصل بعد ذلك إلى رئاسة الحزب عام 1991، والتي أوصلته إلى رئاسة دولة جنوب أفريقيا لاحقاً خلال الفترة بين 1994 و 1999.

بدأ مانديلا حياته النضالية داعياً إلى أخذ حقوق الأفارقة من حكومة نظام الفصل العنصري بالطرق السلمية. لكنه أسس لاحقاً الذراع العسكرية لـ«المؤتمر الوطني الأفريقي»، المسمى Umkhonto we Sizwe ويرمز إليه اختصاراً باللغة الانكليزية MK عام 1961. وتعد الفترة بين 1976 و1978 ذورة نشاط الذراع العسكرية، حين كثف الحزب هجماته «التخريبية»، بحسب وصف الحزب ذاته، على سكك القطار ومقرات الشرطة، نتيجة إقدام الشرطة على قتل أكثر من ألف طفل في منطقة سويتو، ما أطلق عليها لاحقاً مفرزة 16 حزيران (يونيو). حينها كان مانديلا يمضى عقوبة السجن مدى الحياة في جزيرة روبن.

حتى وقت متأخر لم يحظ “المؤتمر الوطني الأفريقي” الذي يشكل تهديداً للحكومة العنصرية في جنوب أفريقيا، برضى عالمي.

في عام 1987، قالت رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارغريت ثاتشر: «إن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي هو منظمة إرهابية نموذجية. إن أي شخص يعتقد بأن هذا الحزب يمكنه قيادة الحكومة في جنوب أفريقيا… فإنه يعيش في جزر الوقواق». لكن رئيس الحزب تولى لاحقاً رئاسة الحكومة وفاز بجائزة «نوبل» للسلام، وعين رئيسه أميناً عاماً لحركة عدم الانحياز في عام 1998.

في سيرته الذاتية التي نشرها في كتاب يحمل عنوان «مسيرة طويلة نحو الحرية»، يؤمن مانديلا بتعريف آخر للنضال السلمي يختلف ربما عما أشيع عنه. في أحد نصوص السيرة الذاتية يقول مانديلا: «الحكومة والشرطة كانت اتخذت التدابير لمنع أي اجتماع سلمي وتجريمه، وكانت الأمور تسير تجاه حكم بوليسي. وبدأت أرى أن الاحتجاجات القانونية ستصبح مستحيلة في الوقت القريب، وأن المقاومة السلمية تكون فعالة إذا تمسك من تقاومهم بالقوانين ذاتها التي تتمسك بها أنت، وإلا فلا فاعلية لها. وبالنسبة إلي، كان عدم العنف استراتيجية فقط، ولم يكن مبدأً أخلاقياً. فلا يوجد خيار أخلاقي في استعمال سلاح غير فعال».

وفي عبارة أكثر صراحة، يقول مانديلا: «إن 50 سنة من عدم العنف من جانب المؤتمر لم ينتج عنها سوى القوانين الظالمة والاستغلال والاضطهاد للأفارقة، وهكذا بدت السياسة التي تهدف إلى إقامة الدولة غير العنصرية عن طريق عدم العنف غير مجدية».

ويوكد في موضع آخر هذا الإيمان بقوله: «المناضل من أجل الحرية يتعلم بطريقة صعبة أن الظالم هو من يحدد طريقة الصراع، والمظلوم غالباً ما يترك دون خيار سوى استخدام الأساليب التي يستخدمها الظالم. عند نقطة معينة لا يمكن المرء إلا محاربة النار بالنار».

شهرة مانديلا التي اكتسبها عالمياً جاءت لنضاله الطويل وإيمانه بقضيته، والسعي لتحرير شعبه وعدم الالتفات لاتهامات للرجل الأبيض حينها، وعبارات التأبين في العالم الغربي التي صدرت فور وفاة مانديلا لم تتحدث كثيراً عن كونه مناضلاً سلمياً، كما يشاع دائماً. إحدى عبارات التأبين جاءت سريعاً من الرئيس الأميركي باراك أوباما قال فيها عن مانديلا: «كان رمزاً للنضال من أجل العدالة والمساواة والكرامة في جنوب أفريقيا وأنحاء العالم».الزعماء البريطانيون أشاروا جميعاً إلى شجاعته واعتباره رمزاً عالمياً، من دون وصفه بالمناضل السلمي.

«لقد انطفأ ضوء عظيم من هذا العالم، لقد كان نيلسون مانديلا بطل زماننا»، هكذا كان وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لشخصية مانديلا.

أما زعيم حزب العمال إد ميليباند، فقال: «لقد خسرنا بطل عصرنا».

العالم فَقَد أيقونته

 (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ)

عن 95 سنة رحل نلسون مانديلا، الذي كان ايقونة القرن العشرين وملهماً ليس لجنوب افريقيا فحسب، بل للعالم اجمع، وبات كفاحه من أجل الغاء التمييز العنصري اثراً لا يمحى ورمزاُ للمحبة والصفح. واليوم يفتقد العالم زعيماً ورئيساً سابقاً وملاكماً سابقاً والمحامي والسجين الرقم 46664 الذي شع من ضوء زنزانته التي امضى فيها 27 عاماً، ضياء التسامح وفجر الامل ببلاد جديدة تتسع لكل ابنائها.

وأعلن الرئيس الافريقي الجنوبي جاكوب زوما في كلمة عبر التلفزيون ان مانديلا توفي بهدوء في منزله بجوهانسبورغ بعد مرض طويل في الرئة. وأضاف ان جثمان اول رئيس أسود لجنوب افريقيا سيشيع في جنازة رسمية. وأمر بتنكيس الاعلام في البلاد. وقال: “مواطني في جنوب افريقيا… رحل حبيبنا نلسون مانديلا الرئيس المؤسس لبلدنا الديموقراطي… فاضت روحه الى بارئها بسلام في منزله… لقد خسرنا ابننا العظيم”. ودعا إلى تذكر قيم مانديلا واحترامها، وإلى إعادة تأكيد رؤيته لمجتمع لا وجود للاستغلال أو القمع فيه. وحض على التعبير عن الامتنان العميق لما قام به مانديلا في حياته خدمة لشعب جنوب أفريقيا وللعالم، والتزام بناء بلد موحد وغير عنصري وديموقراطي ومزدهر.

ونعاه الرئيس الاميركي باراك اوباما قائلاً في مؤتمر صحافي بالبيت الابيض: “إنه حقق أكثر مما يمكن ان يتوقع من أي رجل… هو اليوم ذهب الى مثواه الاخير ونحن خسرنا أحد أكثر البشر تأثيرا وشجاعة ونقاء”. واعتبر ان أعمق ميراث لمانديلا هو جنوب افريقيا حرة وفي سلام مع العالم.

وكان مانديلا من أوائل من تبنوا المقاومة المسلحة لسياسة التمييز العنصري في جنوب افريقيا عام 1960، لكنه سارع الى الدعوة الى المصالحة والعفو عندما بدأت الاقلية البيضاء في البلاد تخفيف قبضتها على السلطة بعد ذلك بثلاثين عاما.

وانتخب مانديلا – الذي أمضى نحو ثلاثة عقود في السجن – رئيسا لجنوب افريقيا في انتخابات تاريخية متعددة العرق عام 1994 وتقاعد عام 1999.

وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1993 وشاركه فيها فريديريك دو كليرك الزعيم الابيض الذي أفرج عن أشهر سجين سياسي في العالم.

وعام 1999 سلم مانديلا السلطة الى زعماء أكثر شبابا واكثر تأهيلا لادارة اقتصاد حديث في رحيل طوعي نادر عن السلطة ضرب مثلاً للزعماء الافارقة.

ومع تقاعده حوّل مانديلا جهوده الى مكافحة مرض العوز المناعي المكتسب “الايدز” في جنوب افريقيا خصوصا بعدما توفي ابنه بالمرض في 2005.

وكان آخر ظهور رئيسي لمانديلا على الساحة العالمية عام 2010 عندما حضر مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم ولقي استقبالا حافلا من 90 ألف متفرج في ملعب سويتو الحي الذي شهد بزوغه زعيماً للمقاومة.

وداعاً بطل الحرية ـ قاهر العنصرية: نلسون مانديلا

المشاكس، في سنوات الفتوة والشباب، في إحياء سويتو الفقيرة كأهلها السود، في وجه الجامعة التي نبذته، والسلطة العنصرية للأقلية البيضاء التي جرّبت قمع احلامه، رحل عنا أمس. نلسون مانديلا الذي تحول، ومن سجنه الطويل، رغم إرادة كل قوى الاستعمار الغربي، الى رمز للتحرر ومحاربة العنصرية والتمييز، استسلم بهدوء للمرض، وقرر المغادرة.

خلال 95 سنة، ظل مانديلا يعاند كل المصاعب، وما تراجع. نحو 30 سنة في سجنه الذي تحول مزاراً في «رون ايلاند»، كان مانديلا يكسر نظام الفصل العنصري الذي أحكم قبضته على شعوب جنوب افريقيا وقبائلها أكثر من 300 سنة، حجراً حجراً، بين عامي 1964 و1990.

وما أن خرج، بعدما صار رمزاً عالمياً أكثر سطوعاً، كان العد العكسي لنهاية حكم الظلم في بلاده، قد تسارع.

عاند شعبه مثله. قاوم، عندما كانت كل الأمم الكبرى تتآمر عليه، وعلى حريته، وعلى الدرب فقد العديد من رفاقه حياتهم، واستبيح دم شعبه في شوارع سويتو وغيرها، ولم ينكسر.

ولم يخرج مانديلا حاقداً. خرج مبتهجاً بانتصار الارادة، وفكرته. خرج ليصنع بريتوريا الجديدة. جنوب افريقيا سلمت له أمرها واختارته في العام 1994 رئيساً في اول انتخابات ديموقراطية متعددة، شارك فيه السود والبيض، واصبح اول رئيس اسود لها، ورمزاً للمصالحة.

ولد مانديلا في 18 تموز/يوليو 1918 في منطقة ترانسكاي (جنوب شرق) في قبيلة ملكية واطلق عليه والده اسم «روليهلاهلا» اي المشاكس الذي يجلب المشاكل. وفي سن مبكرة بدا مانديلا فتى متمرداً وأقصي من جامعة فورت هار للسود بسبب خلاف حول انتخاب ممثلي الطلاب. وفي جوهانسبرغ، التحق المحامي الصاعد الذي يعشق النساء والملاكمة، بحزب المؤتمر الوطني الافريقي واسس مع اشخاص آخرين رابطة الشباب في الحزب. وامام السلطة التي تطبق نظام الفصل العنصري في العام 1948 تولى مانديلا رئاسة الحزب. واعتقل مراراً وحكم مرة اولى بتهمة الخيانة قبل تبرئته في العام 1956. وبعد عام قاد مانديلا النضال المسلح واعتقل وحوكم بتهمة التخريب والتآمر ضد الدولة في إطار محاكمة ريفونيا (1963 ــ 1964). وصدر على مانديلا حكم بالسجن المؤبد لكنه اعلن مبدأه بالقول «إن مثلي الاعلى كان مجتمعاً حراً وديموقراطياً… اني مستعد لأن اضحي بحياتي في سبيل ذلك».

فريق الإبرهيمي يؤكّد انعقاد جنيف – 2 صراع أسماء داخل الائتلاف وسيناريو لإيران

جنيف – موسى عاصي

قالت اوساط الممثل الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي لـ”النهار” ان مؤتمر جنيف – 2 لن يُنقل من سويسرا، ولن يؤجل موعده، على خلفية ما تحدثت عنه وسائل اعلام وصحف أجنبية وعربية عن إمكان نقل المؤتمر الى فيينا في النمسا، او تأجيل موعده. وأكدت أن الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون والابرهيمي غير مستعدين لتعديل الموعد المحدد في 22 كانون الثاني 2014 بصرف النظر عن الاسباب.

وتعود الصعوبات التي تواجه انعقاد المؤتمر، الى أسباب لوجستية تتعلق بتأمين أماكن لاقامة الوفود السورية والدولية التي ستشارك فيه، ذلك أن فنادق جنيف ستكون في الموعد المحدد للمؤتمر مزدحمة لتزامن هذا المؤتمر مع معرض سويسرا الدولي للساعات، وهو معرض سنوي يؤدي الى امتلاء كل فنادق المدينة.

وتعمل السلطات السويسرية والامم المتحدة معاً من أجل حل هذه المشكلة. واقترحت السلطات السويسرية على الابرهيمي عقد المؤتمر في مدينة مونترو، وهي أحدى أجمل المدن السويسرية، تبعد من جنيف أقل من مئة كيلومتر، وتقع على شاطئ بحيرة ليمان وقبالة مدينة ايفيان الفرنسية، لكن هذا الامر لم يحسم بعد، والابرهيمي، استناداً الى اوساطه، يفضل انعقاد المؤتمر في مقر الامم المتحدة بجنيف وخيار مونترو هو خيار موجود ولكن بعد قطع الامل من جنيف.

وأكدت اوساط الابرهيمي أن المشكلة اللوجستية هي الوحيدة التي تواجه جنيف -2 ، أما التصريحات المتبادلة بين رفي الصراع في سوريا وتهديدات البعض بمقاطعة المؤتمر فتبقى، من وجهة نظر المقربين من الابرهيمي، في خانة “الطبيعي” الذي يسبق أي مؤتمر أو مفاوضات، وهذه التصريحات هدفها اعلامي فقط “ولا علاقة لها بالعمق المتفق عليه بين الجميع وهو حضور المؤتمر وبدء المفاوضات”. وأفادت ان فريق الامم المتحدة طلب من الطرفين السوريين تزويده لائحة بالاسماء التي ستحضر جنيف -2 قبل 27 كانون الاول الجاري، مشيرة الى وجود اتصالات ولقاءات ثنائية بين “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” والأطياف الأخرى للمعارضة من أجل تأليف وفد موحد.

لكن هذا التفاؤل بوضع المعارضة السورية يبقى محصوراً بمكتب الابرهيمي وحده، فحتى الآن لم تتقدم هذه المعارضة قيد أنملة في حل خلافاتها المتعلقة بتأليف الوفد الموحد تحت “مظلة” الائتلاف، ولم ينجح أي لقاء يجمع أطراف المعارضة والمستقلين في الائتلاف السوري تحقق الى تقارب في وجهات النظر، خصوصاً أن الاطياف المعارضة لا تزال ترفض مبدأ “المظلة”.

والى هذه الأزمة العامة للمعارضة، تطفو أزمة الصراعات بين قوى وشخصيات الائتلاف نفسه، والمشكلة لدى هؤلاء محصورة في جزئية “من سيحضر جنيف -2، وليس ماذا يتضمن المؤتمر او ماذا سيقال فيه”، وهذه الخلافات مستفحلة على رغم الاتفاق المبدئي بين قوى وشخصيات الائتلاف السوري على اقتراح لحل أزمة الانتخابات المقررة في 7 كانون الثاني المقبل يقضي بالحفاظ على القيادة الحالية للائتلاف منعاً لتغييرات على مستوى القيادة عشية انعقاد المؤتمر. وأبلغت اوساط متطابقة من الائتلاف “النهار”، أن سيناريو الاتفاق يقوم على اساس ابقاء أحمد الجربا رئيساً مع تعديلٍ في ولاية الرئيس من ستة اشهر الى سنة، وتبديل بعض نواب الرئيس بما يتناسب مع المرحلة المقبلة وخصوصاً فترة التفاوض مع النظام.

وفي هذا الاطار، أبدى أحد قادة الائتلاف، طالباً عدم ذكر اسمه لـ”النهار” تشاؤمه بالتحضيرات، قائلاً “ان النظام السوري بات جاهزاً بسيناريوات متعددة وخطط محددة، ووفده ايضاً جاهزاً ويملك ما لديه لطرحه على طاولة المفاوضات، أما المعارضة وخصوصاً الائتلاف فلم يأت حتى الآن على أي مقاربة على مستوى برنامج العمل أو على خطط وسيناريوات يطرحها في مقابل طروحات النظام”.

وكي تكتمل الصورة، أكد عبد الأحد اصطيفو العضو في الائتلاف السوري والمكتب التنفيذي للمجلس الوطني، أن الائتلاف السوري والمجلس الوطني لم يتلقيا بعد اي دعوة من فريق الابرهيمي لحضور المؤتمر ولا أي طلب من أجل تأليف الوفد الى المؤتمر و”لم يجر أي اتصال مع مكتب الابرهيمي منذ اللقاء التحضيري في 25 تشرين الثاني”. وأكد أن “كل ما يعلن عن الدعوات لا يزال في الاطار الاعلامي وليس رسمياً”، وخلص الى أن “التحضيرات لمؤتمر جنيف – 2 ليست جدية”.

سيناريو لحضور إيران

وعلى مستوى اشكالية حضور ايران جنيف – 2، لاحظت اوساط الابرهيمي أن هذه المشكلة يفترض ان تجد لها حلاً خلال الاجتماع الثلاثي (روسيا وأميركا والامم المتحدة) في جنيف في 20 كانون الاول الجاري، لكن مخرجاً يجري تداوله للحل من خلال توسيع مروحة المشاركة الدولية، كإضافة مجموعة دول متعددة في الجلسة الافتتاحية، كدول مجموعة “بريكس” واندونيسيا وباكستان وغيرها من الدول التي ستحضر بصفة ضيف، وعلى هذا الاساس يمكن أزمة المشاركة الايرانية أن تخرج من نفقها.

الوضع الميداني

ميدانياً (الوكالات)، اتهم ناشطون معارضون القوات السورية النظامية مجددا باستخدام غاز سام في الحرب في سوريا ، وقالوا انه عثر على الضحايا وقد تورمت اطرافهم وظهرت رغوة في افواههم في بلدة النبك بمنطقة القلمون في ريف دمشق.

وقتل مئات في هجوم بغاز الاعصاب في مناطق تسيطر عليها المعارضة على أطراف دمشق في 21 آب. وتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك الهجوم. ووافق الرئيس السوري بشار الأسد بعد ذلك على التخلي عن ترسانة الاسلحة الكيميائية بموجب اتفاق بين موسكو وواشنطن، جنّب دمشق التعرض لهجمات اميركية وبدأ خبراء دوليون العمل على تفكيك المنشآت السورية الخاصة بالأسلحة الكيميائية.

وأمس، قال مسؤولون دفاعيون اميركيون ان الولايات المتحدة ستجري تجربة في البحر هذا الشهر لمعدات قد يمكن استخدامها في تدمير اشد الاسلحة الكيميائية السورية سمية في البحر.

من جهة أخرى، اعدم مقاتلون جهاديون من “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، المصور الصحافي العراقي المستقل ياسر فيصل الجميلي بعد خطفه على حاجز في محافظة ادلب بشمال شرق سوريا.

«داعش» يخطف 50 كردياً في ريف حلب

سوريا: عمليات الاغتيال تطال الجميع

طارق العبد

لعله أمر متوقع ومألوف أن تشهد أي ساحة صراع عمليات تصفية واغتيال، لكن الخارج عن المألوف في المسألة السورية هو تصاعد هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة، مع اتهامات تطال جميع الأطراف، سواء للنظام الذي تمكن من اختراق عشرات التنظيمات المعارضة، أو للفصائل المسلحة نفسها والتي تقوم بالعملية إما في سياق أضعاف باقي «رفاق السلاح» أو بهدف إظهار سطوتها، وهنا سيطال الرصاص حتى عامة الناس في مناطق سيطرة المعارضة، وطبعاً لا دور تؤديه «المحاكم والهيئات الشرعية» التي أوجدها المعارضون في مثل هذه الحالات .

ففي ريف دمشق، ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان مجهولين اغتالوا قائد لواء بإطلاق النار عليه في رأسه فجر امس داخل مخيم اليرموك، وقبله قائد سابق للواء عينه الذي لم يسمه «المرصد» لكنه أشار إلى دوره في كشف حالات الاختراقات في صفوف الكتائب وكشف عمليات سرقة وفساد تطال بعض المسلحين.

قد يبدو الخبر عادياً، ولكن إضافته إلى نبأ مقتل قيادي في «لواء التوحيد» على حاجز «جبهة النصرة» في درعا أمس الأول، وقبلهم مقتل عبد القادر صالح احد ابرز قادة المسلحين وعضو «المجلس العسكري» كمال حمامي يجعل الأمر محط تساؤل حول الجهة التي تقوم مرة تلو الأخرى باستهداف قادة المسلحين وإحداث حالة من الاحتقان ما تلبث أن تهدأ حتى تشتعل بمقتل شخصية جديدة.

ويتحدث مصدر ميداني في الشمال أن النظام قد يكون ضليعاً بعدة عمليات اغتيال، أبرزها تلك التي طاولت حجي مارع (لقب عبد القادر صالح)، فثمة معلومات كثيرة تؤكد الرواية التي تقول إن استهدافه قد تم بواسطة شريحة الكترونية زرعت من قبل شخص تم تجنيده لتتم إرسال المعلومات ثم القصف بغارة جوية. وقد فتح «لواء أحرار الشام» تحقيقاً حول مدى اختراقه من قبل القوات السورية، وفي المقابل تتجه أصابع الاتهام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، وخاصة مع حديث عدة شهود عيان عن مسؤوليته عن مقتل مسؤول الإغاثة في «أحرار الشام» أبو عبيدة البنشي وكذلك عضو «المجلس العسكري» أبو بصير في ريف اللاذقية.

ورغم تجاوب «داعش» مع «أحرار الشام» في التحقيق بداية إلا ان حالة من المماطلة قد أغرقت مجريات التحقيق، بحيث يتم نسيان القضية تدريجياً، وخاصة ان «الدولة الإسلامية» لم يقم بمحاسبة أي من عناصره على أي عملية قتل قد حصلت، وأقصى ما فعله حين قام أفراده بقطع رأس مقاتل في ريف حلب مؤخراً هو التبرير بأخطاء فردية.

في المقابل، يوضح محــمد الادلبي، وهو ناشــط إعلامي مســتقل في ادلب، ان «المسألة لم تعــد تقتــصر على قيادات الجــيش الحــر بقــدر ما أصبــحت تطال مختلف الشرائح المجتمعية، بل ان أهم المدن التي يسيــطر عليها المسلحون، مثل حلب وادلب وحماه والرقة ودير الزور، باتت تعاني من ظاهرة الاغتيال والتصفية، وبعضها يتم بواسطة عصابات احترفت السرقة والخطف والقتل وتتستر برداء المعارضة في بعض الأحيان».

ويضيف «في ريف جسر الشغور في ريف إدلب بلغ عدد عمليات القتل بواسطة رصاصتين في الرأس نحو 14 حادثة، بينما شهدت مدينة سرمين قتل رئيس مجلسها المحلي ووجدت جثته على الطريق لاحقاً. أما دور المحاكم والهيئات الشرعية فهو معطل، بغياب النفوذ والقوة والصلاحية والخبرة لحل مثل هذه القضايا، وتزداد المشكلة سوءاً حين ترفض بعض المجموعات الاحتكام إلى الهيئة الشرعية».

الى ذلك، ذكر «المرصد»، في بيان، ان تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» خطف خلال الايام الثلاثة الماضية 51 مواطنا كرديا على الأقل من مدينة منبج وقراها ومدينة جرابلس في ريف حلب، بينهم طفلان وسيدة وسبع فتيات». واوضح ان مصير المخطوفين «لا يزال مجهولا»، وان الجهة التي اقتيدوا اليها غير محددة.

وفي تموز الماضي، خطف مسلحون من «داعش» نحو 200 مدني من بلدتي تل عرن وتل حاصل الكرديتين في ريف حلب، لا يزال العشرات منهم قيد الاسر.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) «قضت وحدات من جيشنا على مجموعات إرهابية مسلحة بكامل أفرادها في مدينة النبك ومحيطها والغوطة الشرقية ويلدا والزبداني وداريا وحيي برزة والقابون ودمرت أوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة».

وفي تكرار للاتهامات التي اطلقت بشأن الغوطة في 21 اب الماضي، اتهمت المعارضة القوات السورية باستخدام أسلحة كيميائية في الهجوم على النبك. وقال معارضون لوكالة «رويترز» ان «قذيفتين تحويان غازا سقطتا قرب وسط النبك، ما ادى الى سبع إصابات». وأشار مصدر إلى أن القذائف اطلقت من دير عطية.

وبث المعارضون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» لما قالوا انه شخص اصيب في الهجوم. لكن الشريط كان رديئا جدا ولم يظهر الشخص الذي اصيب.

طهران: «جنيف 2» لإخراج الإرهابيين

أوروبا قلقة من «جهادييها» في سوريا

بدأ الاوروبيون امس مناقشة خطر انتقال مواطنيهم الى سوريا وانضمامهم الى تنظيم «القاعدة»، في وقت اعلنت فيه رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيغريد كاغ أن القوات السورية تعمل على تأمين طريق دمشق – حمص لنقل المواد الكيميائية الى مرفأ اللاذقية ومن هناك الى الخارج، بهدف إتلافها.

وأشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال لقائه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في طهران، إلى «الإجراءات المؤثرة لإيران في الحيلولة دون وقوع حرب كانت تتجه لتفرض علي المنطقة». وقال إن «مؤتمر جنيف 2 يجب أن يؤكد علي الخروج الكامل للإرهابيين من سوريا وتوفير الظروف اللازمة لإجراء انتخابات حرة تماماً، ومن دون شروط مسبقة». وأضاف أن «مسؤوليتنا المشتركة هي الدفاع عن أهداف ومطالب الشعب السوري في جميع المؤتمرات الدولية، خاصة جنيف 2» الذي سيعقد في 22 كانون الثاني المقبل. (تفاصيل صفحة 16)

وعقد في بروكسل اجتماع لوزراء داخلية دول الاتحاد حول مكافحة شبكات إرسال الشبان إلى سوريا للقتال إلى جانب «القاعدة».

وحذر وزيرا الداخلية الفرنسي مانويل فالس والبلجيكية جويل ميلكيه من أن عددا متزايدا من الشبان الأوروبيين يتوجهون إلى سوريا للقتال في صفوف مجموعات موالية لتنظيم «القاعدة»، وان هؤلاء يشكلون «طاقة خطيرة» على دول الاتحاد الأوروبي وحلفائها. وأشارا إلى أن ما بين 1500 إلى 2000 شاب أوروبي توجهوا إلى سوريا. وقدر عددهم في حزيران الماضي بنحو 600.

وأوضح فالس انه «عندما اندلع النزاع في سوريا كان من الصعب التحرك لأن الأمر كان يتعلق بالذهاب لقتال نظام مدان من الجميع، ما جعل الانتقادات صعبة»، لكنه استدرك أن الوضع اليوم قد تغير وان «معظم الأشخاص ابدوا إرادتهم في القتال في منظمات قريبة من القاعدة». (تفاصيل صفحة 15)

والتقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «رئيس الحكومة المؤقتة» التي ألفها «الائتلاف الوطني السوري» احمد طعمة وثلاثة من أعضاء «الحكومة». وأكد فابيوس «أهمية مؤتمر جنيف 2 لبدء مرحلة انتقالية تلبية للتطلعات الديموقراطية للشعب السوري واحترام حقوق الإنسان». وشدد فابيوس وطعمة على «الحاجة الملحة لتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري».

وفي تكرار للاتهامات التي أطلقت بشأن الغوطة في 21 آب الماضي، اتهمت المعارضة القوات السورية باستخدام أسلحة كيميائية في الهجوم على النبك، والتي تقع على طريق رئيسية تصل دمشق بحمص واللاذقية، الذي سينقل عبر مرفئها المواد الكيميائية إلى الخارج لإتلافها. وقال معارضون لوكالة «رويترز» إن «قذيفتين تحويان غازاً سقطتا قرب وسط النبك، ما أدى إلى سبع إصابات». وأشار مصدر إلى أن القذائف أطلقت من دير عطية.

وكانت رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيغريد كاغ أعلنت، بعد تقديم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي حول عملية إتلاف الكيميائي السوري، انه سيتم شحن المواد الكيميائية السورية إلى مرفأ اللاذقية لنقلها بعد ذلك إلى مرفأ آخر ومنه إلى سفينة أميركية تم تحضيرها لهذا الغرض.

واعترفت كاغ بخطورة عملية نقل «الكيميائي» على الأرض السورية، مشيرة إلى أن السلطات السورية تقوم بخطوات من أجل تأمينها من اجل نقل المواد إلى اللاذقية.

وذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، أمس، أن الأمم المتحدة تدرس توسيع لائحة الدول التي ستدعى إلى «جنيف 2». ونقلت عن مسؤولين في الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يخطط لعقد اجتماع في 20 كانون الاول الحالي في جنيف مع مسؤولين روس وأميركيــين، ومن ثم مع قوى إقليمية أخرى، ويأمــل بعد ذلك إعــلان لائحــة الدول المدعــوة إلى المؤتمــر.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

شيعة العراق يتدفقون على سوريا للخروج من الفقر و’الدفاع عن السيدة زينب

إبراهيم درويش

لندن ‘القدس العربي’: كشفت صحف بريطانية أن المسؤولين البريطانيين وحلفاءهم الغربيين عقدوا أول اجتماعاتهم مع فصائل إسلامية تقاتل النظام السوري لبشار الأسد في محاولة منهم لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر جنيف المقرر عقده في كانون الثاني يناير المقبل. وتمت اللقاءات في العاصمة التركية أنقرة وجاءت بعد القلق الذي ظهر في العواصم الغربية من تصاعد قوة الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش وجبهة النصرة المرتبطتين بالقاعدة خاصة في شمال وشرق سوريا.

ويأمل التحالف الغربي المؤيد للمعارضة السورية حسب صحيفة ‘ديلي تلغراف’ أن تقوم الجماعات الإسلامية هذه بالتوصل لأرضية مشتركة مع الجماعات العلمانية المعارضة لنظام الأسد خاصة الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الذي يعتبر مظلة لعدد من الجماعات السياسية المعارضة، ويدعو الغربيون الأطراف في التيارات المقاتلة والسياسية إلى تناسي خلافاتهم الأيديولوجية وإنشاء جبهة واحدة.

وقد قامت كل من قطر وتركيا بترتيب اجتماعات في الأشهر الأخيرة مع دخول السعودية وتبني خيار متشدد. ومع تركيا وقطر جلس مسؤولون بريطانيون وأمريكيون وعدد من ممثلي ‘مجموعة أصدقاء ليبيا’، وبحسب مسؤول غربي’أعتقد أنهم كانوا يتطلعون لمعرفة ماذا تتوقع هذه المجموعات من المجتمع الدولي’، مضيفا أن هذه الدول كانت تعرف بوجود عناصر ‘شريرة’ داخل التحالف الذي التقت ممثليه.

وقال المسؤول إن الجنرال إدريس يجد نفسه وسط جماعة سياسية في المنفى تؤمن بالديمقراطية وتريد المشاركة في المحادثات من جهة وقوى مقاتلة على الأرض تريد إقامة دولة الشريعة من جهة أخرى، وما يريده اللواء إدريس هو ‘جلب الجماعات المقاتلة من جديد للعمل مع المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية وان لم ينجح فعلى الأقل يبقي خطوط الإتصال مفتوحة معها’.

وأشارت الصحيفة لتصريحات اللواء سليم إدريس التي نقلت عنه ونفاها لاحقا من عدم اشتراطه لرحيل الأسد للمشاركة في مؤتمر جنيف، والذي حذر في الوقت نفسه من مخاطر سيطرة القاعدة على أجزاء من البلاد، حيث قال إن المعارضة المسلحة ستقوم بحشد قواتها مع ما تبقى من الجيش النظامي وخوض معركة للتخلص من القاعدة ومنعها من تقرير مصير البلاد. وفي تعليق وضح فيه أغناطيوس بعض ما جاء في اللقاء والذي اعتقد أنه اسيئ فهمه وجاء فيه ‘الزعم بأن إدريس مستعد للقتال إلى جانب النظام يعتبر قراءة متجنية عليه وعلى ما قاله’.

فقد قال إنه في حالة خروج الأسد من السلطة فلن يكون الجيش جيش النظام وعليه فلن يمنع هذا من تعاون الجيش على التخلص من الدولة الإسلامية التي يجب قتالها إن رفضت الخروج من سوريا. أي أن إدريس كان يتحدث عن جيش ما بعد الأسد.

جماعات الوسط

وفي إطار المحادثات مع جماعات ‘الوسط’ المقاتلة أكد مصدر غربي مسؤول من أن معظم الجماعات التي شاركت في المحادثات هي من جماعات ‘الوسط ثم التحرك في داخل الطيف’ و’الهدف من هذه اللقاءات هو معرفة أين تقف هذه الجماعات في داخل هذا الطيف’.

وترى الصحيفة أن أهم تطور على الساحة القتالية التي شهدت حالة من الجمود كان تشكيل تحالف موسع ضم عددا من الجماعات المقاتلة وذلك في الشهر الماضي. وكان من ضمن الكتائب الموقعة على التحالف جماعات تعتبر معتدلة وحظيت في الماضي بدعم من التحالف الغربي مثل ‘لواء التوحيد’ في حلب، وإضافة إلى ‘أحرار الشام’ التي رفضت الغرب والمجلس العسكري الأعلى للثورة السوريةـ الذي يقوده سليم إدريس.

وكانت ‘هيومان رايتس ووتش’ قد أشارت إلى ‘أحرار الشام’ في واحد من تقاريرها حول ممارسات ارتكبها مقاتلوها في قرى علوية الصيف الماضي. وتضم الجماعات المتشددة عددا من المقاتلين الأجانب ومنهم بريطانيين والتي ترى الأجهزة الأمنية الغربية مخاطر تهدد الأمن الداخلي حالة عودتهم لبريطانيا أو بلادهم.

وترى الصحيفة أن قرار التحاور مع الجماعات الإسلامية يعد تراجعا عن قرار سابق اتخذته دول التحالف الغربي بعدم التعامل إلا مع الجماعات ذات التوجه الغربي والمعتدلة الرؤية. ويعتبر التحالف الإسلامي الجديد تطورا في طبيعة التشكيلات القتالية والذي تعتمد فصائله على الدعم الخليجي خاصة بعد رفض الولايات المتحدة والدول الغربية تسليحه بشكل مباشر، ويمثل التحالف ثلث المجموعات القتالية على الساحة السورية إن لم يكن أكثر من ذلك. وبحسب التقرير الذي أعدته مجموعة إدريس فقد أشار إلى وجود 5500 مقاتل أجنبي من دول عدة منها بريطانيا وفرنسا، وكتيبة شيشانية خطيرة تأتمر بأمر أبو عمر الشيشاني، ومعظم المقاتلين الأجانب يفضلون العمل تحت راية ‘داعش’ و’جبهة النصرة’. وتقول ‘ديلي تلغراف’ إن قدرة إدريس والجماعات العاملة معه تعتمد على استعداد الجبهة الجديدة التعاون معه وإدارة ظهرها لحلفاء الأمس الذين خاضوا معهم حروبا ضد نظام الأسد في العامين الماضيين.

وتقول إن ‘الجبهة الإسلامية’ تركت الخطوط مفتوحة للتواصل مع الائتلاف السوري، مع أنها من الموقعين على بيان الجبهة وأعلنوا عن معارضتهم لقرار الإئتلاف المشاركة في مؤتمر جنيف-2. ومن جهة أخرى رفضت بعض فصائل الجبهة المشاركة في معارك بين الدولة الإسلامية والجماعات غير- الجهادية.

وتضيف إن السعودية منحت دعمها لهذا التحالف ويعتقد أنها تقدم له الدعم المالي والعسكري، ولكن مسؤولا كبيراً في الجبهة نفى هذه الأنباء مؤكداً أن السعوديين يحاولون تعزيز تأثيرهم والإستفادة من قرار الجماعات المسلحة الإنضواء تحت مظلة واحدة.

خسارة التحالف

وترى صحيفة ‘التايمز′ ان مجرد عقد الإجتماع يعبر عن اعتراف تكتيكي بخسارة التحالف المدعوم من الغرب الحرب ضد الجهاديين، وجاء بعد ظهور الجبهة المدعومة من السعودية، كرد على تصاعد الجماعات الجهادية التي يتعامل الغرب معها كتهديد أكبر من تهديد الأسد، لأن هذه الجماعات تعمل على إقامة جيوب آمنة لها مستفيدة من فوضى الحرب الأهلية السورية، وتقوم من خلالها بضرب أهداف في الغرب.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في السعودية قولها إن التحالف الجديد لن يكون حصنا ضد تقدم القاعدة فقط بل وسيكون بمثابة الحكومة البديلة التي تنتظر عن المجلس الوطني السوري الذي فقد مصداقيته.

وقالت إن السعودية تقف وراء إنشاء ‘جيش الإسلام’ الذي أعلن عنه في أيلول (سبتمبر)، وأصبح الجيش يعمل كجناح عسكري للجبهة الإسلامية. ونقلت عن مصدر غربي في الخليج أن ”جيش الإسلام’ يمثل رأس الجسر الذي تريد من خلاله السعودية مواجهة النظام السوري والقاعدة’.

ويضيف قائلا إن ‘البناء الواضح المنظم بشكل جيد سيتم دفعه بأموال وأسلحة تساعده بدون أن ينحرف عن هدفه’. وتقول الصحيفة إن السعودية مصممة على أخذ مكان إيران في سوريا، ولكنها في الوقت نفسه قلقة من صعود القاعدة.

ومن هنا عبر عن قلقهم من دعم جماعات معروفة بمعاداتها للغرب. فميثاق الجبهة الإسلامية الذي صدر الشهر الماضي ينص على إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة ورفض كل أشكال الديمقراطية والعلمانية. وعليه يؤكد المسؤولون البريطانيون حسب الصحيفة على اهمية دعم المجلس العسكري الأعلى الملتزم بالديمقراطية والداعي للإعتدال.

من كربلاء لدمشق

وعلى الرغم من الجهود السعودية إلا أن إيران مصممة على بقاء النظام وحمايته، ومن هنا ينظر للمتطوعين الشيعة من العراق كجزء من جهود النظام الإيراني. فهؤلاء القادمين من كربلاء والنجف وبغداد يأتون مندفعين تحت تأثير الدعوات لحماية مقام السيدة زينب قرب دمشق، وهو نفس ما قاله حزب الله عندما دخل سوريا قبل أن يعترف بالهدف الأوسع لعملياته وهي حماية النظام وحماية لبنان على حد قول زعيم الحزب حسن نصر الله.

ويقول باتريك كوكبيرن في تقريره الذي نشرته ‘إندبندنت’ إن المتطوعين الشيعة يقاتلون بحماس من أجل السيدة زينب وبحماس أقل دفاعا عن بشار الأسد الذي يذكرهم بنظام البعث السابق في العراق، وينقل عن ستار خلف الذي جرح في المواجهات قرب دمشق أنه ‘جاء للقتال في سوريا دفاعا عن المشهد وليس دفاعا عن بشار الأسد وحزب البعث.

ويقول مسؤولون شيعة إن عدد المقاتلين العراقيين والمتطوعين في سوريا يتراوح ما بين 3800 إلى 4700 شخص، مع أن متطوعين جددا لم يسجلوا للسفر في سوريا خلال الخمسة أشهر الماضية. وفي الوقت الذي يعبر شيعة العراق عن مخاوفهم من صعود السنة في سوريا، والدور الكبير للقاعدة التي لا تفرق بين علوي وغير سوري وآخر لكن قادتهم لا يريدون كما يقول الكاتب الإنجرار إلى حرب تدور قرب حدودهم على الرغم من دعوات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي، كما ورفضت المرجعية الشيعية في العراق إصدار فتوى تدعو للجهاد في سوريا، مع أنها لا تشجب من يذهب للقتال هناك.

وعلى خلاف المرجعية في قم فالمرجعيات في النجف تؤكد على أهمية عدم الإقتتال بين المسلمين، كما يقول التقرير.

وعن الطريقة التي يدخل فيها المقاتلون الشيعة سوريا يقول التقرير إنهم يسافرون جوا من النجف اوبغداد للمطار الدولي في دمشق، لخشيتهم من السفر لسوريا عبر الطريق الذي يمر عبر مناطق الأنبار السنية.

والسفر بالجو أسهل حيث يقوم الجيش السوري بنقل المتطوعين في حافلات عبر طرق تقع تحت سيطرته. ويقول خلف إنه كان جزءا من مجموعة من المتطوعين وعددهم 200 دخلوا سوريا.

ويقول إنه انضم لمجموعة كان يقودها عقيد إيراني حيث طلب منهم زرع عبوات ناسفة في الطرق حول ضريح السيدة زينب، فيما طلب من مقاتلين كانوا معه القيام بعمليات خاطفة ‘إضرب واهرب’، باستخدام قاذفات الهاون، او المشاركة في معارك الشوارع. واصيب خلف بشظية في كتفه في نيسان (إبريل) وعاد لبغداد، ويخطط السفر مرة أخرى حالة تعافيه من الجرح وسيواصل الجهاد دفاعا عن ضريح السيدة.

ويعتقد إن عدد العراقيين الذين قتلوا في سوريا يتراوح ما بين 12-20 متطوعا.

ويظل عدد المتطوعين العراقيين متواضع مقارنة مع مشاركة حزب الله وجنوده من اصحاب الخبرة القتالية،حيث لعبوا دورا مهما في معركة القصير في أيار (مايو) الماضي والمعارك الأخيرة في القلمون.

ومع ذلك يرى الكاتب أن المتطوعين من العراق يشيرون إلى المدى الذي تحولت فيه سوريا لساحة حرب بين السنة والشيعة التي تدور في أماكن متعددة من العالم الإسلامي. ويشير إلى شريط الفيديو الذي وضعه مقاتلون من درنة وأظهروا فيه عملية إعدام محاضر عراقي لأنه شيعي.

ويقول الكاتب إن معظم العراقيين الذين ذهبوا لسوريا جاؤوا من جماعات شيعية تلقى تشجيعا من إيران التي حضت شيعة العراق للقتال في سوريا، من مثل ‘عصائب الحق’ التي يتراوح مقاتليها ما بين 2-3 آلاف مقاتل، إضافة لـ 800 من ‘حزب الله’ العراقي. ويرى الكاتب أن معظم ما يحرك المتطوعين هو مزيج من الأيديولوجية والفقر حيث يحصل المقاتل العادي على مبلغ 700 دولار أمريكي في الشهر، اما المقاتلون من ذوي الخبرة الجيدة فيحصلون على مبلغ أعلى، قريبا من 850 دولار ويحصل الضباط السابقون على 1500 دولار. وتعتبر هذه مبالغ كبيرة في مجتمع كالعراق نسبة البطالة فيه عالية جدا.

غافل

ويقدم الكاتب هنا قصة غافل خيون كاظم الذي كان يعيش في حي الصدر الفقير مع زوجته وابنيه، وتعطي قصته صورة عن الأسباب التي تدفع أشخاصا للقتال في سوريا ولبنان وليبيا.

فقد وجد غافل نفسه بدون عمل ويعيش مفلسا، أولاده جائعون وامرأته بحاجة للمال ‘لهذا فكرت بالسفر لسوريا للقتال’ ودفع له 500 دولار وحصل على بعض التدريب.

وتعلم غافل لاحقا أن هناك نوعين من المقاتلين، من أصحاب الأيديولوجيات ممن تلقوا تدريبات وينتمون للأحزاب السياسية، والنوع الأخر هم الأقل تسييسا ولهذا طلب منهم تفكيك وتركيب الأسلحة.

وسافر إلى سوريا حيث نقل مباشرة إلى السيدة زينب، وبعد شهر من التدريب قسم المتطوعون إلى 12 وحدة، وكانت وحدته تضم 7 عراقيين وإيرانيين وقائد لبناني وكابتن سوري ومقاتل من الجيش الشعبي السوري.

وبدلا من الدفاع عن الضريح نقل ومجموعته لمكان قرب المطار، حيث طلب منهم انتظار ‘العدو’ وإطلاق النار على أي شخص، مع أنه قال للمسؤولين عنه إنه جاء للدفاع عن الضريح وليس للقتال مع الجيش.

ورفض غافل إطلاق النار مصرا على أنه جاء للدفاع عن السيدة زينب، وطلب العودة للعراق حيث أعيد لاحقا. ويقول إن أقاربه وأصدقاءه لم يكونوا متعاطفين معه فقد كان عليه البقاء في سوريا والقتال.

سوريا: راهبات دير معلولا يظهرن في تسجيل مصوّر على قناة الجزيرة

الدوحة ـ يو بي اي ـ ظهرت راهبات دير “مار تقلا” في معلولا اللواتي أفيد أنهن اختطفن على أيدي مسلحين تابعين للمعارضة السورية في شريط مصوّر بثته قناة “الجزيرة” القطرية الجمعة بدون فيه بصحة جيدة.

وقالت إحدى الراهبات في التسجيل إن فرارهن جاء على خلفية القصف الكثيف الذي استهدف البلدة، وقالت ” من أجل سلامتنا كان يجب أن ننزل من الدير”.

وقالت راهبة أخرى “بعد يومين سيفرجون عنّا” وتابعت رداً على سؤال رجل يقف خلف الكاميرا حول ما إذا كنّ مختطفات أو رهائن، قائلةً “كلا وضعونا فقط في مكان آمن بسبب الاشتباكات”.

وأشادت الراهبات في التسجيل بالمعاملة الحسنة التي يلقينها، كما دعت راهبة إلى وقف قصف الأماكن المقدسة من كنائس ومساجد.

وأشارت احدى الراهبات إلى أنهن 13 راهبة و3 مدنيات، نافية أن تكون اياً منهن قد قتلت وأشارت إلى أنهن “في فيلا جميلة”.

وكان من اللافت ظهور الراهبات بدون صلبان حول أعناقهن.

قطر تطالب بمحاكمة الأسد .. وايران تدعو لانتخابات حرة

سوريا: انسحاب كبرى الجبهات الاسلامية المسلحة من هيئة اركان الائتلاف .. وامريكا تعترف بلقاء تنظيمات متشددة ‘غير ارهابية’

عواصم ـ وكالات ـ انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ ـ من وائل عصام: اعلنت الجبهة الاسلامية وهي تكتل يضم اكبر فصائل المعارضة المسلحة الاسلامية في سوريا انسحابها من هيئة الاركان التابعة للائتلاف السوري بقيادة اللواء سليم ادريس، فيما أكدت وزارة الخارجية الامريكية إجراء محادثات مع مجموعات إسلامية معارضة في سوريا، لكنها أوضحت ان واشنطن لا تتواصل مع ‘إرهابيين’.

وجاء الاعلان عبر بيان اصدرته الجبهة التي تضم لواء التوحيد بقيادة عبد العزيز سلامة واحرار الشام بقيادة حسان عبود وصقور الشام بقيادة ابوعيسى الشيخ وجيش الاسلام بقيادة زهران علوش.

وتسود الخلافات بين هذه الفصائل وقيادة الاركان منذ اسابيع، بسبب عدة تباينات تتعلق بالتمويل وادارة العمليات والموقف من العملية السياسية والرؤية لمستقبل الدولة السورية بعد اسقاط الاسد.

كما ان اختلاف سياسيات الدول الداعمة للثوار المسلحين في سوريا تلقي بظلالها على فصائل المقاتلين، ففصائل الجبهة الاسلامية التي تعتبر اكثر قربا من قطر استبعدت فصائل كانت على الدوام مقربة من السعودية كلواء احرار سوريا في حلب وكتائب شهداء سوريا في ادلب، وهي فصائل تحتفظ بعلاقة وطيدة مع هيئة الاركان واللواء ادريس، مما حدا بتلك الفصائل للتخطيط لاعلان تكتل جديد يكون اكثر قربا من قيادة الاركان، ولكن المعطيات الميدانية تشير الى ان الفصائل المسلحة الاسلامية المنتمية للجبهة الاسلامية وهي سلفية جهادية في اغلبها، هي الفصائل التي تملك حضورا اقوى على الارض، وتسيطر على معظم المناطق المحررة وتديرها من خلال مجالس قضائية تسمى ‘الهيئات الشرعية’ وتشكل كتائبها المقاتلة القوة المسلحة الاكبر بين قوى المعارضة المسلحة، بينما يقتصر نفوذ هيئة الاركان على فصائل الجيش الحر التي يقتصر تواجدها على حمص وريفها وريف دمشق وكتائب اقل نفوذا في حلب وادلب.

اما جبهة النصرة وداعش فهما واسعتا النفوذ في كل المناطق ولكنهما لا تتبعان لا لهيئة الاركان ولا للجبهة الاسلامية ولا تتلقيان الدعم منهما، رغم ان جبهة النصرة لا تزال تنسق كل عملياتها مع فصائل الجبهة الاسلامية وخصوصا احرار الشام، وشكلتا مؤخرا غرفة عمليات مشتركة للعمليات العسكرية استبعدت منها داعش التي تزداد علاقتها توترا بجميع الفصائل الاسلامية ومن بينها النصرة، لاصرارها على فرض سلطتها ‘ومبايعتها’ من قبل كل الفصائل.

ويبدو ان ضعف نفوذ هيئة الاركان امام فصائل الجبهة الاسلامية المدعومة من قطر، دفع بالسعودية لفتح قنوات اتصال مع هذه الفصائل، بل واستضافة قائد جيش الاسلام زهران علوش وتقديم الدعم له وهو الفصيل الاوسع نفوذا في ريف دمشق.

ويعتقد ان الدعم السعودي قد يمتد ليشمل باقي فصائل الجبهة الاسلامية من خلال علوش الذي اختير القائد العسكري للجبهة الاسلامية، وزادت السعودية من دعمها لفصائل المعارضة المسلحة الراديكالية بعد شعورها بتراجع الدور الامريكي في الضغط لاسقاط النظام السوري، بل وتحسن علاقات الولايات المتحدة مع ايران الداعم الاكبر لنظام الاسد، فيما وضعت السعودية امام حقيقة تلاشي دورها في سوريا بعد العراق ولبنان مقابل النفوذ المتصاعد لايران وحلفائها.

وكانت قيادات فصائل الجبهة الاسلامية عقدت عدة اجتماعات في انطاكيا واسطنبول في الاسابيع الاخيرة، تمخضت عنها قرارت كان اشهرها رفض المشاركة في مؤتمر جنيف واعتبار من يشارك به خائنا للشعب السوري، قبل ان تخفف من حدة خطابها وتلتقي مع ممثلين عن ثلاثين فصيلا مسلحا بوزير الخارجية القطري الدكتور خالد العطية في اسطنبول، الذي حاول تهدئة مخاوف تلك الفصائل من مؤتمر جنيف 2، كما ان الوزير القطري سعى لمحاولات رأب الصدع بين فصائل الجبهة وهيئة الاركان بلا نتيجة، اذ ان الخلافات تواصلت مع الاركان في كل الاجتماعات اللاحقة في الريحانية، اذا قررت الفصائل تشكيل لجنة مشتركة لحل الاشكالات العالقة، التي بدا انها ظلت عالقة حتى صدور بيان الامس لتأكيد انسحاب الفصائل الاسلامية من هيئة الاركان.

ومن غير الواضح كيف سيتمكن الائتلاف السوري المعارض من فرض اتفاق سلمي مع النظام ان حصل في جنيف 2، بعد هذه الضربة التي تلقتها الهيئة العسكرية التابعة له والممثلة بالاركان والتي اصبحت لا تملك نفوذا على اكبر الفصائل المعارضة على الارض.

من جهة اخرى أدان وزير الخارجية القطري، الجهود الدولية للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض للحرب في سوريا، واعتبر ان الرئيس بشار الأسد يجب أن يواجه محاكمة جرائم حرب وليس مؤتمراً للسلام.

ونسبت صحيفة ‘ديلي تليغراف’، امس الخميس، إلى العطية قوله أمام المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتم هاوس) في لندن، إنه يستبعد التوصل إلى نتيجة مرضية لمؤتمر (جنيف 2) حول سوريا الذي أعلنت الأمم المتحدة عقده في 22 كانون الثاني/يناير المقبل، و’لا يمكن أن تكون قطر جزءاً من لعبة انتظار غير اخلاقية لمحادثات مطوّلة مع نظام مسؤول عن ارتكاب جرائم منهجية ضد شعبه’.

واضاف وزير الخارجية القطري ‘إن (الرئيس) بشار الأسد فقد أي اهتمام في التوصل إلى حل سياسي، ويجب أن يذهب إلى لاهاي مع كل من تلطخت أيديهم بالدماء، ويذهب الآخرون إلى جنيف’.

واشار إلى أن قطر ‘كانت تؤيد (الرئيس) الأسد إلى أن بدأ يقتل شعبه، لذلك فإن النتيجة الوحيدة المقبولة للمحادثات الجديدة (في جنيف) هي تنحيه عن السلطة’.

وقال العطية ‘إننا ننسى شعب سوريا ويتعين على أصدقاء سوريا أن يبذلوا ما في وسعهم لحمايته من بطش النظام، ويفرضوا ممرات إنسانية’، منتقداً الاقتراحات بأن دعم قطر للمقاتلين الاسلاميين في سوريا أدى إلى تزايد عدد الفصائل المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وتساءل ‘من صنع هؤلاء المتطرفين؟’، مضيفاً ‘هؤلاء الناس يشاهدون أطفالهم يموتون كل يوم وبعد ذلك نصنفهم على أنهم متطرفون، وعلينا أن نسأل كيف يأتي الارهابيون إلى سوريا’.

وكان وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، صرّح بأن الرئيس الأسد ‘لن يتنحى وسيقود المرحلة الانتقالية وسيبقى رئيس سوريا، وإذا كان هناك أي شخص يعتقد أننا ذاهبون إلى (جنيف 2) من أجل تسليم مفاتيح دمشق للمعارضة فعليه أن لا يذهب إلى هناك’.

على صعيد آخر، ردت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية، ماري هارف، على تقارير عن إجراء امريكا وحلفائها محادثات مباشرة مع ميليشيات إسلامية رئيسية في سوريا، فقالت ‘نحن نتواصل مع عينة كبيرة من الشعب السوري والقادة السياسيين والعسكريين في المعارضة، بما في ذلك مجموعات إسلامية متنوعة’.

لكنها أوضحت ‘نحن لا نتواصل مع إرهابيين، أو مع مجموعات صنفت على انها منظمات إرهابية’.

ورفضت هارف تسمية المجموعات التي تجري واشنطن محادثات معها، مكررة ان التواصل يتم مع فئة كبيرة من الناس، ‘ولكننا لا نتواصل مع منظمات أجنبية تم تصنيفها على انها إرهابية’، في إشارة إلى ‘جبهة النصرة’ المرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’.

وفي سياق متصل اعرب الرئيس الايراني حسن روحاني الخميس عن رغبته في ان يؤول المؤتمر الدولي للسلام في سوريا المقرر قريبا الى ‘انتخابات حرة’ في البلاد.

وصرح روحاني على هامش لقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان على مؤتمر جنيف 2 ان ‘يمهد الطريق لاجراء انتخابات حرة بالكامل وبلا شروط مسبقة’، على ما نقل موقع الرئاسة الايرانية.

لاجئون سوريون.. من ‘رمضاء’ الشام إلى ‘نار’ اليمن

صنعاء ـ من زكريا الكمالي: تمتلئ شوارع المدن اليمنية الرئيسية، بمئات العائلات السورية التي فرت من النزاع الدائر في بلادها، قاصدة اليمن، رغم الانفلات الأمني وأعمال عنف شبه يومية التي تشهدها تلك المدن.

وينطبق على هؤلاء اللاجئين، بحسب محللين، المثل الشعبي القائل ‘لا أحد يستجير من الرمضاء بالنار’، أو أنه لا شيء يقود فار من معارك سوريا إلى اليمن ‘قلب المعارك الملتهبة في كل جبهة’ سوى ‘سوء البخت’.

ومنذ بداية العام الماضي، يشهد اليمن سلسلة اغتيالات وهجمات مسلحة تستهدف عددًا من المسؤولين الحكوميين وقيادات بالجيش والشرطة، بجانب استهداف مقرات تلك القيادات.

وفر اللاجئون السوريون من بلادهم، عقب اندلاع القتال بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة في آذار/مارس 2011، حيث تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات.

‘مريم ابراهيم’ لاجئة سورية في التاسعة والعشرين من عمرها، فقدت لون بشرتها البيضاء جراء وقوفها الدائم تحت حرارة الشمس في أكبر شوارع مدينة تعز اليمنية (وسط) لبيع المسابح وزخارف لزينة السيارات، لا للتسول مثل كثيرات من بنات بلدها المشردات في عدة دول عربية اللاتي دفعتهن الظروف إلى التسول.

ولم تفقد ‘مريم’ الأمل في عودة وشيكة إلى منزلها في ‘ريف دمشق’، جنوبي سوريا، والذي غادرته قبل نحو ثلاثة أشهر، عقب الهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام السوري على مسقط رأسها’ في الغوطة (جنوب).

ويوميا، تقف مريم في شارع جمال عبدالناصر بوسط مدينة تعز اليمنية من’ الظهيرة، وما أن رأت سيارة فارهة، هرولت باتجاهها طالبة من سائقها ان يقتني منها ما تصنعه بيديها من ‘سُبح”و’زخارف زينة’ خاصة بالسيارات.

لم تُكمل مريم عبارة ‘دخيلك (أرجوك) اشتري مني’،’ التي وجهتها للسائق صاحب البنية الضخمة، حتى عادت مبتسمة’ إلى مكانها الذي اعتادت أن تقف فيه، مستظلة بلوحة إعلانية مغروسة في جزيرة الشارع، وبيدها 500 ريال يمني (2 ونصف دولار ) كقيمة لما باعت .

ويعيش اللاجئون السوريون في اليمن أوضاعاً انسانية صعبة، جعلت الكثير من الفتيات والأطفال تلجأ لـ’التسول’ من أجل مواجهة مصاريف الحياة اليومية، في حين ترفض اخريات التفريط بـ’عزة النفس′ ولا تتقاضى نقودا إلا مقابل بيع شيء من بضاعتها، مثل ‘مريم’.

وتنفق ‘مريم’ بشكل يومي ‘ 2000 ريال ‘ يمني (ما يعادل 10 دولارات أمريكي) إيجارا لغرفة تقطنها مع طفلتيها، بفندق ‘آسيا’ الواقع′ في شارع المغتربين وسط مدينة تعز اليمنية الذي تقيم فيه مع عديد من اللاجئات، وتؤكد أن ما تبيعه من مسابح وللسيارات المارة يومياً، يساعدها’ على كسب قوت يومها وعدم مد يدها للتسول’.

وقالت ‘مريم’، ‘بعدما فررت من سوريا توجهت إلى لبنان، رفقة طفلتيها ‘إسراء’ (5 سنوات) وسناء (10 سنوات)، ولم تستمر هناك طويلاً بسبب المضايقات الكثيرة التي تعرضت لها، وتزايد الانباء التي تؤكد تعرض بنات بلدها للتحرش هناك، فما كان منها سوى التوجه إلى اليمن، البلد الذي لا يحتاج السوريون لتأشيرة مسبقة لدخوله.

وعلى الرغم من ثنائها لما وصفته بـ’طيبة الشعب اليمني’، إلا أن مريم’ قالت ان تتوق للعودة إلى بلدها، حيث زوجها’ الذي لم يستطيع السفر معهم بسبب عدم امتلاكهم لقيمة تذكرة طيران له، ينتظرها لتعود مع طفلتيه .

ويتحدث الناس في اليمن عن اعداد تتزايد كل يوم للاجئين السوريين، لكن مصدرا في مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالعاصمة اليمنية صنعاء قال لمراسل ‘الأناضول’ إن ‘عدد المقيدين رسمياً لدى المفوضية حتى نهاية الشهر الماضي وصل عددهم إلى 1300 لاجئ فقط’.

وقال المصدر ذاته إن ‘الرقم المسجل لدينا لا يعكس الرقم الحقيقي لعدد اللاجئين السوريين باليمن’، مشيرا إلى وجود إحصائيات يمنية غير حكومية تتحدث عن وجود 20 ألف لاجئ سوري، لكنهم غير مقيدين بمفوضية اللاجئين.

لا يتحمس كل لاجئ سوري وصل أرض اليمن بالذهاب الى مفوضية اللاجئين من أجل تعبئة استمارة ‘لجوء انساني’، ومنهم ‘مريم’، التي ترفض سلوك هذا الطريق، قائلة ‘أنا سورية، وسأعود إلى بلدي’.

ويرفض لاجئون سوريون في اليمن، التسجيل لدى مفوضية اللاجئين، خشية عدم السماح لهم بعدم مغادرة البلد الذي لا ينظرون إليه سوى محطة ترانزيت، بعد حيازتهم لشهادة اللجوء الانساني، كما يقول محمد حداد، وهو شاب سوري من ريف دمشق (33 عاما)، يبيع مصنوعات يدوية في شوارع تعز .

وقال محمد لوكالة الأناضول ‘بدأت أفكر جدياً في العودة إلى ‘الغوطة’ بعد حوالي 4 أشهر قضيتها في تعز اليمنية، التي أحبها، ولي أصدقاء عادوا إلى مناطقهم في سوريا بعد تأكدهم من تحريرها من قوات نظام الأسد’.

ويثق ‘محمد’، صاحب البشرة المائلة للسمرة ويكسو وجهه لحية بشعر أشقر وغير مرتب، في أن ‘ القادم أجمل لن يكون أسوأ من الذي مر عليهم في الشهور الماضية’.

وقال إن ‘المناطق المحررة لا تشهد أي قصف.. بإمكاننا العودة إليها بسلام’.

وينظر اليمنيون لمأساة اللاجئين السوريين بكثير من التعاطف، ويحاولون مساعدتهم بكافة السبل، واقتناء منتجاتهم بأي ثمن يطرحونه، رغم الفقر المدقع الذي يضرب المجتمع، والأزمات السياسية التي تعصف بالسلم الاجتماعي في بلد يضيق بضيق بأبنائه، لكنه يفرد جناحيه للاجئين من كل بلد .

وقال محمد علي، وهو شاب يمني درس الحقوق”ننظر إليهم كإخوة، لا كمتسولين، ونشعر بالمحنة التي يمرون بها، ونتمنى أن يتجاوزونها سريعاً، فنحن عايشنا الطغيان وإن كان بشكل أخف من الذي حل بهم’.

وأضاف ‘لعلك سمعت عن الرجل الذي شاهد لاجئة سورية في أحد شوارع مدينة عدن (جنوب اليمن)،’وهي تعاني من الام المخاض، فقام بنقلها إلى أحد مستشفيات المدينة الذي أنجبت فيه 3 أطفال توائم ذكور’.

ويحتضن اليمن أكثر من مليون لاجئ افريقي وفق تقديرات رسمية، لكن المسجلين لدى مفوضية اللاجئين الأممية من الأفارقة ربع مليون لاجئ فقط .

وفي بلد يأوي هذا العدد الضخم من اللاجئين الأفارقة، إضافة إلى انفجار الأزمات الانسانية فيه يوماً بعد آخر، يبدو مصير اللاجئين السوريين مخيفاً، ومستقبلهم يسير باتجاه اولئك الذين لم ينالوا ‘بلح الشام ولا عنب اليمن’.(الاناضول)

«كتائب القلمون» تشترط الإفراج عن ألف معتقلة لإطلاق راهبات معلولا

فابيوس يعد رئيس «حكومة المعارضة السورية» بالدعم

أنطاكيا: وائل عصام باريس: ميشال أبو نجم بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلنت كتائب «أحرار القلمون» أن راهبات معلولا المختطفات في «مكان آمن، ولكن لن يفرج عنهن إلا بعد تنفيذ عدة مطالب، أهمها الافراج عن ألف معتقلة سورية في سجون النظام السوري».

وقال مهند أبو الفداء، وهو من المكتب الإعلامي لكتائب «أحرار القلمون»، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن مطالبهم «نقلت إلى النظام السوري من خلال الفاتيكان، بعد تأمين اتصال بين رئيسة دير مار تقلا في معلولا, الأم بيلاجيا سياف والفاتيكان بواسطة هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية». وأوضح أن «هذه المطالب مشتركة من قبل (جبهة النصرة) وكتيبته (أحرار القلمون)».

وقالت مصادر أخرى لـ«الشرق الأوسط» إن جبهة النصرة أصرت على مطلب آخر يتمثل في فك الحصار عن مناطق يحاصرها النظام لإدخال معونات غذائية إليها، مثل الغوطة بريف دمشق، على أن يصدر بيان في وقت قريب للإعلان عن المفاوضات مع النظام السوري، التي جرى من أجلها تكليف محام سوري بمتابعة الملف مع الفاتيكان.

في غضون ذلك، التقى أمس أحمد طعمة، رئيس حكومة المعارضة، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ومستشارين في قصر الإليزيه ومسؤولين وسياسيين آخرين.

وأعرب فابيوس عن استعداد بلاده لمساعدة الحكومة المؤقتة على تحقيق أولوياتها. وقررت باريس الالتحاق بالصندوق المشترك الذي تشرف عليه ألمانيا والإمارات العربية المتحدة الخاص بإعادة البناء في إطار مجموعة أصدقاء الشعب السوري. ونوه فابيوس بسعي الحكومة المؤقتة لإعادة بناء وتشكيل الجيش السوري الحر وإعادة خدمات الشرطة في المناطق المحررة من أجل توفير الأمن للمواطنين.

على صعيد متصل، أعلنت واشنطن عن «محادثات مع مجموعات إسلامية سورية معارضة، سعيا إلى التوصل لحل سياسي للنزاع الذي يدمر سوريا منذ أكثر من عامين ونصف العام».

وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، أن هذه الاتصالات تستثني مجموعات مرتبطة بـ«القاعدة» مثل جبهة النصرة، قائلة «نحن لا نتحدث إلى الإرهابيين». وتزامن ذلك مع تقرير صحافي أكد فتح الحكومة البريطانية قنوات اتصال مع تنظيمات إسلامية مسلحة في تركيا.

تنظيم «القاعدة» جند نحو ألفي شاب أوروبي للقتال في سوريا

وزيرا داخلية فرنسا وبلجيكا يحذران من تداعيات المجموعات المتطرفة

بروكسل: «الشرق الأوسط»

حذر وزيرا الداخلية الفرنسي مانويل فالس والبلجيكية جويل ميلكيه أمس في بروكسل من أن عددا متزايدا من الشبان الأوروبيين يتوجهون إلى سوريا للقتال في صفوف منظمات موالية لتنظيم القاعدة، وأن هؤلاء يشكلون «طاقة خطيرة» على دول الاتحاد الأوروبي وحلفائها. وأفادت توقعات ذكرها الوزيران خلال ندوة صحافية مشتركة، بأن ما بين 1500 و2000 شاب أوروبي توجهوا إلى سوريا. وقدر عددهم في يونيو (حزيران) بنحو 600 مقاتل.

وقالت جويل ميلكيه، إن «عدد البلجيكيين ما بين 100 و150 منخرطون في الحركات»، بينما أعلن فالس أن «أكثر من 400 فرنسي معنيون، منهم 184 حاليا في سوريا». وأكد أن «14 فرنسيا قتلوا في سوريا وعاد منها ثمانون ويريد نحو مائة التوجه إليها».

وأوضح فالس أنه «عندما اندلع النزاع في سوريا كان من الصعب التحرك لأن الأمر كان يتعلق بالذهاب لقتال نظام مدان من الجميع، ما جعل الانتقادات صعبة».

وتابع: «إن الوضع اليوم قد تغير، وإن معظم الذين أبدوا إرادتهم في القتال في منظمات قريبة من (القاعدة)». وشدد الوزيران على أن «هذه الظاهرة مثيرة لقلق شديد».

لكن «ليس هناك عودة لكثير» من هؤلاء المقاتلين الأجانب كما قالت جويل ميلكيه. لكن فالس أضاف: «اليوم لا نلاحظ خطرا مباشرا أو محتملا على بلدينا أو مصالحنا أو مواطنينا». وحذر من أنه «يجب علينا مع ذلك أن لا نستخف بالأمر لأن المجموعات الإسلامية المقاتلة تعززت وأصبح مواطنونا خطيرين».

وتنسق فرنسا وبلجيكا عمليات البلدان الأوروبية المعنية أكثر بهذه الظاهرة. وعقد الوزيران ثلاثة اجتماعات وزارية مع نظرائهما البريطاني والألماني والهولندي والإسباني والإيطالي والسويدي والدنماركي.

وعقد آخر اجتماع في بروكسل مساء أول من أمس قبل مجلس وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي وشارك فيه وزير الداخلية الأميركي راند بيرز وممثلون عن كندا وأستراليا، كما أوضح الوزيران. ويحاول الاتحاد الأوروبي التصدي لتجنيد المقاتلين عبر الإنترنت وتفكيك الشبكات التي ترسل المجندين. وقال مانويل فالس: «علينا أن نتحكم في شبكة الإنترنت وفي هذا النطاق يطرح الأميركيون مشكلة بسبب بندهم الأول (في الدستور) الذي يدافع عن حرية التعبير».

من جانبهم، يتعين على الأوروبيين التحرك لمكافحة شبكات إرسال المجندين من أوروبا إلى دول البلقان وتركيا والمغرب. وهكذا فككت شبكة في المغرب كانت ترسل عشرات الأشخاص كل أسبوع إلى سوريا، وفق مانويل فالس.

رئيس حكومة المعارضة السورية في باريس.. وفابيوس يعده بالدعم

مصادر دبلوماسية أوروبية لـ «الشرق الأوسط» : لم نحصل من روسيا على وعود واضحة بخصوص مصير الأسد

باريس: ميشال أبو نجم

في أول زيارة رسمية له لفرنسا بعد تشكيل حكومة المعارضة في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حظي الدكتور أحمد طعمة بدعم ومساندة فرنسا التي أجرى فيها أمس مجموعة لقاءات شملت وزير الخارجية لوران فابيوس ومستشارين في قصر الإليزيه ومسؤولين وسياسيين آخرين.

واغتنم الوزير الفرنسي المناسبة، وفق بيان صادر عن وزارته عقب الاجتماع، لتأكيد أهمية مؤتمر «جنيف 2»، المرتقب عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل، وفهم فرنسا له، بينما تتعاقب تصريحات مسؤولي النظام السوري التي تتناقض تماما مع الغرض الأساسي من المؤتمر وهو قيام سلطة انتقالية تعود إليها الصلاحيات التنفيذية كافة وتؤكد أن هذه العملية ستجرى تحت إشراف الرئيس بشار الأسد. وتشدد باريس على أن «لا دور للأسد» في مستقبل سوريا ولا في قيادة المرحلة الانتقالية. وجاء في بيان الخارجية أنه ينتظر من مؤتمر «جنيف 2» أن «يطلق العملية الانتقالية التي يجب أن تلبي تطلعات الشعب السوري الديمقراطية وأن تحترم حقوق الإنسان». وأعرب فابيوس عن ارتياحه لالتزام رئيس الحكومة المؤقتة هذا الخط مع تأكيد الحاجة لتحسين الظروف الإنسانية الشاقة التي تعانيها الكثير من المناطق السورية خصوصا المحاصرة منها، وذلك استجابة لبيان مجلس الأمن الصادر في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعرب فابيوس عن استعداد بلاده لمساعدة الحكومة المؤقتة على تحقيق أولوياتها، ومنها إقامة الإدارة المحلية، والخدمات الأساسية وتحديدا في قطاع الطاقة والصحة والمياه والأمن الغذائي والإدارة التي تعد استكمالا لما كانت قد بدأته فرنسا في مساعدة المجالس المحلية في إدارة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وقررت باريس الالتحاق بالصندوق المشترك الذي تشرف عليه ألمانيا والإمارات العربية المتحدة الخاص بإعادة البناء في إطار مجموعة أصدقاء الشعب السوري. ونوه فابيوس كذلك بسعي الحكومة المؤقتة لإعادة بناء وتشكيل الجيش السوري الحر وإعادة خدمات الشرطة في المناطق المحررة من أجل توفير الأمن للمواطنين.

بيد أن باريس تنظر بعين الشك إلى التئام مؤتمر «جنيف 2»، الأمر الذي عكسته تصريحات مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير جيرار أرو، الذي عبر علنا، قبل ثلاثة أيام، عن شكوكه فيما قد يصدر عن المؤتمر المذكور إذا ما بقيت المواقف السورية الرسمية على حالها، لا بل إنه ذهب إلى نصح المعارضة السورية بعدم التوجه إلى جنيف «لأن لا فائدة من ورائها»، كما قال. وعدت مصادر فرنسية إصرار الأسد على البقاء في السلطة ثم رغبته في الإشراف على الانتخابات التي من المفترض بها أن تحصل لاحقا في سوريا وحرصه على الترشح لها – من شأنه «أن ينسف العملية الانتخابية لأنها ستعيد إيصال الأسد إلى السلطة»، مما يعني استمرار الحرب وانعدام الجدوى من المؤتمر.

وحتى تاريخه، لم تعط روسيا أي وعد صريح بضمانها أن يمتنع الأسد عن الترشح لولاية جديدة مقابل تخلي الغربيين عن المطالبة برحيل الأسد في بدء العملية الانتقالية وقبولهم الضمني البقاء في منصبه شرط نقل السلطات إلى الحكومة التي ستنبثق عن «جنيف 2».

ونقلت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«الشرق الأوسط» مخاوف من «نصيحة روسية» للأسد بأن يستخدم إحدى فقرات الدستور السوري التي تمكنه من تأجيل الانتخابات الرئاسية بحجة الظروف القاهرة لمدة سنتين، مما يعني عودة نغمة القضاء على المعارضة عسكريا بعدما ضمن له الاتفاق الأميركي – الروسي على تدمير ترسانته الكيماوية البقاء في منصبه حتى الصيف المقبل.

الجيش الحر يفرض حظر تجول في النبك ويصد محاولات النظام لاقتحامها

«داعش» تخطف 51 مدنيا كرديا.. وتعدم مصورا عراقيا

بيروت: نذير رضا

أعلنت غرفة عمليات الجيش السوري الحر في مدينة النبك بريف دمشق الشمالي، أمس، عن بدء تطبيق «حظر تجول» في المدينة ليلا، فيما يتفاقم الوضع الإنساني في المدينة. وبموازاة اشتداد المعارك في ريف دمشق، تصاعد التوتر شمال حلب، إثر اختطاف 51 كرديا على أيدي مقاتلين إسلاميين، بالتزامن مع مقتل مصور صحافي في الشمال.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باختطاف عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» 51 كرديا على الأقل من مدينة منبج وقراها ومدينة جرابلس، بينهم طفلان وسيدة وسبع فتيات، مشيرا إلى أن مصير المخطوفين «لا يزال مجهولا»، وأن الجهة التي اقتيدوا إليها غير محددة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن عملية الخطف «تأتي في إطار المعارك الطويلة» بين الأكراد والجهاديين، و«ما تفرضه الدولة الإسلامية من حصار على مناطق كردية في حلب».

وأكد متحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «بي واي دي» نواف خليل لـ«الشرق الأوسط» أن جميع المختطفين «مدنيون»، نافيا أن «يكون بينهم أي عسكري يتبع وحدات حماية الشعب الكردي، إذ لا وجود لنا في منبج كما لا وجود لوحدات حماية الشعب هناك»، مشددا على أنه «لا علاقة لهم بحزب الاتحاد الديمقراطي، واختطفوا لمجرد أنهم أكراد».

وأوضح خليل أن مصير المختطفين «لا يزال مجهولا، حين لا نعرف عنهم أي شيء»، معربا عن تخوفه من أن يكون مقاتلو «داعش» «يريدون التصعيد في هذه الفترة، ما ينذر بالأسوأ».

وكانت تسوية عقدت بين الأكراد وتنظيم «داعش» بعد حصار عفرين في الصيف الماضي، أفضت إلى التهدئة، خصوصا أن الأكراد لا ينتشرون في بقعة جغرافية محددة لهم، بل يتوزعون في قرى تضم عربا أيضا، بينما تختفي المظاهر المسلحة في تلك المناطق بهدف الحفاظ على أمن تلك المناطق.

ويصف الأكراد المنطقة التي اختطف منها المدنيون الـ51، بأنها «معقدة من الناحية الأمنية»، إذ تسيطر داعش على معظم أنحاء منبج الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمال حلب، ولا توجد فيها قوات حماية الشعب الكردي.

ويتخوف مراقبون من أن تكون هذه الحادثة طريقا إلى مواجهة واسعة مع «داعش»، وسط نقاشات تدور بين قوات الحماية الكردية، عن «ضرورة تطوير بعض مهامها». ويقول مصدر معارض شمال حلب لـ«الشرق الأوسط» إن الحواجز التي وضعها مقاتلو «داعش» في المنطقة الفاصلة بين إعزاز الحدودية، ومدينة حلب، وتحديدا عن مطار «منغ» العسكري، «رفعت أصوات فعاليات كردية كون تلك الحواجز تضايق المدنيين، وتفصل بعض القرى في عفرين عن مناطق أخرى يوجد فيها الأكراد». وقالت المصادر إن «بعض الأصوات في أوساط لجان الحماية الكردية، بدأت تطالب بتطوير مهمتها من دفاعية صرف، إلى المشاركة في بعض العمليات لمنع الاعتداءات على الأكراد»، مشيرا إلى أن الأكراد «يلومون الائتلاف والجيش الحر على سكوتهم عن اعتداء مقاتلي داعش عليهم».

ورفعت منظمة «حقوق الإنسان لغرب كردستان» الصوت، في بيان، أعلنت فيه أن «المجموعات المسلحة التابعة لداعش منذ عدة أيام تشن حملة اعتقالات وخطف للمدنيين الأكراد من رجال ونساء وأطفال في مدينة منبج، ولا تزال هذه العمليات مستمرة للآن»، مشددة على أن «كل ذلك يدخل ضمن الأفعال التي تشكل جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي».

وعلى جبهة اللواء 80 في حلب، التي شهدت خلال اليومين الماضيين تقدما لقوات المعارضة، اندلعت أمس اشتباكات عنيفة، واستهدفت القوات النظامية أماكن تمركز كتائب المعارضة بالقرب من مقر اللواء وفي تلة الشيخ يوسف وبالقرب من مبنى المواصلات.

في غضون ذلك، طرأ تطور جديد على جبهة القتال في القلمون في ريف دمشق الشمالي، وتحديدا في النبك، مع إعلان غرفة عمليات الجيش السوري الحر عن بدء تطبيق حظر تجول في المدينة بدءا من وقت الغروب، وحتى الساعة السابعة صباحا، حيث «يمنع التجول منعا باتا لأي سبب كان».

وأكّد بيان صادر عن الجيش الحر في القلمون، نقله «مكتب أخبار سوريا»، أنه «ستتم ملاحقة ومحاسبة كل شخص يطلق إشاعات كاذبة غايتها تضليل وتشويه الرأي العام، وسوف يُقدّم إلى محكمة عسكرية تحت الظروف الراهنة». وأشار البيان إلى أن الجيش الحر تمكن من صد محاولات قوات النظام لاقتحام المدينة من عدة محاور «وخلّف خسائر كبيرة بالآليات والعناصر»، مشددا على أنه «لا صحة للأخبار المتداولة عن سيطرة قوات النظام على وسط ومركز المدينة».

وفي العاصمة دمشق، تعرضت مناطق في حيي القابون وبرزة لإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات النظامية، واستهدف القصف النظامي، وفق المرصد السوري، مناطق في حيي تشرين والحفيرية وشارع الحافظ، بموازاة تواصل المعارك في الغوطة الشرقية، كما قصفت القوات النظامية مناطق في حي الحجر الأسود مما أدى لسقوط جرحى.

إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مسلحين مجهولين اغتالوا قائد لواء مقاتل جنوب دمشق، وذلك بإطلاق النار عليه في مخيم اليرموك»، فيما أكدت وكالة الصحافة الفرنسية أن مقاتلي «داعش»، أعدموا مصورا عراقيا مستقلا في شمال سوريا بعد خطفه. وقالت رئيسة مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة «مراسلون بلا حدود» سوازيغ دوليه لوكالة الصحافة الفرنسية إن «إعدام ياسر فيصل الجميلي، هو الأول لصحافي أجنبي في المناطق التي يطلق عليها اسم المناطق المحررة في سوريا»، في إشارة إلى الأراضي الخارجة عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.

«أحرار القلمون» و«جبهة النصرة» تشترطان فك الحصار والإفراج عن ألف معتقلة مقابل تحرير راهبات معلولا

بطريرك الأرثوذكس يطالب أصحاب القرار بضغوط بدل الاستنكار لإطلاق سراحهن

أنطاكيا: وائل عصام

أكدت كتائب «أحرار القلمون» أن راهبات معلولا المختطفات هن في «مكان آمن ولكن لن يطلَق سراحهن إلا بعد تنفيذ عدة مطالب، أهمها إطلاق سراح ألف معتقلة سورية في سجون النظام السوري».

وقال مهند أبو الفداء، وهو من المكتب الإعلامي لكتائب «أحرار القلمون» من يبرود، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن مطالبهم «نقلت إلى النظام السوري من خلال الفاتيكان، بعد تأمين اتصال بين رئيسة دير مارتقلا بمعلولا الأم بيلاجيا سياف وبين الفاتيكان عبر هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية». وأوضح أن «هذه المطالب مشتركة من قبل جبهة النصرة وكتيبته «أحرار القلمون».

وأوضح أبو الفداء أن «الفاتيكان طلب من كتيبته إخراج الراهبات من معلولا إلى منزل شخص مسيحي في يبرود، ولكن طلبه رفض حتى تنفذ الشروط التي أبلغت للنظام». وقال: «طلب الراهبات من أبو محمد، وهو القائد العسكري المسؤول، ومن قائد عسكري يتولى تأمينهم هو أبو عزام، التحدث إلى الفاتيكان، ونقلنا من خلالهما للفاتيكان مطالبنا بإطلاق النظام سراح ألف معتقلة سورية».

وأشار أبو الفداء في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الفاتيكان بالمقابل نقل الراهبات من معلولا خوفا من تعرضها لقصف نظامي، ولكن الراهبات لم ينقلن إلى يبرود، وهن الآن في ملجأ آمن بالتنسيق بين كتيبته (أحرار القلمون) وجبهة النصرة».

وتضم قوات المعارضة المسلحة في معلولا فصائل مقاتلة عدة، أبرزها كتائب «أحرار القلمون» و«جبهة النصرة».

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «جبهة النصرة» أصرت على مطلب آخر هو فك الحصار عن مناطق يحاصرها النظام لإدخال معونات غذائية إليها كالغوطة بريف دمشق، على أن يصدر بيان في وقت قريب للإعلان عن المفاوضات مع النظام السوري، والتي جرى من أجلها تكليف محامٍ سوري بمتابعة الملف مع الفاتيكان.

ويقول الصحافي السوري محمد الزهوري، الموجود في معلولا، برفقة كتائب المعارضة، إنه شاهد الراهبات وخادمهم إلياس، «وهم ليسوا اثنتي عشرة كما يقول الفاتيكان». ويشير في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهن «يمارسن حياتهمن بشكل طبيعي ويقِمن صلاتهن ولكن حركتهن محدودة»، ملاحظا أن «الراهبات لا يتكلمن أبدا ومن تتحدث عنهن هي رئيستهن الأم بيلاجيا وخادمهن إلياس فقط».

ويحذر الزهوري، وهو مراسل ميداني عرف بتغطية المعارك في القصير والقلمون، من أن «النظام السوري يحاول قتل الراهبات لإلصاق التهمة بالمعارضة المسلحة»، مؤكدا أنهن «نجون قبل أيام من موت محقق بعد قصف النظام صاروخ أرض – أرض وإطلاق عدة قذائف هاون على الدير، وقد اشتعلت النيران بالمصلى».

ويقول الزهوري إن «المقاتلين سألوا الراهبات عن سبب وجود قناصي النظام في الأبنية المحيطة بدير مار تقلا»، لافتا إلى وجود حالة من الاستياء لدى المقاتلين تجاه الراهبات بسبب تصريحاتهن عبر وسائل الإعلام ووصفهم «بالإرهابيين»، وذلك بعد سيطرة المعارضة على معلولا قبل ثلاثة شهور ومن ثم انسحابهم منها.

ويقول أبو الفداء لـ«الشرق الأوسط»: «نحن منزعجون منهن لأنهن لم يلتزمن بعهدهن بعدم الإساءة إلينا، وعاملناهن بالفعل بمنتهى الاحترام في المرة الماضية». ونقل عن رئيسة الدير الأم بيلاجيا ردها بالقول: «يا بني كنا موالين للنظام، ولكن بعد قصفه الدير عرفنا خطأنا، ولسنا ضد حريتكم، ونحن أبناء البلد وعلينا إعماره معا».

وتضاربت الأنباء حول نقل الراهبات إلى مكان آمن في يبرود، لكن الزهوري يؤكد أنهن «خارج معلولا وخارج يبرود أيضا». وتشير مصادر ميدانية إلى أن «الراهبات نقلن بالفعل إلى قرية قرب يبرود، تبعد سبعة كيلومترات، ولكنّ مقاتلي المعارضة يخشون كشف الموقع لئلا يتعرض لهجوم، انطلاقا من قناعتهم بأن النظام يريد قتل الراهبات لإلصاق التهمة بالمعارضة، ويدللون على ذلك بما جاء في الاتصال الهاتفي مع الفاتيكان، إذ ذكروا أن ممثل الفاتيكان قال للراهبات إنه يخشى قتلهن من قبل النظام».

وفي حين لا يمكن الجزم بصحة أي من هذه الروايات، ناشد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي من بيروت أمس «المجتمع الدولي وكل الحكومات للتدخل وبذل الجهود لإطلاق الراهبات المختطفات والبنات اليتامى».

وقال يازجي، في مؤتمر صحافي من دير سيدة البلمند أمس: «لا نريد من أصحاب القرار إقليميا أو دوليا أصوات استنكار، بل نريد جهودا وضغوطا تفضي إلى إطلاق من كان ذنبهن الوحيد التشبث بأرضهن وديرهن»، مكررا «النداء إلى المجتمع الدولي لوقف منطق الصراع في سوريا واستبدال منطق الحوار به وعدم استخدام التسويف في الحوار لكسب مغانم على الأرض لأن سوريا تنزف».

ويسيطر مقاتلو «جبهة النصرة» وكتيبة «أحرار معلولا» التابعة لـ«أحرار القلمون» على ثلاثة أرباع معلولا. ويقال إن أفراد كتيبة معلولا هم جميعهم من أبناء المدينة وينتمون إلى القسم السني منها، علما بأن معلولا تعد موقعا مقدسا للمسيحيين في العالم.

واشنطن تفتح حواراً مع إسلاميين معتدلين في سوريا

قوات الأسد تقصف النبك بالغاز السام

(رويترز، أ ف ب، يو بي أي، المرصد السوري)

وسط صمت دولي عن الجرائم المتواصلة التي يرتكبها نظام بشار الأسد، بواسط القنابل البرميلية وصواريخ أرض ـ أرض والغارات الجوية والتجويع، عاود النظام استخدام الغاز السام مستهدفاً الثوار والمدنيين في مدينة النبك في القلمون في مسعى لكسر صمود المدينة.

فقد اتهم نشطاء قوات الاسد مجددا باستخدام غاز سام في النبك أمس وقالوا انه عثر على الضحايا وقد تورمت اطرافهم وظهرت رغاوى في افواههم.

وقال النشطاء لوكالة “رويترز” ان قذيفتين معبأتين بالغاز سقطتا على منطقة يسيطر عليها الثوار على مسافة 68 كيلومترا شمال شرقي دمشق على طريق سريع رئيسي في منطقة القلمون. وافادوا بأن سبعة اصيبوا.

وقال الناشط عامر القلموني انه “ورد ان سبعة رجال مرضوا حتى الان”، مضيفا ان “اطرافهم متورمة وتخرج رغوة من افواههم”. وتابع انه “لم يزرهم اي طبيب حتى الان لان النبك تتعرض لقصف ضار ولم يبق هناك الا القليل من العاملين الطبيين”.

وقال أمير قزق وهو نشط اخر في النبك ان القذيفتين كانتا ضمن وابل من القذائف سقط على منطقة طارق المشفى قرب وسط البلدة. واضاف ان مصدر النيران كان فيما يبدو ثكنة للجيش على تل قرب منطقة دير عطية.

وظهر في لقطات بثها نشطاء على موقع “يوتيوب” رجل قال انه شاهد دخانا أبيض يتصاعد نتيجة للقصف ولما استنشقه أغشي عليه. ولا يمكن لرويترز التحقق من مدى صدق التسجيل المصور.

وعلى نحو منفصل اتهم “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية” قوات الأسد ايضا باستخدام الغاز السام. وقال في صفحة التنسيقيات على “الفايسبوك” انه وثق تسع حالات إصابة نتيجة الغاز السام الذي استخدمته القوات الحكومية في بعض أحياء النبك.

ودارت أمس اشتباكات عنيفة مستمرة بين قوات النظام ومليشيا “قوات الدفاع الوطني” ومقاتلي “حزب الله” من جهة، وقوات من الثوار على الاوتوستراد الدولي حمص ـ دمشق المغلق منذ 16 يوماً من جهة مدينة النبك وسط قصف القوات النظامية مناطق في المدينة، ومنطقة برتا قرب بلدة معلولا التاريخية ومزارع عالية قرب مدينة دوما، مما ادى لسقوط جرحى.

ويأتي الهجوم الجديد فيما قال مسؤولون أميركيون امس ان الولايات المتحدة ستجري تجربة في البحر هذا الشهر لمعدات قد يمكن استخدامها في تدمير الاسلحة الكيميائية السورية السمية في البحر. ويجري تركيب وحدتين كبيرتين لمعادلة التأثير الكيماوي تحت سطح السفينة الاميركية كيب راي للقيام بعملية تسمى التحلل المائي لجعل الكيماويات السامة آمنة بدرجة تكفي للتخلص منها في مواقع تجارية.

وقالت رئيسة بعثة مشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية انها تنتظر موافقة من دولة على استخدام أحد موانيها لتعبئة اكثر العناصر القاتلة في الترسانة الكيماوية السورية على سفينة اميركية لتدميرها في البحر.

وأحاطت سيجريد كاج اعضاء مجلس الامن الدولي علما بالتفاصيل يوم الاربعاء لكنها لم تحدد اسم الدولة التي تجري المحادثات معها.

وقالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية يوم السبت الماضي ان الولايات المتحدة بدأت ادخال تعديلات على سفينة لسلاح البحرية ليكون بمقدورها تدمير 500 طن من المواد الكيماوية بما في ذلك غازات للاعصاب وتحييدها في البحر مع مواد كيماوية اخرى في عملية تعرف باسم التحليل المائي.

وعرضت ايطاليا والنرويج والدنمرك نقل المواد الكيميائية السورية من ميناء اللاذقية بشمال سوريا في حراسة عسكرية.

وستنقل تلك المواد بعد ذلك الى السفينة الاميركية في ميناء اخر.وقالت كاج للصحفيين بعد جلسة مجلس الامن “مازلنا في انتظار تأكيد من دولة عضو بان ميناء متاح لاعادة الشحن.”وعندما سئلت ان كان الميناء الذي سيستخدم سيكون على الارجح في البحر المتوسط أجابت قائلا “لا.. ليس ضروريا. في الوقت الحالي نجري مناقشات ونأمل ان يكون لدينا تأكيد في وقت قريب جدا.”وعهد الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي مقرها لاهاي والتي فازت بجائزة نوبل للسلام في اكتوبر تشرين الاول بمهمة الاشراف على تدمير الاسلحة الكيماوية السورية بمقتضى اتفاق أدى الى تفادي ضربات صاروخية اميركية.وجاء الاتفاق في اعقاب هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق في اغسطس اب أودى بحياة مئات الاشخاص.

في غضون ذلك، كشفت منظمة مراسلون بلا حدود أن مسلحين تابعين لـ”الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) اختطفوا مصوراً عراقياً مستقلاً كان يعمل في شمال سوريا وأعدموه.

ونقلت المنظمة عن عدة مصادر مطلعة، أن ياسر الجميلي تم اختطافه أول من أمس على يد مسلحين لـ”داعش” في محافظة إدلب (بشمال غربي سوريا)، قبل أن يتم إعدامه.

وأوضحت أن الجميلي كان يعمل منذ 10 أيام في شمال سوريا على تقرير مصور لمصلحة إحدى وسائل الإعلام الاسبانية.

ولفتت إلى أن الجميلي (32 عاماً) كان يتعاون مع قناة الجزيرة الدولية ووكالة أنباء (رويترز)، موضحة أن لديه ثلاثة أطفال، وهو من مدينة الفلوجة في غرب بغداد.

وقالت إن الجميلي هو الصحفي العشرون، والصحفي الأجنبي الثامن، الذي يقتل في سوريا منذ بداية الأزمة قبل نحو ثلاث سنوات.

في واشنطن، أكدت وزارة الخارجية الأميركية إجراء محادثات مع مجموعات إسلامية معتدلة في سوريا.

وردت نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، على تقارير عن إجراء أميركا وحلفائها محادثات مباشرة مع ميليشيات إسلامية رئيسية في سوريا، فقالت “نحن نتواصل مع عينة كبيرة من الشعب السوري والقادة السياسيين والعسكريين في المعارضة، بما في ذلك مجموعات إسلامية متنوعة”. لكنها أوضحت “نحن لا نتواصل مع إرهابيين، أو مع مجموعات.. صنفت على انها منظمات إرهابية”.

وأضافت هارف ان “الواقع على الأرض هو ان ثمة مجموعات متنوعة هي جزء من المعارضة ولا بد أن نجد سبلاً لحث هذه المجموعات على قبول الحاجة إلى حل سياسي.. والطريقة هي التواصل معهم”.

ورفضت تسمية المجموعات التي تجري واشنطن محادثات معها، مكررة ان “التواصل يتم مع فئة كبيرة من الناس، ولكننا لا نتواصل مع منظمات أجنبية تم تصنيفها على انها إرهابية”، في إشارة إلى “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”.

وتهدف الولايات المتحدة الى اقناع تلك المجموعات الاسلامية بدعم مؤتمر جنيف المزمع عقده في 22 كانون الثاني المقبل.

وفي طهران، قال الرئيس الايراني حسن روحاني، أمس، إن مؤتمر “جنيف 2″ يجب أن يؤكد الخروج الكامل للارهابيين” من سوريا وتوفير الظروف اللازمة لاجراء انتخابات حرة تماما ومن دون شروط مسبقة.

ونقل تلفزيون العلم عن روحاني قوله خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في طهران “ان مسؤوليتنا المشتركة هي الدفاع عن أهداف ومطالب الشعب السوري في جميع المؤتمرات الدولية خاصة جنيف 2”.

4.5 ملايين سوري تحت خط الفقر الأدنى

بيروت ـ عقدت “الجمعية الاقتصادية اللبنانية” و”مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية” مؤتمراً حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية للأزمة السورية على الاقتصاد اللبناني، بالاشتراك مع عدد من الخبراء، وتناولت جلسات المؤتمر الثلاث الموضوع من عدة زوايا، بدءاً بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية في سوريا نفسها، وصولاً إلى آثار الأزمة على لبنان، إن على الاقتصاد ككل، أو على القطاعات الاجتماعية. وكان لافتاً وفق أرقام المؤتمر أن 4.5 ملايين سوري باتوا تحت خط الفقر الأدنى.

خُصصت الجلسة الافتتاحية لعرض الوضع الحالي في سوريا، وتدل المؤشرات إلى أزمة اقتصادية حقيقية بالرغم من بعض النقاط الإيجابية بحسب المداخلة التي قدمها جهاد اليازجي، رئيس تحرير “التقرير السوري”.  فقد بلغت الخسائر نحو 103 مليار دولار – أي ما يعادل 174 بالمئة من ناتج العام 2010 المحلي ـ نصفها عائد إلى الدمار المادي، ونصفها الآخر نتيجة تراجع الإنتاج.

وفي هذا الإطار هبط الناتج المحلي بنسبة 50 بالمائة بالمقارنة مع العام 2010، وانسحب التدهور على العديد من المؤشرات الأساسية الأخرى كالبطالة والفقر وتضخم أسعار المواد الغذائية وتقلص الاحتياطي من العملات الأجنبية وارتفاع العجز وزيادة الدين العام. ومن المنظار القطاعي كانت الإصابة الأبرز للسياحة والنقل والتوزيع والطاقة والصناعة. في المقابل لا تزال المنشآت الصناعية الضخمة ومصافي النفط محيّدة عن الصراع حتى الآن، كما لم يسَجل تدهور يُذكر على صعيد خدمات الدولة في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، بحسب اليازجي.

أما المؤشرات الاجتماعية فتدل إلى كارثة إنسانية حقيقية لما خلفته الأزمة من دمار وتشريد. وفي هذا الإطار عرض الدكتور فؤاد فؤاد، من كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت، وضع قطاعي التعليم والصحة في سوريا لافتاً إلى أن نحو 6.5 ملايين شخص باتوا نازحين داخل سوريا، وأن أكثر من نصف السكان باتوا يعيشون تحت خط الفقر، منهم نحو 4.5 ملايين نسمة تحت خط الفقر الأدنى.

ومع دخول الأزمة عامها الثالث، تشير الأرقام إلى تدهور حاد في المجال الصحي حيث سوء التغذية وغياب الشروط الأساسية للنظافة وبالتالي انتشار الأوبئة – كشلل الأطفال – وزيادة نسب الإعاقات الجسدية جاءت في ظل تراجع قدرات قطاع الاستشفاء جراء الاستهداف العسكري المباشر أو نقص المواد الأساسية والموارد البشرية وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق. ولا يتمتع قطاع التعليم بحالٍ أفضل حيث شهد تدميراً للمدارس وتراجعاً في نوعية التعليم وتشريداً للمعلمين والتلاميذ على حدٍ سواء، وبالتالي ازدياداً حاداً في معدلات التسرب (مع أن الأخير يتفاوت مناطقياً بحسب حدّة المعارك).

وتناولت الجلسة الثانية من المؤتمر آثار الأزمة على الاقتصاد اللبناني، وتحدث الدكتور ابراهيم جمالي ممثلاً البنك الدولي عن تراجع الناتج المحلي اللبناني بـ 2.9 بالمئة سنوياً منذ اندلاع الأزمة. ومما لا شك فيه أن حركة النزوح زادت الطلب على الموارد والخدمات، فتشير أرقام البنك إلى مضاعفة نسبة البطالة في لبنان، كما أنه من المتوقع أن يسجل نحو 150 ألف تلميذ في المدارس اللبنانية في العام 2014. وبالتالي يلزم لبنان نحو 1.4 مليار دولار لإعادة تثبيت نوعية الخدمات عند مستوى ما قبل الأزمة.

ثم عرض الدكتور منير راشد، نائب رئيس الجمعية الاقتصادية اللبنانية، الأداء الاقتصادي الضعيف للبنان، لافتاً إلى أنه وبالرغم من تراجع النمو وتأثر عدة قطاعات بالأزمة كالسياحة والبناء، يمكن الإضاءة على بعض النواحي الإيجابية حيث ساهمت الأزمة مثلاً في تخفيف حدة منافسة البضائع السورية – خاصة الزراعية. كما أشار راشد إلى أن أثر النزوح السوري على سوق العمل اللبناني ليس بالخطورة التي يروَّج لها إذ أن النازحين الباحثين عن عمل يتنافسون بالغالب مع عمال أجانب، بمن فيهم السوريون المقيمون في لبنان منذ عقود. ونوّه راشد إلى أن ارتفاع العجز الإجمالي خلال فترات تراجع النمو هي من السياسات المتّبعة عالمياً لتحفيز النمو، لكن تبقى الحاجة ملحّة في الأجل المتوسط إلى دعم الموازنة للتعويض عن خسائر الإيرادات.

وبحسب السيد نسيب غبريل، مدير الوحدة الاقتصادية في بنك بيبلوس، لم يسلم القطاع المصرفي بدوره من بعض الآثار. فقد شهدت المصارف اللبنانية انكماشاً في فروعها السورية من ناحية حركة القروض والإيداع  والأرباح ابتداء من العام 2011 بعد أن كانت هذه المؤشرات معافاة قبل الأزمة. أما لبنانياً فكان مؤشر النمو الاقتصادي ككل قد بدأ تراجعه قبيل اندلاع الأزمة السورية وذلك لارتباطه بالجو السياسي والأمني الداخليين، وعلى صعيد القطاع المصرفي تحديداً سُجّل بعض التراجع على صعيدي حركة القروض والإيداع.

وخلال الجلسة الأخيرة تناولت المتحدثتان موضوع المؤتمر من المنظار الاجتماعي.  فقد عنونت الدكتورة مهى شعيب، مديرة مركز الدراسات اللبنانية، عرضها “الأطفال السوريون اللاجئون: ضحايا الحرب وعدم مساواة التعليم في لبنان”، حيث أشارت إلى أن 15 بالمئة فقط من الأطفال السوريين النازحين قد التحقوا بالمدارس اللبنانية، وأن نسب التسرب المدرسي تبلغ 70 بالمئة. ويواجه هؤلاء التلاميذ تحديات على صعدٍ عدة أهمها تفاوت المناهج واللغات الأجنبية.

السيدة سارة كوزي، مديرة التقييم في “مرسي كوربس”، فقد عرضت نتائج الدراسة التي قامت بها المؤسسة حول تداخل الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأزمة على لبنان، وتقول إن معظم اللاجئين يتمركزون في مناطق أفقر لا تتمكن مجتمعاتها من تحمل أعباء جديدة، وتتّسم ردات الفعل نحو اللاجئين بالعدائية كلما كان سكان المنطقة المضيفة غير قادرين على تأمين حاجاتهم الأساسية، والعكس صحيح.

مما لا شك فيه أن الاقتصاد اللبناني تكبد خسائر ناتجة مباشرةً من الأزمة السورية منها تراجع النمو ككل وتأثر قطاعات عدة، كما فرضت حركة النزوح تحديات اجتماعية جديدة في وجه لبنان خصوصاً على صعيدي التعليم والصحة. إلا أن الواقع يشير إلى بعض الفرص التي يمكن للبنان الاستفادة منها خصوصاً في ما يتعلق بمعالجة المشاكل البنيوية القائمة.

راهبات معلولا يؤكدن سلامتهن بتسجيل تعرضه الجزيرة

                                            عرضت قناة الجزيرة تسجيلا مصورا أكدت خلاله الراهبات السوريات اللواتي اختفين من دير بلدة معلولا في ريف دمشق أنهن بخير بعد أن قام الثوار بإجلائهن لحمايتهن من المعارك العنيفة التي نشبت في البلدة منذ أيام.

 وقالت الراهبات في التسجيل إنهن اضطررن لمغادرة البلدة بمساعدة الثوار هربا من القصف العنيف، وأشرن إلى أنهن يقمن حاليا في منزل مريح دون تحديد مكانه، وأن أي منهن لم تصب بأذى.

 وعرض التسجيل جميع الراهبات الـ13 إلى جانب ثلاث آخريات من المدنيات العاملات في الدير وهن يجلسن في قاعة كبيرة أنيقة تبدو أنها جزء من منزل فخم، وكانت صحتهن تبدو جيدة.

 وقدمت إحدى الراهبات شكرها للأشخاص الذين أنقذوها مع زميلاتها، ونفت تعرض أي منهن إلى أذى، ودعت جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف قصف الأماكن المقدسة.

وكانت الراهبات العاملات في دير بلدة معلولا قد أختفين إثر تجدد المعارك العنيفة في البلدة قبل أيام، وسيطرة المعارضة عليها. وقالت مصادر النظام السوري إنهن اختطفن على يد من وصفتهم هذه المصادر بـ”الإرهابيين”.

قتلى بانفجار بالقامشلي وقصف على مدن سورية

قتل 14 عنصرا من جيش الدفاع الوطني وخمسة مدنيين بعد تفجير سيارة مفخخة بمدينة القامشلي، وبينما سقط عدد آخر من القتلى والمصابين بقصف لقوات النظام على عدة مدن وقرى سورية، خرجت مظاهرات تنادي بالحرية وإسقاط النظام تحت شعار “جمعة كسر الحصار”.

وقال ناشطون إن 14 عنصرا من ما يسمى جيش الدفاع الوطني الموالي للنظام وخمسة مدنيين قتلوا وجرح عشرات جراء تفجير سيارة مفخخة في مدرسة فاضل حسن التي يتخذها الشبيحة مقرا لهم بمدينة القامشلي في الحكسة.

وفي وقت سابق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب آخرون بجروح في حي بالمدينة ذات الأغلبية الكردية، إثر تفجير رجل نفسه بسيارة مفخخة بالقرب من مبنى يتمركز فيه عناصر قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام.

من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في خبر عاجل “تفجير إرهابي بسيارة مفخخة محملة بمادة التبن في حي طي في القامشلي، وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى”.

من جانب آخر قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن خمسة مدنيين قتلوا وجرح العشرات في قصف شنته قوات النظام على مدينة النبك في القلمون بريف دمشق. وأفاد ناشطون بأن أكثر من تسعين ألف مدني بالمدينة يعانون منذ 17 يوما نقصا في الغذاء والدواء مع انقطاع للماء والكهرباء والاتصالات بسبب القصف والحصار الخانق. وأطلق الناشطون نداء استغاثة إلى المدن والبلدات المجاورة لفك الحصار عن المدينة.

قصف مدفعي

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن هناك 17 قتيلا سقطوا الجمعة بينهم ثلاثة أطفال وستة نساء، وأضافت أن سبعة منهم سقطوا في دمشق وريفها، وسبعة في حماة، واثنين بدرعا وقتيل واحد في حلب.

وفي حمص قالت شبكة شام الإخبارية إن قصفا على حي الوعر أسفر عن عشرات الإصابات في صفوف المدنيين.

من جهته أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بمقتل ضابط من الجيش النظامي ومرافقيه بعد استهداف الجيش الحر دورية تابعة للنظام على طريق دمشق تدمر.

كما أعلن المركز الإعلامي السوري عن مقتل مدني وجرح آخرين في قصف على قرية كفرهود في ريف حماة الغربي.

وأضاف المركز أن قوات النظام قصفت بالمدفعية معضمية الشام بريف دمشق في خرق واضح من قبل قوات الأسد للتهدئة التي كانت سائدة في الأسابيع الماضية.

وتكرر قصف قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على حي القابون بدمشق، وعدة أحياء بريف دمشق بينها بيت سحم وبساتين رنكوس ومعضمية الشام وداريا وزملكا، ومدن بزاغة ودير حافر بريف حلب، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط مطار كويرس العسكري بحلب.

وقالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت مدن إنخل والحراك في ريف درعا، وأحياء بدير الزور، ومدينة سراقب بريف إدلب، كما جرح مدنيون بمدينة بزاعة في ريف حلب الشرقي إثر استهداف الطيران الحربي للمدينة ببرميلين متفجرين, أثناء خروجهم من صلاة الجمعة.

وقال المرصد إن الطيران الحربي قصف مناطق في بلدة دير حافر بمدينة حلب شمالي سوريا وإن هذا القصف ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرى الزعلانة وأم العمد قرب المحطة الحرارية بحلب.

مظاهرات

من ناحية أخرى خرجت مظاهرات تنادي بالحرية وإسقاط النظام في عدد من المدن والقرى والبلدات السورية تحت شعار “جمعة كسر الحصار”، وبث ناشطون صورا لمظاهرة من مدينة كفرنبل في إدلب حمل فيها المتظاهرون لافتات ورسومات ساخرة تدعو المجتمع الدولي إلى مد يد العون للشعب السوري وعدم تقديم مصالحه الخاصة على المصلحة الإنسانية العامة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأن مائة شخص قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد أمس الخميس. وأضاف المرصد أن بين القتلى 49 مدنيا، بالإضافة إلى 24 من قوات النظام، و11 عنصرا من قوات جيش الدفاع الوطني الموالية للنظام، ونحو تسعة مقاتلين من الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وسبعة مقاتلين آخرين من الكتائب المقاتلة.

الأمطار تفاقم معاناة اللاجئين السوريين بالزعتري

محمد النجار-عمان

داهمت الأمطار الغزيرة مخيم الزعتري في الأردن الذي يؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، وأغرقت عشرات الخيم ودمرت محتوياتها. واتهم اللاجئون الجهات المسؤولة عن المخيم بعدم أخذ الاحتياطات بعد مآسي شتاء وأمطار العام الماضي.

وقد هطلت الأمطار بغزارة على المنطقة التي يقع فيها المخيم بالقرب من الحدود السورية ابتداء من يوم أمس واستمرت حتى فجر اليوم الجمعة.

وأكد لاجئون سوريون في المخيم تحدثوا للجزيرة نت أن الأمطار داهمت ٢٥ خيمة على الأقل، وأدت إلى غرقها وتلف محتوياتها.

وبينما لم تسجل إصابات بالأرواح، اتهم اللاجئون الجهات المسؤولة عن المخيم بعدم أخذ الاحتياطات لعدم تكرار ما حدث العام الماضي، وأكدوا أن نتيجة ذلك ستكون غرق المزيد من الخيام مع استمرار هطول الأمطار.

وقد امتلأت شوارع المخيم المقام في منطقة صحراوية بالمياه والطين، الأمر الذي زاد من معاناة اللاجئين في المخيم، وأدى للحد من حركتهم وتنقلهم لقضاء حاجاتهم الضرورية كجلب المساعدات التي توزع عليهم.

نزلات برد

وأشار اللاجئون إلى أن نزلات البرد أصابت أعدادا كبيرة من الأطفال بالمخيم، وعبروا عن قلقهم من اكتظاظ العيادات العاملة بالمخيم بالأطفال المرضى، كما اشتكوا مما وصفوه النقص في الأدوية ومضادات البرد.

وقد أكدت إدارة المخيم حدوث أضرار نتيجة هطول الأمطار على المخيم، وقال الناطق باسم إدارة المخيم غازي السرحان للجزيرة نت إن بعض الخيم تضررت نتيجة هطول الأمطار الغزيرة في اليومين الماضيين.

وأكد السرحان أن السلطات المسؤولة عن المخيم أعدت خططا للتعامل مع الحالة الجوية السائدة، وأنها أعدت خيمتين كبيرتين لاستقبال المتضررين من الأمطار سعة كل واحدة منها مائة سرير، وجرى نقل اللاجئين الذين تضررت خيامهم إلى خيم الطوارئ هذه.

يُشار إلى أن السلطات المسؤولة عن المخيم شرعت في الأشهر الأخيرة في تغيير الخيم التي يقطن بها اللاجئون إلى غرف من البناء الجاهز التي تعرف اصطلاحا بسام “كرافان أو كرفانات” وهي بتمويل من جهات مانحة دولية وعربية.

ويبلغ عدد السوريين القاطنين في مخيم الزعتري نحو ١٣٠ ألفا، بينما يبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن نحو ٥٧٠ ألفا طبقا لتصريحات رسمية صدرت في اليومين الأخيرين.

مشاكل صحية مستمرة

يُذكر أن ارتفاع أعداد القاطنين في مخيم الزعتري قد تسبب في مشاكل صحية مستمرة، حيث أكدت السلطات الصحية الأردنية الشهر الماضي إصابة المئات من سكان المخيم بمرض السل.

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في سبتمبر/أيلول الماضي، تقريرا انتقدت فيه الأوضاع الإنسانية في المخيم، وعدم مطابقته للمقاييس الدولية لإنشاء المخيمات.

وجاء في التقرير أن المخيم يقع في منطقة صحراوية شديدة الحرارة مما تسبب في انتشار القوارض بشكل كثيف وتفشي الأمراض، وأن المخيم يعاني من نقص في عدد الأطباء والأدوية، وذلك في ظل تلوث المياه الذي أدى لانتشار مرض التهاب الكبد لدى شريحة واسعة من اللاجئين.

وأضاف أن سوء الإدارة والرقابة ساعد على انتشار السرقات والانتهاكات، حيث يفتقر المخيم لوجود الشرطة والتفتيش والرقابة الأمنية، وتزداد صعوبة الوضع الأمني مع افتقار معظم أنحاء المخيم للكهرباء والإضاءة في الليل.

وعلى الصعيد الشخصي، يفتقر المخيم إلى وجود جهة ترعى الأحوال الشخصية كحالات الزواج والطلاق وتسجيل المواليد، مما أدى إلى تفاقم المشاكل العائلية، كما تكثر الشكاوى بشأن قلة عدد المدارس وضعف كادرها التعليمي، وانعدام الرقابة الصحية على المطاعم والمحلات الغذائية مما تسبب بحدوث عدة حالات تسمم.

رحلة محفوفة بالموت للاجئي سوريا نحو الأردن

                                            محمد النجار-عمان

على بعد تسعين كيلومترا في عمق الصحراء، وفي نقطة قريبة من التقاء الحدود الأردنية السورية العراقية، عبر يوم أمس الخميس وتحت المطر الغزير أكثر من ألف لاجئ سوري نحو الأردن، في رحلة محفوفة بالموت تستغرق أياما، بل وأسابيع في بعض الأحيان.

المكان الذي التحق به قائد حرس الحدود الأردني العميد الركن حسين الزيود ومعه ضباط كبار من الجيش الأردني برفقة صحفيين بات يشكل واحدا من أهم معابر السوريين نحو الأردن، بحيث يعبر منه يوميا 500 إلى 600 لاجئ سوري.

اللاجئون الذين وصلوا أمس يمثلون جغرافية سوريا بتنوعها، بعضهم كان قادما من محافظة إدلب شمالي سوريا، وآخرون من حمص، فيما حضر بعضهم من درعا ومن ريف دمشق.

معاناة قاسية

إحدى اللاجئات أكدت أن رحلتها مع أطفالها استغرقت ثلاثة أسابيع، تنقلت خلالها بين قرى ومحافظات، وصولا إلى بادية حمص التي ساروا داخلها أياما حتى حلوا بالأردن.

وإلى جانب المخاطر المحدقة بهم، فإن الرحلة نفسها تكلف اللاجئين مبالغ مالية طائلة لم يكشفوا عنها، إذ أوضحوا أنهم يتنقلون برفقة فرق متخصصة في التهريب داخل سوريا تحصل منهم على مبالغ لكل فرد، وتوفر لهم بالمقابل السير بطرق آمنة نسبيا، على أن يتم تجميعهم في نقاط على الطريق تسمح لهم بالراحة والخلود للنوم.

على وجوه العابرين ارتسمت ملامح المعاناة، أحدهم شيخ مقعد بدت ظروفه غاية في الصعوبة، ساعده جنود أردنيون على الانتقال إلى سيارة إسعاف، كانت ملابسه مبللة فتمت تغطيته ببضع بطانيات.

لاجئة طاعنة في السن تحدثت إلى الجزيرة نت وقالت عن أوضاع الناس في ريف حمص الذي فرت منه “الناس بتموت من الجوع، أحفادي لا نجد لهم الخبز ليأكلوه”.

بدت السيدة الكبيرة في السن غاضبة وهي تتحدث عن ما آل إليه وضع السوريين، وقالت “مين بيذبح شعبه، ومين بيجوعه غير بشار وأعوانه، اليهود ما سوت (فعلت) هيك”.

الحاجة السورية تحدثت عن الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، وقالت إن الخبز يباع فيما يشبه المزاد عندما يصل إليهم، وسعر “الربطة” الواحدة يصل إلى ألف ليرة سورية.

استقبال “عسكري”

حال وصولهم إلى الأردن، يعبر اللاجئون ساترا ترابيا يفصل الحدود الأردنية عن السورية، ليجدوا الجنود في استقبالهم، هؤلاء يوزعون عليهم الماء وأنواعا من البسكويت، بالإضافة إلى البطانيات، ونقلهم بسيارات الجيش نحو نقاط التجميع.

قائد حرس الحدود الأردني حسين الزيود قال -في مؤتمر صحفي عقده في نقطة استقبال اللاجئين- إن انتقال السوريين إلى هذه المكان أضاف أعباء إضافية على الجيش.

وأشار إلى أن رحلة اللاجئين إلى مخيم الزعتري تستغرق ثلاثة إلى أربعة أيام، يبقون خلالها في عهدة الجيش الذي أوضح أنه يقوم بواجب تجميعهم في نقاط آمنة وتوفير الماء والغذاء والتدفئة لهم.

الزيود كشف عن أن عدد النقاط التي يعبر منها اللاجئون السوريون للأردن تبلغ حاليا 45 نقطة على طول الشريط الحدودي البالغ 378 كيلومترا.

تحديات متنوعة

القائد العسكري الأردني كشف عن نوع آخر من المواجهة فرضته الحرب في سوريا على قوات حرس الحدود الأردنية، وهي الحرب مع المهربين بأنواعهم، مهربي السلاح والبشر والمخدرات والمواشي وغيرها.

وقال إن عمليات تهريب السلاح ارتفعت هذا العام بنسبة 300%، فيما زادت حالات التسلل من وإلى الأردن بنسبة 250% مقارنة بالعام الماضي.

ولفت الزيود إلى أن قواته نجحت في إحباط تهريب 900 قطعة سلاح، ونحو ستة ملايين حبة مخدر، وتسعين ألف رأس ماشية من سوريا للأردن.

كما كشف عن إحباط قوات الجيش تهريب 1595 شخصا من الأردن لسوريا، وأنه جرى ضبط 581 شخصا أثناء محاولتهم التسلل لسوريا، وجرى تحويلهم للجهات المختصة.

وأكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني أن تكلفة استضافة اللاجئين السوريين في المملكة منذ بداية العام الحالي بلغت حوالي 2.1 مليار دولار، مبينا في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (بترا) أن مجمل المبلغ الذي وصل من الدول والجهات المانحة خلال هذه الفترة لم يتجاوز 800 مليون دولار.

وجاءت هذه الأرقام في وقت أوضح فيه مدير إدارة شؤون اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود أن عدد السوريين في الأردن بلغ حتى يوم أمس 571 ألف لاجئ، منهم حوالي 450 ألفا داخل المملكة، ونحو 122 ألفا داخل المخيمات المخصصة للسوريين.

هيغ يعتبر أن الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الأسد

دمشق أكدت أن النظام السوري الحالي هو الذي سيقود المرحلة الانتقالية في البلاد

الكويت – فرانس برس

اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، اليوم الجمعة، أن الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم، وذلك في تصريحات أدلى بها على هامش زيارة له إلى الكويت.

وقال هيغ: “كنا دائماً شديدي الوضوح لجهة أن الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الرئيس الأسد”، وذلك إثر لقائه نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح.

وأضاف الوزير الذي تدعم بلاده المعارضة السورية: “من المستحيل التخيل أنه بعد كل هذا العدد من القتلى وكل الدمار، يمكن لنظام مضطهد قتل شعبه إلى هذا الحد” أن يبقى في السلطة.

وأدى النزاع السوري المستمر منذ 33 شهراً إلى مقتل أكثر من 126 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ودمار هائل في مختلف المناطق السورية تقدر كلفته بعشرات مليارات الدولارات.

وأضاف هيغ: “من المستحيل أن نتخيل، وفق ما أعتقد، أن الرئيس الأسد يمكن أن يبقى مستقبلاً في مقدمة الصورة في سوريا”، وذلك مع اقتراب موعد مؤتمر “جنيف2” المزمع عقده في 22 يناير، سعياً للتوصل إلى حل للأزمة السورية.

وأبدى النظام والمعارضة استعدادهما للمشاركة في هذا المؤتمر، إلا أن مواقفهما متباينة حول الأهداف المرجوة منه، لا سيما دور الرئيس الأسد.

وأكدت دمشق هذا الأسبوع على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي أن الأسد هو الذي سيقود المرحلة الانتقالية في البلاد، في حين ترفض المعارضة أي دور للرئيس السوري في هذه المرحلة.

واعتبر هيغ في تصريحاته أن بقاء الأسد في منصبه سيكون “عقبة أمام السلام”، وأن بريطانيا أو أي دولة غربية لن تقبل به.

وقال: “نعتقد انه من الضروري جداً أن يرحل”، مجدداً التذكير بأن حكومة بلاده تعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الممثل الشرعي للشعب السوري.

ومن المقرر أن يزور رئيس الائتلاف أحمد الجربا الكويت صباح السبت في زيارته الرسمية الأولى إلى هذه الدولة الخليجية.

من جهته، شدد وزير الخارجية الكويتي على أهمية هذه الزيارة التي تأتي وسط التحضيرات لـ”جنيف2″، وقبيل انعقاد مؤتمر “الكويت2” للمانحين المتوقع عقده منتصف يناير.

اللاجئون السوريون يقبلون على منفذ “الحدالات” الجديد

قوات حرس الحدود الأردنية تحبط عمليات تهريب أسلحة إلى سوريا

عمان – العربية.نت

أقبل اللاجئون السوريون على منفذ “الحدالات” وهو منفذ جديد على امتداد الشريط الحدودي بين الأردن وسوريا، كما يبلغ طوله أكثر من 370 كيلومترا، ويقع على الجبهة الشمالية الشرقية التي تبعد عن العاصمة الأردنية عمّان أكثر من 420 كيلومتراً.

وخلال الجولة التي نظمتها قوات حرس الحدود الأردنية للصحافيين على الحدود هناك استقبلت نحو 1000 لاجئ بالقرب من الساتر الترابي الذي يفصل الأردن عن سوريا.

وأثناء عمليات العبور تجمهر الصحافيون على أم أحمد (80 عاما)، عبرت الحدود برفقة ابنها المعاق (40 عاما).

وقالت أم أحمد: “عشت مرحلة صعبة جدا جمعت ما بين رحلة اللجوء ومساندة ابني المعاق الذي لا يعرف سوى الخوف من آلة الدمار الأسدية وهربت الى الأراضي الأردنية بعدما سقط حفيدي قتيلين”.

وتستغرق عملية اللجوء من منفذ “الحدالات”، من 3 إلى 4 أيام للوصول إلى مخيم الزعتري لغايات أمنية ولوجستية.

وبحسب قائد قوات حرس الحدود العميد الركن حسين الزيود، فإن المناطق الحدودية القريبة من الرويشد، بدأت تشهد تدفقا للاجئين السوريين منذ عام ونصف، وأن معدل العبور اليومي للاجئين القادمين يتراوح بين ٥٠٠ إلى ٦٠٠ لاجئ يوميا.

وبينما قال الزيود “إن غالبية حالات تهريب السلاح تأتي من سوريا”، فقد أشار، “إلى حدوث العديد من حالات التهريب من الأردن إلى سوريا، مؤكداً أنه تم ضبط عدد من الأفراد، من جنسيات مختلفة، مع أسلحتهم، كانوا في طريقهم إلى سوريا”

وأضاف الزيود، “إن محاولات التهريب والتسلل عبر الشريط الحدودي مع سوريا زاد بشكل كبير في الآونة الأخيرة”، مبيناً أن قوات حرس الحدود أحبطت عمليات تهريب للأسلحة، ومحاولات تسلل من الأراضي الأردنية إلى سوريا، وأن ﻋمليات التهريب ﺑين الأردن وسوريا زادت ﺑنسبة 300%، واﻟﺘﺴﻠﻞ 250% ﻋﻦ العام الماضي.

وأشار الزيود، أن قوات حرس الحدود أحبطت 1595 حالة تهريب وتم القبض على 581 متسللا إلى الأراضي السورية من مختلف الجنسيات وتم ﺗﺤﻮﻳلهم إلى الجهات المختصة، كما وتم ضبط 900 قطعة سلاح وما يزيد عن 600 مليون حبة مخدر.

إلى ذلك، قال الزيود: “إن عدد اللاجئين الذين عبروا منذ بداية الأزمة السورية إلى الأراضي الأردنية بلغ 427 ألف لاجئ سوري، من خلال 45 نقطة غير شرعية”، مؤكدا في الوقت نفسه، أن الأردن مازال مستمرا في تقديم خدماته وأن حدوده مفتوحة أمام اللاجئين السوريين.

سوريا.. قتلى بتفجير سيارة في القامشلي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت مصادر محلية في مدينة القامشلي، شمال شرقي البلاد، لـ”سكاي نيوز عربية”، إن 25 شخصا على الأقل من جيش الدفاع الوطني التابع للحكومة السورية قتلوا، الجمعة، كما قتل 5 مدنيين، وجرح أكثر من 20 آخرين، في تفجير سيارة مفخخة في مدرسة فاضل حسن، وسط حي طي جنوب المدينة.

وأضافت المصادر أن القوات الحكومية ردت بشن غارة جوية على بلدة تل حميس الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر في المدينة، كما قصفت بقذائف المدفعية قرى البجارية وأبو قصايب والشيبانية وتل عيد في القامشلي، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين.

ويأتي التفجير في الوقت الذي تركت فيه الاشتباكات بين المسلحين الأكراد والجماعات المسلحة “المتشددة” بقيادة ما تسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) المرتبطة بالقاعدة، المئات من القتلى خلال الأشهر الأخيرة.

والأكراد هم أكبر اقلية عرقية في سوريا، حيث يمثلون نحو عشرة في المائة من سكان البلاد الذين يبلغ تعدادهم 23 مليون نسمة. وهم يتركزون في محافظة الحسكة الواقعة شمال شرقي البلاد بين تركيا والعراق.

انسحبت القوات الحكومية من المنطقة إلى حد كبير في أواخر العام الماضي عندما كان الجيش السوري يتعرض لضغوط بسبب حدة المواجهات مع عناصر المعارضة المسلحة في أماكن أخرى في البلاد، ليتنازل بالفعل عن السيطرة على المنطقة، على الرغم من أنه يحتفظ ببعض المواقع الأمنية.

وتمكن المسلحون الأكراد خلال الأشهر القليلة الماضية من طرد المقاتلين “المتشددين” من غالبية مناطقهم شمال شرقي سوريا. وفي الأشهر الماضية أعلن الأكراد إقامة إدارة مدنية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

الديلي تليغراف: انشقاق معارضين سوريين ضربة للحرب ضد القاعدة

طغت وفاة الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا على اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة الجمعة، وتناولت الصحف بعض القضايا العربية مثل أحدث التطورات في سوريا.

البداية من صحيفة ديلي تليغراف وتقرير أعده ريتشارد سبنسر مراسل الصحيفة لشؤون الشرق الاوسط بعنوان “انشقاق قياديين في المعارضة السورية ضربة للحرب ضد القاعدة”.

ويقول سبنسر إن اثنين من قادة الجبهة الاسلامية التي أسست أخيرا وأحد قادة الجيش السوري الحر أعلنوا انشقاقهم عن الجيش السوري الحر، فيما يعد ضربة للحرب ضد التطرف في سوريا.

ويقول سبنسر إن انشقاق الثلاثة يعد انتكاسة لبريطانيا وحلفائها في مساعيهم لتأسيس تحالف عسكري مؤيد للغرب لقتال الرئيس السوري بشار الاسد والقاعدة.

ويضيف سبنسر أن اثنين من القادة الثلاث المنشقين هما احمد عيسى الشيخ وزهران علوش، وهما من زعماء الجبهة الاسلامية التي تمثل فصائل اسلامية غير تابعة للقاعدة ومن بينها جماعات متشددة تريد فرض الشريعة الاسلامية. ويقول إن الاثنين نشرا بيانا يقول إنهما لم يعودا أعضاء في الجيش السوري الحر المعارض.

والمنشق الثالث هو صدام الجمل أحد أعضاء المجلس العسكري للجيش السوري الحر.

وتقول الصحيفة إن الدولة الاسلامية في العراق والشام، الفصيل الاكثر تشددا وموالاة للقاعدة في المعارضة السورية المسلحة، نشر مقابلة مع الجمل قال فيها إنه يعلن انشقاقة لعدم رضاه عن تعامل الجيش السوري الحر مع اجهزة الاستخبارات السعودية والقطرية والغربية.

وفي المقابلة يعطي الجمل تفاصيل عن لقاءات لبعض زملائه مع من وصفهم بأنهم “عملاء”، ويقول إنه أدرك بعد فوات الاوان إنه جزء من “مشروع” سيستخدم لاحقا ضد المسلمين.

وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إن التحالف الاسلامي الجديد قد يضم نحو 50 الف مقاتل، وهو اكثر من اجمالي عدد الجيش السوري الحر. وتتفاوت تقديرات عدد اعضاء اكبر جماعتين مواليتين للقاعدة، وهما جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام، ولكنها لا تقل عن 15 ألف مقاتل.

ويقول سبنسر إنه بناء على هذه الاعداد، تعد الجبهة الاسلامية قوة يعتد بها في مواجهة القاعدة، خصوصا اذا تحالفت مع الجيش السوري الحر واستمرت في الحصول على تمويل وعتاد من السعودية وغيرها من دول الخليج.

راهبات معلولا يظهرن في شريط مصور وينفين خطفهن من قبل مسلحين

بيروت (ا ف ب)

نفت مجموعة من راهبات بلدة معلولا السورية التاريخية خطفهن على يد مسلحين، وذلك في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة الاخبارية.

وظهرت في الفيديو مجموعة من الراهبات في صحة جيدة وتبدو عليهن الراحة في غرفة. ولم يحدد مكان تواجدهن.

وقالت احدى الرهبات ان مجموعة احضرتهن الى المكان لحمايتهن وانهن تلقين معاملة جيدة.

واكدت راهبة اخرى انهن يمكثن في “فيلا جميلة جدا جدا”، نافية المزاعم بانهن خطفن.

ووردت انباء عن فقدان الراهبات من معلولا بعد ان اجتاحها مسلحون من بينهم جهاديون الاثنين.

واتهمت وسائل اعلام مقربة من النظام السوري المسلحين باستخدام الراهبات ك”دروع بشرية” ما اثار مخاوف على سلامتهن.

والاربعاء دعا الباب فرنسيس للصلاة من اجل الراهبات و”لكل ضحايا الخطف في النزاع”.

واكدت العديد من الراهبات ال12 اكدن انهن بصحة جيدة وانهن فررن من معلولا بعد اشتداد القصف على المدينة.

ودعون جميع الاطراف الى انهاء استهداف اماكن العبادة في البلدة.

والاربعاء قالت رئيسة دير صيدنايا فبرونيا نبهان التي تحادثت مع رئيسة دير مار تقلا في معلولا الام بيلاجيا سياف مساء الاثنين، إن الراهبات الاثنتي عشرة السوريات واللبنانيات والسيدات الثلاث اللواتي يعملن معهن، موجودات في منزل بيبرود وهن في حالة جيدة.

وشهدت بلدة معلولا معارك وسيطرة للمقاتلين في ايلول/سبتمبر الماضي اثارت ذعرا بين السكان المسيحيين، قبل ان تستعيد قوات النظام السيطرة عليها.

وتضم البلدة عددا كبيرا من الكنائس، وهي الوحيدة في العالم التي ما زال سكانها يتقنون الآرامية، لغة المسيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى