أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 23 أيلول 2012


سيناريو سقوط الأسد يقلِق إسرائيل وفي حساباتها اجتياح عميق وسريع للبنان

الجولان المحتل – آمال شحادة

التجول هذه الأيام في الطرقات المؤدية إلى الجولان السوري المحتل وبلدات الشمال المحاذية للحدود الإسرائيلية – اللبنانية، يدخلك إلى حال من القلق والتوتر وإلى شعور بأنك دخلت أجواء حرب قريبة. فحافلات الجيش تواجهك في كل مكان. المساحات الشاسعة من الجولان السوري مليئة بالمدرعات والآليات العسكرية وعشرات الجنود يتخذون من بعض الآليات محطة استراحة. الطائرات الحربية والمروحيات تحوم فوق رأسك… أما إذا وصلت إلى هذه المنطقة من طريق «كريات شمونة»، البلدة القريبة من الحدود الشمالية، فالأمر يزداد رهبة، حيث الآليات العسكرية تحتل الطرق، ما يجعل سؤالك أكثر إلحاحاً… ما الذي يجري؟ وتزداد رغبتك أكثر في معرفة ما يجري عندما تطأ قدماك مستوطنة «فريديم» القريبة من الحدود مع لبنان.

فهناك تقول ومن دون تردد «الحرب ستبدأ الآن»، وهذا ما يشعر به سكان هذه المستوطنة. لكن، إذا كنت قد اطلعت على خلفية ما يحدث في الجولان وحاولت تفسير سبب الانتشار الواسع للجيش وآلياته العسكرية وتصريحات وتهديدات واستعراض عضلات الإسرائيليين، فلن تتردد في الاستنتاج إنها ليست حرباً، بل هي استعراض عضلات يرمي إلى حملة تخويف وترهيب جديدة، تدخل الناس في هستيريا، ويسميها الجيش «تدريبات».

وهذه التدريبات ليست الأولى. ففي كل أسبوع يجرون تدريبات جديدة، ضخمة، يتم فيها تفعيل قوات الجيش ودعوة الاحتياط. من هنا، ينبع الهلع. وفي صفوف سكان مستوطنة «فريديم» تحول الهلع إلى هستيريا، فخرج الناس يصرخون.

وصلت ذروة الهستيريا الإسرائيلية عندما نشرت مدرعات وحافلات عسكرية في مناطق قريبة من الأراضي الزراعية، بما يضمن أن تكون بعيدة من عيون المارة، لكنها قريبة جداً من بيوت مستوطنة «فريديم» وبلدات شمالية أخرى. ويزداد الطين بلة عندما تعلن وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش ألغى عطل الجنود في الأعياد العبرية، التي صادفت وتصادف هذه الأيام. ثم يعلن الجيش في اليوم الأول بعد عطلة رأس السنة العبرية، أنه أجرى في الجولان السوري المحتل تدريبات عسكرية واسعة تحاكي مواجهات حربية مع سورية. وبأنها تميزت عن سابقاتها من التدريبات بمشاركة أعداد كبيرة من جنود الاحتياط إلى جانب الجيش النظامي وسلاح الجو إلى جانب سلاح المدرعات والمدفعية وقيادة المنطقة الوسطى إلى جانب منطقة الشمال. وتدربت قوات الأسلحة المختلفة على كيفية التنسيق وتنفيذ المهمات كما شملت التدريبات نقل قوات عسكرية إلى هضبة الجولان بواسطة المروحيات.

سورية خطر كبير

الأجواء التي تثيرها الاستعدادات الإسرائيلية وترافقها تصريحات وتهديدات قياديين سياسيين وعسكريين، تدخل السكان يوماً بعد يوم إلى أجواء خوف من حرب قريبة، إلا أن مجموعة عقلانية من سياسيين وأمنيين وعسكريين سابقين، يحاولون التخفيف من روع السكان عبر الهجوم على سياسة القيادة وتصريحاتها وتهديداتها.

ففي إسرائيل لا يختلف اثنان على أن أكثر الاحتمالات لوقوع حرب خلال الفترة القريبة ستنطلق من سورية، في حال تدهور خطير وسريع يهدد الحدود بين سورية وإسرائيل ومن ثم يشعل المنطقة. أما التوقع بأن تكون الضربة على إيران السبب الأكبر لاشتعال المنطقة، فهو احتمال يستبعد كثيرون حدوثه قبل الانتخابات الأميركية، أو حتى نهاية السنة الحالية، ولكن في الحالين الوضع غير مطمئن ومن يسأل ما إذا كانت ستقع حرب فسيجد نفسه عاجزاً عن الرد.

وسائل الإعلام الإسرائيلية تطرح المسألة على أنها استعدادات ضرورية ومهمة وعبر من حرب تموز (يوليو) 2006. وهناك من بينهم من لا يتردد ببث صور لآليات عسكرية وانتشار جنود في الشمال والجولان كاستعدادات أمنية ضرورية، حتى إن مراسل القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي تحدث عن استعدادات لحرب لبنان ثالثة، على رغم تأكيده أن جميع الأطراف غير معنية بالحرب، لكن هـذه الحــرب قد تقــع بســرعة كبيرة. واعتبر أبــرز أسباب إشعالها توجيه ضربة لإيران أو قــصف حافــلات تنقـــل أسلحة من سورية إلى لبنان. ولم يسقط من توقعات جيشه قيام حزب الله بعملية ضد أهداف إسرائيلية، تؤدي إلى إشعال المنطقة.

نائب رئيس أركان الجيش، يائير نافيه، كان الأكثر وضوحاً في حديثه. بل جاء حديثه مفاجئاً للجميع حيث توقع أن تتدهور أوضاع المنطقة خلال فترة قريبة، بسبب التدهور في سورية، وأن هذا التدهور قد يقود إلى حرب إقليمية شاملة. حديثه هذا مرتبط بالاستعدادات التي يجريها الجيش في الشمال. السيناريو الذي يتوقعه نافيه هو أن يؤدي غياب الرئيس السوري بشار الأسد إلى حدوث فراغ تملأه تنظيمات متطرفة من «القاعدة» و«الجهاد العالمي»، تتمركز في مناطق قريبة من إسرائيل وتشن حربها من هناك. وفي هذا السياق يرسم الإسرائيليون وضعاً لا يقل خطورة في حال سقوط الأسد. بحيث تبدأ عملية تهريب أسلحة كيماوية ومتطورة من سورية إلى حزب الله في لبنان، وهذا السيناريو يقلق الإسرائيليين ويجعلهم في حال استعداد وتأهب على مدار الساعة.

وتحت حراسة مكثفة من قبل قوات مدرعة وبالتنسيق مع عناصر الأمم المتحدة، يواصل الإسرائيليون العمل على إقامة طريق يساعد دوريات الجيش في أي عملية عبر الحدود أو الرد على محاولات تسلل واعتداءات، كما يشمل العمل حفر قنوات تعيق عبور سوريين في حال تدهور الأوضاع في سورية وهربهم نحو الحدود مع إسرائيل.

وفي سياق هذه الاستعدادات استبدل الجيش حوالى 8 كيلومترات من السياج الحدودي القديم، بالقرب من القنيطرة وتلة الصيحات بسياج أكثر تحصيناً ومزود أجهزة رقابة وإنذار متطورة، بما يضمن للجيش «تحسين الرد العملاني»، على حد تعبير مسؤول عسكري في قيادة الشمال في الجيش الإسرائيلي.

لكن الخطة تفضي إلى تعزيز السياج على طول هذه الحدود في القريب.

حرب ثالثة

قائد وحدة الجليل، هرتسي هليفي، لم يأخذ في الحسبان التحذيرات التي أطلقتها جهات، ترى أن سياسة التهديد والحرب مدمرة لإسرائيل والمنطقة، فاستغل التدريبات في الشمال ليطلق حملة تهديد مباشرة ضد حزب الله وراح يتحدث عن حرب ثالثة مع لبنان، على رغم أن معظم التدريبات تجرى في الجولان وأي سيناريو حرب تضعه إسرائيل يشمل أولاً تبعات سقوط الأسد. فبالنسبة لهرتسي هليفي حزب الله ولبنان خطر حقيقي وكبير على إسرائيل. وقد استهل تهديده بالقول إن الحرب المقبلة لن تكون مجرد قصف مناطق لبنانية خلال يومين أو ثلاثة أو حتى ثمانية أيام . فهذه الحرب، أضاف هليفي: «ستكون مختلفة. ففي حرب لبنان الثانية دخلت أربعة ألوية عسكرية إلى لبنان بعمق أربعة كيلومترات، أما في الحرب التي نتدرب عليها فستكون هناك حاجة إلى دخول أكثر عمقاً وأسرع وقتاً. الوحدات العسكرية ستدخل إلى العمق اللبناني بقوة كبيرة، وفي هذا الجانب لا نستطيع الحديث بالتفاصيل الآن، ولكن بتدريباتنا واستعداداتنا نعمل لإخضاع العدو في كل مكان نصله». وأضاف: «لن نلاحق خلية تطلق صواريخ ونقصف المنطقة التي تطلق منها… هذه المرة لن نلاحق أو ندعو إلى الخروج من المكان… لأننا سنهدم كل مكان ومنطقة يطلق منها صاروخ باتجاه إسرائيل».

لماذا تدمير المنطقة كلها؟

بالنسبة الى الإسرائيليين فإن الترسانة الصاروخية التي يمتلكها «حزب الله»، أصبحت اليوم مختلفة، كماً ونوعاً وقدرة ودقة. والتقارير الإسرائيلية تتحدث عن أربعين ألف صاروخ وتقارير أخرى تقول إن العدد وصل إلى ستين ألفاً وآخر تقرير تحدث عن حيازة حزب الله سبعين ألف صاروخ، الآلاف منها متطورة وأكثر دقة وقادرة على الوصول إلى كل منطقة في إسرائيل.

هليفي الذي كان يتحدث عن هذه الصواريخ، يصعد تهديده بالقول: «القرية اللبنانية التي سيطلق منها صاوخ باتجاه منطقة «مفراتس» في حيفا (منطقة المصانع الكيماوية) ستعالج كما يجب. وعلاجها يعني أننا لن نرسل باتجاه منطقة إطلاق الصاروخ عشرة جنود يركضون لمواجهة من يطلقه ويقرعون الأبواب ويبحثون عن مطلقي الصواريخ. هذه المرة سيكون الرد بقوة هائلة». ثم ينتقل هليفي بتهديده إلى الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، فيقول: «نصرالله يستعد جيداً لهذه الحرب لأنه يدرك تماماً أنها ستجلب الخراب على لبنان. يدرك أن الرد سيكون بقوة هائلة لم يسبق أن استخدمت. ولهذا، يتابع هليفي، ولأن حسن نصرالله يعرف ما ستجلبه الحرب من خراب على لبنان يستعد لإطلاق صاروخ على تل أبيب مقابل كل صاروخ يطلق باتجاه بيروت».

ويخلص هليفي إلى أن خطة جيشه لحرب لبنان الثالثة، بالقول: «لن ننتظر حتى نواجه آخر صاروخ يطلقه حزب الله، لأننا وفق خطتنا كلما تقدمنا بسرعة وبقوة إلى العمق اللبناني قضينا على الطرف الآخر. نخطط لأن نضرب حزب الله ضربة قاسية ونريد أن يكون الوضع في الحرب المقبلة مختلفاً. نريد أن نخوض الحرب منذ اليوم الأول من دون شكوك مما نريد تحقيقه في الحرب. نريد أن نخوض هذه الحرب ونعلن بكل وضوح إلى أين وصلنا. كم أصبنا وكم من الوقت نحتاج لتحقيق الهدف».

أمام هذه التهديدات والتصريحات يبقى السؤال ما إذا كانت إسرائيل متجهة نحو حرب فعلية… أم إنها تواصل حملة استعراض عضلاتها بالترويج لقدراتها العسكرية لتشكل قوة ردع للطرف الآخر؟

قيادة «الجيش الحر» إلى «الأراضي المحررة» وحشود تركية قرب الحدود

نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، حلب، إسطنبول – أ ف ب

أعلن «الجيش السوري الحر» نقل قيادته المركزية من تركيا إلى «الأراضي المحررة» في الداخل السوري «تمهيداً لبدء تحرير دمشق». وفي وقت تدور معارك عنيفة غرب محافظة حلب حيث يخشى النظام من سيطرة المعارضة على منطقة واسعة تغطي محافظتي حلب وإدلب وصولاً إلى الحدود مع تركيا، حشدت أنقرة تعزيزات عسكرية عززتها بالصواريخ المضادة للطائرات والآليات الثقيلة في المنطقة وسط تجدد الدعوة الفرنسية لإنشاء منطقة عازلة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة.

ومع مقتل أكثر من 166 سورياً أمس وفق هيئة التنسيق قال شاهد عيان إن مقاتلي المعارضة أسقطوا مقاتلة أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب بشمال سورية. واتهمت «هيئة التنسيق» السورية المعارضة شعبة الاستخبارات الجوية باعتقال ثلاثة من أعضائها أعلنت فقدان الاتصال بهم مساء الخميس.

وفي شريط فيديو بث على الإنترنت أعلن قائد «الجيش الحر» رياض الأسعد «دخول قيادة الجيش إلى المناطق المحررة في سورية لبدء خطة تحرير دمشق قريباً». وأشار إلى ضغوط تعرض لها الجيش الحر الذي أكد انه لا يريد أن تكون بديلاً من النظام. وأضاف أن «هدفنا أن يكون الشعب السوري بكل مكوناته هو البديل ونحن لسنا إلا جزءاً منه».

وتواصلت أمس الهجمات والمعارك بين القوات السورية وقوات المعارضة في مناطق مختلفة، خصوصاً في محافظة حلب حيث دارت اشتباكات عنيفة في بلدتي أورم وكفر جوم في غرب المحافظة. وذكر مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أن قوات المعارضة في هذه المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا هاجمت حواجز في أبزمو حيث قتلت امرأة في عملية قصف.

وأوضح عبد الرحمن أن «لا وجود للدولة في هذه المنطقة عدا عن بعض النقاط العسكرية والمراكز الإدارية». وأضاف أن النظام يسعى بأي ثمن لمنع المعارضين من وصل هذه المنطقة في محافظة حلب بمحافظة إدلب، لأن ذلك سيشكل منطقة واسعة تحت سيطرة المعارضين على الحدود مع تركيا.

وفي حلب التي تشهد معارك حاسمة للسيطرة عليها منذ شهرين تعرضت أحياء النيال وقسطل الحرامي والسليمانية والإنذارات والقاطرجي والشعار والصخور وهنانو والعرقوب والمرجة للقصف السبت.

في غضون ذلك، ذكرت قناة «أن تي في» التركية أن الجيش التركي نشر السبت مدافع وصواريخ مضادة للطائرات في جوار موقع تل الأبيض الحدودي مع سورية الذي يشهد مواجهات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية. وتأتي هذه الخطوة اثر قيام القوات النظامية السورية الخميس بقصف مدينة سانليورفا الواقعة على الحدود جنوب شرقي البلاد ما أسفر عن إصابة تركيين فيما كانت تحاول استعادة المركز الحدودي من المقاتلين المعارضين.

وفي نيويورك يستمع مجلس الأمن غداً إلى الممثل الخاص المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الذي عاد إلى نيويورك أمس والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فيما اعتبرت أوساط ديبلوماسية رفيعة أنه «من غير الواضح من سيطلب ماذا ممن، هل سيطلب الإبراهيمي الدعم في موقف موحد من مجلس الأمن، أم أن المجلس سيطلب منه تقديم إيضاحات حول رؤيته لخطة العمل التي سيتحرك بموجبها؟». وأكدت أن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية متوافقتان على «ضرورة أن يقدم الممثل الخاص المشترك خطة أو إطار عمل لمهمته، لا أن يمضي في إطار زمني مفتوح في مرحلة الاستماع واستطلاع الآراء». واعتبرت أن المرحلة التي تحمل عنوان أسلوب الحذر والهدوء والتمهل لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية وأن على الإبراهيمي أن يوضح المرجعيات التي يعتزم العمل بموجبها في مهمته في سورية إن لجهة خطة النقاط الست التي طرحها سلفه كوفي أنان أو بيان جنيف المقر في 30 حزيران (يونيو) حول المرحلة الانتقالية. وإذ أكد ديبلوماسيون أن الإبراهيمي لن يقدم خطة عمل إلى مجلس الأمن غداً إلا أن «الصبر على استمرار مرحلة أسلوب العمل الحذر والمتمهل له حدود» إذ «لا بد له من قول شيء ما». وبحسب المصادر نفسها فإن «العقدة لا تزال في الهوة في تفسير معنى المرحلة الانتقالية التي اتفقت عليها مجموعة العمل من أجل سورية في جنيف، بين روسيا والدول الغربية».

ويستعد مجلس الأمن لعقد جلسة رفيعة المستوى الأربعاء حول جامعة الدول العربية والتغيير في الدول العربية، التي سيرأسها وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله وسيحضرها وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بمن فيهم الأميركية هيلاري كلينتون والروسي سيرغي لافروف، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

وقالت أوساط ديبلوماسية إن الجلسة ستسلط الضوء على الدور العربي في الأزمة السورية وخصوصاً الجامعة العربية التي كانت طلبت من مجلس الأمن فرض حظر طيران في ليبيا بعد قيام تحالف الأمر الواقع بين دول مجلس التعاون الخليجي وحلف شمال الأطلسي. وأشارت إلى أن دور جامعة الدول العربية شهد نقلة نوعية «ويجب البناء عليه في التعاون مع مجلس الأمن».

وتعقد دول مجلس التعاون الخليجي اليوم جلسة وزارية في نيويورك على هامش الاستعدادات لافتتاح مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلثاء.

وتوقعت أوساط ديبلوماسية أن يتم التركيز على ضرورة وضع استراتيجية لمواجهة التمادي الإيراني في انتهاك قرارات مجلس الأمن المتعلقة بفرض حظر توريد الأسلحة من إيران، خصوصاً بعد الاعترافات الإيرانية بهذه الانتهاكات. واعتبرت أوساط ديبلوماسية أن نقل الجيش السوري الحر مقر قيادته إلى داخل الأراضي السورية «مؤشر على دور المناطق المحررة في سورية في التحضير للمرحلة الانتقالية، فضلاً عن دلالته على ثقة بعدم قدرة القوات الحكومية على استعادة السيطرة على المناطق المحررة نهائياً».

ومن المقرر أن تعقد مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية في نيويورك الأسبوع الجاري لمناقشة الأزمة السورية.

 فرنسا تفكر في إقامة منطقة حظر جوي والأردن يرى تغييراً في موقف روسيا

“الجيش الحر” ينقل قيادته إلى داخل سوريا

                                            في تطور له مدلولاته، اعلن “الجيش السوري الحر” امس نقل قيادته المركزية من تركيا التي استقر فيها منذ اكثر من عام، الى “المناطق المحررة” داخل سوريا، في وقت كان مقاتلو المعارضة يشنون سلسلة هجمات على حواجز لقوات الأسد في منطقة حلب.

التطورات الميدانية، توازيها تطورات سياسية، عبر عنها رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري العائد من موسكو، الذي قال إنه لمس تغييرا في الموقف الروسي حيال ما يجري في سوريا، وأن المسؤولين الروس باتوا يتحدثون عن ضرورة الإعداد سريعا لفترة انتقالية في سوريا، بينما كررت فرنسا أنها تفكر جديا في إقامة منطقة حظر جوي فوق مناطق داخل سوريا.

وقال قائد “الجيش السوري الحر” رياض الاسعد في شريط فيديو بث على “الانترنت” في رسالة موجهة الى الشعب السوري “نزف لكم خبر دخول قيادة الجيش الحر الى المناطق المحررة بعد ان نجحت الترتيبات (..) في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريبا”.

واشار الأسعد الى ضغوطات تعرض لها “الجيش الحر” الذي اكد انه لا يريد ان يكون بديلا للنظام.

واوضح “لقد تعرضنا منذ خروجنا من ارض الوطن كقيادة للجيش الحر لكل انواع الضغوط الدولية والاقليمية والحصار المادي والاعلامي (…) لنكون بديلا عن النظام”. واضاف “ليس هدفنا ان نكون البديل عن النظام الاجرامي (..) الذي يلفظ انفاسه (…) وانما هدفنا ان يكون الشعب السوري بكل مكوناته هو البديل ونحن لسنا الا جزءاً منه”.

وفي إطار التصعيد المتزايد بين دمشق وأنقرة ذكرت وسائل اعلام تركية ان الجيش التركي نشر امس مدافع وصواريخ مضادة للطائرات في جوار مركز حدودي. وقالت قناة ان تي في الاخبارية ان الجيش قام بنشر هذه الاسلحة في شكل وقائي اثر مواجهات عنيفة في سوريا للسيطرة على موقع تل الابيض الحدودي.

ودارت السبت معارك عنيفة في محافظة حلب، وقتل 11 جنديا من قوات بشار الأسد على الاقل في معارك وهجمات استهدفت حواجز للجيش التابع لنظام الأسد، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

“هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي في سوريا”، قالت في بيان أمس: “تأكد لدينا بأن أعضاء هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي، المختطفين على طريق مطار دمشق الدولي منذ الساعة الخامسة والنصف بعد ظهر يوم الخميس 20 أيلول 2012، هم في شعبة المخابرات الجوية .إننا في هيئة التنسيق الوطنية نحمل السلطة كامل المسؤولية عن سلامة ومصير الدكتور عبد العزيز الخير رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الهيئة، والأستاذ اياس عياش عضو المجلس المركزي للهيئة، والسيد ماهر طحان عضو الهيئة .ونطالب بإطلاق سراحهم فوراً”.

وكانوا اختطفوا لدى عودتهم من زيارة الى الصين، علما ان “هيئة التنسيق” هي تشكيل معارض رسمي ويعمل داخل سوريا.

في غضون ذلك، اعادت فرنسا طرح فكرة اقامة منطقة حظر جوي تطالب بها المعارضة السورية. وفكرة اقامة منطقة حظر جوي التي تطرق اليها المجتمع الدولي في اب وتطالب بها المعارضة السورية لمنع الغارات الجوية للقوات الحكومية على احياء يسيطر عليها المسلحون، عادت الى الواجهة.

واعلن مسؤول فرنسي كبير اول من امس ان فرنسا ما زالت تفكر مع شركائها في منطقة حظر جوي محتملة فوق سوريا مع اقراره بان هذا المشروع الذي يتطلب قرارا من مجلس الامن الدولي هو غير قابل للتطبيق حاليا.

وقال هذا المسؤول الفرنسي في واشنطن “نعمل ليس فقط نحن ولكن الكثير من الدول تعمل على مسألة الحظر الجوي هذه ولكن من الواضح انه في الوقت الراهن من الصعب جدا تطبيقه”. واضاف المسؤول الفرنسي الذي كان يتحدث بالانكليزية للصحافيين “نتحدث مع جميع شركائنا، الاتراك والاميركيين والبريطانيين واخرين ولكن لم نتخذ قرارا سياسيا حتى الان لاقامة منطقة حظر جوي في المستقبل القريب”.

سياسيا ايضا، قال رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري، امس، إنه لمس تغييرا في الموقف الروسي الرسمي تجاه الأوضاع في سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن المصري، الذي عاد من زيارة لروسيا وتركيا ضمن وفد عربي رفيع المستوى، قوله إن “وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدث صراحة عن فترة انتقالية في سوريا يجب الإعداد لها بسرعة”.

الى ذلك عبرت واشنطن صراحة من خلال مباحثات هاتفية اجراها نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بضرورة منع إيران من امداد النظام السوري بالسلاح من خلال استعمال اجواء العراق واراضيه.

وطلب بايدن من المالكي بمنع وصول أسلحة إلى سوريا حسبما افاد البيت الأبيض في بيان، مشيرا الى إن “بايدن بحث خلال اتصال بالمالكي ملفات تتصل بالأمن في المنطقة وبينها ضرورة منع أي بلد مهما كان من استغلال الأراضي أو الأجواء العراقية لإرسال أسلحة إلى سوريا”.

وفي بغداد لم يتطرق بيان مكتب رئيس الوزراء العراقي لمطالبة بايدن العراق بمنع وصول أسلحة إلى سوريا وابدى المالكي عدم ارتياحه تجاه اثارة اوساط اميركية “غير رسمية الشبهات” على موقف العراق من الازمة السورية.

وذكر البيان ان “المالكي تلقى اتصالا هاتفيا من نائب الرئيس الامريكي جو بايدن شهد تبادل وجهات النظر حول قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية وسبل تطويرها”.

ولفت رئيس الوزراء العراقي الى”عدم ارتياح الحكومة العراقية لقيام بعض الاوساط الامريكية غير الرسمية باثارة الشبهات حول موقف العراق من الازمة السورية رغم موقفه الحازم في رفض اي نشاط تسليحي او عنفي عبر الاراضي او الاجواء العراقية”.

وجدد المالكي “موقف الحكومة العراقية المبني على ضرورة ايجاد حل سياسي سلمي للازمة السورية ومعارضته للتسليح لاي طرف كان”، مشيرا الى ان” العراق اتبع هذه السياسة منذ الايام الاولى للازمة السورية بناءً على تشخيصه الخاص لطبيعة الاوضاع داخل سوريا وما تقتضيه مصالح الشعب العراقي”.

وكان العراق رفض اول من امس السماح لطائرة كورية شمالية بعبور أجوائه لاشتباهه بأنها تحمل “أسلحة وخبراء” إلى سوريا.

وأكد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن العراق منع الطائرة الكورية من المرور عبر أجوائه رغم أنه لم يتأكد من حملها لأسلحة إلى سوريا.

وقال الموسوي إن “من حق البلدان منع اي طائرة من المرور حينما تشعر أنها تنقل أشياء مخالفة للقوانين ونحن في ما يخص الازمة السورية تبنينا سياسة مبنية على مصالحنا الوطنية” مشيرا الى أن “العراق منع مرور طائرة من كوريا الشمالية كان خط سيرها باتجاه سوريا يوم السبت (امس) مثيرا للريبة رغم أننا لم نتأكد من حملها لأسلحة الى سوريا وكانت لدينا مجرد شكوك أدت بنا الى منعها من المرور عبر الاجواء العراقية”.

وأتهم مسؤولون اميركيون بارزون الشهر الجاري إيران أنها استأنفت شحن التجهيزات العسكرية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية كما جددت الولايات المتحدة تحذيرها للعراق من إنتهاك إيران الاجواء العراقية لدعم نظام بشار الاسد، معلنة عن عدم نيتها ربط مساعداتها لبغداد بتفتيش الطائرات التي تحلق فوق اراضيها ويشتبه بانها تنقل شحنات اسلحة الى النظام السوري.

في سياق متصل كشفت مصادر سياسية عراقية ان “الوفد العراقي المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء المقبل في نيويورك والذي سيرأسه نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي سينقل رسالة من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي تتعلق بالاوضاع في العراق والمنطقة وخاصة الازمة السورية”.

وافادت المصادر في تصريح لصحيفة (المستقبل) ان “العراق سيقدم رؤية جديدة للاحداث في سوريا وسبل معالجتها من خلال طرح المبادرة العراقية والاستعداد لجمع شخصيات من المعارضة والسلطة في سوريا إلى طاولة حوار في بغداد وباشراف دولي واقليمي” مبينة ان “العراق سيؤكد حرصه بعدم تسهيل عبور الاسلحة والمسلحين الى سوريا او دعم اي من طرفي النزاع”.

واشارت المصادر الى ان “الوفد العراقي حمل تفويضا حكوميا باجراء لقاءات على ارفع المستويات من اجل ايجاد تسوية سلمية للازمة في سوريا كما ان الوفد العراقي ووزير الخارجية سيجري اتصالات ومباحثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثناء وجوده في نيويورك بالاضافة الى الوفد الايراني لبحث امكان طرح افكار جديدة تسهم بحل الازمة والعنف المتفاقم في سوريا بشكل لايهدد الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط”.

(أ ف ب، رويترز،

يو بي أي، “المستقبل”)

220 قتيلا والحر يسقط ميغ 23 في الأتارب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت مصادر في المعارضة السورية بأن 220 شخصا قتلوا السبت، في المعارك المستمرة التي تشهدها مدن سورية عدة بين القوات الحكومية والجيش الحر، كما نقلت عن الجيش السوري الحر قوله أنه أسقط طائرة مقاتلة من طراز ميغ 23 وإنه سينقل مقر قيادته من تركيا إلى المناطق “المحررة” داخل سوريا.

وقال قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد في رسالة موجهة إلى الشعب السوري “نزف لكم خبر دخول قيادة الجيش الحر إلى المناطق المحررة بعد أن نجحت الترتيبات في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريبا”.

كما أعلن الجيش السوري الحر عن إسقاط طائرة مقالتة من طراز ميغ 23 في بلدة الأتارب في حلب، بينما كان أعلن في وقت سابق أنه أسقط طائرة مروحية تابعة للقوات الحكومية في المنطقة ذاتها.

وفي أحدث بياناتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن السورية في مختلف المناطق السبت ارتفع إلى 220 قتيلاً.

وأوضحت اللجان أن 66 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها، بينهم 16 في جوبر و13 قتلوا بقصف حافلة ركاب بحجيرة و6 أعدموا في القدم و17 في كفر بطنا.

كما قتل 60 في حلب و43 في حماة و26 في حمص و9 في درعا و3 في القنيطرة و10 في إدلب و2 في دير الزور وواحد في الرقة.

وفي نفس السياق، ذكرت وسائل إعلام تركية أن الجيش التركي نشر السبت مدافع وصواريخ مضادة للطائرات بجوار مركز حدودي مع سوريا يشهد مواجهات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.

وقالت قناة “إن تي في” الإخبارية إن الجيش قام بنشر هذه الأسلحة في شكل وقائي إثر مواجهات عنيفة في سوريا للسيطرة على موقع تل الأبيض الحدودي.

سياسيا، قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضرورة منع استخدام الأراضي والأجواء العراقية في نقل السلاح إلى سوريا، وسط مزاعم عن نقل أسلحة من إيران إلى سوريا بشكل غير مشروع.

وقال العراق إنه رفض السماح لطائرة كورية شمالية متجهة إلى سوريا بعبور أجواء البلاد السبت، لأنه يشتبه في احتمال أن تكون تحمل أسلحة لسوريا، في الوقت الذي أكدت الولايات المتحدة ضرورة منع مرور الأسلحة إلى سوريا عبر العراق.

إلى ذلك، أعلن مسؤول فرنسي كبير أن فرنسا ما زالت تفكر مع شركائها في منطقة حظر جوي محتملة فوق سوريا، مع إقراره أن هذا المشروع، الذي يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولي، هو غير قابل للتطبيق حاليا.

وقال هذا المسؤول الفرنسي في واشنطن الجمعة: “نعمل ليس فقط نحن، ولكن الكثير من الدول تعمل على مسألة الحظر الجوي هذه، ولكن من الواضح أنه في الوقت الراهن من الصعب جدا تطبيقه”.

وأضاف المسؤول الفرنسي الذي كان يتحدث بالإنجليزية للصحفيين: “نتحدث مع جميع شركائنا، الأتراك والأميركيين والبريطانيين وآخرين، لكن لم نتخذ قرارا سياسيا حتى الآن لإقامة منطقة حظر جوي في المستقبل القريب”.

121 قتيلا الجمعة

ميدانيا، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف على أحياء في مدينة حلب، في وقت تظاهر المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد، الجمعة تحت شعار “أحباب رسول الله في سوريا يذبحون”.

وقتل 121 شخصا في سوريا الجمعة بنيران القوات الحكومية.

وأفاد ناشطون بأن منازل في حي الفردوس جنوبب حلب تم تدميرها، وذلك بعد معارك فجرا تركزت في محيط مطار منغ العسكري قرب المدينة وثكنة هنانو العسكرية في شرقها.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن وحدة من القوات المسلحة السورية عثرت في منطقة القدم جنوبي دمشق “على مقبرة جماعية تحتوي على جثث 25 مواطنا ممن كانوا قد اختطفوا سابقا، مكبلة الأيدي ومعصوبة العينين”.

القلب السياحي لمدينة حلب على خط الجبهة

أ. ف. ب.

فيما يتواجه الجيش السوري مع المقاتلين المعارضين لنظام الأسد بالصواريخ والقصف الجوي في عدد كبير من أحياء حلب تجري المواجهات في الأسواق القديمة للمدينة بالأسلحة الخفيفة للسيطرة على زقاق أو مسجد أو كنيسة.

حلب: “الى اليسار، سوق التوابل، وامامك الجامع الاموي. لكن لا تدخله، انه على خط الجبهة”. هذا ما يقوله ابو محمد القائد السوري المعارض الذي يستفيد من هدنة في المعارك للاضطلاع بدور الدليل السياحي في الاسواق القديمة لمدينة حلب.

 ويشكل زقاق بالكاد يبلغ عرضه مترا واحدا على مقربة من المسجد خط الجبهة. وعلى ناصية هذا الزقاق يتمركز قناصة من الجيش النظامي الذين يطلقون النار على كل ما ومن يتحرك. ويحرك قناص مختبىء وراء جدار عصا أثبت في مقدمها مرآة ويحاول قتل الجنود الذين يلمحهم عبرها.

 وقد بدأت المعارك في حلب، العاصمة الاقتصادية لشمال سوريا، في منتصف تموز(يوليو). ومنذ ذلك الحين، يتواجه الجنود والمعارضون بالصواريخ والقصف الجوي في عدد كبير من الاحياء. لكن المواجهات في الاسواق القديمة التي كانت القلب السياحي للمدينة، تجري بالاسلحة الخفيفة للسيطرة على زقاق او حمام او مسجد او كنيسة.

 ولدى تجواله في الازقة التي اقفلت المتاجر فيها ابوابها، يروي المقاتل المعارض تاريخ “اكبر سوق في الشرق الاوسط”. ويقود الزائر الى قاعات حمام النحاسين الذي بني في القرن الثالث عشر حيث يأخذ بضعة متمردين قسطا من الراحة على الفرش الموضوعة في المهاجع الصغيرة.

 ولدى سلوكه طرقا فرعية لتجنب رصاص القناصة المتمركزين بالكاد على بعد 50 مترا، يتحدث ابو محمد عن العثمانيين والمماليك ويقترح القيام بزيارة الى القنصلية الفرنسية القديمة. ويشير رفاقه المسلحون الذين يتحلقون حوله ببزاتهم التي طبع عليها شعار الجيش السوري الحر، الى متاجر النسيج والتطريز الكائنة تحت اسواق مسقوفة لا يعبرها احد.

 وفي موضع آخر من السوق المقفرة، يجازف بعض التجار بالمجيء الى محالهم. فقد اتوا لاستعادة بضائع يكدسونها في اكياس كبيرة ثم يتوارون مسرعين. ولا يوافق احد منهم على التحدث مع مراسلي الصحف.

ولم تمس البضائع على ما يبدو. وقال ابو محمد “لم يمس اي من رجال الجيش الحر شيئا، وسيعود التجار الى محالهم التي تركوها”. واضاف “نحن لسنا الارهابيين الذين يتحدث عنهم النظام”. وتتهم السلطات التي لا تعترف بحركة الاحتجاج التي بدأت في اذار (مارس) 2011، “عصابات ارهابية مسلحة” بزرع الفوضى في البلاد.

وعلى كل تقاطع طرق، تتمركز مجموعات صغيرة من المقاتلين الذين يتولون المراقبة فيما هم يشربون الشاي. والازقة التجارية التي استثنتها عمليات النهب والتدمير، نجت ايضا من عمليات القصف الجوي التي تشوه عددا كبيرا من احياء حلب.

وقال ابو محمد “هنا، لا يجرؤ النظام على القاء القنابل، فهو لا يريد اثارة غضب التجار، لأن الوضع سيتغير اذا ما بدأوا بتمويل المعارضة”. وعند منعطف زقاق، سقطت قذائف هاون اطلقها الجيش على اثنين من المتاجر. ومن مبنى من طبقتين لا يزال الدخان ينبعث منهما، لم تبق سوى هياكل معدنية وبعض الحجارة.

وخفية، يمر تاجر حاملا على ظهره كيسا كبيرا. وفي السماء تحلق مروحيات على ارتفاع شاهق. ويؤكد ابو محمد “طالما انها تحلق على ارتفاع شاهق، نحن في امان. وهي لا تستهدف السوق القديمة، انها تتجه الى احياء اخرى”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/763517.html

الجيش السوري يفقد السيطرة بشكل متزايد على الأرض

أ. ف. ب.

عتمة: أعلن عقيد في الجيش السوري الحر أن الجيش السوري النظامي يفقد السيطرة بشكل متزايد على الارض في سوريا وان قدراته الجوية فقط تتيح له البقاء، مؤكدا ان سقوط النظام “مسالة اشهر”. وقال العقيد احمد عبد الوهاب في قرية عتمة القريبة من الحدود التركية، وآمر كتيبة من 850 رجلا “مع او بدون مساعدة خارجية يمكن ان تقدم الينا، ان سقوط النظام مسالة اشهر وليس سنوات”.

واضاف “لو كانت لدينا مضادات للطيران وللدبابات فعالة، لتمكنا سريعا من التقدم، لكن الدول الخارجية لا تقدم لنا هذه المعدات، وحتى بدونها سننتصر. سيكون ذلك اطول، هذا كل ما في الامر”.

وتابع “نسيطر على القسم الاكبر من البلاد. وفي غالبية المناطق الجنود يبقون داخل ثكناتهم. لا يخرجون الا لفترات قصيرة ونحن نتحرك كما نريد في كل الاماكن تقريبا، باستثناء دمشق”. وقال “يكفي تجنب الطرقات الرئيسية، وبالتالي نتنقل كما نشاء”.

ومن غير الممكن التحقق من هذه التصريحات بشكل مستقل بسبب القيود الشديدة التي يفرضها النظام السوري على تنقلات الصحافة الاجنبية منذ بدء النزاع قبل 18 شهرًا. واوضح انه كان، حتى تسعة اشهر خلت، عقيدا في سلاح البر ثم انشق “بسبب ضخامة جرائم النظام الذي يقتل شعبه”.

ويؤكد العقيد انه يتولى قيادة اربع فرق ضمن كتيبة “الناصر صلاح الدين” في حلب وضواحيها. ويقول انه يشارك في الاجتماع اليومي لقادة الثوار في هذه المدينة الكبرى الواقعة في الشمال والذي يتم خلاله اصدار التعليمات للمقاتلين.

وقال انه على اتصال مع ضباط بقيوا في الجيش النظامي موضحا ان “معنوياتهم ضعيفة. واذا كان الجنود السنة لا ينشقون فذلك فقط لانهم يخافون على عائلاتهم. انا تمكنت من ضمان امن عائلتي قبل ان انشق عن الجيش”.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان حوالى 80% من المدن والبلدات السورية على الحدود مع تركيا لم تعد في ايدي النظام. وافاد مراسل وكالة فرانس انه في غالبية هذه المناطق يتولى السكان ادارة شؤون بلداتهم بانفسهم.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/763544.html

تحليل : أوباما على مفترق طرق في سورية

الجريدة الكويتية

Asia Times

 يبدو أن القوى المنافِسة في روسيا والصين (كلٌّ على طريقته الخاصة) تستعد لحصد المكاسب بعد أن شعرت بضعف الولايات المتحدة غداة الاعتداءات على السفارات وأعمال الشغب التي انتشرت في أنحاء العالم الإسلامي في الأسبوع الماضي.

يبدو أن سياسة الولايات المتحدة في سورية أصبحت على مفترق طرق، فلا يمكن أن يبقى الوضع الراهن على حاله: تستمر إراقة الدماء بلا رادع ويهدد الصراع بالتمدد إلى جميع الدول المجاورة، ما يهدد بالتالي المصالح الأميركية أيضاً. بدأت الحركات القومية الإثنية النافذة تنشط، ولا سيما بين الأكراد، وهي تهدد بفرض واقع ميداني جديد أمام المجتمع الدولي، ويبدو أن القوى المنافِسة في روسيا والصين (كلٌّ على طريقته الخاصة) تستعد لحصد المكاسب بعد أن شعرت بضعف الولايات المتحدة غداة الاعتداءات على السفارات وأعمال الشغب التي انتشرت في أنحاء العالم الإسلامي في الأسبوع الماضي.

لكن ما من حلول بسيطة في بلدٍ يشهد حرباً أهلية تزداد عنفاً مع مرور الأيام. تنتهي تلك الحروب، بحسب رأي المحلل في وكالة الاستخبارات المركزية كينيث بولاك، بواحدة من طريقتين: “إما أن يفوز أحد الفريقين بطريقة وحشية تقليدية، وإما أن يتدخل طرف ثالث بقوة تكفي لإنهاء القتال”.

استفاض كريستوفر ديكي من مجلة “نيوزويك” في شرح ذلك التحليل لتبرير عدم وجوب تنفيذ تدخل أميركي فقال: “لا يعبّر بولاك صراحةً عن صعوبة إنهاء الحروب الأهلية حتى لو حصل تدخل خارجي، ما لم يتعب الفريقان من المجازر. هذا الواقع يتذكره جيداً مسؤولون استخباريون آخرون كانوا قد شاركوا في صراعات سابقة في البلقان والشرق الأوسط. تطلب إنهاء الصراع 15 عاماً في لبنان وثلاث سنوات مريعة في البوسنة. هكذا تكون الحروب الضارية لإرساء السلام”.

يجسد مقتل السفير الأميركي في ليبيا خلال الأسبوع الماضي، في المدينة التي ساهم في تحريرها، الخطر المترافق مع دعم الحركات الثورية. (تجدر الإشارة إلى أن الظروف الدقيقة التي أحاطت بمقتل كريستوفر ستيفنز لا تزال غامضة، إذ تجرى التحقيقات بشكل سري وتسري شائعات مريعة في الصحافة العربية التي تذهب إلى حد ادعاء أن ستيفنز اغتُصب على يد المعتدين).

لكن تزامناً مع الموسم الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة، تكمن المفارقة في واقع أن تلك المأساة تحديداً قد تترافق مع أثر معاكس على واشنطن. قد يعمد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تعميق التعاون مع الثوار السوريين أو التفكير بتنفيذ تدخل عسكري محدود لأنه يشعر بضرورة أن يُظهر وجهه الصارم وأن يبرر الخيارات السياسية التي قام بها خلال السنوات الأربع الماضية. يمكن أن يتخذ ذلك التدخل أشكالاً عدة مثل فرض حظر جوي على البلد أو إنشاء مناطق عازلة تسمح للثوار بإعادة تنظيم أنفسهم من دون أن تعيقهم قوات النظام.

أيد المحلل مارك كاتز من مجلة “فورين بوليسي” تنفيذ تدخل محدود واعتبر أن مساعدة المعارضة هي طريقة للحصول على ورقة ضغط يمكن استعمالها في التعامل معها:

“عبّر الكثيرون عن خوفهم من أن تتسلل “القاعدة” وحلفاؤها إلى المعارضة السورية، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة والغرب يمكن أن يبذلا المزيد لمنع حصول ذلك عبر التدخل في الصراع السوري بدل الامتناع عن ذلك وترك الساحة خالية أمام “القاعدة”. تجدر الإشارة إلى أن إدارة كلينتون خلال التسعينيات كانت تهدف من خلال مساعدة المسلمين البوسنيين إلى منع إيران من التحول إلى أبرز داعم خارجي لهم. ينطبق المنطق نفسه على الوضع الراهن”.

لا شك أن أوباما يواجه خيارات لا يُحسَد عليها، فهو ينحاز إلى الثوار حتى الآن مع أنهم ارتكبوا بدورهم أعمالاً وحشية هائلة، وقد تسلل إليهم المجاهدون الخارجيون، وفشلوا في توحيد صفوفهم ضمن هيئة سياسية وعسكرية متماسكة.

يبدو أن الجيش السوري، رغم مؤشرات الإعياء التي تبدو عليه، يكسب زخماً متزايداً، فيوم الاثنين، قيل إنه أعاد فرض سيطرته على حي الميدان (مقاطعة أساسية في المعقل التجاري الشمالي في حلب حيث يحتدم القتال منذ شهرين تقريباً). لا تزال الدفاعات السورية المضادة للطائرات على حالها ويمكن استعمالها مع مخازن الأسلحة الكيماوية التي يملكها النظام كوسيلة ردع قوية في وجه أي تدخل دولي. كتبت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية أن سورية اختبرت قذائف معدة لنقل الغاز السام في الشهر الماضي.

يضغط الأصدقاء والخصوم معاً على أوباما كي يتراجع عن استراتيجيته (باستثناء بعض القوى الأوروبية والدول العربية الخليجية). في المقابل، زادت إيران حدة لهجتها: يوم الأحد، اعترف قائد الحرس الثوري الإسلامي، الجنرال محمد علي جعفري، بوجود رجاله في سورية وهدد بالتدخل بطريقة مباشرة “إذا تعرضت سورية لاعتداء عسكري”. يُقال إن روسيا تحاول استعمال طريقة أخرى وتسعى إلى مسايرة واشنطن لدفعها إلى رؤية العالم العربي على طريقة موسكو غداة الكارثة الليبية فضلاً عن حثها على وقف الجهود الرامية إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. اعتبر محلل من أوروبا الشرقية في موقع “آسيا تايمز أونلاين” أن الكرملين قد يعزز تعاونه مع الولايات المتحدة على أمل أن يكسب مستوى جديداً من النفوذ في الشرق الأوسط.

لكنّ أهم ما في الأمر هو أن تركيا بدأت تغير مسارها. وسط تنامي الاضطرابات في المناطق الكردية حيث وقعت واحدة من أشرس المعارك خلال 12 سنة على الأقل، يبدو أن أنقرة بدأت تتردد في دعم الثوار السوريين. قيل إنها بدأت تعيد نشر اللاجئين السوريين في مناطق بعيدة عن الحدود لمنعهم من المشاركة المباشرة في الصراع المسلح ضد النظام السوري.

عدا احتدام الاضطرابات الطائفية في جنوب تركيا (ولا سيما بين اللاجئين المسلمين السنّة وعدد كبير من العلويين العرب الذين يدعمون نظام دمشق)، ينجم هذا الوضع عن نجاح الأسد في الانقلاب على الفكرة التركية التي تدعو إلى إنشاء مناطق عازلة بالقرب من الحدود، فقد سحب قواته خلال الشهرين الأخيرين وترك معظم مناطق سورية الشمالية بيد الانفصاليين الأكراد المتحالفين مع حزب العمال الكردستاني الذي يشارك في الصراع المسلح ضد الحكومة التركية.

إذا قرر الأتراك الآن إنشاء ملجأ آمن للثوار السوريين بالقرب من الحدود، فمن المتوقع أن يتحول معظم الناس الذين يحمونهم إلى ألد أعدائهم. سبق أن أعلن المجلس الكردي الأعلى في سورية خططه بإنشاء جناح عسكري منظم، وبما أن الميليشيات الكردية في المنطقة رفضت الدعوات إلى الانضمام إلى بقية الثوار أو حتى التحالف معهم، فمن المستبعد أن يستفيد الجيش السوري الحر من الوضع كثيراً. قد تورط تركيا نفسها في مأزق صعب بهذه الطريقة.

بسبب هذا الوضع، قد يحصل تعاون بين الأسد (إذا نجح في الصمود) والحكومة التركية مستقبلاً، ومن المستبعد أن يسلم الرئيس السوري الأراضي إلى الأكراد إذا حصل على خيار آخر، ومن المستبعد أن يستسلم الأكراد من دون خوض المعركة. وفق هذا السيناريو الافتراضي، ستكون تركيا حليفة الأسد الطبيعية ويمكن أن تساهم في سحق المتشددين الأكراد من الشمال. تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين الدولتين المجاورتين سبق أن شهدت تحولات جذرية مرتين على الأقل خلال العقد الماضي.

بعبارة أخرى، إذا قرر أوباما تعزيز انحيازه إلى الثوار السوريين، فسيكون موقفه جريئاً وغير مسبوق ويمكن أن يؤدي إلى اضطراب علاقاته المستقبلية مع واحد من أهم حلفائه. نتيجةً لذلك، من الصعب ألا يؤيد الأميركيون الطموحات الديمقراطية لشعوب أخرى مثل الأكراد.

ثمة سيناريوهات غريبة أخرى يمكن أن تتحقق أيضاً: على سبيل المثال، يشير الاجتماع الأخير في القاهرة بين المسؤولين الأتراك والإيرانيين والمصريين والسعوديين إلى احتمال أن تلعب مصر دوراً أكبر في الصراع. بما أن مصر هي أكبر دولة عربية وأكثرها اكتظاظاً، فلا شك أنها الدولة الأنسب لإرسال قوات حفظ سلام إلى ذلك البلد المشرقي.

بشكل عام، من المستبعد أن تقطع الإدارة الأميركية علاقاتها مع الثوار السوريين، أقله لأن صمود نظام الأسد ليس مضموناً ولأن واشنطن تحتاج إلى ورقة ضغط تستعملها للتعاطي مع أي طرف يصل إلى السلطة في المرحلة المقبلة (لكن يصعب التنبؤ بحجم الدعم الذي ستقدمه). ما لم تتخذ واشنطن خطوة جريئة لكسر وضع المراوحة، يمكن أن نتوقع حرباً أهلية مطولة حيث تحاول الدول المجاورة والقوى الواقعة على مسافة أبعد احتواء الصراع داخل البلد، لكن لن يكون نجاحها مضموناً.

 http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2012/9/763494.html

فرنسا تعرض على الولايات المتحدة خطة مفصلة لإعلان منطقة حظر الطيران شمال سوريا

بتنسيق مع حلف شمال الأطلسي

واشنطن: محمد علي صالح

قالت مصادر إخبارية أميركية إن فرنسا عرضت على الولايات المتحدة خطة مفصلة لإعلان منطقة حظر الطيران شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا، وبتنسيق مع حلف الناتو، وإن وفدا فرنسيا يزور واشنطن الآن نقل الخطة الفرنسية، وإن واشنطن لم ترد اعتراضا أو تأييدا.

وكانت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، قالت: «كما قلنا عندما كانت وزيرة الخارجية في إسطنبول، وكما قلنا فيما يتعلق بالمحادثات مع حلفائنا وشركائنا، أولا وقبل كل شيء، نحن نقيم معهم فعالية ما يمكن أن نقوم به فعلا. ونحن ننظر إلى الوضع على الأرض، الذي يتطور بشكل سريع جدا. ونتحدث معا حول ما يمكن أن نفعله معا. وعما يمكن أن نفعله معا لدعم المعارضة. لكن، كما قالت وزيرة الخارجية عندما كانت في إسطنبول، لا نريد أن نزيد من معاناة الشعب السوري».وكانت نولاند قالت عن حظر الطيران دون الإشارة إلى فرنسا: «تحدث بعض شركائنا عن هذه الفكرة. واضح أنها شيء يحتاج إلى مواصلة التقييم. وكما أوضحت وزيرة الخارجية، لم نسحب أي خيارات من على الطاولة».

وكانت وكالة الأخبار الفرنسية نقلت تصريحات مسؤول فرنسي، دون الإشارة إلى اسمه أو وظيفته، يزور واشنطن حاليا، أكد فيها هدف الزيارة.

وقال المسؤول الفرنسي: «نحن نواصل الجهود، ولسنا وحدنا. تدرس كثير من الدول إقامة منطقة حظر الطيران، لكن في الوقت الحاضر، واضح أنه من الصعب جدا تحقيق ذلك لأسباب كثيرة». وأضاف: «نتحدث مع جميع شركائنا: مع الأتراك، مع الأميركيين، مع البريطانيين، ومع آخرين. لكن في الوقت الحاضر لم يتخذ أي قرار». وأشار إلى أن أي قرار «يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن الدولي، لكنه اعترف بأن هذا سيواجه احتمال مقاومة شديدة من روسيا والصين».

وقال المسؤول الفرنسي إن حظر الطيران سيكون «معقدا للغاية، لأسباب قانونية، ولأسباب عملية. ويحتاج إلى تقييم عسكري في عناية فائقة من جانب البنتاغون، ومن جانب قيادتنا العسكرية، والجيش البريطاني، والأتراك». وإن منطقة حظر الطيران فوق سوريا ستكون لأسباب إنسانية لمساعدة السوريين المشردين داخل سوريا، والهاربين من الصراع الدموي الذي أودى، كما قالت مصادر المعارضة السوري، بحياة 29.000 شخص.

هيئة التنسيق السورية تؤكد وجود أعضائها الثلاثة المفقودين منذ الخميس في «شعبة المخابرات الجوية»

بيروت: ليال أبو رحال

أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة أن ثلاثة من أعضائها الذين فقدت الاتصال بهم مساء الخميس الفائت، هم «في شعبة المخابرات الجوية»، محمّلة «السلطة كامل المسؤولية عن سلامة ومصير رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الهيئة الدكتور عبد العزيز الخير، وعضو المجلس المركزي للهيئة إياس عياش، وعضو الهيئة ماهر طحان».

وطالبت الهيئة في بيان أصدرته أمس «بإطلاق سراحهم فورا»، بعدما تأكد لديها أن «أعضاءها المختطفين على طريق مطار دمشق الدولي منذ الساعة الخامسة والنصف من الخميس، 20 سبتمبر (أيلول) هم في شعبة المخابرات الجوية». وكانت الهيئة قد أعلنت في بيان أول من أمس «فقدان الاتصال» بالخير وعياش اللذين كانا في عداد وفد من الهيئة، لدى عودتهما من زيارة إلى الصين بعد مغادرتهما المطار، أما طحان فكان قد حضر إلى المطار لاصطحابهما.

وقال المعارض السوري، المنشق حديثا عن هيئة التنسيق، مأمون خليفة لـ«الشرق الأوسط» إن «خطف أعضاء في الهيئة عمل حقير ودنيء»، وحمل «النظام المستبد والمجنون مسؤولية عودتهم إلى منازلهم سالمين»، مشددا على أن القضيّة «إنسانية ويتم التلاعب فيها ويهمنا أمنهم وسلامتهم».

وقال إن «النظام السوري يتبع قواعد وإجراءات لم يسبق لأي نظام ديكتاتوري سابق أن اتبعها»، معتبرا أن «هدفه الأول سحق الثورة والمعارضين وكسر إرادة الشعب السوري، والدليل على ذلك عملية احتجازه لمعارضين أرادوا اللقاء في الوسط وإيجاد حلّ، لكن هذا النظام لا يريد الحلول السياسية وهدفه أن يركع الثوار ويكرر انتصار حماه قبل 40 عاما، وهو ما لن يتحقق، لأنه يحمل عقلية العصابة المتخلفة».

وتضم هيئة التنسيق السورية عددا من معارضي الداخل، وقد شهدت قبل أقل من أسبوعين انشقاقات في صفوفها بسبب الخلاف حول طريقة التعاطي مع النظام. كما أن ثمّة خلافا كبيرا بينها وبين المجلس الوطني السوري المعارض، الذي يعتبرها أكثر قربا من النظام السوري.

إسقاط طائرة في ريف حلب.. ومدينة سلوقة في الرقة تقصف للمرة الأولى

مجزرتان في حي جوبر وحجيرة.. واقتحامات ودهم في ريف دمشق

بيروت: نذير رضا

بالتزامن مع إعلان قيادة الجيش السوري الحر نقل قيادته من تركيا إلى داخل سوريا، تواصلت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في مناطق واسعة من ريف دمشق أمس، كما في محافظة حلب التي أسقط المعارضون فيها طائرة حربية تابعة للنظام أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب في ريف حلب.

ودخلت محافظة الرقة على خط المواجهات للمرة الأولى، إذ أعلن أن القوات النظامية قصفت مدينة سلوقة في المحافظة. وأسفرت الاشتباكات والقصف المكثف الذي طال سائر المدن السورية عن سقوط 114 قتيلا كحصيلة أولية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، معظمهم في ريف دمشق.

في غضون ذلك، أعلن مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن المعاضة في ريف حلب «غنمت مدفعا رشاشا من عيار 57 ملم، إثر اشتباكات مع الجيش النظامي، واستخدم أمس، لأول مرة، في معارك في ريف حلب». ويعتبر هذا المدفع الرشاش أثقل عيار من المدافع الرشاشة التي تشارك في العمليات العسكرية في سوريا، ولا يملك الجيش الحر منها سوى قطعة واحدة.

وبينما أعلنت وكالة «رويترز» عن إسقاط مقاتلة عسكرية تابعة للنظام في محافظة إدلب في شمال سوريا، أكد المصدر القيادي في الجيش الحر أن إسقاط المقاتلة «تم في ريف حلب»، مشيرا إلى أنها أسقطت برصاص مدفع رشاش محمول على عربة من عيار 14.5 ملم.

ونقلت وكالة «رويترز» عن شاهد عيان قوله «إن مقاتلي المعارضة كانوا يهاجمون قاعدة عسكرية قرب بلدة الأتارب عندما حلقت الطائرة وأسقطها مقاتلو المعارضة بنيران أسلحة مضادة للطائرات».

وشهدت مدينة حلب أمس واحدة من أوسع جولات الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر. وقال المصدر القيادي لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة «قاتلوا أمس على أكثر من 10 جبهات في أحياء حلب وبلدات في ريفها»، مشيرا إلى أن الاشتباكات «متواصلة، حيث يعمل مقاتلو الجيش الحر على منع القوات النظامية من التقدم، ويواصلون التصدي للطائرات الحربية التي تغير على المناطق والأحياء، على الرغم من القصف المتواصل لها».

من ناحيته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء القاطرجي والشعار والصخور وهنانو والعرقوب الواقعة شرقي مدينة حلب وحي المرجة الواقع جنوبها تعرضت للقصف فجرا، بعد معارك اندلعت أول من أمس الجمعة حول ثكنة هنانو بالمدينة. وأشار المرصد إلى «عمليات قصف ومعارك دارت في بضع مناطق مثل مدينة الباب». كما أفاد أنّ خمسة مسلّحين معارضين قتلوا في المعارك العنيفة الدائرة منذ ساعات في بلدتي أورم وكفر جوم في غرب محافظة حلب.

وتقع هذه البلدات في غرب محافظة حلب بالقرب من الحدود مع تركيا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه «لا وجود للدولة في هذه المنطقة عدا عن بعض النقاط العسكرية والمراكز الإدارية». وأضاف أن «النظام يسعى بأي ثمن لمنع المسلّحين المعارضين من وصل هذه المنطقة في محافظة حلب بمحافظة إدلب، لأن ذلك سيضمن سيطرتهم على منطقة واسعة على الحدود مع تركيا».

بالتزامن، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن منطقة دارة عزة في حلب تعرضت لقصف عنيف بالصواريخ والرشاشات الثقيلة ما أدى إلى تهدم عدد كبير من المنازل. أما الأتارب، فسجل سقوط شخصين جراء انهيار مبنى سكني في قصف قوات النظام بالطيران الحربي، كما سقط ثلاثة أشخاص بالطريقة نفسها في منطقة الزكية، بحسب لجان التنسيق المحلية. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أعلنت عن «مجزرة راح ضحيتها 9 شهداء بالقصف على حي الميسر، بين الشهداء 7 أطفال و12 سيدة».

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن «قواتنا المسلحة استهدفت من خلال عمليتين نوعيتين تجمعات للإرهابيين قرب دار الشفاء ومشفى البيان في منطقة الشعار بحلب ما أسفر عن إيقاع خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين بينما دمرت وحدة من قواتنا الباسلة من خلال عملية نوعية أخرى مستودعا للأسلحة والذخيرة بمن فيه من الإرهابيين في محلة السيد علي قرب مطعم الوالي بمدينة حلب».

وقال مصدر في المحافظة للوكالة «إن قواتنا المسلحة قامت بتدمير 40 سيارة مزودة برشاشات دوشكا بمن فيها من الإرهابيين على طريق الأتارب اورم الصغرى بريف حلب إضافة إلى تدمير مقرين للإرهابيين بالقرب من المركز الثقافي بمنطقة هنانو ودوار باب الحديد في مدينة حلب».

وذكرت «إن قواتنا المسلحة عثرت على وكر للمجموعات الإرهابية داخل المعهد الصناعي الرابع بمنطقة سليمان الحلبي في حلب الذي طهرته قواتنا المسلحة من الإرهابيين اليوم كما عثرت على (14) عبوة ناسفة تركتها المجموعات الإرهابية المسلحة في أحد المعامل في منطقة المعامل بالعرقوب في حلب».

وأشارت إلى أنه «تم تدمير مقر للإرهابيين بين المعهد الرياضي ودار العجزة في بستان الباشا ما أسفر عن مقتل عشرين إرهابيا وإصابة عشرة آخرين». كما «دمرت وحدات من قواتنا المسلحة مقرات الإرهابيين في دوار اغيور وقسطل حرامي وكبدتهم خسائر كبيرة».

وفي ريف دمشق التي أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن معظم قتلى الأمس سقطوا فيها، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام اقتحمت بلدة سبنيه وشنت حملات دهم واعتقالات وسرقة للممتلكات وحرق للمنازل والمحال التجارية. أما الزبداني، فتعرضت بحسب اللجان إلى عملية اقتحام حي «حاصر القوات النظامية منطقة الشلاح وسط إطلاق نار وشنت حملة اعتقالات ضمت أعدادا كبيرة من النازحين».

وتعرضت منطقة العبادة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق لقصف عنيف بمدافع الشيلكا من معسكر الصاعقة، كما أعلنت اللجان عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى حاجز جسر زملكا، مشيرة إلى «وجود دبابات وسيارة محملة برشاش دوشكا على الجسر، وانتشار للقناصة على الأبنية القريبة من حاجز حرملة».

إلى ذلك، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط «13 قتيلا باستهداف حافلة ركاب في منطقة حجيرة، كما تم إعدام ستة أشخاص في حي القدم الدمشقي». أما في حرستا قرب دمشق، فقتل جندي خلال معارك اندلعت على أثر عمليات قصف مدفعي وشوهدت أعمدة الدخان في المنطقة.

وفي حي القدم في دمشق، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط ستة قتلى من عائلة واحد قضوا على يد قوات النظام إعداما ميدانيا، فيما أكد ناشطون أن «دبابات النظام وعددا كبيرا من شبيحته اقتحموا الحي وأقاموا حواجز فيه بعدما طهر الشبيحة المنازل من المعارضين».

وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن 16 قتيلا قتلوا في حي جوبر، لدى اقتحام القوات النظامية للحي. وقال ناشطون إن هؤلاء «ماتوا إما بالقصف أو بالإعدام الميداني».

وفي درعا ذكر ناشطون أن القوات النظامية شنت حملة اعتقالات ودهم واسعة في منطقة الحارة، في حين اندلعت معارك في داعل. كما قصف جيش النظام الحاكم بلدات نصيب وحيط والشجرة. وذكرت قناة «الجزيرة» أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة في منطقة نصيب الشرقية وسد الوحدة (غرب) ومنطقة تل الشهاب». ونقلت القناة عن مراسلها قوله «إن ذلك يتسبب في معاناة كبيرة للاجئين الذين يقيمون في تلك المناطق»، مشيرا إلى أن اللواء 61 المكلف بالتصدي لإسرائيل هو الذي يتولى عمليات القصف.

وعلى جانب آخر، أعلنت التنسيقية العامة للثورة السورية أن قوات النظام داهمت بلدة هيت في درعا وقصفتها ثم أحرقت ونهبت عددا من المنازل.

وفي دير الزور، أفاد ناشطون على مواقع الثورة السورية على «فيس بوك» عن «اشتباكات عنيفة جرت بين قوات جيش الأسد والجيش الحر على الطريق الدولي بين مدينة موحسن والميادين بريف دير الزور».

أما في حمص، فشهدت مواجهات بين الجيشين النظامي والحر على مشارف المدينة القديمة، كما «قتل أربعة جنود في هجوم استهدف سيارتهم بالقرب من حمص». كما أفيد عن اشتباكات عنيفة وقعت أمس في منطقة البقيعة الحدودية مع شمال لبنان.

ودخلت محافظة الرقة على خط التطورات أمس، إذ نقلت قناة «العربية» عن المركز الإعلامي السوري إعلانه أن «قوات النظام السوري تقصف لأول مرة مدينة سلوق بالرقة».

أما في حماه، فأعلنت لجان التنسيق المحلية عن العثور على 5 جثث في حي مشاع الأربعين بعد مجزرة ارتكبتها قوات النظام منذ أيام.

في المقابل، ذكرت وكالة «سانا» أن «الجهات المختصة لاحقت مجموعة إرهابية مسلحة في سهل البقيعة بريف تلكلخ وأوقعت عناصرها بين قتيل وجريح وصادرت ما بحوزتهم من أسلحة».

من جهة أخرى، قال مصدر للوكالة إن «وحدة من قواتنا المسلحة كبدت مجموعة إرهابية مسلحة خسائر فادحة بعد أن حاولت التسلل الليلة الماضية من الأراضي اللبنانية إلى سوريا عبر مقطع ملتقى النهرين بريف تلكلخ مقابل قرية الخالصة اللبنانية». وأشار المصدر إلى أن «قواتنا المسلحة أوقعت إصابات مباشرة في صفوف المجموعة الإرهابية وأجبرت بقية أفرادها على الانكفاء والهروب باتجاه الأراضي اللبنانية».

وفي ريف درعا، ذكرت «سانا» أن «الجهات المختصة وبناء على المعلومات وبالتعاون مع الأهالي لاحقت مجموعات إرهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين وقوات حفظ النظام في وادي حيط في منطقة نوى وكبدتها خسائر فادحة». ونقل مراسل الوكالة عن مصدر بالمحافظة قوله إن «الجهات المختصة قضت على متزعم المجموعة الإرهابية في وادي حيط محمود العيشات وألقت القبض على باقي أفراد المجموعة وصادرت أسلحتهم وضبطت كميات كبيرة من المواد الغذائية المسروقة».

كما ذكرت الوكالة أن «وحدة من قواتنا المسلحة اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة في مدينة الصنمين وقضت على أحد الإرهابيين الذي لم يعثر بحوزته على أي وثيقة تثبت هويته وألقي القبض على باقي أفراد المجموعة».

فلسطينيو لبنان يغيثون النازحين من المخيمات في سوريا.. بـ«اللحم الحي»

رئيس منطقة لبنان الوسطى في الـ«أونروا» : رفعنا الدراسة وستصل الميزانية قريبا لإغاثتهم

بيروت: نذير رضا

أكثر من 5 آلاف لاجئ فلسطيني، لجأوا إلى المخيمات الفلسطينية اللبنانية هربا من العنف الدائر في سوريا. هذا الرقم «المرشح للزيادة إلى حدود 10 آلاف إذا زادت الأمور تعقيدا في سوريا»، كما يؤكد رئيس منطقة لبنان الوسطى في الـ«أونروا» محمد خالد لـ«الشرق الأوسط»، رمى بأعباء إضافية على كاهل اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، الفقراء أصلا، كون معظمهم استقبل أقاربه ومعارفه من سوريا في منزله، لكنهم يغيثونهم بـ«اللحم الحيّ».

وتتشارك المخيمات الفلسطينية في الجنوب وبيروت، بالحال نفسه. أقارب الفلسطينيين المقيمين في المخيمات في سوريا، ومعارفهم، تولوا استقبال النازحين بالترحاب. ويؤكد الفلسطينيون أنه «من واجبنا استقبالهم، واحتضانهم على الرغم من ضائقتنا المالية»، متسائلين: «إذا نحن لم نستقبلهم بهذه الحال، فأين يذهبون؟».

والواقع أن حال هؤلاء الهاربين من مخيّمي اليرموك وحمص، توصف بالتعيسة. في مخيم شاتيلا، يقول طفل لـ«الشرق الأوسط» إن «حياتنا تحولت إلى فيلم رعب». ويضيف الطفل الذي كان يسكن أحد الأحياء الواقعة على طرف مخيم اليرموك: «إننا كنا نرى وميض القذيفة بأم عيننا، فنخبأ رأسنا قبل أن نسمع دويها».

في هذا المخيم، ازداد عدد النازحين الفلسطينيين بشكل قياسي منذ منتصف شهر رمضان. ففي هذه الفترة، كان عدد العائلات النازحة لا يتجاوز الـ48 عائلة، لكنه ازداد بشكل قياسي، ليقارب الـ100 عائلة، إذ يستقطب ما يقارب 40 في المائة من عدد النازحين الفلسطينيين إلى مخيمات بيروت الـ3. ومع ازدياد عددهم، وجدت اللجان الشعبية نفسها أمام مشكلة إنسانية حقيقية. يقول أحد المقربين من اللجان الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن «الجمعيات الإنسانية والدولية وهيئات المجتمع المدني واللجان الشعبية الفلسطينية عمدت إلى الاهتمام بموضوع السكن وتأمين الاحتياجات الإنسانية الضرورية لهم، لكن حجم التقديمات لا يغطي جميع النازحين بسبب كثافة عددهم». وأشار إلى أن «حركة فتح سحبت الفرش الأسفنجية الموجودة في مراكزها من عناصرها، وقدمتها للنازحين، بعدما وجدت أن الإمكانيات المتاحة أقل بكثير من حجم الطلب».

ويسكن معظم النازحين عند أقارب لهم، بينما لم يلحظ عددا كبيرا للنازحين الذين تمكنوا من استئجار البيوت، بحكم ارتفاع سعر الإيجارات. أما المستأجرون، فاقتصروا على العمال السوريين الذين استضافوا أقاربهم من داخل سوريا، مما دفعهم لاستئجار بيوت أكبر من تلك التي يسكنونها. وأبدى الفلسطينيون النازحون شكرا بالغا لإدارة الأمن العام اللبناني، التي ألغت الغرامات المالية على الفلسطينيين الذين خالفوا بمدة إقامتهم في لبنان، حين عبروا الحدود مجددا إلى سوريا. وقد سجلت عودة ما يناهز الـ10 عائلات الأسبوع الماضي.

وفي مخيمات صيدا، تتشابه قصص المآسي والمعاناة. ويناهز عدد النازحين الفلسطينيين من مخيمات اليرموك وحمص وحماه وحلب والسيدة زينب الـ300 عائلة، يتوزع منهم نحو 200 عائلة على مخيم عين الحلوة، و100 على مخيم المية ومية. ويعاني المخيمان، بحسب مصادر فلسطينية مطلعة، «من الاكتظاظ الكثيف في المخيم»، مشيرين إلى أن مخيم عين الحلوة «لن يكون قادرا على استيعاب أكثر من 30 عائلة إضافية». وأضافت المصادر: «استيعاب المخيمان فاق حدوده القصوى خلال الشهرين الماضيين، بعد أن اقتصرت حركة النزوح قبل 4 أشهر على 15 عائلة»، مشيرة إلى أن العائلات النازحة «تحتاج إلى رعاية كبيرة ومساعدة واهتمام بالغ».

وتهتم اللجان الفلسطينية والجمعيات اللبنانية والفلسطينية بتقديم المساعدات الغذائية والعينية والصحية (كل حسب قدرته). وتشير مصادر في مخيم عين الحلوة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «النازحين يعالجون في المستوصفات في المخيم، وخضع 30 نازحا لعمليات جراحية في مستشفيات المدينة على نفقة (الأونروا)».

وسط هذه الضغوط، يدعو الفلسطينيون النازحون منظمة الـ«أونروا» الدولية للقيام بواجباتها. وقالت مصادر المخيم إن «المنظمة الدولية مقصرة بحق هؤلاء، إذ لا تكفي نداءات الاستغاثة والمعونات الغذائية المحدودة لكفاية النازحين»، مطالبة إياها بـ«تشغيل خطة الطوارئ، لأن ما نشهده هو عملية نزوح جديدة إلى المخيمات اللبنانية، بينما تعجز الفصائل الفلسطينية والتنظيمات اللبنانية والفلسطينية والجمعيات الأهلية عن تقديم الخدمات لكل النازحين».

لكن اللوم الذي وجه لمنظمة الـ«أونروا»، لا يدخل محله كون المنظمة شارفت على الانتهاء من إحصاء النازحين، ورفعت دراسة بالاحتياجات للمنظمة بانتظار وصول الميزانية. وأوضح رئيس منطقة لبنان الوسطى في المنظمة محمد خالد لـ«الشرق الأوسط»: «إننا رفعنا الطلب، ومن المقرر أن تصل الميزانية المرصودة بقيمة 8 ملايين دولار إلينا، لنبدأ توزيع المعونات على النازحين في المخيمات الفلسطينية في لبنان في القريب العاجل، وبالتعاون مع كل المنظمات الدولية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ولجنة الحوار الوطني الفلسطيني»، مشيرا إلى اجتماعات مكثفة «تعقد مع تلك المنظمات والهيئات وممثلين عن الحكومة اللبنانية لإغاثة النازحين».

وفد برلماني سوري يصل إلى طهران بعد زيارة بروجردي إلى دمشق

الشيشكلي لـ «الشرق الأوسط»: الصمت الدولي منح إيران ضوءا أخضر للتمدد في سوريا

بيروت: نذير رضا

أعلن مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي في الشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام أن وفدا برلمانيا سوريا يصل اليوم إلى طهران في زيارة تستمر أربعة أيام. وأشار شيخ الإسلام إلى أن رئيسة لجنة العلاقات العربية والخارجية في البرلمان السوري فاديا ديب ورئيس لجنة الأمن القومي محمد صبحي أبو الشامات يشاركان في الوفد السوري.

وتأتي زيارة الوفد السوري إلى طهران ردا على الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إلى سوريا.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد السوري خلال زيارته إلى طهران، رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية – السورية علاء الدين بروجردي لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.

من جهته، وضع عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي هذه الزيارة في إطار «الإيحاء بأن المؤسسات الرسمية السورية، على الرغم من عزلتها الدولية، ما زالت فاعلة على صعيد العلاقات الخارجية»، مشددا في اتصال مع «الشرق الأوسط» على أن هذه الإيحاءات «لم تنفِ عزلة النظام، أو أنه بات محاصرا من الناحية السياسية». وقال الشيشكلي إن «هذه الزيارة دعائية أكثر من كونها عملية، وتهدف إلى تقديم مادة للرأي العام السوري بأن البرلمانيين الذين من المفترض أنهم يمثلون الشعب السوري يقومون بعملهم بشكل طبيعي، ويقومون بالزيارات الخارجية بشكل عادي».

وإذ لفت إلى أن «هكذا زيارة لن تقدم ولن تؤخر، كون الإدارات السياسية المنبثقة عن السلطة في إيران ليست المؤثرة على صعيد الأزمة السورية»، أكد أن «التعاون الأمني بين النظام السوري والنظام الإيراني هو ما يشكل خطرا علينا»، موضحا أن هذا التعاون «أثمر عن وجود حرس ثوري إيراني في سوريا، وعن تصريحات بأن ما يجري هو حرب على كل من إيران وسوريا».

وكان بروجردي قد زار دمشق في الخامس والعشرين من شهر أغسطس (آب) الماضي على رأس وفد إيراني، حيث التقى رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

وبحث الجانبان التطورات والمستجدات على الساحتين السورية والإقليمية، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

189 قتيلا بسوريا والحر يتقدم بالرقة

                      قالت لجان التنسيق المحلية إن 189 شخصا قتلوا أمس السبت في سوريا، أغلبهم بسبب القصف الجوي والمدفعي. مشيرة إلى أن معظمهم قضوا في دمشق وريفها وحلب، في حين أفاد مراسل الجزيرة بأن مقاتلي الجيش الحر واصلوا تقدمهم في محافظة الرقة.

وأفاد ناشطون بأن الهلال الأحمر السوري أخرج 35 جثة من تحت الأنقاض في حي مشاع الأربعين بحماة. كما ذكرت مواقع الثورة السورية أن بلدات في درعا وريف إدلب تتعرض لقصف جوي ومدفعي من قبل قوات النظام.

واستهدف القصف الجوي والمدفعي كلا من مدينة الرستن وبلدة الغنطو في حمص ومدينة القورية بدير الزور وبلدة تفتناز بإدلب وبعض مناطق حلب.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية -نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان- أن 11 جنديا سورياً على الأقل قتلوا السبت في معارك وهجمات استهدفت حواجز للجيش في محافظة حلب.

وأشارت الوكالة إلى أن معارك عنيفة تدور في بلدتيْ أورم وكفر جوم في غرب محافظة حلب. وأفادت الأنباء الواردة من درعا بأن قوات النظام تشن حملة اعتقالات ودهم واسعة في منطقة الحارة. وقد قصف الجيش بلدات نصيب وحيط والشجرة.

إسقاط طائرة

وفي هذه الأثناء، أسقط الجيش السوري الحر مقاتلة تابعة للجيش النظامي أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب بمحافظة إدلب في شمال البلاد، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن نقل مقر قيادة الجيش الحر إلى “المناطق المحررة داخل سوريا”.

ونقلت رويترز عن شاهد أن المقاتلين كانوا يهاجمون قاعدة عسكرية قرب البلدة عندما حلقت الطائرة وأسقطها مقاتلو المعارضة بنيران أسلحة مضادة للطائرات.

وكانت قوات الجيش الحر قد أسقطت مروحية في 27 أغسطس/آب الماضي على مشارف دمشق، كما أعلن بعد ثلاثة أيام من ذلك إسقاط طائرة في إدلب.

ومن ناحية أخرى، تقدم مقاتلو الجيش السوري الحر أكثر في عمق محافظة الرقة وسط سوريا، وتمكنوا من السيطرة على بلدتيْ “عين عاروس” و”سلوق” بعد سيطرتهم السابقة على بلدة تل أبيض، وذلك لإقامة منطقة عازلة قبالة الحدود مع تركيا.

 قيادة الجيش الحر

وبالتزامن مع اتساع نطاق المعارك، أعلن الجيش السوري الحر نقل قيادته المركزية من تركيا -التي استقر فيها منذ أكثر من عام- إلى “المناطق المحررة” داخل سوريا.

وقال قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد -في شريط فيديو بث على الإنترنت في رسالة موجهة إلى الشعب السوري- “نزفّ لكم خبر دخول قيادة الجيش الحر إلى المناطق المحررة، بعد أن نجحت الترتيبات في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريبا”.

وقال مصدر في المعارضة قريب من الأسعد إن العقيد وصل إلى سوريا منذ يومين. وأضاف لرويترز أن “الخطة هي أن تتمركز قيادة الجيش السوري الحر في سوريا بالكامل قريبا، إما في محافظة إدلب أو في محافظة حلب”. وتابع أن “الخطوة ستستكمل في غضون أسبوعين”.

تعزيزات تركية

وفي تطور آخر, دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية أكثر نحو حدوده الجنوبية مع سوريا لتوفير قدر أكبر من الأمن لسكان البلدات والقرى الحدودية.

وفي وقت سابق كشفت وسائل إعلام تركية النقاب عن أن الجيش التركي نشر مدافع وصواريخ مضادة للطائرات في جوار مركز حدودي مع سوريا يشهد مواجهات بين القوات النظامية السورية والجيش الحر.

ووصفت قناة “أن تي في” التركية الإجراء بأنه وقائي، وقالت إنه جاء إثر مواجهات عنيفة في سوريا للسيطرة على موقع تل أبيض الحدودي. وقد قصفت القوات النظامية يوم الخميس مدينة سانليورفا الواقعة على الحدود جنوب شرق تركيا مما أسفر عن إصابة تركيين.

مرسي: إيران جزء من الحل في سوريا

                                            قال الرئيس المصري محمد مرسي إن وجود إيران في مجموعة الاتصال الرباعية الإقليمية بشأن  سوريا ضروري، ولا يمكن تجاهل دورها كدولة مستقرة ومؤثرة في المنطقة.

وأضاف مرسي في مقابلة مع التلفزيون المصري بثت مساء السبت أنه “يجب ألاّ يُنظر إلى إيران كجزء من المشكلة بل كجزء من الحل في سوريا”، وأكد أن مصر ستواصل جهودها لوقف نزف الدم في سوريا، داعياً نظام الأسد إلى إدراك خطورة ما يرتكبه ضد شعبه.

وكان مرسي قد دعا إيران الشهر الماضي للانضمام إلى اللجنة الرباعية التي طالب بها، والتي تضم إلى جانب إيران ومصر كلا من المملكة العربية السعودية وتركيا، في مسعى لإيجاد حل للأزمة في سوريا، وفي حين طالبت تركيا والسعودية ومصر الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، تبقى إيران -الدولة الوحيدة في المجموعة- حليفة له.

وقال مرسي الذي أصبح الشهر الماضي أول رئيس مصري يزور الجمهورية الإسلامية منذ عقود “لسنا بعيدين عن إيران في هذا الجانب، وليست لنا مشكلة جوهرية معها. الأمر طبيعي كباقي دول العالم”.

وأضاف الرئيس المصري في المقابلة التي تعد الأولى له منذ انتخابه في يونيو/حزيران الماضي أنه قد يجتمع مع مسؤولين كبار من الدول الثلاث المشاركة في المجموعة الرباعية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي سيحضره في نيويورك الأسبوع الجاري.

وتأتي تعليقات مرسي بعد تغيب السعودية عن اجتماع المجموعة الرباعية الأخير الذي استضافته القاهرة في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، ورأى دبلوماسيون ومسؤولون غربيون أن هذا الغياب هو رد فعل من جانب السعودية على حضور إيران، فيما أعطى مسؤولون مصريون تفسيرات متضاربة لغيابها.

وكرر مرسي تصريحات أدلى بها خلال اجتماع جامعة الدول العربية الذي حضره الشهر الجاري أكد فيها على ضرورة أن يدرك النظام السوري أن استمرار إراقة الدماء يخالف كل القوانين والأعراف.

وكان موقف مرسي واضحا بشأن سوريا منذ توليه السلطة في 30 يونيو/حزيران الماضي، ووصف الحكومة السورية بأنها “قمعية” وقال إن دعم الشعب السوري “واجب أخلاقي” خلال كلمة ألقاها في طهران الشهر الماضي للمشاركة في قمة حركة عدم الانحياز.

واندلعت الانتفاضة السورية في مارس/آذار العام الماضي بعد شهر من انتهاء الانتفاضة المصرية بسبب مطالب مماثلة بالديمقراطية والحرية، لكن على عكس الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي غادر بعد 18 يوما من الاحتجاجات، أرسل الأسد جيشه لسحق الانتفاضة، مما أدى إلى حمل المعارضين السلاح ضده وإثارة معارك عنيفة مستمرة منذ 17 شهرا.

وتقول الأمم المتحدة إن حوالي عشرين ألف شخص قتلوا في الصراع وإن أكثر من 235 ألف لاجئ سوري سجلوا في العراق والأردن ولبنان وتركيا، في حين شُرد قرابة 1.2 مليون شخص داخل سوريا.

إعدامات ميدانية في دمشق وانتشار تركي قرب الحدود

الإبراهيمي وبان كي مون يؤكدان أن أزمة سوريا تهدد السلام والأمن في المنطقة

العربية.نت

ذكرت شبكة “سوريا مباشر”، الأحد، وقوع اشتباكات عنيفة في حي الميدان بدمشق بين الجيش الحر وقوات النظام، مؤكدة العثور على 19 جثة أَعدمت قوات النظام أصحابها ميدانيا في حي جوبر بدمشق.

وجددت قوات النظام السوري قصفها على مدينة بصرى الشام بدرعا. كما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى قصف صاروخي جوي تتعرض له مدينة مارع بحلب مما أدى إلى سقوط ضحايا. وقصف جيش النظام السوري أيضا حي الفردوس في المدينة.

وإلى ذلك، نشر الجيش التركي مركبات مدرعة وأسلحة ثقيلة على الحدود مع سوريا، قرب معبر حدودي شهد قتالا عنيفا بين عناصر الجيش الحر والجيش السوري.

وأفادت تقارير إعلامية أن الأسلحة نُشرت في منطقة، أصيب فيها مدنيون أتراك الأسبوع الماضي برصاص طائش وقصف مدفعي عبر الحدود من محافظة الرقة السورية.

وأضافت أن الجيش التركي حرك 3 مدافع هاوتزر وسلاحا مضادا للطائرات إلى الحدود.

وحركت تركيا عددا من قواتها في الأشهر الماضية بمحاذاة حدودها الممتدة لأكثر من تسعمائة كيلومتر مع سوريا.

ومن ناحية أخرى، يعوّل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والوسيط الدولي في سوريا، الأخضر الإبراهيمي، على العديد من القادة الذين سيشاركون في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل لإيجاد الوسائل الكفيلة “بتحسين الوضع الإنساني في سوريا، ومعالجة الأزمة الخطيرة في البلاد وتأثيرها على الدول المجاورة”.

وجاء في بيان للأمم المتحدة، نشر بعد المحادثات بين بان كي مون والإبراهيمي، تأكيد المسؤولين الاثنين على أن “الأزمة التي تتفاقم في سوريا تمثل تهديدا متصاعدا للسلام والأمن في المنطقة”.

الجيش السوري يقتل 7 نازحين باستهداف سيارتهم

مخاوف عالمية حقيقية من توسع الأزمة السورية لتشمل دول الجوار

العربية.نت

أفادت لجان التنسيق بأن 7 قتلى سقطوا في حلب إثر استهداف قوات النظام سيارة نازحين.

في حين، استخرج مسعفون 40 جثة على الأقل من تحت أنقاض المباني في حي مشاع الأربعين بمدينة حماة، بعد قصفٍ وغاراتٍ لقوات النظام.

وقد ارتفعت حصيلة ضحايا القصف يوم أمس السبت إلى 189، بحسب لجان التنسيق المحلية.

فيما أقدمت قوات النظام في الحجر الأسود على إحراق 180 منزلا، وفق ما ذكره اتحاد التنسيقيات.

من جهتهم، واصل الثوار عملياتهم العسكرية في مناطق مختلفة، فأسقطوا مقاتلة من طراز ميغ فوق الأتارب بريف حلب وسيطروا على مقر الفوج السادس والأربعين في المنطقة نفسها، وهو المقر الذي يُعد أحدَ أقوى معاقل قوات النظام السوري.

مخاوف حقيقية من توسع الأزمة

وتزداد مخاوف العالم من توسع الأزمة السورية لتشمل دول الجوار؛ فالجيش اللبناني أعلن في بيان له أن قوات من الجيش السوري الحر توغلت داخل الأراضي اللبنانية وهاجمت نقطة للجيش، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع.

وعلى خط حدوديٍ آخر وتحديدا في الأردن، أعلنت الحكومة أن قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة إسلامية مسلحة بالقرب من الحدود السورية، وأنها تمكنت من توقيف أفراد المجموعة بعد الاشتباك.

لم تعد الحدود مع دول الجوار بعيدة عن شرارة الأزمة السورية، فقد ألقت قوات حرس الحدود الأردنية القبض على مجموعة مسلحة بعد أن اشتبكت معها قرب الحدود السورية الأردنية.

يأتي هذا فيما أفادت شبكة شام بوقوع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في منطقة وادي اليرموك الحدودية مع الأردن.

ورفعت مثل هذه الأحداث درجة التوتر على الحدود بين البلدين الممتدة بطول 375 كيلومترا، من بحيرة طبريا، حتى جبل طنف في الصحراء السورية.

وزادت القوات السورية حشودها على الحدود لمنع خروج منشقين ولاجئين. وفي المقابل عزز الجانب الأردني وحداته العسكرية لحماية حدوده وتأمين الفارين من منشقين ولاجئين.

وقد تكررت المناوشات في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل شهاب السورية جنوبي درعا والطُرة الأردنية قرب مدينة الرمثا، حيث يعمد جيش النظام السوري إلى إطلاق النار باتجاه لاجئين يحاولون العبور إلى الأردن.

الأمريكيون يعترفون بالحرب الأهلية في سورية

زهدي الفاتح

أولئك الباطنيون اليائسون حتى من اليأس، في طهران ودمشق، الذين يتسللون إلى الشوارع الخلفية من التاريخ، يقولون إنهم آتون من الأزل الذي كلّفهم بتدمير العالم تمهيدا لظهور» إمام زمانهم «، يبدون، في حقيقتهم، وكأنهم آتون من عصر أكلة لحوم البشر.

في 8-12-2004 م، حذر العاهل الأردني، في حوار مع « الواشنطن بوست « الأمريكية، من أخطار النفوذ الإيراني في المنطقة، لإنشاء ما أسماه « الهلال الشيعي»، يشمل إيران والعراق وسورية ولبنان، مُنبها إلى أن النظام العلوي في دمشق يُدرّب مقاتلين من « القاعدة « على أراضيه، ويُوجههم إلى العراق، تمهيدا لتحويل العراق إلى محافظة إيرانية.

في تغريداته، عبر حسابه في « التويتر « (في 10-8-2012 م)، قال رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المُنشق مؤخرا عن نظام الأسد: إن القصر الجمهوري في دمشق « يضمّ مكاتب خاصة لمستشارين وخبراء من إيران، ومن « حزب الله «، ولهم الأفضلية عند بشار الأسد، أكثر من أي مسؤول سوري».

وبيّن حجاب أن « الأسد يعتمد في كل قراراته على أوامر الإيرانيين، مع أنه يستمع إلى آراء المقربين إليه، دون أن يهتمّ أو يأخذ بها. وهو مُتزمت وحاسم في قراراته التي يعرف أن إيران تؤيده في اتخاذها، لأنها هي، أصلا، التي تستدرجه إليها وتوحي بها «.

وكشف حجاب أن إيران هي التي أمرت الأسد، منذ بدء الثورة السورية، التعامل مع تظاهرات الشعب السوري « بقبضة من حديد، والسماح لـ «حزب الله» بدخول سورية، لقيادة عمليات قمع السوريين، نظرا لولاء الحزب المطلق لإيران».

وأكد أن « إيران هي الوحيدة التي تتدخل في شؤون سورية، وتُملي سياستها إملاء حازما على النظام العلوي في دمشق، وتتعامل مع الأسد على أنه وكيلها في محافظة إيرانية. كما أنها تعمل على تأجيج الحرب الأهلية المستعرة «. في الوقت الذي تحدثت أنباء (الجزيرة أونلاين) عن أن الحكومة الإيرانية (بعدما صدرت فتاوى دينية شيعية متفرقة تحث على الجهاد في سورية)، في طريقها إلى إصدار فتوى موحّدة توجب على الشيعة في العالم الوقوف إلى جانب النظام العلوي في دمشق.

ولاحظ (ليون بانيتا) وزير الدفاع الأمريكي « وجودا إيرانيا مُتعاظما إلى جانب النظام في سورية «. وحدد رئيس الأركان الأمريكي الجنرال (مارتن دمبسي) نوعية هذا الوجود، فقال إنها ميليشيات مؤلفة من الشيعة عموما وبعضهم علويون.

وفيما كان وزير دفاعهم يتحدث عن مخطط غربي – تركي لإقامة مناطق آمنة في سورية، وشلّ طيران نظام الأسد، اعترف الأمريكيون، لأول مرة، بأن ثمة حربا أهلية تستعر في سورية، إذ يقول (دانيال بايمان) في مجلة « فورين بوليسي « الأمريكية، المعروفة بدقتها وحياديتها وقربها من الإدارة الأمريكية: « تتدهور الحرب الأهلية في سورية من سيء إلى أسوأ، مع تزايد عدد الضحايا والفظاعات، وهي بمثابة مـأساة بالنسبة للسوريين وكارثة مُحققة بالنسبة للدول المجاورة..» (12-8-2012 م).

(كينيث بولاك) في صحيفة « الواشنطن بوست « الأمريكية، (12-8-2012 م) يطرح طريقتين لإنهاء هذه الحرب: « إما فوز أحد الطرفين على الآخر بطريقة دموية، أوتدخـّل طرف ثالث بقوة لوقف القتال. وإلى أن تـُقرر الولايات المتحدة مساعدة طرف على آخر، أو التدخل عسكريا في سورية، فإن لا شيء يُمكن أن يُحدث فارقا».

العاهل الأردني صاحب التحذير من أخطار « الهلال الشيعي «، منذ العام 2004 م، يعود فيُحذر، من جديد، من أن « السيناريو الأسوأ في سورية، هو اندلاع حرب أهلية شاملة، يُصبح عندها من المستحيل النجاة من الانزلاق نحو الهاوية « (قناة « سي إن إن « يوم 18-7-2012 م).

هل قرر نظام ولاية الفقيه في طهران وتابعه النظام العلوي في دمشق الذهاب إلى الهاوية، لـ « انتظار « ظهور « إمام زمانهم « ؟.

ألا يعرف ملالي طهران ودمشق ما هي المسافة التي تفصل بين» الانتظار « و»الاحتضار « ؟.

هم، بالتأكيد، يعرفون أن أسوأ أنواع اليأس هو اليأس.. اليائس.

* نقلاً عن “الجزيرة” السعودية

أكراد سوريا يديرون مناطقهم بأنفسهم.. والنظام يتفرج

اللغة الكردية في المدارس والأحزاب المحظورة عادت للعمل السياسي

قامشلو (سوريا) – جمعة عكاش

مدينة قامشلو، شمال شرقي سوريا، التي يعتبرها الكرد عاصمة لهم، لا تزال بها يد الأسد الأب مرفوعة، تلوح للمارّين في عز الثورة السورية على ابنه بشار، بينما تنتشر صور الوالد وصور نجله بكثافة في مراكز المدن الكردية الأخرى.

كاميرا “العربية” دخلت المنطقة وقطعت نحو 180 كم في المدن ذات الغالبية الكردية، ولاحظت أن النظام السوري يسيطر عليها بشكل كامل، لكنه لا يستطيع أن يديرها، فقد ترك إدارتها للسكان الذين يتصرفون وكأن النظام غير موجود.

وفي هذا الإطار، قال فيصل يوسف، رئيس المجلس الوطني الكردي لـ “العربية”: “النظام لا يزال يسيطر تماما في مراكز المدن في محافظة الحسكة أخص بالذكر منها مركز مدينتي الحسكة والقامشلو، لكن في بعض المدن النظام سحب بعض مراكزه الأمنية إلى خارج المدن”، ويضيف: “لكنني عموما أقول إن النظام لا يزال يسيطر على معظم مناطق المحافظة ويمسك بزمام الأمور”.

وفي مدينتي عامودا وديريك اللتين شهدتا إعادة تمركز وانسحاباً جزئياً لقوات النظام بدا الكرد بجني ثمار الثورة.

فهنا يتدرب مدرسون في العقد الثالث من عمرهم دون خوف على قواعد اللغة الكردية المحظورة، استعداداً لجعل “الكردية” لغة التعليم الرسمية في مناطقهم.

والأحزاب التي بقيت محظورة طوال عقود، بدأت بافتتاح مقارها، حيث يتوافد العشرات من كوادرها لبحث مصير القضية الكردية.

وإلى جانب النشاط السياسي والثقافي، يقيم مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي نقاط تفتيش، لكنها تتفادى التصادم مع قوات النظام، مما يوحي وكأن ثمة اتفاقاً أو تفاهماً غير معلن بين الطرفين.

ورغم ذلك، ينفي محمد صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الأمر بقوله: “كلا ليس هناك تفاهم أو اتفاق لكننا لم نشعر بضرورة الهجوم على هذه النقاط، أما بالنسبة لوجود نقاط تفتيش على مقربة من بعضها فربما هذا أمر فرضه الواقع أكثر من أي شيء آخر”.

ويراهن أكثر من 3 ملايين كردي على “سلمية الثورة” في مسعى إسقاط النظام، كما يتطلعون للسيطرة على نحو 1300 بئر نفطية في منطقتهم بهدف التحول إلى لاعب رئيس في المعادلة السورية.

اعتقال مجموعة جهادية على الحدود السورية الأردنية

حكومة المملكة الهاشمية لم تكشف عن جنسياتهم وزعيم سلفي ينفي إصدار أوامر لهم

العربية.نت

أفاد مراسل “العربية” في عمان، سعد السيلاوي، نقلا عن مصادر أمنية أردنية، أنه تم اعتقال مجموعة جهادية في الأردن بعد اشتباك على الحدود السورية.

وألقت قوات حرس الحدود الأردنية القبض على هذه المجموعة المسلحة بعدما اشتبكت معها قرب الحدود السورية الأردنية.

وأكد مراسل “العربية” في هذا الإطار، أنه لم تسجل هناك أية إصابات على الجانبين، حيث جرى توقيف ثلاثة أشخاص على الأقل حتى الآن، ولم يتم الكشف عن جنسياتهم.

وقال مصدر حكومي أردني إن المجموعة الموقوفة تنتمي إلى التيار السلفي الجهادي، وأوضح مراسل “العربية” أنه تحدث شخصيا إلى زعيم تيار سلفي في الأردن، ونفى له أن تكون قد صدرت لمجموعات سلفية أوامر تنظيمية بالدخول إلى سوريا، وقدر هذا القيادي السلفي أن “من دخلوا ربما قرروا الدخول بمبادرات شخصية منهم”.

ومن جانب آخر، نفت مصادر عسكرية لـ”العربية” ما تم تداوله من أخبار بشأن اشتباك وقع بين الجيشين السوري والأردني على الحدود. ويأتي هذا فيما وقعت اشتباكات شديدة بين الجيش الحر وقوات النظام السوري في منطقة وادي اليرموك الحدودية مع الأردن.

وبخصوص مكان توقيف المجموعة الجهادية على الحدود السورية الأردنية، أوضح مراسل “العربية” أن الجيش الأردني لم يقدم معلومات بهذا الشأن، ولكن التوقعات تشير إلى منطقة الرمثة أو باتجاه نهر اليرموك.

ومن جانبه، كشف قائد حرس الحدود الأردني، لـ”العربية” أنه “منذ بداية الأزمة السورية زاد عدد السوريين الذين يهربون باتجاه الأردن، حيث بلغ عددهم 71 ألفا قبل أسبوع فقط من الآن”، مشيرا إلى أن “هناك أعدادا أخرى تدخل أيضا إما بقصد تهريب المخدرات إلى بلدان مجاورة أو تهريب الأسلحة أيضا”. وهو ما دفع الجيش الأردني إلى زيادة أعداد قواته في المنطقة الشمالية في سبيل حماية الحدود مع سوريا.

رئيس مصر يقول ان وجود ايران حيوي لانهاء الازمة السورية

القاهرة (رويترز) – قال الرئيس المصري محمد مرسي يوم السبت ان وجود علاقة مع ايران مهم لمصر في هذا التوقيت لتستطيع ايجاد وسيلة لانهاء سفك الدماء في سوريا.

ووصف مرسي في مقابلة تلفزيونية هي الاولى للتلفزيون الحكومي منذ انتخابه في يونيو حزيران الماضي ايران بانها طرف رئيسي في المنطقة يمكن ان يكون لها دور نشط وداعم في حل المشكلة السورية.

وطالب مرسي في خطوة لاحياء دور مصر في المنطقة الشهر الماضي ايران بالانضمام الى اللجنة الرباعية التي طالب بها والتي تضم السعودية وايران وتركيا ومصر لايجاد حل للعنف في سوريا.

وايران هي الدولة الوحيدة في المجموعة الرباعية الحليف للرئيس السوري بشار الاسد واتهمت السعودية وتركيا بمساعدة مقاتلي الجيش السوري الحر الذين يقاتلون للاطاحة به.

وطالبت تركيا والسعودية ومصر الاسد بالتنحي. وهوجمت ايران في مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي لدعمها المستمر للنظام السوري.

وقال مرسي شارحا ان قرب ايران الوثيق من سوريا وعلاقتها القوية معها تجعلها “جزءا فاعلا” في حل الازمة السورية “وانا لا ارى على الاطلاق ان وجود ايران في هذه الرباعية مشكلة وانما هو جزء من حل المشكلة (السورية).”

وتأتي تعليقات مرسي بعد تغيب السعودية عن اجتماع المجموعة الرباعية الاخير الذي استضافته القاهرة في 17 سبتمبر ايلول. ورأى دبلوماسيون ومسؤولون غربيون ان قرار السعودية هو رد فعل على حضور ايران الشيعية المنافس الكبير للسعودية السنية في الشرق الاوسط.

ولم تعلق السعودية رسميا عن سبب عدم حضورها الاجتماع واعطى مسؤولون مصريون تفسيرات متضاربة لغيابها.

وقال مرسي انه قد يجتمع مع مسؤولين كبار من الدول الثلاث المشاركة في المجموعة الرباعية خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الذي سيحضره في نيويورك الاسبوع الجاري.

وقال مرسي الذي اصبح الشهر الماضي اول رئيس مصري يزور الجمهورية الاسلامية منذ عقود “لسنا بعيدين عن ايران في هذا الجانب وليست لنا مشكلة جوهرية مع ايران (العلاقات بين مصر وايران) الامر طبيعي كباقي دول العالم .”

وتوترت العلاقات بين القاهرة وطهران بشدة في اعقاب الثورة الاسلامية في ايران في 1979. ووقعت مصر اتفاقية سلام مع اسرائيل واصبحت حليفا قويا لامريكا واوروبا.

ولكنها الان تتخذ موقفا على خلاف مع اسرائيل وحلفائها الغربيين وامريكا.

ولم يزر الرئيس السابق حسني مبارك الذي حل مرسي محله بعد الاطاحة به في انتفاضة شعبية العام الماضي ايران خلال سنوات حكمه التي امتدت الى 30 عاما.

وكان مرسي صريحا بشان سوريا منذ توليه السلطة في 30 يونيو. ووصف الحكومة السورية بانها “قمعية” وقال ان دعم الشعب السوري “واجب اخلاقي” في كلمة القاها في طهران الشهر الماضي في قمة حركة عدم الانحياز التي كانت السبب وراء الزيارة التاريخية للدولة الاسلامية.

وقال مرسي يوم السبت مرددا تعليقات مماثلة ادلى بها خلال اجتماع جامعة الدول العربية الذي حضره الشهر الجاري وفي مقابلة حصرية في وقت سابق مع رويترز “لابد ان يدرك النظام السوري ان استمرار اراقة الدماء هو بذلك يخالف كل القوانين والاعراف .”

واندلعت الانتفاضة السورية في مارس اذار العام الماضي بعد شهر من انتهاء الانتفاضة المصرية بسبب مطالب مماثلة بالديمقراطية والحرية. لكن على عكس مبارك الذي غادر بعد 18 يوما من الاحتجاج ارسل الاسد جيشه لسحق الانتفاضة مما ادى الى حمل المعارضين السلاح ضده واثارة معارك عنيفة مستمرة منذ 17 شهرا.

وتقول الامم المتحدة ان حوالي 20 الف شخص قتلوا في الصراع وان اكثر من 235 الف لاجىء سوري سجلوا في العراق والاردن ولبنان وتركيا في حين شرد قرابة 1.2 مليون شخص داخل سوريا.

(اعداد عبد الفتاح شريف للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

من ياسمين صالح

الجيش السوري الحر يقول ان قيادته انتقلت من تركيا الى سوريا

بيروت (رويترز) – قال قائد الجيش السوري الحر يوم السبت إن الجماعة المعارضة نقلت قيادتها للمرة الأولى من تركيا الى أجزاء من سوريا تسيطر عليها المعارضة المسلحة الآن.

ويتمركز الجيش السوري الحر في تركيا منذ اكثر من عام بينما تقاتل المعارضة ضد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد. ورغم ان مقاتلي المعارضة يسيطرون في الوقت الحالي على مساحات واسعة من سوريا إلا أنهم يواجهون هجمات جوية وقصف مدفعي من جانب قوات الاسد.

وقال العقيد رياض الاسعد في تسجيل مصور “نزف اليكم خبر دخول قيادة الجيش الحر الى المناطق المحررة (داخل سوريا)… بعد ان نجحت الترتيبات في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريبا.”

وقال مصدر بالمعارضة قريب من الاسعد إن العقيد وصل الى سوريا منذ يومين.

وقال لرويترز إن “الخطة هي أن تتمركز قيادة الجيش السوري الحر في سوريا بالكامل قريبا اما في محافظة ادلب او في محافظة حلب” مضيفا ان الخطوة ستستكمل في غضون اسبوعين.”

وجاء هذا الاعلان من جانب المعارضة عشية مؤتمر لعدد من جماعات المعارضة التي تسمح لها الحكومة السورية بالعمل في العاصمة دمشق تعقده بغرض تقديم حل سياسي للحرب الاهلية وهو اجتماع وصفه الجيش السوري الحر بأنه خدعة من الاسد للمجتمع الدولي.

والجيش السوري الحر هو الجماعة الابرز بين عدة جماعات مسلحة تقاتل للاطاحة بالاسد. وفي التسجيل المصور الذي نشر على الانترنت قال الأسعد إن رجالة سيقاتلون جنبا الى جنب مع كل الجماعات ويعتزمون السيطرة على دمشق قريبا.

وعلى الرغم من الدعوة الى تنحي الاسد فإن الغرب يتوخى الحذر في تسليح جماعات المعارضة المختلفة. ويقول دبلوماسيون غربيون إنهم يبحثون عن علامات على أن مقاتلي المعارضة لديهم هيكل قيادة واضح داخل سوريا.

وتواجه تركيا التي تستضيف اكثر من 80 الف لاجيء من سوريا ضغوطا داخلية لتنأى بنفسها عن الصراع ولا يرحب المواطنون بمقاتلي المعارضة. وقال شاهد إن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة مقاتلة أثناء تحليقها فوق بلدة الاتارب بمحافظة ادلب في شمال سوريا يوم السبت.

وأضاف الشاهد وهو صحفي مستقل طلب عدم نشر اسمه إن مقاتلي المعارضة هاجموا قاعدة عسكرية قرب البلدة حين كانت الطائرة تحلق فوقها وإن المقاتلين اسقطوها بأسلحة مضادة للطائرات.

وأسقط مقاتلو المعارضة قبل ذلك عدة طائرات حكومية باستخدام مدافع قديمة مضادة للطائرات محمولة على شاحنات نصف نقل.

ويقول نشطاء إن اكثر من 27 الف شخص أغلبهم من المدنيين قتلوا خلال الانتفاضة التي اندلعت منذ 18 شهرا.

وفي دمشق قام الجيش بمداهمات بضواح جنوبية على مدى الايام القليلة الماضية بعد أن أخرج معظم مقاتلي المعارضة منها. وتصاعد الدخان الاسود من ضاحية الحجر الاسود اليوم وقال سكان إن قوات الامن اشعلت النيران في منزلهم.

وامام مستشفى فلسطين في ضاحية الحجر الاسود سجيت جثث مجهولة الهوية ليتعرف الناس عليها يوم السبت. وظلت 28 جثة بعد الظهر لكن موظفي المستشفى قالوا إنهم وضعوا اكثر من 60. وتجاوز عمر احد الضحايا 60 عاما مما يشير الى أن القتلى ليسوا جميعا من مقاتلي المعارضة.

وفي ضاحية جوبر تظهر لقطات سجلها هواة جثث سبعة رجال قال نشطاء إن ميليشيا الشبيحة اعدمتهم. وحملت اربع من الجثث آثار حروق بالغة.  وقالت لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك يوم الجمعة إن قوات الامن السورية هاجمت منزل مصور يعمل لحساب شبكة شام الاخبارية وهي شبكة اخبارية شعبية سورية وقتلته وثلاثة من اصدقائه في مدينة حماة بوسط البلاد يوم الاربعاء.

وتنظم مؤتمر المعارضة في دمشق الذي يعقد الاحد جماعة المعارضة الرئيسية في الداخل وهي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي.

وفي يوليو تموز الماضي الغي مؤتمر مشابه بعد تهديد قوات امن الاسد لصاحب القاعة التي تستضيفه. واطلقت قوات الامن النار امام القاعة في حادث اسفر عن مقتل 14 شخصا.

وتقول جماعات معارضة ان روسيا والصين اللتين اعاقتا محاولات غربية لفرض عقوبات من الامم المتحدة على الاسد وعدتا باستغلال نفوذهما في حماية اجتماع غد الاحد.

ويقول الاسد انه يقبل بعض الشخصيات المعارضة التي تدعو إلى التحول السلمي من دولة الحزب الواحد إلى الحكم الديمقراطي ويشير حلفاؤه إلى المعارضة الداخلية باعتبارها مؤشرا على جدية الرئيس في التغيير.

واتهمت المعارضة المسلحة شخصيات المعارضة الداخلية والتي تضم معارضين بارزين قضى بعضهم سنوات في سجون الاسد بأنها سلبية.

ورفض متحدث باسم الجيش السوري الحر المؤتمر قائلا ان نظام الاسد “يحاول دائما التفاوض مع نفسه”.

وقال لرويترز عبر الهاتف “هذه ليست معارضة حقيقية في سوريا. هذه المعارضة ليست سوى الوجه الاخر لنفس العملة. الجيش السوري الحر لن تكون له علاقة بهذه الجماعات.”

واضاف “انها مجرد خطة سخيفة لتضليل المجتمع الدولي ليظن ان هناك مفاوضات جارية. لا يمكنهم ان ينجحوا في انهاء الحرب الاهلية.”

(اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة)

من اوليفر هولمز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى